- الحاجة مافيشه.. «أنا راجلها».. أي وصية..؟! ده كان جواب «يابا» جدي لأمي لسيد البصل زبون «يُمه» جدتي لامي، وهو كما ترون جواب ممكن يقوله اي واحد فيكم لو لقى روحه في موقف «يابا»، لكن انتو لو عرفتوا الموقف اللي دخل فيه «يابا» بسبب قوله: «الحاجة مافيشه .. انا راجلها .. اي وصية؟» لحمدتم الله وبوستم يدكم وش وضهر، فلسوء حظ «يابا» ان اللي كان واقفين جنبه هم اولئك العفاريت الثلاثة اخواني الصغار (سارة والطيب ونجود) واللي باين عليهم اصبحوا كمن اكتشف الذرة، ليذروا بدورهم «يابا» وهم يكركرون ضحكا بعاصفة من اسئلتهم المحرجة والمندهشة والتي كانت من شاكلة: - انت صحي راجل يُمه؟!!! - طيب وينها دبلتها؟!! - وليه ما بتلبسها في أصبعك؟! لاشاهد ولاول مرة في حياتي «يابا» غارقا في حرجه استحياءً، بل ولعله ندم على تصريحه لسيد البصل بانه «راجل الحاجة» لانه «العفاريت التلاتة» لم يرحموه، وكيف لا، فهم لم يكتفوا باغراقه في بحيرة اسئلتهم المحرجة، بل قاموا بوضع كراسيهم الصغيرة قدام خشم باب بيتنا انتظارا لباقي افراد العائلة حتى إذا ما لمحوا امي او ايا من خالاتي ولا اخوالي وهم عائدين من اعمالهم او مدارسهم إلا وسارعوا اليه يسألونه باصوات طفولية مغموسة في الدهشة: «انتو صحي يابا «راجل» .. يُمه؟!!!» ليغرق بيتنا بدوره في موجة من الضحك المحتار ارتباكا الذي جعلني اتنبه إلى تلك الدهشة المتوارية في عيون امي واخوالي وخالاتي والتي وشت لي بأنهم ما انتبهوا لحقيقة ان «والدهم» هو زوج «والدتهم» إلا بعد ما باغتهم «العفاريت الثلاثة» بسؤالهم ذاك، لذا فإنني ما أن قرأت عمودك الوسيم «النشوف آخرتا» أستاذنا سعد الدين ابراهيم بجريدة «الصحافة» الذي تحدثت فيه عن: «تحفظ السودانيين في إبداء، ناهيك عن اظهار، عواطفهم تجاه بعضهم البعض، طارحا عليهم سؤالك التالي:«هل سأل احدكم نفسه هل امه وابوه بيحبوا بعض»، وجدتني اغمغم قائلة:«هي لكن يا استاذ سعد الدين جنس سؤالك ده يجاوبوا عليه كيفن ونحنا يا دوبنا اكتشفنا انه يابا راجل .. يُمه؟!». ولكنني عندما قرأت قولك ان مثل هذا التحفظ يفضي في نهاية المطاف إلى برودة احاسيسهم، وجدتني اتمتم:«ولكن الشيء المؤكد ان ايا من «يابا» او «يُمه» لم يكونا باردي الاحساس، كيف لا والاعجاب بالفنان الراحل عبد الحليم حافظ قد بلغ من «يُمه» درجة جعلتها تريد ان تطلق اسمه على احد ابنائها، اما «يابا» فقد كان بمثابة الاب الروحي لفرقة «ترهاقا» الادبية والفنية بحي ود البنا»، لذا فإنني ما ان ادركت ان خضوعنا لقواعد مجتمعنا المتحفظ هي التي فرضت على جدي ألا يصرح لسيد البصل بانه زوج جدتي الا مضطرا!، الا وجدتني أرجوك ببركة ايام العيد استاذنا «سعد الدين ابراهيم» ان تطلب من كل يابا «سوداني» انه وكت يجي يعيد على يُمه «السودانية» ألا يخجل من ان يناديها باسمها قائلا: «فلانة .. كل سنة وانتِ طيبة»، وإن لامه شخص ما استهجانا: «كيفن تناديها قدام وليداتكم باسمها .. وان الكلام ده عيب منك .. وانت نسيت انه المفروض عليك انك تناديها ب.. الحاجة»، ما عليه الا ان يرد عليه:«وهو انا وكت اخدتها من بيت ابوها كانت.. حاجة». وربنا يمتع كل من «يابا» و«يُمه» جوه السودان وبره بالصحة والعافية .. وكل سنة وهم طيبين. وان ارحم اللهم ببركة شهرك الكريم فقيدنا الغالي سعد الدين ابراهيم. [email protected]
حروفك يا رندا مغموسة برائحة الحلو مر جريا علي منوال ثقافتنا التليدة التي أمعنت في الصون حد اخفاء تسمية النصف الأخر....مستذكرا زوجة خالي حين كانت تشير اليه عبر احاديثها مع جاراتها ب- (دا) . وحين يتنادي المغني...(حاول يخفي نفسه غير اتجاهو...)...لذك كان التعبير عن تلك العاطفة الخالدة يحدث بوسم سهم علي منديل معطر... وحين يبلغ الحب مداه ويعربد في التمني يطفو علي جدول الاشوق حديث المغني ..( كلموه دمعو سال...هف بالشوق قالو قال)..
ماجداتنا حين يخفين سر العاطفة الأولي ذلك ليقف الفارس لا يلوي علي شيء ولا يلتوي واصحابه يمزقون ظهره بالسياط. في مشهد تتخلله الأفراح........أو ذاك الذي لا ياتي الا بعد ان يجندل نمرا... فتاملي... جادك الغيث...
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة