ربما تتكوم عوائق مهولة و يضعها بعض الذين يتأثرون سلباً عند تعافي الحزبالاتحادي الديمقراطي( سيد الاسم) من مرض الزهايمر الذي لازمه أساس طائفيسنين عددا !إن بناء الأحزاب على أرضية الطائفية قد أهدر الطاقات البشرية.. و بددالقدرات على العطاء الأمثل في جميع المحاور، القيادية منها و السياسية وغيرهما.. فاختلت المعايير.. و اهتزت القيم، و احتل البعض غير مكانه تحتالأضواء الساطعة.. و رُكن الأكثر كفاءة و مقدرة على العطاء في الظل.. وأطلت الإمّعات على المسرح في مشاركة لا ترقى لمستوى ( الشراكة)، فضاعالحزب ضمن الأحزاب التي تنصلت منه.. و اندفعت تناسل لتنتج (خشاش) طيورتظل خشاشاً طيور و طوال عمرها.. لا تنظر إلى الأشياء من الأعالي!و قد ضيع الاتحادي الديمقراطي اللبن بانتهاجه نهج العمل ( بالإشارة) والتوريث.. فأورث الحسن الميرغني الحزب الكبير.. بل ربما الأكبرجماهيرياً!كل مؤهلات و خبرات السيد/ الحسن الميرغني في واقعها ( لا شيئ) سوى أنهخريج هندسة من إحدى جامعات الولايات المتحدة الأميركية.. و نحن نعرفشباباً- من جيل الحسن الميرغني- نابغين جداً في مختلف العلوم، و يحملونشهادات من أمريكية أعلى من ما يحمل الحسن الميرغني.. و هم حجج في مجالاتتخصصاتهم.. و قد ضمتهم مؤسسات أميركية لا تضم إليها سوى المتميزين منالخريجين.. و إذا افترضنا أن أحد الشباب أولئك جاء إلى السودان و انضمإلى الحزب الاتحادي الديمقراطي لما التفت إليه أحد في الحزب.. لأنه بلاخبرة و لا مؤهلات سياسية.. و لأنه ليس من المراغنة..إذن، الانتماء لآل ( الميرغني) هو السيرة ( الذاتية) التي تحتوي على أعلىالمؤهلات العلمية و تراكم الخبرات السياسية التي أتاحت للسيد/ الحسنالميرغني أن يعتلي سدة الرئاسة في الاتحادي الديمقراطي، فالجيناتالطائفية هي بطاقة التأهل للهيمنة على سياسة حزب كبير مثل الحزب الذيارتبط باسم الزعيم التاريخي السيد/ اسماعيل الأزهري.. و نقارن ذلكالانتماء بالانتماء إلى المؤسسة العسكرية التي تسمح للعسكريين أن يكونوا( أسياد البلد) بامتطاء الدبابات كما امتطى العقيد/ البشير ظهر دبابةمشئومة في ليلة من ليالي يونيو 1989 كالحة السواد ليستأثر بحكم السودانكله إلى الأبد..!و تشاهد في التلفاز اثنين من المنتمين للحزب الاتحادي الديمقراطييتحاوران في شأن من شئون الحزب.. و حين يستعصي الأمر على أحدهما، يندفعللاستشهاد ب( حديث) السيد/ محمد عثمان.. و كأنه يستشهد بآيٍّ من آياتالقرآن الكريم أو بحديث من الأحاديث الشريفة، بمنتهى الانزلاق نحو عصرالانحطاط في السياسة و العمل العام.. عصر لا فيه دين و لا يعترف فيهبوقائع الحياة المعاصرة..و يُقال أن السيد/ محمد عثمان الميرغني كان يضيِّق المساحات التي يمكنللمرحوم العملاق/ الشريف حسين الهندي أن يناور فيها سياسياً و اقتصادياًمن أجل السودان.. و فشل السيد/ محمد عثمان الميرغني في تطويع الشريف حسينالهندي السياسي المعتق إلى أن ارتحل الشريف من دنيانا الفانية دون أنيتمكن من تطويعه..ظل السيد/ محمد عثمان الميرغني يفعل الأفاعيل بالحزب الديمقراطي الأصلبعد رحيل الشريف حسين.. عطلً المؤتمر العام للحزب لعقود حتى لا يفلتالقرار من يده إلى يد الجمعية العمومية.. و استمر منفرداً بالقرار دونقيادات الحزب التي تملك من الكفاءة ما بالإمكان أن يضمن للحزب تواصلالأجيال و استمرار تاريخه المجيد.. و قد ورث الحسن عن ابيه خصلة العناد والسيطرة الأحادية.. فأبعد العمالقة الذين توَهَّم أنهم سوف يقفون حائلاًدونه و بلوغ المجد في كنف المؤتمر الوطني عقب انضمامه مشاركاً فيالحكومة، له ما لها و عليه ما عليها، و يا لسلبية ما عليها خصماً علىالاتحادي الديمقراطي ( سيد الاسم) ذي التاريخ الناصع البياض!لا أود أن أتطرق إلى وهم القدرة على الانجاز الذي توهمه السيد/ الحسن..فقد مرت فترة المائة و ثمانون يوماً، التي وعدنا بحقيق الاعجاز فيها.. ولا زال حال السودان ( يا هو نفس الحال).. لكن أود أن أقول أن الحسن يفتقرإلى الرؤية و الخبرة و الدهاء السياسي.. لذلك انخدع و تبع ثعالب المؤتمرالوطني في طريق محفوف بالفساد في الحكم.. و الخيانة في العمل.. خيانة (لزوم ما لا يلزم).. فطريق نظام الانقاذ طريق محفوف بنكص الوعود و عدمالوفاء بالاتفاقيات.. و يا ليت السيد/ الحسن استشار السيد/ مني أركومناوي..لم يفعل، لذلك انخدع فحسِب أن بمقدوره- كمساعد أول للرئيس- أن يقدم شيئاًذا قيمة ترفع من رصيده السياسي.. فكان أن ارتطم بأرض الواقع.. و اكتشفأنه مجرد ( مساعد ياي) في سيارة متهالكة!أما نحن، فقد أسعدتنا غاية السعادة تلك ( الانتفاضة) التي قادها عمالقةالاتحادي الديمقراطي باختيار قيادة جديدة للحزب بديلة لمولانا محمد عثمانالميرغني.. فبهذه ( الانتفاضة) يمكن للحزب أن يستعيد وجهه الديمقراطيالذي اختطفته الطائفية، فتبعثر و تقزم و توتر و انمحت معالم و خطوطاستراتيجياته في خضم البحث عن الحاق أنكر الهزائم بعمالقة الحزب الذينأسماهم الحسن ( الدواعش).. و يبدو أنه لا يعرف معنى كلمة داعش.. كما اتضحلنا أنه لا يعرف جغرافية السودان.. و لا يعرف عن السودانيين سوى تقبيلالأيادي عند مصافحتهم له.. و الانحناءات عند مرورهم بالقرب منه..قال السيد/ محمد عثمان الميرغني أن تحركات قيادات الحزب الاتحاديالديمقراطي زوبعة في فنجان ليس إلا.. و أعتقد أن الزوبعة التي اعتقد أنهافي فنجان قد كسرت الفنجان و تحولت إلى تسونامي مدمر لهيمنة الطائفية علىالحزب..فمرحباً.. مرحباً بعودة الوجه الديمقراطي إلى الحزب الاتحادي الديمقراطي العريق! أحدث المقالات
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة