إعلامية مقيمة بقطر[email protected]Sun 06 Dec 2015 09:45* ربما لا يجهل الكثيرون من جيلنا ( معهد القرش ) وامثاله من المعاهد الفنية المتخصصة التي رفدت سوق العمالة السودانية ومصانعها في ذلك الزمان بعمالة ماهرة في فنون الاعمال اليدوية النجارة والحدادة ودباغة الجلود والمشغولات الذهبيةومعهد القرش الصناعى بامدرمان ..مؤسسه شعبيه انتجتها روح التضامن والوفاء للوطن والناس عام 1931 لتأخذ بيد الاطفال اليتامى وابناء الفقراء وبناتهم نحو النور والمعرفه وتأهيلهم ليواجهوا الحياه بسلاح الصنعه والمهاره اليدويه لضمان مستقبلهم بدل الفاقه والضياع.والمعهد رمز من الرموز القوميه بامدرمان ومعلم من معالم الوطنيه الشامخه شيده شعب السودان صرحا قوميا قبل اكثر من سبعين عاما دليلا على قوة هذا الشعب وتضامنه فى فعل الخير* ومن يعتقد ان شوارع المدن الكبيرة والعاصمة المثلثة الخرطوم يمكن ان تجفف تماما من اطفال الشوارع فهو واهم طالما رحم النساء نابض بالحياة ولكن بذات تلك الجهود التي طواها الزمان واغتالت مشروعات المعاهد الفنية وشبيهاتها والتي كانت وعاءا صالحا ومهييا عمليا واجتماعيا ونفسيا لاستيعاب الفاقد التربوي وما يعرف باطفال الشوارع لرفد اسواق العمالة بفنيين مهرة وفي نفس الوقت تهيئة هذه الشريحة الهامة للاندماج في العمل والمجتمع وبما يحفظ كرامتها من عثرات الطريق ولكسب لقمة عيشها الحلال وبعيدا عن مذلة السؤال والاعمال الهامشية وهم ما زالوا صغارا بما يدفهم لامتهان الجريمة والوقوع في شباك ومتون تناول الكحول والحبوب المنشطة وكثير من الضار بالصحة والمجتمع* ان الشارع ومحطات البترول وامام المشافي والكافتريات والاسواق الشعبية والازقة وما بين اشارة ضوئية وأخرى باتت فلول الصبية والصبيات اليافعات مزعجة للسائقين والمشاة بتلك الايادي الغضة التي تتمدد بسؤال رغيف العيش او بنسج حكايات عن ام مريضة او شقيقة تحتضر تسلب القلوب الراحة وتقلق عابري الطريق اللذين يشككون في بعض تلك الحكايات التي تنسج لتليين القلوب وكثير منها حقايق وواقع مؤلم في ظل ظروف معيشية طاحنة* اطفال الشوارع قضية ذات ابعاد انسانية وهو ملف مؤجع لكل عابري الطريق ولهذه الفئة المظلومة والتي لفظتها ظروف مختلفة ووجدت نفسها علی سطح صفيح ساخن وهجير الشمس وضيق اعين وجيوب المارة والراكبين وايضا الجالسين علي مقاعد المسؤلية واللذين تراجعت انحازاتهم وحيلهم لاحتواء اطفال الشوارع ولخلق مسارات وابتكارات ومشروعات لرعايتهم وتعليمهم كمعهد القرش ومصانع النسيج وتعليب الفواكه والمشروعات الزراعية والتي وقفت عجلاتها ونامت كالاطلال تحدث الناس عن نهصة قامت فماتت بكر رغم الجهود المبذولة حاليا لاعادة دوران عجلاتها وستبقی الارحام والمودة تمد الشارع بافواج الاطفال يناضلون من اجل سد رمق بطون خاوية ....هل تنهض العقول لتبنی ما يحمی الاجساد النحيلة ويرجع اطفال الشوارع لكراسي الدرس والتعلم وحضن الاسرة والمجتمع فردا فرداهمسة : هي رسالة الی وزيرات الشؤون الاجتماعية لفتح ملفات اطفال الشوارع كثروة قومية هامة. أحدث المقالات
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة