* نعود تارة اخري للكتابة في الشأن الاتحادي الحزبي بعد توقف دام عدة اسابيع .. وسبب العودة هو ان هناك العديد من المستجدات قد طرأت علي الساحة السياسية في السودان ... وبأتي في مقدمتها التحرك الجاد من عناصر قيادية بالاتحادي عرفت بالتجرد وبالحس الوطني الرفيع .. فلم يصبهم اليأس مما حدث للحزب الاصل باعتبار انها سحابة عابرة اذا ما قورنت بالتحديات الكبري التي تحيط بالبلاد من ناحية بمثلما ما تحيط بالمستقبل الغامض لكيفية ان يحكم السودان ... خاصة وان مخرجات الحوار الوطني التي شغلت الاعلام لمدة ثلاثة اشهر لم تلامس قضايا الحرب والسلام .. بل لم تكن اصلا من ضمن اجندتها .. وقد ظلت القضية تراوح مكانها في مداولات مكررة بين عناصر الحزب الحاكم والحركات المسلحة المعارضة .. ما ادي الي هذا الفشل الذريع بالدولة الالمانية بعد فترة تفاؤل لم تدم طويلا. * ان من اكبر خطايا الحركة الاسلامية السوداتية ومنذ استلامها لمقاليد الحكم قبل ست وعشرين عاما ونيف انها قد اجهدت نفسها واجهدت كوادرها في جزئية كانت نتائجها القومية وبالا علي المستقبل السياسي للوطن باجمله .. والتي تتمثل في اهمية تفتيت الاحزاب الوطنية التاريخية حتي تضمحل ويصيبها الضمور حتي تتحكم اكثر في حكم البلاد .. وقد ساعد توافر الموارد البترولية في هذا الجانب .. حيث ظل الصرف بسخاء علي اقسام محددة من اطراف الاحزاب لتقلب ظهر المجن لاحزابها وتعمل علي تكوين كيانات حزبية متناهية في الصغر .. ولكن فات علي السلطة ان القوي التي تحمل السلاح قد توحدت في كيان كبير يسمي الجبهة الثورية لتتسع به فرص الضغط الاعلامي الدولي علي حكومة الخرطوم التي لم تجد السند الجماهيري الضخم بعد مرور اكثر من ربع قرن علي حكم الانقاذ للبلاد. * كل تلك التحولات .. وقرونة بالضبابية في مخرجات الحوار الوطني الذي لم تتابع مداولاته ومخرجاته الجماهير التي تعرف اين تتمثل قضاياها الجوهرية.. كل ذلك يستوجب ان تنتبه قيادات وكوادر الحزب الاتحادي الاصل باعمال الفكر وبذل الجهد المتجرد والابتعاد عن الاناتية وركوب الرأس حتي تتجمع وتتوحد في اكبر حشد جماهبري تحت مظلة مؤتمر عام ينتج من مؤتمرات قاعدية خسب ما خطط له قبل عامين .. اي قبل مغادرة مولانا الميرغتي الي الخارج . ذلك ان كل ما حدث في امر الوطن خلال ست وعشرين عاما قد تزيد قليلا يعتبر فترة انتقال برقم انها كانت طويلة المدي . * ونقصد من هنا ... ان الحزب الاتحادي الاصل وبرغم الضربات القوية التي حدثت لقياداته القوية والاكثر وطنية والتي لا تطمع مطلقا في خيرات الحكم بسبب ان اعينها مليئة وعقولها متسعة وقدراتها الفكرية عريضة وعزة نفسها كبيرة ... ما يؤهلها ان تتقارب اكثر لتاسيس حزب اكثر قوة من اجل تجنيب الوطن من ويلات ما سوف يحدث له مستقبلا .. وبالتالي في ان جماهيره العريضة التي اصابتها الدهشة وظلت تقف لسنوات علي الرصيف سوف تشد من ازر من يتلون مهام صناعة حزب جديد وعلي اسس جديدة .. لا يعادي احدا ولا يرغب في ان يثأر من احد او من كيان حاكم او معارض .. لان العدو الاول للاتحادي الديمقراطي هو المخططات التي تقود البلاد الي هاوية سحيقة مثلما يجري حاليا في بعض الدول بالمنطقة . * واملنا وهمنا وتشاطنا سوف ينحصر في صناعة حزب اتحادي قوي وقادر علي الاسهام مع كافة القوي الوطنية الخيرة والمتجردة والخالصة الحب لهذا الوطن دون طمع في سلطة او مال او نهب لموارد الشعب .. خاصة وان الاتحاديون قد عرفوا عبر التاريخ السياسي السوداني بانهم هم الامناء واصحاب الشرف الرفيع .. حيث كانت سجون البلاد تستقبل وفادتهم عبر كل الانظمة فيخرجون منها وهم اكثر قوة علي القبض علي جمر قضية الوطن الاساسية التي تتمثل في الحفاظ علي مكتسبات الجماهير وفي خلق مناخ الحريات التي يعشقها شعبنا لانها تمثل مزاجه السوداني الخالص عبر تاريخه الطويل. ولنا عودة .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة