[email protected] بينما أجبر الفقر، والغلاء الفاحش، وارتفاع الأسعار الجنوني، السودانيين على التخلي عن معظم الضروريات، وحصر وجبات الطعام، لمعظم المواطنين، في وجبتين، أو وجبة واحدة، تكون في الغالب خالية من اللحم، أو السمن، أو الزيت، أو حتى الخضار، الذي أصبح من الترف، وبدلاً من ان تدعم الحكومة السلع الضرورية، وتخفف ضيق المواطنين، إذا بها ترفع سعر غاز الطهي، الذي ترتفع بسببه كافة السلع الأخرى .. جاء عن ذلك (قررت الحكومة السودانية، رفع أسعار غاز الطهي بزيادة تصل الى ثلاثة أضعاف، بواقع 6 جنيهات للكيلو بدلا عن السعر السابق البالغ جنيهين، وهو ما يرفع سعر اسطوانة الغاز الى 75 جنيها عوضا عن 25 جنيهاً. وأخطرت المؤسسة السودانية للنفط، الاثنين، شركات التوزيع بتعديل الأسعار لتكون 75 جنيها للعبوة زنة 12,5 كيلو. ووصفت غرفه الغاز الزيادات بالكبيرة وفوق طاقة "المواطن العادي" وعقدت اجتماع، الاثنين، لمناقشة تداعيات القرار وآثارها على المواطن والوكلاء. وقال الأمين العام للغرفة محمد عثمان إن الزيادات غير مبررة في الوقت الراهن لا سيما أن اسعار النفط العالمية في انخفاض. وعانى مواطنو العاصمة السودانية، وولايات متاخمة، لأسابيع طويلة من انعدام غاز الطهي، بعد توقف مصفاة الجيلي لأغراض الصيانة، وتزاحم الألاف على مراكز التوزيع الرئيسية، بينما اضطر بعضهم لدفع أضعاف السعر الحقيقي للحصول على عبوات الغاز من السوق السوداء. وتسود المخاوف وسط الشارع السوداني من أن يكون تحرير الغاز مؤشرا لاتجاه الحكومة لرفع الدعم عن سلع أخرى تشمل المحروقات والقمح. وحذر نواب في البرلمان، من الإمكانية الكبيرة لتطبيق الحكومة حزمة اقتصادية صعبة، تشمل رفع الدعم عن سلع رئيسة، بعد أن قطعت الطريق أمام احتجاجات محتملة بإقرارها لتدابير قانونية غلظت العقوبة فيما يتصل بإثارة الشغب عبر إدخال تعديلات على القانون الجنائي. الى ذلك وجه النائب البرلماني المستقل مبارك النور،انتقادات حادة لقرار وزارتي المالية والنفط بزيادة اسعار الغاز،بعد دخول البرلمان في عطلة. وقال في تصريحات صحفية الاثنين أن الاتفاق تم بتمرير الميزانية خالية من التحرير ورفع الدعم، ولوح بمناهضة القرارات الجديدة. وقال "ان شعرنا بان هناك التفاف على الميزانية سنطالب باعادتها الى البرلمان من جديد")(سودانتربيون 25/1/2016م). لقد افتعلت الحكومة أزمة الغاز، ودفعت بها للتفاغم، لأنها كان يمكن ان تستورده، ويصل المواطن- مع انخفاض سعر النفط الحالي- بأقل من سعره القديم !! ولكنها تريد ان تجمع الأموال من المواطنين، فتدخل البلد في أزمة بإخفاء الغاز، حتى يتعب الناس في طلبه، ويرتفع سعره في السوق الأسود، ويشعر الناس أنهم سيدفعون فيه إي مبلغ لو حصلوه، حينئذ فقط، تظهره مرة أخرى، بسعر عال يضاعف ثمنه 300% !! ولو كانت هذه الأموال التي تنهب من الشعب، تدخل الخزينة العامة، ثم تصرف على الناس، في صورة خدمات، تحفظ، وتيسر حياتهم، لما إعترض عليها الناس.. ولكن كلما نهبت حكومة الإخوان المسلمين من الشعب، زاد الشعب شقاء، وزادوا هم غنى وبذخاً .. وكلما أخطأت حكومة الإخوان المسلمين، قام واحد من داخل برلمانها، يدين تصرفها، ليشعر الناس بأنه ما زال في الحكومة وفي الحزب، بعض الاعضاء الصالحين، مع أنهم لو كانوا صالحين حقاً لاستقالوا من هذه الحكومة الفاسدة، الناهبة لشعبها. ولأن هذه الزيادات غير مبررة، وغير معقولة، فإن الحكومة تتوقع أن يعترض عليها الشعب، وأن يثور، ولهذا كرست البطش بتعديل القوانين، لتتمكن في ظلها من الفتك بكل من يعترض بالتظاهر، على هذه الزيادات، فقد جاء (اجاز البرلمان السوداني، اليوم الأربعاء، تعديلات في القانون الجنائي السوداني، تنص على عقوبات رادعة بالسجن والغرامة لــ”مثيري الشغب” و”المهربين”. ونصت التعديلات بالسجن مدة لا تتجاوز الخمسة سنوات أوالغرامة أو العقوبتين معا في حال الإتلاف الجنائي. وبالسجن عشر سنوات والغرامة أو العقوبتين معاً وفي حالة الإتلاف بالإغراق، أو استعمال النار أو المواد الحارقة أو الناسفة أو السامة للمرافق العامة أثناء الشغب..... كما اسقط مقترح مجلس الوزراء في المادة 68 من القانون الجنائي الخاصة بعقوبة الشغب، وجرى تعديل في المادة 182 المتعلقة بالاتلاف الجنائي التي نصت على السجن مدة لا تتجاوز 10 سنوات وبالغرامة لكل من يتلف بالاغراق او استعمال النار او المواد الحارقة او الناسفة او السامة لمرفق عام او خاص أثناء الشغب)(الطريق 20/1/2016م). ولما كان الغرض من التعديل لمواد القانون، هو المزيد من البطش والإرهاب للشعب، فإن المظاهرة السلمية، يمكن ان تعترضها الشرطة، وتضرب المتظاهرين، الذين إذا دافعوا عن أنفسهم، وعن حقهم في التعبير عن آرائهم، اعتبروا مشاغبين، ليتم القبض عليهم، ثم يتهموا بإتلاف منشآت عامة، أو سيارات خاصة، ليسجنوا لمدة 10سنوات !! ولعل مجرد تعديل القانون، ليصبح أكثر تضييقاً، ومصادرة للحرية، قد جعل الناس يتوقعون زيادات أسعار قادمة .. فقد جاء ( توقع نائب في البرلمان السوداني، شروع الحكومة في تطبيق حزمة اقتصادية صعبة، تشمل رفع الدعم عن سلع رئيسة ،بعد أن قطعت الطريق أمام احتجاجات محتملة بإقرارها لتدابير قانونية شملت تعديلات على القانون الجنائي. ومرر البرلمان السوداني، الأسبوع الفائت، تعديلات على المادة 182 من القانون الجنائي السوداني "إثارة الشغب" وبموجبها يمكن ايقاع عقوبة السجن على المشاركين في الاحتجاجات لمدة تصل إلى 5 سنوات حال ثبت تورطهم في عمليات إتلاف جنائي. وعبّر النائب المستقل، عبد الجليل عجبين، عن مخاوفه من استخدام القانون لتمرير حزمة اقتصادية جديدة تشمل رفع الدعم الحكومي عن القمح والمحروقات. وتساءل" إن لم يكن الأمر على هذا النحو فلماذا العجلة في تعديل وإجازة مادة مثيرة للجدل في فترة لا تتجاوز الساعة فقط". وأقرت الحكومة بمقتل 85 متظاهراً في احتجاجات عارمة على حزمة اقتصادية أقرتها في العام 2013م شملت رفع الدعم عن المحروقات، بيد أن مراصد غير حكومية أشارت إلى مصرع ما لا يقل عن 200 متظاهر. ونوه عجبين إلى إيداع التعديل في البرلمان يوم 18 يناير وتداولته لجنة التشريع يوم 19 يناير، وأجيز في جلسة وحيدة انعقدت يوم 21 يناير، وقال إن مراحل السمات العامة، والقراءات الأولى والثانية والأخيرة اكتملت جميعها خلال اقل من ساعة. وتتخوف المعارضة من استخدام الحكومة للقانون المعدل في ترهيب المعارضين، ومنع الحراك الشعبي ذو الطابع السلمي لا سيما وسط قطاع الطلاب.)(سودانتربيون 23/1/2016م). والحكومة السارقة لقوت الشعب، تقتطع من طعام الجوعي، ولبن الأطفال، لتشتري السلاح، لتضرب به المواطنين العزل الأبرياء.. فقد جاء (إستنكرت هئية النازحين واللاجئين ما تعرض له سكان 9 مناطق من القصف المكثف والمستمر منذ يوم الاحد بطائرات الانتنوف، وذلك في المناطق التي تقع في وسط جبل مرة حول محافظة قولو بولاية جنوب دارفور وروكرو بوسط دارفور. واوضح حسين ابو الشراتي الناطق باسم هئيةالنازحين واللاجئين ان اشتباكات عنيفة ومتواصلة وقعت بين قوات الحكومة وقوات حركة تحرير السودان استخدمت فيها الحكومة المدافع وطائرات الانتنوف التي قامت برمي 75 قنبلة في مناطق مأهوله بالاف السكان ، والتي تقع في وسط جبل مرة حول قولو وروكرو بكل من " تيبون – سبنا – دولي – جديد – بري – تيرو – كلين – كرمك – دانا". و قال ان منازل السكان ومزارعهم في هذه المناطق اغلبها مشتعله بالنيران، مما ادي الي لجوئهم الي داخل الجبال والخيران والغابات للاحتماء من ضرب طائرات الحكومة، التي سببت لهم الهلع والفزع الشديدين. واكد ابو الشراتي ان هناك اعداد كبيرة من الاطفال والنساء والعجزة وكبار السن في اعداد المفقودين، وان عدد القتلي والجرحي لم يتضح حتي الآن. وفي هذا الخصوص طالبت هئية النازحين واللاجئين المنظمات الحقوقية الوصول الآن لانقاذ المواطنين العزل الابرياء، كما طالب حسين ابو الشراتي الناطق الرسمي باسم هئية النازحين واللاجئين بعثة الامم المتحدة "اليونامنيد" التواجد في مناطق الصراع بوسط جبل مرة لمساعدة النازحين الذين تم تشتيتهم وحرق منازلهم ومزارعهم . وطالب الامم المتحدة والمجتمع الدولي والمنظمات الانسانية علي الاقل ان تنظر لهؤلاء الضعاف الذين تم تشريدهم بعين الاعتبار)(راديو دبنقا 26/1/2016م). وفي مواصلة لأخبار هذه الفظائع، التي لا تبقي لحكومة الإخوان المسلمين ديناً ولا تذر، نقرأ ( أدى القصف الجوي والمدفعي للقوات الحكومية إلى حرق وتدمير قرية كتروم الواقعة علي بعد أربعة كيلو متر شرق مدينة نيرتيتي حسبما أفاد شهود متعددون فروا من القرية وتمكنو من الوصول إلى نيرتتي. ومن بين المنشآت التي دمرت خلال القصف مدرستي أساس مختلطة هما مدرسة علي دينار "أ" وعلي دينار"ب" وأدى القصف كذلك لتدمير المركز الصحي وحرق نحو عشرة خلاوي. وقال آدم محمد آدم البالغ من العمر 42 سنة وهو أحد المواطنين الفارين من قرية كتروم خلال حديثه لـ"راديو دبنقا" إنه غادر قرية كتروم المدمرة يوم السبت ووصل إلى نيرتيتي يوم الاثنين رغم أنهم كانوا آتين من كتروم إلى نيرتيتي خلال ساعة فقط. وكشف بأنه فقد زوجته وأبناءه الخمسة خلال القصف وهم حواء مصطفي البالغة 32 سنة وإسماعيل آدم 13 سنة، وعثمان آدم 11 سنة، ومحمد آدم 8 سنوات، وفاطمة آدم 6 سنة وعائشة آدم 3 سنة. وأوضح آدم أن القوات الحكومية دمرت بالطيران وبالمدافع القرية بالكامل ما أدى لوقوع قتلي وجرحى لا يعرف عددهم وفرار مواطنيها وتدمير وحرق مدرستين والمركز الصحي وعشرة خلاوى. وفي طور قتلت طفلتان شقيقتان في قصف جوي بالطيران على منطقة قولو يوم السبت وقال مواطن لـ"راديو دبنقا" يوم الثلاثاء إن القصف وقع عندما كانت الطفلتان في طريقهما إلى الجبال المجاورة للاحتماء بعد أن خرجا من منزلهما في قولو يوم السبت. والطفلتان شقيقتا القتيلتان هما مفيدة يونس محمد 12 سنة، ومقبولة يونس محمد والتي يبلغ عمرها 8 سنة)(المصدر السابق). هذه هي الحكومة التي وعدت الشعب بالإنقاذ، والعدل، والأمن، والرخاء، تقتل الأطفال، وتغتصب النساء، وتهدر دماء المواطنين، المدنيين، العزل، الأبرياء، ثم تصيح في كذب، يبلغ حد الصفاقة، بأنها تقيم الحوار وتسعى إلى السلام !! في هذا الجو الملئ بالحزن، على أرواح شهداء الحروب، وشهداء العيش الكفاف، والشعب المغلوب على أمره، لا يدري كيف يستمر في العيش، مع ارتفاع الأسعار الجنوني، وهو لا يملك قوت يومه، نقرأ هذا الخبر العجيب: (اقيم اواخر شهر ديسمبر عرض ازياء تحت رعايه حرم رئيس الجمهوريه. واقيم الحفل في النادي الخاص بها الذي يقع خلف شركه التويوتا في شارع المطار بالعاصمه الخرطوم، والذي تصل قيمه عضويته للفرد 50 الف دولار . الغريب في الامر انه من قبل اقيم حفل مماثل وقامت السلطات بالقبض علي الحضور والمنظميين مما يثير التساؤل الآن هل الشريعه لنا والشعر لهم)(الزول 21/1/2016م). د. عمر القراي
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة