نأكل مما (نُربّي) أو غزوة الدجاج الانقاذية! بقلم أحمد الملك

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-26-2024, 03:34 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-23-2016, 03:30 PM

أحمد الملك
<aأحمد الملك
تاريخ التسجيل: 11-09-2014
مجموع المشاركات: 267

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
نأكل مما (نُربّي) أو غزوة الدجاج الانقاذية! بقلم أحمد الملك

    03:30 PM August, 23 2016

    سودانيز اون لاين
    أحمد الملك-هولندا
    مكتبتى
    رابط مختصر




    كانت المرة الأولى التي أراه فيها في مناسبة عقد زواج في مطلع تسعينات
    القرن المنصرم، وكان واقفا يتحدث مع شيخ من معارفه القدامى، كان الشيخ
    وهو امام المسجد الذي تم فيه عقد الزواج، يريد الحصول منه على عصا جميلة
    يحملها في يده. قال هو بهدوء للامام: (العصاية دة ما بينفع معاك!)
    استفسر الشيخ الامام: ليه ما بتنفع معاي؟
    لكنه وكأنه لم يسمع سؤال الشيخ واصل ترديد نفس كلامه:( العصاية دة ما
    بينفع معاك)!!.
    كرر الشيخ سؤاله: ليه ما بينفع معاي؟
    وكأنه يصر على ان قوله هو اجابة لسؤال الشيخ، تفسّر نفسها بغموضها، ظل
    مثل اسطوانة مشروخة يردد نفس الكلام: العصاية دة ما بينفع معاك!
    وأخيرا أمام اصرار الشيخ على معرفة لماذا لن (ينفع) العصا معه.
    رد قائلا: (العصاية دة .. مال حرام)!
    ويبدو أن الشيخ نسي بسرعة موضوع خطبة الجمعة التي ألقاها قبل قليل فوق
    رؤوسنا ولم يترك فيها شيئا الا و(حرّمه) بحيث لم يبق من الاشياء المتاحة
    للشرب في دائرة الحلال سوى الماء (الأزرق)! ضحك الامام حتى اهتزت لحيته
    البيضاء التي بدت في تلك اللحظة وكأنها مثبّتة في ظهره، وأن لا علاقة لها
    بجشع وجهه الطيب، ثم قال يا زول اديني، حلال حرام انا لاقي!
    كان مصطفى مشهورا بأنه (مثل الانقاذ) يأكل مما يقلع، وكان يردد المثل:
    الناس بالناس والكل برب العالمين، بإعتباره (مثله) الاعلى، رغم انه كان
    دائما يمثل الشق السلبي في حكاية الناس بالناس، فقد كان يستخدم المقولة
    بإتجاه واحد فقط، فمن جهته لا يخرج شئ(للناس) لكنه يعيش على كل حال
    بالناس.
    وحين عاش لفترة من حياته في إحدى دول الخليج حيث عمل سائقا على عربة
    تاكسي، اشتهر انه الوحيد الذي شوهد عدة مرات وعربته (قاطعة) بنزين ! وهو
    يحمل جالونه بحثا عن من يعيره بعض البترول! حيث إحتفظ هناك أيضا بمثله
    الأعلى: الناس بالناس، في بلاد تموت من كثرة البترول في باطن الأرض،
    أشجارها! !
    كنت أنا الوحيد الذي نجح في (قلع) شئ ما منه، ذات مرة كان عائدا من بلاد
    الاغتراب، وكان يرتدي ملابس أنيقة وينتعل حذاء اسودا لامعا ويتوكأ على
    ذقن تقترب من الارض حققت له بعض المآرب الصغيرة مع بزوغ فجر الانقاذ
    الكاذب، وكان يحمل في جيوبه عدة مشاريع إستثمارية، تبدأ من ثلاجات لتصدير
    الفواكه ومشاريع زراعية كانت كافية إذا تم تنفيذها لتحويل الشعار
    الإنقاذي البائد: نأكل مما نزرع الى حقيقة واقعة، لكنه لم يجد ممولا
    واحدا والحقيقة ان مظهره الورع فتح له بعض الابواب ، لكن تلك الابواب لم
    تؤد قط الى خزانة البنك بل الى خارجه ! لم تكن ذقنه طويلة بما يكفي ليحصل
    على بعض القروض، وكان واضحا من عجلته الإستثمارية إنه لم يكن كوزا أصليا،
    لكنه كان يرغب في ركوب الموجة على أمل اصطياد شئ ما يغنيه عن سؤال
    اللئيم! وكانت البنوك الانقاذية ترفع شعارات دينية ولكن حين تطلب منهم
    المال كانوا ينحّون الدين جانبا، ويسألون عن ارضك وضماناتك، ويشرعون سكين
    المرابي الجشع التي لن تتورع عن قطع لحمك لسداد الدين!
    كنت اقيم آنذاك مع أحد اقربائي في طريقي للسفر، حين جاءنا مساء ولاحظ اول
    ما لاحظ أن قريبنا ذاك يربي اعدادا من الدجاج، عرض عليه صفقة إنقاذية سال
    لها لعاب قريبنا، سيأخذ الدجاج مقابل النفط، اقصد مقابل خروف ضخم، اعتقد
    قريبنا ان بإمكانه خداع مصطفى، الحصول على خروفه والاحتفاظ بالدجاج في
    الوقت نفسه، نفس الاسلوب الانقاذي: حكم الوطن وبيعه في الوقت نفسه!. في
    الصباح ذهب قريبنا لمكان عمله وبقيت أجهز نفسي للسفر، وفجأة اقتحم مصطفى
    البيت ومعه عدد من الناس الذين استدعاهم لمساعدته في جمع الدجاج، وحين
    لاحظ دهشتي قال لي أنه يعرف انني احب التصوير وسيقوم بإهدائي كاميرا
    ممتازة احضرها معه من اغترابه ، سال لعابي لذكر الكاميرا فقطعت الحركة
    وساعدتهم في جمع الدجاج! وبدلا من الخروف الضخم ترك لقريبنا خروف
    ترانزيستور صغير اقرب في مظهره للعتود منه الى العمبلوق! والحقيقة ان
    حجمه كان يساوي تقريبا احد ديوك قريبنا المغدورة.
    حين عاد قريبنا من العمل، لم يجد في بيته الذي كان عامرا حتى انه كان
    يفتخر دائما بأنه يأكل مما يربي! ثم يوضح بسرعة حكاية بيته العامر
    بالدجاج حتى لا يعتقد الناس خطأ انه يأكل من أبنائه حين يقول: نأكل مما
    نربي. وكان الناس يندهشون قليلا في البداية لعلمهم انه لا اولاد له لأنه
    لم يتزوج قط.
    ثار قريبنا، وارغى وأزبد، الحقيقة انه أرغى فقط ، فقد جف ريقه من فرط
    المفأجأة الدجاجية فلم يجد ما يزبد به، وفي البداية هدد انه سيفتح بلاغا
    على مصطفى! وسيخرب بيته ثم تذكر ان مصطفى لم يكن يخشى من رجال الشرطة
    لأنه كان ضخم الجثة كما أنه لن يستطيع ان يخرب بيته لأن مصطفى لم يكن
    عنده بيت آنذاك. كان قريبنا يجلس كل مساء يشرب العرقي وحين يحين موعد
    العشاء الذي كان طبقه المفضل فيه أحد ديوكه السابقة، كان ينخرط في البكاء
    ويهدد بأنه سيفتح في الصباح بلاغا على مصطفى وسيخرب بيته.
    لكنه في الصباح كان ينسى كل شئ، يبدو ان العرقي كان قويا لدرجة انه كان
    يسلو كل جراح قلبه الدجاجية أثناء الليل، ولم تمض سوى بضعة ايام حتى برهن
    على وفائه القليل حين نسي ديوكه ودجاجاته التي كان يغني لها أحيانا حين
    يطعمها وجبة العشاء في ساعة الاصيل: دجاجي يلقط الحب ويجري وهو فرحانا.
    والحقيقة ان دجاجه لم يكن يجد وقتا ليفرح وهو يلقط الحب، فبسبب قلة
    الحبوب كانت الديوك والدجاجات تتعارك وهي تلقط الحب وتجري وهي جائعة.
    وقد إعترف مرة انه كان يحفظ نشيد دجاجي يلقط الحب ويجري وهو فرحانا، لأنّ
    مدرس اللغة العربية كان يقوم بضربه ضرب غرائب الحمير، بسبب إهماله
    لواجبات المدرسة.
    بعد (غزوة) الدجاج اختفى مصطفى عدة سنوات حتى وجدته امامي ذات يوم وانا
    اقطع شارع الجمهورية، قلت له: يا زول وين انت من يوم همبّت الدجاج تاني
    ما شفناك!
    بدا عليه التأثر من ذكر الدجاج، حتى أنّ دمعة صغيرة لمعت في عينه اليمنى،
    حكى لي أن حكاية الدجاج ظلت تطارده في حله وترحاله حتى أطلق عليه أحدهم
    لقب الثعلب، رغم أنه لا يحب كرة القدم، وإنه ذهب ذات يوم الى أحد البنوك
    وهو يرتدي (عدة الشغل) بذلته الانيقة اليتيمة التي كان حين يرتديها يعرف
    الناس انه مشرف على الافلاس وان (القريشات) التي حضر بها من اغترابه
    الأخير على وشك النفاذ، إستقبله مدير البنك بحرارة من لا يعرفه، واحضر له
    كوبا من القهوة وأخذ منه نسخة من المشروع الذي يريد تنفيذه، ولكنه حين
    قرأ إسمه على دراسة الجدوى، قال له بإرتباك: إنت السرقت دجاج شيخ الدين!
    ثم قال لي لم أفهم إصرار قريبك على تربية الدجاج، ثم فكر قليلا قبل ان
    يجد تفسيرا مدهشا لذلك الاصرار، قال: ربما يكون من هواة مصارعة الديكة!
    والحقيقة ان قريبنا كان يهوى صرع الديكة وأكلها لكنني لم اره مطلقا وهو
    يراقب عراك الدجاج.
    ذكّرته بوعده القديم لي بالكاميرا، اعتذر لأن صعوبة الحياة الانقاذية
    أجبرته على الهرب بعد أن ألقى بعض المجندين القبض عليه قبل سنوات وادخلوه
    بالقوة معسكرا للتدريب لارساله للحرب ، وكيف تعرض للتعذيب في المعسكر
    وحرم من النوم، وكان المدرب يوقظه كل يوم فجرا ويجبره على الزحف على
    ركبتيه عدة أميال حتى يزول اللحم الحرام الذي يملأ كرشه كما كان المدرب
    يعلن. وحين سنحت له فرصة للهرب من المعسكر لم يتوقف عن الجري حتى وجد
    نفسه خارج حدود الوطن ومعه كل اللحم (الحرام) الذي تبقى في جسده!.
    أخرج كاميرا من حقيبته، دفع بها اليّ، كانت تبدو في حال جيدة رغم انني
    اكتشفت لاحقا بعد ان اختفى من امامي انها مثل خروفه الترانزستور الذي
    استبدل به الديوك،والذي كان صغيرا جدا حتى انه لم يكن يقوى على اصدار اية
    صوت من جوفه. رغم أن الكاميرا كانت تحمل اسم ماركة مشهورة لكن يبدو انها
    كانت مجرد تقليد كما انني وجدت فيها ثقبا لم اعرف وظيفته ويبدو ان الثقب
    كان سببا في ادخال كميات اضافية من الضوء أدت لاحتراق الفلم الوحيد الذي
    استخدمته معها .
    لا بد ان مصطفى بات الان أكثر شراسة، بعد أن دخلت الانقاذ (العظم)
    وتجاوزته بفسادها وإحتقارها للإنسان السوداني الى الروح نفسها.


    للحصول على نسخ بي دي اف من بعض اصداراتي رجاء زيارة صفحتي
    https://www.facebook.com/ortoot؟ref=aymt_homepage_panel



    أبرز عناوين سودانيز اون لاين صباح اليوم الموافق 23 أغسطس 2016


    اخبار و بيانات

  • عمر البشير : « دي آخر سنة للتفاوض»
  • وفاة أول حاج سوداني بالمدينة المنورة
  • معارك كثيفة مع الأثيوبيين وحالة نزوح كبيرة قرية بركة نورين في طريقها للاختفاء من الخريطة
  • بدء المُباحثات المشتركة بين السودان ودولة الجنوب
  • كاركاتير اليوم الموافق 22 أغسطس 2016 للفنان عمر دفع الله عن احتفال الرئاسة السودانية بزواج مكتب ال


اراء و مقالات

  • بعيدا عن وقاحة السياسة : ثورة الهوى بقلم جمال السراج
  • شكراً فرح ..!! بقلم الطاهر ساتي
  • قصر رئاسي جديد..!! بقلم عبد الباقى الظافر
  • المشمر (3-؟؟؟) بقلم أسحاق احمد فضل الله
  • جسر الفجوة للشباب المغربي: مكافحة التطرف العنيف من خلال التنمية البشرية
  • الحوافز والسّـلام بقلم أ.د. ألون بن مئيـر
  • هل يجدي البكاء على أطلال السياسات الإقتصادية ؟ بقلم نورالدين مدني
  • كيف صارت بشه من مرمطون الي فرعون ؟ بقلم عبير المجمر (سويكت )
  • مليشيات النظام و السيادة الوطنية بقلم الكمالي كمال
  • نفير نهضة ولاية شمال كردفان وفلسفة البناء والتغيير عند مولانا هارون بقلم ياسر قطيه
  • ما هو مصير الرفيق/الإمام الصادق المهدي بعد فشل مفاوضات الحركات مع النظام؟ بقلم عبدالغني بريش فيوف

    المنبر العام

  • واخيرا .. عمر البشير اداكم النجيضة
  • تعبان دينق: الحركة الشعبية وحركات دارفور سبب الازمة
  • خواطر محامي تحت التمرين
  • رحلة العمر
  • معليش أبووووي
  • بخصوص بوست ابوالريش
  • ود الباوقة بتاع سودانيز اون لاين
  • هل البطان يعني رجاله .. ؟ بوست للنقاش لا للزعل يا ناس السوط ..
  • السنوسي اسقاط النظام ( فيديو مثير























  •                   


    [رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

    تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
    at FaceBook




    احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
    اراء حرة و مقالات
    Latest Posts in English Forum
    Articles and Views
    اخر المواضيع فى المنبر العام
    News and Press Releases
    اخبار و بيانات



    فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
    الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
    لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
    About Us
    Contact Us
    About Sudanese Online
    اخبار و بيانات
    اراء حرة و مقالات
    صور سودانيزاونلاين
    فيديوهات سودانيزاونلاين
    ويكيبيديا سودانيز اون لاين
    منتديات سودانيزاونلاين
    News and Press Releases
    Articles and Views
    SudaneseOnline Images
    Sudanese Online Videos
    Sudanese Online Wikipedia
    Sudanese Online Forums
    If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

    © 2014 SudaneseOnline.com

    Software Version 1.3.0 © 2N-com.de