ازداد عمر طولا و عرضا لكنه لا يزال هو عمر القديم ، عمر يشعر بالعظمة عندما يشاغب و بعض مشاغباته دموية . ادان العالم اعماله في دار فور و لكن بعقلية المشاغب الذي لا يكترث لآلام الاخرين لم يعط هذه الادانات اعتبار بل سخر منها وتهكم و اعلن بان كل ما يعترض علي سلوكه تحت جزمته . اذا تتبعنا قصة عمر مع محكمة الجنايات الدولية تقفز لأذهاننا قصص توم و جيري . ذهب عمر الي جنوب افريقيا مع علمه ان محكمة الجنايات الدولية له بالمرصاد . ظن قضاة جنوب افريقيا ان البشير سيقع في شبكتهم و تحركوا لإلقاء القبض عليه و لكنه فلت منهم و ولي هاربا و عندما وصل مطار الخرطوم سار علي اطراف قدميه رافعا رأسه متبخترا معلنا انتصاره الكبير علي محكمة الجنايات الدولية . وبما ان البشير هاوي مشاكسات و مغامرات قرر الذهاب الي يوعندا لقضاء يومين هناك مع صديقه الجديد حاكم يوغندة الذي لا يؤتمن و ما حصل لجون قرنق لا يزال في ذاكرة السودانيين مع علم البشير ان يوغندة ملتزمة لمحكمة الجنايات الدولية بأنها ستقبض علي اي شخص مطلوب القبض عليه من محكمة الجنايات الدولية و تسليمه لمحكمة الجنايات الدولية . اخرج البشير لسانه لمحكمة الجنايات الدولية و كان مرتاحا و لكن استنكار الامريكان و الاوروبيين و مغادرتهم للقاعة التي يلقي فيها الرئيس اليوغندي كلمته عند دخول البشير للقاعة كانت ضربة للبشير في الراس فأدرك ان السماء ستمطر لهبا فأصبح له الصباح في مطار الخرطوم و استقبله المنافقون و صفقوا له و اوهموه بأنه سجل قذيفة قوية في مرمي محكمة الجنايات الدولية . تقدم العميد عمر بطلب للحصول علي تأشيرة لدخول امريكا لحضور اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة فتجاهلت امريكا طلبه و لم ترد عليه ففرح البشير و اعتقد انه سجل هدفا في شباك امريكا و لم يفكر في الاسباب التي جعلت امريكا ترفض طلبه و كرر هذا الطلب في هذا العام . بعض الامريكان شعروا ان البشير لا يستحي و لا بد من مواجهته بصفحات كتابه الاسود و عندهم ان وطأت قدم البشير أمريكا عار كبير و انها جريمة كبيرة لا تغفر للذين يسمحوا للبشير بدخول امريكا . و لتدعم الامريكية قريتا فان المواضيع التي توضح جرائم نظام البشير عرضت للعالم و الشعب الامريكي ثمانية صور اخذتها في مواقع في جبال النوبة بجنوب كردفان . هذه الصور تعكس مأساة جبال النوبة و مأساة السودان تحت نظام الاخوان المسلمين . الصور لأطفال و نساء يختبئون وسط الصخور اكل الجوع كل لحمهم و اصبحوا هياكل من عيدان سوداء علي اجزاء من اجسام بعضهم خرق من اقمشة بالية متسخة و حولهم منازل محروقة . الاطفال و النساء مرعوبين من النيران التي تتساقط عليهم من السماء من حين لآخر كما انهم يقتاتون بأوراق الاشجار و الحشرات . صورة من صور الامريكية المشار اليها انها لجوال مليء لنصفه بالحشرات . الشيء العجيب ان حكامنا الاخوان المسلمين عائشون في مستوي عالي جدا كل شيء في متناول ايديهم و هم سمان كعجول اوروبا و يحبون العرضان الجماعي و المفاخرة .
سودان الاخوان المسلمين فاتح للجميع و احتل المصريون حلايب و لم يطلق احد طلقة لتنبيههم بان هذه ارض سودانية بل كل يوم نسمع بالترحيب بالمصريين كما ان الاخوان في العرضان دخلت قريتا فان و صورت وخرجت و الاخوان المسلمين في عالمهم الجميل و ايام الحياة معدودة عندهم و البلاء غني له . جبريل حسن احمد
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة