بلا سابق انذار يتصدر ابو القنفد الحياة بالسودان قبل حوالي الشهرين تقريباً، تتناوله الجلسات والونسات، هذا الحيوان الذي لم يكن معروفاً للكثيرين على مستوى السودان، اصبح طريداً في الريف والحضر والصحاري، هذا الحيوان المسالم المفيد للبيئة صار هدفاً لكل طامحاً في الثراء السريع، هكذا اصبح ابو القنفد الذي لم يكن له مكان في الارث السوداني الثقافي اعلمه غير ذلك المثل الذي يقول (ابو القنفد مافيهو أملس) أصبح مادة أساسية في الكثير من النكات والفقشات. لكن سريعاً ما ان انتهت ظاهرة ابو القنفد لانها ليس لها أساساً من الصحة او المنطق لكن الهشاشة الواضحة في بنية المجتمع السوداني وفرت لها مناخ صالح للنمو والانتشار والتغلغل حيث انتقلت الظاهرة وعبر وسائل التواصل الاجتماعي عمت كل السودان في لحظات. هذه كانت قصة ابو القنفد الطبيعي، لكن هناك ابو قنفد أخر ظهر أيضاً بدون مقدمات وبدون مقومات، أبو القنفد الذي أعنيه هو المدعو الأمين عمر الأمين طه، ذلك الرجل الذي أطل على المجتمع السوداني بدون سابق معرفة وتصدر المشهد الديني والاجتماعي والثقافي الرسمي منها والشعبي فتجد صوره مع الساسة ورجال الدبلوماسية وسفراء الدول الأخرى والإعلاميين وكل فئات المجتمع السوداني وصوره تملىء الافاق والأسافير. شيخ الامين ظهر منعماً يركب الهمر ويسافر لالمانيا واروبا والدول التي لا يعرف مشايخ الطرق الصوفية لها طريقاً، يلبس المزركش والمنمق من الثياب، اتباعه يلبسون الكرفتة والجاكت وفوق ذلك يدعي الصوفية، يقيم الاحتفالات التي تنافس احتفالات دبي والدوحة وباريس براس السنة، كنت اتابع كل ذلك واسأل نفسي من اين لهذا الرجل بكل هذه الأموال، ولا اعتقد أن شخص ما يصرف بهذه الطريقة إلا إذا كانت هذه الأموال مصدرها سهل ولم تأتي عن طريق شقاء وتعب وعرق وضرب للصخر. تدور عجلة الأيام ويكبر معها ابو القنفد، ويتوسع ويصبح مسيده مزاراً لكبار السياسيين والسفراء ونجوم المجتمع السوداني كما أسلفت، ويبدو لنا جلياً ان نفس العقلية التي ساهمت في سطوع نجم ابو القنفد الأول هي ذات العقلية التي أظهرت ابو القنفد الثاني، لكن الأولى قد نجد لها العذر فهي ربما قليلة العلم والدراية وترتدي العراقي والسروال، فما بال العقلية الثانية التي ترتدي البدلة والكرفتة وتدعي العلم والثقافة والقيادة والريادة، ما بالها تبجل وتعظم شخص نبت هكذا (بروس) دون مؤهلات، رجل لقب بـ(شيخ الجكسي المحايتو بيبسي) رجل اختار للمدائح الحان تشابه أغاني الحقيبة والغناء الشعبي فتجد اتباعه عندما يتغنون بها ليس في مخيلتهم مديح النبي محمداً (ص) إنما الأغاني التي تمجد المحبوبة وتتغزل فيها، رجل يحرص بنفسه ان (يجرتق) اتباعه بالبخور والحريرة وكل ما يصاحب ذلك من صحب ومصاخبة. تسير الأمور هكذا إلى أن يأتينا الخبر اليقين بأن الأمارات تضع حداً لهذا السخف وهذه المهازل فتعتقل الرجل بتهمة الاحتيال والتي تقابل عندنا ممارسة الدجل والشعوذة مقابل أموال طائلة طبعاً، ولو لم تكن كذلك لما تم الاعتقال أصلاً، ويظل الرجل حبيساً بسجون الأمارات ونظن ان الحكومة ستتدخل لإطلاق سراحه لكنها على لسان وزير الخارجية تؤكد أن الاعتقال تم لأسباب خاصة بالرجل. جاء اعتقال الأمارات ليخبرنا بمصدر أموال الرجل، الرجل الذي لم نعهده يوماً رجل أعمال أو صاحب ثروة، ولم نعهده سليل أسرة غنية تتدفق الأموال من بين يديها يمنة ويسرى، وبقي الرجل حبيساً إلى يرحل من السجن إلى المطار بعد طبع على جوازه بأخطار وأقبح اختام الجوازات في دول العالم وهو (خروج بدون عودة) فحري بالأمارات ان مثل الأمين عمر الأمين أن لا تطأ رجله ارضها مرة أخرى، وبذلك تؤكد لنا أن التهم التي اعتقل الرجل من أجلها لا تبرحه شبراً. بعد وصول الرجل لمطار الخرطوم تم اعتقاله من قبل السلطات حيث أنه خيب ظن اتباعه الذين تجمهروا تتقدمهم العربات الفاخرة والذبائح التي سيسيل دمها ابتهاجاً بقدوم الشيخ لكن فرحتهم لم تكتمل حتى لحظة كتابة هذه السطور, وهذا الاعتقال يؤكد ما ذهبت إليه الأمارات بان الرجل مذنب مذنب، وإغلاق مسيده وإن بدأ مؤقتاً أنما هو دليل على أن الحكومة قد تيقنت أن الرجل مكانه قاع المجتمع وانه لا خير يرجى منه. نعم الرجل منا وفينا وقد يطلق سراحه في أية لحظة حتى ولو طال اعتقاله لكن مكانه ليس قيادة المجتمع أو ريادته، أنما مكان أمثاله هو أخر درج في سلم المجتمع، ونسأل الله أن يهديه ليعود من الطريق الذي يسلكه، ليكون لبنة صالحة لإنسان هذا الوطن. رسالة إلى حيران الشيخ، انا لم ازر يوماً مسيدكم لكنني عرفتكم عبر سكان حي ود البناء الذين لم يتركوا طريقاً لترحيلكم إلا سلكوه، ولو كنتم مفيدون لهم أو يرون فيكم أو في شيخكم الصلاح لما فعلوا ذلك، تكلموا عن ما تقومون به في شوارعهم، عن تصرفاتكم الصبيانية التي خافوا ان تؤثر في اخلاقيات اطفالهم وشبابهم، وبحمد الله الآن لديهم حكم قضائي في يدهم صدر قبل ايام بإدانة عدد من اخوانكم وبالتالي يكون اغلاق المسيد نهائياً مسألة زمن ليس إلا، رسالتي لكم ان تنفضوا من حول هذا الرجل الذي حتماً لن يعترف بما حدث له بالأمارات ولكن الخروج النهائي يخطركم بما الذي حدث، رجلكم هذا لا يصلح ان تتحلقوا حوله، إن كنتم تريدون الدروس فهي متوفرة في كل المساجد او الوسائط والأسافير، وإن كنتم تريدون التصوف فالمسايد تملىء البلاد، دعوا الأمين عمر الأمين يقبع في مؤخرة الصفوف فهي المكان الطبيعي لامثاله.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة