:: منتصف الأسبوع الفائت، قرأت ترويجاً للأخ أحمد المصطفى ابراهيم بعنوان : (الطاهر ساتي يشتم أهل الجزيرة)، فقلت ربما بطرف الأخ أحمد شتيمة كتبتها في حق أهل الجزيرة، ولكن - قبل نشرها - تسربت، وقد ينشرها بعد هذا الترويج .. وانتظرت أحمد يوماً وآخر وثالث ..و.. حتى مضى نصف الأسبوع ولم ينشر (الشتيمة)..ثم لاحقاً عرفت أن الأخ أحمد لم يفهم قضية الزاوية التي كتبتها تحت عنوان (الراجحي يحرجكم)، وبدلاً عن السؤال أو إعادة القراءة بتأني، فسرها بأنها (شتيمة)..!! :: ومن المؤسف أن أحمد لا يُميز بين (الشتيمة) و (النقد)، ويختزل كل أهل الجزيرة في هذا المشروع الفاشل، ثم يختزل هذا المشروع الاتحادي الفاشل في ولاية الجزيرة .. أي لو كان مشروع الجزيرة (ولائياً)، وهذا ما أنادي به، لوجدت بعض العذر لأحمد ..وكذلك لو كان كل أهل الجزيرة يزرعون ويعملون في مشروع الجزيرة فقط، لوجدت - لأحمد - بعض العذر أيضاً..وعليه، فان ما يمارسه أحمد نوع من الإرهاب لنصمت عن فشل الحكومة وعجز الإدارة وإبتزاز من يمثلون المزراعين بالمشروع ..ولكن هيهات، ما لم ينتج المشروع بحيث يتوقف عن إهدال أموال أهل السودان، فلن نصمت..!! :: ولكن الابن أمجد، من أبناء الجزيرة، قرأ ذات الزاوية التي لم يفهمها أحمد ( الراجحي يحرجكم)، ثم أرسلها لوالده محي الدين علي .. وكان رد الوالد لابنه ما يلي نصا : (( والله كلام الطاهر ساتى عين الحقيقة ..ولقد تعودنا ان نقرأ له فى محطات أوجاع الوطن ..ولا زلت اذكر عام 1991 وبداية انطلاقة الاكتفاء الذاتى، حيث زرعنا ( 6011 ألف فدان)، ولأن المتابعة كانت دقيقة بقيادة البروف قنيف والسيد عزالدين عمر المكى كان الإنتاج وفيرا.. وقتها كنت باشمفتش لمكتب الواحة، ولقد حققت انتاجية عالية فى القمح والقطن، وتمت ترقيتى فورا ..وكانت الترقيات تتم على أسس وضوابط راسخة، ليس فيها مجال للمحاباة . :: ولكن فوجئنا فى الموسم التالى بتقليص المساحات، وبعدها تم تغيير وضع الإدارة العليا من محافظ إلى مدير عام، و من هنا بدأ المشروع فى التدهور، وظهر الدور البارز والقوى لاتحاد المزارعين مع الضعف الفاضح للدور الادارى، وتلاشى القانون الذى كان ينظم إدارة المشروع ويحكمنا جميعا ( إداريين وعاملين ومزارعين ) .. وبعدها عشنا التردى حتى جاء قانون 2005 ليدق آخر مسمار فى نعش المشروع العملاق الذى كان يمثل العمود الفقرى لاقتصاد السودان ..ولأننا أوضحنا رأينا تجاه هذا القانون - حرصا على وطننا الغالى وارثه العظيم - تم ابعادنا منه. :: وقرأت ما كتبه احمد المصطفى ناقدا، ولكن ما قاله غير صحيح ..ساتي لم يهاجم المزارع، بقدرما هاجم السياسات المتبعة فى المشروع ..كما أشار إلى تمكن المشروع من تحقيق الاكتفاء الذاتى لموسم واحد فقط، وأرجع ذلك للإرادة التى اجتاحت صدور المشاركين فى عملية الإنتاج من مزارعين وعاملين وإداريين..وقال الارض هى الارض، والمناخ هو المناخ، فلنسأل أنفسنا: ماذا تغير لنتراجع ونصل لهذه المرحلة من الركود ؟..ارجو ان يُراجع احمد ما كتب وان يعطى الكلمات معناها ووزنها الحقيقى..وسيظل حبنا لهذا المشروع يجرى فى دمائنا.. فقد عشنا فيه أنبل تنافس ..تنافس الارتقاء بالإنتاجية، ولا زال - يا ابنى أمجد - هذا التنافس يملأ ذاتى ..فأينما ارتحلت يكون هدفى هو رفع الإنتاجية.. واتمنى ان تملأ ذهنك وذاتك بهذا الهدف..وفقك الله وحفظك ورعاك)).. :: تلك هي رسالة الأخ محي الدين علي لابنه (أمجد)، ونشرتها اليوم - بموافقتهما - ليستفيد الجميع، بمن فيهم الأخ أحمد المصطفى ابراهيم ..علماً بأن صاحب الرسالة ليس (منظراتي ساكت )، ولا مثل أحمد المصطفى يكتب ترويجاً متوهماً بغرض الترهيب.. فالأخ المهندس محي الدين علي، والذي تم ابعاده من مشروع الجزيرة لرفضه قانون 2005، يشغل حالياً منصب مدير الإنتاج بمشروع الراجحي ..الرجل من العارفين، فليعد أحمد المصطفى قراءة رسالته حرفاً حرفاً، ثم يُعقب بما يشاء، فقط يجنبنا ترويجاً من شاكلة : ( مدير الإنتاج بمشروع الراجحي يشتم أهل الجزيرة)، فالمقام مقام علماء، ولكل مقام ترويج..!!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة