خط الاستواء تخوجلَ حسين خوجلي دون خجل أو وجل، إذ "تداخلت في عصره الأشياء"، فرأي فينا أقواماً من الرعاع..! قال الحُسين ان "السودانيين ديل ما عندهم اي حاجة"..! وللحقيقة، إن كانت "الحاجة" هي تلك التي يبتغيها سيادته عند مفكرينا، فهو قطعاً لن يجدها..لذا من "الأبرك" له، أن يتخذ من ذاته الشريفة، محوراً لأُم درمان، و للإعلام، ولثقافة التسالي والفيشار، والاستظراف والكلمات الرنانة..! فالحُسين ليس أول الكيزان اساءةً للسودان، لكن ما يثير الدهشة، أنه يغض الطرف، فلا يعترف بأداء المفكر العالمي امين حسن عمر، ولا يشير، ولو من طرفٍ خفي، الى اسهامات الطفل المعجزة،ولا يبني فوق الفيضوضات العلمية لوزير صحة النظام، الذي أصبح مقدماً لبرنامج تلفزيوني..!ما يؤسف له، أن الحُسين يهزأ بفكره التنظيمي ويضرب عرض الحائط بنهضة الجزيرة ،تحت شعار: "بلداً ما فيها أيلا ، يااا حليلا"..!! و يبدو أن "الحُسين عليه سلامُ الله" لم يقترب من الجهود المثمرة لمشاعر الدولّب، التي قررت مكافحة الفقر في السودان، كما لم يتوقف عند تأكيدات الزائرة الكندية تراجي مصطفي،التي شددت على أن المؤتمر الوطني يمتلك فصيلة نادرة من العلماء/ الدكاترة..!ثم أن الزائرة الكندية، استشهدت على ذلك بآية من القرآن.."هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون"..! اللّهم لا اعتراض.. اللّهم أنت بنا رحيم..! إنّ ما تبثه قناة الحُسين، صبحاً ومساء، لم يكن أبداً من تاليف أبطال معركة النهروان، ولا هو من تأليف السيدة الفضلى "حبوبتك"..! إنّه بعض إبداعات اهلنا الغبش وابناء الغبش، من عند كرومة وسرور..خليل فرح ووردي..مصطفى سيداحمد، وصديق أحمد..الطيب صالح وعلى المك..عبدالله الطيب وأحمد الطيب صاحب أصوات وحناجر..أبوالقاسم حاج حمد ومنصور خالد..الشريف حسين وعثمان حسين..المحجوب وزروق.. وعبد الخالق والاستاذ محمود..محمد الحسن سالم حميد وعالم عباس..صلاح أحمد ابراهيم وود المكي..النور عثمان أبّكر ومعاوية نور..والحاردلو الصغير و الكبير..إلخ ،إلخ..وهكذا..! "هكذا ظن، أنه صار من الكبار..ومرت الأعوام، العام تلو العام..بعد العام، فصار من بطانة الحكام، وصار أقرب المقربين للنظام"..! هكذا يرى الحُسين، أن القصر الجمهوري بِتاع الانجليز، وصندوق المعاشات بِتاع الري المصري، والنادي الكاثوليلي بتبع لدولة الخلافة..وكل المشاريع هكذا، ملفوفة تحت عمامته المغزولة بسبع حواشات من القطن المحوّر..!هكذا داب الأخوان..عندما يضطرهم الواقع الى المراجعات يجنحوا الى العموميات، لان التحديد الدقيق مُلزِم وهم يفتقدون المرجعية النقدية..! "لازم يقولوا كلام زي ده"..! فالعموميات تتضمن جلداً للذات داخل خطاب عام يشمل الجميع على قاعدة: "إنتو و نِحن"..! في الآونة الأخيرة ابتعد الطيب زين العابدين وعبدالوهاب الافندي،عن هذا النوع من الكلامات الاخوانية، بينما يُصر الخال الرئاسي على تشنجه ، باعتبار أنه مسنود من "آل البيت"،ولذلك فهو أكثر جرأة في التهديد ــ إن عجبكم ــ باعادة تجربة الانقاذ مرة تانية..!هذه هي الحكاية..هذه هي ذهنية الكوز بعد انفجار المشروع مثل انبوب صرف صحي..! هل يستطيع انسان الشرفة أن يساءِل نفسه، كيف يغدو ويجيئ باحثاً عن أجوبة لاسئلته الحائرة عند "الآخر" الذي لا يعترف به، بينما هو ــ الحُسين ــ يمتلك أداة الخطاب، من مؤسسة صحفية الى قناة تلفزيونية الى اذاعة..؟ كيف يتصرف كـ "دارس الفلسفة" على نحو أن تاريخ السودان، قد بدأ مع دخوله "الفرع"، وأن الاسلام قد شاع مع مجاهدات الترابي..؟أخيراً وليس آخراً، نهدي الحُسين، تماشياً مع طريقته البرامجية في آخر المساء..نهديه هذه الاقوال في حق أهل السودان..قال شاعر الشعب محجوب شريف، طيّب الله ثراه:" شعباً شديد الباس، ما بمسكو أبْ كبّاس ،ما بِقْفِلو الترباس"..!و قال سيد أحمد الحاردلو ،عليه شآبيب الرحمة: "يا ويل من ظلم هذا البلد يا ناس"..! وللحديث بقية... أحدث المقالات
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة