|
حرب اليمن ؛ مخاوف آل سعود من إنتصار الجهاديين و فرصة البشير الإنتهازي لكسب القبول الدولي و المال
|
06:53 PM Dec, 26 2015 سودانيز اون لاين عبدالعزيز عبدالله-كورك- آيرلندا مكتبتى رابط مختصر كورك- آيرلندا [email protected] الجهاديون حول العالم و بمختلف مسمياتهم يزكون النظام السوداني الحالي و لذلك فقد خلت جميع القوائم التي أعدها الجهاديون إلى وقت قريب من إسم السودان حيث أن السودان تميز عن غيره من الدول العربية و الإسلامية و الغربية بحيث أنه لم يصنف من أي جماعة جهادية كدولة معادية ! و هذا الشرف "" لم تناله دول كالسعودية و المغرب !و لكن هذا المشهد في طريقه للتغيير و خاصة أن السودان لم ينظر إلى الحرب اليمنية نظرة عميقة و يستشف فيها شبح مستنقع دخلته قوات كثيرة لحرب ظاهرها الحوثي و باطنها الخوف من تجمهر الجهاديين من شتى بقاع العالم للتصدي للحوثين ظاهرا و لكن في الباطن فإن الجهاديين يفركون أيديهم غبطة من هذه الفرصة التي وفرتها لهم مغامرة الحوثي و على عبدالله صالح ؛ فرصة التجمع و الإنتقال إلى السعودية , التاج الذي يبحث عنه الجهاديون في شتى بقاع المعمورة .لقد أدخل البشير قواته في اليمن طمعاً في المال و الخروج من العزلة الدولية و لكنه لم يحسب حساب أن قواته سوف تكون مضطرة لحرب رفقاء الأمس (الجهاديين) و ربما على الجنود السودانيين التكييف مع النواسف و المفخخات و القنص خاصة أن دولة كالإمارات , قد فرت بعد الهجوم عليها بمفخختين أو ثلاث تلقت فيها خسائر جسيمة تقدر بمائة جندي قتيل و مثلهم جرحى .لا شك أن النظام السعودي قد تدخل في حرب في ظروف لم تكن بذلك السوء الذي يستدعي التدخل , فقد عرف اليمن تمرداً لم يسفر عنه شلل الدولة و لا موجات نزوح عالية و لا جرائم كبيرة تستدعي التفكير بالتدخل العسكري على غرار ما تشهده سوريا من جرائم و إنتهاكات واسعة و خطيرة ضد حقوق الإنسان و موجات هجرة عالية و تدمير للبنية التحتية لم يسبق أن شهده العالم في الفترة الأخيرة منذ حرب دارفور, مثلاً . و لهذا قد يتسائل المتسائل عن السبب الحقيقي لتدخل المملكة العربية السعودية و حلف من عدة دول براً و بحراً و جواً : هل هي مخاوف من إيران أم مخاوف من نشوء حلف بين الجهاديين (خصوم المملكة السعودية ) و قبائل اليمن أم هي محاولة إستباقية لطفئ بريق الخلافة الذي بدأ يلمع في عيون كثير من اليمنيين الذين فجأة وجدوا أنفسهم في دولة فاشلة و جيش تبخر و تصاعد في أنشطة الجهاديين ؟ المتتبع للشأن اليمني لا يمكنه أن يغفل أن التدخل قد جاء في وقت حاسم و حساس و خاصة في منطقة عدن التي ركزت الآن السعودية عليها و هي أن القبائل اليمنية التي وقفت عاجزة عن تمدد الحوثيين , قد بدأت الإلتفات إلى خصوم السعودية و أمريكا في اليمن ؛ لقد أدركت قبائل اليمن أن الجهاديين قد بقيت مناطقهم بعيدة عن الحوثيين الذين تحاشوا الإصطدام معهم و لهذا و لأول مرة بدأت وفود القبائل اليمنية في الإتجاه إلى النواحي التي يسيطر عليها الجهاديون من القاعدة و الدولة الإسلامية . كذلك , فإن النظام السعودي قد أحس بأن السعوديين قد إفتتنوا بالدولة الإسلامية التي أبلت بلاءً حسناً ضد شيعة العراق و سوريا و صارت بخطابها المنكر للممالك و الإمارات و الدول و بتطبيقها حدود الإسلام على المناطق التي تسيطر عليها , الأقرب للفكر السعودي السلفي و أن الدولة بقتلها البريطانيين و الأمريكان , قد أثبتت أنها لا تبالي لأمريكا و بريطانيا التي لم تستطيع المملكة العربية السعودية و دول الخليج , تنفيذ أي حد من حدود حكم بها قضاتهم على الغربيين ؛ لقد أعطت الدولة الإسلامية جرعة "عزة" لسلفي السعودية المتعطشين لنصر على الشيعة أذناب الفرس "عبدة النار" كما يوصفونهم و الكفرة من النصارى ! لقد وضح منذ اللحظة الأولى لإعلانات المبايعة التي تلقتها الدولة الإسلامية في عدن , أن النظام السعودي كان يتابع عن كثب تحركات الجهاديين لا الحوثيين و لذلك , ما أن رأت دوائر الإستخبارات السعودية المتابعة للشأن الجهادي الوفود و القبائل و البيانات حتى تدخلت السعودية لإفشال هذا المنحى الخطير و لعلمها أن إستهداف الجهاديين في اليمن قد يرتد عليها في الداخل و خاصة من المؤسسة الدينية و لذلك قد تدخلت السعودية لإفشال هذا بإستهداف تجمعات الحوثيين ,السبب المباشر الذي سيجعل من تحالف القبائل اليمنية و الجهاديين أمرا لا مفر منه . لقد أرادت المملكة العربية السعودية من خطوة التدخل هذه أن تقطع الطريق أمام تحالف خطير و منذر بخطر أكبر و هو أن يرتد مثل هذا التحالف إلى عنق النظام السعودي بعد أن تنجلي الأحداث , فالجهاديون سيكون لهم قبول واسع من قبائل اليمن خاصة أن القبائل اليمنية تحتفظ لمن يقدم لها جميلاً و خاصة في أمور الحرب بمودة تدوم دهوراً. لقد رأت السعودية في الحوثي و مليشياته تهديداً كبيراً ليس لليمن و شعبه و لكن للنظام الحاكم في المملكة فالرجل , أي الحوثي , بمقاييس الإجرام لا يمكن أن يقارن بالإجرام الذي قام به بشار الأسد و هو بموجب ما أفرزته الأزمة السورية من ضحايا و تدمير و تهجير , للأولى بالحرب و التدخل . إن حرب النظام السعودي في اليمن هي بالأساس حرب دفاعية إستباقية رمت إلى إحتواء القبائل اليمنية المسلحة وصرفها عن اللجوء إلى خصوم المملكة من الجهاديين . لقد لمعت فكرة الخلافة التي أحيتها الدولة الإسلامية في عيون اليمنيين و لهذا كان و لا يزال النظام السعودي يسعى بشتى الوسائل إلى محو أي أثر لجماعة الحوثي لأنهم السبب المباشر الذي سيؤدي إلى ميلاد وحش جهادي قبلي على حدود المملكة العربية السعودية الجنوبية و سهولة تحرك الجهاديين السعوديين الكثر إلى ميدان الجهاد الجديد و إحياء فكرة إزالة الحدود بين كافة دول الجزيرة العربية و الإحتكام إلى مرجع واحد , وفق أدبيات القاعدة و الدولة الإسلامية . لقد بدأت المملكة العربية السعودية حرباً لا يعلم أحد متى تنتهي في اليمن و لكن المؤكد أن إستعانة المملكة العربية بجيوش من السودان الذي عرض خدماته و غيرها من الدول , لهو تحسب لما بعد الفراغ من موضوع الحوثي الذي لم يكن يحتاج من المملكة إلا دعم القبائل اليمنية بالمال و السلاح . و لهذا و وفق المعطيات التي أستمدها من هذه الحرب , الغير ضرورية قياساً بالحرب الضرورية في الشام , فإن هذه الحرب لم تبدأ بعد و أظن أن هجوم الدولة الإسلامية الرباعي على مؤسسات الدولة اليمنية التي إستعادتها المملكة و إيران مع قبائل اليمن , هي المؤشر أن هذه الحرب ستكون حرباً "سعودية" دفاعاً عن النفس في أرض اليمن . لم يكن السعوديون بحاجة إلى كتائب من السودان و غيرها للتصدي لجماعة تبلغ تعدادها عشرات الآلاف فقط , و لذلك , فإن المملكة العربية السعودية بقوتها الجوية الفائقة و إمكاناتها العسكرية الكبيرة , قد وضعت نفسها في موقع الإتهام خاصة أن الحوثي ليس هو الذراع الوحيد للإيرانيين في المنطقة فالمنطقة تعاني أسوأ من أذرع إيران في العراق التي يعاني فيها السنة معاناة كبيرة و في سوريا أيضاً و لكن المملكة العربة السعودية لم تفعل شيئاً حيال معاناة أهل السنة في العراق و سوريا . إن الخطوة السعودية , التي مشت على دربها دول كالسودان طمعاً في المال و الخروج من العزلة التي توفرها معسكر يضم الإمارات و قطر و البحرين و المملكة العربية السعودية و غيرها , قد أتت بعد دراسة توصلت إلى نتيجة خطيرة و هي أن التهديد من الحوثي ليس في ما يمكن أن يسببه من مشاكل في اليمن و لكن من أن ترتد المشكلة التي تسبب فيها الحوثي و علي عبدالله صالح إلى عنق النظام السعودي خاصة و أن المؤسسة الدينية التي يعتمد عليها السعوديون في إبقاء الولاء للأسرة الحاكمة , قد تبدو عاجزة إذا ما تجمع الجهاديون من كل حدب و صوب للتصدي للحوثي و جماعته , و بالتالي قامت السعودية و حلفائها بتفويت فرصة أن يجتمع الجهاديون في اليمن للتصدي للشيعة اليمنيين , إذا أن تصديهم لجماعة الحوثي و صالح سهل و لكن من يضمن تشتيتهم بعد ذلك ؟ لذلك , فإن المملكة العربية السعودية قد عزمت على قطع الطريق للجهاديين و منعهم من الحصول على نصر يحسب خصماً من الدولة السعودية . لقد أوضح وزير الخارجية السعودي الراحل سعود الفيصل سياسة بلده في الشام في أعقاب تبين أن الجهاديين , بفصائلهم المختلفة , هم البديل الوحيد لنظام البعث الذي يتداعى كل يوم ليس بيد القوى التي تريدها السعودية و لكن بيد خصومها من الجهاديين الأجانب و خاصة في جبهة النصرة و الدولة الإسلامية و فصائل الشيشان و الصين المختلفة . لقد لخص الفيصل سياسة بلده في هذا الشأن حين قال : المملكة لا تريد تغيير الأسد ! ضارباً عرض الحائط بمجازر و حرائق و دمار لم يتسبب فيه الحوثي و لو بقي في السلطة التي إغتصبها و التي صار يفقدها , مئة عام . أحدث المقالات- أين يسهر حسين خوجلي ذاك المساء..؟ بقلم عبد الله الشيخ
- ثورة الشارع السوداني .. هل ستشعلها ( ستات الشاي) بقلم جمال السراج
- ماذا تقول حركة فتح؟ بقلم د. فايز أبو شمالة
- نجَّار القرن بقلم محمد رفعت الدومي
- وفاة اللاجئ محمد أحمد سليمان بابكر الملقب ب(لوكا) بقلم طيفور مكى
- المرحلة التاريخية الانتقالية الماهية ، المداخل ، المهام و المُستصْحبات بقلم د.موسى محمد الباشا
- الى وزير الطرق والجسور: أدرك ضياع 37مليار !! بقلم حيدر احمد خيرالله
- مرحلة انتقالية فلسطينية بين التفاوض والمقاومة بقلم نقولا ناصر*
- الأعزب من الأحزاب بقلم مصطفى منيغ
- الانتفاضة الثالثة انتفاضة الكرامة (70) حصاد الانتفاضة من المنظور الإسرائيلي بقلم د. مصطفى يوسف الل
|
|
|
|
|
|