حدثٌ كبير تشهده بلادنا في هذه الأيام ، فرح كبير وسرور وسعادة ، عبّر عنها كل من يستطيع أن يوصل مشاعره ، فنقلت ذلك وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة ،
وفي وسائل التواصل خاصة (الفيس بوك والواتس أب) رسائل لا تتوقّف ، ترجمت محبة أهل بلدنا للضيف العزيز والعالم الكبير والمحقّق النحرير والمعلّم القدير ، سعادة وسرور أظهرها ولاة الأمر قبل الزيارة وأثناءها ، فرحة برزت لدى أهل العلم والدعوة ، إقبال على المحاضرات بشوق ونهم من طلاب العلم على اختلاف أعمارهم رجالاً ونساءً .. الذين طالما تمنوا لقاء هذا العالم الجليل للأخذ عنه مباشرة وهم من عكفوا على أشرطة دروسه العلمية المميزة ومحاضراته التي سارت بها الركبان منذ أكثر من ثلاثة عقود من الزمان. حُقّ لبلادنا وأهلها – رعاة ورعية - أن يفرحوا ويسعدوا ويعبّروا عن فرحهم وسرورهم بمقدم شيخنا العالم الوزير معالي الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد ببلاد الحرمين بلاد التوحيد المملكة العربية السعودية والذي تشرّفت بلادنا بزيارته الكريمة في هذه الأيام .. وشيخنا معالي الشيخ صالح آل الشيخ أنعم الله عليه بسيرة علمية وتعليمية ودعوية رائدة ومسدّدة ، تكتب في تفاصيلها الكتب والبحوث ، وأنّى لمقالي في عمودي اليومي (الحق الواضح) أن يستوعب العناوين الرئيسة لفصول ترجمة الضيف العزيز ، لكن حسبي إشارات لبعض أبرز الجوانب .. فهو معالي شيخنا الشيخ صالح بن عبد العزيز بن محمد بن إبراهيم بن عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن بن محمد بن عبد الوهاب -رحمهم الله جميعًا - وحفظ الله الشيخ ورعاه . وقد نشأ الشيخ في دار علم وديانة - ولا نزكي على الله أحدا – والده من أهل العلم المعروفين وهو من مشايخه في تلقي العلم ، وجده هو سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم مفتي المملكة العربية السعودية الأسبق وهو شيخ سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز مفتي المملكة السابق ، وجد الشيخ صالح عبد الرحمن بن حسن هو صاحب الكتاب المميّز (فتح المجيد شرح كتاب التوحيد) ، وجده هو الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب الذي جمع الله به مع الأمير الإمام محمد بن سعود فالتقى (العلم) و(السلطان) في دعوة قامت عليها دولة على نهج الكتاب والسنة وما سار عليه سلف الأمة من الصحابة والتابعين وتابع التابعين والأئمة الأربعة وإخوانهم وأتباعهم من أهل العلم ، وللعلّامة المحدّث الألباني شريط سمعي ماتع عُنْوِنَ له بــ «اجتماع العلم والسيف في دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب والأمير محمد بن سعود». وقد ولد معالي شيخنا الشيخ صالح آل الشيخ في مدينة الرياض سنة 1378هـ، وأكمل تعليمه الثانوي في الرياض، ولحرصه - حفظه الله - على أن يكون تعليمه الجامعي شرعيًّا فقد التحق بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ممثلة في كلية أصول الدين بقسم القرآن وعلومه، وقد انتقل إلى كلية أصول الدين بجامعة الإمام محمد بن سعود بعد أن كان يدرس بكلية الهندسة بجامعة الملك سعود ، وبعد تخرجه منها عمل ضمن هيئة التدريس فيها ، إلى عام 1416هـ ، حيث عين نائبًا لوزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد. وفي عام 1420هـ صدر الأمر السامي بتعيين معاليه وزيرًا للشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد. والشيخ - حفظه الله - منصرف إلى طلب العلم وتحقيق المسائل على نحو ما كان عليه علماء الدعوة السلفية وكبار العلماء منذ نعومة أظفاره ، ودأب على نشر ذلك وتعليمه في دروسه ومحاضراته وتوجيهاته التي يلقيها في المساجد وفي غيرها. وتلقى الشيخ صالح العلم على عدد من العلماء منهم : سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز، والده سماحة الشيخ عبد العزيز بن محمد بن إبراهيم ، فضيلة الشيخ عبد الله بن عبد العزيز بن عقيل ، فضيلة الشيخ عبد الله بن غديان ، فضيلة الشيخ صالح الأطرم ، فضيلة الشيخ عبد العزيز بن مرشد ، سماحة الشيخ أحمد المرابط الشنقيطي مفتي الديار الموريتانية درس عليه في علوم اللغة ، الشيخ محمد بن سعد الدبل درس عليه في النحو. وكان للشيخ جلسات ومباحثات علمية متكررة مع فضيلة الشيخ المحدث حماد الأنصاري . وقد حرص معالي الشيخ - حفظه الله - على جمع الإجازات العلمية من بلدان كثيرة ، حيث حصل على إجازات عدة من بعض علماء المملكة ، وتونس والمغرب وباكستان والهند وغيرها. وقد تميزت دروسه بالمنهجية ، وقوة المادة العلمية وعمقها ، مع حرصه على مراعاة الجوانب التربوية. وله العديد من المحاضرات العلمية المتخصصة ، والتربوية ، والمنهجية ، واللقاءات التي يناقش فيها المسائل الشرعية والدعوية. وله من المؤلفات والتحقيقات التي يحرص على اقتنائها طلبة العلم لما فيها من الشمولية والتدقيق العلمي والعناية بالتقعيد ، وشيخنا ممن اعتنوا بتوظيف القواعد الفقهية والأصولية والمقاصدية في مسائل الفقهين الأكبر والأصغر ، وله تميز وبراعة في التكييف الفقهي وتخريج الفروع على الأصول ، مع الأسلوب المميز في عرض المسائل والعناية بوصول المعلومة وفهمها واستيعابها بيسر وسهولة ، بما يشد ويجذب السامع ، ومن تلك المؤلفات النافعة : المنظار في بيان كثير من الأخطاء الشائعة ، المعيار ، هذه مفاهيمنا في الرد على كتاب مفاهيم يجب أن تصحح ، التكميل لما فات تخريجه من إرواء الغليل ، شرح مقدمة في أصول التفسير ، شرح أصول الإيمان ، شرح الأربعين النووية ، شرح العقيدة الطحاوية ، التمهيد لشرح كتاب التوحيد وغيرها .. وأرجو من كل من يتيسّر له العناية بالتتلمذ على معالي الشيخ من خلال موقعه الخاص على الشبكة العالمية للاتصال والإفادة من الكتب والدروس والمحاضرات على هذا الرابط :http://saleh.af.org.sa/http://saleh.af.org.sa/ ولئن كان للشيخ الحق الكبير على أهلنا الذين تشرفوا بزيارته لهم ، فإن له علي من (الحق الخاص) ما يجعلني في حيرة وأنا أخطُّ بأناملي أسطراً أعبّر بها عن بعض مشاعري تجاه زيارته لبلدنا السودان ، فالذي أعلمه كثير جداً ، والذي أعلم أنه بحاجة لأن يذكر كثير ، و(الحق الخاص) الذي عليَّ أعني به تشرفي بأن وفقني الله تعالى للتتلمذ على الشيخ ، والجلوس بين يديه – حفظه الله - لتلقي العلم الصافي وتعلّم السمت والأدب الراقي ، وأحمد الله تعالى على ما أنعم به علي من ذلك ، فقد درست في فترة إقامتي بعاصمة المملكة الرياض على عدد من مشايخي الأجلاء منهم سماحة شيخنا الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله ومعالي شيخنا الشيخ عبد الله الغديان رحمه الله ومعالي شيخنا الشيخ صالح الفوزان حفظه الله وغيرهم من العلماء الأكابر ، وقد أكرمني الله تعالى بدراستي على شيخي معالي الشيخ صالح آل الشيخ في عددٍ من دروسه العلمية الثابتة المستمرة بالمسجد ، منها : شرح تفسير الإمام ابن كثير وشرح صحيح الإمام البخاري وشرح زاد المعاد للإمام ابن القيم ومسائل الجاهلية للإمام محمد بن عبد الوهاب وشرح العقيدة الطحاوية للعلامة ابن أبي العز الحنفي والتوضيح المبين للعلامة ابن سعدي وغيرها ، وكنت أصلي معه صلاة الجمعة بجامع الملك عبد العزيز بحي العليا لأمتّع نفسي أسبوعياً بسماع خطبة مرتجلة علمية مفيدة بإلقاء مميز ، وحضرت عدداً من محاضراته العلمية بمدينة الرياض وعدداً من مجالسه العلمية بداره ، وكثير من الذي فاتني من الدروس والمحاضرات اجتهدت في الحصول على تسجيله لسماعه ، ومن فضل الله تعالى فإن كثيراً من دروس معالي الشيخ ومحاضراته قد حظيت بعناية بعض طلاب العلم وتم تفريغها وطباعتها بإشراف وتوجيه معالي الشيخ ، فأحثُّ على العناية بالظفر بها والإفادة مما فيها من العلم المحقّق والتحقيق المدقّق. هنيئاً لأهل السودان رعاة ورعية بمقدم شيخنا العالم المحقق معالي الشيخ صالح آل الشيخ وزير الشؤون الإسلامية ، وهنيئا لمن حضروا دروسه ومحاضراته ، وهنيئاً لبلادنا هذا التواصل الجميل والتعاون الكريم مع بلاد الحرمين المملكة العربية السعودية في عهد الملك سلمان بن عبد العزيز ، عهد الحزم والسعي الجاد لوحدة المسلمين واجتماع كلمتهم على الحق ، وإن دور المملكة العربية السعودية في تحقيق الوحدة الإسلامية المنشودة كبير، بل لها القيادة في ذلك لمكانتها التأريخية والإسلامية والدعوية في إقليمياً ودولياً ، ولتأريخها العظيم المُشرّف في الخدمة المستمرة للمسلمين والوقوف معهم في قضاياهم ، وفي هذه الفترة برزت هذه الجهود في الحرص على جمع شمل المسلمين من المملكة العربية والسعودية ولقيت قبولاً بين المسلمين وفي مقدمة تلك البلاد بلادنا التي وفِّقَت لموْقِفٍ مُوَفَّقٍ في عاصفة الحزم ثم التحالف الإسلامي ، وقد كتبت عدداً من المقالات في ذلك نشرت بهذا العمود ، وما جولات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز إلى ماليزيا وأندونيسيا وسلطنة بروناي وما يعقبها بمشيئة الله من زيارات ، وزيارة معالي شيخنا الوزير إلى باكستان ثم زيارته للسودان وما يعقبهما بمشيئة الله من زيارات ، وزيارات أصحاب الفضيلة أئمة الحرمين لعدد من البلدان ، وغير ذلك .. ما هي إلا بيان عملي لسعي المملكة العربية السعودية الحثيث لجمع كلمة المسلمين وتوحيد صفوفهم ، وهي غاية نبيلة وحلم عظيم ، ندعو الله تعالى أن يرينا تحققه عاجلاً غير آجل .. لك الود الكثير والمحبة والإجلال والتقدير معالي أستاذنا وشيخنا الوزير .. و(حبابك ملايين) وليست عشرة .. ولا عشرات .. alintibaha
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة