في تطور جديد للتوتر بين مصر والمغرب، أثارت مشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسي، في فعاليات القمة العربية الأفريقية في مالابو في غينيا الاستوائية، الكثير من التكهنات حيال مشاركة مصر في أعمال القمة، وخاصة عقب إعلان 9 دول عربية انسحابها، بعد إصرار الاتحاد الأفريقي والحكومة الغينية على مشاركة وفد الجمهورية العربية الصحراوية، التي أعلنت من طرف واحد عام 1976 في القمة؛ تأييدًا لموقف المغرب الرافض لهذه المشاركة. واشارت تعليقات مصرية إلى ان التوتر بين مصر والمغرب يعود إلى أسباب بينها ما اعتبرته الحكومة المصرية إساءات إعلامية وقناة رسمية من الحكومة الإسلامية المغربية للنظام في مصر بعد اقالة الرئيس محمد مرسي في عام 2013، ووصفها عبد الفتاح السيسي بأنه رئيس (انقلابي). وفي الجانب الآخر اعتبرت فضائية مصرية ان الحكومة المغربية تمثل «امتدادا لجماعة الإخوان». وفي وقت لاحق انتشرت تعبيرات أثارت الغضب في المغرب بعد أن زعمت مذيعة مصرية «ان العمل في الدعارة مصدر اقتصادي في المغرب». واكتفت الحكومة المصرية بإقالة المذيعة من تلك الفضائية الخاصة إلا انها سمحت للمذيعة بالعودة في قناة أخرى خاصة أيضا. وفيما بدا محاولة مصرية لمنع توسيع التوتر مع المغرب وعدم اغضاب بلاد عربية صديقة لها شددت الرئاسة على انها لا تعترف بالجمهورية الصحراوية. وأكدت الرئاسة المصرية، في بيان لها، أن مصر لا تعترف بالجمهورية الصحراوية، ولكنها تحظى بوضعية دولة عضو في الاتحاد الأفريقي. وقال علاء يوسف المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية المصرية، إن مشاركة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، في القمة الأفريقية العربية، جاءت لتعكس حرص مصر على تعزيز التعاون الأفريقي العربي المشترك من أجل تحقيق التنمية المستدامة ومواجهة مختلف التحديات التي تواجه الشعوب العربية والأفريقية في هذا الخصوص. وقال الدكتور سعيد اللاوندي، خبير العلاقات الدولية في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية « «مصر تعد شريكا في المبادرة العربية الأفريقية وبالتالي كان من الصعب على الرئيس السيسي ان يقوم بالانسحاب مثل أغلب الدول الخليجية، كما انه لم يكن على علم بانسحاب بعض الدول العربية بسبب مشاركة جبهة الصحراء في القمة إلا عندما تحركت طائرته من «لشبونة» في اتجاه «مالابو»، فكان من الصعب تعديل المسار بشكل او بآخر، والنقد الموجه الآن هو موجه لغينيا الاستوائية لأنها دعت جمعية وبالتالي غضب المغرب وتعاطفت معه الدول العربية». وأوضح «ان مصر لم تتخذ قرارتها إلا من رؤيتها الشخصية وبالتالي فإن أمر انسحاب السيسي من القمة إرضاء للدول العربية وعدم غضبها، هو أمر مستبعد تماما فيما يتعلق بوجهة نظر الحكومة المصرية، فإن موقف مصر وقراراتها لا تٌملى عليها من أي دولة». ومن جانبه قال السفير معصوم مرزوق، مساعد وزير الخارجية الاسبق لـ«القدس العربي»، « انا غير متفهم وجهة نظر الدول العربية المنسحبة من القمة، فلا بد وان تتعامل الدول العربية مع العالم بمفردات التعامل الدولي المفهومة، لأنه عندما يكون لدينا دولة مثل إسرائيل وتكون في الأمم المتحدة وتحضر الكثير من المؤتمرات في الجمعية العامة واليونسكو وجميع التنظيمات الإقليمية والدولية المختلفة، ومع ذلك فالدول العربية جميعها تحضر تلك المؤتمرات ولن تغادر، فلا بد من ان تنضج الدول العربية دبلوماسيا حتى لا تشوه سمعتها بالإضافة إلى التشوه الموجود بالفعل». وأوضح « أنا مؤيد لموقف الحكومة المصرية من إصرارها على المشاركة والحضور، واعترض على موقف الدول العربية وخاصة المغرب التي لا بد وان تراجع موقفها لأنها تخسر مواقعها الدبلوماسية دون سبب». وقال الدكتور طارق فهمي أستاذ العلوم السياسية، في مداخلة هاتفية ببرنامج «ممكن» الذي تقدمه الإعلامية ريهام إبراهيم على شاشة «سي بي سي»، إن السيسي ركز في كلمته خلال القمة العربية الإفريقية على مفهوم التنمية بين الدول العربية والإفريقية والتعاون رغم التحديات والظروف الموجودة، موضحًا أن هناك طرقًا متاحة يمكن طرحها بالتعاون العربي الأفريقي. وقالت الدكتورة أماني الطويل، مديرة الوحدة الأفريقية في مركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية، في مداخلة هاتفية بغرفة الأخبار على فضائية «سي بي سي اكسترا»، إن المغرب قد ارتأت ومعها بعض دول الخليج، الضغط على الاتحاد الأفريقي فيما يتعلق بعضوية البوليساريو، مشيرة إلى أن هذا الضغط لم يجد طريقا لإنفاذه حيث أنهم عضو في الاتحاد. وأضافت أنه لم يكن من المتوقع أن يتم إبطال عضوية البوليساريو في إطار القمة العربية الأفريقية، فكان لا بد من التدخل من الجامعة العربية بين المغرب والجزائر قبل عقد القمة العربية الأفريقية حتى يتم تجنب هذا الموقف المؤسف. وأوضحت أن المغرب انسحب من القمة العربية الأفريقية، والاتحاد الأفريقي بسبب عضوية البوليساريو، مشيرة إلى أن المشكلة تخص العلاقات المغربية والجزائرية من ناحية وتخص المجتمع الدولي من ناحية أخرى. وأكدت أن المغرب بلد كبير ويجب أن تحرص دول أفريقيا على تسوية الخلافات والتوصل لحل للأزمة، تفاديا لما حدث من انسحاب دولة المغرب. وأكد حزب مستقبل وطن، برئاسة المهندس أشرف رشاد، في بيان له، أن مشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسي، في القمة العربية-الأفريقية الرابعة، المنعقدة في مدينة «مالابو» عاصمة غينيا الاستوائية، هامة للغاية وخاصة أنها تأتي في توقيت امتلاك الحكومة المصرية لرؤى حقيقية للقضاء على عمليات التهميش وإعادة التوازنات الأفريقية وبناء مناخ استثماري قوي بين دول القارة، مؤكدًا أنها تمتلك مناخا رحبا لعمل استثمارات ومشروعات مشتركة تقود البلاد لمصاف الدول المتقدمة. وكانت مشاركة وفد البوليساريو في احتفالات الذكرى الـ 150 للبرلمان المصري التي عقدت في شرم الشيخ قد أثارت غضب المغرب الذي لا يعترف بالبوليساريو، ويعتبرها حركة متمردة، وسبق أن جمد عضويته في منظمة الوحدة الأفريقية عام 1982 لدعوة المنظمة لوفد البوليساريو للمشاركة بصفة مراقب.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
زهير عثمان حمد
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست