لماذا تريد الإدارة الأمريكية رفع العقوبات نهائيا عن حكومة البشير؟؟

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-26-2024, 05:40 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2016-2017م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-23-2017, 09:39 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48739

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
لماذا تريد الإدارة الأمريكية رفع العقوبات نهائيا عن حكومة البشير؟؟

    08:39 PM April, 23 2017

    سودانيز اون لاين
    Yasir Elsharif-Germany
    مكتبتى
    رابط مختصر

    يبدو ان إدارة ترامب تريد بالفعل رفع العقوبات الأمريكية نهائيا عن حكومة البشير. ولكن لماذا؟؟ هل هو لصالح الشعب السوداني، وهل سوف يستفيد الشعب السوداني من رفع العقوبات الأمريكية؟ أبدا، الشعب السوداني سيظل مهمشا من حكومة البشير إلى أجل غير مسمى.
    الإدارة الأمريكية تفعل ذلك استجابة لخاطر السعودية التي استطاعات ان تكسب السودان الى جانبها في حرب اليمن، وابتعاده عن محور ايران، ورفع العقوبات عن الحكومة السودانية يعني التشجيع على استمرار الحكومة في هذا الدور. كما أنه يساعد السعودية في استثمارات زراعية في السودان بأحجام ضخمة. ولكن مخطئ من يظن ان كل ذلك سيعود على الشعب السوداني بالخير.

    كل ما في الأمر ان هناك أطرافا كثيرة في أمريكا، بما فيها إدارة ترامب الحالية، لا يهمها سوى المصالح الاقتصادية وهي تفعل كل شيء كي تحققها. وما شجع هذه الإدارة الآن هو أنها اكتشفت استجابة حكام السعودية للابتزاز في سبيل المحافظة على ملكهم خاصة عندما شعروا بالضعف جراء الحروب في اليمن وسوريا، وجراء الخطر الداعشي القاعدي على الحكم الملكي. هذه المقالات من مجلة الحجاز، عدد أبريل الجاري، تستحق القراءة والتأمل.

    @@@@@@@@@@@@@@@@
    مملكة رهن الإبتزاز!
    محمد قستي
    مدهش حقاً حال المملكة المُسعودة، التي وصلت قاع القاع، فأدهش انحطاطها المواطن قبل الأجنبي.
    كيف وصل الحال بمملكة مع حليفها الأمريكي، الى حد أن يطلب الرئيس ترامب من محمد بن سلمان، أثناء لقائه به الشهر الماضي، نصف ثروة السعودية مقابل الحماية والحرب على إيران؟
    هذا لم يحدث حتى في عصور الإستعمار المباشر. وما كان ترامب ليتجرّأ على طلبه هذا، لولا أن الحكم السعودي بلغ أدنى تسافله وانحطاطه وضعفه.
    كيف لمملكة، تحوي ربع احتياطي العالم من النفط، وتصدّر ما معدله عشرة ملايين برميل يومياً، ومداخيلها النفطية وحدها تصل الى تريليونات من الدولارات، غير مداخيل الزكاة والحج والعمرة والضرائب الأخرى.. كيف لبلد مثل هذا، بشعب لا يزيد على العشرين مليون نسمة، أن يصل الى حافّة الإفلاس، ويصبح أكثر من نصف الشعب فقراء، بل تحت خط الفقر؟
    كيف لبلد بهذا الغنى، وبه أحد عشر مليون عامل أجنبي، أن يتواجد بين ظهرانيه أربعة ملايين عاطل عن العمل؟
    كيف يحدث في بلد، يقول انه يقدم المعونات الى كل الدنيا، أن يوجد به عوائل مشردة في الشوارع بلا مأوى، ونساء ورجال يبحثون عن لقمة العيش في القمامة، وطلاب يبحثون عن قارورة الدواء عبر مناشدة أعلى السلطات؟ كيف يحدث هذا في بلد يقولون ان فيه حالة عليا من العطاء، وان الجمعيات الخيرية تفيض بأموال فاعلي الخير؟
    وكم هو مدهش أن الأغلبية العظمى من الشعب المسعود، لا تمتلك قطعة أرض تبني عليها بيت سكن، في بلد تصل مساحته الى مليونين وربع المليون كيلومتر مربع. ثمانون بالمائة وأكثر من المواطنين يعيشون في بيوت مستأجرة، فضلاً عن ملايين تعيش في بيوت قديمة لا تصلح لسكنى الحيوانات، ولا نقول البشر. وفوق هذا، كيف يكون والوضع هذا، أن تقوم الحكومة بتدمير مدن وقرى وتمسحها من الخريطة، كما حدث مع (مقنعة) و(عمق) بحجة مخالفة القوانين، والتعدي على أراضي حكومية، فيما لم يترك الأمراء أرضاً ولا حتى صحراء إلا وزرعوا شباكهم حولها وطوقوها اعلاناً منهم عن تملكها؟!
    مالذي أوصل بلداً كان يُنظر اليه على أنه بلد (الإسلام المعتدل)، الى بلد ينظر اليه العالم أجمع كمصدّر وكمنبع للطاعون الوهابي الداعشي القاعدي الذي يخشى وباءه كل احد؟
    مالذي جعل بلداً كان ينظر اليه كقيادة للعرب، وقاضياً بين دولهم، وحلاّلاً لمشاكلهم.. الى بلد ثانوي فاشل بلا أصدقاء حقيقيين، وفي صراع وحروب مع دول عديدة، وكلها تقريباً صراعات وحروب على المستوى الاقليمي خاسرة؟
    كيف لبلد كان بالأمس يبتز حلفاءه الخليجيين سياسياً، والدول العربية والاسلامية بأمواله، أن يصبح عرضة للإبتزاز المالي والسياسي من قبل حماته الغربيين، ومن قبل من يزعمون أنهم اصدقاءه؟
    لماذا هذا الإنحطاط كلّه؟ وهل جاء في غفلة من الزمن دفعة واحدة؟
    هل هو نتيجة مؤامرة كما يقول آل سعود؟ أم هو نتيجة ما صنعته أيديهم السوداء الملوثة بدماء الأبرياء والتآمر على الأقربين والأبعدين؟
    بريطانيا اليوم تبتز آل سعود جيداً؛ وتستخدم اعلام البي بي سي بين فترة وأخرى لتحصيل عقود بالمليارات، حتى اصبح من المعتاد ان تجد حملتين سنويتين على السعودية، يعقبهما سفر رئيس الوزراء او رئيسة الوزراء ـ الآن ـ لقطف ثمار الإبتزاز السياسي.
    وترامب ـ حتى قبل أن يصبح رئيساً ـ وقد كرر ذلك بعد وصوله الى كرسي الرئاسة، بأنه ليس أمام آل سعود إلا أن يدفعوا، ليس فقط ثمن الحماية، بل أي أمرٍ تطلبه أمريكا منهم. وقد فعلها حين اتصل بالملك سلمان، وطلب منه تمويل المناطق الآمنة في سوريا، ووافق الملك سلمان فوراً. لكن ترامب لم يتوقف عن التشهير بآل سعود، وكرر قوله، بأنه اذا طلب من السعوديين فعل شيء فسيفعلونه، وانه ليس لديهم خيار آخر.
    لماذا هذا التهافت السعودي، وهذا الضعف، أمام الأمريكي والبريطاني، في حين أرانا آل سعود الحمم والنيران على الجيران في اليمن، وأظهروا لنا رعونة واستعلاء وتكبّراً ودموية وحدّة منقطعة النظير على جميع العرب والمسلمين والعالمثالثيين؟
    أليس من الطبيعي هذه مواصفاته وسلوكه، أن يبتزه حماته؛ وان يطلب ترامب وبلا تردد من محمد بن سلمان، حينما استدعاه مؤخراً، أن يطلب منه نصف ثروة البلاد، هكذا اعتباطاً، ومقابل الحماية والحرب على إيران.
    حتى الآن يبدو أن آل سعود مترددون لقبول العرض، فقد يأخذ ترامب الأموال ولا يفعل شيئاً، ولا يقيم حرباً ضد ايران؛ فضلاً عن ان ترامب اخذ تعهداً من آل سعود باستقطاع مائتي مليار دولار بحجة الاستثمار في امريكا؛ فيما رآها آخرون مجرد دفعة أولى على الحساب، على حساب قانون جاستا.
    عرض ترامب ومساومته على نصف ثروة البلاد، ربما شكل صدمة جعلت الملك سلمان يعود مسرعاً الى الرياض، من رحلته الآسيوية، دون ان يمرّ على المالديف ويقضي اجازته فيها. وذلك لملاقاة ابنه وللتعرف على تفاصيل الصدمة التي قدمها ترامب لحلفائه في الرياض، حيث الإبتزاز في أوضح صوره.
    ومع ان التطبيل السعودي لم يتوقف عن تلميع زيارة وزير الدفاع محمد بن سلمان ولقائه (التاريخي!!) بترامب..
    ورغم ان عدم زيارة الملك للمالديف قد تم تبريرها بانتشار وباء انفلونزا الخنازير هناك، رغم أن حدثاً آخر عجل بعودة الملك الى دياره، وهو ان الشعب المالديفي كان يرفض زيارة الملك، على خلفية امرين: رفضه لبيع جزيرة فافو اتول للسعوديين من اجل الاستثمار، وايضاً رفضه لتصدير الوهابية الى المالديف المتصوفة، والتي تعاني من دواعش وهابيين تم شحنهم بالفكر المتطرف، وهاجر نحو 200 منهم للقتال في سوريا.
    وما كاد محمد بن سلمان يصل الى الرياض، ويلحق به والده بعد ساعات، حتى تقدمت ثمانمائة عائلة امريكية الى القضاء، ضد ال سعود، باعتبارهم وراء تفجيرات ١١ سبتمبر، وباعتبارهم رعاة ارهاب، وفق قانون جاستا. ما يثبت اولاً فشل زيارة محمد بن سلمان؛ ويثبت ثانياً أن سيف جاستا سيبقى مصلتاً على رقاب آل سعود لابتزازهم؛ وليثبت ثالثاً، بأن محمد بن سلمان الذي قدم اعتماده كملك قادم، لم يكن اثيراً لدى الامريكيين الذين يفضلون ولي العهد وزير الداخلية محمد بن نايف.
    رغم هذا كله، فإن السؤال المطروح هو: لماذا اصبحت الرياض عرضة للإبتزاز أكثر من أي وقت مضى، خاصة من حلفائها الذي استمروا في نهب ثروات البلاد لعقود طويلة؟
    لو لم تكن الرياض ضعيفة ويائسة وفي أدنى انحطاطها، لما وصل الوضع الى هذا الحد؟
    ولكن أيضاً.. لماذا وصل الأمراء الحاكمون بالبلاد الى هذا المستوى من التردّي؟
    ربما يمكن اختصار المسألة في حقيقة أن النظام السعودي ضعيف في الداخل. فهو نظام مستبدّ وفاسد وناهب وطاغ وفاشل في توفير أدنى حقوق المواطنين المدنية والسياسية. ومثل هكذا أنظمة فاسدة وطاغية ومستهترة تعتمد على العنف في بقائها، بحاجة الى حماية خارجية، خاصة وأن نظام آل سعود قد أهدر ما يتمتع به من مشروعية رغم ضعفها او قلتها. فهم قد أهدروا مشروعيتهم ابتداءً برفض تطوير النظام السياسي والبدء بإصلاحات تعطي للشعب رأيا وكلمة، ولو في الحد الأدنى. وأهدروا مشروعيتهم حين لم يحققوا ـ خاصة في السنوات الأخيرة ـ منجزاً مادياً مقنعاً، يعوّض الشعب عن الحرمان السياسي. بل زاد الطين بلّة بفرض الضرائب وانهاك المواطنين اقتصادياً، في حين ان الأمراء انفسهم لم يتوقفوا عن عبثهم وفسادهم. وزاد النظام الأمر سوءً أكثر، حين أصرّ على استخدام الدين كغطاء لجرائمه، وتبيّن ان ايديولوجيته الوهابية هي دين للأقلية النجدية فحسب، وقام بتأجيج الصراع الطائفي على المستوى الإقليمي وليس الداخلي فحسب، ما جعل الشرعية الدينية للنظام محصورة في مشايخ الوهابية التكفيريين، وحتى هذه الشرعية انتقصت مراراً وفرّخت بين الأقلية النجدية، أقليّة أخرى داعشية وقاعدية تحارب النظام على خلفية افكار الوهابية نفسها، وعدم التزام آل سعود بها او استغلالها.
    آل سعود يعتقدون بأنهم قادرون على ضبط الوضع الداخلي بأدوات القمع المتوفرة لديهم حالياً، وتالياً فهم ليسوا بحاجة الى حماية امريكا والغرب في مواجهة التحديات الداخلية، فلديهم ما يكفي من قوة لضبط الأمور.
    هذا ليس دقيقاً.. فهناك أكثر من 23 فرعاً للمباحث الفيدرالية الأمريكية والسي آي أيه في السعودية. ونحن نعلم بأن هذه الأجهزة والفروع المتداخلة مع الأمن السعودي، هي التي أبطلت محاولات انقلاب عسكرية عديدة في الستينيات والسبعينيات وحتى منتصف الثمانينيات. كثير من المخاطر الداخلية استطاع آل سعود التغلب عليها بفعل المعلومات التي تلقوها من الاستخبارات الغربية؛ تماماً مثلما يحدث اليوم في البحرين، حيث تقوم الحكومتان البريطانية والامريكية، بتوفير كافة التغطية الأمنية للحكم الخليفي هناك.
    لكن على صعيد الحماية من تحديات الخارج، فهذا ما يشعر آل سعود بأنهم بحاجة اليه، من عبدالناصر مصر سابقاً، ومن صدام العراق سابقاً، ومن ايران حالياً. وحتى هذه الدول الثلاث التي يمكن ان تهدد النظام السعودي، فإن الأخير انخرط في حرب ضدها، ولم تكن المملكة السعودية تتعرض بالفعل الى مخاطر حقيقية من تلك الأنظمة، كهجوم او حرب تشن على مملكتهم.
    اذن ما يدفع ال سعود ثمنه ليسوا بحاجة الى دفعه في الأساس.
    كان ولازال بإمكان آل سعود تجميد الحرب الإقليمية التي أشعلوها. بإمكانهم التوصل الى حل للخلافات مع ايران، وليس استعداء امريكا واسرائيل لحربها. وبامكانهم عدم التفريط في سوريا ومشاركة اسرائيل في تدميرها. وكان بامكانهم ولازالوا ان يوقفوا الحرب على اليمن الذي كان مزرعتهم لوحدهم مدة خمسين عاماً وأكثر.
    إن تهدئة الوضع الإقليمي يجعل من حاجة السعودية للحماية الخارجية أمراً معدوماً ويبعدها عن الإبتزاز.
    وإن تهدئة الوضع الداخلي، بإجراء اصلاحات سياسية، مع ما تتطلبه من إيقاف للإستبداد وهدر الأموال، كفيل بتصليب الجبهة الداخلية امام اية اختراقات وابتزاز.
    لكن النظام السعودي القلق من تحولات الداخل، ومن خسائره الاقليمية في الخارج، مضطر بوضعه الحالي ان يدفع اثماناً وأكلافاً كبيرة لحماته الغربيين، الذين لم يهتموا لأوضاع البلاد الاقتصادية الصعبة، بل لازالوا يريدون أكثر من (الجزية) المعتادة التي يدفعها الأمراء سنوياً للدول الثلاث: امريكا وبريطانيا وفرنسا.
    المصالحة الداخلية مفتاح أمان النظام وحكم آل سعود. لكنها مصالحة لن تأتِ رغم تأخرها. فآل سعود جبلوا على طأطأة الرأس للأجنبي، وفي نفس الوقت التعالي على شعبهم وعلى حكومات وشعوب المنطقة. وإن صفات الرعونة والإستبداد والفساد يصعب اصلاحها لدى عائلة بلغ تعدادها نحو ثلاثين الف نسمة، تعودت على نمط من العيش وعلى السلوك المخزي لعقود طويلة.
    ترامب طلب نصف ثروة السعودية. لم يقل انه يطلب نصف ايراداتها. هو يعتبر نفسه صاحب حق في ثروات الشعوب الأخرى، وقد سبق له ان انتقد عدم السيطرة على النفط العراقي ونهبه بالكامل!
    مثل هكذا عقليات انتهازية مجنونة، تقابلها عقلية الأمراء الانبطاحية والفاسدة التي جوّعت الشعب ونهبته وقمعته لإرضاء الحلفاء الغربيين، ومع هذا، لازال هؤلاء الحلفاء جشعين يريدون أكثر وأكثر.
    الانحطاط السعودي بلغ مراحل غير مسبوقة، ولعل الدواء في النهاية هو الإستئصال لهذه العائلة المالكة المجرمة الفاسدة التي لا تدين بدين، ولا تلتزم بخلق كريم.
                  

04-24-2017, 07:54 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48739

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لماذا تريد الإدارة الأمريكية رفع العقوبا� (Re: Yasir Elsharif)


    ترامب لابن سلمان: نصف ثروة السعودية مقابل الحماية!


    الملك سلمان.. البحث عن حماة جدد للعرش السعودي

    السعودية على فوهة التغيير والتفجير
    خالد شبكشي

    هناك شيء ما يحدث في المجتمع السعودي، وعلى مستوى النخبة السياسية في آن معا. ويبدو ان جهات عديدة باتت تدرك صعوبة تجاهل حقيقة ان هذه الدولة السعودية، لم يعد بالامكان ابقاؤها في مرحلة السكون والغياب عن تطورات المنطقة، وسنن التاريخ. هناك مخاض يموج بتطورات وعوامل فاعلة، بعضها بدأ يعطي اشارات واضحة بتأثيره على مسار التغيير المرتقب، وعوامل اخرى متوقعة يسعى النظام وإعلامه الى اخفائها.

    بعض الاطراف الدولية باتت مستعدة للقبول بأن السعودية تشهد عملية مخاض وتستعد للتغيير، سواء في تركيبة السلطة الحاكمة، او العقلية التي تدار بها شؤون الدولة الداخلية والخارجية.. لكن السؤال يبقى في اي اتجاه يجري هذا التغيير المتوقع؟ وهل يمكن توقع مآلاته؟ وما هي السقوف التي تحدد اتجاهاته ومدياته؟.

    من المسلم به في الاوساط الخارجية الراعية لهذا النظام، أنه شاخ وهرم، ولم يعد بالامكان تسويقه وتلميعه في القرن الواحد والعشرين، وفي اطار الانقلابات العميقة التي تشهدها المواقع السياسية والايديولوجية في المنطقة، والتي اطاحت بأنظمة جرى الاعتقاد انها راسخة وقوية، بعد ان انفقت المليارات على اجهزتها الامنية، لتعصمها من سنة التغيير والتطور.

    تململ حلفاء آل سعود
    ولعل الراصد لمواقف الاطراف الخارجية التي تعتبر حامية للنظام السعودي، والتي انشأته تاريخيا، يدرك حجم التململ الذي تعيشه للاحتفاظ بهذا الإرث الثقيل بجموده وفشله. ومثال ذلك ما يمكن ان يلاحظه المراقب لما يدور في المؤسسات البريطانية، من جدل عميق وخلاف واسع حول امكانية الاحتفاظ بصداقة هذه الدولة وحماية نظامها، التي يرى البعض من النخبة البريطانية انها فقدت مبررات وجودها، وأصبح الدفاع عنها سلوكا مفضوحا وغير عقلاني، في مقابل الحاجة الى اعادة صياغة السلطة الحاكمة وتوجهاتها، ودورها الوظيفي، في ظل المتغيرات الدولية والاقليمية. والاهم من ذلك في ظل تبدل المعطيات الداخلية، وبروز قوى جديدة في المجتمع السعودي، لم يعد بالامكان تجاهل دورها وتطلعاتها.

    ولا تزال الاجهزة البريطانية، والنخبة الحاكمة، بما فيها العائلة البريطانية المالكة، تحتفظ بالكثير من الرغبة في الحفاظ على العلاقة التاريخية بين المملكة المتحدة، والكيانات التي انشأتها في مرحلة الاستعمار في الجزيرة العربية. اذ ترى هذه النخبة انها لا تزال بحاجة الى استمرار امتدادها في هذه المنطقة الرخوة سياسياً، والمهمة استراتيجيا.. حيث لا تزال منطقة الشرق الاوسط، وعمقها الصحراوي، نقطة ارتكاز للسياسة الدولية، وصراع المصالح بين القوى المهيمنة. فهي اضافة الى ما تختزنه من ثروات ضخمة، لا غنى عنها في احتياطيات الصناعة الغربية، فإنها تمثل موقعا استراتيجيا لم يفقد اهميته التاريخية على مر العصور، للفصل عسكريا بين القوى المتنافسة، او التواصل اقتصاديا بين الغرب المتسيد عسكريا واقتصاديا، والشرق ـ مترامي الاطراف ـ المتحفز للمنافسة على قيادة العالم، وانهاء عصر الامبراطوريات الغربية، الاميركية والاوروبية على حد سواء.

    وتعتقد النخبة السياسية البريطانية، وكارتل رجال الاعمال والاستثمارات، ان السعودية ومعها دول الخليج الاخرى، من اسهل المناطق انقياداً وطاعة وابتزازاً، وأنها الاقل كلفة في السيطرة عليها، لتمرير سياساتها وربطها بالمصالح الغربية حتى الان، اذ لا تجد السياسات الغربية فيها ما تعانيه من رفض وتمرد في المناطق الاخرى من العالم، لان النخب السياسية والمثقفة عموما اكثر انقيادا وقبولا للالتحاق بالغرب وقبول هيمنته.

    وهذه الحقيقة تقف في خلفية تفكير طرفي المعادلة في الجدل الداخلي البريطاني. اذ ان الذين يدفعون باتجاه احداث التغيير في الهيكلية السياسية في السعودية، ينطلقون من ذات الدوافع التي يستند اليها المحافظون الذين يرفضون المسّ بشكل السلطة في المملكة السعودية، ويدافعون عن فسادها واخطائها.

    الا ان الفارق بينهما، هو ان دعاة التغيير يخشون ان تتسبب العائلة السعودية الحاكمة واساليبها الديكتاتورية بكارثة سياسية، تفرض التغيير من خارج السيطرة الغربية، وتطيح بالمصالح البريطانية والاميركية، ويرون ان من الضروري فرض التغيير ضمن المفهوم الغربي الان، حتى ولو كان ذلك مؤلما لطبقة سياسية كسولة مستبدة وفاسدة، باتت عائقا امام كل تقدم وتطور.

    الموقف الاميركي عبر عن الحقيقة ذاتها، وعن ذات الرؤية التي يتم تداولها في الاروقة البريطانية. الا ان اسلوب العمل الاميركي أتى أكثر فجاجة ومباشرة، فكان صادما للعائلة السعودية الحاكمة وحاشيتها وبطانتها.

    فالخطاب الذي تردد على لسان الرئيس الاميركي دونالد ترامب، قبل نجاحه في الانتخابات وبعد نجاحه في تسلم قيادة أمريكا.. وهو خطاب مليء بالإحتقار، وصريح في الإبتزاز.. لا يمكن النظر اليه باعتباره زلة لسان، ولا جموح رجل مغامر، ولا جزءا من الخطاب العنصري التقليدي لليمين الاميركي.. اذ ان هذا الخطاب تردد في حلقات تلفزيونية وخطب جماهيرية، وحظي بتأييد ملايين الاميركيين الذين انتخبوا ترامب ودفعوا به الى البيت الابيض. وهو في الاجمال ما يمكن ان نعثر على معادل له في العديد من وجهات النظر التي تنشرها الصحافة الاميركية، ويجري تعبئة الشارع بها، وكيف انها تمثل استجابة لعواطف هذا الشارع في احيان كثيرة.

    فالسعودية لم تعد حليفاً موثوقا يمكن ان تحرص عليه الولايات المتحدة، بل اصبحت رمزا للشر بالمفهوم الاميركي، كونها مصدرا للارهاب، وصورة أكثر انحطاطاً للانظمة المتخلفة والديكتاتورية، والاكثر بعدا عن المفهوم الغربي للديمقراطية.

    وكثيرا ما عبر المثقفون والاعلام الاميركي عن مواقف معادية للنظام السعودي، وساخرة من العائلة المالكة.. بل انه قلما تغيب في الإعلام الغربي، صورة النظام القامع للحريات، والمولد للارهاب القاعدي والداعشي، والحاضن للفكر التكفيري الوهابي المتطرف، الذي مازال ينشر موجة ضخمة من التوحش في المنطقة، تهدد العالم الغربي، بل العالم بأسره، بطريقة او بأخرى.

    ولكن هل يدرك النظام السعودي ذلك؟

    لا شك ان هذه الرسائل قد وصلت الى الامراء القابضين على السلطة في المملكة السعودية ومستشاريهم. ذلك انها لم تعد رسائل مشفرة تحتاج الى تعمق في فهم ألغازها. فما يريده الغرب قاله علنا، وابلغه للمعنيين السعوديين في اكثر من مناسبة.

    ولهذا فإن ما يجري داخل النظام والدولة، يمثل تعبيراً عن ردة الفعل تجاه هذا القلق المستجد، والقناعة بأن مرحلة الاطمئنان الى الدعم الخارجي غير المحدود، والسيطرة الداخلية المطلقة، لم تعد قائمة.

    العائلة السعودية الحاكمة بدأت بالفعل عمليات التجميل لتغيير الصورة دون المضمون، بغية التكيف مع المعطيات الدولية والداخلية، دون المس بجوهر هيمنتها على مقدرات البلاد وتفردها بالسلطة والثروة.. وهي اتخذت في هذا السبيل طريقين متكاملين: ١/ البحث عن حلفاء جدد لتعويض التخلي الاميركي (المحتمل حتى الآن) عنها؛ ٢/ وتطوير النظام ـ وظيفياً ـ ليتواءم مع متطلبات الاستراتيجية الغربية المتغيّرة، بما يعيد ثقة الغرب فيه وفي قدرته على البقاء والحياة؛ ولإقناع الدول الغربية بأن نظام العائلة المالكة جادّ في خدمة الغرب استراتيجياً، وأنه قادر على تطويع ذاته من أجل تقديم أفضل خدمة له.

    الملك يبحث عن حلفاء
    من هذا المنظور، فإن كل ما اقدم عليه النظام السعودي في السنوات الماضية، عبر عن عدم قناعته بأنه لا يزال يحظى بالرعاية الدولية كما كان منذ نشأته. فالثقة بالحليف الاميركي تزعزعت؛ والعلاقة مع البدلاء الاوروبيين لا تتعدى الاطار الزبائني قصير الامد، اذ ليست هناك استراتيجية اوروبية شاملة يمكن التعويل عليها.

    وفي هذ الاطار جاءت محاولات النظام المستميتة لانشاء تحالفات وتكتلات، ليس لانجاز اهداف عسكرية فحسب، في اطار الصراعات التي انخرط فيها على المستوى الاقليمي، بل لكي تشكل سورا من الحماية والدفاع عن النظام نفسه في مواجهة العواصف التي تحيط به.

    فمن التحالف العشري للعدوان على اليمن، الى التحالف الاسلامي عبر الواتس آب لمحاربة الارهاب، الى مد الجسور مع مصر تارة، ومع تركيا تارة اخرى، باعتبارهما قوتين اقليميتين كبيرتين، وصولا الى الاحتماء بالبيت الخليجي، والروابط بين امارات ومشيخات هذه المنطقة.. كلها محاولات للبحث عن مصدر للقوة يعيد ثقة النظام بنفسه ومستقبله.

    وفي هذا السياق جاءت جولة الملك الاخيرة في اسيا؛ وهي جولة مطولة لم تجد الصحافة الغربية اي تفسير لاستمرارها كل هذه المدة لما يقرب من شهر.

    فلماذا يمضي الملك السعودي شهراً في آسيا؟؟

    سؤال طرحته صحيفة واشنطن بوست الأميركية، مع توجه الملك سلمان إلى الصين واليابان، بعد زيارته لماليزيا وأندونيسيا.. قبل العودة الى الاردن للمشاركة في القمة العربية.

    وعلى الرغم من ان الصحافة السعودية حاولت ان تعطي انطباعا بأن الزيارة ذات اهداف اقتصادية، وتستهدف التهيئة لانجاح مشروع الرؤية السعودية 2030، وهو امر صحيح جزئيا، الا انه لا يكفي لتفسير ابعاد الزيارة من كل جوانبها، وقد جاءت مؤشرات عدة تؤكد ان البعدين الامني والسياسي هما في صلب اهداف الزيارة.

    فقد حرص الملك سلمان في كل المحطات التي حل بها في جولته الاسيوية على ان يشتري التصريحات المؤيدة لدور المملكة ومكانتها، مستحضراً دائما الصراع السعودي الايراني، وداعيا كل من استطاع من رسميين واعلاميين لاطلاق المواقف المعادية لايران والمحرضة على المواجهة معها.

    وبديهي القول ان العلاقة مع ايران والمواجهة معها لا تخدم اي هدف اقتصادي، بل هي جزء من استراتيجية التوتير التي تعتمدها العائلة السعودية الحاكمة لاستقطاب الحلفاء، وبناء شبكة أمان تحمي بها نظامها في وجه ما تعتبره تهديدا وجوديا لها، في حال تغيّر الأمريكي او الأوروبي وقرر التخلّي او حتى التلكّؤ عن حماية العرش السعودي.

    واذا كان الملك سلمان قد حصل على جوائز ترضية كلامية من مستضيفيه الاندونيسيين والماليزيين، الا ان ما سمعه من التنين الصيني، كان كافيا لصب الماء البارد على الرؤوس الحامية، اذ اكدت بكين استعدادها للوساطة بين ايران والسعودية، داعية الى التعاون بدل التصادم، لتأمين بيئة افضل للاستثمار الذي تسعى اليه، وتأمين وارداتها النفطية من البلدين.

    وهذا ما دعا الكاتب جوناثن فولتن، في الواشنطن بوست للقول، بانه على الرغم من أن التجارة مهمة في الملفات التي سيعرضها الملك سلمان، إلا أن دور آسيا المتنامي في أمن المنطقة، ستكون إحدى أبرز سمات الرحلة. واعتبر الكاتب أن التوترات بين الولايات المتحدة وحلفائها في الخليج، دفع دول مجلس التعاون إلى البحث عن قوى اخرى تقوم بدور أكبر في المنطقة.

    ولكن ما الذي يتوقعه الملك السعودي من الجار الاسيوي؟ وهل يمكن لماليزيا واندونيسيا وحتى الصين، ان تعوض غياب المظلة الامنية الاميركية والاوروبية عن النظام السعودي؟

    وهل يريد الملك السعودي فعلا ان يجد بديلا للحماية الغربية، ام انه يرغب في اثارة الغيرة في قلب الحبيب الاميركي بالتلويح بالمنافسة مع العذول الصيني؟

    ولا يخفى ان زيارة محمد بن سلمان الى واشنطن، وطلب ترامب نصف ثروة السعودية لحمايتها، ولخوض مشروعها العسكري في الحرب على ايران، مثّلت فاجعة لآل سعود، وأثبت ترامب والحلفاء الغربيون عامة، بأن السعودية المترنّحة تحت وطأة الأزمات السياسية والعسكرية والإقتصادية، ليس فقط لا تثير شفقتهم، بل اعتبروها فرصة لابتزازها اكثر مهما كانت الظروف، وكأن هؤلاء يستعجلون رحيل آل سعود، أو على الأقل إيقاعهم في الأزمات اكثر فأكثر.

    ان كل ما تقدم يؤكد حقيقة واحدة تقول بان الهاجس الامني بات يؤرق فعلا بال اركان النظام، وهم يرون عجزهم عن شراء الدعم والحماية، سواء بالمال الذي بدأت منابعه بالجفاف، او بالدور الوظيفي الذي لم يعد مغريا لاصحاب المشاريع والمخططات، اثر مسلسل الفشل المتراكم والمركّب الذي مُنيت به السياسة السعودية في كل ساحات الصراع التي انخرطت فيها لحساب المشروع الاميركي والاسرائيلي في المنطقة.

    ولعل هذا هو السبب في تصاعد التوتر في سلوك النظام الامني السعودي، وتشدده حتى مع حاضنته النجدية الوهابية، فكانت بوادره في الاعتقالات التي طالت رموزاً من المدرسة الوهابية، كما يظهر في رد فعل الشارع المُسعوَد الذي بدأ يمتلك الجرأة اكثر فأكثر في تحدي النظام، والتصويب على فشله وعجزه، في ظل تزايد الأزمات المعيشية والبطالة والفساد.

    من هنا، لا يُعدُّ كثيرا، القول بان السعودية باتت تسير حثيثا باتجاه فوهة بركان التغيير، او التفجير، أو كليهما، مهما حاولت آلة النظام إبطاء ذلك او حرفه عن مساره، بإشعال الحروب الخارجية تارة، واثارة النزعات المذهبية والصراعات الجانبية تارة اخرى، لإشغال الرأي العام عن همومه الحقيقية.
                  

04-24-2017, 08:28 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48739

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لماذا تريد الإدارة الأمريكية رفع العقوبا� (Re: Yasir Elsharif)


    إطاعة ولي الأمر ترامب: محمد بن سلمان يقدم أوراق اعتماده ملكاً!

    إبن سلمان عاد من واشنطن محبطاً
    الصفقة الكبرى فشلت.. والحرب على اليمن مستمرة!

    عبد الوهاب فقي

    في الخامس عشر من مارس الماضي، وعشية زيارة محمد بن سلمان الى واشنطن، نشرت صحيفة (الأخبار) اللبنانية مقالاً للباحث والناشط والسياسي فؤاد ابراهيم مقالة بعنوان (الصفقة الكبرى بين واشنطن وآل سعود). المقالة، كما يبدو، تستند الى كمية معلومات وازنة مستمدة، في الظاهر، من مصادر مقرّبة أو مطلعة على ما يدور خلف الكواليس من نقاشات حول التفاهمات بين ولي ولي العهد محمد بن سلمان، ومعه ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد من جهة، وإدارة ترامب من جهة أخرى.

    الكلام، كما يذكر ذلك إبراهيم، يدور حول «صفقة كبرى» بين ترامب والرياض وأبو ظبي قوامها حرب شاملة في المنطقة تبدأ باليمن وتمتد لتشمل محور إيران برمته، ولكن ثمن ذلك خيالي على شقيّن: الأول مناصفة السعودية والإمارات في الثروة النفطية، والثاني التطبيع الشامل مع إسرائيل بما يمهّد لنقل السفارة الأميركية إلى القدس.

    الصفقة، بحسب معطيات المقالة، تواجه مضادات كثيرة وكثيفة في الداخل الاميركي وهناك من داخل «المؤسسة» بكل متوالياتها من يعارض بشدّة الذهاب في حرب خارج الحدود تلبية لرغبات السعوديين أو الاسرائيليين. ولكن ترامب لا يبدو كان في وارد الاستجابة للتيار المعارض للحرب، إذ كان همّه وغمّه هو موافقة الرياض وأبو ظبي على شرطيه. لناحية بن سلمان، فإن أي صفقة ناجحة مع ترامب يعني الاقتراب من العرش. وافق ابن سلمان على دفع فاتورة الحرب الشاملة في المنطقة، ولكن ليس بمستوى توقعات ترامب الحالمة.

    وفي 28 مارس الماضي، عاد فؤاد إبراهيم ليقارب ملف «الصفقة الكبرى» من الزاوية اليمنية، وكتب مقالاً في (الأخبار) بعنوان: (السعودية..الحرب مهما تكن!)، ولفت الى فشل الصفقة الكبرى بثمنها الخيالي في شقه الأولى (مناصفة الثروة النفطية)، مع الابقاء على الشق الثاني (التطبيع مع الكيان الاسرائيلي). يبدو من معطيات كثيرة أن لقاء ابن سلمان وترامب لم يكن ناجحاً، إذ كانت تصريحات مسؤولي البيت الأبيض تنزع نحو التقليل من شأن اللقاء، إلى جانب الايحاءات التي حملتها زيارة وزير الداخلية الاميركي الى الرياض ولقائه نظيره محمد بن نايف وقبلها تتويجه وسام جورج تينيت في فبراير الماضي..

    ما أعلن في زيارة ابن سلمان هو صفقة كبيرة عبارة عن برنامج استثماري بقيمة 200 مليار دولار، ولكن ليست الصفقة الكبرى التي أرادها ترامب. لا يجب أن نقلّل من شأن هذه الصفقة، لأنها تتزامن مع زيادة وتيرة الانخراط العسكري الأميركي في اليمن، والموافقة على صفقة تكنولوجيا الصواريخ الموجّهة بدقة إلى السعودية التي كان الرئيس السابق باراك أوباما قد منعها بناءً على طلب 60 عضواً في الكونغرس، وهي أمور «ترسل إشارات مهمة حول أولوية الإدارة الأميركية الجديدة، وطبيعة المرحلة المقبلة التي ستقود خلالها واشنطن تحالفاً قوياً من أجل محاربة الجماعات المسلحة، وأيضاً من أجل تحجيم دور إيران في المنطقة»، وفق صحيفة «واشنطن تايمز» في 7 فبراير الماضي.

    في أول مقالة حول فشل زيارة بن سلمان، كتب سيمون هندرسون مقالة في مجلة (فورين بوليسي) نشرت في الثاني والعشرين من مارس الماضي، حيث لفت هندرسون الى أن وسائل الاعلام الأميركية بدت صامتة الى حد ما فيما يتصل بزيارة محمد بن سلمان لواشنطن. وكانت في موضع المترّقب الحذر إزاء ما جاء في البيان الرسمي الذي ذكر أن محمد بن سلمان أو (إم بي إس) أخبر الرئيس ترامب أن المخابرات السعودية «تؤكد وجود مؤامرة ضد الولايات المتحدة الأمريكية والتي تم التخطيط لها» في البلدان الستة التي تمّ منع موطنيها من دخول الولايات المتحدة. ولم تبدِ وسائل الاعلام الأميركية أي ردود فعل إزاء ما أسهب في شرحه «مستشار سعودي كبير» لم يكشف عن هويته، والذي أشاد باجتماع المكتب البيضاوي وتناول وجبة الغداء مع ترامب واعتبر ذلك «نجاحاً كبيراً» و»نقطة تحول تاريخية»، و»تحولاً كبيراً في العلاقات» السعودية الأميركية، بناء على «فهم الرئيس ترامب القوي لأهمية العلاقات.. ورؤيته الواضحة لمشاكل المنطقة” بحسب البيان.

    لم يكن الحال نفسه في الاعلام الأميركي ولا تصريحات مسؤولي البيت الأبيض، التي خلت من مفردة «إعادة» العلاقات مع واشنطن إلى سابق عهدها..هندرسون قال بأن من السابق لأوانه الحكم على مهمة ابن سلمان بأنها ناجحة لجهة إعادة العلاقات بين واشنطن والرياض.

    هندرسون الذي يهوى الإبحار في صراعات العرش السعودي، استخدم معياراً على فشل مهمة ابن سلمان من خلال التوقّف عند ما يراه إشارات أو حتى رسائل بعث بها البيت الأبيض على ضوء الخلاف الدائر بين محمد بن نايف ومحمد بن سلمان، وأن بن نايف ليس على استعداد للسماح لابن عمه الأصغر منه سناّ بالقفز فوقه. وعليه، من اللازم على إدارة ترامب التعامل مع إثنين من القادة المستقبليين في المملكة، وقد يكون من السابق لأوانه تفضيل أحدهما على الآخر.

    وبرغم من تفادي المحمدين تظهير الخلاف للعلن، فإن كلاً منهما حريص على كسب موافقة ليس فقط مجلس الشورى السعودي ولكن النواب الأمريكي أيضاً. يومىء هندرسون الى أن كفة محمد بن نايف قد تكون رجحت بعد زيارة ابن سلمان الأخيرة لواشنطن، وقد تكون لابن نايف الضحكة الأخيرة على رحلة بن سلمان. وحسب وصفه «وبرغم من فرص التقاط الصور وحرس الشرف، فإن مغادرة محمد بن سلمان للولايات المتحدة كانت على مستوى منخفض للغاية، إذ لم يكن هناك حشود المعجبين، ولكن بدلاً من ذلك فقد جاءت رحلته إلى الرياض في الساعة 2:30 فجراً، أي بعد يوم واحد من الاجتماع مع وزير الدفاع جيمس ماتيس ورئيس هيئة الأركان المشتركة جوزيف دانفورد، بدلاً من التوجه إلى نيويورك لعقد اجتماعات عمل كما كان متوقعاً. فمالذي حدث؟ كان والده، الملك سلمان، عائداً إلى المملكة بعد قطع جولة آسيوية إستمرت شهراً واحداً، وكان الأمير بحاجة للعودة للترحيب به.

    ولكن زعم القصر الملكي بأن عطلة الملك في جزر المالديف قد تمّ إلغاؤها بسبب تفشي فيروس أنفلونزا الخنازير بدا إخراجاً مناسباً بشكل دبلوماسي حتى يمكنه تصديقه. وقد ذكرت صحيفة (فاينانشال تايمز) أن المعارضين السياسيين المحليين في تلك الدولة أثاروا ضجة بسبب الترتيبات المفترضة لمجموعة الجزر التي سيتم التنازل عنها لمحمد بن سلمان للأبد.

    كان أعضاء الوفد المرافق للملك، والذين كانوا يأملون في الاستحواذ على منتجعين في المحيط الهندي قد وجدوا أنفسهم عائدين إلى الرياض في وقت مبكر، ما يعني أن محمد بن سلمان، وبصرف النظر عن المهمة التي ذهب لأجلها الى واشنطن، اضطر للعودة في وقت مبكر أيضاً.

    ترامب يأمر آل سعود بإعادة المساعدات لمصر، ويطالب بنصف ثروة السعودية!

    ما لا يذكره هندرسون وكشفت عنه مصادر أخرى مقرّبة من العائلة المالكة، أن محمد بن سلمان طلب من والده العودة الى الرياض للتفاهم معه على ما تلقاه من شروط وتوجيهات من ترامب ومن بينها المصالحة مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وإعادة ضخ النفط الى مصر الذي توقف منذ أكتوبر الماضي.

    يقول هندرسون بأنه برغم من إعادة العلاقات بشكل نظري، فالصور ومقاطع الفيديو في واشنطن تشير إلى أن هناك شعوراً فاتراً من قبل ترامب تجاه محمد بن سلمان. وأشار الى أن جانباً من هذا الفتور عائد الى عدم إظهار الاحترام من جانب الشباب السعودي للرئيس ترامب.

    ولكن الجانب الشخصي ليس على قدر كبير من الأهمية في السياسة، مع كونه عاملاً رئيساً بالنسبة لآل سعود.

    وكما لفت زعيم أنصار الله عبد الملك الحوثي في خطبته الأخيرة في ذكرى العدوان السعودي على اليمن في 26 مارس الماضي، بأن ابن سلمان ذهب الى واشنطن لتلقي التعليمات من ترامب بشن حرب الحديدة، فإن اليمن تمثل بالنسبة للسعودية محكّاً أساسياً في اختبار جديّة ترامب في تحقيق الانتقال الفعلي والجوهري في العلاقات السعودية الاميركية..

    ولكن يبقى الملف الاقتصادي هو الذي يشغل ذهن ترامب كما يشغل ذهن ابن سلمان أيضاً، وقد لفت الاستعراض الرسمي للبيت الأبيض عن «التعاون الاقتصادي الموسّع الذي يمكن أن يخلق ما يقرب من مليون وظيفة أمريكية مباشرة في غضون الأربع سنوات المقبلة، والملايين من الوظائف الأمريكية الغير المباشرة، فضلا عن فرص العمل بالمملكة السعودية». وذكر أيضاً صفقات «تقدر قيمتها بأكثر من 200 مليار دولار في استثمارات مباشرة وغير مباشرة خلال السنوات الأربع المقبلة”.

    يلفت هندرسون الى إن هذا التطور يجعل المتغيرات التي حصل عليها كلا الطرفين من اجتماعات واشنطن أكثر تحدياً. ومن الواضح، يضيف هندرسون، أن هناك اتفاقاً على العمل معاً، ولكن اليمن مشكلة عاجلة. ويقع الأمر على عاتق زمرة ترامب من المستشارين الوثيقين للتصدي لتلك الصعوبات. وكان كبير مستشاريه الاستراتيجيين، ستيفن بانون، والمستشار الكبير (وصهره) جاريد كوشنر متواجدين في اجتماعات المكتب البيضاوي والبنتاغون وكذلك غداء البيت الأبيض، وفي الوقت نفسه، كان محامي ترامب والمستشار الإسرائيلي جيسون جرينبلات في القدس ورام الله للتحدث مع رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس.


    سلمان والسيسي، الحلفاء المتخاصمون يجمعهما ترامب!

    في تقرير نشرته صحيفة (وورلد تربيون) في السادس والعشرين من مارس الماضي بعنوان «ولي ولي العهد فشل في استمالة ترامب البيت الأبيض) جاء بأن الأمير ـ أي ابن سلمان ـ كان يحاول استدراج ترامب نحو المعسكر السعودي، والحديث باسم عموم المسلمين، وكيف ستكون الإدارة الأمريكية جيدة بالنسبة لهم، يتطلع إلى التخلص من صداقة ترامب المزدهرة لغريمه الرئيس عبد الفتاح السيسي.

    صدر التقرير عقب أيام من استئناف شركة أرامكو السعودية الشحنات النفطية للقاهرة فيما وصفت بأنها بوادر لتحسّن العلاقات بين الدولتين. وتابعت الصحيفة: «سوف يكشف الزمن عن الحقيقة، لكن الصياح بتحقيق ولي ولي العهد انتصاراً في واشنطن بدا أجوفاً وربما ملفقًا”.

    لقد احتاج محمد بن سلمان، بحسب الصحيفة، قدراً من النجاح بعد اجتماعه في البيت الأبيض مع الرئيس دونالد ترامب في 14 مارس. لقد نفدت خيارات السعودية وتدفع حلفاءها التقليديين، رغم عدم سعادة البعض، إلى إظهار التضامن مع مواقفها في حروب اليمن والعراق وسوريا وليبيا، وفي وقت يمرّ فيه الاقتصاد السعودي بمنحنى حساس ويتزايد سوءا، مما يشكل ضغوطا سياسية داخلية”.

    محمد سلمان الذي كان يتطلع الى استخدام ترامب في خصومته مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الذي أصبح الآن غريم الأمير السعودي ولذلك امتد نطاق العداء السعودي المصري إلى واشنطن في وقت اتضح فيه أن الإدارة الأمريكية الجديدة لن تستمر آليا في أي سياسات شرق أوسطية كانت تنتهجها إدارة أوباما.

    وبرغم من المخاطر الكبيرة، فإذا كان على واشنطن الاختيار، فإنها ستختار الوزن الجيوسياسي والثقافي لمصر التي تطل على البحرين المتوسط والأحمر، وتمتلك قناة السويس.

    الخصومة السعودية الأخيرة مع مصر، وانهيار العلاقة بين الأمير محمد والرئيس السيسي جعل كل طرف يحاول استمالة الولايات المتحدة إلى جانبه.

    وبرغم من أن واشنطن غير راغبة في تهميش السعودية بصورة كاملة في هذه المرحلة أو جارتها الوهابية قطر، فإنه لا يمكن للبيت الأبيض تجاهل وضع مصر الإستراتيجي. وذكرت (وورلد تريبيون) بأن أول ما فعله ترامب في 23 يناير الماضي بعد تقلّده منصبه كان الإتصال بالرئيس عبد الفتاح السيسي وأعقب ذلك تعليقات إيجابية من الجانبين.

    وعلاوة على ذلك، التقى السيسي بترامب وقتما كان لايزال مرشّحا على هامش فعاليات الجمعيّة العامة للأمم المتحدة، والتقى السيسي بترامب في الثالث من إبريل الجاري «لتعزيز العلاقات بين البلدين».

    وتحاول إدارة ترامب الآن تحديد أكثر إستراتيجيات المنطقة ملاءمة لها، والمضي قدما في تنفيذها، ولا تحبذ محاولات إرغامها من السعودية وتركيا والإمارات نحو صراع أكبر نطاقاً في اليمن وسوريا والعراق.

    دعوى أن لقاء ابن سلمان وترامب كان «نقطة تحول تاريخية» في العلاقات الأمريكية السعودية”، يبدو أنها لم ترق لا لمسؤولي البيت الأبيض ولا المراقبين في الولايات المتحدة. ونقل موقع «ديفينس وفورين أفيرز» عن مصادر بالبيت الأبيض قولها إنه لم يحدث أي شيء من هذا النوع، وأن لغة جسد ترامب أثناء لقائه مع محمد بن سلمان أوضحت أنه لا يشعر بأي كيمياء مع المسؤول السعودي الشاب.

    وبالرغم من ذلك، فإن وزير الدفاع السعودي قال في بيان بعد اللقاء إن ترامب صديق حقيقي للمسلمين وسوف يخدم العالم الإسلامي بطريقة لا يتخيّلها أحد، وأن الاجتماع حقّق نجاحاً هائلاً، وكان بمثابة نقطة تحول تاريخية في العلاقات الثنائية بين الدولتين”. وكل ذلك لم يكن سوى عبارات إنشائية لإخفاء فشل زيارة بن سلمان. فقد إتّسمت بيانات البيت الأبيض بالبرود، كما لم يبدو على فريق ترامب الإعجاب بولي ولي العهد.

    لقد زجّ محمد بن سلمان بالسعودية في طريق من الصعب العدول عنه بأمان، بحسب وولد تريبيون. ونتيجة لذلك، تدفع الرياض أصدقاءها السابقين إلى الدخول في الحرب معها.

    محمد بن سلمان مستمر في مطلبه لباكستان بالدخول في الحرب على اليمن، بالرغم من أن الرياض تروج للحرب باعتبارها ضد الشيعة، وبالتالي ضد إيران، علماً بأن 20 في المائة من سكان باكستان هم من الشيعة. وإذا دخلت باكستان حرب اليمن، فإنها تعجّل بحرب أهلية لديها.

    ومع ذلك، فإن رئيس وزراء باكستان، نواز شريف، المستفيد من صداقته الطويلة مع السعودية لديه صعوبات الآن في رفض مطالب الرياض. وعليه، فإن الأمر لا يقتصر على واشنطن فحسب، في مسألة عدم استقبال مطالب دعم السعودية بصدر رحب، لكنه يمتد إلى قوى أخرى.

    من جهة ثانية، لفتت معلقة الشؤون العربية في صحيفة (يديعوت أحرنوت) الاسرائيلية سمادار بيري في مقالتها المنشورة في الثاني من إبريل الجاري الى توبيخ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لمحمد بن سلمان خلال لقائهما في 14 مارس الماضي في واشنطن والذي أثمر في القمّة العربيّة التي عُقدت في البحر الميّت، حيث تمّت المُصالحة بين الرئيس المصريّ، عبد الفتّاح السيسي والملك سلمان.

    وقالت إنّ الشرط الأمريكيّ لابن سلمان: «إذا أرادت السعوديّة الحصول على دعمٍ أمريكي والمشاركة في الحلف الذي يتبلور لوقف ما أسمته بالتمدّد الإيرانيّ في منطقة الشرق الأوسط، فيتحتّم عليها، أيْ السعوديّة، أنْ تفتح خزائنها وتعود لتقديم المساعدات لمصر، التي تعاني من وضع اقتصادي صعب.

    وأشارت أيضاً إلى أنّ الزعماء العرب، الذين باتوا على قناعة بأنّ ترامب يبحث عن صفقة ما، اقترحوا عليه أنْ يقوم بتغيير سلّم الأولويات: أولاً، يجب دعم الدول العربية التي تعيش أزماتٍ اقتصاديّة لإطعام الشعوب، ولمنع الثورات ضدّ الحكّام، وبعد ذلك، يفتحون أمام واشنطن الباب على مصراعيه من أجل العملية السلميّة، والقصد في هذه العجالة من العملية السلميّة، هو المؤتمر الإقليميّ الذي قد يدعو إليه الرئيس الأمريكيّ للإعلان رسمياً عن تشكيل حلف جديد لمُواجهة إيران، بحيث تكون الدول العربيّة المُصنفّة إسرائيلياً وأمريكياً بالدول المُعتدلة شريكة مع واشنطن وتل أبيب في هذا الحلف، الذي سيعمل على شاكلة حلف شمال الأطلسيّ (الناتو) بهدف مواجهة إيران، بحسب الصحيفة.
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de