بين شاعر السودان التيجاني يوسف بشير المغمور...... وشاعر مصر الدكتور ابراهيم ناجي المشهور

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-20-2024, 00:52 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2016-2017م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-30-2017, 07:13 AM

jafar hashim

تاريخ التسجيل: 04-25-2005
مجموع المشاركات: 293

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
بين شاعر السودان التيجاني يوسف بشير المغمور...... وشاعر مصر الدكتور ابراهيم ناجي المشهور

    07:13 AM April, 30 2017

    سودانيز اون لاين
    jafar hashim-
    مكتبتى
    رابط مختصر

    قضية هامة وحساسة يدخل فيها ما يلي:
    - وضوح نفس (فتح النون والفاء ) وإيقاع التيجاني في كثير من قصائد ابراهيم ناجي
    - ملابسات سفر المبارك ابراهيم لطباعة الديوان بالقاهرة واختفاء الديوان لفترة
    - تصريحات الأديب المصري رجاء النقاش بمجلة الدوحة القطرية الأدبية عن الموضوع..
    http://www.sudanile.com/index.php/%D9%85%D9%86%D8%A8%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%A3%D9%8A/75-3-5-6-6-0-4-7/98861-%D8%BA%D9%8F%D9%80%D9%8A%D9%80%D9%88%D9%92%D9%85%D9%8C-%D8%A5%D8%A8%D9%80%D9%92%D9%80%D8%AF%D8%A7%D8%B9%D9%8C-%D9%85%D9%8F%D8%AE%D9%80%D8%AA%D9%80%D8%B7%D9%8E%D9%80%D9%81%D9%8C-%D8%A8%D9%8A%D9%92%D9%80%D9%80%D9%86%D9%8E-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%AC%D9%80%D9%80%D8%A7%D9%86%D9%80%D9%80%D9%8A-%D9%8A%D9%88%D8%B3%D9%81-%D8%A8%D8%B4%D9%8A%D9%92%D8%B1-%D9%88%D8%A7%D8%A8%D8%B1%D8%A7%D9%87%D9%8A%D9%85-%D9%86%D8%A7%D8%AC%D9%80%D9%80%D9%80%D9%8A-%D8%A8%D9%82%D9%84%D9%85-%D8%AC%D9%8E%D9%85%D9%8E%D8%A7%D9%84-%D9%85%D9%8F%D8%AD%D9%8E%D9%80%D9%85%D9%91%D9%80%D8%AF-%D8%A5%D8%A8%D8%B1%D8%A7%D9%87%D9%8A%D9%92%D9%80%D9%80%D9%85http://www.sudanile.com/index.php/%D9%85%D9%86%D8%A8%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%A3%D9%8A/75-3-5-6-6-0-4-7/98861-%D8%BA%D9%8F%D9%80%D9%8A%D9...92%D9%80%D9%80%D9%85

    وقفتُ على قصيدة "غـيوْم" للشاعر المصريّ الراحل الدكتور ابراهيم ناجي، وقد وردتْ ضمن قصائده في مجموعة أعماله الكاملة المنشورة في مواقع الإنترنت1. لا أنفي أن هواجساً أوقفتني عند هذه القصيدة، كونها الأكثر شبهاً بأسلوب الشاعر السوداني الراحل التجاني يوسف بشير ، والأقرب إلى نظمه من ناحيتي المعنى والمبنى.

    سأسعى في السطور التالية إلى تبيان هذا التشابه، وبقليل توغّلٍ في الذي شاعَ في أكثر من مكان، وأكثر من مصدر، أن ثمّة قصائد قد اختفت من مخطوطة ديوان "إشــراقة" للشاعر السودانيّ التجاني يوسف بشير. يرجّح أنّ ذلك قد وقع حينَ سافر بالمخطوطة الأديب الإعلامي الراحل المبارك إبراهيم إلى القاهرة، لبحث إمكانية طباعة ديوان الشاعر التجاني هناك. معروف أنّ للرّاحل المبارك إبراهيم، وهو من أبكار المهتمين بالثقافة السودانية، علاقة صداقة وثيقة مع الشاعر التجاني يوسف بشير. أورد الصحفيّ السوداني يحي محمد عبدالقادر2، أن المبارك ابراهيم، هو من نصح الشاعر التجاني بالعلاج في مستشفى الإرسـالية بأم درمان، (مستشفى التجاني الماحي للعلاج النفسي الحالي – 2017). طاف الديوان الذي أخذه المبارك إبراهيم معه إلى القاهرة، على عددٍ من أدباء مصر، وأكثر من استبقاه عنده زمناً طويلاً، من بين الشعراء المصريين، الشاعر ابراهيم ناجي. .
    حينَ نظرتُ في ديوان الشاعر المصري الدكتور ابراهيم ناجي- في صفحة أعماله الكاملة المبذولة في مواقع الإنترنت- كنتُ أحسّ أني قد أجد شيئاً يشابه بعض ما نظم التجاني في ديوانه "إشــراقة". لقد كانت الشائعة معروفة عند أهل أم درمان، فلم أتحرّج وأنا أقتحم هدأة ابراهيم ناجي ، لأستقصي إنْ كان ثمّة أثر لروحِ التجاني الشعرية، فيما نظم ناجي من شعر. دعنا لا نستبق النتيجة ، إذ يحتاج إثباتها إلى بحث أشمل وأعمق. لكن لننظر في القصيدة التي وقفتُ عندها طويلاً، ولم يخذلني حدسي، أنّ نفَس التجاني وزفرات صدره العليل، تكاد تطفر من بين أبياتها، وهي قصيدة "غيوم" للشاعر ابراهيم ناجي3.
    تحليل قصيدة "غيُـوْم" لإبراهيم ناجي:
    أمَـلٌ ضــائعٌ ولُبٌّ مُـشــرّد
    بين حبٍّ طغَى وجُرحٍ تمـرّد
    وضلال مشَتْ إلـيهِ الليالـي
    هــاتِكــات قنـاعـهُ فتجـــرَّد
    وبدا شـــاحباً كـيـومٍ قـتـيـلٍ
    لم يكَد يلثم الصباحَ المـورّد
    هذه صورة رسمها الشاعر وهو في حالٍ من اليأس وضياع الأمل ، فيما عقله جانح نحو ضلال مُطبق، سعى لحجبه دون أن يخرج للعلن، ولكن الليالي هتكتْ سرّه فشاع. ليستْ هذه الصورة إلا تكراراً لشكوى الشاعر ممّا حاق به، فما رحم نفسه ولا رحمه الآخرون، من "ضلالٍ مشتْ إليهِ الليالي". لنمضِ مع الشاعر وهو يواصل شكواه :

    غـفــرَ الله وهـمَـها مــن ليـــا لٍ
    صوّرتْ ليْ الربيع والرّوضُ أجرَد
    قاسـمتني الورقــاءُ أحـزانَ قلبـي
    وشـــجَاه وَغــرّدت حيــنَ غـــرّد
    ثم ولّــتْ والقـلبُ كالـوتـرِ الدامـي
    يتـــيـم الدمـوعِ والـلحــن مُفــرد
    مــا بقـائـي أرى اطّــراد فنـائـي
    وانتـهائـي فـــي صـــورةٍ تتجــدّد
    ورثـــائـي ومـا يـفـيــد رثـــائـي
    لأمــــانٍ شــــــقــيـة تـتــبــــدّد
    عبـثاً أجـمـع الــذي ضــاع مِنـها
    والمـنـايا مِـنّي ومنــها بمِـرصَـد
    وبقــائي أبكــي علـى أمــلٍ بــالٍ
    وأحنــو علـى جـريـــحٍ مُـوَسّــــد
    الشقاء يطلّ مِن كلّ حَـرفٍ تشكّلت منه أبيات هذه القصيدة . أماني الشاعر الشـقية إلى زوال، والمنايا تتربّص به، وكأنّ الأبيات تحدّث عن حال الوَهن الذي اعترى الشاعر، إلا أن يكون عناؤه وشقاؤه، بسببٍ من مرضٍ عضال يتهدّد حياته. تلك حال الشاعر التجاني ، إذ هصرَتْ عِلة ذاتِ الرئة صدره، فكان هلاكه أقرب إليه من اتصاله بحياةٍ لا يظفر فيها بأمل، ولا يلوح في أنحائها إلا الشقاء.
    هــل يتصوّر من يقرأ هذه الأبيات، أنـها صــدرت من قلم شاعرٍ هو أصلاً طبيب يداوي العلل . . ؟ ولنسأل أيضاً أيّ أملٍ يضيع من شاعرٍ امتهن مهنةً، وفرتْ له بسطة في العيش في القاهرة، ورغداً في الحياة ، مثل الدكتور إبراهيم ناجي. . ؟
    تجيء الأبيات التالية في قصيدة "غيوم"، وهي تمضي على ذات النسق:
    واحتيـالي على الكـرَى وبجفـنـي
    قتـدٌ ولِـي مـِن الشـــوكِ مَـرقـــد
    وشُكاتي إلى الدّجــَى وَهوَ مِثلـي
    ضــائعٌ صبحـهُ ضليــلٌ مُسـهّـد
    وشخوصي إلى الســماءِ بطرفي
    ونــدائي بهــا إلـى كُـلّ فـرقــد
    فجعتني الأيـام فـيــه فـلــم يَبــقَ
    على الأرض ما يسُـرّ ويُحـمَــد
    ذهبتْ بالجميل والرائـع الفخــمِ
    وطـاحتْ بكـلِّ قُــدسٍ مُمـجّــد
    مالَ ركنٌ مِـن السّــماءِ وأمسَى
    هلهـل النسـجَ كلّ صـرحٍ مُمرّد
    هنا الشاعر يحدّث عن فجيعته، وضياع الآمال على الأرض. هو شؤم حاقَ بالشاعر فبدّد أحلامه أمام عينيه، فيئس ممّا أحزنه، وما رأى فيه ما يسرّ أو ما يحمد. الذي أيأسه على الأرض يهون أمام يأسه الداخلي الأعمق. يأسه ممّا كان يحسبه قدسياً مُمجّـداً، هو مأساته الكبرى. هاهيَ السماء تميل عنه وتزورّ وتضعضِع شيئاً من إيمانه. لا يقول صراحة، بل يُحدّث الشاعر عن ركن السماء الذي مال. ذلك نَفَـسُ شاعرٍ يتململ في إيمانه ، ويتأرجح بين شكٍّ ويقين. عُرفَ عن الشاعر التجاني يوسف بشير، أنه واجه في المعهد العلمي الدينيّ الذى التحق به طالباً، تهماً حول إيمانه، فيما لم يعرف عن الشاعر ابراهيم ناجي اهتزازٌ في إيمانه، أو اضطراب كاضطراب التجاني وحيرته. أنظر في الأبيات التالية من قصيدة "غيوم" من ديوان ناجي :
    ربّ عـفـواً لحيـرتـي وارتيابي
    وســؤالٍ فــي جــانِحـي يتـرَدّد
    هـوَ هَمسُ الشــقاءِ ما هوَ شـكّ
    لا ولا ثورة فـعـدلــكَ أخـلَـــد
    أينَ يا ربّ أينَ من قبـل حيني
    ألتقي مرّة بحـِملــيْ الأوحــــد
    بخلـيــلٍ مـا ردّه كيــــدُ نمّـــامٍ
    وَلـم يثـنِـهِ وُشـــــاةٌ وحُـسّــد
    وَحبيـــبٌ إذا تدفـق إحسـاسـي
    جَــزاني بـزاخرٍ ليـسَ ينـفـَــد

    وعـناقٍ أحسّـه فـي ضلوعـي
    دافـقاً في الدماء كاليـمِّ أربَــد
    تنتهي قصيدة "غيوم" في ديوان إبراهيم ناجي هنا في هذا البيت، والإشارة للشكِّ جلية، وللألم في الضلوعِ بيّنة لمَن يعاني من ذات الرئة.
    شكوك التجاني وحيرته فيما نظم:
    يقول الشاعر التجاني فيما نظم من شعر ، صدر عن حيرة وشكوك. في قصيدة "حيرة" في ديوانه3، قال الشاعر:

    بيـنَ اثنتـين أســرّ أم ابكــي
    قبس اليقينِ وجذوة الشــكِّ
    في النفس حاجات وإن خفيَـتْ
    فلعلـها ضربٌ مِـــن النــوْكِ
    في قصيدته الأشهر عن معهده الذي درس فيه، وعانى من اتهام طال إيمانه، فأخذه بعض أقرانه بشكوكه ، قال التجاني في قصيده الشهير:
    هو معهدي ولئن حفظتُ صنيعه
    فأنا ابنَ سـرحتهِ الذي غَــنَّى بٍـه
    فأعـيـذ ناشـئة التـقـىَ أن يَرجفـوا
    بفـتىً يمِـتّ إلـيـهِ فــي أحســـابـِه
    ما زلتُ أبكِـر في الشبابِ وأغتدي
    وأروح بينَ بَـخٍ ويـا مَـرحَـىَ بـِه
    حتى رميْـت ولـستُ أوّل كـوكبٍ
    نفَـسَ الزمانُ عليهِ فضلَ شـهابِـه
    قالوا وَأرجَـفت النفوسُ وَأوجَـفت
    هلعـاً وهـاجَ ومـاجَ قسـوَر غابِـه
    كفرَابن يوسف مِـن شـقيّ واعتدَى
    وَبغــىَ.. ولسـتُ بعـابـيءٍ أو آبـِه

    وفي قصيدته "الصوفيّ المعذّب"، قال الشاعر التجاني 4:
    يا نعيماً مُشرف الصفـحةِ يسّـاقط دوْنـي
    نَضرتْ في قربهِ نفسي وزايلتُ غضوني
    فمشَـتْ غـائـلةُ "الشــكّ" إلى فجـر يقيـنـي
    قـضـتْ اللـذة فاسـترجعـها لمحُ ظنــوني
    تمور نفس التجاني بشكوكه وقد بثها مصارحاً بها في بعض نظمه، كالذي أوردته أعلاه. وإنْ نظرتَ في قصيدة "غيوم" لابراهيم ناجي، فلن تخطيء عينك أنّ ما ورد من شكٍّ واهتزاز يقينٍ وشقاءٍ في قصيدة "غيوم"، هو الأقرب إلى نظم التجاني، منه إلى نظم ناجي. ما عُرفَ عن ناجي كما سبق أن نوّهنا، اهتزاز في إيمانه، أو عِلة سببتْ له شقاءاً ومعاناة . تلك كانت حال التجاني في جلّ قصائد ديوانه "إشـــراقة".


    التجــانــي وَبَحـر "الخـفـيـف":
    في إطلالة سريعةٍ على نظم التجاني يوسف بشير، سنرى البناء الشعري الذي يميل إليه في بعض قصائد ديوانه، يلتزم الأوزان الخفيفة، كما لاحظ عبد المجيد عابدين 5 وعبد الله سامي 6، ولقد رأيتُ بحر "الخفيف"، كأنهُ هو بحره الأثير :
    فاعلاتن مستفعلن فاعلاتن
    يا خفيفا خفّت به الحركاتُ
    لكأنّ التجاني راقَ له هذا البحر، فهو بحرٌ له نَفَسٌ قصيرٌ، يناسب زفرات صدره العليل المتسارعة، ويوافق إيقاعه وقع الشكاةِ ومرارةِ الحزن. ولو نظرت في قصيدة التجاني التي عنوانها "مساجد وكنائس" 7 ، ستجدها على بحر الخفيف، وبنفس قافية قصيدة "غيوم" لإبراهيم ناجي، وبذات الرويّ والإيقاع. تقول أبياتها السبع "مساجد وكنائس":
    درج الحسنَ في مواكب عيسَى
    مدرجُ الحبّ في مساجِد أحـمَـد
    وَنمَـتْ مَريـمُ الجمـَـالَ وديـعاً
    مُشـرقاً كالصباحِ أحـوَرَ أغـيَـد
    نســـلتْ موجــهُ إلــى الــدَّيــرِ
    في حين مشـى فرقدٌ إثر فرقـد
    آه لــو تعلـم المســاجـد كــمْ ذا
    أجهــدتْ فـي الصبـــابة أمْـرد
    آه لــو تعلــم المســاجـد كــمْ ذا
    خـفـقـتْ بينـــها جـوانــحُ أدرَد
    ولقد تعلـم الكنـائس كَــمْ أنـفٍ
    مُــذلّ بــــها وَخَــدّ مُــوَرّد
    ولقد تعلم الكنــائس كـم جَـفـن
    مُنضّى وَكَــمْ جمَــالٌ مُـنـضّـد
    ولننظر في قصيدة ثالثة للشاعر التجاني عنوانها "ربّ ما أعظم الجمال وأمجد" 8 ، وهي من تسعة عشر بيت ، ولتبيان التشابه أوردها كاملة:

    أيّــها النـاعــم الغريـْــر أحــقّ
    ما بعينـيـكَ مِـن تـقــى وَتعــبــّد
    أنتَ تطري الجمال في كلّ عينٍ
    نعمتْ بالجمــالِ في كلّ مَرقَــد
    تصف اللوعــة الحزينـة كفّـاك
    لقلبــي وتســتفـيــق فتـجــمَـد
    طاف بالرّوح من غنائـك شجوٌ
    نفضَ الرّوح في الفضاءِ وغرّد
    فاضَ مِن مِزهَري إلـيكَ ولكن
    أنـتَ فـجّــرته فأرغّـى وأزبـَد
    أنتَ رجــعٌ مِـن الغنـاءِ مُمِـضّ
    بالهوَى والحنان يا ابن (مُحمّد)
    مُـزهر رنّ في مسـامِع داؤود
    وأوفـَـى علـى ملاحِــن مَعـبَـد
    لمِسـتْ قـُدسَ ما توقّـع نفسـي
    واستـفاق الهـوَى إليـه وأخــلـد
    وَمشـى فوقــه يعـجّ ويسـتأنـي
    وَيهْـــدا وَيســـتليــنَ وَيحـتـَـد
    وبنفسي لمستُ روحك واسـترْ
    حَمْتُ عينيــكَ للفــؤادِ المشــرّد
    وبقـلبــي نَـظــرتُ إشـــعاعَ مـَـا
    يبرقَ من رقـةٍ عليــكَ وســؤدَد
    أنت تطـري الجمال فيكَ وتُغري
    صبَـــوات النفـوس أن تتـوقّــد
    أنـت تطــري وتســتفـز بلحــنٍ
    غير ذي رعشـةٍ وغير مُصرّد
    غَـنِ يســجد لــكَ الفــؤاد ويعـنو
    صلفٌ ثائـر الحفيـظـة أصـيَـد
    وابعث اللحـن في شــكاة ولهـفٍ
    وامــشِ في لـوعــة بـهِ وَتنـهّـد
    بعضُ هذا الجمـال يظهر بعضاً
    ربِّ مـا أعظم الجمال وأمجــد !
    ربِّ ما أعظـم الجمال وأحـلــى
    موقفاً يسـحق النفـوس وَمَشـهـد!
    كمْ حكى لوعتـي الكمان وَكـم ذا
    قمتُ أمشـي على النعيـمِ المقصـّد
    رقصتْ في القضــاء نفسي حتـى
    أوشـــكت مِـن يـــديّ أن تـتـبـــدّد

    إنتهت قصيدة التجاني "ربّ ما أعظم الجمال وأمجد" هنا. الملاحظ أنها القصيدة الوحيدة التي أخذت عنوانها من عجز بيت فيها ، على غير أسلوب التجاني في اختيار عناوين قصائده ..
    من نظر في شعر من؟
    ذلكم هو السؤال . .
    لنا على هذه القصائد الثلاث : قصيدتي الشاعر السوداني التجاني يوسف بشير "مساجد وكنائس" و "ربِّ ما أعظم الجمال وأمجد" ، ثمّ قصيدة الشاعر المصري إبراهيم ناجي "غيوم" ، ملاحظات خمس ، ستقودنا إلى نتيجة واستخلاص واضحين.
    1/ نلاحظ أن قصيدة التجاني "رَبّ ما أعظم الجمال وأمجد"، هي القصيدة الوحيدة التي أخذت عنوانها من عجز بيت فيها، وهو البيت السادس عشر من جملة تسع عشرة بيت، لكأنّ قبلها أبيات خفيت علينا، أو أبيات سقطت من المخطوطة، أو ربما أسقطت بفعل فاعل. والتجاني الذي وضع لكل قصائده عناوين جاذبة ومعبّرة، لا يرجح أن يترك قصيدته هذى دون عنوان، فيأخذ عجز بيت فيها ويعتمده عنوانا. .
    2/ مع حرص الشاعر التجاني، كما نلاحظ في قصائد ديوانه "إشراقة"، على أن يحمل أول بيت في قصيدته قافية واحدة في الصدر وذات القافية في عجزه كالتقليد، لا نجد ذلك في قصيدة "مساجد وكنائس" ، ولا في قصيدة "ربّ ما أعظم الجمال وأمجد"، فيما نلاحظ في قصيدة "غيوم" للشاعر إبراهيم ناجي استهلالها بقافية في الصدر وذات القافية في العجز. .
    3/ نلاحظ أن القصائد الثلاث (اللتين للتجاني والتي لابراهيم ناجي) نظمت على بحر "الخفيف" ، ومَن يدقق في ديوان "إشراقة"، للشاعر التجاني، سيجد أن ذلك هو بحره الأثير، وبتلك القافية الساكنة المميزة . .
    4/ نلاحظ أن القصائد الثلاث ، لا تتكرر فيها أيّ كلمة من كلمات القوافي التي تنتهي بحرف الدال الساكن في عجز كلّ بيت ، ولعله من الصدف الغريبة أن لا تجد كلمة أو كلمتين تتكرران عند شاعرين مختلفين يلتقيان على رويّ واحد وبحر واحد وحرف قافية واحد. . !
    5/ ولا يمكن أن تغيب عن نظر المتلقي أو الناقد الحصيف، أن المعاني التي في قصيدة "غيوم"، تتوافق مع، وتتصل تكاملاً بيّناً، بذات المعاني التي وردتْ في قصيدتي التجاني، ونكاد أن نجزم بقدرٍ من الاطمئنان، أن القصائد الثلاث صدرتْ عن قاموس واحد ، ونفسٍ واحد، وعن علة واحدة بيّنة، وربما كانت قصيدة واحدة "مُزّقت" لثلاثة أجزاء، قصد التمويه وإبعاد شبهة الانتحال .
    كم كان طيّباً الرّاحل المبارك إبراهيم ، وهو يحمل مخطوطة صديقه الشاعر التجاني يوسف بشير، فعبث بعضهم بمحتويات قصائد ديوانه "إشراقة"، وقد بان لي من قصيدة واحدة، أن الشاعر المصري ابراهيم ناجي قد يكون واحداً من بين هؤلاء، ولربما احتجنا لدراسات أعمق وأشمل، وبأساليب نقد علمي معتمد، إن نصل إلى نتيجة حاسمة حول الموضوع. .

    هــــوامـــــش :
    1- ابراهيم ناجي: الطائر الجريح في المجموعة الشعرية الكاملة –دار الشروق ، 1996 ، ص 140
    2- يحي محمد عبدالقادر: على هامش الأحداث في السودان، الخرطوم – الدار السودانية للكتب، (بدون تاريخ).
    3- ابراهيم ناجي: مرجع سبق ذكره.
    4- التجاني يوسف بشير : ديوان إشراقة، ط. 1996
    5- عبد المجـيــد عابدين : التجاني يوسف بشير شاعر الجمال- 1962- ط3- ص 63 .
    6- أحمد عبدالله سامي: الشاعر السوداني التجاني يوسف بشير، دار الثقافة- بيروت (بدون تاريخ).
    7- التجاني يوسف بشير ، مرجع سبق ذكره.
    8- التجاني يوسف بشير ، مرجع سبق ذكره.
    [email protected]

    ولابد من التطرق للخيط التالي:

    http://apap.ahlamontada.com/t2363-topichttp://apap.ahlamontada.com/t2363-topic

    في ضيافة أسرة التجاني يوسف بشير
    مُساهمة من طرف خدورة أم بشق في 9th يناير 2010, 11:04

    .



    لهذا اللقاء الذي أجراه منتدى التوثيق الشامل أهمية قصوى لذا وددت أن يطلع عليه كل حادب على توثيق أي جزء من حياة مبدعينا ولقد قرأت من قبل في أحد أعداد مجلة "الدوحة" الأدبية في عقد السبعينات من القرن السابق والتي كانت تصدر من دولة قطر مقالاً للكاتب الأديب المصري رجاء النقاش. هذا المقال كان مهماً وكنت دوماً أبحث بشكل متصل عما جاء في ذلك المقال والذي يصر فيها الكاتب المصري رجاء النقاش أن معظم أشعار الدكتور إبراهيم ناجي هي أشعار تخص الشاعر السوداني التجاني يوسف بشير وأنه أرسلها للطباعة بمصر بواسطة المبارك إبراهيم الذي كان يقدم "حقيبة الفن من إذاعة أم درمان السودانية وأن آخر من استلم هذا الديوان قبل فقده هو دكتور إبراهيم ناجي واستلمه من مبارك إبراهيم ومات التجاني واختفى الديوان وكان رجاء النقاش بالتحديد يركز على أشعار معينة منشورة في ديوان إبراهيم ناجي ويصر على أن هذه اللغة التي صيغت بها هذه القصائد عي لغة القاموس الشعري للتجاني وكانت دراسة مقارنة بين نصوص ديوان إشراقة وديوان إبراهيم ناجي.. خاصة قصيدة الأطلال والتي ذكر أنها تخص حبيبة التجاني قمر والتي زوجت لشخص رفضته ثم أصيبت بالجنون والتي خلدها التجاني في قصيدة القمر المجنون ..عموماً اللقاء جميل فأترككم مع اللقاء الصحفي بابن أخت التجاني يوسف بشير:
    فى ضيافة اسرة التيجانى يوسف بشير
    التيجانى كان مشاغبا .. وكثير الاسئلة والاستفسارات
    محمود انيس الوحيد الذى كان يزوره ويتفقده أيام مرضه
    الاسماء المستعارة التى كان يستخدمها اضاعت الكثير من اشعاره
    شيوخ المعهد كانوا يصفونه بأنه " يتجادل مع الناس الكبار"..!!

    مواصلة لما بدأناه فى زياراتها لاسر المبدعين والتعرف عليهم عن قرب زارت "التعريشة"هذه المرة اسرة الشاعر الخالد التيجانى يوسف بشير ،والتقت بالاستاذ بكرى بشيرالكتيابى ابن اخت الشاعر الذى عرفنا بأسرته ، وعن أيام الشاعر بالخلوة والمعهد العلمى ،وطوف بنا فى الكثير من الموضوعات .
    ويعد التيجانى ورغم رحيله المبكر احد افذاذ شعراء السودان الذين كان لهم دور كبير فى نقل الشعر من التقليدية الى التجديد فى الصور والمضامين ، ولهذا رأت "التعريشة" ان التيجانى محطة لا بد من التوقف عندها للتعريف بها لأبناء الجيل الجديد فكان هذا الحوار :
    استاذ بكرى بداية نود أن نتعرف على أسرة الشاعر التيجانى ؟
    أسرة التيجانى هى أسرة (الكتيابى) وهى التى استلمت مشيخة الكتياب ممثلة فى (خلوة الجزراب) وهى أكبر خلوة فى الكتياب تدرس القرآن لحوالى (400)سنة وقدخًرجت هذة الخلوة الطلاب فى غرب ووسط افريقيا إضافة لأجزاء السودان المختلفة .
    واسم الشاعر هو أحمد التيجانى يوسف الامام بشير الفقيه جزرى الكتيابى المولود فى 28/فبراير/1912محسب ما حاء فى الوثيقة التى خطها والده ,ووالدة التيجانى هى نور الشام بابكر محمد على الجعيلى وهى عاليابية من جهة الأب كتيابية من جهة الأم والتيجانى أكبر أفراد اسرته المكونة من شقيقين وست شقيقات .
    التيجانى ودراسة الخلوة ؟
    بما أن التيجانى أكبر اخوته أرسله والده الى الخلوة التى كانت وسط البيت , وكان شيخ الخلوة آنذاك ومؤسسها هو محمد القاضى الكتيابى (عم التيجانى ود عم ابوه ) وهى إحدى الخلاوى التى أنشأها الكتياب فى انحاء البلاد المختلفة ومنها ثلاثة بامدرمان , دخل التيجانى الخلوة ودرس على يد عمه محمد القاضى الكتيابى وخفظ القرآن والحديث وغيرها من العلوم .
    استاذ بكرى اذكر لنا بعض الاسماء التى زاملت التيجانى فى الخلوة ؟
    أذكر منها الشاعر الأديب محمد عبد القادر الكرف ويوسف الخليفة عبد الرحمن وعبد القادر عمر الامام وغيرهم من أبناء ذلك الجيل .
    استاذ بكرى كيف تم قبول التيجانى فى المعهد العلمى ؟
    بعد دراسته فى الخلوة رشحه شيخ الخلوة لدخول المعهد العلمى وقد كان لترشيح فى ذلك الزمان قيمة كبيرة فلا يستطيع أى طالب الدخول الى المعهد وكان لشيخ الخلوة مكانة خاصة لدى شيخ المعهد (أبو القاسم هاشم ) وكان المعهد العلمى يدرس (12)سنة بعدهاغ يتخرج الطالب بالشهادة (العاِلمية) ومعها إجازة تدريس . دخل التيجانى المعهد فى المرحلة الابتدائية وكان متميزاً خلال تلك المرحلة وظهر فى تلك الفترة نبوغه الادبى .
    استاذ صف لنا حياة التيجانى داخل المعهد العلمى ؟
    فى ذلك الوقت لم تكن هناك سن عمرية محددة لدراسة فى المعهد لذلك نجد ان التيجانى قد زامل ودرس مع شيوخ فى المعهد ونتيجة لعمره الذى كان حوالى "13" سنة نجد ان التجانى قد كان مشاغبا بعض الشئ كما انه كان دائم السؤال حول الاشياء مستفسرا عنها فى حين ان زملائه الشيوخ كانوا ياخذون بلا مسلمات مما جعلهم يتضايقون منه ومن تصرفاته وكانوا يصفونه بأنه " يتجادل مع الناس الكبار" الى ان جاءت الطامة الكبرى التى وجد فيها هؤلاء الشيوخ فرصتهم للنيل من ذلك الفتى – كيف ذلك - اذكر مما روى عما حدث فى المعهد وتحضرنى هنا ثلاث روايات الرواية الاولى انه حدث نقاش حاد بين الطلاب حول شعر حافظ وشعر شوقى ايهما اجاد فى قول الشعر وعندما سئل التيجانى عن رأيه قال الفرق بين شعر حافظ وشعر شوقى كالفرق بين القرآن واى كتاب آخر فقال الطلاب ان التيجانى يقول ان شعر شوقى مثل المصحف واجتمع الشيوخ وذهبوا الى شبخ المعهد ونقلوا له ما حدث ، الرواية الثانية ان التيجانى كان واقفا يريد ان يتوضأ وكان معه كتاب الشوقيات فرأه احد الطلاب الذين يختلفون معه وقال له واحد ماشى للصلاة يأخذ معه الشعر المفرو ض ان تأخذ معك المصحف فرد عليه التجانى بقوله الشوقيات أأمن وفى ذلك يعنى "انه يمكن ان يترك كتاب الشوقيات فى اى مكان اما المصحف انه يقيده ، الرواية الثالثة تقول ان التجانى كان يبيع الكتب المستعملة ويستبدلها بكتب اخرى وذلك لحبه الشديد للقراءة ويذكر انه كان معه كتاب الشوقيات وكتاب اخر هو كتاب احياء علوم الدين للامام الغزالى فقدم التجانى لصاحب المكتبة ليبيعه فكان رد صاحب المكتبة ان يبيعه الشوقيات لا ن حالته جيدة وسوف يكسب منه مبلغ مناسب فرد عليه التجانى انه يريد كتاب الشوقيات وقد شهد هذا الحوار احد طلبة المعهد فذهب الى شيخ المعهد واخبره بما رأى ومما ذكر نرى ان التجانى قد قصد ورمى بغبن من زملائه بالمعهد وشكى الى شيخ المعهد فماذا فعل الشيخ انه وارضأ لسشيوخ المعهد الكبار فصل التجانى الا ان البعض يرى ان شيخ المعهد "ابو القاسم هاشم " وهو من شيوخ الطريقة التجانية ويعتبر اخا للتيجانى نفو احتمال ان يقوم ابو القاسم بفصل التجانى وان التجانى لم يفصل من المعهد .
    على ضوء ما ذكرت ما رأى اسرة التجانى فيما حدث ؟ وهل فصل التجانى من المعهد ام لا ؟
    رأى الاسرة ان التجانى لم يفصل من المعهد بل خوفا عليه من الانجليز الذين كانوا يقصدونه ويضايقونه لذلك ترك المعهد على ان يتابع دراسته فى مصر .
    استاذ بكرى هل هنالك سببا ما جعل التجانى يختار مصر ليكمل دراسته ؟
    نعم فاثناء دراسة التجانى فى المعهد جاء الى المعهد استاذ مصرى من اصل سودانى اسمه حسين منصور وكان مدرسا لمادة الرياضيات وكان شابا فاجتمع حوله شباب المعهد لشعورهم نحوه ولانه قريب منهم ويحس بمشاكلهم وعندما رجع حسين منصور الى مصر رغب التجانى فى الذهاب الى مصر حيث الاستاذ حسين منصور والشباب المتفتحين وحينما سافر حسن منصور الى مصر ودعه التجانى بقصيدة الا ان اسرة التجانى وخاصة والدته كانت تخاف عليه كثيرا ولا تريد ذهابه الى مصر كما رفضت اسرته ذلك فحالت ظروفه دون السفر ومما حدث نجد ان التجانى قد فقد دراسته فى المعهد وذهابه الى مصر.
    ماذا فعل التجانى بعد ان فقد مقعده فى المعهد العلمى وعدم سفره الى مصر ؟
    صمت قليلا ثم اجاب بان التجانى بعد ذلك خرج الى الحياة العملية وبداه بعمله فى شركة سنجر التى ظهرت فى مطلع الثلاثينيات وكانت هذه الماكينات تباع بالاقساط وكان النساء القبطيات اكثرهن اقبالا على شراء هذه المكنات ، وعندما حدثت الازمة المالية فى ذلك الوقت خفضوا مرتبات العاملين السودانيين وابقوا على مرتبات الاجانب فقاد التجانى تمردا مع مجموعة من السودانيين احتجاجا على ما حدث فتم فصله من سنجر .
    متى بدأت علاقته بالصحافة ؟
    اثناء عمله بسنجر كان مراسلا لبعض الصحف المصرية مثل الرسالة والبلاغ المصرية والمقطم ومن الصحف السودانية مرآة السودان والمجلة التجارية بعدها مع سليمان داؤد منديل مصححا فى المجلة التجارية التى سميت فيما بعد بملتقى النهرين بعدها سطع نجمه وبدأ بالظهور فعمل مع سليمان كشة وصحيفة مرآة السودان وفى مجلة الفجر مع عرفات محمد عبد الله وانتهى به المطاف محررا فى مجلة ام درمان لمحمد عبد الرحيم صاحب كتاب نفثات اليراع ، ومن الاشياء التى تستحق الذكر ان مجلة ام درمان كانت تقوم على اكتافه وكان مسئولا عن تحريرها وكان عندما يجد نقصا فى مواد المجلة يعمل على تكملته بموادج من اعداده مستعيرا لها الاسماء . كذلفك نجده قد نشر فى مجلة الفجر العديد من المواد وباسماء مختلفة ايضا وهى من الاسباب التى ضيعت الكثير من شعره الى جانب ذلك نجده قد نشر مقالات فى النقد من اشهرها مقال بين الشاعر والناقد ، ويذكر انه ايام مراسلته للصحف بالخارج ان كتب احد اعضاء البرلمان المصرى اسمه محمود جلال فى الصحف المصرية انه يجب ان نتجه للسودان وان يحدث دمج بين السودان ومصر وان تكون هنالك وحدة ، فما كان من التجانى الا ان رد عليه فى نفس المجلة فى مقال اسماه الوحدة الادبية بين مصر والسودان موضحا فيه انه اذا كانت هنالك وحدة بين مصر والسودان فانها يجب ان تكون فى الادب وقد اعجب ذلك المقال محمود جلال اعجابا شديدا .
    حدثنا عن ديوان اشراقة للتجانى ؟
    بدأ التجانى فى جمع ديوانه اشراقه قبل وفاته فى كراسة " تشبه دفاتر الجامعة الحالية " وسماه اشراقة جزء اول وقدمه لادوارد عطية الضابط الانجليزى من اصل سورى وكان رئيسا لقلم المخابرات " مسئولا عن الامن " وقد علق ادوارد على اخر صفحة من الديوان بقلم "الكوبيا " يسمح بنشره وكان ذلك فى العام 1934 مؤشرا على قصيدة ثورة بان تحذف من الديوان وتم الاعلان عن ديوان التجانى بالصحف وحدد لثمن النسخة خمسة قروش الا ان هذه النسخة من الديوان لم تر النور.
    وعن مرض التجانى ماذا تقول ؟
    اصيب التجانى بدأ الصدر او الالتهاب الرئوى الحاد " شبه سل " وقد كان يجهد نفسه كثيرا ويقال انه كان يقرأ باللمبه ام مليم فشبهة مرض السل هذه عزلته من الناس فكان لا يزوره احد الا صديقه الشاعر محمود انيس الذى اهداه التجانى قصيدة واحتفظها ذكرى التى لم تنشر الا بعد وفاة التجانى وسميت على فراش الموت وقد تم نشرها فى اخر الديوان .
    كيف وصل ديوان اشراقة الى الشاعر ابراهيم ناجى ؟
    بعد وفاة التجانى جاء احد معارفه وهو مبارك ابراهيم الى شيخ بشير وقال له انه ذاهب الى مصر ويريد ان يطبع ذلك الديوان الذى كان يحوى بداخله بعض القصاصات وذهب المبارك ابراهيم الى مصر ولم تكن لديه وجهة محددة وفى اثناء تجواله وجد الشاعر ابراهيم ناجى الذى اعجب كثيرا بالديوان واستلمه من المبارك ومنذ ذلك الوقت اختفى اثر الديوان وبدا شيخ بشير فى الشكوى من اختفا الديوان وبدأت رحلة البحث عنه وبمساعدة المعارف والاصدقاء والمسئولين تم ارجاع الديوان من ابراهيم ناجى وقام الاستاذ ابراهيم ميرغنى بتمويل طباعة اليدوان وقد كتب مقدمة الديوان فى طبعته الاولى مجموعة من المصريين الجدير بالذكر انه قبل طباعة الديوان ولان التجانى كان كثيرا ما يطبع عند المصريين لذلك اول من عمل مهرجان للاحتفاء بالتجانى كان فى مصر سنة 1944 وقدمت فيه ابحاث كثيرة عن شعر التجانى ، الامر الذى نبه هنا فى السودان بالتجانى يوسف بشير الشاعر .
    هل يحوى ديوان اشراقة اشعار التجانى كاملة ؟
    لو قارنا بالنسخة التى طبعت والنسخة الخطية نجد ان مجموع القصائد التى اضيفت للديوان تسع قصائد فقط ما جعلنا نجزم ان شعر التجانى يحتاج الى بحث " اين شعر التجانى " فالديوان اعد فى الفترة من 1931 الى 1934 اين شعر التجانى فى الفترة من 1934 الى 1937 . علما بان التجانى عند اعداد ديوان اشراقة قام بحذف مجموعة من القصائد انها من شعر الصبا فهل يعقل ان يقل انتاج شعر التجانى بذلك المعدل "34- 1937" والتى تعتبر من فترات النضج الشعرى .
    وتوالت طبعات ديوان اشراقة فى سنة 1949 ،1959 ،1964، 1967، 1973م ... الا انه مؤخرا ظهرت طبعات دون معرفة الاسرة قادمة من خارج السودان وبها كمية من الاخطاء التى تعد بالمئات ونحن كأسرة للتجانى لا ننصح بالرجوع إليها وحاليا تعكف الاسرة على اصدار نسخة منقحة ومصححة من ديوان " اشراقة" تحت اشراف الادباء والمختصين فى الاسرة .
    ماذا تقول عن ما كتب عن التجانى ؟
    ما كتب عن التجانى بعد رحيله كثير وفى العام 1962 عقد مهرجان تحت قيادة عبد الله الشيخ البشير وعلى عبد الله يعقوب وقد ظهر منه فى الكتاب دراسات فى شعر التجانى وفى رأى انه اهم مرجع لدراسة التجانى ، كذلك من الاصدارات رسالة الماجستير التى اعدها دكتور جاد الله الطاهر النذير التى اعدها فى العام 1970 التى اخذ معلوماتها مباشرة من شيخ بشير والد التجانى ، كما قامت الاسرة بجمع الاثار النثرية للتجانى بمساعدة الدكتور محمد عبد الحى وقد كانت الفكرة ان يتم ثلاث كتب عن التجانى تسمى السفر الاول الذى يتم الحديث فيع عن النثر ،والسفر الثانى عن شعره ، والسفر الثالث عن سيرته الذاتية وقد صدر من هذه الكتب السفر الاول واكمل دكتور محمد عبد الحى عمله عن التجانى واتمنى ان يرى كتابه النور.
    .
    الموضوع ذو شجون ولا يخلو من ملابسات العلاقة الأزلية ...





                  

04-30-2017, 08:22 AM

عمار عبدالله عبدالرحمن
<aعمار عبدالله عبدالرحمن
تاريخ التسجيل: 02-26-2005
مجموع المشاركات: 9162

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بين شاعر السودان التيجاني يوسف بشير المغ� (Re: jafar hashim)

    مرحب بعودتك استاذ جعفر هاشم للمنبر
    بهذا الموضوع الدسم ,,

    لاحظت انك لم تاتي بنماذج من شعر ابراهيم ناجي
    لتكتمل المقارنة ومعرفت اسلوبه ,,

    شكرا لك وانت تعيد لنا بهاء المنبر
                  

04-30-2017, 08:27 AM

عمار عبدالله عبدالرحمن
<aعمار عبدالله عبدالرحمن
تاريخ التسجيل: 02-26-2005
مجموع المشاركات: 9162

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بين شاعر السودان التيجاني يوسف بشير المغ� (Re: عمار عبدالله عبدالرحمن)

    يا وحدتي جئت كي أنسَى وهائنذا *****ما زلتُ أسمعُ أصداءً وأصواتا
    مهما تصاممتُ عنها فهي هاتفةٌ ******يا أيها الهاربُ المسكينُ هيهاتا!
    جَرَّتْ عليَّ الأماني مِنْ مجاهلِها *****وجمَّعَتْ ذِكَراً قد كُنَّ أشتانا
    ما أَسْخَفَ الوحدةَ الكبرى وأضيعهَا****إذا الهواتف قد أرجعن ما فاتا
    بَعثن ما كان مطويّاً بمرقدهِ*****ولم يزَلْنَ إلى أن هبَّ ما ماتا
    تلفَّتَ القلبُ مطعوناً لوحدته**** وأين وحدته؟ باتتْ كما باتا!
    حتى إذا لم يجدْ ريّاً ولا شبعاً**** أفضى إلى الأمل المعطوب فاقتاتا!

    مثلا هذه القصيدة لابراهيم ناجي ,,,
                  

04-30-2017, 08:40 AM

jafar hashim

تاريخ التسجيل: 04-25-2005
مجموع المشاركات: 293

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بين شاعر السودان التيجاني يوسف بشير المغ� (Re: عمار عبدالله عبدالرحمن)

    شكرا الأخ عمار
    ديوان الدكتور ابراهيم ناجي يمكن الاطلاع عليه بي دي اف هنا:

    https://archive.org/stream/waq105261/105261#page/n29/mode/1uphttps://archive.org/stream/waq105261/105261#page/n29/mode/1up


    والموضوع مطروح للنقاش وإيراد الحجج الداعمة أو النافية ...
                  

04-30-2017, 10:20 AM

علي عبدالوهاب عثمان
<aعلي عبدالوهاب عثمان
تاريخ التسجيل: 01-17-2013
مجموع المشاركات: 12475

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بين شاعر السودان التيجاني يوسف بشير المغ� (Re: jafar hashim)

    شكراً جعفر .. مودتي ..
    بوست عميق ودسم .. أحاول قراءته لمرات متعددة
    هذه الرموز الاسماء يصعب علينا إبداء آراءنا فيها
    فماعلينا إلا القراءة .. والاعجاب .. في هذا الزمن الذي يندر فيه الابداع
    موتي جعفر .. واصل ..

                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de