*مكتوب فى دفترنا السياسي اننا من أفشل شعوب الأرض فى إدارة خلافاتنا السياسية ، وإننا محجوبة رؤيتنا فى التمييز بين ماهو وطنى وماهو مدمر للوطن ، فبالأمس ينادي طرف بحملة توقيعات لرفع المقاطعة الأمريكية عن السودان ،وتنشط قوى أخرى فى ذات الوقت لترفع مذكرة فى ذات الشأن ولكن للإبقاء على العقوبات عساها تسهم فى اسقاط النظام ، وبين هذه وتلك تسقط كل معانى السيادة الوطنية ، ويبقى الصراع السياسي منحصراً فى تحقيق المطامع والمطامح ووثائق تاريخنا تتحدث بشكل مؤسف ، عن سقوط مفهوم السيادة الوطنية ..
*وفى تاريخنا القريب نطالع ان ملك الميرفاب نصرالدين ، أعطى ود عجيب شيخ العبدلاب الذى فوضه مك مملكة الفونج ملكاً على شمال السودان . ارسل نصرالدين ضريبته ومكوسه جملاً أجرب لشيخ العبدلاب ، فقام ملك العبدلاب بعزله وتعيين ابن عمه ود تمساح بديلاً عنه ، فذهب نصرالدين مغاضبًا الى مصر لمقابلة محمد على باشا طالباً مساعدته ، وتزامنت هذه الزيارة مع زيارة أبو مدين المطالب بعرش الفور الذى فقده ، هذا يطالب بعون محمد على باشا وذاك يطالب بذات المساندة ، فانفتحت شهية محمد على باشا لإحتلال السودان . هذا ماكان بالأمس وهو كبير الشبه بين واقعنا الماثل اليوم عندما نرى جحافل القوات الأممية وهى تعتبر بلادنا (بيتها الجوانى ) فقوات اليوناميس التى دخلت لمراقبة إتفاقية السلام تحولت بقدرة (داخل ) الى القوات الهجين بين أممية وإفريقية ، فى سقوط بيّن للسيادة الوطنية ..
*ولازال مشهدنا السياسي ذاخر بالإعتماد على الإرادة الدولية اكثر من إعتماده على السيادة الوطنية ، رغم أننا عايشنا وقرأنا وشاهدنا مظاهر التقسيم فى الإقليم من حولنا العراق وليبيا وسوريا ومن هم على ذات الدرب سائرون ، فلقد ذهب صدام حسين – عليه الرحمة ولم تنعم العراق بعده بالرفاه الموعود ، وقتل القذافى – رحمة الله عليه – وتحولت بعده ليبيا الى جحيم لايطاق ، وسوريا صارت مرتعاً خصيباً لكل تجارب العنف والسلاح والدم السوري المسفوح بالمجان ، ونخبتنا السياسية فى خلافاتها وحروباتها كأنها لاترى مايجري او انها تغض الطرف مع سبق الإصرار والترصد ، اليس امراً ذو بال ان تكون برلين وباريس واديس ابابا وغيرها من العواصم هى التى يتم فيها نقاش الأزمة السودانية ؟ فهل الضيق ضيق مكان فى بلادنا ام هو ضيق النخب التى اهدرت مفهوم السيادة الوطنية ؟ جاوبوا انتو .. وسلام يااااااااوطن..
سلام يا
الطاهر حسن التوم ، الذى نعذره تماماً وهو يتهافت تهافتاً مذرياً ليغطي سوأة الجشع ولو بتبديد اموال الله ، ولو بظاهرة لاتخلو من الشذوذ باعلانات صوره على مداخل الكباري لبرنامج فى حد ذاته منقوص الصورة ، ومراجعات يحتاجها هو شخصياً قبل المشاهد المرزوء ، مراجعات لم تعفه من الكذب عن شيكات للقناة منذالعام 2012وبالأمس يبحث عن شماعة اخرى عساها تداري الفضيحة ، وللاسف مهما خصف لن يجد أوراق التوت ..وعندي اذا عيي البليغ مقال .. وسلام يا
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة