حين رنّ الهاتف ولمحت اسم الأستاذ حسين خوجلي في الناحية الأخرى سألت نفسي أين يكمن الخطأ..كان ذلك الاتصال بمجرد فراغي من إحدى حلقات برنامج الميدان الشرقي المبثوث كفاحاً على قناة أم درمان رد الله غربتها..واحدة من ضيوف الحلقة كانت الدكتورة مريم المهدي.. عاتبني أستاذ حسين على آخر سؤال في البرنامج وكنت قد وجهته لكريمة الإمام حول تأثير عدم الزواج على حظوظ شقيقها عبدالرحمن المهدي في العمل السياسي.. لم تكن مريم سعيدة بالسؤال وحاولت القفز عليه باعتباره أمراً خاصاً. استيقظت الأمّة السودانية مع بشريات العام الجديد بخبر خطوبة الأمير عبدالرحمن المهدي مساعد رئيس الجمهورية..الزميلة المجهر جعلت الخبر مانشيت رئيساً فيما احتفت كل الوسائط الأخرى بالمناسبة كل على طريقتها..رجال ونساء حول الأمير نشروا صورة محتشمة مع تفاصيل المناسبة التي حضرها من جانب العريس (٣٤ ) فرداً قادهم البروفيسور الشيخ محجوب جعفر أحد أصهار عائلة المهدي ..إبراز العدد المحدود كان تأكيداً لخصوصية المناسبة وتجنباً لعتاب من كانوا يتوقّعون أن يكونوا حضوراً. في البداية هل الاهتمام الزائد بالمناسبة له مايبرره..أم أن الصحافة حشرت نفسها في ما لا يعنيها..في تقديري أن الاهتمام بزواج اللواء عبدالرحمن له ما يبرره ..العريس سليل أسرة عريقة ومعروفة ولها تأثير في الشأن الاجتماعي والسياسي ..كما أن تأخر العريس في إكمال النصف الحلو زاد من سقف التوقّعات..لكل تلك الأسباب استحقت المناسبة كل ذاك الزخم. إلا أن الأهم من ذلك هو تأثير الخطوة الاجتماعية على مستقبل الأمير عبدالرحمن المهدي الذي يعتبر ولي عهد الإمام غير المتوّج..لم يكن بمقدور الأمير عبدالرحمن الدخول في سباق خلافة والده على الإمامة ورئاسة الحزب دون حسم هذا الملف الشخصي باعتبار أن طائفة الأنصار تعبّر عن مجتمع تقليدي لا يفصل بين الحياة العامة والخاصة لمن يتم تقديمه لقيادة الأمة. في تقديري ..أن زواج الأمير عبدالرحمن ستكون له آثار سياسية على الساحة السودانية.. إعلان الخِطبة وتأخير عقد القران يشي بأن الإمام الصادق سيعود للسودان قريباً جداً.. عودته إن لم تكن لأسباب سياسية فستحتمها أهمية وجوده في مناسبة زواج نجله الأكبر ..وربما يعيد التاريخ نفسه حين تمنّع مولانا الميرغني من العودة للسودان واضطر لذلك حينما توفي شقيقه الرئيس أحمد الميرغني على نحو مفاجئ..وربما تكون مناسبة الزواج مساحة للتلاقي السياسي بين حزب الأمة والحزب الحاكم . بصراحة.. إكمال مراسم زواج اللواء عبدالرحمن المهدي ستكون الخطوة الأولى في إعلانه كخليفة للإمام المهدي.. سيكون الإمام الصادق حريصاً على انتقال سلس لإمامة الأنصار ورئاسة حزب الأمة..متى ما تقاعد الإمام وأكمل نجله الدورات الحتمية في القصر الرئاسي سيتم تسمية عبدالرحمن زعيماً على طائفة الأنصار ورئيساً لحزب الأمّة. assayha
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة