في ذكرى وداع من كتب معنا معنىً لحياتنا وتسلل منها دون أن يلقي علينا كلمة وداع..!

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-12-2024, 00:55 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2016-2017م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-04-2017, 11:38 AM

Elawad Ahmed
<aElawad Ahmed
تاريخ التسجيل: 08-15-2015
مجموع المشاركات: 399

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
في ذكرى وداع من كتب معنا معنىً لحياتنا وتسلل منها دون أن يلقي علينا كلمة وداع..!

    10:38 AM January, 04 2017

    سودانيز اون لاين
    Elawad Ahmed-London G.B.
    مكتبتى
    رابط مختصر

    في ذكرى وداع من كتب معنا معنىً لحياتنا وتسلل منها دون أن يلقي علينا كلمة وداع..!

    محمد إبراهيم على حمدوك أو كما يطيب لنا وله أن ندعوه حمدوك، حياته عشرة عمرٍ لم نلحظ تسرب أيامها وليالها إلا حين حملت لنا الأخبار بأن حمدوك قد كتب فصلها الأخير، وقد عودنا دوماً أن يقدم لنا كل ما هو مثير وخارج عن دائرة توقعاتنا، إلا أنه في هذه المره كتب فصل حزننا الأبدي.
    كانت حواري المايقوما مبدأ حياتنا، إحتضنت شقاوة طفولتنا وزينت أيام شبابنا، لا زلت أذكر أيام الدراسة، فقد كان حمدوك ذا قدرة على خلق علاقات مع الآخرين وإن إلتقاهم لأول مرة، فكان سفيراً لنا في كل منعطفٍ تتوجس منه عقولنا الصغيرة، كان مقداماً لا يهاب خوض كل ما هو جديد ومثير، لذا كان لنا حلال العقد ومتلقي الحجج.
    بجسمه النحيل كان مُهاباً ومحَبوباً، تتقاطع علاقاته مع الجميع حتى أولائك الذين في عُرفنا يبْحرون في الإتجاه المضاد، نحترم خياراته لأنا نعرف عمق إلتزامه، فقد كان ذا بصيرة ثاقبة ومحاور يعرف أين يضع قدما خياراته، فلم نكن نتوجس مما سيؤل له حالنا إن أنتدبناه رسولاً لنا، تشاركنا ونحن في ريعان الصبا في سبر مجاهل العمل العام فلم يتوانى عن خوض غمارها، عرفنا سوياً حركات تحرر وطنية، ووطنا لها موقعاً بين نعرات الشباب المتعطش لكل ما هو مثير، فكانت علاقة حميمة بثوار أرتريا، فلسطين، الفريلمو والفرولينا وبدأنا ننسج شريط حياة إقتنى من ثورة الشباب وحنكة من عركتهم الحياة وهم في مقتبل عمرهم، قادنا توهج فكرنا إلى سوريا سوياً وإن شكلت لنا مبتغىً ومرتجى إلا أنها لم ترض طموح حمدوك فشد رحاله إلى الشرق الأوربي ليختطفه منا وهج الطب وحب معاودة الأنسان في ضعفه ومرضه، رغماً عما قدمه حمدوك برداءه الأبيض إلا أني أحسب أن الطب قد سرق منا عطاء رجلٍ كان ظله سيمتد ليظلل شعباً بأكمله، قدم حمدوك لمرضاه ما نفخر ونعتز به، لكنه في ذات الحين غيب عنا حمدوك الذي عرفته جموع المناضلين في سهول أرتيريا وتخوم فلسطين تلك التي جمعت من يتوقون ليوم عودة طال أمده.
    كتابة سيرة رجلٍ مثل حمدوك لن يسعفني فيها مداد قلمٍ وإن توشح بمياه نيلنا الخالد، كل لحظة في حياته تحكي لنا كم هي جميلة ورائعة تلك الأيام التي عمدناها بالعرق ونحن نستبق لجمع ما يسد رمق جرحى مقاتلي الثورة الإرتيرية، فقد كان سباقاً يقيل عثرتنا يوم لا نجد ما نقدمه لمن يئنون من قسوة الِجراح والجَراح. وحتى حين أخذتنا العزة بالنفس ورفضنا عنجهية من يديرون مكتب حركة التحرر الوطني الفلسطيني في الخرطوم لم ينجرف وراءنا قائلاً بأن الثورة باقية والأشخاص زائلون، ما كنا نحسبه طيش شباب كان لديه إيمان عميق بما نذر له نفسه، وقد صدق.
    كان حمدوك ذا سريرة طاهرة من دنس التلاعب بالمواقف والمواجع، لذا رأيناه كثيرا ما يختبئ وراء ذاته عله يجد فيها متنفسٍ من دنيا غالبها فغلبته ومن بشرٍ أقترب منهم فساموه سياط العذاب، تُذَكرني خلواته لذاته بالناسك المتعبد في محرابه وبالشاعر الذي يجوب الفيافي القفر بحثاً عن أُنس يبلل شوقه، لكنه سريعا ما يعود لنا بذات الهمة والصوت الجهور تاركاً خلفه ما نحسبه عذاب ذاتي، ويدعوه استراحة محارب عهد نفسه للناس ومشاغل الناس.
    يقولون أن الموت حق.! لكن الحق ليس بظالم ولا بسارق البهجة من عيون الأطفال ونحن مازلنا ننظر لحمدوك كطفل بعيونٍ طفولية، فحياته تسطر كل لحظة تتراءى لنا في عيون الطفولة الوادعة، ونحن ما زال بنا حنين لأيام جمعتنا وعجمت عود نشأتنا.
    فنم قرير العين حمدوك، قد وفيت ما وعدت، وتركت سيرة حتماً ستعطر جبين أبناءك وهم يفخرون ويتفاخرون بأنهم ينتمون لشجرة جذورها غائرة في أرض السودان المعطاة، وسيحملون أسم من وهب نفسه لوطنه قبل عشيرته.
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de