*قديما يوم كان التعليم تعليم، وكانت المدارس مدارس، وكانت للعلم قيمة عرفنا من ضمن المواد مادة التربية الوطنية ،وكان طرحها يرتبط فى الذاكرة بالخيال و بالواقع و بالتاريخ والجغرافيا وبالانسان وبنائه فكانت مادة محببة الي النفوس مبنىً ومعنىً ،ثم اظلنا زمان اندثرت فيه مادة التربية الوطنية وقُبرت فيه مفاهيم السيادة الوطنية واصبح اصحاب الجنسيات المزدوجة سادة الموقف وسادة المشهد ويعيشون في وطن ويتعيشون من وطن اخر .. حتى صارت بلادنا بفضلهم في ذيل الركب البشري تعاني وتكابد وتتمزق ،واليوم تنبهنا ام الوطن والوطنية فقيدتنا فاطمة احمد ابراهيم التي ثارت لاجلنا حية وتواصل ثورتها وهي منتقلة فتمدنا بمددها لنجتمع حولها . *المرحومة فاطمة احمد ابراهيم اكدت لنا برحيلها وانجماعنا حولها وكأنها فقد كل بيت سوداني في هذا الرحيل تأكدنا بأن وحدة هذا الشعب ممكنة والتفافه بالتحام مدهش ممكنة وتوحده نحو الاهداف النبيلة ممكن هذا ماابرزه رحيل فاطمة وهو من اكبر بركاتها لذلك لامست شغاف القلوب بسماحتها وحنوها وحنانها فرثتها الحكومة التي عادتها وبكتها القلة التي اهملتها وسيشيعها انصارها واحبابها ومن عادوها ومن خذلوها وستبقى الرمز الذي ارتفعنا اليه جميعا متناسين كل خلافاتنا فالبعثي يعزي الشيوعي والشيوعي يتقبل عزاء الاسلامي والاسلاميون يرثون فاطمة احمد ابراهيم واهل السودان تخرج من اعماقهم حارة ودافئة وقوية (رحمة الله تغشاكي يا فاطمة) فقد حملت همنا وكفيتينا ما يهمنا ومضيت الي ربك راضية مرضية . *حقيقة ان المرء يقف ملياًامام فاجعة رحيل امنا فاطمة ونتوقف اكثر لاستخلاص العبر من هذه الوحدة العاطفية الكبيرةالتى جمعتنا تجاه المرأة الانسان التي فقدناها ،ونقف اكثر امام الحدث وعمق المه وعظمة المشهد الذي جعلنا لا نفرق بين الوطن وام الوطنية ، فتدافع كل القوى السياسية وكل المختلفين نحو فاطمة يؤكد بأن الذي يجمع اهل السودان ببعضهم اعمق واكبر مما يفرقهم ،حقا ان السيدة فاطمة قد فطمت نفوسنا كلها عن الخلافات والاحقاد والمحن لنقف صفا واحدا خلف جسدها المسجى متوحدين بالغاية النبيلة ان نكون حضورا جميلا خلف جثمان الجميلة ،لقد عاشت حياتها للوطن فأعتبرها المواطنون وطن.. وسلام يا وطن سلام يا دشن السيد وزير البيئة حسن هلال والسيد والي ولاية النيل الابيض عبدالحميد موسى كاشا مشروع تعزيز مرونة المجتمعات في المناطق الهشة للتغيرات المناخية بولاية النيل الابيض وفق نهج النظم البيئية للتكيف وهما اذ يدشنان هذا المشروع انما ينقلان ولاية النيل الابيض نقلة جديدة للرعاة والمزارعين .. وسلام يا (الجريدة) الثلاثاء ١٥\٨\٢٠١٧
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة