الضمير او ما يسمى بالوجدان هو قدرة الانسان على التميز فيما اذا كان عملا ما خطا ام صواب او ما هو باطل وهو الذي يؤدي الى الشعور بالندم عندما تتعارض الاشياء التي تفعلها الفرد مع قيمتة الاخلاقية والي الشعور بالاستقامة او النزاهة عندما تتفق الافعال مع القيم الاخلاقية وهنا قد يختلف الامر نتيجة اختلاف البيئة والنشأة او مفهوم الاخلاق لدى كل انسان.
كما فسر العلماء في مجال العلوم الانسانية و النفس والاعصاب ان الضمير هو وظيفة من وظائف الدماغ التى تتطور لدى الانسان لتسهيل الايثار المتبادل (Altruism) او السلوك الموجه من قبل الفرد لمساعدة الاخرين في اداء وظائفهم واحتياجاتهم دون توقع اي مكافاة وذالك داخل مجتمعاتهم. كما انها وصف وكلمة تجسد كتلة ومجموعة من المشاعر والاحاسيس والمبادى والقيم تحكم الانسان وتاسره ليكن سلوكا محترما مع الاخرين يحس بهم ويحافظ على مشاعرهم مع مراعاة حقوقهم كما انها ميزان الحس والوعي عند الانسان لتمييز الصح من الخطأ. لم نستغرب كثيرا عندما نرى التضامن الكبير الذي ناله الشعب الفرنسي في الهجمات الارهابية الاخيرة وامريكا في احداث 11سبتمبر ايلول من كل العالم ولا سيما الذين يواجهون هجمات ارهابية مستمرة في بلدانهم بالادانات وارتداء العلم الفرنسي هذه نتائج طبيعية لتراكم وترسبات المعاناة والاحتقار المتواصل من الانظمة القمعية في العالم الثالث على شعوبها مما جعلهم عرضة باللامبالاة او عدم التأثر بما يحدث في محيط اوطانهم وعلى عكس ذالك التأثر يما يجري في الدول العظمة التي تصنع الازمات وتصدرها الي محيطنا مما يجعل الشعوب ينسو واحيانا يكرهو اوطانهم فالشعوب الافريقية والأسيوية معظمهم وجدانيا مع فرنسا وامريكا وغيرها. الهجمات الارهابية في الدول الافريقية (كينيا،نجيريا ،تشاد،مالي .....الخ) والابادة الجماعية في دارفور هي الاكثر دواما والاكثر قتلا ودمارا ومع ذالك تمر وكأنها اخبار عابرة لا يتأثر بها العالم وتمر مرور الكرام ولا ترى الف متضامن من جميع انحاء العالم يدين ويستنكر ناهيك عن ارتداء شعارات تلك الدول المنكوبة لماذا ؟ لان ضميرنا قد رحل.
فمن المسئول عن رحلة ضمير الشعوب عن اوطانهم وبنو جلدتهم هل هي الحكومات والانظمة الدكتاتورية القمعية التي تقتل وتبيد شعوبها و تزرع النزعة العنصرية بين ابناء الشعب ام الانظمة الديمقراطية التي جعلت من بلادها جاذبة، امنة ومأوى للفارين من الويل والعذاب والمسلوب حقوقهم في بلدانهم.
اذا استطعنا ان نحرر انفسنا وشعوبنا من الظلم والاضطهاض وبنينا دولة مدنية تكون فيها المواطنة معيارا" لكل شيئ حينها تستقر الشعوب وجدانيا" وتتضامن معنا ضمائر الشعوب الأخرى و نرى العلم الكيني ،النجيري،التشادي والسوداني يرتديه العالم متضامنا" ومستنكرا" لما يصيبنا وتتوقف المواقع الاسفيرية نتيجة بشعارات التضامن مع ضحايا الابادة الجماعية في دارفور ،النيل الازرق وجنوب كردفان والمضطهضين في شمال الأقصى من السودان.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة