بدعوة كريمة من الاخ دكتور حمودة رئيس حزب الامة للاصلاح الوطنى وبالحاح شديد من الاخت المناضلة الانصارية فايزة رئيس منظمة الايادى البيضاء الناشطة فى الشأن الدارفورى التى لاحقتنى كثيرا لتخرجنى من دائرة الصمت الذى انا عليه منذ اقتيال ابوجا والقائمين على امرها ..لقد حاصرتنى حتى افلحت فى استدراجى لفعاليات نظمت بدار حزب الامة بام درمان شارع الاربعين ..والورشة حول الحوار الوطنى الذى يجرى هذه الايام ..بحضور عدد مقدر من ممثلى الاحزاب السياسية المشركة فى الحوار وغير المشاركة وممثلى الحركات المسلحة الدارفورية وغبر الدارفورية وشخصيات قومية .. والفعاليات حظيت بحضور مقدر من المشاركين وتغطية اعلامية - من قناة الشروق واخرون - لقد لبيت الدعوة رقم رأى المسبق فى عمل كهذا وعزوفى عن النشاط السياسى والاعلامى ردها من الزمن. الا ان مبدأ المشاركة كان بالنسبة لى مفيدا جدا خصوصا اننى لم اتشرف من قبل من معرفة العديد من العناصر الممثلة لهذه القوى السياسية خصوصا ممثلى الحركات المسلحة المتواجدين بالخرطوم حيث لم اتمكن من معرفة الكثيرون منهم عدا واحدا كان موظفا بالسلطة الاقليمية الانتقالية لدارفور المحلولة بقرار جمهورى !!! المفاجأة كانت بالنسبة لى مزهلة بالنسبة للطرح القوى والجرئ والمباشر من عدد من المشاركين - خصوصا ممثل الحركة الشعبية وحركات التحرير - مما دفعنى لان اخرج من صمتى الطويل وتساءلت هل يمكن لى ان اشارك برأى فى هذا المحفل باعتبارى لا امثل اى جهة سياسية او تنظيمية فكان الترحيب كبيرا واحسست ان كل العيون متجهة نحوى بحكم علاقتى السابقة بملف دارفور والحركات المسلحة وابوجا والتجمع الوطنى باسمرا والعمل الخارجى بامريكا كما ورد فى افادات عدد من الرفاق ..الخ فاطلقت العنان للمارد النائم بدواخلى سنينا عجافا وافضيت كل ما بدواخلى من اراء كانت حبيسة بالدواخل منذ ان قررننا انا ورفاقى التقاعد الاجبارى متفرجين فى ما يدور من مساخر فى الشأن الدارفورى والشأن السياسى العام ..وكنت اتفحص اعين الحضور التى لم تتوارى اعينهم خجلا مما يسمعون وكنت على يقين فى انهم يبحثون عن فردوس افتقدوه منذ ان تركوا البندقية وراءهم وتاهوا فى دهاليز القصر وغابات الخرطوم الاسمنتية التى اقتالت فيهم نخوة وجذوة النضال وطعم الحرية المأفون. كان حديثى مفتاح اشرع ابواب العدييد من الرفاق الذين احسب انهم في حيرة من امرهم فى هذه الورطة فاطلقوا العنان لاراءهم الحبيسة التى تتوق للحظة الخلاص. الحديث جاء بالحديث وتواردت الخواطر والاحلام وتمحورت حول الحقيقة التى ليس سواها من خلاص - توحيد الرأى - هذا ما كنت اتوق اليه ويتوق له الاخرون. واظن الجمع عقدوا امرهم وحزموه وهو الوسيلة الوحيدة التى تجعلهم ان ينفوا عنهم تهمة ( تمومة الجرتق) التى ظلت تلاحقهم منذ ان قرروا ان يتعاملوا مع هذا النظام الواعى باشيائه تماما . عموما كانت تجربة مفيدة للغاية ومهمة فى هذا الوقت القاتل فى حياتنا السياسية الراهنة وقد برز للتو السؤال المحير والمعتمل فى مخيلة واذهان الكثيرون من الممانعون والمترددون والمتشككون وهذا من حق الجميع الذين لهم تجارب مهولة مع الحزب الحاكم خصوصا الحركات المسلحة الموقعة على اتفاقات سلام مع المؤتمر الوطنى اذا وضعنا فى الاعتبار المهددات التى تطل برأسها على الوطن ودخول عوامل خارجية فى الشان السودانى والتحول المفاجئ فى مواقف بعض القوى السياسية - مثل المؤتمر الشعبى- التى كانت تكن عداءا سافرا للنظام ودخولها المفاجئ وبكل ثقلها فى الحوار وحالة النشظى والانقسامات التى صاحبت القوى السياسية والحركات المسلحة هذه التطورات تجعل منا اعادة التفكير فى الامر برمته ومحاولة اختراق هذا الجدار لمعرفة ما وراءه وهنا استشهد بمقولة للكاتب المسرحى البريطانى الشهير - وليم شكسبير - فى احدى مسرحياته التاريخية الرائعة - هاملت - والتى يقول فى احدى مقاطعها ( اكون او لا اكون تلك هى المسالة ) وهو قول اصبح مأثورا عند المواقف الحرجة . وهو ما ينطبق على حالنا الراهن فى ان السودان يكون او لا يكون ؟ تلك هى المسألة ..سوف نظل نراقب هذا الحوار رقم اننا لسنا اعضاء فيه وسوف نراقب ما يدور فيه وننتظر ما يفضئ اليه . وهل القبة تحتها فكى ام لا ؟ وسوف نقول رأينا فيهه ولو دعى الأمر من داخل او تحت قبة القصر وقاعة السلطان .. والبحر بكضب الغطاس. وان تأتى مؤخرا خيرا من ان لا تأتى. سيف الدين صالح هارون [email protected] . 0923349901
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة