جامعة ميسوري: بأية حال عدت يا عنصرية؟ (2-2) بقلم عبدالله علي ابراهيم

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-27-2024, 05:04 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-17-2015, 07:31 PM

عبدالله علي إبراهيم
<aعبدالله علي إبراهيم
تاريخ التسجيل: 12-09-2013
مجموع المشاركات: 1956

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
جامعة ميسوري: بأية حال عدت يا عنصرية؟ (2-2) بقلم عبدالله علي ابراهيم

    06:31 PM Nov, 17 2015

    سودانيز اون لاين
    عبدالله علي إبراهيم-Missouri-USA
    مكتبتى
    رابط مختصر


    وما كل هاو للجميل بفاعل ولا كل فعّال له بمتمم (المتنبيء)

    (هذه كلمة تعود إلى 2003 كتبتها بين حادثين. الأول هو اشتراكي في موكب بجامعة ميسوري بمدينة كولمبيا يستعيد ذكرى ليولد لينول قينز الأسود الذي اختفي في ملابسات غامضة في 1939 وهو يقاتل دون حقه في دخول هذه الجامعة التي اقتصرت على البيض وقتها. وحكيت عن الموكب ومساره ورمزياته في الحلقة الماضية. وفي هذا الجزء أعرض لخاطرات عنت لي خلال مسيرة الموكب عن إنذار الرئيس بوش لصدام حسين أن يتقاعد عن الحكم وإلا غزاه. كان الموكب في الساعة الخامسة مساء ونهاية الإنذار هي السابعة مساء. ودارت الخاطرات حول المشروع الأمريكي من الغزوة وهو ديمقرطة العراق وتحديثه. وأتتابتني هواجس شعواء عن مشروعية المشروع وأنا في موكب يحتج على نقص الديمقراطية والحداثة في البلد الذي جيش الجيوش لتنزيلهما في العراق بعد أكثر من قرنين من تأسيسه).

    الموكب هو تسيس للمشي. وقد استفدت هذا التعريف من مارتن أميس، الكاتب البريطاني ابن الكاتب كنقيسلي أميس الشيوعي الذي خرج علي حزبه بعد أحداث المجر في 1956 . فقد عاب مارتن في كتابه الجديد "كوبا (اي ستالين، وكوبا اسمه الحركي) البعبع" علي الشيوعيين الروس أنهم سيسوا النوم وقد بدأ كبيرهم لينين ذلك. فقال ناقداً للينين عام 1910 لأنه وجد صعوبة في التعامل معه. وأضاف كيف يمكن للمرء ان يتعامل مع إمرء تأخذ الثورة بشغاف نفسه وعقله علي مدار ساعات اليوم الاربع وعشرين، والذي لايطرأ علي باله غير الثورة شاغل، والذي لا يحلم حين ينام بغير الثورة. تم تبعه خرتشوف الذي قال إن البلشفي يحس ببلشفيته حتي في النوم.
    والموكب تسييس للمشي بوجهين. فالموكب الماشي نفسه كتاب سياسي مفتوح يقلب صفحاته علي طول الشارع ليقرأه الناس. ومن الجهة الأخري فالمشارك في الموكب، والموكب الماشي الصامت بالذات، تستغرقه السياسه وتغلب عليه بما في ذلك سياسات ليست الأصل في الموكب. وقد وجدت نفسي في سيري الصامت أخلو إلى نفسي وأفكر في الحرب التي لا مهرب من وقوعها بعد أقل من ساعتين في ذلك اليوم. وهي حرب تحور هدفها بشكل درامي إلى تغيير نظام العراق، ووفق برنامج لم يتفق بعد علي سرعة إنجازه، بآخر قائم علي الديمقراطية ومتمتع بالحداثة. ومن زوايتي في هذا الموكب بدا لي فساد هذا المطلب في بناء الامم. فقد بدا لي الموكب نفسه شاهد إثبات علي خطل المطلب. فأهل الموكب قد استحضروا ذكري قينز الذي لم يكن بعض الأمة الأمريكية منذ ستين عاماً وهي التي تأسست منذ قرنين علي دستور صريح في خلق الناس السواسية علي صورة الرب وأمام القضاء وفي طلب السعادة الدنيوية. ولم يستحضر الطلاب السود ذكري قينز اعتباطاً بل لتعكس أكثر حسهم بأن الأمة لم تظلهم بظلها بعد. ودونك هجمة المحافظين والجمهوريين علي جامعة ميتشغان التي تنهج سياسة تمييز السود الإيجابي في القبول بكلية القانون حرصاً للحاقهم بقطار الأمة الذي فاتهم حين أوصدت تلك الكليات بابها في وجه قينز وغير قينز.
    وددت لو أن الرئيس بوش ثبت علي خطه الانتخابي الذي دعا فيه إلى أن تكف امريكا عن بناء الامم مفروشة للآخرين مما كان تفعله إدارة كلينتون. وهي الإدارة التي ركبها النازع الخيري الانساني الذي جسدته السيدة أولبرايت. وقادها ذلك إلى التدخل في نزاعات إقليمية نجحت في إطفاء نارها في حين لم تنجح بعد في الخروج من تورطها العسكري فيها علي تطاول الزمن. كما استخدمت إدارة كلينتون العقوبات الاقتصادية بإسراف لفرض مثالها الأخلاقي علي الدول. ووعد بوش بأن يراجع كل ذلك وأن يرد الولايات المتحدة إلى التواضع حيال الآخرين وتقديم خبرتها لهم بغير غرور. ووقعت احداث 9-11 . والباقي معروف.
    لو ثابر بوش علي خطته في بذل الخبرة الامريكية بتواضع لقال إن بلده لم يُبن بغير بنيه ولم يُبن أيضاً دفعة واحدة. لقد بدأت أمريكا وطناً للذكور البيض البروتستانت من ساكني الجنوب الامريكي مما جري اختصاره في عبارة (wasp ). فأمريكا لم تكن ( وماتزال بشكل ما) وطناً نهائياً للكاثوليك أو السود والأقليات عموماً أو النساء. ولم تتوطن هذه الجماعات في الوطن الا بعد لأي وكدح طويل مثل المعروف من تاريخ السود أو النساء. فلم تنل النساء حق التصويت الا في 1919 ولم يدخل السود في حساب الوطن بصورة ما إلا بعد حركة الحقوق المدنية التي قادها مارتن لوثر كنج في ستينات القرن الماضي. غير أن مما يحسب من عقل وسداد أمريكا أن دستورها بمرونته ومعانيه السامية العامة اتسع للجماعات التي أهملتها الأمة متي ما صدق عزم تلك الجماعات وصابرت في استرداد نفسها إلى الوطن الذي خلعها، ودفعت مهر حريتها ومواطنتها. فلم تقم أمريكا من أول يوم وطناً للجميع كما قد يخطر للإدارة الامريكية حالياً في سياق مشروعها المنفلت لبناء الامم نيابة عن من ضاقت بتباطؤهم في بنائها بأنفسهم. ومع ذلك لم تتأخر صفوتها الحاكمة عن "استرداف" هذه الجماعات الخالفة عن الأمة متي لم يعد يجدي التعامي والإهمال. وماتزال أمريكا،كأمة، عملاً يتخلق أي أنها "work in progress " كما يقولون.
    ولو تواضعت أمريكا بالكف عن التبرع ببناء الأمم المفروشة لتوقفت عند متاعب أؤلئك الذين لم ينجحوا في بناء دولهم علي معاني الحداثة والديقراطية. فمن الأسئلة الشاغلة للدارسين كيف أخفق المسلمون في تنزيل المشروع الحداثي الذي أقبلوا عليه منذ طرق أبوابهم بعنف فظ بعد هزائم الدولة العثمانية الباكرة وبعد حملة نابليون علي مصر في 1798. فقد شغفت الصفوة المسلمة، التي عركت الحداثة، بمعانيها وأخذت منها أخذ واثق ودعت لها دعوة تنوير تريد أن تصطحبها في تجديد حياة المسلمين. فقد روي أن رفاعة رافع الطهطاوي (1801 -1883)، الذي عاش في باريس لخمس سنوات، عاد لبلده مؤمناً بتحرير الرقيق وحقوق المرأة إيمان ممارسة لا ملاسنة. فأوقف من أطيانه 63 فداناً خصصها للإنفاق علي الارقاء الذين اشتراهم وحررهم. وجعل العصمة في الطلاق لزوجته إذا تزوج بأخري أو حتي تسرى. فهي طالقة ثلاثاً بمجرد العقد وكذلك إذا تمتع بجارية ملك يمين. وقد تزوج بعد وفاة زوجته من إحدي الجواري وأحسن إليها. وقد فاق بصنيعه في طلب الحداثة معاصره الرئيس الامريكي توماس جفرسون (1743 -1826)، الذي كان الخيال المدبر وراء صياغة الدستور الامريكي الذي قضي بأن الناس سواسية كأسنان المشط. فقد احتفظ جيفرسون برقيقه وتسري بواحدتهن هي سالي هيمنغ. وكان هذا حديث الخاصة و العامة منذ نحو سنتين بعد كشوف ل (DNA) طابقت بين دم حفدة سالي ونسل جيفرسون.
    ومن اغرب ما وقع في باب إقبال المسلمين علي الحداثة بغير عكر قرار أحمد بيه حاكم تونس (1833-1855 ) من قبل الخلافة العثمانية بالغاء الرق قبل أن ثقدم تركيا نفسها علي هذا الإلغاء. ففي 1842 أوصد البيه أبواب سوق الرقيق، وأزال الضريبة المفروضة علي التداول فيه، ومنع استيراد الرقيق أو تصديره، وأعلن أن كل من يولد في منبت رق فهو حر من تاريخه. وزاد في 1846 بأن قرر تحرير كل الرقيق في البلد. والذين تساءلوا عن دوافع البيه لهذا الموقف من الرق اعتبروا أثر موقف أوربا المحارب للرق وحضورها الكثيف القوي في دولة آل عثمان. كما اعتبروا رغبته في قراره المبادر أن يستقل بأمره عن السلطان العثماتي ما أستطاع. غير أن الدارسين ميزوه بقولهم أيضاً إن البيه شغف بالحداثة والتزم بلوازمها. وقد خاطب الببيه مجلس تونس التشريعي في 1846 قائلاً إنه قد قضي بتحرير الرقيق لما أنتهي اليه من أن اصحاب الرقيق يسومونهم الخسف الذي لا مسوغ له في الشريعة التي تجعل الحرية مطلوباً عزيزاً علي الناس، وتلزم الحاكم بتحرير الرقيق اقتداراً متي ما صح له اضطهادهم بواسطة أسيادهم. وسأل البيه أهل الزوايا الدينية أن يستخرجوا وثيقة الحرية لكل من جاء من الرقيق يطلب ذلك. ومن الطريف أن مبادرة تونس جذبت إنتباه أمريكا التي لم تكن حررت رقيقها بعد. فقد بعث قنصل أمريكا في تونس رسالة الي حسين باشا والي تونس في 1863 يسأله عن توفيق دولته في تحرير الرقيق. وجاءه الرد ينبيء بنجاح التجربة وينعى علي أمريكا تشبثها باسترقاق الناس ناصحاً القنصل أن يعلم أن تحرير الرقيق لن ينتقص من شوكة بلده وإنما يزيدها حمداً للرب الذي أسبغ عليها من فيض نعمه الكثير. وتابع الباشا قوله: "لقد بلغتم مقاماً سنياً من الحضارة لا يجمل بكم بعده أن تتمثلوا بمن غطى الله علي أبصارهم وقلوبهم وقنعوا من خير الدنيا بما علموا من سلفهم." وواصل قائلاً إن الشفقة الانسانية والمودة تقتضيكم أن تنقوا حريتكم من درن شح النفس الذي يؤذيها ويفسدها." وأظهر الوالي حزنه الشديد للحرب الأهلية التي تدور رحاها في أمريكا وقال إنها حرب تثقل علي الانسانية قاطبة. وأكد له تعاطفه المؤكد مع رقيقها البؤساء وصداقته المؤكدة لدولتها. فتأمل.
    لو وقفت أمريكا اليوم علي سبب انهيار المشروع الحداثي بين المسلمين لعلمت ما وقاها شر ما تتورط فيه الآن من انتهاك لبلدان مسلمة وقوم مسلمين. فقد تساءل باحث مثلاً لماذا استدامت الحداثة في اليابان، وكانت أخذت بها مرغمة في ظل حكم ملوك الميجي في القرن التاسع عشر، ولم تدم حداثة مصر التي تبناها الخديوي محمد علي باشا في نفس التاريخ. وأكبر الأسباب علي سداد حداثة اليابان وخيبة حداثة مصر أن اليابان ظلت متمتعة بسيادتها الوطنية بينما خضعت مصر للاستعمار البريطاني بعد احتلالها في 1882 واستمرار سيطرته علي مقاليد الأمور فيها حتي بعد أن استقلت في 1923. ويضرب الباحثون مثلاً آخراً في كيف تفسد الحداثة بالاستعمار. فقد توصل صفوة شعب الفانتي بغانا الحالية في 1867 (وهو نفس العام الذي تبنت فيه اليابان دستوراً حداثياً) إلى دستور لدولتهم مستلهم من أوربا. وهذه الصفوة كانت تأثرت بالوجود الإنجليزي التبشيري والتجاري علي شواطيء بلدهم منذ القرن السادس عشر وتعلموا علماً غربياً هداهم إلى اصطناع ذلك الدستور. وظنوا أنهم قد بلغوا أوج الحداثة والرقي. غير أن بريطانيا قررت في نحو آخر القرن التاسع عشر، وفي حمي اقتسام افريقيا بواسطة أوربا، أن تغزو الفانتي وكل شعوب غانا الحالية، وان تمدنهم وتحدثهم بالقوة الجبرية. ولم تبلغ غانا من الحداثة شيئاً مذكورا من قلامة ظفر اليابان إلى يوم الناس.
    ليس في خبرة أمريكا ولا العالم كما عرضناهما ما يفيد أن بناء الأمة هي شغل يتم بالوكالة أو يَطّرد بسرعة لم تتهيأ لها الأمة. ومن الثابت فوق ذلك كله أن هذا البناء يتم في شرط السيادة الوطنية بالغاً ما بلغ البلد المعني من السوء. فاكبر عدة بناء الوطن الخيال الطليق الذي لا يعقب عليه محتل أو مستعمر أو مشفق. وقد كتبت في حديث الاسبوع الماضي اصف كيف استصحب جيل مؤسسي امريكا طلاقة الخيال لبناء أمة كانت علي وشك أن تتفرق ايدي سبأ.
    وكان مشواري المسيس لإحياء ذكري قينز مناسبة لاسترجاع منطقة من مناطق النقص التي بقيت في بناء الأمة الأمريكية بعد قرنين من تأسيسها علي عالي خيال صفوتها المسترسل .وأفقت من تأملاتي هذه الي من نبهني الي قوس قزح الذي انتشر علي حافة السماء من علي يسارنا. واشتغل من حولي بتدوال ما يرمز اليه قوس قزح في ثقافتهم. وقال قائل إن الايرلنديين يعتقدون أنه عند طرف النهاية من القوس برمة مليئة بالذهب من وجدها اغتني حتي جنى الجنى. وقال آخر إن للهنود الحمر أسطورة ذكية عن القوس. فمن حكاياتهم في منشأ قوس قزح أن الالوان اجتمعت يوماً وأخذ كل لون في إطراء جماله وبهائه حتي تصايحت الالوان وعلت أصواتها واضحت علي شفا خصومة وفتنة. وفجأءة شلع براق، وأرزمت السماء، وأرعدت، وانهمر المطر بغير وازع. وارتعدت فرائص الالوان من فرط الخوف وتقاربت وتحاضنت تلتمس الأمن. وهنا تحدث المطر اليها ووبخها علي طيشها ونزقها وخصومتها، وطلب منها، متي صب المطر في المستقبل، أن تتلاقى وتتعانق وتأتلف في قوس من الالوان تذكيراً لها أن الأمن في العيش بسلام.
    ماذا أراد قوس قزح ذلك اليوم ان يوحي لنا في خطونا المسيس ندعو فيه بالرحمة لقينز وقبل ساعتين من إنذار بدء الحرب العراقية التي وقعت واقعتها بالفعل؟ ماذا؟






    جامعة ميسوري: بأية حال عدت يا عنصرية؟ (2-2)
    عبدالله علي ابراهيم

    وما كل هاو للجميل بفاعل ولا كل فعّال له بمتمم (المتنبيء)

    (هذه كلمة تعود إلى 2003 كتبتها بين حادثين. الأول هو اشتراكي في موكب بجامعة ميسوري بمدينة كولمبيا يستعيد ذكرى ليولد لينول قينز الأسود الذي اختفي في ملابسات غامضة في 1939 وهو يقاتل دون حقه في دخول هذه الجامعة التي اقتصرت على البيض وقتها. وحكيت عن الموكب ومساره ورمزياته في الحلقة الماضية. وفي هذا الجزء أعرض لخاطرات عنت لي خلال مسيرة الموكب عن إنذار الرئيس بوش لصدام حسين أن يتقاعد عن الحكم وإلا غزاه. كان الموكب في الساعة الخامسة مساء ونهاية الإنذار هي السابعة مساء. ودارت الخاطرات حول المشروع الأمريكي من الغزوة وهو ديمقرطة العراق وتحديثه. وأتتابتني هواجس شعواء عن مشروعية المشروع وأنا في موكب يحتج على نقص الديمقراطية والحداثة في البلد الذي جيش الجيوش لتنزيلهما في العراق بعد أكثر من قرنين من تأسيسه).

    الموكب هو تسيس للمشي. وقد استفدت هذا التعريف من مارتن أميس، الكاتب البريطاني ابن الكاتب كنقيسلي أميس الشيوعي الذي خرج علي حزبه بعد أحداث المجر في 1956 . فقد عاب مارتن في كتابه الجديد "كوبا (اي ستالين، وكوبا اسمه الحركي) البعبع" علي الشيوعيين الروس أنهم سيسوا النوم وقد بدأ كبيرهم لينين ذلك. فقال ناقداً للينين عام 1910 لأنه وجد صعوبة في التعامل معه. وأضاف كيف يمكن للمرء ان يتعامل مع إمرء تأخذ الثورة بشغاف نفسه وعقله علي مدار ساعات اليوم الاربع وعشرين، والذي لايطرأ علي باله غير الثورة شاغل، والذي لا يحلم حين ينام بغير الثورة. تم تبعه خرتشوف الذي قال إن البلشفي يحس ببلشفيته حتي في النوم.
    والموكب تسييس للمشي بوجهين. فالموكب الماشي نفسه كتاب سياسي مفتوح يقلب صفحاته علي طول الشارع ليقرأه الناس. ومن الجهة الأخري فالمشارك في الموكب، والموكب الماشي الصامت بالذات، تستغرقه السياسه وتغلب عليه بما في ذلك سياسات ليست الأصل في الموكب. وقد وجدت نفسي في سيري الصامت أخلو إلى نفسي وأفكر في الحرب التي لا مهرب من وقوعها بعد أقل من ساعتين في ذلك اليوم. وهي حرب تحور هدفها بشكل درامي إلى تغيير نظام العراق، ووفق برنامج لم يتفق بعد علي سرعة إنجازه، بآخر قائم علي الديمقراطية ومتمتع بالحداثة. ومن زوايتي في هذا الموكب بدا لي فساد هذا المطلب في بناء الامم. فقد بدا لي الموكب نفسه شاهد إثبات علي خطل المطلب. فأهل الموكب قد استحضروا ذكري قينز الذي لم يكن بعض الأمة الأمريكية منذ ستين عاماً وهي التي تأسست منذ قرنين علي دستور صريح في خلق الناس السواسية علي صورة الرب وأمام القضاء وفي طلب السعادة الدنيوية. ولم يستحضر الطلاب السود ذكري قينز اعتباطاً بل لتعكس أكثر حسهم بأن الأمة لم تظلهم بظلها بعد. ودونك هجمة المحافظين والجمهوريين علي جامعة ميتشغان التي تنهج سياسة تمييز السود الإيجابي في القبول بكلية القانون حرصاً للحاقهم بقطار الأمة الذي فاتهم حين أوصدت تلك الكليات بابها في وجه قينز وغير قينز.
    وددت لو أن الرئيس بوش ثبت علي خطه الانتخابي الذي دعا فيه إلى أن تكف امريكا عن بناء الامم مفروشة للآخرين مما كان تفعله إدارة كلينتون. وهي الإدارة التي ركبها النازع الخيري الانساني الذي جسدته السيدة أولبرايت. وقادها ذلك إلى التدخل في نزاعات إقليمية نجحت في إطفاء نارها في حين لم تنجح بعد في الخروج من تورطها العسكري فيها علي تطاول الزمن. كما استخدمت إدارة كلينتون العقوبات الاقتصادية بإسراف لفرض مثالها الأخلاقي علي الدول. ووعد بوش بأن يراجع كل ذلك وأن يرد الولايات المتحدة إلى التواضع حيال الآخرين وتقديم خبرتها لهم بغير غرور. ووقعت احداث 9-11 . والباقي معروف.
    لو ثابر بوش علي خطته في بذل الخبرة الامريكية بتواضع لقال إن بلده لم يُبن بغير بنيه ولم يُبن أيضاً دفعة واحدة. لقد بدأت أمريكا وطناً للذكور البيض البروتستانت من ساكني الجنوب الامريكي مما جري اختصاره في عبارة (wasp ). فأمريكا لم تكن ( وماتزال بشكل ما) وطناً نهائياً للكاثوليك أو السود والأقليات عموماً أو النساء. ولم تتوطن هذه الجماعات في الوطن الا بعد لأي وكدح طويل مثل المعروف من تاريخ السود أو النساء. فلم تنل النساء حق التصويت الا في 1919 ولم يدخل السود في حساب الوطن بصورة ما إلا بعد حركة الحقوق المدنية التي قادها مارتن لوثر كنج في ستينات القرن الماضي. غير أن مما يحسب من عقل وسداد أمريكا أن دستورها بمرونته ومعانيه السامية العامة اتسع للجماعات التي أهملتها الأمة متي ما صدق عزم تلك الجماعات وصابرت في استرداد نفسها إلى الوطن الذي خلعها، ودفعت مهر حريتها ومواطنتها. فلم تقم أمريكا من أول يوم وطناً للجميع كما قد يخطر للإدارة الامريكية حالياً في سياق مشروعها المنفلت لبناء الامم نيابة عن من ضاقت بتباطؤهم في بنائها بأنفسهم. ومع ذلك لم تتأخر صفوتها الحاكمة عن "استرداف" هذه الجماعات الخالفة عن الأمة متي لم يعد يجدي التعامي والإهمال. وماتزال أمريكا،كأمة، عملاً يتخلق أي أنها "work in progress " كما يقولون.
    ولو تواضعت أمريكا بالكف عن التبرع ببناء الأمم المفروشة لتوقفت عند متاعب أؤلئك الذين لم ينجحوا في بناء دولهم علي معاني الحداثة والديقراطية. فمن الأسئلة الشاغلة للدارسين كيف أخفق المسلمون في تنزيل المشروع الحداثي الذي أقبلوا عليه منذ طرق أبوابهم بعنف فظ بعد هزائم الدولة العثمانية الباكرة وبعد حملة نابليون علي مصر في 1798. فقد شغفت الصفوة المسلمة، التي عركت الحداثة، بمعانيها وأخذت منها أخذ واثق ودعت لها دعوة تنوير تريد أن تصطحبها في تجديد حياة المسلمين. فقد روي أن رفاعة رافع الطهطاوي (1801 -1883)، الذي عاش في باريس لخمس سنوات، عاد لبلده مؤمناً بتحرير الرقيق وحقوق المرأة إيمان ممارسة لا ملاسنة. فأوقف من أطيانه 63 فداناً خصصها للإنفاق علي الارقاء الذين اشتراهم وحررهم. وجعل العصمة في الطلاق لزوجته إذا تزوج بأخري أو حتي تسرى. فهي طالقة ثلاثاً بمجرد العقد وكذلك إذا تمتع بجارية ملك يمين. وقد تزوج بعد وفاة زوجته من إحدي الجواري وأحسن إليها. وقد فاق بصنيعه في طلب الحداثة معاصره الرئيس الامريكي توماس جفرسون (1743 -1826)، الذي كان الخيال المدبر وراء صياغة الدستور الامريكي الذي قضي بأن الناس سواسية كأسنان المشط. فقد احتفظ جيفرسون برقيقه وتسري بواحدتهن هي سالي هيمنغ. وكان هذا حديث الخاصة و العامة منذ نحو سنتين بعد كشوف ل (DNA) طابقت بين دم حفدة سالي ونسل جيفرسون.
    ومن اغرب ما وقع في باب إقبال المسلمين علي الحداثة بغير عكر قرار أحمد بيه حاكم تونس (1833-1855 ) من قبل الخلافة العثمانية بالغاء الرق قبل أن ثقدم تركيا نفسها علي هذا الإلغاء. ففي 1842 أوصد البيه أبواب سوق الرقيق، وأزال الضريبة المفروضة علي التداول فيه، ومنع استيراد الرقيق أو تصديره، وأعلن أن كل من يولد في منبت رق فهو حر من تاريخه. وزاد في 1846 بأن قرر تحرير كل الرقيق في البلد. والذين تساءلوا عن دوافع البيه لهذا الموقف من الرق اعتبروا أثر موقف أوربا المحارب للرق وحضورها الكثيف القوي في دولة آل عثمان. كما اعتبروا رغبته في قراره المبادر أن يستقل بأمره عن السلطان العثماتي ما أستطاع. غير أن الدارسين ميزوه بقولهم أيضاً إن البيه شغف بالحداثة والتزم بلوازمها. وقد خاطب الببيه مجلس تونس التشريعي في 1846 قائلاً إنه قد قضي بتحرير الرقيق لما أنتهي اليه من أن اصحاب الرقيق يسومونهم الخسف الذي لا مسوغ له في الشريعة التي تجعل الحرية مطلوباً عزيزاً علي الناس، وتلزم الحاكم بتحرير الرقيق اقتداراً متي ما صح له اضطهادهم بواسطة أسيادهم. وسأل البيه أهل الزوايا الدينية أن يستخرجوا وثيقة الحرية لكل من جاء من الرقيق يطلب ذلك. ومن الطريف أن مبادرة تونس جذبت إنتباه أمريكا التي لم تكن حررت رقيقها بعد. فقد بعث قنصل أمريكا في تونس رسالة الي حسين باشا والي تونس في 1863 يسأله عن توفيق دولته في تحرير الرقيق. وجاءه الرد ينبيء بنجاح التجربة وينعى علي أمريكا تشبثها باسترقاق الناس ناصحاً القنصل أن يعلم أن تحرير الرقيق لن ينتقص من شوكة بلده وإنما يزيدها حمداً للرب الذي أسبغ عليها من فيض نعمه الكثير. وتابع الباشا قوله: "لقد بلغتم مقاماً سنياً من الحضارة لا يجمل بكم بعده أن تتمثلوا بمن غطى الله علي أبصارهم وقلوبهم وقنعوا من خير الدنيا بما علموا من سلفهم." وواصل قائلاً إن الشفقة الانسانية والمودة تقتضيكم أن تنقوا حريتكم من درن شح النفس الذي يؤذيها ويفسدها." وأظهر الوالي حزنه الشديد للحرب الأهلية التي تدور رحاها في أمريكا وقال إنها حرب تثقل علي الانسانية قاطبة. وأكد له تعاطفه المؤكد مع رقيقها البؤساء وصداقته المؤكدة لدولتها. فتأمل.
    لو وقفت أمريكا اليوم علي سبب انهيار المشروع الحداثي بين المسلمين لعلمت ما وقاها شر ما تتورط فيه الآن من انتهاك لبلدان مسلمة وقوم مسلمين. فقد تساءل باحث مثلاً لماذا استدامت الحداثة في اليابان، وكانت أخذت بها مرغمة في ظل حكم ملوك الميجي في القرن التاسع عشر، ولم تدم حداثة مصر التي تبناها الخديوي محمد علي باشا في نفس التاريخ. وأكبر الأسباب علي سداد حداثة اليابان وخيبة حداثة مصر أن اليابان ظلت متمتعة بسيادتها الوطنية بينما خضعت مصر للاستعمار البريطاني بعد احتلالها في 1882 واستمرار سيطرته علي مقاليد الأمور فيها حتي بعد أن استقلت في 1923. ويضرب الباحثون مثلاً آخراً في كيف تفسد الحداثة بالاستعمار. فقد توصل صفوة شعب الفانتي بغانا الحالية في 1867 (وهو نفس العام الذي تبنت فيه اليابان دستوراً حداثياً) إلى دستور لدولتهم مستلهم من أوربا. وهذه الصفوة كانت تأثرت بالوجود الإنجليزي التبشيري والتجاري علي شواطيء بلدهم منذ القرن السادس عشر وتعلموا علماً غربياً هداهم إلى اصطناع ذلك الدستور. وظنوا أنهم قد بلغوا أوج الحداثة والرقي. غير أن بريطانيا قررت في نحو آخر القرن التاسع عشر، وفي حمي اقتسام افريقيا بواسطة أوربا، أن تغزو الفانتي وكل شعوب غانا الحالية، وان تمدنهم وتحدثهم بالقوة الجبرية. ولم تبلغ غانا من الحداثة شيئاً مذكورا من قلامة ظفر اليابان إلى يوم الناس.
    ليس في خبرة أمريكا ولا العالم كما عرضناهما ما يفيد أن بناء الأمة هي شغل يتم بالوكالة أو يَطّرد بسرعة لم تتهيأ لها الأمة. ومن الثابت فوق ذلك كله أن هذا البناء يتم في شرط السيادة الوطنية بالغاً ما بلغ البلد المعني من السوء. فاكبر عدة بناء الوطن الخيال الطليق الذي لا يعقب عليه محتل أو مستعمر أو مشفق. وقد كتبت في حديث الاسبوع الماضي اصف كيف استصحب جيل مؤسسي امريكا طلاقة الخيال لبناء أمة كانت علي وشك أن تتفرق ايدي سبأ.
    وكان مشواري المسيس لإحياء ذكري قينز مناسبة لاسترجاع منطقة من مناطق النقص التي بقيت في بناء الأمة الأمريكية بعد قرنين من تأسيسها علي عالي خيال صفوتها المسترسل .وأفقت من تأملاتي هذه الي من نبهني الي قوس قزح الذي انتشر علي حافة السماء من علي يسارنا. واشتغل من حولي بتدوال ما يرمز اليه قوس قزح في ثقافتهم. وقال قائل إن الايرلنديين يعتقدون أنه عند طرف النهاية من القوس برمة مليئة بالذهب من وجدها اغتني حتي جنى الجنى. وقال آخر إن للهنود الحمر أسطورة ذكية عن القوس. فمن حكاياتهم في منشأ قوس قزح أن الالوان اجتمعت يوماً وأخذ كل لون في إطراء جماله وبهائه حتي تصايحت الالوان وعلت أصواتها واضحت علي شفا خصومة وفتنة. وفجأءة شلع براق، وأرزمت السماء، وأرعدت، وانهمر المطر بغير وازع. وارتعدت فرائص الالوان من فرط الخوف وتقاربت وتحاضنت تلتمس الأمن. وهنا تحدث المطر اليها ووبخها علي طيشها ونزقها وخصومتها، وطلب منها، متي صب المطر في المستقبل، أن تتلاقى وتتعانق وتأتلف في قوس من الالوان تذكيراً لها أن الأمن في العيش بسلام.
    ماذا أراد قوس قزح ذلك اليوم ان يوحي لنا في خطونا المسيس ندعو فيه بالرحمة لقينز وقبل ساعتين من إنذار بدء الحرب العراقية التي وقعت واقعتها بالفعل؟ ماذا؟














    أحدث المقالات
  • سد النهضة الأثيوبي العظيم: فرصة للتعاون واقتسام المنافع بين دول حوض النيل الثلاثة –أثيوبيا والسودان
  • من يكسب رهان التنمية: الأحزاب السياسية أم المبادرات المجتمعية؟ بقلم ندى أمين
  • دي حقارة تخلّي الزول يسِّل سكينة ضراعو! بقلم عثمان محمد حسن
  • الصورة الفظيعة.. في المحكمة! بقلم هاشم كرار
  • الما بتضوقو ايدك ما ببقا نديدك بقلم شوقي بدرى
  • الما بتقدر عليه ...... احفر ليهو .... بس قلل الحفرة بقلم هاشم محمد علي احمد
  • مصر يا أخت بلادي .. يا شقيقة بقلم بهاء جميل
  • مفاعل نووية سعودية بشرق سودان؟ا بقلم د. ابومحمد ابوآمنة
  • أبرد .. الحـساب ولـد بعدين ! . ( 1 / 3 ) . بقلم . أ . أنـس كـوكـو
  • الحوار وما ادراك ما الحوار والكرسى الدوار
  • إجهاض مقترح الحكومة الإنتقالية.. لماذا؟ بقلم نور الدين محمد عثمان نور الدين
  • القيادة المكلفة في الحركة الشعبية تختبئ وراء أقلام كلابها الضالة...
  • هؤلاء عرفتهم ! مصطفى أبو العزائم مبدع صحفى بشر كلا لا وزر !
  • دفيء غيرك بقلم الفاتح جبرا
  • تايه بين القوم : الشيخ الحسين....... بلاتر والترابي وحسين خوجلي. وجون هاوارد
  • الشاعر الروسي أليكسندر كبانوف Alexander Kabanov
  • حملة النظام السوداني وتنظيمه الدولي ضد مصر
  • ازمة الجالية السودانية بمصر - وقصة توم وجيرى !!!!
  • إبحثوا عن بٶرة التطرف الديني و الارهاب بقلم يحيى حميد صابر
  • كيف يعمل الجهاز السري لحماية النائب الأول للرئيس بقلم جمال السراج
  • طحن الحقائق..!! بقلم الطاهر ساتي
  • يرحمك يا (ريس)! بقلم صلاح الدين عووضة
  • ولكن قميصهم قد من دبر..!! بقلم عبدالباقي الظافر
  • كفانا هواناً أمام مصر ! بقلم الطيب مصطفى
  • الأطباء والخيّرون والصحة
  • العلاقة بين مصر والسودان إلي اين..؟
  • المعارضة و الحكومة والشعب..
  • القهـر تحت ظِل العلاقات الازليه !!
  • تائه بين القوم/ الشيخ الحسين/ أجندة التلفزيون الأسترالي
  • التربيه والتعليم فى ولاية شمال كردفان .... حالة موت إكلينكى فى إنتظار رصاصة الرحمه
  • الانتفاضة الثالثة انتفاضة الكرامة (36) أهلاً بكم وسهلاً في فلسطين
  • آية الله أبو الطين


  • بيان مبادرة المجتمع المدني حول سدود دال وكبجار والشريك
  • بيان مهم من المكتب السياسى-الحزب القومى السودانى
  • تصريحات رئيس التجمع العالمي لنشطاء السودان حول الهجمات الإرهابية على العاصمة الفرنسية باريس
  • برلمانيون يطالبون بمحاكمات علنية للمتورطين في أحداث سبتمبر
  • سكان الجريف شرق يبدأون إعتصامهم من جديد
  • الحكومة تهدد باتخاذ الإجراءات اللازمة لحفظ كرامة السودانيين بمصر
  • وزير العدل: 176 مقبوض عليهم لدى جهاز الأمن بتهم التهريب وتجارة البشر

  • Khartoum calls on Egypt to investigate abuse of Sudanese people
  • Hassabo Calls on People of Darfur to Mobilize Energies for Rehabilitation in South Darfur State
  • Sudanese man at risk of court-ordered amputation of right hand for theft after unfair trial
  • Unicef reports children starving in eastern Sudan
  • Bakri and Musa Discuss Number of Important Issues
  • Five eastern Sudanese kidnapped by Ethiopian gunmen
  • Headlines of Khartoum Newspapers on Nov 17























  •                   


    [رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

    تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
    at FaceBook




    احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
    اراء حرة و مقالات
    Latest Posts in English Forum
    Articles and Views
    اخر المواضيع فى المنبر العام
    News and Press Releases
    اخبار و بيانات



    فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
    الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
    لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
    About Us
    Contact Us
    About Sudanese Online
    اخبار و بيانات
    اراء حرة و مقالات
    صور سودانيزاونلاين
    فيديوهات سودانيزاونلاين
    ويكيبيديا سودانيز اون لاين
    منتديات سودانيزاونلاين
    News and Press Releases
    Articles and Views
    SudaneseOnline Images
    Sudanese Online Videos
    Sudanese Online Wikipedia
    Sudanese Online Forums
    If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

    © 2014 SudaneseOnline.com

    Software Version 1.3.0 © 2N-com.de