في يناير 2102 كان نائب وزير الخارجية الاسرائيلي يضع في مخيلته عدداً من التصورات قبل لقائه مع السفير التركي ..كان الوزير ينتظر إعتذارا تركياً عن عمل درامي تركي أظهر عملاء الموساد الاسرائيلي باعتبارهم أشراراً..ولكن لقاء التوبيخ انتهى إلى أزمة جديدة كلفت اسرائيل الكثير.. في تلك الجلسة غاب العلم التركي كما اجلس السفير التركي على كرسي منخفض كناية عن الغطرسة الإسرائيلية ..تركيا ردت بعنف وهددت بقطع العلاقات الدبلوماسية ..بذلت تل أبيب الكثير حتى ترضى عنها أنقرة وتقبل بالاعتذار. أمس الأول قرأت تصريحات لمعتمد محلية الخرطوم الفريق أحمد أبو شنب نقلتها الزميلة اليوم التالي ..تصريحات الفريق أبو شنب كانت في الشأن الدبلوماسي ..المعتمد اجتمع بسفيري أثيوبيا وأريتريا المعتمدين بالخرطوم، ليبلغهم احتجاج حكومته على إرتداء أبناء جالياتهم (البرمودا) في شوارع الخرطوم..كما أحاطهم المعتمد علماً بأن أبناء بلديهما المقيمين بمحلية الخرطوم ممنوعين من قيادة (الركشة) في شوارع المحلية . في البداية أين وزارة الخارجية مما يقوم معتمد الخرطوم ..وكيف يجتمع المعتمد بسفراء أجانب ليبلغهم بقرارات بغض النظر عن منطقها هي من صميم عمل وزارة الخارجية السودانية ..هنالك أعراف وتقاليد تحيط بالعمل الدبلوماسي، وتحدد المستويات التي تتصل بالممثليات الأجنبية ..لهذا تجد السيارات التي تعمل في خدمة البعثات الدبلوماسية تحمل لوحات خاصة.. حتى مقار السفارات تعتبر أراضي تتمتع بخصوصية تكاد تخرجها من سيادة الدولة المستضيفة...كل هذه تعتبر بمثابة محاذير في التعامل الدبلوماسي. الناحية الأخرى كيف يتجرأ معتمد ليتهم أبناء جالية محددة بانهم يلبسون زياً فاضحاً أو غير لائق..صحيح أن سياسة الدولة المعنية تلزم الرعايا الأجانب باحترام أعراف وتقاليد البلد المستضيف ..ولكن أن ينتقي السيد المعتمد دول ويستدعي سفراءها هذا يدخل في خانة عدم اللباقة الدبلوماسية ..إن كان لمعتمد الخرطوم ملاحظات عن مظهر أو سلوك الأجانب عليه أن يتواصل مع وزارة الخارجية ويتم إرسال تعميم لكل البعثات الدبلوماسية . في تقديري .. إن الفريق أحمد أبو شنب معتمد الخرطوم كغيره من المسؤولين يلعب خارج ملعبه.. الخرطوم الآن عبارة عن مدينة متسخة يخشى الأجانب زيارتها..معظم الأحياء الفخمة تحولت إلى أوكار للجريمة .. في أطراف المحلية الجنوبية يتم بيع الخمور وينشط السكن العشوائي من جديد.. كل ذلك والمعتمد الهمام يضع أجندة لا علاقة لها بهموم المواطنين في محليته..سكان الخرطوم يحلمون بمدينة نظيفة وشوارع غير مكتظة وأسواق منظمة ..فيما المعتمد مهتم بحكاية (البرمودا) التي يرتديها السودانيون وغيرهم من الشباب. بصراحة .. وصلت ليقين تام ان معظم مسؤولينا يجهلون تفويضهم الإداري.. بالإمكان أن تجد مؤسسة واحدة متداخلة في عملها مع عدد آخر من المؤسسات..من الأفضل أن ينتظم كبار المسؤولين في دورات تأهيلية قصيرة قبل مباشرة أعمالهم حتى لا تحدث مثل هذه الكوارث.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة