الأحداث التى جرت أول امس فى جنوب السودان والتى غطت على موضوع الأسرى والذى كان نجما على الساحة الاعلامية الرسمية والأخرى الاكثر حرية ورحابة الاعلام الالكترونى ومجموعات الواتساب والفيس بوك وغيره والذى بالتأكيد لن تستطيع الحكومة السيطرة عليه رغم انها تعيش داخله وتعلم ما يدور فيه. الأحداث كانت بمدينة واو وسببه انفلات أمنى تسببت فيه قوات الجيش والشرطة!!! حيث قاموا بنهب كل الممتلكات التجارية وذلك بسبب عدم صرف مرتباتهم لمدة أربعة أشهر او يزيد،والجيد فى الأمر هو تصرف الجيش والشرطة داخل مدينة واو هو دفع المواطنين الى سكنات الأمم المتحدة لحمايتهم من تفلتهم!!! وبعده قاموا بكسر المحلات التجارية وكل هذا الأمر تم من قبل الجيش والشرطة داخل المدينة وليس هناك أى تدخل خارجى كما وردنا من مصادرنا..ومدينة جوبا أمنه ليس بها اى شىء ،عكس الصور والأخبار التى تم تناقلها فى مجموعات الاعلام الحر. فى مقالات سابقة أنتقدنا الحركة الشعبية كثير وأشرنا لأخذها كثير من السوالب التى رأتها من شريكها المؤتمر الوطنى خلال فترة الزواج النيفاشى والذى أدى فى ختامه لانفصال الجنوب،والذى ذهب للحركة الشعبية والتى تمنينا لها النجاح حنى تكون نموذجا ينفعنا حتى فى السودان الشمالى ،وهذا لايتأتى الا باقامة دولة القانون والتى كنا نأمل فيها أن تكون تطبيقا لمشروع الشهيد (جون قرنق) الاأنه للأسف تقمصت الحركة الشعبية فى الجنوب دور المؤتمر الوطنى فى الشمال وجعلت من نفسها هى الوريث الشرعى للسلطة والثروة ولم تستفد من المصائب التى جرتها الولاءات لدولة الشمال،الحركة الشعبية بدلا من اقامة دولة القانون والمؤسسات والديمقراطية والعدالة والمساواة التى كانت شعارها ابان النضال تناست كل ذلك فى سكرة السلطة والثروة. الخبر مفاده ان أوباما فى طريقه لرفع العقوبات عن دولة الشمال حتى تستوعب اللاجئين من دولة الجنوب الخ الخبر المتداول النجم الصاعد فى المجموعات المفتوحه!!! الكثيرين تفاعلوا معه وهذا ان دل على شىء انما يدل على أننا لازلنا نتعاطى عاطفيا مع مشاكلنا وواقعنا فأوباما ليس من حقه ان يرفع العقوبات فأمريكا ليست السودان هذه القرارات تعود لمؤسسسات هى التى وقعتها وهى التى تملك حق رفعها وليس أوباما ولا اى كان. دولة الجنوب قامت وأصبحت فليس من المعقول فجأة تقرر أمريكا ازالتها أو الغائها ستبقى بكل عسراتها وأخطائها حتى تقف على قدميه فليس من السهل هدم دولة مهما كانت الظروف وعلى الذين يتفاعلون بالظواهر ان يحكموا عقولهم قبل عواطفهم. الحركة الشعبية اذا أرادت ان تخرج بالجنوب الى بر الأمان وتوقف ما يجرى فيها ليس امامها سوى اقامة دولة القانون والعدل والمساواة والحرية والتخلص من دولة القبيلة والعشيرة والولاء ولكم عبرة فى شمال السودان والذى بدونكم لن يكون وبدونه لن تكونوا ..امامكم فرصة لتقديم النموذج فأحسنوها. عبد الغفار المهدى [email protected] .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة