إما أن يكون الحوار متكافئاً و جاداً.. أو استمرار النزيف..! و على ( نداء السودان) ألا يرقص على جسد الأمل المحتضر.. مع تعاظم روائح الفساد بنتانة تجتاح الأجواء مع كل شروق شمس!
نحن مع الرأي القائل أن لجنة 7+7 جزء لا يتجزأ من النظام.. و أن على نداء السودان ألا ينجر إلى الاجتماع التحضيري إلا مع من يمكنهم أن يمثلوا النظام تمثيلاً حقيقياً، و بتفويض كامل، دون الاضطرار إلى القيام برحلات مكوكية بين الخرطوم و مكان الحوار في أديس أبابا أو غيرها خارج السودان.. رحلات الغرض منها أخذ الرأي و المشورة من الخرطوم.. فالبشير قد يرفض ما يتمخض عنه الحوار متى ( حفَّت) له، و اتفاق ( نافع- عقار) ما زال علامة بارزة في سلسلة نكص النظام للعهود و المواثيق.. و لا يخفى علينا أن نفوذ نافع، حين اتفق مع عقار في ( اتفاق نافع/عقار)، كان نفوذ ( فارس) من فرسان النظام الذين ينطلقون من مركز سلطة و سطوة لا تضارعان.. أما إبراهيم محمود فلا يُعد، عند الصيدِ، ( في الفرسان) داخل النظام.. إنه مجرد ديكور يظهِر وجهاً من شرق السودان للتمويه و التأكيد على شمولية العدل في توزيع السلطة على جهاتِ السودان الأربع..
و تقول حركة العدل و المساواة:- ".... حال موافقة الطرف الاخر علي عقد المؤتمر التحضيري الجامع لتحديد اجندة الحوار وآلياته وكيفية ادارته ورسم الضوابط الضامنة لتنفيذ مخرجاته والتداول حول مطلوبات تهيئة المناخ لا نمانع النظر في توصيات حوار المؤتمر الوطني بغية البناء علي ما يتم التوافق حوله"..
و نتمنى أن يكون هذا هو رأي جميع قوى نداء السودان، على الرغم من ثقل ضغوط الدول ذات الثقل في الأمم المتحدة على المعارضة.. و أمريكا على رأس المتنفذين.. و السفير الأمريكي في أديس أبابا هو رأس الرمح في طعن تطلعات و آمال الشعب السوداني.. و لا تفوتنا ممالأة ثابو أمبيكي الواضحة للنظام..
إذن، لا تندهش و أنت تستمع إلى المهندس/ إبراهيم محمود- مساعد رئيس الجمهورية- يتحدث عن توقيع المعارضة على خارطة الطريق قائلاً :- "... هم عندهم استعداد ( للتوقيع) ونحن سنشجعهم في هذا الطريق ليوقعوا!"
هذا ما قال من عليائه عن مجموعة ( نداء السودان) و في ذهنه بضعة شحاذين فاقدي الحيلة، حاملين ( القرعة)، يطرقون باب المؤتمر الوطني في انكسار.. و أيم الله، إنها ثقة القادر على العطاء دون أن يخسر شيئاً ذي بال، و هل حدث أن خسر المؤتمر الوطني شيئاً في أيٍّ من الاتفاقات التي أبرمها مع خصومه؟! جميع خصومه خسروا و بلعوا خيباتهم لأنهم، قبل التوقيع، لم يحسبوا حساباً دقيقاً لشراك العنكبوت عند المنعطفات الحاسمة.. فكان أن قويت شوكة النظام و ازداد تنمراً عقب كل اتفاق أبرمه دون أن يحتاط الخصوم للأمر بضمانات كافية..
و من رأينا ألا يمثل أحزاب نداء السودان برؤساء تلك الأحزاب.. بل بالمعادل التَراتُبي داخل تلك الأحزاب لمكانة ابراهيم محمود داخل المؤتمر الوطني.. فلا يعقل، مثلاً، أن يفاوض شخصٌ في مكانة الامام/ الصادق المهدي شخصاً في مكانة ابراهيم محمود.. هذا لا يجوز بكل المقاييس..
المعلوم أن المؤتمر الوطني شديد التذاكي.. يتسلق على أكتاف الظروف بكل ما لديه من انتهازية متأصلة.. و يركب جياد التغييرات التي تحدثها العوامل القاهرة، محلية كانت أو خارجية.. و ما الهرولة إلى ( عاصفة الحزم) إلا علامة من علامات انتهازيته المفرطة.. كسب من ورائها دول الخليج و بعض الدول الغربية.. و لن يعدم أمثال تلك الفرص يوماً ما إذا لم يتم ضبط العمل السياسي و التنفيذي لمسيرة السودان المبتغاة بشكل دقيق..
و نشهد النظام يستخدم ، هذه الأيام، أسلوب تزييف الوعي المجتمعي بين قطاع كبير من المترددين الباحثين عن السلام بأي ثمن.. سلام، أي سلامٍ، و السلام عليكم! و المترددون لا يرون أبعد من اللحظة التي هم فيها.. فلا يتبصرون ما يخبئه الغد من مطبات تتواتر و البلد تنجرف إلى هاوية بلا قرار..!
إن سوء الخاتمة يتسارع في طريقه إلى ( بيت العنكبوت)، و مهما حاول النظام تعديل و تحويل مجريات الواقع بالحوار و الاتفاقات.. و مهما سعى لبرمجة الحياة السياسية عبر حوارات كذوبة بما يضمن له البقاء في الحكم بلا منافس.. و مهما خطط ل( شراكات ذكية) مع التابعين و توابعهم ليكون هو المتبوع في كل الميادين.. مهما فعل، لن ينجو من سوء الخاتمة، هذا ما أقول لكم ملءَ دعوات ملايين المظلومين، داخل و خارج السودان، و صراخ الأطفال الموؤودين بلا ذنب في دارفور و جبال النوبة و النيل الأزرق.. دعوات تزيدها تزاحماً خطايا الجنجويد في كل السودان.. دعوات تتزاحم في الطريق إلى السماء بلا حجاب!
و لا نامت أعين المرجفين و المترددين و د. أحمد بلال الناطق الرسمي باسم النظام و أتباعه من نافخي الكير في الاعلام المزيف!
و هكذا تواصل تدمير الاقتصاد بوتيرة لا تجدي معها بعض الاصلاحات ضعيفة الأثر.. و توالت بذاءات و تعالى د. نافع و بقية الشلة التي كانت تقف معنا في صف البيرسري بالجامعة.. تعالوا في البنيان بشكل يخجل الشرفاء.. و ازدهرت الانهيارات في البنى الاجتماعية و السياسية.. و تتعالى فئة قليلة مميزة من المتأسلمين و من في فلكهم.. فئة قليلة تدير دفة الحياة في السودان بالمقلوب بعد أن سخَّرت كل إمكانات البلد للتنمية المستدامة لها و لأبنائها و أبناء أبنائها إلى ( مئات السنوات القادمات).. و في مخططهم، قبل و بعد الحوار المسخرة، وضع مطبات تحول دون أي سؤال عن من أين لك السلطة.. الثروة.. الجاه!
كلها لم تأتِ بمجهودات مشروعة.. كلها مغتصبة.. كلها.. كلها.. كلها مسروقة!
أيتها المعارضة الحذر، كل الحذر من دخول ( بيت العنكبوت)..!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة