*علمني المنطق أن أُعلي من شأن العقل - ما استطعت- وأنقص من قدر العاطفة.. *والسياسة - بالذات- لا مجال فيها للعواطف إلا في حدودها الأدنى تجاه الأقربين.. *وكمثال على ذلك رفض عبد الناصر خوض حرب مع السودان بسبب حلايب.. *لقد فعل ذلك بعد أن رأى إصرار عبد الله خليل على الدفاع عنها رفضاً لـ(الحقارة).. *والآن حين أنادي بمزيد من (الفصل) فما ذاك إلا انطلاقاً من منصة العقلانية.. *فبعض قبائل (الحوش الكبير) من طبيعتها الاقتتال حتى ضد بعضها البعض.. *بمعنى أنها لا تقاتل المركز - وحسب- وإنما تتصارع فيما بينها بقوة (السلاح).. *وحمل السلاح- إلى حد القتل الجماعي- أمر لا تألفه قبائل السودان الأخرى.. *وإن كانت الحجة هي (التهميش) فما من جماعة تفوق نوبيِّي الشمال تهميشاً.. *وفوق ذلك تتعرض نخيلهم إلى (مؤامرة) الحريق يوماً إثر يوم لسنوات عدة.. *بل إن السودانيين جميعاً مهمشون الآن عدا (قلة) تستأثر بكل شيء.. *ولا أتحدث هنا من منطلق عنصرية عروبية بما أنني من قوم ليسوا عرباً أصلاً.. *ولكن - وبكل الصدق- لقد طفح الكيل إزاء (حركات) لا هم لها سوى الحروب.. *وليتها كانت حروباً من أجل تنمية تحظى بها مناطقهم التي يقولون أنها مهمشة.. *إنها حروب هدفها أن (يحظى) قادة الحركات هذه بالجاه والمال والمناصب.. *فإن استأثر البعض بالنصيب الأكبر (انشق) آخرون ليعلنوا ميلاد (حركة) جديدة.. *وهكذا تتناسل الحركات من داخل رحمها - وتتكاثر- إلى ما لا نهاية.. *ويكفي أن نقرأ الخبر العبثي هذا- بـ(الصيحة)- لنقف على مدى صحة الذي نقول.. *فقد أُعلن البارحة عن انضمام (31) حركة مسلحة (جديدة) إلى الحوار الوطني.. *طيب ما هو العدد الكلي للحركات القديمة والجديدة والمنشقة و(المتوالية)؟.. *ثم بعد ذلك يطالب مجلس الأمن بإجراء مفاوضات مع الحركات هذه دون شروط.. *وكأنما الشعب (المنهك) لم تعد لديه شروطه الخاصة به هو أيضاً.. *وأهم شرط هو (كفاية لحد هنا وبلا يوناميد بلا مبيكي بلا مجلس أمن بلا كلام فارغ).. *فلنمنح الحركات هذه أرضاً تمارس عليها (هواية) القتال كما أهل الجنوب الآن.. *ويكفينا نحن حوش صغير (خالي كداميل !!!)
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة