لقد ظل موضوع تقدم الرئيس السوداني بطلب الحصول علي فيزا الدخول للولايات المتحدة الامريكية من عدمه موضوع للنقاش علي الرغم من ردود الفعل الاعلامية الواسعة علي الخبر في الصحافة العالمية, ولكن جاء في خبر منسوب لشخص يدعي "البشير ابي عزالدين" السكرتيرالصحفي للرئيس السودان انه قد تقدم بالفعل بهذا الطلب مع مجموعة اخري, مما يعني ان الجميع علي موعد مع حرب استنزاف اعلامية وسياسية واسعة ستستمر حتي موعد انعقاد الجمعية العامة للامم المتحدة سيكون اطرافها النظام السوداني وخصومة السودانيين المنتشرين داخل البلاد وخارجها, الي جانب المنظمات الدولية ذات الصلة بقضايا السودان في ظل مناخ مشحون بالازمات الداخلية مالم يستجد امر اخر او تتراجع السلطات السودانية عن نيه الرئيس البشيرالسفر الي هناك, او صدور رد فعل امريكي رسمي يوضح موقفهم من زيارة الرئيس السوداني. ولكن زيارة العاصمة الامريكية واشنطون امر يختلف كثيرا عن السفر الي جوهانسبرج وكمبالا وبعض عواصم الجوار العربي والافريقي, ولاتزال في الذاكرة مشهد المرمطة التي تعرض لها نفرمن الاعيان وشيوخ الادارة الاهلية السودانية في العاصمة الامريكية من الذين تم الزج بهم ضمن عملية علاقات عامة تعتبر قمة في السذاجه والجهل بمجريات الامور وخارطة العلاقات الدولية للسودان الراهن بعد مضي اكثر من ربع قرن من الفشل والتخبط والعشوائية في ادارة الدولة السودانية بطريقة ليس لها مثيل في تاريخ السودان المعاصر حتي في ظل الديكتاتوريات التقليدية والانظمة العسكرية وشبه العسكرية التي مرت علي السودان. لن ينمحي من الذاكرة مشهد كبارالسن من شيوخ الادارة الاهلية الذين تم الزج بهم بواسطة بعض عباقرة "العلاقات العامة" "والطهاة الرسميين" في تلك المتاهة وجعلهم فريسة لهتافات معادية شقت عنان السماء واصبح بعضهم يصطدم بالبعض الاخر واخرون يستندون علي العصي وهم يسيرون بصعوبة مما استدعي تدخل بعض رجال الحراسة في حدائق البيت الابيض الامريكي الذين تعاطفوا معهم واعانوهم علي السيروعلي تجنب الهتافات وردود الفعل الغاضبة ما استطاعوا الي ذلك سبيلا. الرئيس السوداني عمر البشير يميل الي "جعلنه" مشاكله المزمنة والمعقدة والعميقة عبر خطاب هتافي تتخلله مشاهدة "العرضة" في غير زمانها ومكانها والاستنجاد بسيرة السلف الراحل الكرام والابطال الوطنيين الذين ذادوا عن حمي البلاد ودافعوا عن سيادتها الوطنية بالحق بطريقة لاتنطبق علي الوضع الراهن في سودان اليوم وذلك لايعني بكل تاكيد ان اوكامبوا "قضيتو اقلم من ملينة" كما تفضل بذلك عمنا الحبيب وفاكهة قاهرة التسعينات وصحافة ودوواين المعارضة انذاك الصديق ايضا السراحمد قدور في قصيدته التي تغنت بها المطربة الشعبية "ستونا" دعما للرئيس البشير في قضيته ضد المحكمة الجنائية الدولية والقصد هو ان قضية اوكامبو اقل من "مليم" تلك الوحدة النقدية الحديدية خالدة الذكر في سودان مابعد الاستقلال . قضية اوكامبوا علي ارض الواقع ليست كما تفضل الحبيب السر قدوروالمغنية "ستونا" لانها تسببت في شلل نسبي لحركة الدولة السودانية علي كل الاصعدة وجعلت كل قضاياه واحلام شعبه في حياة حرة كريمة مع وقف التنفيذ بل تسببت في شل حركة رئيس البلد المفترض وجعلت كل خطوة يخطوها خارج بلادة محط انظارالعالم واجهزه اعلامه وحدثا ينافس نهائيات كأس العالم في الاهمية. الوضع السياسي الراهن لن يعالج باستعراض القوة والاناشيد الهتافية ومسكنات العلاقات العامة وقد ينتهي الامر بانفجارعشوائي يقضي علي الاخضر واليابس ويسجل سابقة جديدة لايريدها عاقل والموقف يستدعي من الرئيس البشير اذا رغب ان يرتدي بذلته العسكرية مرة اخري ويذهب هذه المرة الي مكان معلوم ومعروف يخاطب منه الشعب السوداني ويشكل حكومة تكنوقراط وطني تشرف علي اعادة بناء مؤسسات الحكم والدولة القومية في حضورممثلين حقيقيين للقوي السياسية والوطنية والاجتماعية السودانية وليس مجرد ديكور من اصحاب المصالح من الراغبين في الاستوزار والتعالي في البينان الي حين معلوم في المسلسل المستمر علي طريقة "دخلت نمله" وخرجت اخري حتي ياتي الدور علي اخرين في ظل مشاريع التسويات الانقاذية المملة وذلك من اجل انقاذ مايمكن انقاذه .
رابط له صله:
من ارشيف الاحداث والتطورات السودانية و مشهد مؤلم لبعض كبار السن من رجال الادارة الاهلية السودانية وبعضهم يسير بصعوبة بالغة بطريقة صعبت علي افراد الحراسة الامريكيين الذين تعاطفوا معهم وحاولوا مساعدتهم في السير والخروج من دائرة الاحتجاجات التي اصابتهم بالحيرة والارتباك بعد ان زج بهم في هذه العملية التي ليس لهم بها قدرة او علم بواسطة احد اليات العلاقات العامة التي ظلت تبيع الوهم لحكام الخرطوم المحتارين عبر سنين طويلة واذا كان هذا ماحدث لهولاء النفرالغير معروفين علي الاصعدة المحلية والدولية فكيف سيكون الموقف اذا حدثت معجزة وسافر البشير شخصيا الي الولايات المتحدة الامريكية سيكون هناك اكثر من سيناريو متوقع ومرتقب في زيارة تقول كل المعطيات انها لن تتم . sudandailypress.net
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة