*إن مرض مسؤولونا هُرعوا بصحتهم لتركيا.. *وإن أرادوا الاستجمام هربوا بإجازتهم إلى تركيا.. *وإن حدثت محاولة انقلاب هناك سارعوا ببياناتهم إلى دعم ديمقراطية تركيا.. *وإن أحبوا ضرب مثل بالتطور هرولوا بحديثهم إلى تركيا.. *ثم ولا واحد منهم يسأل نفسه : (طيب ليه؟).. *لماذا تتقدم تركيا بسرعة الصاروخ ونتأخر نحن بالسرعة ذاتها؟.. *لماذا ولجت تركيا عالم الحضارة وخرجنا منه نحن؟.. *لماذا (توطن) عندهم العلاج بالدخل و(توطنت) لدينا ثقافة الاستطباب بالخارج؟.. *لماذا يعملون هم بروح الدين ونزايد نحن بشعاراته؟.. *لماذا يزاحمون الغرب في تقارير الشفافية العالمية ونزاحم نحن الصومال؟.. *لماذا ينجزون ولا يتكلمون و نتكلم نحن ولا ننجز؟.. *لماذا المسؤول عندهم (يتفرغ) لعمله وعندنا (يتفرق) همه بين أعماله الخاصة؟.. *لا أحد منهم يواجه نفسه بهذه الأسئلة قطعاً.. *فقط يفاخرون بتركيا الآن كتفاخرهم بماليزيا حيناً.. *ومصدر هذا التباهي أن هاتين الدولتين يحكمهما إسلاميون مثلهم.. *ولكن لماذا ينجح الإسلاميون هناك ويفشلون هنا؟.. *ذلك لأن القضية ليست قضية مسلم ومتأسلم وإسلامي.. *وإنما قضية عدل وحرية ومساواة و(استقامة).. *وهذه لا تتوافر إلا في ظل نظام ديمقراطي (حقيقي) يفصل بين السلطات.. *فمتى وُجد هذا النظام فما من مسؤول يستطيع أن يفسد.. *فإن فعل فالبرلمان له بالمرصاد؛ والصحافة وقوانين الثراء الحرام.. *ولا تعصمه عن ذلك (حصانة) ولا لافتة (ممنوع النشر).. *ولا يُفاجأ الناس بعملات حرة في بيوت المسؤولين (يكتشفها) حرامي.. *ولا يحابي المسؤول أهل بيته وعشيرته وقبيلته.. *ولا (يبعزق) مال الدولة في مهرجانات واحتفالات وأثاثات وفارهات.. *قارن بين (ضمير المسؤول) هناك وهنا.. *تجده في كل من ماليزيا وتركيا حاضراً بشدة، وهنا (خرج ولم يعد).. *وقارن بين عدد المسؤولين عندهم وعندنا.. *تجد ما عندهم من وزراء وولاة ومستشارين ومعتمدين (ربع) ما عندنا.. *قارن بين جدل الإنجاز والكلام لديهم ولدينا.. *تجد لا مسؤول لديهم يتكلم إلا بعد أن ينجز، ولدينا يتكلم عن إنجاز (على الورق).. *ثم يتكلم فرِحاً بإنجازات تركيا وكأنها تخصه هو.. *بل ولا يستحي من أن تركيا حلت جميع مشاكلها ونحن ما زلنا في مشكلة (النفايات).. *وتبقى مشكلتنا الكبرى في عقليتنا السياسية الحاكمة.. *فلا يعقل بعد (30) عاماً من ثورة التعليم نفكر في الرجوع لمناهج ما قبل (الثورة).. *وبعد (30) عاماً من الثورة الزراعية نقبل (صدقات) الذرة.. *وبعد(30) عاماً من ثورة توطين العلاج بالداخل نتعالج في الخارج.. *ونفلح فقط في (توطين الفشل !!!). assayha
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة