ربنا يكون في العون... قدر هذا الجيل من الصحفيين الذين يتعاملون مع اوضاع السودان داخل البلاد انهم يعملون في واقع بالغ التعقيد... ويتعرضون الي انواع متعددة من التهديد المبطن والابتزاز ليس علي صعيد الامور التي يكتنفها بعض التعقيد مثل الافتاء او الاراء في امور ذات صلة بالدين ومعتقدات الناس وانما علي صعيد قضايا اخري لها صلة بنشاط مراكز القوة ودوائر النفوذ الاقتصادي مثل ملفات الاراضي والتعدين الغير مشروع في الذهب والجرائم الاقتصادية المنظمة التي انتشرت انتشار النار في الهشيم. لم يعرف السودان من قبل هذا النوع والنمط من الجرائم اذا استثنينا حادثة الاختطاف والاخفاء الابدي المتعمد للصحفي محمد مكي الذي نقل من عاصمة عربية الي الخرطوم بداية السبعينات وانقطعت اخباره حتي اليوم... لقد اسعدتنا الاقدار بالعمل داخل السودان قبل انقلاب اولياء الانقاذ الصالحين في مناخات يحف بها السلام والامان حتي في ذروة الخصام بسبب تغطية قضايا ذات صلة بنقص الخدمات او فساد تقليدي غير منظم اذا جاز التعبير والفساد هو الفساد ولكن شتان بين الامس واليوم. لم تسجل فترة الديمقراطية الاخيرة في السودان تهديد مباشر او غير مباشر لحياة الصحفيين ولكن نالنا نصيب من العملية من غزوات متواضعة استخدمت فيها العصي قاد احدهما علي سبيل المثال الاستاذ "تيتاوي" له التحية والتقدير احتجاجا علي بضع كلمات صدرت في حقه من الراحل المقيم الزميل وديع خوجلي بمباني صحيفة صوت الشارع مما ترتب عليه خروج تظاهرة فورية مضادة تضامنا مع وديع المشاغب البديع شاركت فيه الصحف الرياضية المجاورة في عمارة ابو العلاء.. الي جانب ذلك اندلعت خلافات معروفة انتهت بمجالس للاجاويد والوساطة اشهرهما الخلاف بين وزير الداخلية السيد سيد احمد الحسين وخالد فرح مالك صحفية السياسة الي جانب مشاغابات الراحل سيد خليفة مع صحيفة الوان وبعض الوسائط الاعلامية التابعة للجبهة الاسلامية التي استهدفته بطرق مختلفة فتصدي لها وحده عن طريق صحيفة الوطن التي فجرت بدورها ملفات في غاية الخطورة استهدفت الاسلاميين ومؤسساتهم ورموزهم حتي خرجوا بتظاهرة شهيرة من مسجد الجامعة ضد سيد احمد خليفة الذي كان يمارس حق الدفاع المشروع في معركة لم يكن فيها هو البادي او المعتدي تغمده الله بواسع رحمته ذلك الرجل العصامي المكافح وخفيف الظل والروح. انقضت تلك الفترة بخيرها وشرها ولم تترتب عليها خسائر مباشرة او غير مباشرة او تهديد للارواح. اطلت فترة الانقاذ ومعها نمط جديد من الاختلافات والقضايا والعدوان والعدوان المضاد والقتل وقطع الرؤوس ولاتزال الساقية تدور ونسأل الله السلامة للناس والبلاد علي امل الخروج باقل خسائر في ظل واقع تحيط به المخاوف والمخاطر والتعقيد الخطير للاوضاع. sudandailypress.net
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة