اكاد ان لا اصدق التحول الذى طرأ على جبال النوبة خلال الاسابيع الماضية , لا سابقة له فى تاريخ جبال النوبة الحديث, انه للعهد جديد. تكاد ان لا تسعنى الارض من السعادة . عندما بلغنى نباء تولى مجلس تحرير جبال النوبة القيادة, يا له من شعور عظيم. لم اتخيل انه سياتى ذلك اليوم الذى طال انتظاره سنين طويلا, لقد كتبت عشرات وعشرات المقالات منذ ان اندلعت الحرب الثانية مباشراً محرضاً ومستنفراً انباء النوبة منسوبى الحركة الشعبية بان يتولوا القيادة بدلاً عن المجرمين الانتهازين المتسلقين امثال ياسر عرمان الذى وظف شعب جبال النوبة وقوداً وادأة للحرب للخدمة مصالحه واهدافه وطموحاته السياسية. اقول للشعب جبال النوبة بملؤ الفم ان الحرب قد انتهت وان السلام فى طريقه الى جبال النوبة افردوا اجنحتكم للمعانقة السلام بعد سنين المعاناة الطويلة من الدمار والخراب والجوع والقتل والتشريد باسم مشروع السودان الجديد. لم اكن الوحيد من ابناء وبنات شعب جبال النوبة الذى كتب محرضاً ومستنفراً ابناء النوبة بل هناك الكثيرين امثال ادم جمال احمد من استراليا الذى كادت كتابته ومقالاته تستنطق الحجر فى التحريض والاستنفار والتنوير بالاخص منسوبى الحركة الشعبية. الان قد تحقق الذى سعينا وراءه سعياً حثيثاً, ها هى ثمارة تقطف اليوم. فاما عن المعلومات التى وردت الينا من منظمات حقوق الانسان العالمية ومن وزراة الخارجية البريطانية ان الترتيبات الامنية على الابواب من اجل وقف الحرب نهائياً والسماح بدخول مواد الاغاثة الى المحتاجين فى جبال النوبة وعودة اللاجئين وتقديم المساعدات الضروية والعاجلة لهم. فان الذى يريده المجتمع العالمى تعاون مجلس تحرير جبال النوبة للارساء دعائم السلام والامن والاستقرار والحفاظ على وقف اطلق النار السارى المفعول وعدم المساس به. الوفود الاوروبية والولايات المتحدة الاميركية المشرفة والمتابعة للسير الاوضاع فى جبال النوبة ومناطق الحرب الاخرى, تؤكد ألتزامها وتعاونها مع مجلس تحرير جبال النوبة القيادة الجديد للجبال النوبة المعترف بها دوليا واقليميا ومحليا. المجتمع الدولى اصبح متفاعل خيراً اكثر من اى وقت مضى فى ظل المتغييرات التى حدثت داخل الحركة الشعبية شمال. عندما تولوا ابناء النوبة منسوبى الحركة الشعبية مسؤولية ملف قضية شعب جبال النوبة. لكن هناك استياء كبير فى اوساط الدول الاوروبية بالاخص بريطانيا لدى سماعها نقمة تقرير المصير للجبال النوبة الذى ينادى به عبد العزيز الحلو لم تشطاره فى هذا الطرح. فلذا ينبغى على مجلس تحرير جبال النوبة تتدارك الموضوع بموضوعية وشفافية. لانه اى تقرير المصير لم يكن الشئ المرجو بقدر ما يسعى العالم الى وحدة السودان المتبقى ان يبقى ملتحما قويا موحدا بدلا عن الانشطار, لا سيما شعب جبال النوبة لم تعجبه فكرة تقرير المصير الذى ينادى به عبد العزيز الحلو وبعض المتشددين من ابناء النوبة داخل الحركة الشعيبة لا يخدم المصلحة العامة للجبال النوبة وجنوب كردفان على الاطلاق. فمن الاحسن وقف الركوض وراء مشروع السودان الجديد الذى لم يجلب الاستقرار فى جنوب كردفان الا التعاسة. ماذا جلب مشروع السودان الجديد للدولة الجنوب السودانى الا الحراب والدمار, لان قادة دولة الجنوب الفاشلة هم اهل مشروع السودان الجديد. ذلك الشعار الذى ولد ميتاً. فلماذا لم يطبقوه على بلادهم؟ لماذا تريدون تطبيقه على جبال النوبة فاذا كان هدف مجلس تحرير جبال النوبة اعادة السلام والامن الاستقرار فما عليه الا وضع مصلحة شعب جبال النوبة فى المرتبة الاولى والابتعاد عن مشروع السودان الجديد لا جدوى من وراءه الا المتاعب والتعاسة. ينبغى على مجلس تحرير جبال النوبة توظيف عقله وليس قلبله فى التعامل مع قضية شعب جبال النوبة. لان قضية شعب النوبة ليست وليدة اليوم ولدت منذ الحقب التاريخية قبل ميلاد الحركة الشعبية لتحرير السودان و مشروعها السودان الجديد الذى لايمكنه ان يتجلى. شعب جبال النوبة يريد من مجلس تحرير جبال النوبة الريادة والقيادة والمضى قدما بخطوات ثابته الى الامام رافعاً هامته عالية. ان عب المسؤولية الملقاة على عاتق مجلس تحرير جبال النوبة كبيرة وعظيمة. قضية شعب جبال النوبة البالغة من العمر سبعون عاماً ليست سهلة. لان طريق السلام محفوف بالمخاطر والتحديات. فلذلك اناشد قادة مجلس تحرير ان يقود النوبة بالحكمة والحنكة فى مواجهة التحديات. فاما تقرير المصير الذى يدعو اليه عبد العزيز الحلو يعنى بذلك اقامة دولة جبال النوبة انه من المستحيل ان يحدث ذلك. او ضم جبال النوبة الى الجنوب مثلاً او اى جهة اخرى من المستحيل ان يحدث ذلك هو ايضا. جبال النوبة السودان والسودان جبال النوبة. فانه من حق شعب جبال النوبة البقاء داخل ارض اسلافه باعتبار الارض هويته الوطنية. اذهبوا الى طاولة المفاوضات واجبلوا السلام والاستقرار للجبال النوبة وجنوب كردفان بأسرها. كونوا دعاة السلام والوفاق. لابد من ضم كل الاعراق القاطنة جنوب كردفان تحت مظلة مجلس تحرير جبال النوبة من اجل التسامح والتصافح والصلح لكى يسود السلام و التعايش السلمى كل مكونات جنوب كردفان دون اقصاء او ابعاد للاخر. ولكن الاولوية الاولى والقصوى لقضية شعب جبال النوبة. استرداد الحقوق السياسية والمدنية وسائر الحقوق ورفع المظالم. لا رجوع ولا عدول عنها. فلطالما اصبحت القوة والسلطة فى ايدى ابناء النوبة الممثل فى مجلس تحرير جبال النوبة سيكون كل شئ على ما يرام. لا احد غيور ويهمه مصلحة شعب جبال النوبة الا مجلس تحرير جبال النوبة. فان مصلحة جماهير النوبة الحقيقية فى السلام وليست الحرب. ينبغى على مجلس تحرير جبال النوبة التخلى عن فكرة تقرير المصير. لانه لم يخدم مصلحة شعب جبال النوبة ولا جنوب كردفان ايضا. لربما يؤدى الى شيئا لا يحمد عقباه. ولكن قبل ان انهى مقالى اريد ان ازف هذه البشرى العظيمة الى ابناء وبنات شعب جبال النوبة الابى داخل السودان وخارجه. واقول لهم ان مواطنى جبال النوبة الذين شردتهم الحرب قد بدأو رحلة العودة الى قراهم ومدنهم من المعسكرات والكهوف والادغال فوج وراء فوج من كل حدب ينسلون بعد ان هجروها سنيين عددأ نتيجة للحرب التى فرضت عليهم ضد ارادتهم ورغبتهم. أتعلمون لماذا؟ لان القيادة اصبحت فى ايدى ابناءهم مجلس تحرير جبال النوبة فلا خوفا عليهم ولا هم يحزنون من بعد اليوم. لان الحرب قد انتهت منذ لحظة تسلم مجلس تحرير جبال النوبة القيادة. حتى لقاء اخر
اختصاصى فى حقوق الانسان والقانون الاوروبى 04/04/2017
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة