يتلاحظ شبه الغياب التام للقوي السياسية في شمال السودان من التعاطي مع تطورات الاوضاع والموقف في جنوب السودان ليس اليوم فقط بل منذ اليوم الاول الذي تم فيه تمرير العملية الانفصالية وذهاب الجنوب خارج نطاق خارطة الدولة القومية السابقة وكان من المفترض ان تدلي القوي السياسية في الشمال بموقفها من العملية الانفصالية بعيدا عن الالتفاف والمجاملة ولكن ما الفائدة ولايجدي اليوم البكاء علي اللبن المسكوب. في الجنوب اليوم امر واقع مؤلم ومرير ومطلوب من القوي السياسية والاجتماعية السودانية اتخاذ موقف اخلاقي بالدرجة الاولي وليس سياسي من اجل الوفاء لحقائق الجغرافيا والتاريخ التي تقول بقومية الدولة السودانية وسودانية جنوب السودان الذي ذهب في ظروف معروفة تكاملت فيها الادوار بين المتاسلمين من حكام الخرطوم والنظام العالمي ودوله الكبري من الاباء الشرعيين للفشل والفوضي الاقليمية والمهددات الخطيرة للامن والسلم الدوليين ولاننسي بالطبع جحود الانفصاليين الجنوبيين وخيانتهم للعهود والمواثيق التي كتبت بتضحيات جسيمة من اجل الحفاظ علي وحدة البلاد وعلي التراب السوداني موحدا . المطلوب اليوم امام الماساة الانسانية المتفاقمة في جنوب البلاد السابق جهد سياسي وشعبي بالتنسيق مع حكومة الامر الواقع في الخرطوم والسلطات السودانية اينما وجدت لتسهيل اقامة كل القادمين من جنوب السودان واقتسام اللقمة معهم ما امكن ذلك في بلد كان وعلي مدي عهود طويلة ملاذ للمظلومين والمضطهدين والمواطن من جنوب البلاد السابق احق بالرعاية والتعاضد. في مشهد تخللته انفعالات مؤلمة وحالات من البكاء هي اقرب الي الانهيار اظهر تقرير تراجيدي مصور لمراسل قناة الجزيرة في الخرطوم بعض الاسر الجنوبية التي قدمت مع اطفالها هربا من الجحيم و الظرف الخطير الذي يمرون به وهم اصحاب حق تاريخي اصيل في هذا الوطن ولكن تم تجريدهم منه للاسف الشديد بموافقتهم في ظروف وملابسات معروفة ستظل صفحاتها مفتوحة امام التاريخ في مستقبل ايام هذا الوطن الكبير باهله ومواقفهم المعروفة في نصرة الغرباء وهولاء الجنوبيين ليسوا كذلك ولكنهم للاسف يحملون اليوم صفة "الاجنبي" الغريب ربما في اوراقهم الرسمية وهوياتهم ان وجدت. نسبة للاسباب السالف ذكرها يابني السودان من عامة الناس والمواطنين قبل النخب السياسية هذا يومكم.. هبوا لنجدة اهل الجنوب في شمال السودان ما استطعتم الي ذلك سبيلا والحال من بعضه كما يقولون والسودان لم يعد هو السودان بمرافقه الخدمية والصحية والتعليمية القديمة واوضاع اهله المعيشية اليوم ليست علي مايرام في البلد التي كانت تستوعب الوافدين اليها من دول الجوار وضحايا الحروب والصراعات. والمطلوب ان يسعي مواطن الجنوب مع غيره من اهل شمال السودان ويعيش دون ان يضام او يهان والحذر ثم الحذر من تاثير مناورات وتقلبات السياسة علي الوجود الجنوبي الشعبي في البلاد حتي تتضح الامور. sudandailypress.net رابط له علاقة بالموضوع :
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة