ماهي اهمية خانة الديانه في الهويه الشخصيه ؟ من خلال تصفحى لبعض الصحف العربيه والنصوص الاخباريه اثار انتباهي نص اخباري منقول عن صحيفة القدس العربيه الصادره في لندن حيث كانت الفكره الاساسيه هي الغاء خانة الديانه من بطاقات الهوية الشخصيه الفلسطينيه وتباين الأراء من مؤيد ورافض لهذا القرار، ومن هنا تطرح الأسئله نفسها لماذا يؤيد البعض هذا القرار ويخالفه الاخرين ؟وماهي أهمية خانة الديانه في الهويه الشخصيه الفلسطينيه ؟ ولكن من اجل الرد علي هذه الأسئله لابد من وقفه في القضيه الفلسطينيه وإستعراضها ، حيث تري الاغلبيه العظمي من الفلسطينين والعرب ان الصراع في فلسطين هو صراع بقاء وهويه وإنتماء ، وان فلسطين قبل عام 1948 شهدت مناورات سياسيه عديده نشطت فيها الدوائر اليهوديه ، ويعتقد الفلسطينين والعرب ان الصحفي الشهير هرتزل طاف انحاء العالم بهدف إيجاد وطن قومي لليهود في فلسطين وبذل محاولات جاده في سبيل تحقيق هذا الهدف بدءا باجراء اتصالات بالسلطان عبدالحميد العثماني في الخلافه الإسلامية الذي رفض تسليم القدس لهم فتم اسقاطه عبر انقلاب بقيادة كمال اتاتورك وعبر مؤامرات بريطانيه بقيادة وزير خارجيتها بلفور الذي سهل قيام دولة اسرائيل التي صارت حقيقه ماثله وواقع اعترفت به الامم المتحده ، ويعتقد الفلسطينيون ان دولة اسرائيل توسعت عبرمؤامرات خبيثه بقيادة الامم المتحده الامريكيه التي اعلنت مرارا وتكرارا ان امن اسرائيل خط احمر وهو من امن امريكا وانطلاقا من هذه المقدمه يعتقد الفلسطسينيون ان اسرائيل ما زالت تطمع في التوسع في الاراضي الفلسطينيه بمناورات سياسيه الهدف منها تمكين المستوطينين اليهود ببناء المستوطنات الاسرائيله في الاراضي الفلسطينيه وخاصه في الضفه الغربيه وتحقيق مرامي اسرائيل واطماعها السياسيه ، هذه هى الصورة المبسطة من خلال المنظار الفلسطيني والعربي لقضية فلسطين واسرائيل . اما تباين الاراء حول قضية الغاء خانة الديانه في الهويه الفلسطينيه فهو ناتج عن وجود سلطتين في فلسطين ، سلطه في الضفه الغربيه برام الله بقيادة محمود عباس وسلطة في غزه تحكمها حماس بقيادة خالد مشعل بالاضافه الي صراع الفصائل الفلسطينيه الاخري ، ومن هنا يتبين تأييد الرئيس محمود عباس للقرار الخاص بإلغاء الديانة والذى جاء بلسان وكيل وزارة داخليته السيد حسن علوى معللا قرار تأييده بانه ارساء للمساواة بين المواطينين ، وعدم التمييز بين أفراد الشعب ، بينما اعلنت حماس عن طريق الناطق الرسمى باسم حماس ايهاب القصينى مؤكدين رفضهم للقرار ، و ان الهدف من الغاء خانة الديانة هو تمكين المستوطنين فى البقاء والعيش فى الضفة الغربية فى حال اعلان الدولة الفلسطينية ، وان الاحتلال مازال يتحكم فى السجلات الرسمية للمواطنين الفلسطنيين وبطاقات هوياتهم وجوازات سفرهم بإعتبار أن سلطة الإحتلال مسيطرة على حدود الاراضى الفلسطينية و معابرها للعالم الخارجى . وهكذا نكون قد إستعرضنا ما يخص الغاء خانة الديانه في الهويه الفلسطينيه وتباين وجهات النظر من مؤيد ورافض وأسبابها. اما اذا اردنا الانتقال من فلسطين الي السودان لمعرفة اهمية خانة الديانه في الهويه الشخصيه السودانيه ففى تقديرى أن الأمر مختلف علما بان السودان يختلف كليا عن فلسطين من ناحيه سياسيه واقتصاديه واجتماعيه ويتميز بالتنوع العرقي والاثني واللغوي ولا يقع تحت سلطة إحتلال . فاذا نظرنا لاهمية وجود خانة الديانه في الهويه الشخصيه السودانيه بصوره موضعيه وعقلانيه وبعيدا عن التشدد اللامنطقي نجد انه ليس لخانة الديانه اي اهميه لان الايمان فى القلب وليست اوراق الهويه الشخصيه فالايمان هو ما وقر في القلب وصدقه العمل وعلي حسب علمي الهويه الشخصيه ليست هي بالعمل المترجم لما في القلب ، ومن ناحيه اخري اذا اراد السودان او اي دوله اخري احلال الديمقراطيه في ارضها و ترسيخ دولة وطنية ذات كيان سياسىى يعتمد على الانتماء الترابى لتشكيل القومية ككيان سياسىى له الاولوية على بقية الكيانات السياسية الأخرى حيث يصبح الإنتماء السودانى هو العامل المشترك بين أفراد الشعب طاغيا على الإنتماءات المختلفة فان تطبيق خانة الديانة في الهويه الشخصيه السودانيه يشجع على تمركز الثقافة العليا التقليدية المتمثلة فى الطوبيتان الدينية "الاسلام" والاتنيه "العربيه" حيث ان وجود هاتين الطوبياتين يعوق ترسخ الدوله الوطنيه القوميه ككيان سياسي شامل له الاولوية علي بقية الكيانات ، و اذا قمنا باجراء مقارنه للهويه الشخصيه في جميع الدول المتقدمه والديمقراطيه التي تمكنت من ترسيخ الوطنيه ليس هنالك وجود لخانة الديانه في هويتها الشخصيه أو جوازاتها . عبير المجمر (سويكت ) 9/9 / 2016
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة