*ظاهرة إنتشار تعاطي المخدرات وسط الشباب مسألة مقلقة ليس فقط للأباء والأمهات وأولياء الأمور وإنما لكل المعنيين بمستقبل البناء الأسري والمجتمعي‘ لكنها ظلت في كثير من الأحيان من المسائل المسكوت عنها خشية الفضيحة. *لم تعد تفاجئنا الأنباء التي تنشر حول إنتشار تعاطي المخدرات وسط الشباب‘ ولا تلك التي تخبرنا بالكشف عن كميات كبيرة من المخدرات كانت في طريقها إلى السودان‘ وللأسف الضحية في غالب الاحيان هم الشباب. *أمس كشفت تحقيقات" السوداني" تحت عنوان"حكايات من عالم الضياع"جانباً من خبايا هذه الظاهرة المقلقة التي يتسع نطاق إنتشارها وسط الشباب لتدمرهم صحياً ونفسياً وتهدد مستقبلهم تماما. *إستطاع فريق تحقيقات السوداني المكون من أماني أحمد وبخيتة تاج السر وعبيرجعفرإقتحام هذا العالم الغامض وأن يحصلن على إفادات مهمة من بعض الذين وقعوا فريسة الإنجراف في عالم المخدرات نتيجة الغفلة ورفقة السوء‘ وقدمن بعض الإضاءات المهمة . *إحدى ضحايا المخدرات ذكرت أنها كانت ضحية رفيقات السوء في الجامعة اللاتي خدعنها وكن يضعن لها في الشاي والقهوة جرعات من المخدرات حتى أدمنت وتدهورت حالتها الصحية والنفسية. *ذكرت ضحية رفيقات السوء أن أمها لم تكتشف إدمانها للمخدرات إلا بعد عامين من الإدمان لتبدأ معها رحلة العلاج‘ لتضعنا أمام حالة من حالات التفكك الأسري. *تجربة أخرى أوردها التقرير عن شاب كان من المتفوقين في دراسته الجامعية لكنه كان يعاني من التوترات المزدادة في البيت‘ الامر الذي دفعه للهروب السلبي إلى عالم الراحة المتخيلة الخداعة. *التقرير الذي اصدرته وزارة الداخلية العام الماضي كشف معلومات خطيرة أكدت أن نسبة60٪من الجرائم المرتكبة سببها المخدرات‘ وهذا يفسر لنا بعض الجرائم الشاذة الغريبة عن الطبيعة السودانية التي أرتكبت تجاه الأقربين. *هذه النسبة الكبيرة التي ذكرها تقرير الداخلية تخبر عن الحالات التي وصلت للمحاكم وتم رصدها ‘ لكن هناك جرائم أخرى إجتماعية وإقتصادية وأخلاقية أخطر لم يتم رصدها. *ما ذكرته الباحثة الإجتماعية هالة ابراهيم عن أثر التوترات الإجتماعية والتفكك الاسري والضغوط الإقتصادية إضافة لما ذكرته الإخصائية النفسية هند عبد الرازق عن الإكتئاب والإحباط والإحساس بالفشل يوضح لنا بعض الأسباب التي قد تدفع بالشباب للوقوع في شباك المخدرات. *هذا يلقي مسؤولية أكبر على الأباء والأمهات وأولياء الأمور ليس فقط لتوفير جو صحي معافى لأولادهم وبناتهم إنما لابد من زيادة الإهتمام بهم/ن وبعلاقاتهم/ن ومتابعتهم/ن عن قرب وبحب للأخذ بيدهم/ن بدلاً من تركهم/ن يبحثون عن الراحة الإجتماعية والنفسية خارج بيوتهم/ن. *هذا لايعني إعفاء الشباب من مسؤوليتهم تجاه حماية أنفسهم/ن من المخاطر المحدقة بهم/ن خاصة في ظل الظروف الإقتصادية التي جعلت الأباء والأمهات أكثر إنشغالاً بتدبير متطلبات الحياة المزدادة‘ ولأن الشباب هم الأكثر تضرراً من هذه السموم الخطيرة‘ ولأ نه "ماحك جلدك مثل ظفرك". أحدث المقالات
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة