الجيش الشعبي: من جيش لحرب العصابات الى جيش نظامي محترف بقلم طالب تية

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 03-19-2024, 07:16 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-23-2016, 00:07 AM

طالب تية
<aطالب تية
تاريخ التسجيل: 03-15-2014
مجموع المشاركات: 12

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الجيش الشعبي: من جيش لحرب العصابات الى جيش نظامي محترف بقلم طالب تية

    00:07 AM May, 23 2016

    سودانيز اون لاين
    طالب تية-
    مكتبتى
    رابط مختصر


    "حينما بدات افكر في وضع التخطيط الاستراتيجي للمعركة كان امامي عدة اشياء اولها الاساس الاستراتيجي الذي ابني عليه الخطة............

    وبناءا على هذا وضعت توجيهي الاستراتيجي فقلت للقوات المسلحة في اواخر فبراير سنة 1973م ان الذي يكسب الاربعة وعشرين ساعة الاولى سوف يكسب الحرب كلها..... ولذلك فلا بد من ان يعتمد الاداء والخطة على عمل من شانه ان تكسب الاربعة وعشرين ساعة الاولى."

    انور السادات، البحث عن الذات، قصة حياتي، ص (329).

    اذا ما الذي يجعل البشير يعتقد جازما بانه سيحسم الحرب في جبال النوبة والنيل الازرق في هذا الصيف بعد ان عجز من تحقيق ذلك منذ 6 يونيو من العام 2011م؟

    مقدمة:

    ان الهدف النهائي للجيش يتعلق باهمية تحطيم امكانيات العدو. وتعتمد حرب العصابات على تكتيك يعتمد اساسا على تجنب مراكز القوة لدى العدو والضرب في مواطن الضعف مع اهمية الاعتماد على سرعة الحركة والتجوال ورفض التشبث في مواقع ثابتة يستطيع العدو شن غاراته عليها وتدميرها. فتلجأ الحركات التحررية عادة كما هو الحال بالنسبة لحركات دارفور الى توظيف اليات تكتيك حرب العصابات لما له من اهمية بارزة وقصوى في اضعاف قدرات العدو بل وامكانية القيام بشل حركاته وتجميد خططه. ففي حرب العصابات "ان احتلال الارض ليس مبررا للفرح وخسارتها لا تعدو سببا للالم." بمعنى ان فقدان الارض او المدن ليس مبررا للفرح وخسارتها لا تعدو سببا للالم. وليس من المناسب بذل قصارى الجهد للدفاع عن المدن الى الحد الاقصى حتى لا تقدم خيرة قواتها الباسلة قربانا وفداءا دون غيرها من القوات. (حرب العصابات، تشي جيفارا – ماو تسي تونج، اعداد هاشم خضر، مركز الشرق، الطبعة الاولى، 2013م).

    ولكن جيش الحركة الشعبية لتحرير السودان قد شذ عن ذلك تماما في حربها الحالية في جبال النوبة والنيل الازرق عما كانت عليه في الحرب الاولى واصبحت تدير حربها كجيش نظامي دوره الاساسي هو التدمير المباشر لقوات العدو بل ابادته. كما وان هدفه النهائي قد اصبح يتعلق باهمية تحطيم امكانيات العدو واحتلال الارض والمدن والتشبث بها والحفاظ عليها بالدفاع عنها.

    فقد تخلص الجيش الشعبي من استراتيجيات وتكتيكات حرب العصابات التي كانت تعتمد على كيف تحمي قواتها وكيف ترصد العدو لحماية نفسها بدلا من مجابهته مباشرة كما يحدث الان. وكيف اصبح الجيش الشعبي يهاجم المواقع القوية لجيش المؤتمر الوطني كما وانه اصبح يعتمد سياسة المعارك العنيفة التي تتجنبها حرب العصابات. فبدلا من ان يتراجع ويعود القهقري كما يحدث عند جيش حرب العصابات، اصبح الجيش الشعبي يندفع نحو العدو باقصى سرعته للحاق به وكسره.

    باختصار، ان الجيش الشعبي قد اصبح جيشا نظاميا يتمتع بكل الامكانيات التي تتمتع بها الجيوش النظامية، وفي تقديرنا ان استمرت هذه الحرب بهذه الحالة لمدة اطول بقليل ، ربما سنشهد حربا حقيقية بين جيشين نظاميين متكافئين قد تكون نتائج خسائرها كبيرة جدا في الارواح والمعدات اكثر مما نشاهده الان، وقد تمتد هذه الحرب الى اماكن اخرى في السودان لم تشهد الحرب من قبل.

    وبتتبعنا للحرب التي قامت في جبال النوبة في 6 يونيو من العام 2011م والتي اشعلها البشير بحديثه في كل من القضارف والمجلد، يمكن ان نقف على حقيقة واحدة، وهي ان الجيش الشعبي قد تحول من جيش لحرب العصابات الى جيش نظامي يصعب هزيمته بتلك السهولة التي يتخيلها المؤتمر الوطني لكي يمرر اجندته...

    6 يونيو – 20 يونيو 2011م:

    عندما بدأت الحرب لاول مرة في جبال النوبة في 6 يونيو، خريف عام 2011 م، كان جيش المؤتمر الوطني ومليشياته في كامل جاهزيتها عدة وعتادا ومعداتا وعددا، مما جعله يتنبأ بانه سوف يحسم الحركة الشعبية في مدينة كادقلي خلال 72 ساعة فقط، وهذا قد جعلهم يصدرون خطابا بان تسلم الحركة الشعبية اسلحتها اعتمادا على روح الاتفاقية وليس نصها كما زكر في الخطاب، بالرغم من انه وعلى حسب نص الاتفاق كان على الجيش الشعبي ان يسلم اسلحته بعد اتمام المشورة الشعبية واكمال عملية الدمج والتسريح في ابريل من العام 2012م.

    ولكن لان المؤتمر الوطني قد كان في مركز قوة او انه قد كان يتراءى له ذلك، حشد في مدينة كادقلي الات ومعدات عسكرية وجنودا اكبر من طاقة المدينة الاستيعابية، في حين ان عدد جنود الحركة الشعبية الذين كانوا في المدينة وقتها قليلي العدد ولا يتزودون الا باسلحة بنادق الكلاشنكوف ومدفع "ذو" واحد فقط في مقر اقامتهم في حاميتهم في تافري المجمع، وقد كان عددهم لا يتعدى المائتين ونيف فردا فقط.

    فاذا كان المؤتمر الوطني قد كان في تلك الحالة من القوة العسكرية والجاهزية وكانت الحركة الشعبية في تلك الحالة من الضعف العسكري وعدم الجاهزية ولم ينتصر عليها المؤتمر الوطني بكل تلك الامكانيات من جنود كانوا يفوق عددهم عشرات الالاف مزودين بدبابات جلبت الى مدينة كادقلي في الاول من يونيو 2011م بالاضافة الى مجموعة من العربات المجهزة بالاسلحة الثقيلة والخفيفة، هذا فضلا عن الوقود والمؤن، فكيف للبشير واستراتيجيه من كبار العسكريين بان يعتقدوا بانهم كان يمكن ان ينتصروا في هذا الصيف بتلك الصورة التي يتخيلوها، بعد ان كسبت منه الحركة الشعبية اضافات في تكوينها وقوتها العسكرية في الوقت الذي فقد فيه هم الكثير من قواتهم العسكرية الضاربة وعتادهم ومعداتهم العسكرية في الاشهر الاولى من ايام الحرب؟ وهذا ما سنقف عليه في هذا المقال.

    اليس هنالك تضليلا للبشير عن القوة الحقيقية للجيش الشعبي بعد كل الذي حدث، ام هي جعلية البشير التي سوف تسوقه حتما الى حتفه ونهايته المحتومة؟

    ففي السادس من يونيو 2011م، وبعد ان قام المؤتمر الوطني بتضليل الحركة الشعبية في ذلك اليوم الذي وضعوه ساعة صفر لعمليتهم الحربية في كادقلى، وادعوا فيه بان هنالك وفدا من الخرطوم قادم لتهدئة الموقف برئاسة كل من مالك عقار وياسر عرمان من الحركة الشعبية ونافع علي نافع على راس وفد المؤتمر الوطني، الا ان كل من عقار ونافع قد تخلفا ولم يحضرا بينما اتى ياسر عرمان من الحركة الشعبية في حين انه لم يوفد المؤتمر الوطني بشخصية مهمة لها وزنها السياسي في مثل هذه الحالات. وهذا التكتيك قد ادى الا تكون الحركة الشعبية في كامل جاهزيتها واستعدادها للحرب في هذا اليوم عندما خفضت استعدادها العسكري الى 50% او قل، لانها لم تكن تعلم بان المؤتمر الوطني كان سوف يسوق ذلك اليوم، لبدء عملياته العسكرية ضدها، ليحسمها حربا في ايام ثلاثة، كما كان يعتقد في ذلك، احمد محمد هرون رئيس المؤتمر الوطني ومرشحه للوالي الذي سقط، ومهندس تلك الحرب، والذي لم يفز الا بعد عملية جراحية مؤلمة استمرت لقرابة الشهر تم فيها تزوير الانتخابات ليتم اعلان المؤتمر الوطني فائزا بوالي الولاية، ولكن قرائن الاحوال قد كانت تشير بان المؤتمر الوطني قد كان لا يحتاج لكل ذلك الوقت ان كان مرشحه قد فائز فعلا في تلك الانتخابات التي تواطأ فيها رئيس لجنة الانتخابات في كادقلي ادم عابدين والذي رفض اعلان النتيجة الاولية التي كانت في حوزته ليحول الامر برمته الى اللجنة العليا للانتخابات في الخرطوم والتي كتمت نتيجة الانتخابات لتعلن اعادة فرز الاصوات مرة اخرى مما ادى لتلاعبهم بنتيجة الانتخابات وتزويرها لصالح مرشحهم.

    ومع ذلك فقد قال رئيس الحركة الشعبية الفائز الحقيقي الذي اقتلع منه ذلك الفوز اقتلاعا، بانه لا يعترف بنتيجة تلك الانتخابات كما قال بانه سوف لن يشترك في الحكومة التي سيكونها المؤتمر الوطني في الاقليم وكما دعى القوى الديمقراطية وجماهير الولاية والسودان عامة للتعاون لتصحيح تلك الاوضاع كما دعى ايضا الضامنين للاتفاقية والمجتمع الدولي باعادة تقييم العملية والمساعدة في ايجاد معالجة لهذا الوضع الشاذ، وقال بانه سوف يناهض هذا القرار سلميا الى ان ترد الحقوق، حتى هنا، قد كان الامر طبيعيا، وقد كان على المؤتمر الوطني ان يشكل حكومته بصورة طبيعية ويسير اعماله بالطريقة التي كان يريدها مادامة هو قد قرر ذلك، ولكن لانه كان مبيتا النية للقيام بتلك الحرب اصلا في ذلك اليوم وحسم الحركة الشعبية نهائيا، فانه لم ينتظر بان تغادرطائرة وفد التهدئة المزعومة سماء مدينة كادقلي، الا ويقوم احمد محمد هرون مهندس تلك الحرب باعتقال اثنين من قيادات الحركة الشعبية كانت تستغل معه عربته بحسن النية بعد ان استدرجهما بالركوب معه في عربته عند عودتهما معه من المطار وقد كان من ضمن هذاين المعتقلين قائد عمليات الجيش الشعبي وقائد القوات المشتركة من الجيش الشعبي مهنا بشير. وهذا ما يدهض اي مقولة بان الحركة الشعبية قد بدأت تلك الحرب، لانه لا يمكن ان تنوي الحركة الشعبية الحرب وتقع في ذلك الخطأ الساذج بركوب قائد عملياتها الحربية مع عدوه في عربته، فذلك زعم لا يقبله عقل او منطق.

    فبعد ان ضمن احمد محمد هرون مهندس تلك الحرب بان عربته قد وصلت الى مقر امانة الحكومه، امر قواته بضرب اي عربة كانت خلفه وهو يعلم بانها قد كانت عربة تقل وزيري المالية والتنمية الريفية التابعين للحركة الشعبية، كما انه قد امر بتدوين منزل نائب الوالي ورئيس الحركة الشعبية باسلحة ثقيلة اعتقادا منه بان نائب الوالي قد كان في منزله في تلك اللحظة مما جعله يستبق الاحداث ويصدر بيانا بعد ساعات قليلة من بداية الحرب التي اعلنها، بان رئيس الحركة الشعبية عبدالعزيزادم الحلو قد جرح جرحا بالغا وانه قد اختلف مع كل من رمضان حسن وزير ماليته وتاو كنجلا وزير التنمية الريفية وريئس مجلس امن الولاية وقام بتصفيتهما.

    ولاننا قد كنا شهودا للعصر ونعرف الحقائق، قد سخرنا من ذلك التصريح، الا ان جماهير الحركة الشعبية والمتعاطفين معها قد افجعهم واحزنهم تلك الحرب الاعلامية النفسية الدعائية الهتلرية النازية. وبهذا يكون احمد محمد هرون مهندس الحرب قد اشعل فتيلا لتلك الحرب في كادقلي وقد كان هو ليس بقدر قامتها. ويبدأ المؤتمر الوطني من ذلك الوقت رحلة فقدانه للخبرة في قواته بدون الاستعاضة عنها في نفس الوقت الذي اصبحت فيه الحركة الشعبية تستجمع قواتها المبعثرة وتستقوى في كل يوم جديد وفي كل معركة تحدث بينها وبين قوات المؤتمر الوطني التي تحولت الى قوة تعبر عن الهوية العروبية الاسلامية في السودان وتم فيها استبعاد اي ضابط ليس اسلاميا واصبح من اكبر ضابط الى اصغر ضابط في جيش المؤتمر الوطني اسلامي وعروبي النزعة.

    قد بدأ المؤتمر الوطني رحلة الاستنزاف وسط قواته، باستنزاف قوات الاحتياطي المركزي المعروفة بابي طيرة، فهذه القوات قد مرت بتجربة قاسية ومؤلمة جدا في الاسبوعين الاولين من الحرب في مدينة كادقلي، فهي قد دمرت وسحقت تماما في مدينة كادقلي. وقد اصبحت كادقلي بعبعا لها ويرتعد افرادهاعندما يسمعون اسمها، ويولون الدبر عندما يسمعون اس بي ال ايه وييييييييييييي. وهذه قد خلقت حالة نفسية لتلك القوات واصبحت تنهزم بسهولة امام الجيش الشعبي لذلك الانهيار النفسي.

    وياتي مباشرة خسائر قوات الدفاع الشعبي التي كانت تتمركز بالقرب من امانة الحكومة وقرب مقر الحركة الشعبية. فهذه القوات قد دفعت ثمنا باهظا ابدا. اما قوات الامن والشرطة، فهي ايضا لم تنج من دفع الثمن الباهظ لتهور احمد محمد هرون وعدم تقديره الصحيح للموقف. فاما الجيش، فهو لم يشترك بصورة واضحة الا بعد ان اتته تعزيزات بعد الايام الخمس الاولى من بداية الحرب في الوقت الذي كان فيه قائد عمليات الجيش الشعبي رهينة لدى احمد محمد هرون. ونتيجة لاعتقال قائد عمليات الحركة الشعبية لدى احمد محمد هرون بعد ان قام باستمالته، اخر هذا كثيرا في عمليات الحركة الشعبية الحربية في مدينة كادقلي حيث كان هو يصدر توجيهات لعدم تقدم قواته التي كانت تقترب من مقر الحكومة والذي كان في مقدورها اقتحام المقر وتحريره.

    ونتيجة لذلك التاخر في العمليات اصدر رئيس الحركة الشعبية وقائد اركان حربها قرارا بتغيير قائد العمليات المعتقل بقائد عمليات جديد هو القائد كوكو الجاز، الذي افلح بامتياز في ادارة المعركة داخل مدينة كادقلي وكبد المؤتمر الوطني خسائر فادحة في الارواح والمعدات وقد كادت الحركة الشعبية في الثالث عشر من شهر يونيو 2011م الدخول الى مدينة كادقلي من محورها الجنوبي واحتلالها بعد ان وصلها الامداد وانسحاب جيش المؤتمر الوطني الى منطقة الشعير تاركة مدينة كادقلي خلفها، وقد اشارت الى ذلك في حينه اذاعة البي بي سي، الا ان سوء فهم في وسط بعض قيادات الحركة الشعبية قد افشل ذلك النصر المبين.

    ولكن ما يؤسف له بان انصار الحركة الشعبية وابناء النوبة خاصة قد تعرضوا لعمليات تصفية جسدية وابادة بدم بارد بواسطة قوات امن المؤتمر الوطني كما تعرضت الممتلكات للنهب والمنازل للتدمير وسرقة المواد في عملية توضح بصورة واضحة الحرب الاقتصادية الممنهجة التي كان يمارسها امن المؤتمر الوطني ضد ابناء النوبة لكسر شوكتهم اقتصاديا.





    17 يونيو 2011م:

    ان رحلة الحركة الشعبية في استنزاف المؤتمر الوطني في تدمير قواته وتجريده من اسلحته ومعداته قد بدأت فعليا في السابع عشر من يونيو 2011م في منطقة كحليات غرب كادقلي عندما قامت جماعة من الجيش الشعبي بالهجوم على فصيل من القوات الخاصة قادم الي التو من الخرطوم وتم القضاء عليه تماما والاستيلاء منه على عشر عربات محملة ومزودة باحدث الاسلحة التي كان يفتقدها الجيش الشعبي قبيل بداية الحرب، كما وتم تدمير عربة حاولت الهروب بواسطة لغم تم زراعته بواسطتهم عندما حاول سائقها الهروب. وقد اعطت هذه الغنيمة دافعا قويا للجيش الشعبي لاستنزاف المؤتمر الوطني لانها زودت الحركة الشعبية باسلحة نوعية لم تكن متوفرة لديهم في مدينة كادقلي قبل بداية الحب.

    30 يونيو 2011م:

    فاما ثاني الغنائم واكبرها فقد كانت في منطقة الحمرة، مقبرة ومحرقة قوات المؤتمر الوطني ومليشياته. فقد قرر المؤتمر الوطني بهبالة وجهالة واستهتار بقدرات الجيش الشعبي الاحتفال بعيدهم، عيد الثلاثين من يونيو 2011م في منطقة الحمرة، واعدوا لذلك ما استطاعوا من قوة ومن رباط الخيل، وقد كان اليوم يوم جمعة وقد كنا عائدين فيه الى كاودا الصمود بعد رحلة عمل لقائد الحركة الشعبية، ولقد شاهدنا المعركة حية امامنا والتي لم تستغرق العشرين دقيقة فقط. فقد فقدت الحركة الشعبية في تلك المعركة دبابة ولكنها كسبت عوضا عنها دبابتين وعطلت دبابة كما كسبت عربة رينو محملة بالمؤن وتانكر جاز و27 عربة دفع رباعي واكمات كورية الصنع جديدة محملة كلها بالمدافع الثقيلة وذخائرها ومن ضمنها خمسة مدفع كلب امريكي بذخائرها المشكلة الالوان. فهذه المعركة قد اثبتت لنا بما لا يدع مجالا للشك بان جنود الحركة الشعبية يتمتعون بمهارات قتالية عالية وتكتيك عسكري رفيع يكسبون بها معاركهم باقل مجهود، وهذا يوضح مدى فعالية العقيدة القتالية التي يتمتع بها الجندي في الجيش الشعبي. وقد جعل هذا احدى الحكامات من نسائنا في منطقة المورو بان تقول " هو صحي اس بي ال ايه ده حكومة ونحن ما عارفين؟".

    صحيح، لقد صدقت..... فالحركة الشعبية نوع فريد من الحركات المسلحة التحررية، ففي جبال النوبة هنالك حكومة مدنية تدير شئونها ادارة دولة منذ ان قامت الحرب وفي النيل الازرق هنالك حكومة منذ العام 2013م، ولكن الكثيرون لا يعرفون ذلك كما ان حكومة المؤتمر الوطني تبخس من ذلك ولكن ذلك يحرق احشائها في عقلها الباطني لذا تجدها تستهدف المواطنين في تلك المانطق بغية افراغهم منها.....

    15 – 18 اغسطس 2011م:

    معركة التيس في منتصف اغسطس 2011م، وهي تعتبر ام المعارك، لانها المعركة الوحيدة التي استبسل فيها جيش المؤتمر الوطني واثبت فيه قدرات قتالية عالية. وقد كانت تلك المعركة من اشرس المعارك التي خاضها الجيش الشعبي ضد جيش المؤتمر الوطني ووجد فيها مقاومة حقيقية من جيش المؤتمر الوطني. ولقد كانت تلك المعركة التي استمرت ثلاثة ايام وليالي حسوما اختبارا حقيقيا لقدرات الجيش الشعبي القتالية، ولقد كانت تلك الحرب في الواقع، والتي شهدنا منها بعض الوقائع لهي حرب بين النوبة في جيش المؤتمر الوطني والنوبة في الحركة الشعبية.

    فقد كانت قوات المؤتمر الوطني قوامها الثمانية الاف جندي مزودة بكل الاسلحة الثقيلة والخفيفة والدبابات. وقد كانت مهمتها اكتساح الحركة الشعبية في البرام والدار وطروجي الى الجاو وقطع الطريق الرابط بين الجنوب وجبال النوبة. ولكن تلك القوات قد انهزمت شر هزيمة وقتل منها عدد كبير من ابناء النوبة من خيرة جيش المؤتمر الوطني كما فقد جيش المؤتمر الوطني الكثير من الالات والمعدات العسكرية وتم الاستيلاء على البعض منها وتراجعت بقية تلك القوات الى خور العفن ووحلت عرباتهم ودباباتهم فيها فاصبحوا هدفا لمدفعية الجيش الشعبي.

    وقد اغتنمت الحركة الشعبية في تلك المعركة بعض الغنائم من ضمنها عربة قائد المتحرك وعربتين اسعافيتين كبيرتين خاصة بقوات حفظ السلام في كادقلي (اليونمس). وقد كانت تلك الحرب قاصمة ظهر جيش المؤتمر الوطني، وحتى هذه اللحظة لم يحظى المؤتمر الوطني بجيش قوي مثل ذلك الجيش الذي انهزم في التيس والذي استطاع ان ياسر فيها القائد التوم حامد الذي يواجه الحكم بالاعدام الان. وكما زكرنا سابقا فقد استمرت هذه الحرب لثلاثة ايام حسوما كاطول حرب يقف فيها جيش المؤتمر الوطني ندا لجيش الحركة الشعبية، ومنذ تلك الهزيمة التي منيت بها قوات المؤتمر الوطني امام الحركة الشعبية اصبحت لا تصمد قوات المؤتمر الوطني طويلا امام قوات الحركة الشعبية، بل اصبحت تقف لدقائق فقط وبعدها تهرب تاركة من ورائها غنائم لا تحلم بها الحركة الشعبية، والتي استطاعت ان تمول وتدعم صفوفها باحدث الاسلحة التي يستوردها الجيش السوداني واصبح لها مخزون استراتيجي من تلك الاسلحة والعربات وغيرها من المعدات العسكرية التي اغتنمها الجيش الشعبي. واصبحت الحركة الشعبية تستخدم تلك الاسلحة النوعية التي اغتنمتها من جيش المؤتمر الوطني في تحديث جيشها رويدا رويدا وتحويله من جيش لحرب العصابات الذي كان يعتمد على موسم الخريف للقيام بعملياته الحربية الى جيش نظامي يمكنه ان يقوم بعملياته في تحت كل الظروف وفي كل الاحوال.



    نوفمبر 2011م:

    في زيارة عمل رسمية لنا لمنطقة كرنقو في غرب كادقلي في اكتوبر ونوفمبر من العام 2011م، صدف ان قام الرئيس البشير بزيارة الى مدينة كادقلي بعد ان قام بزيارة الى الدمازين حيث صلى فيها صلاة عيد الاضحى. ولكنه في مدينة كادقلي وفي اللحظة التي كان ينوي فيها القيام بالقاء خطابه امام جماهير كادقلي، استقبلته الحركة الشعبية بعدة قذائف صاروخية لم يتمكن فيها من القاء خطابه واطلق ارجله للريح حتى مقراقامته في قصر الضيافة ومنها الى الخرطوم ومن ذلك اليوم لم يقم البشير بزيارة الى مدينة كادقلي مرة اخرى. وفي طريق عودتنا الى كاودا الصمود، وجدنا امامنا اثار معركة يبدو انها كانت حامية الوطيس خلفت من ورائها اثار مدرعات مجنزرة مدمرة ومحروقة وعربات لاندكروزر رباعية الدفع محطمة وجثث للقتلى من جنود المؤتمر الوطني واشلائها مبعثرة على جنبات الطريق، وقد تحولت الارض المخضرة الى ارض غبراء واصبحت تلعب فيها اثارالصيف وهي محترقة تماما.

    وقد عرفنا من قائد تلك المعركة الذي تركنا خلفه عندما كان في طريقه لارض المعركة، بان قوة من قوات المؤتمر الوطني من الحرس الجمهوري كانت تتخندق في منطقة الاحيمر قد توجهت في طريقها الى البرام ولكن استطاعت اسود الحركة الشعبية من دحرها وهزيمتها وارجاع من تبقى منها الى حيث اتت، بل الدخول اليهم في جحورهم التي يجيدون الاختباء فيها كالجرزان واخراجهم منها والاستيلاء على كل معداتهم العسكرية ومؤنهم. وقد غنمت الحركة الشعبية ملابس وتي شرتات عسكرية لا قبل لها به كما غنمت كثيرا من الاطعمة المعلبة كالطحنية والمربع وغيره مما لذ وطاب. ويبدو من الكمية الكبيرة من هذه الاطعمة بان تمدهم لاطول فترة ممكنة، الا انهم قد انهزموا في دقائق معدودات ليتركوا من ورائهم كل تلك الغنائم لقمة صائغة في فم الجيش الشعبي، لياتي بعدها البشير ليتهم الجنوب بانه يمد الحركة الشعبية بالاسلحة والمؤن.

    وقد علق قائد قيادة اركان الجيش الشعبي والجبهة الثورية وقتها على مشاركة الحرس الجمهوري في تلك الحرب بقوله: "ان المؤتمر الوطني انتظر عشرون عاما في الحرب في الجنوب ليرسل قوة من الحرس الجمهوري للحرب فيه لارض المعركة، الا انه لم ينتظر الا اربعة اشهر فقط ليرسل قوات الحرس الجمهوري الى ارض المعركة في جبال النوبة." وزاكرا: " بان الحرس الجمهوري عندما يرسل للمشاركة في القتال يكون عصب الجيش قد انتهى مما يشير بانهم، اي المؤتمر الوطني في ازمة حقيقية". وهذا ما قد يتضح لنا لاحقا عندما نرى الحالة الكارثية لهزائم جيش المؤتمر الوطني المتكررة امام الجيش الشعبي لاكثر من خمسة اعوام متتالية.

    وقد اصبح ذلك جليا عندما اصبح المؤتمر الوطني يعتمد في حربه بعد ذلك على المرتزقة من داخل وخارج الحدود وعلى اطفال النوبة الذين يتم اخراجهم من قاعات الدراسة وتجنيدهم بالاغراء مرة وبالترهيب مرات كثر لاجبار اطفال الهامش لمشاركته في حربه الخاسرة بينما ابناءهم في مامن من ذلك. ومن يشاهد قنوات تلفيزيون السودان المختلفة يخيل له بان تلك البلاد المنكوبة مستقرة تماما وتمارس حياتها العادية، ولكن هو دفن الرؤس في الرمال. فما يحزننا بان هؤلاء الاطفال المجندين اجباريا هم كلهم من الهامش السوداني، في حين ان مجاهدي المكيفات في منابر مساجد الخرطوم الذين ياججون حروبا من منازلهم واطفالهم حولهم اوخارج الحدود يواصلون دراستهم في الوقت الذي فيه يخرج اطفال الهامش من قاعات وحجرات الدراسة عنوة ليحاربوا حربا لا ناقة لهم فيها ولا جمل. لذا فهم مهزومون من قبل ان يصلوا الى ارض المعركة، وسيهزمون وينهزمون دائما الى ان يقوم المؤتمر الوطني بارسال ذوي الشان الذين يؤججون للحرب ليكتشفوا مدى ضراوة هذه الحرب التي يؤججون لها وخطورتها على الاخضر واليابس، والتي يفرضها المؤتمر الوطني فرضا لاشباع حاجاته الخاصة، ولكن بعد فوات الاوان...

    صيف العام 2012م والصلاة في كاودا:

    في فبراير من العام 2012م قال البشير بانه ينوي الصلاة في كاودا، وقام المؤتمر الوطني بتحريك قوة من مليشياته ودفاعه الشعبي بقيادة المرتزق صالح دوداري - وهو قد كان ضابطا سابقا في الجيش الشعبي – خلسة من تالودي الى منطقة الدار وطروجي، وقد كان الجيش الشعبي يتابع تحركاتهم ولكنه لم يهجم عليهم طمعا في الياتهم ومعداتهم العسكرية وعرباتهم. وبسرعة جدا قاموا كالعادة بحفرجحورهم وحفرهم، والتي هي في كثير من الاحايين، تصبح قبورا للبعض منهم بل لاغلبهم وهم لا يشعرون. وقد كان الهدف من ذلك كله هو قطع الطريق الرابط بين جبال النوبة وولاية الوحدة في الجنوب وحرمان الحركة الشعبية من طريق يعتبر شريانا للحياة لها.

    كما قام المؤتمر الوطني ايضا بتحريك قوة اخرى عن طريق الخرسانة لتعسكر غرب معسكر الحركة الشعبية في منطقة الجاو. وقد كان الهدف من ارسال تلك القوة الكبيرة (اكثر من ست الف جندي)، هو انشاء اكبر حامية لها على الاطلاق في الحدود بين الجنوب وجبال النوبة لتشرف على العمليات العسكرية في جبال النوبة والحدود الجنوبية من دارفور وجنوب النيل الابيض والنيل الازرق وضبط الحدود هناك. وقد كان المعسكر مزودا بكل شيء يحتاجه الجندي لينتصر الا العقيدة القتالية، بل لقد ذهب المؤتمر الوطني الى اكثر من ذلك عندما بدأ في انشاء انشاءاته ومبانيه في ظرف لا نعتقد بانه قد كان يسمح لهم بذلك، واصبحوا يوردون مواد البناء وبدأوا فعلا بعمل ذلك بعد ان قاموا بحفر خندق لهم في شكل الحرف "تي" الانجليزي في مساحة تقدر باكثر من ثلاث كيلو مترات وحفرة عميقة داخلها طول عمقها اكثر من عشر امتار تم فيها تخزين كل الياتهم ومعداتهم وعرباتهم وقد كانت تسع لاكثر من خمسمائة الى الف عربة وغيرها من المعدات. بينما قاموا بتوزيع الخندق في شكل مجموعات ثلاث في كل خندق حيث نصبت امامها ثلاث مدافع كبيرة وهي عبارة عن مدفع بي كم ومدفع دوشكا ومدفع 81 معدل على دائر ما يدور حيث كان هنالك اكثر من الف مدفع من هذه الشاكلة على الارض منتصبة.

    كما وان امام هذا الخندق الكبير هنالك ثلاث خنادق متدرجة في شكل اقواس امام الخندق الكبير لتحمي الخندق الكبير في شكل عمليات دورية تنقل تحركات الجيش الشعبي اولا باول. هكذا كان حال الجاو قبل ان يقضي عليهما الجيش الشعبي في عملية اشبه بالاسطورة منها من العملية العسكرية العادية.

    فاما الدار فقد تم حسمها قبل الجاو.. فقبل ذلك اليوم باسبوع اتانا الخبر ونحن في كاودا الصمود بان هنالك قوة من مليشيات المؤتمر الوطني قد قطعت طريق الدار الجاو، ولكن الجيش الشعبي لم ينتظرها كثيرا. ففي طريقنا في زيارة عمل الى منطقة الجاو وجدنا اثارا لمعركة انتهت لفترة ليست بالطويلة. وعند استفسارنا عرفنا بان القوات الخاصة للجيش الشعبي والتي تسمى ب "الكمندوز" والقادمة من الجنوب للتو قد حسمت تلك المعركة في اقل من خمسة دقائق عندما باغطت قوات المؤتمر الوطني المتحصنة في خنادقها واخرجتهم من جحورهم، كما وان معظمهم قد قتل في تلك الجحور لتصبح قبورا لهم وقد هرب ما تبقى منهم الى منطقة طروجي لينتظر يومه المحتوم.

    فاما الحدث الاكبر فقد كان في صبيحة الاحد السابع والعشرون من فبراير 2012م. فعند وصولنا الى منطقة ايدا التي اتخذها اللاجئون من ابناء النوبة الهاربون من الحرب مقرا لهم، بعد ان ودعنا قوات الكمندوز الاشاوس الذين حسموا معركة الدار، نمت في ذلك اليوم نومة هادئة ما كنت اتوقع منها شيئا غير راحة البال والاطمئنان، ولكن شريط ما ترك من اثار من معركة الدار من اشلاء الجثث المبعثرة على قارعة الطريق وداخل الخنادق التي حفرتها مليشيات المؤتمر الوطني لتكون قبورا للبعض منهم والعربات ذات الدفع الرباعي والدبابات المجنزرة منها وغير المجنزرة المدمرة والمحروقة ابت الا ان تزورني في منامي في تلك الليلة. وانا على هذه الحالة، وفجأة وبدون سابق انزار سمعت دويا للمدافع الساعة السابعة صباحا، وفي الساعة السابعة ونصف تماما سمعت زغرودة من احدى نساء المعسكر تزف لسكان المعسكر خبر انتصار الجيش الشعبي وحركة العدل والمساوة من الجبهة الثورية في عملية مشتركة على قوات ومليشيات المؤتمر الوطني في معسكرهم في منطقة الجاو الغربية. وقد انزلت قوات الجبهة الثورية من الجيش الشعبي والعدل والمساواة هزيمة قاسية بجيش المؤتمر الوطني وتم تجريدهم تماما من كل اسلحتهم، بما تعني هذه الكلمة من معاني في اللغة العسكرية.

    ولان المعسكر قد كان كبيرا، وان ذلك الانتصار قد كان اسطورة ربما تحكى لاجيال قادمة، فقد كان لا بد لنا من زيارة ارض المعركة للوقوف على ما حدث بأنفسنا لكي نحكي ما شاهدناه كشهود للعصر. وقد تحركنا مجموعة من الرفاق تجاه ميدان المعركة الذي يبعد عن معسكر ايدا ثلاثون دقيقة بعربة صغيرة وخمسة واربعون دقيقة بعربة كبيرة، ووصلنا هناك حوالي العاشرة صباحا. وعند وصولنا لارض المعركة، شاهدنا العجب بامهات اعيننا..... فمهما حكينا ومهما وصفنا الحال سوف لن نوفي تلك المعركة حقها. وربما سياتي يوم تكون فيها هذه المعركة درسا من الدروس التي ستدرس للطلبة الحربيين. وفيها سوف يعرفون ما يسميها الجيش الشعبي ب "تربيزة الرملة"، او الخطة الهجومية على موقع ما، وما هي الا استراتيجية حربية والتكتيكات المصاحبة لها التي يجب ان تتبع عند الهجوم على موقع ما. وسوف يعرفون كيف انهار معسكر بهذا الحجم وبتلك الامكانيات في اقل من نصف ساعة ليصبح اشلاءا وليتم تجريد اكثر من ستة الف جندي من جنود المؤتمر الوطني من كل تلك الاسلحة التي كانت بحوزته. معسكر كان يرجى منه ان يكون قاعدة للقادة للعمليات الحربية في جبال النوبة ودارفور وجنوب النيل الابيض والنيل الازرق ويحرس البوابة الجنوبية للسودان المتاخمة للجنوب في كل من جنوب كردفان وجبال النوبة وجنوب وشرق دارفور على وجه الدقة والتحديد.

    فاول ما لاحظناه من ضخامة المعسكر كما زكرنا سابقا، هو ال "تي" او الخندق او بالاحرى الحفرة الضخمة في الوسط والحفر الصغيرة التي تحيط بها من كل الاتجاهات والتي تبلغ اكثر من الف حفرة حول معسكر قطره اكثر من الثلاث كيلو مترات. وامام كل حفرة مدفع من 81 معدل ودوشكا وبي كم، وهذا على دائر ما يدور حول هذا "التي"، كما وان هنالك مجموعة من الحفر في الوسط يبدو انها قد كانت خاصة بالقادة الكبار، هذا بالاضافة الى تلك الحفرة في الوسط الكبيرة جدا والتي كانت موقعا للعربات والدبابات والاليات الكبيرة، بالاضافة الى عدد من المخازن الكبيرة التي كانت ملاى كلها بالمدافع والبنادق الرشاشة والزخائر وكل ما يخطر بالبال ويتعلق بالعمليات الحربية والعسكرية هذا بالاضافة الى جنود يقدر عددهم بستة الف جندي او اكثر بقليل. وقد كان يقودهم ضابط كبير برتبة لواء واثين من مساعديه من العمداء بالاضافة الى الرتب الاخرى من ضباط وضباط صف، ومعظمهم او جلهم قد لقى حتفه في تلك المعركة في ذلك اليوم. فاما الذين فروا فقد فروا فرارا على الاقدام ومعظمهم قد لقى حتفه من العطش لعدم درايتهم بطبيعة وجغرافية المنطقة. وقد كانت هنالك دبابة حاولت الهروب تقل قائد المعسكر لحقت بها قوة من حركة العدل والمساوة التابعة للجبهة الثورية وقضوا على القائد وسائق الدبابة واستولوا عليها.

    فان جاز لنا ان نصف ما حدث باختصار، فهو التجريد الكامل لقوات المؤتمر الوطني في منطقة الجاو من اسلحته ومعداته كما وصف ذلك الناطق الرسمي للجيش الشعبي ارنو نقوتلي لودي في بيانه. ولكن قبل ان نصل للمدفن الرئيسي، فقد كانت هنالك عدة مدافن في الجهة الشرقية المواجهة لمعسكر الجيش الشعبي، حيث شاهدنا بداخلها جثث لجنود المؤتمر الوطني يبدوا انهم اطفال ذبحوا داخل مدافنهم تلك، وعندما وصلنا للقطر الرئيسي وجدنا عدة جثث لقادة كبار من بينهم جثة لشخص قيل انه برتبة العميد، هذا بالاضافة لملازمين اوائل وملازمين وصف ضباط. وكما زكرنا من قبل فقد كان هنالك اكثر من الف مدفع منصوب امام تلك المقابر. اما المقبرة الكبيرة "الحفرة" بما كان فيها، وقد قيل هي قرابة الالف عربة، كلها قد صارت غنائم للجبهة الثورية، كما وانه قد تم اسر اربعة من الجنود واحد منهم برتبة الملازم وهو من ابناء كسلا. فاما المعركة، فهي لم تتوقف هنا، بل زحفت قوات من الجبهة الثورية مطاردة الهاربين الى ان وصلت طروجي حيث كان يعسكر فيها الهاربون من معركة الدار بقيادة المرتزق صالح دوداري بالاضافة الى الهاربين الذين وصلوا من الجاو. وقد قضت الجبهة الثورية على معسكر طورجي تماما مخلفة عددا من القتلى لا يحصى كما تم العثور على كميات كبيرة من الصواريخ كانت مخزنة في مخزن هناك.

    فمعارك الدار والجاو وطروجي قد وضعت نهاية حقيقية لجيش المؤتمر الوطني ومليشياته، فما كان للمؤتمر الوطني الا وان يفكر في جلب المرتزقة من داخل وخارج الحدود، وهذا ما فعله المؤتمر الوطني في صيف عام 2014م عندما جلب قوات الدعم السريع بقيادة المليشي والمرتزق الكبير حميدتي. فبالرغم من هذه الهزيمة النكراء والبشعة، ظل العقيد الصوارمي سعد، المتحدث الرسمي لجيش المؤتمر الوطني ولمدة يومين متتابعين يغش ويخدع الشعب السوداني بان قواتهم مازالت تطارد فلول المتمردين. وان لم نكن حضورا في ذلك اليوم على ارض المعركة لصدقناه كما صدقه الكثيرون من الشعب السوداني المخدر والمنوم مغنطيسيا، ومن وقتها اصبح الصوارمي عندي رجل كذوب لا يصدق فيما يقوله. فمهما قال من حديث، لا يصدق مهما كانت درجة صدقيته، ومن وقتها اصبحنا نطمئن لتصريحاته ونقوم بعكسها لصالح الحركة الشعبية والجبهة الثورية وقد كانت كلها تكون صحيحة بعد ان نعكسها.

    ففي ذلك العام، اي العام 2012م، ما دخل المؤتمر الوطني والحركة الشعبية في معركة الا وانهزم المؤتمر الوطني وترك وراءه عددا كبيرا من القتلى والجرحى وكمية من المعدات الحربية من عربات مجهزة ودبابات ومدافع ثقيلة ورشاشات. وقد فعل الجيش الشعبي ذلك في ابي هشيم حيث كبد مليشيات المؤتمر الوطني اكثر من 250 قتيل وعدد من الجرحى واستولى منهم على غنائم لا باس بها بعد ان دخلوا خلسة كعادتهم الى تلك القرية الامنة وقاموا بقتل المواطنين وحرق بيوتهم بل وصل بهم التعسف للتغوط والتبول في الذرة التي حصدها المواطنون مؤنة لهم. وهذه المعركة قد اوضحت لنا مدى الحقد والكراهية والتزمت الذي يتمتع به هذا الجيش، اي جيش المؤتمر الوطني. وقد احترنا تماما في هذا السلوك الذي يعكس مدى المرض النفسي الذي يعيشه هؤلاء البشر وحقدهم تجاه انسان جبال النوبة. لقد خلى هؤلاء تماما من الذكاء الاجتماعي والذكاء العاطفي والذكاء الانفعالي الذي يسود المجتمعات الحديثة، مجتمعات ما بعد العولمة. انهم مازالوا يعيشون عصور انسان الغاب فهم لم يتحضروا بعد بالرغم من ادعائهم ذلك الا وان عقلهم الباطني الجمعي مازال يرزح في عهود التيه والضياع ومازل عقلهم الجمعي همجي وجلف. مجموعة من الامراض النفسية التي يعيشها جيش ومليشيات المؤتمر الوطني وهذه في حاجة الى جهود جبارة لمعالجتها. لذا جيش هذه حاله لا يمكن باية حال من الاحوال بان ينتصر في معركة.....

    وبعد ابي هشيم، اتت معركة العتمور الشهيرة، والتي نجى منها مهندس هذه الحرب، احمد محمد هرون باعجوبة. فان كانت استخبارات الحركة الشعبية متابعة للحدث وتعلم بوجوده في متحرك المؤتمر الوطني الذي كان يقصد كاودا، لكان احمد محمد هرون مهندس هذه الحرب اما ميتا واما هو في لاهاي الان يواجه مصيره. فبعد تلك المعركة، دخل احمد محمد هرون مهندس هذه الحرب والذي تعرض لاصابة في مؤخرته وهو مدبر في حالة نفسية سيئة الى ان تم نقله واليا لشمال كردفان. كما كانت هنالك معارك في كل من الحمرة او المقبرة كما يسميها الجيش الشعبي وفي كل من دلوكا وشات والاحيمر مرة اخرى، وفي كل هذه المعارك كانت تنهزم قوات ومليشيات المؤتمر الوطني وتجرجر ازيالها.

    ولا ننسى معارك المفلوع وتالودي ومندي وما حولها ومعارك الشريط الرملي وكل من معارك سلارا وخورانجليز حول مدينة الدلنج. فاما تالودي فمازالت هي المكان العصي نتيجة للاهمال الشديد في التعامل معها بالرغم من موقعها الاستراتيجي. فقد كانت تالودي من ضمن الحاميات ال 65 التي سقطت في قبضة الحركة الشعبية في الاسبوع الاول من الحرب، ولكن عدم وصول الدعم سريعا وعدم الاكتراث بها في ذلك الوقت حيث انصب الجهد كله في مدينة كادقلي افقد الحركة الشعبية موقا مهما بعد ان اعاد جيش المؤتمر الوطني صفوفه لاستخدامها في تحريك متحركاته، ولكنها اصبحت تغذي الجيش الشعبي باحدث الاسلحة والمعدات الحربية. وربما هذا هو السر في الابقاء على وجودها بواسطة الحركة الشعبية.

    صيف العام 2013م، الصيف الحاسم الاول:

    بدا صيف هذا العام باكبر عملية قام بها جيش الحركة الشعبية في منطقة دلدكو حيث تمكنت قوات الحركة الشعبية من تدمير متحرك لجيش ومليشيات المؤتمر الوطني كان في طريقه الى منطقة ام سردبه حيث تكبدت قوات المؤتمر الوطني خسائر كبيرة في الارواح وفي المعدات، وقد تمكنت قوات الجيش الشعبي من الاستيلاء على ثمانية دبابات بحالة جيدة كما قامت بتدمير دبابة اخرى بينما تركت قوات العدو دبابة واحد في الاحراش لم يتم العثور عليها بواسطة قوات الحركة الشعبية ليستعيدها جيش المؤتمر الوطني بعد ايام.

    وقد انتهى العام 2013م بدخول قوات الجبهة الثورية الى منطقة ابي كرشولا والحاق هزيمة نكراء بقوات ومليشيات المؤتمر الوطني، بل وصلت قوات الجبهة الثورية حتي مدينة ام روابة حيث تجولت في شوارعها بعد ان ارسلت رسالة قوية لقوات المؤتمر الوطني والتي حتى الان لم تفهم محتوى تلك الرسالة. وقد كنت اتمنى ان لو اتجهت قوات الجبهة الثورية الى تالودي بدلا من ابي كرشولة....

    صيف العام 2014م، الصيف الحاسم الثاني:

    في الربع الاول من العام 2014م قام المؤتمر الوطني باعداد قوات للهجوم على اكثر من ثمانية محاور في جبال النوبة. وقد تم تكسير كل تلك المتحركات وكانت اشهرها قوات الجنجويد القادمة من دارفور بقيادة حميدتي عن طريق محور الخرسانة والتي كان على راسها نائب حميدتي والذي قضى نحبه في تلك المعركة ومعه اكثر من عشر من كبار ضباطه. فتلك المعركة قد وضعت حدا لقوات الجنجويد القادمة لدارفور للحرب في جبال النوبة كمرتزقة ومعهم قوات من خارج الحدود. فعندما عادت تلك القوات مهزومة تجرجر اذيال الخيبة والامل، عاثت في شمال كردفان فسادا الى ان قامت حكومة المؤتمرالوطني باستبعادها من شمال كردفان عن طريق مهندس الحرب في جنوب كردفان وجبال النوبة احمد محمد هرون بعد ان قام بدفع مبالغ طائلة مقابل حربهم في جبال النوبة. وعندما سئل حمدتي عن الحرب في جبال النوبة قال بانهم ليست لهم عداوة مع النوبة وانه سوف لن يقاتل في جبال النوبة مرة اخرى .

    فظهور مليشا الدعم السريع في جبال النوبة قد كان على غرار مليشيا الدعم السريع باقليم دارفور، وكان يقدر عدد افرادها بعشرة الاف مقاتل من الشعوب المختلفة بما فيهم المنحدرين من الاقليم نفسه من اثنيات اولاد علي والرواوقة والمسيرية الحمر والزرق واولاد حميد والكنانة والصبحة واثنيات مختلفة من شعوب النوبة على راسها كافي طيارة البدين. فقد مثلت الاثنية التي يقودها كافي طيارة النسبة الاعلى في انتظام افرادها في صفوف مليشيا الدعم السريع. وقد شوهد الجنود الاطفال في المركبات المقاتلة وكان يقدر عددهم ما بين 130 -150 وقد تلقت تدريبا في مدينة الابيض بشمال كردفان وفي الخرطوم في معسكر كرري شمال مدينة ام درمان وكذلك في اقليم نهر النيل بمدينة عطبرة. فهذه المليشيات تتقاضى مرتبات تفوق الثلاثة الاف جنيها في الشهر بالاضافة الى حافز يقدر بالفين من الجنيهات نظير المشاركة في القتال. وقد سمح لهم بالاحتفاظ بغنائمهم من اموال خلال القتال.

    وقد هزمت تلك المليشيا التي كان يقودها كل من كافي طيارة البدين وحسين جبرالدار وقتل حسين جبر الدار في يوم 24 مايو 2014م في منطقة الدلدكو حيث كان يعتبر القائد الميداني لتلك القوات من الدعم السريع وقد كان برتبة العقيد وهو من ابناء النوبة.

    وفي منتصف العام 2014م قام البشير واركان حربه من كبار الجنرالات في جيش المؤتمر الوطني بوضع استراتيجية لصيف العام 2015م باعتباره الصيف الحاسم. وفي خريف ذلك العام تم تجنيد اكثر من 40الف من اطفال النوبة تم اخراجهم من قاعات الدراسة للتجنيد في جيش المؤتمر الوطني بغية انتهاك اعراض اخواتهم وامهاتهم وسرقة اموال اهلهم واحتلال ارضهم لتسليمها لعدوهم بمقابل مادي لا يسمن ولا يغني من جوع، وقد كان على راس تلك الخطة ابن المنطقة الجنرال محمد جرهام شاؤل المفتش العام لجيش المؤتمر الوطني.

    وبناءا على ذلك قامت حكومة المؤتمر الوطني كالعادة بارسال متحركات في كل الاتجاهات في جبال النوبة وتم تطويقها بجيش ومليشيات المؤتمر الوطني. وقد تلقى ذلك الجيش ومليشياته هزائم كبيرة في كل من دلدكو والدندور وشات الدمام ودلوكا وبلينجا. وقد استولت الحركة الشعبية على عربات والات ومعدات حربية وزخائر بكميات كبيرة. فاما معركة القنيزية، ام المعارك في ذلك الصيف، قد اوضحت بجلاء بان العمليات التي يقودها الجيش الشعبي تسير دائما في خطها السليم لان قادتها جميعهم محترفون وصنعتهم الحروب في الجنوب وفي جبال النوبة والنيل الازرق وفي الشرق.

    صيف العام 2016م الحاسم الثالث:

    فاما هذا الصيف، او الصيف الحاسم كما قال البشير، فقد تبخر في اشهر معدودات بعد ان تلقى جيش ومليشيات المؤتمر الوطني صفعات قوية في كل من جبال النوبة والنيل الازرق. ففي جبال النوبة قام المؤتمر الوطني بارسال ثمانية متحركات تم ابادة خمس منها ابادة كاملة بينما تم تشتيت اثنين منها وهنالك واحدة محاصرة في منطقة اللزرق بهيبان. واما في النيل الازرق والتي كانت الهدف الاستراتيجي للمؤتمر الوطني في هذا الصيف، فقد تعرض فيها المؤتمر الوطني لهزيمة كبيرة ومؤلمة لم يتعرض لها من قبل امام الجيش الشعبي طيلة حربه معه. فقد استولت الحركة الشعبية في النيل الازرق من جيش المؤتمر الوطني ومليشياته على اسلحة نوعية ومتقدمة بكميات كبيرة وضعت بذلك نهاية للفرية التي كان المؤتمر الوطني يطلقها كلما تلقى هزيمة من الجيش الشعبي، الا وهي بان حكومة الجنوب تدعم الحركة الشعبية. فقد شهد العالم كله وشهد المؤتمر الوطني بنفسه كما شهد الشعب السوداني اجمعه الدعم السخي الذي قدمته قوات المؤتمر الوطني ومليشياته للحركة الشعبية في هذا الصيف لذا من الصعب مرة اخرى ان يدعي المؤتمر الوطني بان حكومة الجنوب تدعم الحركة الشعبية لان الدعم الذي تكرمت به حكومة المؤتمر الوطني للحركة الشعبية هذا العام لا تستطيع حكومة الجنوب ان توفره لنفسها ناهيك بان تقوم بتوفيره لطرف اخر.

    ففي بيان له افاد الامين العام للحركة الشعبية بان الجيش الشعبي قد كلف المؤتمر الوطني اكثر من ثلاثين دبابة من دبابات تم الاستيلاء عليها واخرى تم تدميرها كما وانه قد كلفها اكثر من 300 عربة من عربات تم الاسيلاء عليها بحالة جيدة وعربات اخرى تم تدميرها، فاما المعدات الحربية من مدافع ثقيلة وزخائر ودانات فلا حصر لها. كما افاد بانه قد تم ابادة خمس من المتحركات الثمانية التي توجهت الى جبال النوبة ابادة كاملة. فالمؤتمر الوطني في هذا العام والذي كان يصفه بالصيف الحاسم قد زود الحركة الشعبية بكل احتياجاتها الحربية لاعوام قادمة، وخاصة بالاحدث منها...

    وعليه نخلص ونقول بان المؤتمر الوطني الذي فشل في خمس اعوام متتالية من الحاق الهزيمة بالحركة الشعبية في اي معركة من المعارك، لا اعتقد بانه سيكون قادرا في اي وقت اخر لاحق بان يلحق بها الهزيمة.... وان الذي لا يكسب الاربعة وعشرين ساعة الاولى سوف لن يكسب الحرب.... خاصة بعد ان تحول الجيش الشعبي من جيش لحرب العصابات الى جيش نظامي مكافيء لجيش المؤتمر الوطني ان لم يكن اكثر منه كفاءة ....

    ولكن ما يجعلنا نقف قليلا هو الدور المخزي لبعض ابناء النوبة في جيش ومليشيا البشير. فهؤلاء لم يستفدوا من دروس التاريخ. فهم وحدهم من بقية الاثنيات السودانية الذين يتم تجنيدهم ليستهدفوا اهلهم، وهذا لا يحدث لا هنا في السودان ولا في اي بقعة في العالم الا عند شعب النوبة. فعندما انسحبت الولايات الجنوبية من الاتحاد الفدرالي الامريكي، كان هنالك تساؤلات حول الجانب الذي سينضم اليه العديد من الجنرالات. كان روبرت اي لي يعتبر من افضل جنرالات البلاد، ولقد عرض عليه الرئيس لنكلون بالفعل قيادة جيش الاتحاد، ولكن الجنرال لي ما كان يفكر في يوم من الايام ابدا في ان يخوض حربا ضد اهله في فرجينيا، لذا فقد رفض العرض الذي قدمه له الرئيس لنكلون وانضم الى تحالف الولايات الجنوبية، بل وتبعه افضل الجنرالات في البلاد من الجنوب. كما وانه في الحرب التي وقعت قريبا في الجنوب في العام 2013م بقي كل جنرالات النوير في الحركة الشعبية في منازلهم ولم يشاركوا في الحرب ضد اهلهم..

    فالسؤال المطروح الان هو، ما الذي يجعل الجنرالات من ابناء النوبة من امثال محمد جرهام وحسين جبر الدار وكافي طيارة وغيرهم كثر ان كانوا في الجيش السوداني او مليشياته يحاربون ضد اهلهم؟ هذا شيء محير تماما وهو يحتاج الى بحث. فبعض النوبة الان اصبحوا ازمة بالنسبة للنوبة وازمة بالنسبة للسودان نفسه.

    فاما هم ازمة بالنسبة للنوبة بانهم يتجندون ويذهبون الى محاربة اهلهم لانتهاك عروضهم ونهب اموالهم واحتلال ارضهم بغية تسليمها للعدو، وهذا قد تكرر كثيرا عبر التاريخ القديم والوسيط والحديث للسودان. كما انهم يكونون مخبرين ضد اهلهم وينقلون ادق اسرارهم لعدوهم، وهذا ما لا يحدث الا في مجتمع النوبة. فالنوباوي يمكن ان يبيع اخيه دون ان ترمش له عين، وهذا ما لا يمكن ان نقبله بايةحال من الاحوال. فعلى النوبة معالجة هذا الخلل الكبير في نظامهم الاجتماعي.

    فاما وهم ازمة للسودان كله، فيتمثل في اننا نجدهم في قوات حرس السجون هم الذين تقع على عواتقهم اهانة وزلال المساجين، كما نجدهم في البوليس هم الذين يقومون بتعزيب وقهر المنتظرين، فاما في الجيش فهم الذين يقاتلون في كل انحاء السودان ويتم تحريكهم كالدمي بدون ان يكون لهم راي في الذي يحدث كانهم اجسادا خاوية لا عقول لها تعي خطورة ما تقوم به، فاما في الامن فحدث بلا حرج. فهم اساطين التعزيب في بيوت الاشباح.

    هذا الوضع يحتاج الى اعادة نظر من المجتمع النوبي ولا بد من اخذ هذا الامر بجد.... اننا في ضلال مبين دون ان نشعر... كما اننا السبب في بقاء هذه الحكومة بل كل الحكومات الفاسدة التي حكمة السودان لاطول مدد ممكنة... فتغيير هذه الحكومة في ايدينا ان ابتعدنا عن الممارسات التي تقوم به عن طريقنا... الحروبات الكثيرة والتعزيب الذي يقع على الشعب السوداني... فاما الحرب التي تدور الان فيمكن ان نقول بكل تاكيد بانها حرب بين النوبة في الحركة الشعبية والنوبة في المؤتمر الوطني..... نوبة يريدون الحفاظ على الارض والعرض والمال ونوبة اخرون يريدون انتهاك العرض وسرقة الاموال واحتلال ارضهم لتسليمها للعدو. فالان المؤتمر الوطني يجند اطفال النوبة للزج بهم في المحرقة بينما اولي امورهم يصمتون صمت اهل القبور كان الامر لا يعنيهم في شيء.....

    ومع ذلك سينتصر الجيش الشعبي هؤلاء المرتزقة وسيظل الجيش الشعبي هو الحارس الامين للنوبة ولبقية الشعب السوداني...

    طالب تية،

    10 مايو 2016

    أحدث المقالات
  • طارق الطيب دبلوك كان بدري عليك الرحيل بقلم عصام علي دبلوك
  • تنظيم داعش الإرهابي ( الأمريكي).......!!!!؟؟؟؟ بقلم محمد فضل - جدة
  • الكونفدرالية مع الاردن مالها وما عليها بقلم سميح خلف
  • الدولة المدنية كلام فارغ..ولا مفر من العلمانية بقلم صلاح شعيب
  • الفنان الذري .... عشر سنوات علي الرحيل بقلم صلاح الباشا
  • بيانات مجلس السفهاء!!! بقلم عبد الغفار المهدى
  • إن لم تستح فأصنع نفرة!! بقلم حيدر احمد خيرالله
  • كيف انجرفت سوريا بفعل تجار الموت بقلم ألون بن مئير
  • عطاء بلا ضوضاء ..!! بقلم الطاهر ساتي
  • ونتألم !! بقلم صلاح الدين عووضة
  • امتحان أمام السيد الوزير..! بقلم عبد الباقى الظافر
  • الدوائر بقلم أسحاق احمد فضل الله
  • عثمان ميرغني والعدالة الاسرائيلية! بقلم الطيب مصطفى
  • الخرطـوم عاصـمة بـلا محاســن ولا رتــوش !!
  • السودان والقانون الدولي للبحار (2) بقلم فيصل عبدالرحمن علي طه
  • مسؤولية الدولة تجاه المحامين بقلم نبيل أديب عبدالله
  • التأميم والمصادرة: تتابع تهاوي الشركات والمؤسسات بقرارات المصادرة العاصفة-المقالة الثامنة
  • لا تخدعنَّك اللِحى و الصورُ.. تسعةُ أعشارِ من ترى بقرُ! بقلم عثمان محمد حسن
  • وكأن الإختناقات المعيشية وحدها لاتكفي بقلم نورالدين مدني
  • ليبرمان خيال مآتة حكومة نتنياهو بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de