يرمي باللوم علي بريطانيا و وعد بلفور عام 1917 في قيام دولة إسرائيل. بينما يتجاهل الجميع دور الدولة العثمانية (1299- 1923) في نزوح و إستيطان اليهود في فلسطين. و دور العثمانيين لم يقتصر علي تشجيع الترك اليهود في الدولة العثمانية و في مستعمراتها و غالبيتهم صهاينة أشكيناز و سفارديم علي النزوح و الإستيلاء علي فلسطين بل تجاوز ذلك بالتفاهم مع بريطانيا لإصادر وعد بلفور و كذلك أمر الموظفين العثمانيين بتسهيل شراء الترك اليهود لأراضي فلسطين من العرب الذين تم إفقارهم عمدا بالضرائب العثمانية و الأحكام التعسفية و السخرة ليضطروا لبيع أراضيهم و الهجرة لخارج فلسطين عليا الأولى (أيضا تسمى بعليا المزارعين) هو مصطلح يستخدم لوصف موجة كبيرة من الهجرة الصهيونية إلى ما هو الآن إسرائيل (عاليه) بين 1882 و 1903. اليهود الذين هاجروا إلى فلسطين العثمانية في هذه الموجة جاء كلهم من أراضي الدولة العثمانية. هاجر ما يقدر بنحو ثلاثون ألف يهودي إلى فلسطين العثمانية خلال عاليه الأولى. و أنشأوا 33 مستوطنة يهودية مستقلة بتنسيق مع الأدارة العثمانية. استغرقت الموجة الثانية السنوات من 1904 إلى 1914 تقريباً، وضمّت عدداً يتراوح بين 35 و40 ألفاً من اليهود. تُعَدُّ الموجة الثالثة استمراراً لسابقتها (وكانت تضم بين أعضائها غولدا مائير) وقد استغرقت السنوات من 1919 إلى 1923 تقريباً (لم تكن هناك هجرة أثناء الحرب)، وضمت حوالى 35 ألف يهودي. و بعد قيام دولة تركيا عام 1923 حدثت الموجة الرابعة من 1924 إلى 1931 تقريباً، وضمت حوالى 82 ألف يهودي و الموجة الخامسة من 1932 إلى 1944 تقريباً وضمت حوالى 265 ألف يهودي. ومع هذا، يمكن القول أنّ عدد اليهود في فلسطين عام 1948 قد بلغ 649.623 يهودياً. في عام 1880 كان سبعين في المئة من العرب الفلسطينيين من المزارعين، و تم إرهاقهم بدفع ضرائب فادحة إلى النظام الإقطاعي التركي الاستغلالي. عندما وصلت الموجة الأولى من المهاجرين اليهود كانت فلسطين لا تزال تحكمها الإمبراطورية العثمانية منحلة. في االفترة من 1880 و حتي 1914 تحولت أراضي زراعية شاسعة إلي صحراء بسبب سياسة الضرائب العثمانية و ليس بسبب تقاعس الفلسطينيين. و إستمر التدهور حتي تم إقتلاع العرب عام 1948. و تم بيع أراضي كثيرة للترك اليهود علي يد الحكومة العثمانية من خلال مزادات الأراضي الفلاحين الذين لا يمكنهم دفع الضرائب. و إجبار الفلسطينيين العرب المسيحيين علي البيع و الهجرة من فلسطين. بقلم : طارق عنتر أحدث المقالات
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة