:: عند خلط التبر بالتراب قد يختلطا كما كان قبل التعدين، ولكن يبقى التبر تبراً والتراب تراباً.. وهكذا وضع حلايب وشلاتين و أبورماد بمصر منذ الإحتلال، ولم تنجح كل عمليات ومشاريع تمصير هذا المثلث، ولن تنجح ..و لذلك فان خبر تجنيد شباب حلايب في جيش مصر الإحتياطي لا يتوجس منه إلا من لا يعرفون ثقافة وطبيعة و روح أهل حلايب، وكذلك من يجهلون نتائج كل عمليات ومشاريع تمصير أهل حلايب.. لقد بذلت سلطات المصرية كثير جهد ومال لتحقيق (حلم التمصير)، ولم - ولن - يتحقق هذا الحلم.. !! :: والتفكير في تجنيد شباب حلايب من أحلام اليقظة أيضاً.. ولأن كل حقائق التاريخ تكذب مصر في قضية حلايب، ترفض سلطاتها منصات التحكيم الدولي ثم تبذل جهداً خارقاً لتمصير الأهل هنا.. ولكن الروح السودانية هناك تهزم كل الجهود وتنتصر لأصل الهوية.. وعلى سبيل المثال، ثلاث وحدات سكنية بكل من حلايب وشلاتين وأبورماد، وبكل وحدة خمسمائة منزلاً، وبكل منزل خدمات الغاز والمياه والكهرباء..ومع ذلك، سفوح الجبال والسهول والوديان هي التي جذبت روح البشاري، لتتحول الوحدات السكنية إلى أطلال..!! :: ثم قرية سياحية في أبورماد، بقصد دمج المجتمع البشاري مع المجتمع المصري الوافد، ولكن البشاري لم يقرب تلك القرية حتى تحولت إلى أطلال أيضاً..ثم بنشاط غير مألوف، أكملت السلطات المصرية طريق الساحل، وأوصلته إلى (بوابة) وضعت في غير مكانها الصحيح..ومنذ سنوات، تنتظر إفتتاح الطريق لتعبر المارة والسيارة لأن في العبور الرسمي (إعتراف بالمكان).. ولكن لا افتتاح ، ولا اعتراف بنقطة العبور ما لم تبعد عن بورتسودان (400 كلم)، وليس ( 280 كلم)، كما الوضع الراهن..!! :: وكما فشل نجاح نظام مبارك، فلن ينجح نظام السيسي أيضا في تمصير البشاريين .. ويوم إنقلاب السيسي، كتبت : ( هل يكون نظام السيسي هو المعول الذي يهدم أزمة حلايب بحيث تعود الثقة بين الشعبين وتحل محل المؤامرة والغدر ؟.. قادمات الأيام حبلى بالإجابة..وقضية حلايب - وهي أم القضايا - هي الإمتحان الأساسي لنظام السيسي إن كان صادقاً في العبور بالبلدين والشعبين إلى بر التعايش الأخوي بكل ثقة .. علماً أن سودانية حلايب لم تعد فقط محل نزاع حكومي، أو كما كان في عهد مبارك، بل حولها إعلام عهد السيسي إلى قضية مصيرية). :: وللأسف، سقط نظام السيسي في الإمتحان حين نفذ ذات مشاريع التمصير التي ظل ينفذها نظام مبارك، و كلها ( فشلت).. مصر لم تُحرر طابا تحرر بالحرب او بالتمصير، فلماذا لا تختصر المسافة وتختار طريق تحرير طابا؟.. نعم، على نظام السيسي أن يخرج من مطرقة الرأي العام المصري وسندان الرأي العام السوداني إلى رحاب التحكيم الدولي ..!! :: وإن كانت مصر في عهد مبارك ترفض اللجوء إلى التحكيم الدولي بتبرير : ( البشير ومبارك اتفقا على أن تكون حلايب منطقة تكامل) ، فأن هذا التبرير يتناقض مع وضع المثلث الراهن..هي ليست منطقة تكامل، ولن تكون..وهي ليست مصرية، ولن تستطيع مصر تمصيرها ولو جند كل سكانها ثم حول المنطقة إلى (وزارة دفاع) ..طبيعة الأشياء بمصر حالت دون دمج المجتمع النوبي منذ قرون، فهل تدمج المجتمع البشاري..؟؟
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة