ــــــــــــــــــــــــــ 1 وحيدٌ يسألُني المكانُ صرختيّ والأرضُ تحمِلُ مِجهراً لتقيّسَ تجمهُريّ في الحَزنِ ضئيلٌ كأن روحيّ نملُ أرى بعينينِ بحجمِ الكونِ ثُقباً في جِدارِ الزّمنِ يا أيها المساءَ أحسُّ أنكَ من تُقلِبَ أخيلتي في رملِ العُزلةِ أحسُّ أنكَ بريقُ الدُّنيا حباتُ المطرِ التي تشويّ عناقيدَ الحُبِّ بنارِ الكلامِ يسألُني السّائرُ في دمي -أعني عِشقُ امرأةٍ ممشوقةِ المسافاتُ- عن معنى التّسكُّعِ المُكترِثَ في عُنقِ القُبلةِ النّائيةَ ببراحاتِ النّضوجِ عنك أيتها الغزالةَ بابتسامتِكِ التي نزلتْ منزِلينِ في جُزُرٍ ضائعةٍ وكنزِ روحٍ لم تكتشفهُ الحُروفُ . . .... ما يسألُني خلا غِيابي؟
2 و أشارتْ بعينيِها إلى الكـلامِ فارتقى كدِرويشٍ حتى المقامِ
3 قِبابٌ تقِفُ بذِكرِ المُصطفى على مشارِفِ السّماءِ مُخضلّةً بالألوانِ، بالمديحِ بالأرواحِ المُسافِرةِ للرّواءِ قِبابٌ شيدتها العصافيرُ من دِنانِ وجدِها المُحلِّقَ/ من مؤونةِ الغناءِ قِبابٌ تجلِسُ القُرفصُاءَ في الشّارِعِ الغنيِّ بالأصّداءِ قِبابٌ لا يُعبِّئُ بطنَها سوى أصواتِ الذّاكِرينَ سوى صدى لا إله إلا الله.
4 أرهقني التّدلّي من عَلٍ لن/م أبلغَهُ وطمرتنيّ سفوحي فلم أثِبْ ﻷيِّ نحوٍ أُمرِّرُ الكونَ على ظهري وكفي أنا الشّارِعُ فما الفرقُ عِندي بين ذِكرٍ وسهوِ.
5 براءاتُها التي لوّحَ الغيمُ بها لكفِّ اﻷرضِ الممدودةِ وثمرُ الحنينِ يلمُّ أدمُعَ السّابِلةَ الغرقى في براثنِ الغيابِ بُحيرةُ الشّذى في القَفرِ واِنتِشاءُ السُّفوحِ بالوصلِ لا أثرّ لبراءاتِها في القبضةِ وأنما في اِنشِطارِ الصّدى والضدِّ/ والابتِداءِ لا أثرّ للمُتونِ في الهوامِشِ ولا للاِنحِناءات في التّوتُّرِ فخُذْ لفخذِ المساءِ رواحَكَ القطعيِّ نحو الشّجن...
6 في قبضةِ الرُّوتين ـــــــــــــــــــــــــــ وها إنه الرُّوتينُ قابِعاً في حَلزونيتِهِ صاعِداً/ هابِطاً حتى الاِنفتاقِ.. فرّتْ من الدَّائرةِ المُحكمةِ: أخيلةٌ دون خيَّالٍ/ دون ماءٍ/ دون ظَهرٍ وأظافِر.. فرّتْ لترعى الفُلاةَ وأنها من الرُّوتينِ.. قلّمتُ الوحشةَ بهدمِ الابتساماتِ فرادى في لهوِها بقاعِ القلبِ المفجورِ/ فرادى في أُنسِها الدَّائري.. ها إنه الرُّوتينُ صاعِداً على سلالِمِ النوايا إلى غيمةٍ في ذاكِرةِ الأتي على صَهوةِ المضضِ.. ها إنه الرُّوتينُ مارِقاً من هوجِ الانكفاءِ على المدى المغلقِ في أخِرِ النفقِ.. ها إنه الرُّوتينُ خائفاً على أصابِعِهِ من المقابِضِ في أبوابِ الرِّياحِ ماكِثاً عند الشَّارِعِ ممسكاً بشيشتِهِ وينتدبُ الأخيلةَ المطهّمة... 7 والشّارِعُ كفي موسيقاي الآتيةُ من النّارِ ضحكتيّ، أُنسيّ اللذيذِ شبابيكُ بيتي ونهرُ صورِهِ العذبةَ نداءاتي الحارةُ زنجبيلُ قهوتي غيمٌ مِدرارُ زهوٌ وابتِسامُ عَرقُ ملائكةٌ الشّارِعُ شيءٌ في كُلِّ شيءِ شيءٌ في اللا شيء. 24/12/2015م
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة