[email protected]إنذار .. اربطوا الأحزمة على المقاعد.هذه العبارة التي تظهر بالنور الأحمر في كل طائرة كلما بدأت في الهبوط أوالارتفاع منذرة بأن تغييرا خطيرا يقع.. أشعر الآن بأن مثل هذه العبارةتظهر في عربة الحضارة التي نركبها جميعا نحن الجنس البشري في هذا الزمانمنذرة بالهبوط إلى مرحلة أسفل..أسمع هذا النذير.. بأننا يجب أن نربط الأحزمة على المقاعد.. ليس لأننانرتفع.. و إنما لأننا نهبط.. و نهبط.. و نتدهور.المذابح في فيتنام.. القتل الجماعي في نيجيريا.. أنهار الدم في أنجولا..قتال العراق و إيران و حرق اللاجئين في الأردن.. الحرب الأهلية فيلبنان.. تفجير القنابل الهيدروجينية تحت الأرض و تحت البحر.. و إطلاقصواريخ مدارية تحمل الموت في أحزمة حول الأرض.في الشرق و الغرب يخرج الوحش البشري مخالبه و يلوح بأنيابه.. لم يعديستحي و لم يعد يخجل.. لم يعد يلجأ إلى أسلوب الديبلوماسي المهذب الذييتكلم باسم الحرية و الديموقراطية و تحرير الشعوب من الاستغلال والاستعباد..لم يعد يرفع راية السلام و يردد الشعارات النظرية البراقة و يسوق المنطقالفلسفي المحكم.. و إنما كشف النقاب فجأة عن حقيقته.. فإذا بنا أمام دولكبرى تريد أن تسود.. و قوى تتصارع على السلطة لا غير..المعسكر الشيوعي خرج منه عملاقان يبادلان بعضهما العداوة أكثر ممايبادلان عدوهما المشترك الرأسمالية.. مناقضين بذلك منطوق الشيوعية ذاتهاو كأنه مجرد حبر على ورق.. لم يعد التاريخ يحركه صراع الطبقات، فها هنامعسكران هائلان.. بروليتاريا.. و بروليتاريا و كلاهما يتصارعان.و الرأسمالية بدورها بدأت تمارس علنا أبشع جريمة في التاريخ على أرضفيتنام و الصهيونية كشفت عن وجهها في لبنان.. و الشيوعية في أفغانستان.و الأساطيل راحت تذرع البحار تستعرض عضلاتها.و الطائرات انطلقت تزمجر في الجو و تتنافس في بث الرعب.و الأقمار الصناعية راحت تتسابق في التجسس.و الصواريخ.. كل صاروخ يقول للآخر.. أنا أطول منك مدى.القوة.. القوة.. القوة..الحضارة المادية انتهت إلى تسخير العلم لصناعة القوة.. لابتكار وسائلالموت.. المجاعة و نقص التغذية و الفاقة تفترس قارات.. و الملايين ترصدللسلاح.. و فائض القمح يلقى في البحر ليرتفع سعره.لقد أفلست الحضارة المادية. و إن أعلن إفلاسها.. و أشعر بأن عربة الحضارةتهبط بنا إلى أسفل و أسفل و أسفل..و إن علينا أن نربط الأحزمة على المقاعد استعدادا للخطر الماحق.و علينا أن نواجه أنفسنا بالحقيقة و نكف عن ترويج الأكاذيب و نكف عنالتشدق بحريات لا وجود لها.فقد عادت عصور المرتزقة و الإنكشارية.و هناك ألوف يقبضون مرتباتهم لأنهم يقتلون تحت أي راية.و الجاسوسية تحولت إلى فن.. (( كيف تكون جاسوسا مزدوجا )) تتجسس لأمتك وضدها و تعمل بذمتين و لحساب من يدفع أكثر.و المذاهب تحولت إلى ذرائع للسلطة و للاستهلاك الصحفي و تبرير تحكمالأقوياء في الضعفاء، و ظلم الأقوياء للضعفاء، و استبداد الأقوياءبالضعفاء..؟و هذا إعلان إفلاس حقيقي.لقد عجزت الفلسفة المادية أن تصنع إنسانا و إن كانت قد صنعت قنبلة، و نحنماضون إلى سقوط محقق إن لم نبادر إلى تغيير دفة المركبة الحضارية كلها فياتجاه آخر. هذه المرة ليس نحو فلسفة مادية.. و لكن نحو فلسفة تعترفللإنسان بروح و ذات خلقها الله حرة جديرة بالخلود.العودة إلى فلسفة روحية تأخذ من العلم كل ما يعطيه و تضيف عليه من خصبها.و من أين تخرج مثل هذه الفلسفة إلا من الشرق!!فهل يعود الإلهام فينبع مرة أخرى و هل تشرق شمس جديدة و هل يسود السلام والإسلام أم أننا نهبط إلى هوة النهاية؟.أود التنويه إلى أن الكتاب يحتوي على أربعين مقالا تمت طباعة عشرون منها فقط.أبرد .. الحـساب ولـد بعدين ! . . العيال الذين ظنوا أنفسهم كبارا ! .أحيانا تراودني الرغبة في البكاء مثل طفل صغير يتيم تاهت عنه أمه فيالزحام. و أشعر في تلك اللحظات أننا جميعا أطفال لا فرق كبير يذكر بينناو بين أطفالنا في علمنا و معارفنا و أخلاقنا.يخيل إلينا أننا اخترقنا السماوات بعلومنا. و لو فكرنا قليلا لوجدنا أننامازلنا في حروف أ . ب . ت . ث .. و أننا كأولادنا على عتبة واحدة منالحيرة و التساؤل و الجهل.يقول لك طفلك و هو يشاور على القمر: من أين جاءوا بهذا القمر يا أبي؟.و تجاوب عليه بكلام كثير. و تتلو عليه نظريات و افتراضات خلاصتها أنه لاأحد يعرف الحقيقة. و لا حتى أينشتين نفسه.و يسألك طفلك عن جده الذي مات أين ذهب منذ موته.و عن اخيه الذي ولد أين كان قبل مولده.فلا تعرف جوابا.فلا أحد يعرف ماذا قبل الميلاد و لا ماذا بعد الموت. و لا من أين. و لا إلى أين.و يشاور لك على الكهرباء و يقول ما هذا؟ فتقول الكهرباء.و يسأل ما هي الكهرباء فلا تجد جوابا.و يسأل من أين أتت الكهرباء.فتحكي له حكاية طويلة عن ماكينات النور و وابور النور. و أنت لا تدري ماالنور. و لو سألت علماء الطبيعة كلهم ما وجدت فيهم واحدا يستطيع أن يدلكعلى ماهية النور و كنهه، و لا حتى نيوتن، و لا أفوجادرو، و لا فاراداي.و ما أجهلنا على الدوام.ابتكرنا علم النفس و كتبنا فيه المراجع و نحن لا ندري ما هي النفس.و اخترعنا الساعات لنقيس الزمن و نحن لا نعرف ما هو الزمن.و سكنا الأرض منذ ملايين السنيين و مازلنا لا نعرف عنها إلا قشرتها.و يجتمع شهود الحادثة الواحدة فيختلفون في روايتها و يحكيها كل واحدبصورة. و هذا شأن الحادثة التي لم تمر عليها ساعة فما بال التاريخ الذيمر عليه ألوف السنين و كتبت فيه المجلدات، و كلها تخييل.و ما أبعدنا دائما عن الحقيقة.و ما أقل ما نعلم.و ما أقرب الفارق بيننا و بين أطفالنا في علمنا و معارفنا.بل ما أقرب الفارق بيننا و بين أطفالنا في أخلاقنا – نحن الأوصياء والمربيين و كل منا يحتضن أملاكه كما يحتضن الطفل لعبته و لا يطيق أنتمسها يد منتفع.و فينا البخيل و الشره، و الأكول و الطماع، و من يسيل لعابه على المليم.و الطفل يخطف و الكبير يسرق.و الطفل يضرب و الكبير يقتل.و الطفل يمد يده بالإيذاء و الكبير يمد عصاه و سكينه.و الطفل يرمي بحصاة و الكبير العظيم يرمي بقنبلة ذرية.ألا يحق لي بعد ذلك أن أبكي على هذا العالم من العيال الذين ظنوا أنفسهم كبارا؟ .القراء الكرام هذا مجرد إقتباسات من سلسلة (( الشيطان يحكم)) في زمن الحساب ولد !.فالتحية للمفكر والكاتب ، د. مصطفى محمود الذي لم يترك (جمبا واحدة)تشخيصاً لواقعنا المعاصر المرير بسبب الانظمة التقليدية التي تعاقبة عليحكم الغلابة (المواطن السوداني) يعاني من كل انحاء بلادي من قبضةالمفسدين الساسة واهل الجبهة الإسلامي ومريدي التسليط علي حساب الغلابة، وعن حكايتنا ديك "جوبا رائعة "مع مجرم الحرب (أحمد هارون) سنروها فيوقت قريب.(الواقع الكذاب) ما نراه في الواقع ليس دائما هو الحقيقة.. حتى ما نراهرأي العين و نلمسه لمس اليد.. فنحن نرى الشمس بأعيننا تدور كل يوم حولالأرض، و مع ذلك فالحقيقة أن العكس هو الصحيح، و الأرض هي التي تدور حولالشمس .ومن هنا كانت قصتي معي (بشه) قبل الفترة الإنتقالية ، فالتقيت بالسيد عمرحسن أحمد البشير رئيس (الانقلاب ومجرم الحرب والاانسانية منتقد العهودوقائداً لتمزيق البلاد) ، حيث التقيت به وما في زول طالب مني دين وحليفه(وجهاً لوجه) يعني ذي الزول وهو (ماشي) شخص اخر (يتكشك كدا) يقول ليك(سوري/معليش) فكانت أحمل (قلماً وكاميراً) في يدي ، وانني في مهمة مهنية"فنية رياضية" لتغطية هذا القاء الذي جمع أحد زوار لبلاد من دول العمارات(ناس سمو) مانح مبني مقر أتحاد الفيفا بالعاصمة القومية الخرطومية جوارمبني الكنيسة الكاثلوكية (المقر العام للمؤتمر الوطني) وفي هذا اللقاءوبمناسبة إفتتاح المقر ، فكنت من مرصدي هذا الحدث الكروي الفني الرياضيلـ (صحيفة النخبة الفنية الرياضية اليومية) .طبعاً في ذاك الوقت كنت لا اميل لسياسة بل لرياضة والملفات الإجتماعيةالفنية ، وبعد (غرقنا وغرفنا) بنار ظلام الساسة تذكرت ذاك القاء مع(بشهالخاين) تمنيت لو كنت في ذاك اليوم أحمل بين يدي (كلاشنكوف) أو (قرنيت)أو (قنبله ذرية) لاضعها في جيب (عرقية جلابيته البيضاء) لتنفجر في ذاك(صيوان عفراء لمناسبات)، في وقتها لم تكن بعد ! . حال واقعنا الحالي .كما طالعت مثلكم علي هذا العبث(الرئيس عمر البشير يزور الاسر المتعففةوالعمال وذوي الدخل المحدود لمعرفة احتياجاتها) وهنا "فالصورة التي تكنأحياناً مكملة ومتممة لخبر " لن تعكس لنا واقع حقيقة الخبر وهو خارج منمنزل ليس بشبه ذو الإحتياج و..هلماجرا .في وقت نري المذابح في الخرطوم.. القتل الجماعي في دارفور والنيل الازرقوجبال النوبة.. أنهار الدم في القري والمدن.. قتال في اقاليم الهامشالسوداني و حرق وتجويع اللاجئين في معسكرات اللجؤ.. الحرب الأهلية فيالسودان الشمالي دائم .. تفجير القنابل العنودية المحرمة دولياً عليالمدنيين .. و إطلاق صواريخ مدارية تحمل الموت في أحزمة حول الأرض تستهدفالإنسان والحيوان والمؤسسات الخدمية.فخير الكلام (ما كتب وقيل) :الدنيا ليس فيها مساواة.لا مساواة في أي شيء.و فينا البخيل و الشره، و الأكول و الطماع، و من يسيل لعابه على المليم.و الطفل يخطف و الكبير يسرق.و الطفل يضرب و الكبير يقتل.و الطفل يمد يده بالإيذاء و الكبير يمد عصاه و سكينه.و الطفل يرمي بحصاة و الكبير العظيم يرمي بقنبلة ذرية.ألا يحق لي بعد ذلك أن أبكي على هذا العالم من العيال الذين ظنوا أنفسهم كبارا؟ .و تدور الحلقة المفرغة و لا نهاية.و هذه طبيعة عالمنا الكذاب الذي نمتحن فيه.كلنا نعلم هذا.. و مع ذلك لا نتعلم أبدا.كل العالم من مادة واحدة أولية.لا يمكن أن تكون كل هذه مصادفات.هل هذا عصر العلم؟ .أو عصر الجهل؟ .أو أنه جهل العلم .الله يعطينا الكهرباء.. فماذا نفعل بهذه الكهرباء؟!إننا لا نفكر كيف نحولها إلى نور.نحن مجرد مخلوقات تولد و تموت و تعيش على هبة محدودة من الخالق الذيأوجدها، و لو كنا نملك أنفسنا حقيقة لما كان هناك موت.و لكن الموت هو الذي يفضح القصة.هو الذي يكشف لنا أن ما كنا نملكه لم نكن نملكه.هل تصدق حقا أنك سوف تموت ثم تبعث و تصحو من قبرك و تحاسب.. و أن هناك إلها؟.فهأنذا أقول لكم الجواب:أن نقول الحق.و أن نقول الجد.و أن نقول المفيد و النافع و الصحيح.و أن نحيي وقت القارئ لا أن نقتل وقته.هل فهمت شيئا من هذه القصة.لقد فهمت شيئا من السياسة.فالتحية ،،لك،،، يا ،،، صديقي (صفصاف اكسبريس) .ولنا عودة في زمن الحساب ولد بعدين ! .كوكوأحدث المقالات
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة