________ :: (2014)، بعد أن خسر منتخب بلادهم مباراته أمام كوت ديفوار بهدفين في منافسات كأس العالم، لم ترجم جماهير اليابان حُكام المبارأة بالحجارة ولم تحطم الكراسي، ولم تهتف ضد المدرب والمنتخب.. بل، رمت - جماهير اليابان - نتيجة المبارة وراء ظهرها بروح رياضية، ثم أدهشت الكون بتنظيف المقاعد والمدرجات التي إستضافتها لفترة (90 دقيقة).. وكانت رائعة تلك المشاهد إلى وثقت و عكست وعي الشعب الياباني، ثم إقتدت بها جماهير السنغال في مباراة منتخب بلادها باستاد القاهرة في ذات العام..!! :: وليس في الأمر عجب..بالمدارس اليابانية، يدرس تلميذ الصف الأول الابتدائي، بجانب المواد الأكاديمية، مادة أساسية اسمها (الطريق إلى الأخلاق)، ليتعلم ثقافة التعامل مع الآشياء بوعي ومسؤولية..ومن الصف الأول الابتدائي، وحتى نهاية المرحلة المتوسطة، لا يُوجد ما يُسمى - في نهجنا المتخلف - بالنجاح والرسوب ولا (الأول والطيش)..فالهدف في مرحلتي الأساس والمتوسطة اليابانية ليس تلقين التلميذ المواد - بغرض الحفظ والتسميع - كما الببغاء.. ولكن التربية وبناء الشخصية واكتشاف الموهبة واكتساب المعرفة هي أهداف هذه المرحلة التعليمية..!! :: وهناك، مع الكتب والدفاتر والأقلام، يحرص التلميذ الياباني على أن تكون فرشاة أسنانه في حقيبته، ليستعملها عقب إفطاره وبهذا يكون قد تعلم الحفاظ على صحة وسلامة أسنانه، أي( مادة النظافة)..علماً بأن مدير المدرسة والأساتذة يسبقون تلاميذهم في الأكل والشراب من ذات المائدة المعدة للتلاميذ، ليتأكدوا - بالتجريب على أنفسهم - من سلامة ونظافة طعام تلاميذهم، وهذه مادة - عملية - يمكن تسميتها ( مادة التضحية)..ومع عمال النظافة، يشارك المدير والأساتذة والتلاميذ في نظافة مدرستهم لمدة (ربع ساعة يومياً)، ومن هنا يتعلم التلميذ الياباني التواضع ثم الحرص على نظافة مدرسته بنفسه، أي ( مادة القدوة)..!! :: وبهذا التعليم المثالي يكتسب الشعب الياباني وعياً جماعياً يسمى عامل النظافة (مهندس الصحة)، وبهذا التعليم المثالي صار الشعب الياباني نموذجاً في السلوك والنظام العام .. ولكن هنا، في موطن المزاعم والإدعاءات الشعرية التي من شاكلة ( نحن الساس، نحن الرأس)، فعلى سبيل المثال الراهن، صباح أمس، بعد إحتفال بعض جماهير الخرطوم بمخرجات الحوار الوطني في (الساحة الخضراء)، غادرت بعد أن تركت مخرجاتها على أرض الساحة (كما هي).. فالمنظر قبيح للغاية.. ويعكس - للكون - بأن تلك الجماهير ما هي إلا (كوم جماجم)، وبحاجة إلى تعليم مثالي و تربية سليمة ومناهج حضارية بحيث تصبح (وعياً جماعياً) ثم يفرح أو يغضب بأي حدث.. !! :: نعم، بشر بهذا السلوك - غير الحضاري - مرفوع عنهم كل أنواع الإنفعال (فعلاً وقولاً)، وذلك لحين يتعلموا الطريق إلى ( الوعي ).. ولو خرج كل حاضر بقارورة المياه وكيس الطعمية إلى حيث أقرب (برميل نفايات)، لما كان المشهد قبيحاً وعاكساً ملامح المسمى بالسلوك والنظام العام.. ولكن للأسف، أكياس البلاستيك التي كانت تغلق (طعامهم)، وقوارير البلاستيك التي كانت تحفظهم (مياههم)، بعد أن أفرغوا محتواها في بطونهم، غطت نجيل الساحة عقب إنتهاء الرقص والطرب و ( اللهط)..هكذا نتائج - ومخرجات - التربية والتعليم وكل المناخ العام في بلادنا، وما مشهد الساحة الخضراء إلا محض نموذج .. !!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة