|
حول مفاهيم .. الهوية،.. العروبة،.. الافريقية،.. العنصرية.
|
07:51 PM February, 24 2018 سودانيز اون لاين بدوي محمد بدوي-KSA مكتبتى رابط مختصر الاخوة الأعزاء، تحية طيبة، لا نريد ان نطيل عليكم التنظير هنا فكلكم تعرفون إننا على سطح قارب في طريقه للغرق مما يتطلب اقصى درجات التكاتف لإنقاذه وهذا لا يلغي الحوار المتحضر وسنترك لكم التنظير حين يبدأ الحوار ونعدكم باننا سنشارككم ونتعلم منكم، ونقول باننا سنضع هنا بعض المقالات أو الدراسات التي نعتقد انها ستدفع الحوار بشكل إيجابي نحو مراميه وليس بالضرورة أن نتبنى كل ما تتناوله تلك المقالات أو الدراسات كما أنه ليس بالضرورة أيضا أن نضعها جميعها قبل بداية الحوار. ما سنبدأ به هو مقال أو دراسة سمه ما شئت لصديقنا العزيز أحمد محمود أحمد الباشا باسم (ايدولوجيا العرق) وأحمد محمود أحمد الباشا شخص غني عن التعريف لاسيما للذين عاصروا الحركة الطلابية في مصر وتحديدا القاهرة في النصف الثاني من ثمانينيات القرن الماضي وهو انسان مناضل وكاتب ومفكر ومنظر أعطى موضوع الهوية في السودان جهدا إضافيا وكتب حولها عدة مرات. على كل وقبل أن نعدكم باننا سنتفاعل وبشكل إيجابي مع كل المشاركات والمداخلات حول هذا الموضوع المعقد والمعروفة ابعاده لكثير منكم ونرحب بالجميع هنا نريد أن نوضح إننا سنجعل مقولة الأستاذ أحمد محمود أحمد شعارا لهذا الموضوع نبدأ بها في كل مرة عند تداخلنا فيه وهي:
(أي حوار خارج الأبعاد الثقافية يعتبر ارتدادا عن الوعي الإنساني والحضاري) سدد الله خطاكم بدوي محمد بدوي
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: حول مفاهيم .. الهوية،.. العروبة،.. الافريق� (Re: محمد حيدر المشرف)
|
Quote: (أي حوار خارج الأبعاد الثقافية يعتبر ارتدادا عن الوعي الإنساني والحضاري)
(أيدولوجيا العرق) بقلم أحمد محمود أحمد
*أيدولوجيا العرق في السودان و الاسقاط العنصري المضاد علي الهوية*
*أيدولوجيا العرق هي التي تسقط مفاهيم لون البشرة علي السودانيين*
*اي حوار خارج الأبعاد الثقافية يعتبر ارتدادا عن الوعي الإنساني و الحضاري*
*أحمد محمود أحمد*
مدخل* : لقد برز بعض المثقفين السودانيين عبر المرحلة الراهنة بأطروحة غير علمية تتماهي مع المنظور العرقي في الرؤية لمسألة الهوية السودانية، هذا الاتجاه يشتغل علي الاقلال من شأن السودانيين والذين يقولون بأنهم عرب، وهذا يعتبر تداعيا نفسيا وشوفينيا راكمته تداعيات الواقع السياسي من جهة، و من جهة أخري هي حالة الانحياز للمنطق غير العقلاني في التفكير من أجل ابراز خطاب سياسي يحمل عنفا مبطنا ضد بعض قطاعات المجتمع، و يحاول في نفس الوقت استرضاء بعض المجموعات التي تضررت من قمع السلطة، لكنه استرضاء كسيح يؤسس لخطاب عنصري يتساوى و خطاب السلطة في نظرتها للذين هم خارج اطارها. وهذه الأيديولوجية ذات اتجاه تفكيكي لا يتناسب مع التقدم العلمي و الحضارة الإنسانية، و التماهي معها من شانه ان يفكك كل مجتمعات الدنيا حيث لا يوجد مجتمع منسجم عرقيا: أذن ما هي الأطروحة المشتركة لأيدولوجيا العرق، والذي يمثله بعض المثقفين الشماليين ومن دون ذكر أسماء، الأطروحة هي: 1- السودانيون (قوم سود) وادعاءهم بكونهم عربا يؤشر لخلل نفسي في العقلية السودانية 2- السودان دولة أفريقية وليست لديه علاقة بالعرب و أذا وجدت هذه العلاقة فهي علاقة تبعية 3- ينظر العرب للسودانيين كمجرد (عبيد) وهذا مدعاة أن يعود السودانيين الي وعيهم الأفريقي وقطع العلاقة مع العرب 4- كل المشاكل التي حدثت في السودان و منذ الاستقلال تعود الي هذا الانتماء العربي 5- المرأة السودانية تعيش حالة انفصام لأنها لا تستطيع النظر الي نفسها السوداء ولهذا تلجأ الي المساحيق بحثا عن بشرة بيضاء تيمنا بالعرب. هذه هي الأطروحة الأساسية لأصحاب أيدولوجيا العرق، ولكن يمكن أن تتبعها مقولات أخري لا نريد التطرق لها هنا نتيجة لتهافتها الموغل في العدمية. من المؤسف أن هذه الأطروحة تصدر من مثقفين يحمل غالبيتهم شهادة الدكتوراه، وما يطرحونه هو الجانب العنصري في التفكير الإنساني، وهو ما تسعي هذه الدراسة من أجل تفكيكه وفق قراءة غير منفعلة، تتجنب الإساءة الي أي أحد بالرغم من حالة السقوط المريع والتي باتت تشمل مثقفين سودانيين بارزين يخوضون في وحل التفكير القبلي والعرقي وينزعون نحو التفكير المظلم في شأن الهوية.
*أسئلة وفرضيات*
1- عند النظر للهوية سودانيا ووفقا للأطروحة السابقة ، فهل يوجد جامع شكلي(لون البشرة) واحد يوحد بين السودانيين؟ 2- اذا كان لون البشرة حاسما في مسألة الهوية أو الانتماء كما يري منظرو أيدولوجية العرق، فهل يمكن أن نتحدث اليوم عن شعب أوروبي واحد يتأسس علي (لون البشرة) كما يري هؤلاء؟ 3- لماذا يطالب الأكراد اليوم بالانفصال عن بقية العراق وقد لا يختلف الأكراد عن بقية العراقيين من حيث(لون البشرة) أو لماذا لا يكون الأتراك عربا أو الإيرانيين عربا؟ او حتي اليهود لماذا لم يكونوا عربا وهم لا يختلفون عن العرب شكليا في أي شيء؟
*فرضيات أولية*
1- الهويات الكبرى لا يحكمها العنصر أو العرق، انما الثقافة و الانتماء الإنساني و الحضاري. 2- كلما تنامي الإحباط السياسي، كلما نزع البعض الي أدانة نفسه في صورة أدانته للآخرين. 3- العنصر – اللون – السلالة – الدم - الخصائص الوراثية ليست ضمن العوامل التي تحدد الانتماء الوطني أو القومي لأن النقاء العنصري لا وجود له في العصر الحديث، ولأن قيمة الفرد كانسان أو هويته الجماعية لا تتأثران بأصله السلالي. (1) 4- الدين سواء كان سماويا أو غير ذلك، لا يدخل في التكوين الوطني او القومي وفي الجانب الخاص بكونه علاقة روحية بين الانسان وخالقه، لكنه يدخل في الجانب الخاص بكونه ثقافة وقيما ومثلا. (2)
*الهوية السودانية -الأسئلة والفرضيات*
كمدخل أساسي لهذا النقاش يجب أن نشير الي أن المنهج الذي أتبعه بعض المثقفين السودانيين والذي أطلقت عليه ايدولوجيا العرق، قد قام باستخدامه بعض المنظرين الغربيين منذ القرن التاسع عشر والذين استندوا فيه لنظرية التطور المعروفة، حيث وظفوا هذه النظرية وبشكل عنصري في مقايسة الرجل الأبيض بالآخرين. حيث تم التأسيس الي فكرة أن الأنسان الأبيض قد وصل الي قمة التطور السلالي بيولوجيا و بالتالي فهو الأرقي من حيث الصفات الوراثية، ووفقا لهذا التنظير فأن الآخرين ومن غير البيض لم يصلوا الي هذه المرحلة من التطور وبالتالي فهم الأدنى بيولوجيا وبالتالي إنسانيا، وقد أدي هذا الي استعباد الآخرين وفق هذا المنظور المتعالي، كما برز ذلك من خلال الأيدولوجية النازية والتي استندت الي صفاء العرق الآري والتي حسب منظريها فأن الألمان هم الأرقي، وشهد العالم بعد ذلك نتائج هذا التفكير المسنود بالعرق والعنصر والذي تمخض عن حرب مدمرة راح ضحيتها ملايين البشر. ويمكن أن نقرن ذلك بالفكر الاستشراقي والذي سبق الاستعمار العسكري الأوروبي والذي مفاده بان الذين هم أدني من حيث الارتقاء لا يستطيعون تمثيل أنفسهم فيجب ان نمثلهم نحن، أي الأوربيون. هذه النظريات كانت كارثية على مستوي تجربة البشرية اذ تم من خلالها استعباد الأفارقة، وتم من خلالها كذلك استعمار الشعوب والتي أعتقد الرجل الأبيض بكونها غير قادرة علي صنع الحضارة وبالتالي يجب تحضيرها. طبعا المسكوت عنه هنا بأن الغرب سعي وضمن رؤية اقتصادية لتجريد هذه الشعوب من امكانياتها مستندا الي هذا التنظير البيولوجي او الأستشراقي. لكن وان كان هنالك منظرين قد اشتغلوا بهذا الاتجاه، الا أن هنالك مدرسة مهمة برزت في الغرب وهي المدرسة التي لا تعتقد في الجانب البيولوجي او السلالي، بل تعتقد بأن الثقافة والبيئة هما المسؤولان عن تشكل الأنسان وتطوير وعيه، وبالتالي فالحضارة ليست حكرا على الرجل الأبيض، اذ هي ظاهرة إنسانية بالدرجة الأساسية وان الأنسان هو ابن الثقافة وبالتالي فأن البيئة والظروف التي ينشأ فيها هذا الأنسان هي التي تحدد ميوله وقابليته للحضارة، ولا وجود للعرق أو السلالة أي دور في تحديد مصائر الشعوب أو دور الأنسان. هذه النظرية قد تم أثباتها وعكسا للنظرية البيولوجية، وفق تطبيقات سليمة وعلمية، وكان يقف على رأس هذه النظرية الأنثروبولوجي الشهير فرانز بواس (1858- 1942). والسؤال الذي يطرح نفسه هنا لماذا يحاول بعض المثقفين السودانيين استعادة نظرية العرق والعنصر حين يتم النقاش حول الهوية السودانية او انتماء السودانيين؟ وما هو الدافع وراء ذلك؟ وكيف يستقيم التفكير في هذا الاتجاه؟ وكيف يتم تقييم حركة الشعوب عبر هذا العصر استنادا لمفهوم العرق؟ اذن ونحن نناقش هذه الأيدولوجية في مسار الهوية سنحاول الإجابة على هذه الأسئلة والأسئلة المطروحة في مقدمة هذه الدراسة. ولنبدأ بتفكيك تنظير أصحاب الأيدولوجية العرقية وفي أطار الهوية السودانية بسؤال جوهري، وهو: ما الذي يجمعنا كسودانيين هل هو (السواد) كما يقول هؤلاء- هل يوجد لون للبشرة موحدا في السودان يجمع بين شماله وغربه وشرقه ووسطه؟ وما هي المقاييس لذلك؟ مثل هذا النقاش يقود الي التردي في التفكير الإنساني ويساوي بين الأنسان القبلي والمثقف الذي يفكر بهذا الاتجاه. فحركة الشعوب سواء كان ذلك عبر التاريخ او في الحاضر يجب ألا تقاس بهذه الكيفيات، لأنه لم يذكر لنا التاريخ بأن هنالك حضارات قد سادت نتيجة لتميز شعوبها في لون بشرتها وعلى الاطلاق، بل كل ما عرفناه عن الحضارات الكبرى بأنه قد كان لديها ثقافات وطرق تفكير وأساليب في الحياة متقدمة. ولهذا وفي حاضرنا الراهن فإننا لا نستطيع تفسير الصراعات التي تحدث في عالمنا استنادا لهذه النظرية العرقية، فأوروبا تتساوي عرقيا (من حيث لون البشرة) ولكنها تختلف ثقافيا وتقع الحروب بين أقطارها بالرغم من كونها غير متمايزة عرقيا، وتطالب أقاليم داخل اسبانيا بالانفصال (كاتالونيا) مثالا، وهي لا تختلف عن بقية الاسبان عرقيا، وهكذا حال الأكراد. اذن تركيز الهويات على الأسس العرقية لا يخدم الا قضية التخلف ويعمل على استبعاد الجوانب الثقافية والحضارية في الانتماءات بين الشعوب. الاختلاف حول الهوية وأيا كانت يبدو مطلوبا من أجل النقاش حول الانتماء ودوره في حركة الشعوب، ولكن أن نتحاور حول بشرة السودانيين فهو السقوط في بئر العدم.
*الأبعاد الحضارية و الثقافية في الهوية*
تري هذه الدراسة ان النقاش حول الهوية السودانية يتطلب اولا استبعاد العرق و ما يترشح عنه في نقاش أية هوية من الهويات، و هذا علي أقل تقدير يساعدنا علي النظر للهوية من منظور ثقافي حضاري ويفتح الأسئلة باتجاه التكوينات الكبرى التي تسطيع بناء نهضتها استنادا الي هذه الأبعاد المذكورة ، ولهذا سأبدأ بتعريف الثقافة أولا و من ثم الحديث عن الهوية السودانية ضمن أبعادها العربية و الأفريقية استنادا الي هذه الأبعاد الثقافية. وسأختار ثلاثة تعريفات للثقافة تساعدنا على فهم الهوية علي هذه الأسس الثقافية و من أجل خدمة موضوع الدراسة: أولا: يري *تايلور* ان الثقافة هي (ذلك الكل المركب المعقد الذي يشمل المعلومات والمعتقدات والفن والأخلاق والعرف والتقاليد والعادات وجميع القدرات الأخرى التي يستطيع الأنسان أن يكتسبها بوصفه عضوا في المجتمع (3). ثانيا: يري *تالكوت بارسونز* إن (الثقافة مركب الأنظمة الرمزية التي عن طريقها يتكيف الناس في المجتمع مع بيئاتهم ويحددون علاقاتهم مع الآخرين في حدود الوضع الإنساني. وتتكون الثقافة من وسائل للتعبير والاتصال مثل اللغات وأيضا مضمون الأفكار أو المعرفة في أشكالها المتعددة والمختلفة وكذلك رموز أساسية معبرة كوسيلة لإظهار المواقف ومفاهيم اخلاقية (4). ثالثا: يري *فوزي منصور* الآتي (الثقافة مفهوم مركب تجتمع فيه المعتقدات والقيم والعادات والتقاليد وأساليب التفكير العلمي والخرافي والخيال والأساطير التي بكل تفاعلاتها وعلاقاتها المتبادلة تسهم في صياغة فكر أمة أو شعب (5). استنادا الي هذه التعريفات يمكن ان نعرف الهوية كالاتي: الهوية هي الشعور المشترك لدي جماعة بأنها تتقاسم مصلحة مشتركة ومصيرا موحدا، أو هي جزء من مفهوم الذات لدي الفرد، يشتق من معرفته بعضويته في الجماعة واكتسابه القيمة والوجدانية المتعلقة بهذه الجماعة (6). أذن تعتبر الثقافة عنصرا مهما في مسألة الهوية وهي التي تحدد درجة الانتماء وتؤدي للوحدة الذهنية بين الشعوب، والثقافة أساسها اللغة، فاذا افتقدت الشعوب عنصر اللغة فأنها تفتقد التواصل. وعندما نتحدث عن الهوية يجب أن ننظر الي هذه الجوانب وليس الي الجوانب العرقية أو السلالية. فالهوية مرتبطة بالتطور التاريخي والحضاري، وفي ظل عالم اليوم وتطوره الحضاري، لا مكان للثقافات المنغلقة على ذاتها والتي تدور حول مفاهيم العرق والسلالة. ولهذا فان الأخطر في قضية الهوية هو التمايز علي اسس عرقية أو دينية أذ يؤدي عادة الي نشوب الحروب والصراعات، وهذا ما تقف ضده هذه الدراسة.
*الأفريقية مقابل العربية*
عندما يقول مثقف ما بان السودانيين افارقة لأننا قوم سود، فما هو المقصود بالأفريقية؟ فداخل أفريقيا توجد أقطار عربية عديدة ، و توجد أقلية بيضاء في جنوب أفريقيا، كما توجد مجموعات هندية، و يوجد طوارق و بربر و مجموعات متباينة تماما، وفي ذات الاتجاه فهنالك شرق أفريقيا والذي يري سكانه أنهم متميزون و لديهم حضارتهم المختلفة عن بقية أفريقيا. في ظل هذه الاختلافات كيف يصرح شخص ما ودون تفكير أو روية بكون السودان أفريقي لأننا قوم (سود) هكذا دون أن يحدد أبعاد هذه الأفريقية، ومحتواها الثقافي والحضاري؟ في واقع الأمر ان ننتمي لأفريقيا هذا لا يتم كمقابل لانتمائنا للعرب، ولا يتطلب الانتماء لأفريقيا ان نتنكر نهائيا بكوننا عربا، لأنني أتكلم هنا عن الانتماء بشكله الثقافي وليس العرقي. فالجانب الموضوعي في التفكير يقول بان السودان هو محتوي تاريخي تشكل عبر التداخل العربي والافريقي والذي أنتج هذه الخصوصية السودانية والتي هي تعبير عن تزاوج الحضارات والثقافات وهذا يتطلب الانتماء لهذين الاطارين وفق أسس ثقافية وليست عرقية. فالأفريقية ليست قومية أو دائرة ثقافية موحدة، فأفريقيا تضم شعوبا عديدة ومتباينة ثقافيا و حضاريا ولا توجد ثقافة واحدة تتفق عليها أفريقيا، والرابط بين شعويها سواء كانت العربية أو الافريقية رابط جغرافي و قاري، ويحمل السودان بعض الأبعاد الثقافية الافريقية لكن يغيب الجامع اللغوي، فاللغة تعتبر جوهرية في تشكيل الهويات يضاف اليها التجربة والتاريخ المشترك، ولهذا عندما يقول بعض السودانيين بانتمائهم العربي فلا يتعلق هذا الانتماء بلون بشرتهم انما لهذه الأبعاد الثقافية واللغوية، والأهم من ذلك فعندما وعي بعض السودانيين بانتمائهم العربي، حينها لم يكن يدركوا بأن هنالك عربا مختلفون عن تصورهم لذواتهم، ولهذا عندما يقول بعض المثقفين بأن السودانيين يعيشون متاهة حضورهم الخارجي و الداخلي عندما يقيسون أنفسهم بالعرب الآخرين، فهذه مقولة سطحية وغير متعمقة في الظواهر، فالهوية هي قبل كل شيء شعور ذاتي غير خاضع تماما للأملاء الخارجي، وحتي لو اثر هذا الاملاء الخارجي فيه، لكن لا يلغيه. والأهم ان يكون هذا الانتماء السوداني الداخلي للعروبة غير مفروض على آخرين من ليس لديهم هذا الإحساس، وبنفس المستوي فلا يجب أن نعيب على من يقول إنه عربي ونقلل من درجة هذا الانتماء بمقولة اننا قوم سود فيجب ان نكون ضمن هذه الدائرة او تلك. هذا النقاش بدرجة او اخري لا يفيد مضامين الهوية، اذ المطلوب ان نخرج من متاهة حوار هؤلاء المثقفين الي رحاب الهوية بمضامينها الحضارية وحتى لو اختلفنا في هكذا نقاش فسيكون مفيدا للطرفين. تحويل نقاش الهوية الي العرق ولون البشرة يجرنا الي البعد القبائلي في التفكير وهذا ارتداد في الوعي الإنساني بشكل لا ادراكي. لأن السؤال المركزي هنا، ماذا لو تخلي السودان عن العرب وخرج من جامعة الدول العربية وقال بافريقته المطلقة، اذن ماذا يحدث؟ هل ستحل مشاكل السودان تلقائيا؟ لماذا تدور الدول الأفريقية منذ عقود في دائرة الحروب والتخلف وهي لا ترتبط بالعرب ولا تقول بالعروبة؟ لماذا لم يستطع جنوب السودان بناء تجربته ولا يوجد داخله من يقولون بأنهم عربا وليست لديهم علاقة بالعرب؟ اذن و بدلا من تحميل الانتماء للعروبة كل هذا الشطط اللامعرفي، فيجب أن نفكر عميقا في أسباب التطور وعوائق التخلف ضمن منظومة تتعلق بمفهوم النهضة، فلو اشتغلنا علي مشروع النهضة فان انتماءنا للعرب سيقوي من مشروع هذه النهضة، فهي ليست علاقة تأتي خصما علي مشروع التطور الوطني بل داعما له في ظل ظروف عربية صحية، كما أن تماسكنا الداخلي مرهون بالاتفاق حول سمات كبري مشتركة تساهم في الاندماج الوطني وفي تقديري فالثقافة العربية في السودان يمكن أن تكون أساسا للدور التوحيدي الوطني لكن دون فرض أية رؤية أحادية تقلل من الآخرين. اذن الأفريقية التي يتحدث عنها مثقف العرق ليست بهذا التصور العرقي لكنها هي تشابك جغرافي وسياسي يرتب إقامة علاقات متوازنة مع الدول الأفريقية وتوظيفها لمصلحة السودان، وليس للون البشرة أي دور جوهري في انتماءنا سواء كان باتجاه أفريقيا او تجاه العرب، فقط تبقي هذه الأطر الثقافية والحضارية كمحدد للانتماء. استنادا الي هذه المفاهيم فان الأطروحة التي يقدمها بعض المثقفين والتي تحمل أدانة ضد اي تمظهر بالثقافة العربية تؤشر الي غياب الرؤية المتوازنة والتي لا تحترم خيارات الناس وتقلل من وعيهم التاريخي بذواتهم، وبذات المستوي وعندما يتهكم البعض من البنت السودانية لاستخدامها للمساحيق وذلك بكونها تهرب من السواد الي البياض كراهية في نفسها ولتشبثها بالعرب، هذا المنظور لا يستوعب الأبعاد الجمالية وحسب مراحلها وتطورها. فالمرأة السودانية قد لجأت من قبل الي ما يعرف (بالشلوخ) كنوع من التجميل بالرغم من المعاناة التي تعيشها في ممارسة هذه الظاهرة، ولم يقل أحد بانتهاكها لجسدها او كانت تسعي لتغيير شكلها بشكل كلي، ولا أحد ينتقد بيوتات التجميل المنتشرة في كل انحاء العالم وصالونات الشعر التي تغير من طبيعة شعر المرأة وغيرها. هذه الظواهر ترتبط بتغيرات الموضة و ليست لديها علاقة برفض الشكل أو التنكر للأفريقية، و قد تكون البنت السودانية غير واعية بكل هذا الجدل، فالسوق وحده أحيانا يحدد اتجاهات الموضة و كذلك نظرة الرجل للمرأة، كلها عوامل تسهم في حركة الموضة، و البنت السودانية تبحث عن حضورها الخارجي بعد ان قتل الإسلاميون الجوهر في الانسان السوداني وتم تمزيق المضامين الإنسانية، اذ أصبحت حالة التوهان الإنساني تصدر نفسها عبر كافة المظاهر والتي ليست لديها علاقة بالتنكر الي اي انتماء سواء كان لإفريقيا او غيرها، فالإنسان لا ينتمي بجسده، انما بوعيه و ثقافته و مضامينه الإنسانية.
*خاتمة*
الأسئلة المطروحة في مقدمة هذه الدراسة يمكن الإجابة عليها بتتبع التاريخ البشري و من خلال ذلك فإننا لن نجد بأن هنالك أمم سادت لأن توصيف شعوبها بلون بشرتها كان بكيفية أو أخري. كل كتب التاريخ تخبرنا بأن الأمم التي سادت تيسر لها ذلك العمق الثقافي والحضاري، فقضية اللون قضية يجب ان لا تقاس من خلالها حركة الشعوب، ردود الفعل تجاه بعض الممارسات المتخلفة في الواقع العربي يجب ألا تجعلنا كسودانيين نتعامل بعنصرية مضادة تشتغل موضوعيا على نفس أسس المفاهيم والممارسات والتي تجعلنا نقسم العالم حسب نوع البشرة. يجب ان نقف جميعا ضد التعالي الثقافي الذي تمارسه السلطة او الصادر من اية مجموعات متخلفة داخل السودان وضد كافة الأشكال التي تقلل من قيمة الأنسان. فأيدولوجيا العرق قد تولدت سواء كان من خلال وعي او من غير وعي نتيجة للقهر السياسي والتسلط وغياب المشروع النهضوي والتنمية المتوازنة، وهذا يتطلب الاشتغال على قضية المشروع الوطني الشامل وضبط العلاقة بين الوحدة والتنوع وبكيفية صحيحة، من خلال رفع السلب المتبادل بين الوحدة والتنوع، وذلك بتحديد دوائر التنوع بحيث تنسجم في علاقات مع الروابط العامة والخصائص الوطنية (7). الفرضيات المطروحة مسبقا يمكن ضحدها فقط ضمن رؤية ثقافية ثاقبة اذ هي لا تدعي الصحة المطلقة لكنها تتصل بالرؤية العلمية حسب المنظور الذي أقدمه، لكن من ضمن أدوات الضحد يجب ان لا يكون العرق و لون البشرة كما يصدره البعض داخل السودان.
هوامش 1- ادبيات حزب البعث في السودان-الهوية القومية 2- المصدر السابق 3- أحمد محمود أحمد-الجذور التاريخية للثقافة العربية في السودان- رسالة ماجستير-القاهرة-1997 4- المصدر السابق 5- المصدر السابق 6- آدم بمبا- صراع الهوية في افريقيا-التأرجح بين القبيلة و الدولة - قروبات واتساب2017 7- بكري محمد خليل- دراسة عن الهوية السودانية
تنوبه: يجب أن أنوه انني هنا قمت بوضع دراسة الأستاذ احمد محمود أحمد كاملة دون أي إضافة سوي تصحيح بعض الأخطاء اللغوية البسيطة وسأقوم بوضع رابط لهذه الدراسة في الانترنت متى ما بذل تحياتي بدوي |
يا بدوي.
قلت لي زولك ال "غني عن التعريف" طلع بعثي؟؟
هههههههههههههه هههههههههههههه
أنا لا أستغرب أبدا في الحروبات القائمة في السودان منذ قبل الاستقلال حتى اليوم.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حول مفاهيم .. الهوية،.. العروبة،.. الافريق� (Re: Deng)
|
سلامات بدوي وزواره الأفاضل .. مشكور على هذه النافذه التي دار ويدور حولها لغط كثير .. قي تقديري ليس هنالك صراع هوية بالمعنى الكلاسيكي في السودان .. لان الاعتراف بالتنوع ينفي مثل هذا الصراع .. فلا يوجد في السودان من ينكر وجود إثنيات عربية وغير عربية .. وثقافة عربية وأخرى غير عربية .. ولكن إدعاء العروبة وحدها فيه عدم قبول بالانتماء لتاريخ وجغرافية الأرض .. فأنا عندما أكون مواطن سوداني وأدعي نقاء عرقي العربي .. فإنني أعلن انتمائي لتاريخ وأرض غير التاريخ والأرض التي أستوطنها .. نعم الثقافة السائدة في السودان هي العربية غير أنها ليست ثقافة الأرض .. بل سادت بسبب عوامل دينية وسلطوية .. الحالة السودانية الثقافية شبيهة تماما بحالة تركيا قبل اتاتورك .. مطلقا ليس عيبا أن نتسمى باسماء عربية و نتحدث بلغة عربية .. ولكن العيب أن ندعي نقاء الانتماء لقومية أوعرقية لا علاقة لها بالأرض .. إن تغلب ثقافتنا العربية لا يبرر حتى لدعاة الجينة العربية نفي نصف جينتهم غير العربية .. لأن مثل هذا النفي يضعهم في خانة المستعمرين للأرض .. وهي خانة لا تسندها تواريخ الفتوحات العربية الاسلامية.. ولا تعضدها دعاوى التلاقح والامتزاج المثبتة تاريخيا .. الحل في تقديري هو ما ظل يردده الكثيرون .. الانتماء لهوية سودانية وهي هوية خلاسية تقر بجينتها المختلطة وتنوعها الثقافي .. ولا تستكف التعامل باللغة العربية كلغة مشتركة شريطة ألا تنفي غيرها من اللغات السودانية .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حول مفاهيم .. الهوية،.. العروبة،.. الافريق� (Re: بدوي محمد بدوي)
|
(أي حوار خارج الأبعاد الثقافية يعتبر ارتدادا عن الوعي الإنساني والحضاري)
وكما وعدناكم فسنقوم الأن بوضع مقال الأستاذ أحمد محمود أحمد بعنوان (اجتزاء الحقيقة للإقلال من شأن المنتمين للثقافة العربية في السودان) وهو الأمر الذي أصبح وفقا لملاحظاته ورصده طريقة عمل وتفكير لجزء من تيار داخل الحركة الشعبية يمارس ما اسماه الأستاذ أحمد محمود بالمكر الثقافي الذي يدمر الذات قبل أن يدمر الآخر كما أنه ووفقا للكاتب يعبر عن حالة انفصام وفوبيا من الثقافة العربية تضر بالهوية. وللأمانة أعتقد ان هذا المقال سيمثل وثيقة تاريخية للضجة التي أثيرت حول لقاء الناشطة السودانية الأستاذة احلام مهدي محمد صالح ومحاولات التشويه التي تعرضت لها بدون أي جريرة ترتكبها سوى التعبير وبمنتهى الاريحية بآرائها وشعورها الطبيعي في حوار يتناول موضوع عام.كلنا أمل أن يشكل هذا المقال محفز لحوار أعمق حول موضوع الهوية والعروبة وبقية المفاهيم المطروحة للحوار من الناحية الفكرية أو السياسية وبالرغم من أن الأستاذ أحمد محمود قد أثقل فيه العيار قليلا منذرا الذين يتمادون في عدم موضوعية الطرح ومحاولات تشويه الحقائق وتضليل الناس. والله ولي التوفيق
(عدل بواسطة بدوي محمد بدوي on 02-27-2018, 02:10 PM)
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الحوار حول الهوية، الضرورة و الامكانية. (Re: Ahmed Mahmoud)
|
لا بد من شكر الأخ بدوي على فتح البوست وجمع هذه المواد التي تصب في اكثر محاور النقاش حساسية في السودان والمنبر لكن أستغرب أن الأخ الكاتب أحمد محمود هو عضو بالمنبر منذ 2004 وما دار جدل ونقاش أكثر مما دار في هذه المواضيع وهي محل إهتمامه فلماذا لا يشارك بصورة فعالة في النقاشات الدائرة لا سيما وهو يمثل وجهة نظر تتلقى النقد الشديد تحية مرة ثانية للكاتبين
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الحوار حول الهوية، الضرورة و الامكانية. (Re: عبدالغني محمد الحاج)
|
شكرا أستاذ عبد الغني علي هذا السؤال المهم حول عدم مشاركتي طوال هذه السنوات في الكتابة عبر هذا الموقع. و للتوضيح فأنا قد أنقطعت عن الكتابة لفترة طويلة و لأسياب خاصة، و عندما عاودت الكتابة بحثت عن معلوماتي لهذا الموقع و لم أجدها و قد كتبت للأخ بكري أبو بكر لكنه قد كان مسافرا أو مشغولا فلم يرد علي مكتوبي، و ركزت في نشر كتاباتي عبر الواتساب، و لكن و من خلال اعادة البحث و بتركيز أكبر في دفاتري القديمة و جدت المعلومات و مباشرة دخلت علي الموقع. لا أنكر هنا بأن ابتدار الصديق الأستاذ بدوي لفتح هذا الموضوع الحيوي شجعني كثيرا في البحث عن هذه المعلومات و أعدك يا أستاذ عبد الغني أن أتواصل معكم من أجل حوار جدي يسوده الأحترام المتبادل، فرأي صواب يحتمل الخطأ و رأيك خطأ يحتمل الصواب كما قيل قديما، و لك مني أعلي التقدير و الأحترام.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حول مفاهيم .. الهوية،.. العروبة،.. الافريق� (Re: بدوي محمد بدوي)
|
تحياتى يا بدوى وكل التقدير
بك ومنك وفيك، نشتم رائحة طنطا وعبق ايام كانت تضج بكل ما هو جميل
فى شان الهوية السودانية، وارى ان مجرد ذكر الاسم او المسمى، الهوية السودانية، كفيل بالاجابة على سؤال الهوية، واراه يغنى ويسمن ويختصر مدادا كثيرا يستغل لا اقول فى حسم بل فى فهم سؤال الهوية، اذ ان الحسم مستحيل هنا فى حالتنا السودانية، والاستحالة تاتى من حقيقة تنوع الاثنيات فى فيما تشكل وقام واقام ما يعرف الان بدولة السودان واى نكران او تجاهل لهذه الحقيقة البينه والجلية واى ابتعاد عنها لا يشى فقط بصعوبة تناول القضية بل بعدم فهمها من البداية
كنت ولا زلت و ساظل مؤمنا بحقيقة واحدة لا ثانى لها، حقيقة وجود اعراق واثنيات عديدة شاء لها قدرها الجيوبوليتيكى أن تتواجد فى رقعة من الارض اسموها السودان هنا عرق زنجى خالص ومعه عرق عربى خالص ومعهما ثالث هو مزيد من الاثنين بنسب تتفاوت كثرة وقلة، وربما أيضا هنا اعراق اخرى غير تلك كلها، مع التنبه الى ان المسميات من شاكلة زنجى وعربى قد لا تكون دقيقة وقد يدخل فيها المعنى القومى والجغرافى وربما السياسى ايضا
لذا فان جدلية حسم الهوية فى بلدنا السودان لهى ضرب من المستحيل، اللهم الا اذا تمايزت صفوف تلكم الاعراق، ولنسمها الاعراق، وخرجت جميعها وبقى واحد منها فقط، والخروج هنا بمعنى Exodus بمثل خروج بنى إسرائيل مثلا من مصر
الهوية السودانية، هى كلمة السر الأعلى لمن يريد الحل
لماذا لا نعتمد هذه الهوية الساحرة ونجعلها موئلا وحاضنة للجميع، لماذا لا نجعلها لوحة تتعانق فيها كل الالوان والسحنات واللغات والثقافات
ما هو الصعب فى ذلك ؟
انا ما هو اسد سحرا ونفعا وربحا وفوزا، فهو القبول، قبول الكل بالكل، فهذا هو سيد الحلول ومفتاح مغاليق كل الإشكالات العصية
ما اصعبه، ما اسهله وما اجمله
مع وفير التقدير مجددا
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حول مفاهيم .. الهوية،.. العروبة،.. الافريق� (Re: محمد حيدر المشرف)
|
الف شكر يابدوي علي نشر مساهمة الاستاذ احمد محمود حول الهوية السودانية والتي اعتقد تحتاج لاوراق عديدة حتي نصل لتصور مشترك حول الهوية الوطنية لشعوب السودان .
مدخل* : لقد برز بعض المثقفين السودانيين عبر المرحلة الراهنة بأطروحة غير علمية تتماهي مع المنظور العرقي في الرؤية لمسألة الهوية السودانية، هذا الاتجاه يشتغل علي الاقلال من شأن السودانيين والذين يقولون بأنهم عرب، وهذا يعتبر تداعيا نفسيا وشوفينيا راكمته تداعيات الواقع السياسي من جهة، و من جهة أخري هي حالة الانحياز للمنطق غير العقلاني في التفكير من أجل ابراز خطاب سياسي يحمل عنفا مبطنا ضد بعض قطاعات المجتمع، و يحاول في نفس الوقت استرضاء بعض المجموعات التي تضررت من قمع السلطة، لكنه استرضاء كسيح يؤسس لخطاب عنصري يتساوى و خطاب السلطة في نظرتها للذين هم خارج اطارها. وهذه الأيديولوجية ذات اتجاه تفكيكي لا يتناسب مع التقدم العلمي و الحضارة الإنسانية، و التماهي معها من شانه ان يفكك كل مجتمعات الدنيا حيث لا يوجد مجتمع منسجم عرقيا: أذن ما هي الأطروحة المشتركة لأيدولوجيا العرق، والذي يمثله بعض المثقفين الشماليين ومن دون ذكر أسماء، الأطروحة هي: 1- السودانيون (قوم سود) وادعاءهم بكونهم عربا يؤشر لخلل نفسي في العقلية السودانية 2- السودان دولة أفريقية وليست لديه علاقة بالعرب و أذا وجدت هذه العلاقة فهي علاقة تبعية 3- ينظر العرب للسودانيين كمجرد (عبيد) وهذا مدعاة أن يعود السودانيين الي وعيهم الأفريقي وقطع العلاقة مع العرب 4- كل المشاكل التي حدثت في السودان و منذ الاستقلال تعود الي هذا الانتماء العربي 5- المرأة السودانية تعيش حالة انفصام لأنها لا تستطيع النظر الي نفسها السوداء ولهذا تلجأ الي المساحيق بحثا عن بشرة بيضاء تيمنا بالعرب. هذه هي الأطروحة الأساسية لأصحاب أيدولوجيا العرق، ولكن يمكن أن تتبعها مقولات أخري لا نريد التطرق لها هنا نتيجة لتهافتها الموغل في العدمية. من المؤسف أن هذه الأطروحة تصدر من مثقفين يحمل غالبيتهم شهادة الدكتوراه، وما يطرحونه هو الجانب العنصري في التفكير الإنساني، وهو ما تسعي هذه الدراسة من أجل تفكيكه وفق قراءة غير منفعلة، تتجنب الإساءة الي أي أحد بالرغم من حالة السقوط المريع والتي باتت تشمل مثقفين سودانيين بارزين يخوضون في وحل التفكير القبلي والعرقي وينزعون نحو التفكير المظلم في شأن الهوية. هنالك دعوات مستترة تتحدث عن افريقية السودان ولكن لم اقرا حتي الان ورقة كاملة كتبت من قبل مجموعة او شخص واحد تدعو لهذه الهوية الافريقية . صحيح ماجاء في مقدمة ورقة الاستاذ احمد محمود كلام مرسل من البعض ولكنة لم يقدم كتصور متكامل لذلك الافضل نشر نموذج حتي لو كان احاديا لان الورقة قائمة اصلا لدحض مثل هذه التصورات . مع خالص شكري وتقديري
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حول مفاهيم .. الهوية،.. العروبة،.. الافريق� (Re: بهاء بكري)
|
شكرا استاذ بهاء و سؤالك مهم جدا..غالبية من يتحدثون عن الهوية و من زاوية عرقية ليست لديهم كتابات عميقة حول هذا الشأن، فهم يعتمدون علي المشافهة و اللغة السائبة، لان نظرية العرق فشلت علميا و من يرددها لا يستطيع التنظير لها وفق تصور علمي. هذا التيار تقوم اطروحته علي ردود الفعل و علي الاسقاط الشخصي علي الاحداث..شكرا علي سؤالك و نتواصل..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حول مفاهيم .. الهوية،.. العروبة،.. الافريق� (Re: بهاء بكري)
|
شكرا استاذ بهاء و سؤالك مهم جدا..غالبية من يتحدثون عن الهوية و من زاوية عرقية ليست لديهم كتابات عميقة حول هذا الشأن، فهم يعتمدون علي المشافهة و اللغة السائبة، لان نظرية العرق فشلت علميا و من يرددها لا يستطيع التنظير لها وفق تصور علمي. هذا التيار تقوم اطروحته علي ردود الفعل و علي الاسقاط الشخصي علي الاحداث..شكرا علي سؤالك و نتواصل..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حول مفاهيم .. الهوية،.. العروبة،.. الافريق� (Re: بدوي محمد بدوي)
|
ساعود لاحقا للتعليق على المقال الممتاز ادتاه وهو للكاتب محمد الامين ابوزيد .. وهو منشور بالراكوبة الغراء
الزنوجة والإفريقانية والتنميط السياسي محمد الأمين أبوزيد
02-28-2018 لقد واجهت القارة الإفريقية على مدى التاريخ القريب والبعيد قوى استعمارية استهدفت إنسانها ومواردها، أادى استعمال القوة وحالة التخلف التى تعيشها القارة إلى شل قدراتها على النهوض والمساهمة فى الحضارة الإنسانية، ولقد أفضى هذين العاملين إلى بروز المصطلحين مثار البحث الذي نحاول فيه معرفة وتقصي جذريهما، ومحاولات تنميطهما سياسياً واسقاطهما على واقع المشكلات التي تعانيها القارة، على العموم والسودان على وجه الخصوص، وهي محاولة تستهدف على المستوى الوطني تقوية عناصر التوحيد الوطني وتنقيتها من سلبيات عهود التخلف والاستعمار، وإلى عدم الخلط بين حقائقها التاريخية والاختلاف الفكري والسياسي وعلى المستوى القاري تستهدف استكشاف المعاني الحقيقية حول حقيقة معنى الانتماء القاري ومتطلباته، بعيداً عن الاسقاطات العنصرية والنظرة الدونية برغم من أن الكثير من الدراسات البيولوجية والسلالية أشارت إلى أن أصل الإنسان الأول هو أفريقيا.... من ناحية أخرى أن محاولة تقسيم العالم على أساس لون البشرة هي فكرة عنصرية بغيضة ينبغى أن تُواجَه بالرفض الحاسم لمضمونها وفضح أهدافها لأنها فكرة تتصادم مع الإنسانية حيث لا تشكل عوامل اللون والدم والعرق والسلالة والوراثة خصائص للإنتماء أيّ كان قاري أو وطني أو قومي. وفق هذه الأهداف المشار إليها وددنا مناقشة هذين المصطلحين وعلاقتهما بجوهر الصراع السياسي في السودان. نشأت حركة الزنوجة (Negritude) كحركة أدبية سياسية فى حقبة الثلاثينات فى القرن الماضي، ويُعد الشاعر والرئيس السنغالي السابق نيوبولد سيدار سنغور، والشاعر المارتنيكي إيمى سيزير، والشاعر المنحدر من جزر جيانا ليون داماس الرواد المؤسسين لهذه الحركة.. تبنت الحركة اللون الأسود كمعيار للهوية في مواجهة الاستعمار الفرنسي آنذاك، وهي تُعد ردة فعل لمواجهة سياسة الفرنسة في المستعمرات الإفريقية التي استهدفت محو ثقافة المستعمرات الفرنسية وإلحاقها بثقافة المستعمر عبر اللغة وغيرها ولذلك فهي كانت نتيجة طبيعية لطمس التاريخ والهوية والتراث للإنسان الإفريقي.. لقد حاول سنجور على وجه الخصوص إيلاء اهتمام كبير أكثر من رفيقيه بمسألة حركة الزنوجة والأفرقة، وإعطائها مدلولات أوسع عندما يرى أن تماهي الشخص الأسود مع لونه الأسود دون اعتبار للثقافة التي ينتمي إليها أو اللغة التي يتحدثها أو البقعة التي يعيش فيها.. وفي رؤية لاحقة يرى سنجور نفسه أن الزنوجة هى مجموعة القيم الاقتصادية والسياسية والفكرية والمعنوية والفنية والاجتماعية لدى شعوب إفريقيا والأقليات السوداء في أمريكا وآسيا وأستراليا..... يرى سيزير أن الزنوجة هي (اعتراف المرء بواقع أن يكون أسود وقبوله بهذا الواقع وبقدر الأسود تاريخياً وثقافياً).. بينما يرى سارتر (أن الزنوجة هي موقف عاطفي حيال العالم). إن من المعضلات التي واجهت حركة الزنوجة هي اللغة، وقد عبر روادها عن انتاجهم الابداعى بلغات المستعمر نفسه الفرنسية والإنجليزية مما سبب حالة عدم تفاعل مع عموم جماهيرها. * في السودان أدت مسيرة التكوين القومي إلى اندماج الموروثات الحضارية والثقافية والدينية للشعوب السودانية القديمة إلى التمازج العرقي والثقافي بين المكونات المختلفة برغم من أن بعض عناصره الحية ظلت ماثلة وموجودة ونعتز بها كتراث تاريخي.. وقد عبّر ذلك عن نفسه فى تيار أدبي لم يخلو من المضمون السياسي والثقافي والأدبي (تيار الغابة والصحراء) ومن أبرز شعرائه فى تلك الحقبة حمزة الملك طمبل وصلاح أحمد ابراهيم والمجذوب وغيرهم... إن الرابط الجوهرى لتيار الزنوجة والإفريقانية في الأدب خصائص اسلوبية وأدبية تميزت بها كتاباتهم التي حاولت إثبات الوجود نسبة للاضطهاد العرقي والثقافي الذي عاناه الإنسان الإفريقى جراء الصراع الاستعماري الذي جعل من القارة الإفريقية مورداً خام للموارد ومستودع للأيدي العاملة، وتمثل حملات تهجير الزنوج الأفارقة في القرنين السادس عشر والسابع عشر الميلادي لأمريكا أبشع صور الاسترقاق والاستغلال... لم يخلو مفهوم حركة الزنوجة والإفريقية من اسقاطات انفعالية على حركة الصراع السياسى فى بلادنا برغم وضوح أبعاده منذ الاستقلال على أنه صراع سياسي اجتماعي اقتصادي بين قوتين تمثلان حالة النقيض (الجماهير الكادحة والمتطلعة للتقدم من جهة وقوى الطائفية والرأسمال والأسلمة السياسية من جهة أخرى)... لقد زاد من بروز هذه النزعات السياسات التى اتبعها النظام، القائمة على التقسيم والتفتيت والقبلية والجهوية والتمكين، والتي كانت نتاجاتها انفصال الجنوب وترشح مناطق أخرى للتعاطي مع حالة الانفصال وفوق ذلك ما تعانيه البلاد من حالة الانهيار الشامل الذي يتهدد وحدة البلاد ووجودها المادي والتاريخي كدولة سودانية... أدت سياسات النظام إلى إحياء الصراع حول الهوية واعطائه أبعاداً سياسية لقضية ليست سياسية وهي مرتبطة - أي الهوية- بتداخل مجموعة العوامل الثقافية والحضارية لأي شعب والتي تميزه عن بقية شعوب العالم والتي لا تنتهي بنهاية حقبة زمنية معينة، وتظل في حالة تفاعل وتطور دائمين بحكم أنها عملية ناتجة عن تفاعل الانسان مع محيطه المادي والحضاري، وهذا ما خلق سمة التنوع والتعدد فى مرتكزات كل الحضارات الإنسانية... إن ظروف التخلف والعزلة وغياب البعد الإنساني بالإضافة إلى تحمل سكان القارة الإفريقية عبئاً زائداً في الاضطهاد المرتبط بالعرق والاقطاع وعلاقات الرق والممارسات الاستعمارية رسخ لدى الكثير ارتباط مفهوم ومصطلح الإفريقية والزنوجة طابعاً عرقياً مرتبطاً بلون البشرة الأسود والذي يشكل نوعاً من العنصرية المضادة أو الارتدادية تجاه الآخر المختلف ثقافياً وعرقياً وهو بهذا يتناقض مع المفهوم القاري بمحتواه الإنسانى والسياسي العام الذي ينبع من وحدة شعوب القارة تجاه السيطرة الاستعمارية بكافة وجوهها وبناء علاقات وجسور تفاعل ومصالح، لا حوائط صد وصراعات وتقسيم تخدم أهداف أعداء القارة لإبقائها على تخلفها... * في السودان لعبت سياسات نظام الإسلام السياسي برؤيتها القاصرة والمعادية لتطلعات شعبنا دوراً مركزياً في إذكاء هذه النعرات والصراعات حول مفاهيم الهوية والأفرقة والزنوجة والعروبة بالقدر الذي جعلت السودانيين فى مواجهة بعضهم البعض وعمقت حالة عدم القبول والانقسام الوطني إلى ولاءات صغيرة تافهة، وتسييسها مثلما سيست الدين بالإبتعاد عن جوهره ومضامينه الإنسانية والعدلية واختزاله فى رؤية سياسية قاصرة تعبر عن تصوراتها فقط ولا تمت للدين بصلة.. * من المهم بالنسبة لكل السودانيين وبمختلف تكويناتهم السياسيةو الثقافية والقبلية عدم الاستجابة للوقوع فى فخ صراعات حول هذه المفاهيم التي تقوى عناصر الانقسام والتفتيت المجتمعي وتخدم مصالح الفئة الحاكمة والمتسلطة التي تتقوى بذلك وأن نستوعب جيداً بأن ذلك جدلاً خارح الحلبة بطرح قضايا صراع سياسي لقضية ليست سياسية بما يعنى عملياً إبعاد القوى السياسية والاجتماعية في السودان عن جوهر الصراع الدائر والقوى التى تمثله ومرتكزاته وجذوره.. * خلاصة الموضوع أن الإفريقية كمصطلح هو انتماء قاري ذو محتوى سياسي يتعلق بوحدة قوى القارة وشعوبها نحو التقدم ولا يمثل أي بعد عرقي أو ثقافي حيث تشكل إفريقيا قارة تمور بالتعدد الثقافي واللغوي والحضاري.. وعلى ذات المستوى فإن الانتماء الوطني بالنسبة لنا كسودانيين يعبر عن مضمون التمازج بين كل مكونات التكوين القومي بمختلف جذوره وعناصره الثقافية المحلية وغيرها، والتي يجب أن تبقى في حالة تعايش دون المساس بمكوناتها المتعددة والمتنوعة فى إطار نظام ديمقراطي يؤمن الحقوق المتساوية (الثقافية والاجتماعية والسياسية والدستورية) لكل المواطنين دون تمييز على أي أساس ديني أو ثقافي أو عرقي أو جهوي والذي هو خلاصة أهداف وواجبات القوى السياسية والاجتماعية في الوقت الراهن والبعد عن الصراعات الهامشية التي تطيل فى عمر النظام...
* مصادر المقال: * سنغور وحركة الزنوجة - محمد سليمان 2008 * دراسة الهوية القومية - حزب البعث- 1987 * ويكبيديا حول الأفريقانية والزنوجة
[email protected]
Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0 Copyright© Dimensions Of Information Inc.
Copyright © 2018 http://http://www.alrakoba.netwww.alrakoba.net - All rights reserved
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حول مفاهيم .. الهوية،.. العروبة،.. الافريق� (Re: Deng)
|
(أي حوار خارج الأبعاد الثقافية يعتبر ارتدادا عن الوعي الإنساني والحضاري)
Quote: يا بدوي.قلت لي زولك ال "غني عن التعريف" طلع بعثي؟؟ههههههههههههههههههههههههههههأنا لا أستغرب أبدا في الحروبات القائمة في السودان منذ قبل الاستقلال حتى اليوم. |
الاخوة الكرام، بعد التحية في هذه الجمعة المباركة بإذن الله وكما وعدناكم سابقا أن نبدأ ردنا على المداخلات المختلفة بالمداخلة أعلاه المقتضبة والمرحة المليئة بالهاهات نقول بأن ردنا عليها سيكون بثلاثة مقالات أتمنى ألا تكون ثقيلة على القراء الكرام والمشاركين في الحوار او الذين لديهم النية للمشاركة فيه، إرتجلناها سريعا لذلك ربما تكون ليس بالعناية المطلوبة ونعتقد إنكم تقدرون ظروف الوقت بالنسبة لنا ولكن لماذا ثلاثة مقالات؟ لأنها أي المداخلة بالرغم ان كلماتها معدودة الا أنها في رأينا تختصر مشهد له ثلاث ابعاد على الأقل وبالرغم من ان هذه الابعاد تتفاوت من حيث رؤية الناس لها كما انها ربما لا تكون منسجمة مع بعضها أخترنا أن نرد على كل بعد بجزء خاص به أطلقنا عليه لفظ مقال أو قل رد حيث نحاول في المقال الأول الرد على الفكر وممارسته الموجودة على ارض الواقع و المستترة وراء تلك الهاهات التي تتوسط المداخلة ذلك الفكر والممارسة الذي يقارب موضوع الهوية بشكل عام في السودان والتي يعبر عنه صاحب المداخلة ومن يتطابقون معه بشكل او بآخر في رؤيته. ولأننا واستنادا على النظرية التي توصلنا اليها هذه المرة وبدون مساعدة اصدقائنا الأعزاء والتي اسميناها جدل الفكر والشخص والتي سنحاول من خلالها أن نرد على الفكر والممارسة فقط وليس على الشخص باي حال سياتي ردنا على هذا البعد الفكري وممارسته بالمقال الأول الذي اسميناه (المسكوت عنه في موضوع الهوية) وقبل وضع هذا المقال نود أن نعتذر مسبقا بالنسبة لبعض الاخوة الذين نعتقد انهم يستخدمون موضوع الحمض النووي ومن باب المزاح ونتيجة ما ارتبط به من جدل حول الهوية والعروبة والافريقية والعنصرية في السودان لنقول كل من يتعاطى مع هذا الموضوع بهذه الصورة يجب أن يعلم انه ليس المستهدف الحقيقي بما عرجنا عليه حول هذا الموضوع في ردنا على المداخلة، اما البعد الثاني في المداخلة وهو ما يمكن ان يلاحظه حتى اعمى البصيرة وذلك لشده وضوحه وهو تحميل العرب والعروبة الحروب القائمة في السودان ومنذ الوجود البريطاني أي قبل استقلاله ليكون ردنا على هذا البعد من خلال مقال اسميناها أنا عربي نتحدث فيه عن مفهومنا وشعورنا تجاه موضوع العروبة في السودان كما نود مسبقا أن نعتذر حوله مسبقا للقراء الكرام ولأصدقائنا لأننا لم نجد فيه من مفر ومن باب التوضيح للقضية مسار الجدل الا أن نذكر فيه قبيلتنا أو قبيلة والدنا لأن والدتنا تنتمي لقبيلة أخري من قبائل السودان المتعددة وذلك لأن كل من يعرفنا لم يسمع منا الحديث القبلي الا في اطاره الإيجابي العام ونعتقد ان الغالبية العظمى من رفاقنا واصدقائنا وزملائنا الذين ربما يرون او يسمعون لأول مرة اننا نتحدث عن قبيلتنا رابطين ذلك بالحديث عن نفسنا سيستغربون جدا وربما سيعتقدون ربما ارتدينا عن النأي بالنفس عن الموضوع القبلي في السودان حيث تعودنا ان نقول اننا سودانيين فقط وحتى الذين يسالوننا عن قبائلنا نحاول فقط ان نذكر لهم مناطقنا التي عشنا او نعيش فيها وهذه مسالة ربما ارتبطت بالنشأة وفي مرحلة لاحقة بمرحلة الدراسة الجامعية التي ارتبطت لدينا ولدي الغالبية من اخوتنا السودانيين بالتركيز على الموضوع الوطني والتطرف في إدانة التفكير القبلي بكل مفاهيمه لاسيما السلبية بل وحتى المناطقي الجغرافي حيث لم نكن نشارك في روابط الأقاليم المناطقية بحيث كان تركيزنا جله يصب حول طرحنا لأنفسنا كسودانيين، على أية حال كان لابد من توضيح هذه القضية الحساسة بالنسبة لنا ولرفاقنا واصدقائنا لنذهب الان للبعد الثالث وهو يتمثل في ربط صاحب المداخلة مسالة العروبة والحديث عن الهوية العربية الثقافية بحزب البعث عند حديثه عن بعثية المفكر كاتب المقال الأول في هذا البوست وكأنما العروبة حكرا على البعثيين في السودان وان الذين يدافعون عنها هم البعثيين فقط ومن خلال هذا الربط أيضا تحميل حزب البعث المغلوب على أمره في السودان مسؤولية الفشل والحروب الحالية الخ. وقد أخترنا عنوانا لهذا المقال اسميناه (أنا بعثي) ونود أن نعتذر للقراء والمشاركين معنا في الحوار ونوضح لهم أن هدفنا من هذا الحوار ليس الحديث عن حزب البعث وكذلك ليس استقطاب الناس لحزب البعث بأي حال كما ان العروبة في السودان يجب أن يدافع عنها وبحسب تصورنا كل السودانيين بما فيها الذين لا يشعرون بانهم عرب ولكن فقط لأن لهم أخوه في الوطن وهم كثر يشعرون بانهم عرب أضف الى ذلك اننا ندرك جيدا أن غالبية أبناء شعبنا لا تستهويها الأحزاب السياسية في هذه المرحلة في بلادنا لأن الإحباط والفشل قد جعلها تفقد الثقة في غالبية هذه الأحزاب لاسيما بصيغها الحالية ولذلك عندما نتحدث عن حزب البعث في هذا المقال المسماة أنا بعثي نريد فقط أن ندافع عن أنفسنا ونوضح للناس جميعا إن فكر البعث لم ولن يكن ثغره ونقطة ضعف عند الحديث عن العروبة في السودان ومثل ما يريد أن يوحي من يريد ذلك بما فيهم صاحب المداخلة وانما هو ومن قوة منطقه سيبتعد عن الحوار معه كل الاخرين الذين يريدون تصويره بتلك الصورة. ولو أردنا طرح أفكار حزب البعث لخصصنا لها بوست منفصل نثق أنه لن يستطيع مجادلتنا فيه أي كان وهذه ليست أوهام قوة لأنه عندما كنا في الماضي نقيم الندوات بعنوان نحن والتنظيمات السياسية كنا في الغالب وبالكاد نجد من يورط نفسه في الحوار معنا وفي الوقت الذي نحترم فيه أيا كان عندما يتحاور معنا بموضوعية. نوضح هنا إن مداخلة الأخ الأخيرة والتي يرد فيها على الأستاذ بهاء الدين بكري ليست سوى توضيح لمداخلة الهاهات الأولى لم يكن الأخ يحتاجه بحسب رأينا ولكنه بالطبع مخير فيما يفعل. نعتذر للإطالة عليكم ونقول إنها نقاط كان لابد من توضيحها أولا حتى لا تختلط الأمور ويبقى هنا أخيرا أن نكرر أنه وبعد ردنا على المداخلة المذكورة والتي سنضع فيها المقالات الثلاث يوما بعد يوم وبعد نشر هذه المداخلة مباشرة لنعطي القارئ الكريم فرصة لالتقاط أنفاسه بعد ذلك سنرد على كل الاخوة المتداخلين أصحاب تلك المداخلات القيمة الواحد تلو الاخر ومن ثم نضع المقالات او الدراسات التي وعدنا بها ليتواصل هذا الحوار حول تلك المفاهيم الى ان يصل الى مراميه. والله ولي التوفيق،
(عدل بواسطة بدوي محمد بدوي on 03-02-2018, 03:03 PM)
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حول مفاهيم .. الهوية،.. العروبة،.. الافريق� (Re: بدوي محمد بدوي)
|
(أي حوار خارج الأبعاد الثقافية يعتبر ارتدادا عن الوعي الإنساني والحضاري)
(المسكوت عنه الان في موضوع الهوية في السودان)
لا شك ان تجربة القيادات القبلية للحركة الشعبية في جنوب السودان والتي تعتبر الأسوأ في التاريخ الحديث وبكل المقاييس تخرج التيار المتمترس خلف فكرتها ورؤيتها وممارساتها العنصرية العقيمة ومن ينظّرون لها والذين يريدون تكرارها في أجزاء أخرى من بلادنا من دائرة الإنسانية والتفكير الإنساني القويم وتضعهم في دائرة تتعدى الطبيعة اللإنسانية التي لا تعرف غير قتل الآخرين والإبادة الجماعية والتصفية القبلية للمجموعات السكانية التي تطالب بالمشاركة في حكم بلادها وبما يمكن وصفه بجرائم ضد الإنسانية ممنهجة وموثقة في التقارير الدولية جميعها تلك التقارير التي تعتبر وضع حقوق الانسان في هذه الدولة الحديثة هو الافظع في العالم، هذا من ناحية ومن ناحية أخرى يمكن وصف هؤلاء الافراد بمجموعة تمارس أقصى أنواع التفرد والدكتاتورية بالسلطة وتعرض كل من يعارضها للقمع والاعتقال والتصفية حتى ولو كان جزءا من تركيبة حركتها نفسها، مضافا الى كل ذلك تمارس ابشع أنواع الفساد المالي والإداري ونهب خيرات شعب جنوب السودان الشحيحة وتركه في العراء يتضور جوعا، وما تقرير منظمة الشفافية الدولية الصادر قبل أيام قليلة من الآن واضعا تلك الدولة في الترتيب قبل الأخير في قائمة الدول الأكثر فسادا في العالم ومتوفقة على جميع دول العالم بما فيها الدولة الام التي انفصلت من رحمها وبعدة نقاط تاركة فقط دولة امراء الحرب في الصومال خلفها الا دليلا على أن هذه المجموعة لم تترك مجالا سياسيا أو اقتصاديا أو اجتماعيا او حتى إنسانيا الا وتفوقت في الإساءة اليه معبره بذلك عن أسوء ممارسة لفكر بشري يمكن أن يحمله شخص في عالم اليوم. ليس هذا فحسب بل تحالفت مع أكبر كيان عنصري غير انساني أيضا ومغتصب لأرض الغير مقيما عليها دويلة منبوذة بعد أن تعلمت من مدرسته في التفكير كيفية استعطاف البشر بالمسكنة ولعب دور الضحية والحديث عن الظلم والاضطهاد لتمارس في الواقع ما يندى له جبين البشرية تلوي عنق الحقائق التاريخية وتزور التاريخ أمام مرأى الناس مانعة لهم الحياة الطبيعية والشعور باي انتماء وطني ومحولة ولاءتهم لقبائلهم لتحويلهم الى جماعات لا تستطيع حماية نفسها مما ستلحقه بها عندما تنفرد بهم. هل هذا هو الواقع بعينه في جنوب السودان ام إننا نؤلف ونفتري على تلك المجموعة من عناصر الحركة الشعبية؟ هل نكذب نحن عندما نقول إن قيادات الحركة الشعبية القبلية المنتمية للقبيلة المهيمنة والمتحالفين معها انفردت بأبناء قبيلة النوير بعد انفصال جنوب السودان وعرضتهم لأكبر مأساة في التاريخ الحديث بعد أن مارست ضدهم الإبادة الجماعية وجعلتهم تحت رحمة الجوع والمرض والهروب والمنظمات الدولية وهم القبيلة السودانية (الافريقية) او قل القومية الثانية في جنوب السودان والمفترض أن أبناءها أخوة لهم حاربوا معهم جنبا الى جنب من أجل حق تقرير المصير؟ هل هذا الحديث صحيح أم لا؟ أين هي شعارات القومية الافريقية أيها العنصرين؟ أين هي شعارات الهامش والمركز أيها الدجالين؟ اين هي شعارات التنمية أيها الفاسدين الذين امتلأت حساباتكم بأموال الإعانات التي دفعت لكم؟ اين هي شعارات الديمقراطية أيها المتسلطين؟ اين هي شعارات التبادل السلمي للسلطة أيها الدكتاتورين؟ اين هي شعارات التحرير يا عملاء الاستعمار والصهيونية العالمية؟ اين هي شعارات البناء يا أيها القابضين على الزناد لهدم الاطلال التي ورثتموها؟ أين هي المدارس وتعليم اللغات المتعددة يا أعداء الثقافة وأنصار العرق؟ اين هي الشعبية وقد أصبح الشعب يفترش الأرض ويتلحف السماء يتضور جوعا؟ اين هي الطفولة والمستقبل حيث لا يستطيع الاطفال تحريك أجسادهم ملقين على الأرض تنظر إليهم أمهاتهم في مشهد يختصر كل ذلك الفكر العقيم والحضارة الخاوية والقوي الاستعمارية التي دعمته بكل ما أمكن من أجل الانفصال. أين أنتم من كل ذلك يا أبناء شعب السودان لا سيما المتواجدون منكم في أوربا والعالم المتحضر تتحدثون ليل نهار عن الهوية؟ الغريب في الأمر إن تلك القوي التي دعمت انفصال جنوب السودان وفي محاولة منها لزر الرماد في العيون وأخذ مسافة من الجريمة ومسرحها وابطالها قادة الحركة الشعبية القبليين العنصريين بإصدار قرارات لمنع تصدير السلاح لهم بعد أن تجاوزوها هي نفسها في كل اشكال القتل التي مارسته هي نفسها وفي أماكن أخرى من العالم وكأنها تريد أن تقول لهم لقد تجاوزتمونا في السلوك غير الإنساني لدرجة الخجل وبما يفوق تصوراتنا. فنحن عندما دعمناكم للانفصال ومع ادراكنا إن لشعبكم قضية ونحن ومن استعمر بلادكم منا مضافا الى ذلك القوى السياسية التي حكمت بلادكم بعد استقلالكم قد ساهمنا في إدارتها بالطريقة المعروفة للجميع كنا نعتقد بأنكم ستوفرون مناخا معقولا لتاتي شركاتنا وتنهب ثروة الجزء الجنوبي من بلادكم بمجموعاته السكانية المغلوبة على أمرها ولكنكم الان أصبحتم تنهبون ما ندعمكم به حتى امتلأت حساباتكم في بنوكنا بملايين الدولارات. لقد أثرتم قلقنا وجعلتمونا نندم لما قدمناه لكم حيث فاحت رائحة الجثث التي تقتلونها ووصلت للمنظمات الدولية التي أصبحت تسأل أين هي حقوق الانسان في بلادكم؟ وإذ وصل بكم القتل للمستوى الذي جعل المنظمات الدولية تتساءل وتصدر تقاريرها مصنفة لكم بالأسوأ في عالم اليوم على الاطلاق. بالرغم من كل هذا الواقع والذي يمثل جليا امام اعين الجميع ويُخجل من لم توزع عليه ذرة من الحياء يطل علينا البعض يريد تكرار هذه التجربة المأساة مصدعا رؤوسنا بالشعارات الجوفاء عن الهوية. دعونا نحن أبناء الشعب السوداني الذين صدعتم رؤوسهم بالشعارات لنسألكم أين هي المجموعات المهمشة التي جاءت نحو المركز وأنتم تمارسون الإبادة الجماعية لثاني أكبر قبيلة في الجنوب، لماذا لم تتوقف الحروب التي كانت تدور من قبل الاستقلال والتي يدعي أصحاب هذا التيار العنصري وداعميه بإشعالها من قبل العرب في السودان. لماذا لم توقفوها عندما كونتم دولة مستقلة ولتبدؤوا بالتنمية ونشر الثقافة ورفع الظلم عن الشعب وإعطاء الهوية مضامينها الإنسانية؟ بالله عليك انظر كيف يريد هؤلاء تزور التاريخ وكيف يحاولون إرهاب الناس حتى لا يتناولون تجربتهم المخجلة خجل الصور التي تأتي من جنوب بلادنا وعلى قلتها مدعين دور التضحية يتاجرون بمظالم ومشاكل الفقراء من أبناء شعبنا وفي مختلف أجزاءه ويدعون زورا وبهتانا بتمثيلهم له ينظّرون عن الهامش والمركز والظلم الاجتماعي وعنصرية العرب. ماذا فعلتم بأصحاب المركز من النوير في الجنوب ناهيك عن الهامش. وأين هو الظلم الذي رفعتموه عن شعب الجنوب المغلوب على أمره وأين هي أموال هذا الشعب وثرواته التي وزعتموها عليه بالتساوي أيها الاشتراكيون. أنتم لا تمتلكون فكرا وليس لديكم رؤية ولا يدفعكم أي دافع وطني وانما حقد غريب تسعون به لضرب النسيج الاجتماعي وحرق الوطن تضللون أبناء السودان وستقطبونهم باللعب على وتر التنوع العرقي وتغذوا فيهم مفاهيم الحقد والكراهية تجاه اخوتهم في الوطن لتحشدوهم للحرب الاهلية حارقين الأخضر واليابس ويبدوا انه لا يهمكم حتى ولو احترقتم معه. مقولاتكم ومواقفكم ضد العرب والعروبة وحديثكم عن الظلم وعدم التوازن في التنمية وحديثكم عن الهوية الأفريقية وغيرها ليس سوى تبريرات لتنفيذ مخطط لتفتيت البلاد وضرب النسيج الاجتماعي فيها وملئها بالحروب الاهلية والحقد والكراهية والطروحات العنصرية حتى تزداد تخلفا ليسهل نهبها وقد قطعتم شوطا في ذلك يساعدكم من يساعدكم ولكن استعجالكم وتجربتكم في جنوب البلاد عجلت بكشف كثير من الحقائق التي ارهبتم الناس ليسكتوا عليها في الوقت الذي يجب ان يتناولها فيه كل من يعتقد بحرصه على الوطن الذي مزقتموه مع شركائكم في الجرائم وبإيحاء من المستعمر الحقيقي الطامع في الثروات والناهب لها منذ قرون. أقول يجب الا يسكت بعد الان أي أحد عن كشف هذه الأمور وحتى لو انجر معكم من قبل وبحسن نية في هذا المستنقع الآسن الذي أدخلتمونا فيه أو تعامل معكم بحسن نية وتعاطف مع الظلم الذي عانت منه الشرائح الاجتماعية والتي تدعون بتمثيلها زورا وبهتانا بينما أنتم في الواقع من الد اعدائها لأنكم من أبناء جلدتها وقد وثقت بكم ولكنكم رددتم لها العرفان والجميل بقتلها وطردتها من ديارها ليأتي لها أصحاب اللون الأبيض كي يقدموا لها لقمة من الطعام تسند بها ظهرها للهروب منكم. بئس التجربة وبئس الفكر وبئس الممارسة وبئس الهوية التي تحدثون عنها. يجب ان نوضح هنا وبدون أي لبس وعندما نتحدث عن الهوية في السودان اننا نستوعب وجود من يصنفون أنفسهم بالضد من العرب ومع حملهم للثقافة العربية وتحدثهم بلغتها كلغة أم أو بجانب لغاتهم الأخرى ومن مختلف الاتجاهات الجغرافية في بلادنا سواء كان ذلك في الوسط ام الشمال ام الغرب بالإضافة الى الشرق والجنوب نفسه ونستوعب أن هؤلاء قد بح صوتهم بالمطالبة بحقوق المجموعات السكانية التي ينتمون اليها، تلك الحقوق الثقافية والسياسية والاقتصادية المشروعة، كما نتفهم إن من بين هؤلاء من يتبنى أفكار وتنظير يدور حول السودانية أو الافريقية أي كانت تعني كما يرى جزء من هؤلاء أنفسهم سكان البلاد الاصلين ويتمادون في أدانه العرب وبأقصى درجات الإدانة. لأقول هنا بانه لا يجب أن يتخلل هؤلاء أدنى شك في أننا نكتب أو سنكتب في يوم من الأيام ضدهم أو نستهدفهم لأننا نعلم علم اليقين إن هذه الشريحة في السودان ليس سوى أناس وطنيين يناضلون اجل حقوقهم الثقافية والسياسية والاقتصادية المشروعة في اطار وحدة بلادهم وحقوق مجموعاتهم السكانية التي يعتقدون ان هضما قد حصل لها من قبل السلطات المركزية التي تعاقبت على البلاد كما أنهم يطالبون بتضمين لغاتهم وتدريسها واحياء ثقافاتهم وتراثهم وهم محقين في كل ذلك بل اكثر من ذلك نحن نحترم تضايقهم وكرههم للممارسات العنصرية التي تصدر من بعض العرب سواء في داخل السودان من قبل أفراد او جماعات سودانية تجاه سودانيين آخرين او من خارج السودان من قبل افراد او جماعات أو ممثلي دول عربية تجاه شعبنا السوداني الآبي بل أكثر من ذلك نتفق معهم تماما ونعتقد إن إدانتهم لتلك الممارسات العنصرية سلوك طبيعي يمارسه كل أنسان حر تجاه أي سلوك شاذ لا يحترم الاخر وخصوصيته حتى ولو صدر هذا السلوك من شخص من نفس اسرتك او قبيلتك ناهيك عن قبيلة او دولة أخرى او أي طرف آخر. ونلف أنتباههم هنا إن هذه الاستعلاء والعنصرية هذه لا تصدر عن جزء من العرب فقط بل أيضا أن بعض الاخوة الافارقة يعتبروننا لسنا بافارقة وانما خليط وهجين مشوه فقط بما فيهم الذين يحسبون أنفسهم افارقة من اخوتنا في الوطن. ونؤكد لهؤلاء السودانيين الذين يقاربون هذا الموضوع بتلك الكيفية إننا نحن إخوتهم أبناء واقعنا نكتوي معهم بنيران التخلف والجهل والممارسات العنصرية أيا كانت. كم نعلم تماما وعلم اليقين إن هؤلاء يؤمنون بوحدة السودان ومستعدين للدفاع عن وحدته ولا يريدون ان يروه ممزقا مفتتا تضربه الحرب الاهلية ويحكمه أمراء الحروب ولن ينجروا في يوم من الأيام الى مستنقعها الآسن وإن حصل ووجدوا أنفسهم داخل هذا المستنقع سيبذلون كل ما في جهدهم للخروج منه كما أن هؤلاء لا يتعاطفون مع إسرائيل ولا يحبون الأنظمة الرجعية العربية المطبعة معها ويكرهون الدول العربية المتخلفة وحكامها الخونة كذلك هو امر واضح ومفهوم بالنسبة لنا بل أثر من ذلك نحن نفهم أيضا بوجود مجموعة أخرى من إخوتنا وأبناءنا ضمن هذه الشريحة وربما تكون اكثر تطرف من هؤلاء في التعبير عن كراهيتها للعرب ولا تريد أن يربطها الناس بالأمة العربية الضعيفة والمفككة والمجزأة في هذه المرحلة ويسعون لبلوره أفكار لعزل السودان عن الامة العربية وهو شعور رغم اختلافنا معه نقدره لأننا نفهم أن البعض يريد ان ينسب الى حيث لا يوجد مشاكل او ربط بالإرهاب المتهم به العرب وخصوصا في الغرب حيث يكفي أحيانا ان يحرمك اسمك العربي من فرصة تدريب او عمل وقد كنا في السابق نلاحظ عندما يدخل البعض الى المطاعم والبارات في أوربا إنه يتحدث اللغة الإنجليزية باللكنة الامريكية كأنه يريد أن يوصل رسالة تفيد بانتمائه للدول القوية في حين انه ليس امريكي كما نفهم أيضا انه في زمن الانحطاط والتردي العربي سيفتش بعض أصحاب الانتماءات المزدوجة لجذورهم القبلية غير العربية ليتكئ عليها ضاربين بالبعد الثقافي الإنساني عرض الحائط، كل ذلك نتفهمه نحن لأخاطب هؤلاء جميعا انه يجب ان يعلموا إننا لا نتحدث عنهم كما أنهم ليس أعداء لنا أو للسودان بأي حال فكل سوداني وطني حر في تحديد انتمائه حسب وعيه وشعوره وثقافته ومعرفته والفيصل الرئيسي في تصنيفه أن يؤمن بوحدة السودان في اطار التسامح والابتعاد عن شعارات الكراهية لأننا نفهم أيضا إن نظرة جميع أبناء السودان لبعضهم البعض لا تخرج من اطار الاخوة والتكاتف والاختلاف الذي يمكن ان يعالج بالحوار الجاد بينما الذين نكتب ونتحدث عنهم هم بالضبط فئة قليلة لتيار عنصري عقيم له أجندات غير وطنية يتكئ على الظلم الذي تعرضت لهم بعض المناطق في السودان نتيجة لأسباب سياسية ويربطه بالانفصال وبحق تقرير المصير مثلما تم في جنوب البلاد كما يتلقى هذا التيار دعما من اكثر من جه مشبوهة الأمر الذي جعل صوته عاليا فوق جميع الأصوات كما جعل تنظيراته العرقية العنصرية الجوفاء حول الهوية أكثر انتشارا لا سيما وسط بعض الكوادر السياسية التي دب فيها اليأس بحكم عقم أحزابها وفشلها أو بعض القلة الشاذة المريضة التي أصبح دينها وديدنها مخاطبة الناس بالكلمات التي يجب أن تختفي من قاموس السودانيين والمعروفة لدى كل الناس، أقول أصبح صوت هذه الفئة مع قلتها عاليا مما جعل آخرين وبحسن نية أو لأسباب أخري يجارون طرح هذا التيار الذي يرفع شعارات الافرقة والعرق والحمض النووي ومعادة العروبة فقط من اجل تقسيم البلاد وضرب نسيجها الاجتماعي مستفيدا من السخط الشعبي على السلطة المركزية في الخرطوم كما انه نفسه الذي يكيل بمكيالين مع الدول العربية نفسها والتي يدعى بالعداء لها إذ هو يخلق العلاقات الوطيدة مع الدول العربية التي لها علاقات مع إسرائيل ويكره الحكام العرب الوطنيين الذي يصارعون إسرائيل والإمبريالية العالمية ويبث سمومه حولهم بل اكثر من ذلك مستعد ان يحارب ضدهم متى ما توفرت له الفرصة مثلما أرسلت ما تسمى بالجبهة أو الحركة الشعبية جنودها في السابق للتحالف الذي قادته أمريكا علنا والدولة الصهيونية سرا لمحاربة العراق ابان حرب الكويت بينما يصفون القوات التي أرسلتها الحكومة السودانية لمساعدة السعودية الآن في اليمن بالمرتزقة (يجب ان يفهم الناس أن هذا المثال لتوضيح الازدواجية في المعايير فقط ولا يعني موافقتنا السلطة الحاكمة طريقة كيفية ادارتها للعلاقات مع الدول العربية وهذا موضوع آخر سنكتب فيه مستقبلا). وكذلك مثل ما ذهب من ذهب من هؤلاء وغيرهم مع الجنود الامريكان الذين احتلوا العراق من اجل النفط وعيون اسرائيل لمساعدتهم إذ يؤكد ذلك صدق ما ذهبنا اليه. أضف الى ذلك إن هؤلاء الذين نتحدث عنهم ونعمل على تعريتهم لا يكيلون في موضوع التعامل مع العروبة بمكيالين على المستوى السياسي فقط وانما على جميع المستويات بما فيها مستوى الفكر حيث يعادون الفكر العربي الذي يدع للتحرر والوحدة والبناء والتضامن والاستقلال وتحرير فلسطين في الدول العربية ليصفوا هذا الفكر بعكس ما ينطبق عليه من مفاهيم إنسانية نيرة ويحملونه المسئولية في الفشل السياسي في السودان منذ الاستقلال رغم ان أصحابه لم يحكموا ولم يشاركوا في الحكم يريدون اجتثاثه من جذوره مثل ما فعل الامريكان بعيد احتلالهم العراق واجهاضهم لتجربته البعث الفتية المشرفة في العراق وفي كل جانب من جوانب الحياة بما في ذلك تشرف حكم البعث في العراق بأنه الوحيد في منطقة الشرق الأوسط الذي اعطى الأقلية الكردية واكراد العراق حقوق سياسية وثقافية لم يعطيها لهم أي من الأنظمة المجاورة والتي يسكنها اكراد بما في ذلك ايران وتركيا واللتان تحرمانهم حتى من التحدث بلغتهم ومع ذلك لم تمنع علاقة بعض قياداتهم أي الاكراد بالكيان الصهيوني من التآمر على النظام الوطني العراقي مع الامريكان لاحتلال العراق ليجد هؤلاء انفسهم بعد عقد ونصف من احتلال العراق وعدة شهور من الان يقاتلون من جديد من اجل الحقوق التي أعطاها لهم نظام البعث الوطني السابق وخسروها وفي ظل هيمنة الامريكان على القرار العراقي مما يؤكد أن الأمريكان لا يحبون الأكراد أو شعب جنوب السودان أو أبنائنا وأخوتنا في دارفور وانما يريدون التفتيت ثم النهب فقط والكل يعلم ذلك. اورد هنا هذا الحديث ليلاحظ الناس تناغم القيادات الكردية مع إسرائيل وعلاقات الحركة الشعبية مع إسرائيل ولأذكر الذين يتحدثون عن الهوية الافريقية والممارسات العنصرية البغيضة التي يقوم بها بعض شذاذ الافآق في ليبيا إن اكبر الحملات العنصرية المنظمة بأشراف دولتها بإعلامها وقضائها هي التي تحدث الان في إسرائيل تجاه الافارقة الذين ذهبوا للاحتماء بها بعد تصديقهم لبعض قيادات الحركات التي تدعي الدفاع عنهم حيث ينتظر هؤلاء السجن أو الترحيل الى افريقيا التي فر منها هؤلاء بحثا عن الحياة ، أقول أورد هذا الحديث حتى يعرف الناس ما هي الجهة التي تعمل في السر لضرب أسفل جدار الدول وتفتيتها ومن هم أدواتها ولأوضح أيضا ان الموضوع في أساسه لا يتعلق بالهوية والحقوق الضائعة والمظالم التاريخية والمركز والهامش والتنمية باي حال بالنسبة لهذه الفئة وحتى لو كان كذلك بالنسبة للبعض فأن هذه الشعارات بالنسبة للمحرك الأساسي ليست سوى تغطية لتنفذ المخطط وإن الذين ينفذونه ليس سوى أدوات فقط، لأرجع وأقول ان هؤلاء وأدواتهم من العنصريين وبقدر ما يكرهون الأفكار العربية التحررية والتي من شئنها دفع نضال الشرفاء من العرب الى الامام يشجعون في الوقت نفس الأفكار العربية الرجعية وأفكار التجزئة والانفصال وتأليب الأقليات التي سكنت تلك المنطقة منذ امد بعيد وكذلك الأفكار العنصرية لانهم يستمدون من تخلف الواقع واستمرار الأنظمة المتخلفة الطرح الذي يساعدهم بالاستمتاع بتخلف العرب والمجتمعات العربية وبما فيها السودان كما أنهم وحتى في السودان لا يعملون بصدق مع القوى الوطنية الحقيقة المناضلة والتي تؤمن بالتعدد والتنوع وإن عملوا معها فهو أمر مرحلي تفرضه بعض الظروف. لذلك سرهم جدا وقوع العراق تحت الاحتلال وما تلاه من اصدار الامريكان قراراتهم بحل جيشه واجتثاث حزب البعث فيه بعد ان روجوا وبثوا الدعاية والسموم واتهموا زعمائه بإشعال الحروب وبنفس أسلوب لوى عنق الحقيقة واتهام الاخرين بما يراد تنفيذه. أشعل الامريكان الحرب في العراق بحل جيشه والتي لم تقف منذ احتلالهم له وحتى الأن ليحولوا هذا البلد من بلد رائد في جميع المجلات الى دولة ضعيفة مفككة تتصارع طوائفها بينما الشعارات التي جاءوا بها هي استقراره وتخليصه من رئيسه الذي زج به في الحروب وأضاع ثرواته فيها كما قتل شيعته واكراده. ورغم كل ذلك لم يستطع الامريكان اجتثاث البعث بعد عقد ونصف من الزمان ولن يستطيعوا هم وعملائهم وهل سيستطيع الامريكان القضاء على فكره حتى ولو اعتقلوا الملايين من أعضائه مثل ما فعلوا وهل يستطيع هؤلاء العنصريين اسكات العرب في السودان واجتثاث العروبة والثقافة العربية وتهجير حامليها. ألي أين يريد هؤلاء تهجير حاملي الثقافة العربية من غالبية السودانيين إن جاز السؤال؟ دعوني أقول لكم إلى أين؟ الى فوهات البنادق كطريق وحيد للحل حيث القتل المتبادل والمجازر والى تفكيك النسيج الاجتماعي بدلا من وحدته ضمن تنوعه والى اضرام الحروب بين القبائل المتجاورة المتأخية لمئات السنين بدل التأخي والى تقسيم البلاد الى دويلات متصارعة بدلا من دولة واحدة قوية امنه مترامية الأطراف والى التخلف والهدم باسم التنمية، الى ترويع الأطفال والى قمع الناس ومنعهم من التعبير عن شعورهم، الى الهوة السحيقة بتصنيف الناس حسب اشكالهم ولون بشرتهم وجيناتهم وما أن يقول احدهم انا عربي او ان ثقافتي عربية حتى يخرج عليه العنصريين كيف تقول ذلك بلونك الأسود وشكلك القبيح وعرقك الافريقي وجدتك الزنجية بالله عليك هل انت تشبه العرب أيها المستلب المعقد الناكر لأصله تعال الى الفحص حتى يتعرف المعمل على جيناتك. بالله عليك انظر الى المراوغة والدجل وتضليل الناس ما هو الاكتشاف العلمي الذي سوف يثبته الحمض النووي؟ اذ اثبتت التجارب العلمية التي اجراها بعض الباحثين لطلاب فصل في قرية في شمال السودان ينتمون لمجموعة سكانية واحدة لوجود أكثر من اثنين وعشرين من الاختلاف في جينات هؤلاء الطلاب، ماهي النتيجة التي سيتوصل لها الحمض النووي أيها العلماء؟ بئس الفكر وبئس الإنسانية وبئس الذين يتبنون هذا الطرح وبئس الذين يدعمون هذه الاجندات التي يتغابى البعض في معرفة أصحابها وكيف ينتظر بالله بعض الاخوة الذين لانشك في وطينتهم او نواياهم حقوقا من هؤلاء وكيف ينتظرون منهم اثراء الثقافات واللغات والعمل لأحيائها وتدريسها؟ اين هي لغة النوير الان وفي أي مدرسة واي جامعة تدرس في الجنوب الحبيب؟ اترك اللغة، اين هي المدارس التي شيدوها ليدرسوا فيها المناهج العلمية ولغات وثقافات القبائل الأخرى؟ بل اترك المدراس، أين هي قبيلة النوير كلها؟ اين هم اطفالها ناهيك عن لغتها ومدارسها ولماذا يجب قتلها وتهجيرها هل أتت مع العرب الى السودان؟ هل هي مستلبة وتستخدم نسائها المساحيق لتبيض وجوههن؟ ولماذا يقتل اطفالها؟ بالله عليك كيف ينتظر عاقل من هؤلاء العنصريين وعندما تتاح لهم فرصة تكوين أي دوله في أي جزء من أجزاء السودان أن يثروا الثقافات ويحققوا التنمية ويحيوا اللغات فاذا كان هؤلاء قد فعلوا ذلك بالنوير الذين قاتلوا معهم حتى الانفصال ماذا هم فاعلون بقبيلة المسيرية على سبيل المثال إذا ما توفرت لهم السلطة والقوة والسلاح في جنوب النيل الأزرق؟ وماذا هم فاعلون بقبائل أخرى في جنوب كردفان أذا ما توفرت لهم نفس الظروف؟ واذا كان البعض سيبرر لهم هذا القتل بأنه صراع داخل الحركة الشعبية بالله عليك اذا كان هؤلاء يحسمون صراعاتهم الداخلية مع رفاقهم بهذه الكيفية المتعطشة للدماء وهم الذين ناضلوا وحاربوا واكلوا وشربوا معهم في خنادق القتال كما أنهم افارقة مثلهم حسب ما يدعون فكيف يمكن لهم ان يحسموا خلافاتهم مع من يعتبرونهم أعداء ومستعمرين من حاملي الثقافة العربية ومهما كانت اصولهم القبلية؟ بالله عليك من هو المستلب الحقيقي وبعد كل ما وصلت له البشرية من معرفة وتقدم وتطور وبعد أصبح العالم كله متداخل، هل هو الذي يقول بمعايير الثقافة واللغة والمصير والتاريخ المشترك لتحديد الهوية ويؤمن ويقر بالتنوع ولا يتنكر لجذوره أم هو الذي يقول بالعرق والدم واللون والسلالة؟ ومع ذلك يتعاطف مع المستعمر الأبيض الأشقر الذي أخد الملايين من سكان إفريقيا ونقلهم بالسفن مقيدين في الاغلال حيث مات نصفهم في عرض البحر ويكره العرب الذين اتوا الى أفريقيا يحملون رسالة سماوية تساوي بين الناس جميعا شعوبا وقبائل فاختلطوا مع سكان افريقيا في المناطق التي وصلوها وتصاهروا معهم حتى أصبحت بعض المناطق تعج بمختلف السحنات والسمات والألوان؟ من هو المستلب الحقيقي أكرر هل هو الذي يقول بالمعايير الثقافة واللغة والمصير والتاريخ المشترك لتحديد الهوية ويؤمن ويقر بالتنوع ولا يتنكر لجذوره أم هو الذي يريد أن يفحص جينات الناس فردا فردا ليميزهم ويتحقق من أصولهم ليكتبها مع فصيلة دمهم؟ بئس الفكر وبئس العقول التي أعماها الحقد. سؤال أخير قبل أن نختم في هذا الصياغ يجب أن يسأله أي إنسان الآن الآ وهو إذا كان هؤلاء حريصين على رفع الظلم عن مجموعاتهم السكانية وكما أنهم أفارقة حقيقيون ويدافعون عن حقوق القبائل الإفريقية التي تعرضت للظلم لماذا لم نرى واحد منهم فقط يدافع عن قبيلة النوير التي يتلحف أبنائها الآن الأرض ويفترشون السماء ويتعرضون لأكبر مأساة في التاريخ الحديث وباعتراف الجميع؟ الا تستحق هذه القبيلة منهم التضامن والمساندة والوقوف معها وكشف ما يحدث لها؟ ولماذا لم يتحدث منهم شخص واحد حول هذا الموضوع؟ ولماذا لا تخرج كوادر الحركة الشعبية والحركات الأخرى التي تتبنى الطرح العنصري للهوية في السودان والتي تفتح لها مكاتب في أوربا لتحديد موقفها من المأساة الإنسانية التي تتعرض لها قبيلة النوير السودانية الافريقية؟ بل أكثر من ذلك أسألهم لهم لماذا تسكتون عن اكبر حملة عنصرية تنظم في إسرائيل ضد ابنائكم الذين ذهبوا يحتمون بها في الزمن الرديء بعد أن روجتم علنا لعلاقاتكم معها وينتظرون الآن دورهم في السجن او الترحيل منها؟ أتحداهم لم ولن يتحدث أحدهم عن هذا الموضوع الإنساني او ذاك ولن يتضامن أحدهم مع هذه القبيلة الافريقية أو هؤلاء الافارقة لأن الذي يقتلها هو الذي يمدهم بالمال والسلاح لمواصلة الحرب الاهلية و كذلك الذي يضهد هؤلاء، وذلك هو الامر الذي ينسف كل الطروحات والشعارات الجوفاء عن الهوية وغيرها والتي يدعونها جملة وتفصيلا وكل من يقرأ منهم هذا الحديث الذي سينزل عليهم كالصاعقة سيدرك إن منطقه ليس مهزوم فقط وانما مخجل. وفي ختام هذا الحديث أنبه الى خطورة مجاراة التيار العنصري المتخلف من أصحاب نظرية العرق كما يوصف وتجربته المؤلمة الماثلة أمامنا في جنوب بلادنا وعدم الخضوع لابتزازه كما يجب الوقوف ضده وكشفه وتعريته وايقاف مخططه من اجل المحافظة على ما تبقى من بلادنا ووحدتها الوطنية ضمن تنوعها والسعي لتقريب الفوارق بيننا للعمل كيد واحدة من اجل الوقوف بالضد من كل القوى التي اقعدت بلادنا وادخلتها في متاهات التخلف والحروب الاهلية.
والله ولي التوفيق بدوي محمد بدوي
(عدل بواسطة بدوي محمد بدوي on 03-02-2018, 01:13 PM)
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حول مفاهيم .. الهوية،.. العروبة،.. الافريق� (Re: بدوي محمد بدوي)
|
هنالك سؤال يجب ان نطرحه علي الذين يتبنون اطروحة الحركة الشعبية وهو المتعلق باطروحة السودان الجديد، فهل سقط مشروع السودان الجديد و ما هي الاسس التي قام عليها هذا المشروع؟ الاجابة علي هذا السؤال سيكشف لنا الجزئية التي تحدث عنها الاستاذ بدوي في واقع الجنوب، اذ يبدو ان الحركة كانت تطرح شعارات اكثر منها مشاريع.. لان الحركات ذات المشاريع الكبيرة لا تنهار تجربتها بالكيفية التي حدثت لتجربة الحركة الشعبية سواء في الحكم او ما يجري في واقع هذه الحركة و في الشمال...نحن لا نحاكم التجربة بقدر ما نبحث عن اجابات...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حول مفاهيم .. الهوية،.. العروبة،.. الافريق� (Re: Ahmed Mahmoud)
|
التحية للجميع هنا . بدوى ؛ الذى ظل كما كان ؛ متوهج ومشع . أحمد محمد ؛ الذى تقدم بخطوات ثابتة ومجهود وتثقيف ذاتى ؛ ليحجز مكانه فى الصف الأول . ومحمد الأمين ؛ له التقدير . أنجبت جبهة كفاح الطلبة قامات ترفع لها قبعات ؛ واللى خلف مامتش . مستمع بكل حرف هنا ؛ واجلس مثل تلميذ للتعلم منكم .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حول مفاهيم .. الهوية،.. العروبة،.. الافريق� (Re: shaheen shaheen)
|
(أي حوار خارج الأبعاد الثقافية يعتبر ارتدادا عن الوعي الإنساني والحضاري)
أنا عربي وبدون أي لكن
لا تريدون من أي أحد في بلادي أن يقول إنه عربي؟ أقول لكم يقول كثر في بلادي أنهم عرب. ولكن دعوا شخصي الضعيف يشرح لكم قليلا، كيف ولماذا، أنا عربي ما رأيكم؟ أنا ابن النهر الخالد ودجلة والفرات وبرقة وعمان وطرابلس و الخرطوم والدار البيضاء وكل المدن السودانية والعربية، ما رأيكم؟ هل تريدون أن تفحصوا حمضي النووي وقبل أن تاتوا لفحص الحمض النووي دعوني أساعدكم قليلا لأسألكم هل تريدون معرفة قبيلتي في السودان؟ والدي من أب دنقلاوي وأم محسية أذن والدي دنقلاوي أذا أنا دنقلاوي بالرغم أن والدتي تنتمي لقبيلة أخرى؟ أذا أنا أعتبر نفسي من أحفاد بعنخي بشكل أو بآخر، وأكثر من ذلك تربط جدودي الصلات بمحمد احمد المهدي وقد طحنت غالبيتهم حروب المهدية لاسيما كرري مع خليفته التعايشي، ولأننا لم نتعود الحديث عن قبائلنا سيستغرب ذلك كثير ممن يعرفونني، أعتذر منهم جميعا. اكرر أنا عربي و أعتز باني عربي و ثقافتي والوعاء الذي يحويها هو اللغة العربية، ما هي المشكلة اذن هل يعني ذلك إنني تخليت عن قبيلتي؟ انا اعتز بقبيلتي وتاريخها وحضارتها ولو وجدت فرصة لأتعلم لغة قبيلتي لأغوص في معرفة حضارة اجدادي العظماء المعروفون سأفعل ذلك لأنني عندما أتيحت لي الفرصة تعلمت ثلاث لغات اجنبية لا تربطني بشعوبها أي علاقة سوى علاقات الدراسة والسفر والاغتراب، ماهي المشكلة في أن اتعلم لغة اجدادي الى جانب لغتي الحالية العربية لغة القرآن التي أحبها؟ كما أستطيع أن اعبر بها عن نفسي والتي قرأت وعرفت من خلالها أجزاء مهمه من تاريخ العرب قبل وبعد الإسلام. بالإضافة إلى إنها ربطتني بالمنطقة العربية ومشاكلها وجعلتي أتطلع الي المساهمة في حلها وأدافع عنها، مدركا من هو عدوها، كما أؤمن بوحدتها من الخليج الى المحيط وبالمستوى الذي جعلني أشارك في الحرب العراقية الإيرانية لحماية بوابتها الشرقية وعمري حينها لم يتجاوز العشرين عاما وكان معي رفاقي من السودان وقابلت العراقيين والأردنيين والمصرين والتوانسة واليمنيين والمغاربة والارتريين والصوماليين وغيرهم من الجنسيات العربية الأخرى هناك ولم يسخر مني احد ولم يتهكم في لوني أو شكلي احد من هؤلاء الذين يعرفون المعنى النضالي الإنساني للعروبة، هؤلاء الذين يدافعون عن الامة العربية بأرواحهم هم فقط من اؤمن بأنهم يمثلون الامة العربية وقيمها الحقيقية، هؤلاء أصحاب المعاني النضالية والحضارية والإنسانية هم الذين يمكن أن استمد منهم عروبتي وليس من المتخلفين من العرب ومن غير العرب الذين ينظرون الى شكلي ولوني. ما هي المشكلة في انني عربي ولي قبيلة او عشيرة أيا كانت تلك القبيلة ومثلي مثل جميع الناس في السودان والمنطقة العربية كلها؟ أين هو التناقض؟ إذا سالت الافريقي الذي أتي اهله الى فرنسا قبل عشرات السنين وولد فيها ودرس وتعلم فيها وعاش فيها خمسين عاما فقط وربما لم يمكث في أفريقيا سوى أسابيع متقطعة يزور فيها من تبقى له من أهل، إذا سألته من أنت ماذا سيجيبك، بماذا ستكون أجابته وهو اسود اللون ولا يحتاج الى فحص حمضكم النووي لإثبات ما تريدون اثباته. ماذا ستكون اجابته اليس أنا فرنسيا وبلغة أفضل من لغة الكثير من فرنسيين آخرين مثلما ما هي لغتنا العربية التي هي أفضل من عرب آخرين؟ اترك هذا الافريقي الذي قضى خمسين عاما في فرنسا، فربما انه ما يزال يصنف نفسه غاني او سنغالي او غيره لأنه لم يتمكن من الاندماج في المجتمع الفرنسي بالشكل المطلوب للإجابة على السؤال من أنت واسأل أبنائه وبناته الذين ما يزالون سود اللون عن هويتهم ستجد الخبر اليقين عند سؤال الهوية. وإذا قال لذلك الشخص الافريقي في فرنسا شخص فرنسي أبيض أنت لست فرنسي، انت أفريقي أسود اللون، أرجع من حيث أتيت. ما هو تصنيف هذا الشخص حسب القوانين الاوربية التي تعرفونها؟ الا يحاكم بتهمة العنصرية والإساءة الى مواطنه؟ وكذلك ينطبق الامر على بريطانيا وامريكا ماذا يقول الناس الذين أتوا اليها من كل صوب؟ لماذا لم يصبحوا جميعهم هنود احمر؟ أنا افهم تماما أنه في بريطانيا وامريكا لا بد من تصنيف الناس انفسهم حسب أصولهم في الاستمارات التي يقومون بملئها لأي سبب من الأسباب كطلب الحصول على وظيفة او وثيقة او اعانة الخ... كأن تكتب انك ابيض او اسود او كاريبي او اسيوي او تقع ضمن تصنيفات أخرى بجانب انك امريكي بحيث تبرر تلك الدول هذه الممارسة بأهمية تلك التصنيفات للحصول على المعلومات حول أصول افراد المجتمع من اجل خلق حالة من التوازن داخل مؤسساته، وهو ما نعتقد أنه مجرد تبرير بينما الغرض من ذلك هو لتمكين إدارة المجتمع ومؤسساته وشركاته في السيطرة على افراده ولأسباب أخرى غير التي تبرر بها هذه الممارسة والدليل على ذلك ان مثل هذه الاستمارات غير موجودة في دول كثيرة أخرى في العالم بما فيها الدول الاوربية مثل المانيا وهولندا وغيرها. هذا من ناحية ومن ناحية أخرى فإن ما يصلح او ما تعود عليه الناس هنا ليس بالضرورة ان يصلح هناك وأقرب مثال على ما نقول هو محاولة الامريكان تطبيق هذا النموذج في العراق بعد احتلاله وهو الامر الذي رتب في النهاية نتائج كارثية على المجتمع. فعندما دخل الامريكان العراق ودمروا مؤسسات الدولة و وزاراتها، جاءوا بنفس تلك الاستمارات ليقوم الناس بملئها على نفس الشاكلة المتوفرة في أمريكا وأصبح المواطن العراقي مطالب بان يكتب ما إذا كان سني او شيعي او كردي او مسيحي الخ.... بجانب عراقيته، فماذا كانت النتيجة. انعدمت معايير الكفاءة التي كانت سائدة في الدولة العراقية السابقة وانتشرت الطائفية في الوزارات والجيش والشرطة وغيرها وأصبح الوزير واستنادا على المعلومات المتوفرة في هذه الاستمارات، ولأسباب أخرى أيضا يعين جميع الموظفين من طائفته أو قوميته ابتداء من وكيل الوزارة وحتى الفراش فأصبحت وزارات كاملة شيعية وأخرى سنية أو كردية الخ وشاع ما اسماه العراقيون بمبدأ المحاصصة الطائفية والقومية. والجدير بالذكر إن كل تلك الانتماءات الجانبية عندما تكتب في مثل هكذا استمارات لن تحل مشكلة، بل تزيد الأمور تعقيدا ويبدو لي انها مستخدمة الان في السودان بالشكل القبلي. ستجادلون كثيرا في موضوع الهوية وتقولون إن منطقي مقلوب فكيف تقارن المهاجر الافريقي المسكين الى فرنسا الدولة المتبلورة قوميتها في حين تطالبه بأن يتحول الى فرنسي وتطالبنا نحن اهل البلاد على تغيير هويتنا حسب المهاجرين العرب الذين أتوا الينا ولا تطالبهم هم أنفسهم بان يتحولوا الى افارقة يتكلمون لغاتنا ولهجاتنا، لأقول لكم لماذا لم يفرض عليهم اجدادنا لغتهم وثقافتهم حين أتوا في السابق، بينما العكس الذي حدث. أذهبوا إخرجوا جثثهم من باطن الأرض لتسألوهم لماذا لم تمنعوا انتشار اللغة والثقافة العربية في هذه المنطقة ولكن إن تقولوا إن هؤلاء المهاجرين مستعمرون فلابد انكم تلوون عنق الحقيقة، لأسألكم إذا كان المستعمر الحقيقي الفرنسي والذي اتى محملا بكل أسباب القوة المادية العسكرية ولم يأتي بأي رسالة سوى النهب الى افريقيا وحاول فرض لغته وثقافته بالقوة على الناس لم يستطع، فكيف تستطيع جماعات هاجرت الى افريقيا في الماضي وعلى دفعات ان تفرض ثقافتها بالقوة بينما يعجز الفرنسي؟ أقول إذا لم يكن الفيصل للحديث عن الهوية هو الشعور تعالوا نذهب لنطلع ونقرأ حول الثابت والمتحول في الهوية وارتباطه بالزمان والمكان وتطور اللغة والثقافات في المجتمع السوداني وأدعوكم للصبر معي قليلا لأقول أكثر من ذلك، أنا عربي وأنا سوداني واعتز باني سوداني ويمكن أن أضحٌي بالغالي والنفيس من اجل السودان ماهي المشكلة؟ وعروبتي هذه لا تلغى كوني سوداني، كما لا تلغي قبيلتي بالمعنى الإيجابي للقبيلة؟ ماهي المشكلة، ليس لدي مشكلة في ذلك اعتز وافتخر بكل هذه الانتماءات. ما هي المشكلة في كوني سوداني و اشعر بأنني أخ لجميع السودانيين من القبائل الأخرى ومن مختلف الديانات، مسلمون، مسيحيون، وثنيون وغيرهم من النسيج الاجتماعي المتعدد في السودان بلادي وفي الوقت نفسه فانا عربي تربطني لغتي العربية وثقافتي بمحيطي العربي الذي من حولي؟ ماهي المشكلة أن يكون هنالك مصريا فرعونيا او من أصل ارمني عربي رابطا مصيره بمصير الامة العربية أو عراقيا من أصل اشوري او أكدي عربي أو أن يكون لبنانيا من أصول شركسية عربيا ماهي المشكلة؟ جميعهم ليس لديهم مشكلة، انا فقط هو الذي لديه مشكلة بسب اللون؟ أنا لا اعتبر اللون معيارا للهوية. ولا أجد أي تناقض حقيقي في كوني سوداني وعربي. وإذا كنتم تريدون دائما الذهاب نحو اللون، أقول لكم تعرفون ان في كل الدول العربية هنالك أناس لونهم اسود، اليس هذا صحيحا؟ ماهي المشكلة في أن يكون شخص اسود اللون وهو عراقي وعربي أو اسود اللون وهو قطري وعربي؟ كيف يرى الشخص القطري ولونه أسود نفسه؟ هل يرى أنه عربي أم يري أنه رقيق ينتظر سيده ليبيعه أو يعتقه؟ لماذا يتحدث الناس عن التطور وينحدرون الى عصور الظلام والتخلف. أسألكم هل هنالك تناقض بين كوني سوداني انتمي لأحدى القبائل وعربي في نفس الوقت؟ أكرر أنا عربي، وأعرف أنكم ستقولون لي اذهب الى السعودية وأنظر كيف يعاملونك الناس هناك، أقول لكم أنا الآن في السعودية وأسألكم هل تعرفون أن السوداني في السعودية يتعرض للتهكم من قبل بعض السعوديين السود والذين هم أكثر سوادا منه أكثر مما يتعرض لذلك من السعوديين البيض كما ترونهم. ولا أدري إذا كان السعوديين بيضا، فبماذا سنوصف الالمان مثلا؟ وكذلك يتعرض السودانيون الامريكان في أمريكا للتهكم من قبل الامريكان السود أكثر من الامريكان البيض، في حالة ما إذا كانوا لا يجيدون اللغة الإنجليزية بشكل جيد وأيضا يتعرض السودانيون الهولنديون في هولندا للتهكم من قبل السير وناميين والأنتيليين والذين هم أكثر سوادا منهم أكثر من الهولنديين البيض إذا ما اتضح أن لغتهم الهولندية ركيكة وهكذا في فرنسا وغيرها من الدول، هذا لا يعني أنه لا يوجد أناس عنصريين او متخلفين في كل هذه الدول ويتهكمون علينا بخلاف السود، وإنما أقول السبب الأساسي للتهكم هو اللهجة مع أمور أخرى سيأتي ذكرها، عندما أقول اللهجة أعرف أنكم تفهمون أنني أعني ما يطلق علية باللغة الإنجليزية (الآكسنت). إذا الموضوع لا يتعلق باللون فقط في حالة السعودية والدول العربية الأخرى، والا لماذا يتهكم علينا السعودي الاسود أيضا، انما يأتي الينا التهكم بالإضافة الى اللهجة وبشكل جوهري من ضعف بلادنا وتمزقها وجوعها وحروبها الاهلية فمن يجرؤ على التهكم على أي سوداني لو كنا أقوياء باقتصادنا وجيشنا ودولتنا. وهل لو كانت بلادنا قوية سيتهكم علينا أي كان؟ وكذلك يأتي الينا تهكم الأمريكي الأسود او السيروناومي الأسود بالإضافة الى موضوع اللغة الى نظرته الينا كمهاجرين من مناطق الجوع والتخلف نبحث عن الذهب في الدولة التي سبقنا اهله في المجيء اليها، يرى نفسه أحد أفراد ذلك المجتمع و يتضايق قليلا أو كثيرا من وجودنا لاقتسام فرص العمل والموارد التي بدأت تشح فيها معه، فيعبر عن ذلك السلوك بالتهكم مستغلا لهجتنا كثغرة لدينا، وهو سلوك قريب جدا مما نمارسه نحن أنفسنا مع بعض المهاجريين من الدول المجاورة لنا وكما تدين تدان. أذن عدم الاحترام يأتي الينا من الضعف الذي نعاني منه ونعمقه بالخلافات والحروب. ومن يتوقع أن يحترمه أي كان حتى لو كان في الواغ الواغ او الواق الواق ودولته ضعيفة وفقيرة تمزقها الحروب فهو واهم، والدليل على ما أقول إنه لغاية الان وفي الوقت الذي يحارب فيه السودانيون في اليمن فإن مستوى احترام الاخوة اليمنيين للسودانيين يعتبر أفضل نسبيا من دول عربية أخرى، مع ان اليمن تكاد تكون هي الدولة العربية الوحيدة التي بها عرب حضارمة أقحاح. وبالمناسبة أقول لأصحاب الحديث عن العرق انه يكاد ينعدم الآن وجود عرب أقحاح لا في السعودية ولا في العراق ولا في أي دولة عربية أخرى عدا الحضارمة في جبال اليمن، و مع هذا فاليمنيون يحترموننا لأنهم يتذكرون أنهم اغتربوا عندنا كما يتذكرون إن مدرسينا قد علموا أبناءهم اللغة العربية نفسها بالإضافة الى أنهم لم يسبقونا كثيرا في التطور مثل الذين توفر لهم النفط. نحن توفر لها ماهو أفضل من النفط ثم توفر لنا النفط أيضا ولكن للأسف ماذا فعلنا به؟ اما سرقنا أمواله وبنينا بها القصور او تحاربت قبائلنا التي حوله بعد أن غذى تجار الحروب أبنائها بالكراهية. أعود لأقول إن كل الدول العربية بها سحنات وألوان مختلفة والمفروض أنه في هذا العصر وبعد ان بلغت البشرية من الرشد ما بلغت أن يكون الانسان قد أصبح يُحترم لتفوقه وإنجازه وعطائه الإنساني وقدرته على التأثير وليس لشكله أو لونه أو عرقه أو أصله وفصله ومن يحكم على الناس من خلال الوانهم يجب أن يخرج على الأقل من دائرة التحضر ليذهب ويعيش في المجتمعات المنغلقة إذا وجدت. يجب ألا يفهم من هذا الحديث إننا لا نستوعب ولا نفهم و لا ندرك إن كثير من الناس مازالوا حتى اليوم يقّيمون الآخرين على أساس الوانهم ويعتبرون إن الانسان كلما ازداد سوادا كلما قلت قدراته، وانما نريد القول هنا إن تقييم الناس على إساس اللون وبهذه الكيفية انما هو الجهل والاستعلاء والعنجهية بعينها. ولذلك ندعو الى المفهوم الثقافي في موضوع الهوية وتقييم الانسان بقدرته على العطاء الإنساني أيا كان هذا العطاء. ونكرر إن أصحاب فكر العرق واللون قد أصبحوا ينظّرون ويعطون التبرير لهؤلاء الجهلة الذين يستعلون على الناس استنادا على الالوان وان هذا الامر لا يساعد باي حال على إرساء مفاهيم متقدمة في المجتمعات وعلينا جميعا التحرر من عقدة اللون فهذا الفكر العقيم ثبت عدم علميته وتخلى عنه أصحابه الحقيقين منذ زمن، فالألوان جميعها ضرورية لرسم أي لوحة كما إن اختلاف الألوان أضحى ضروري في المجتمعات الحديثة اما اللغة العربية الواحدة فهي بالإضافة الى الثقافة التي تحملها ومع وجود الخصائص المتعددة الاخرى عامل إيجابي للتواصل لو فقدناه لن نستطيع ان نتواصل كسودانيين مع بعضنا البعض ويجب ان نثمن دورها أيضا على هذه المسالة بدل ان نقع فيها بالشتائم ونحن نتحدثها ويحمل غالبيتنا اسمائها، كما إن التنكر لها وكراهيتها يخلق الحالة الحقيقية للتناقض وعدم التصالح مع النفس لأنه بالنسبة للغالبية العظمى من السودانيين فالموضوع لا يتعلق باللغة فقط، فاذا افترضنا جدلا، تعلم الناس لغة أخرى فماذا سيفعلون باسمائهم وأسماء ابائهم وجدودهم مثل، محمد و احمد ومحمود وعلي وعبدالله وعمر وعثمان وكذلك اسماء أمهاتهم وإخواتهم مثل زينب وفاطمة وعائشة وآمنة الخ، هل سيغيرونها أيضا؟. بالله عليك كيف يكره الانسان اللغة التي يعبر بها عن نفسه، يغني بها ويطرب ويكتب بها الشعر والقصة والرواية؟ ان ذلك هو عدم التصالح مع النفس بعينه والوقوع في فخ التأزم وجلد الذات والاستلاب الحقيقي. وأكرر هنا للذين ينظّرون الآن لموضوع اللون ويقولون لنا العرب لا يقبلون بكم نتيجة الوانكم اتركوهم تعالوا الى أفريقيا كأنما نحن موجودون في كوكب أخر وليس في قلب إفريقيا، لأقول لهم ما تعرفونه وتمارسونه أيضا واستنادا الى نظرية اللون، وهو مثل ما إن جزءا من العرب لا يقبل بنا كعرب ونتيجة للون، فإن جزءا من الأفارقة لا يقبل بنا كأفارقة ونتيجة للون أيضا، ولا يرى لوننا أفريقيا حقيقيا وانما ينظر الينا كخليط وهجين مشوه، وفي هذه الحالة ما ينطبق على العرب ينطبق تماما على الأفارقة. وعليه وفق منطقكم هذا ليس لنا مكان على الأرض إما أن نحلق في السماء مبتعدين منها أو نباد على سطحها أو أذا أردتم أن تعطونا فرصة للحياة على الأرض عليكم أن تستخدموا (القُرعة) بمعنى الطرة والكتابة كما يقول أحد أصدقائنا لحسم هذا الموضوع. لماذا لا تتركوا لنا بديلا أفضل. البديل متوفر ولا نستجديه من أحد. دعونا نحسم خيارنا على أسس إنسانية، لا تضعوا لنا حواجز وهمية بين انتماءات لا يوجد بينها تناقض الا في اذهانكم ولأوكد لكم ما ذهبت اليه، أقول مع هذا ورغم ذلك ومع إنني عربي وسوداني فأنا افريقي أيها الأصدقاء، ما هو رأيكم؟ كيف ذلك؟ أنا لا أنتظر ولا استمد عروبتي او أفريقيتي من نظرة الآخرين لي او تقيمهم لي سواء كانوا بعض الجهلة من العرب او من الافارقة. التاريخ والجغرافيا واللغة والثقافة والمصير المشترك هي العوامل التي تحدد تلك الانتماءات. دعوني أشرح لكم كيف إنني أفريقي لأقول لكم افريقيا هي القارة التي اسكنها، جذر حضارتي وتراثي يضرب في اعماقها لذلك اشعر بالانتماء اليها واتعاطف مع شعوبها وأسعى ليقوى بلدي السودان ويكون له مكانا مؤثرا فيها تربطه بدولها علاقات الصداقة وتبادل المصالح المشتركة والتعاون من أجل تقليل نفوذ المستعمرين الذين نهبوا خيراتها وزادوا سكانها جهلا وتخلفا على ما هم عليه من جهل وتخلف واعمل لمحاربة الدعوات العنصرية المتخلفة التي تجعل التصنيفات العرقية قانونا لها. هل ستنكرون علىٌ افريقيتي بهذا المعنى لأنني عربي؟ هل التوانسة والمغاربة والموريتانيين والليبيين وغيرهم ليسوا عربا وأفارقه؟ دعك من امازيغية البي بي سي فهي أيضا تمشي حاملة معها المجهر وجهاز الحمض النووي، ولأنها عنصرية متخلفة وكذابة تدعي الأفريقية على أساس الشكل وتصنف إمراه أخرى على أنها إفريقيا في شكلها في حين أن شكلها هي نفسها يختلف مع المرأة الأخرى مما يؤكد أنها ترى شكلا ولونا معينا للأفارقة يختلف عن شكلها ولونها، لأنه لا يعقل أن نأخذ الشكل واللون معيارا ونضع شكلين ولونين في تطابق. أعود وأقول الأفريقية أيضا ليس لها علاقة باللون والشكل، فإفريقيا قارة مثلها مثل اسيا أو أمريكا اللاتينية فيها البيض والسود والملونين لأسأل، هل تلغي هذه الافريقية عروبتي؟ هل هنالك عداء بين العرب وافريقيا؟ الى اين ذهب رفاق محمد الرسول العربي عندما اشتد عليهم الخناق من أهلهم؟ الم يلجؤوا الى افريقيا؟. ومنذ متى بدأت هجرات العرب الى افريقيا؟ ما هي المشكلة في أن يلعب بلدي السودان دورا إيجابيا في المساعدة في حل مشاكل افريقيا؟ ويكون حلقة الوصل بين أفريقيا جنوب الصحراء وشمالها؟ الا يعطيه ذلك دورا مشرفا وكبيرا؟، ولكنه كيف يفعل ذلك عندما تضربه هو نفسه الحرب الاهلية ويتحارب افراده وقبائله وكل فرد منهم يحمل معه مجهره ليتبين جينات الآخر؟ أنا أعتز بترهاقا وإبنه بعانخي وبمحمد أحمد المهدي وعلي عبد اللطيف وبعمر ابن الخطاب وخالد ابن الوليد وعبد الرحمن الداخل الذي فتح الاندلس وبصدام حسين المجيد، ماهي المشكلة في ذلك؟ منذ أن كنت طفلا سمعت كثر من آبائي وأهلي يقولون بذلك كما سمعت أسطورة غنائي يغرد بعزم ترهاقا وإيمان العروبة، لذلك وفوق هذا وذاك أعتز بمحمد ابن عبد الله الرسول العربي الكريم ما هي المشكلة في ذلك؟ وأعتقد إني أعبر بهذا الفهم عن وجدان الغالبية من أبناء شعبي؟ البعض سيسالني ماذا يوجد عند العرب حتى تنتمي إليهم وكأني افهم إن مثل هؤلاء يمكن ان ينتموا للعرب عندما يصبحون أقوياء، أليست هذه هي علاقة التبعية بعينها عندما تنتمي لمجموعة لأنها قوية ومؤثرة؟ وهل نتخلى عن السودان لأنه ضعيف الأن؟ لنفترض أنه لا يوجد عند العرب الآن أي شيء إيجابي يذكر، فانا عربي أريد أن أساهم معهم في خلق الأشياء الإيجابية ما هو المانع؟ هم اخوتي في اللغة والثقافة والمصير المشترك، ضعفاء مفككين يحكمهم عملاء الاستعمار الذي قسم منطقتهم ووضع حدودها الجغرافية ودولها الحالية، وزرع إسرائيل في قلبها، وهم دائما مفعول بهم، فانا أريد ان اناضل من اجل وضع أسس لتعاونهم ووحدتهم لماذا تريدون منعي من القيام بذلك؟ كما أريد أيضا ان أساهم مع الافارقة أخوتي وجيراني في صنع الأشياء الإيجابية، فهم أيضا مفككون ومضطهدون، ومنهوبة ثرواتهم من قبل المستعمر الحقيقي والذي اين ما حل ترك مشاكلا وزرع الغاما تمنع التفاعل الطبيعي بين الناس، اريد ان أساهم مع هؤلاء في المساعدة بما أستطيع فعله. ولكن ليس على طريقتكم بأن احمل بندقيتي لأحارب جيراني يساعدني عدو افريقيا الأول المعروف للجميع لأجعل الاقتتال والحروب الاهلية سبيلهم الوحيد للفكر والممارسة والأمثلة كثيرة بما فيها المسكوت عنه الان عندكم. فلنفترض انه ليس عند العرب أي شيء يذكر في الحاضر وهو أمر أقرب الى الواقع أذا استثنينا مقاومة العرب للظلم والاحتلال هنا وهناك وابعدنا الإسلام الذي أصبح غالبية العرب لا يفهمونه بشكله الصحيح ، إن لم يكن فقط يتاجرون به للأغراض السياسية وغير السياسية، رغم أنه روحهم وزادهم ومعينهم الذي لا ينضب. وان تخلى جزء كبير منهم عن قيمهم السمحة من شجاعة ومروءة وكرم، فالحمد لله أنه مازال جزءا كبيرا من اهلي في السودان يكرم ضيفه ويحتفظ بقيمه رغم كل شيء. ولكن دعنا نفترض أن ذلك يقع في التاريخ فقط؟ هل تنكرون عليهم التاريخ أيضا؟ هل تنكرون عليهم بغداد التي غير حبرها مياه النهر عندما رمى المغول كتبها بداخله؟ هل تنكرون عليهم الاندلس؟ هل تنكرون عليهم معلقاتهم؟ هل تنكرون عليهم ثقافة المأمون ودين محمد؟ أقول ولمن يقع أحيانا في الفخ وبحسن نية ويلتقي دون أن يقصد مع الشعوبيين ويتصور أن الله قد أنزل الدين على العرب لأنهم جهلة وأشد كفرا ونفاقا وليهذبهم به مثل ما يدعيه أعداء العرب الذين أسقط العرب إمبراطوراتهم لينشروا دين الله في الأرض مثلما يعتقدون فيه، أقول له أترك الله جانبا وأجبني أنت، أذا كان لديك رسالة فلمن ستعطيها؟ اليس للذي تعتقد أنه قادر على توصيلها وخصوصا إذا كنت تعتقد إن هذه الرسالة مهمة. هل ستحّمل أمانتك الى من لا يستطيع حملها أم ستختار الأمين الذي سيحملها لك على أكمل وجه؟ هذا المنطق البسيط جدا الا يؤكد قدرة العرب على حمل رسالة الإسلام الذي أصبح روحا للعروبة وتراثا للعرب جميعا بما فيهم المسيحيين أنفسهم وغيرهم، الا يستحق العرب التقدير على الأقل من الذين وصلهم هذا الدين؟ والذين يكرهون العرب ويريدون ان يتخلوا عن لغتهم العربية واسمائهم كذلك فهل يريدون ان يتخلوا عن اسلامهم أيضا. فهو بالرغم من عالميته عربي أيضا، نعم عربي بقرآنه ورسوله وابطاله ومسرحه، فماذا سيبقى لهم بعد ذلك إن تخلوا عن كل ذلك؟ دعونا نسأل الذين يريدون حرمان العرب من كل ما هو إيجابي قبل الإسلام وتصويرهم كأنهم قوم جهلة غضب الله عليهم فانزل عليهم دينه، لماذا خياركم في الجاهلية هم خياركم في الإسلام، ولماذا بعث النبي العربي ليتمم مكارم الاخلاق، ولماذا جعلهم الله أمة وسطا ليكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول العربي عليهم شهيدا ومن هم هؤلاء؟ أنهم المسلمون ولكن من هم هؤلاء المسلمون حينها، الم يكونوا العرب مع ثلاثة اشخاص افاضل آخرين ولماذا كنتم خير امة أخرجت للناس؟ ومن هي هذه الامة التي أخرجت للناس؟ هل هي الامة الإسلامية؟ ومن هي الامة الإسلامية حينها وعند نزول الآيات؟ اليس العرب مع نفس الثلاثة اشخاص الافاضل الآخرين؟ ولماذا لسان الذي يلحدون اليه أعجمي وهذا لسان عربي مبين ولماذا انزل قرآنا عربيا غير ذي عوج ولقوم يعقلون ولعلكم تتقون وبلسان عربي مبين، ولماذا العربية هي اللسان ومن نطق بالعربية فهو عربي وكيف يسئ البعض الينا ومن الذين يريدون استفزازنا ويقولون إننا نستجدي العروبة من خلال اللغة كأنما نزلت علينا من السماء أو أتت الينا مخلوقات خارقة علمتنا لها وانسحبت من المشهد لتتركنا في الحيرة التي تريدون ادخالنا فيها .لقد أنزل الله القران على العرب لأنهم الأقدر على فهمه وحمله وتوصيله، و قد أنجزوا مهمتهم على أكمل وجه وعلى الذين يعتزون بإسلامهم أن يشكروا ويحترموا القوم الذين نشروه أيا كانوا، وان لا يربطوهم بالقيم التي تتنافى معه. الآن دعوني أرتبها لكم بطريقة أخرى أنا إفريقي وسوداني ولكني عربي، ختاما اعرف ان منكم من ينتظرني أن أختم هذا المقال إن جازت تسميته، بقولي وفي نهايته إنني انسان وهو محق، فأنا إنسان والعروبة لا تعني بالنسبة لي إي مفهوم أكثر من القيم الإنسانية كما لا تتعارض مع انتماءاتي الأخرى. والله ولي التوفيق،
بدوي محمد بدوي
(عدل بواسطة بدوي محمد بدوي on 03-04-2018, 04:17 PM)
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حول مفاهيم .. الهوية،.. العروبة،.. الافريق� (Re: بدوي محمد بدوي)
|
(أي حوار خارج الأبعاد الثقافية يعتبر ارتدادا عن الوعي الإنساني والحضاري)
الأخوة الأفاضل، كان يجب أن نضع الآن المقال الثالث والذي يشكل الضلع الثالث في ردنا على المداخلة التي بدأنا بها ردودنا على مداخلات الاخوة الكرام ولكننا آثرنا ان لا نضع ذلك الرد الآن لبعض الأسباب واهمها الالتصاق أكثر بالمفاهيم المطروحة للنقاش، مع احتفاظنا بذلك المقال ووضعه متى ما شعرنا بضرورة ذلك لنقول إننا في الفترة القادمة سنواصل تعليقاتنا وردودنا على مداخلات الاخوة الأعزاء الذين وعدناهم سابقا، سنفعل ذلك بالتزامن مع وضع المقالات والدراسات المرتبطة بتلك المفاهيم محل الحوار والتي نعتقد انها ستساهم في إثرائه. والله ولي التوفيق،
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حول مفاهيم .. الهوية،.. العروبة،.. الافريق� (Re: بدوي محمد بدوي)
|
(أي حوار خارج الأبعاد الثقافية يعتبر ارتدادا عن الوعي الإنساني والحضاري)
الأعزاء جميعا، سنقوم بأيقاف هذا البوست لأعتقادنا بعدم مناسبة الوقت للمواصلة فيه. نتمنى أن يكون القرار الذي أتخذته دولة جنوب السودان بالانضمام لجامعة الدول العربية يصب في مصلحة شعب السودان قاطبة وفي نفس الوقت فاتحة للتواصل الهادي غير المتشنج بيننا جميعا ولتماسك السودانيين جميعهم ولخلق جو تسودة الطيبة والاحترام المتبادل والأخلاق السمحة التي يتحلى بها أبناء السودان. نكرر أعتذارنا للذين وعدناهم بالردود على مداخلاتهم القيمة فيه كما نامل أن نستطيع ترتيب اولياتنا من اجل النهوض بواقعنا الاليم. في آمان الله بدوي
(عدل بواسطة بدوي محمد بدوي on 03-07-2018, 10:04 AM) (عدل بواسطة بدوي محمد بدوي on 03-07-2018, 03:03 PM)
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حول مفاهيم .. الهوية،.. العروبة،.. الافريق� (Re: بدوي محمد بدوي)
|
(أي حوار خارج الأبعاد الثقافية يعتبر ارتدادا عن الوعي الإنساني والحضاري)
السلام عليكم، قبل أن نقوم بالرد على مداخلة مولانا محمد علي والتي تأتي الان في الترتيب أقول ان ردي على تلك المداخلة يأتي ومصادفة بعد اكمال قراءتي للبوست المهم الذي إبتدره مولانا محمد علي نفسه بعنوان السودانيون من، ومتى وكيف تم تعريبهم؟ والاطلاع وبعناية على كل المداخلات التي تمت فيه وأقول إنني تأخرت في اطلاعي على ذلك البوست نتيجة لانشغالي ببعض الظروف ولا يسعني هنا الا ان أسجل اعجابي بهذا البوست والطريقة التي يدار بها وكذلك كافة المداخلات التي احتوى عليها (اعتقد عدا حالة واحده). أقول كافة المداخلات من الاخوة الذين شاركوا فيه كانت مداخلات ممتعة ومسؤولة واهم ما كان يتخللها هو الوعي والادراك والتصميم على تناول الموضوع انطلاقا من الحرص على وحدة البلاد والحفاظ على مكوناتها الثقافية والابتعاد عن الطرح العدمي الذي لا ينتج غير تدمير الذات والتي هي السودان والسودانيين في حالتنا كما كانت جميعها مداخلات منتجة اما من اجل البحث عن المعرفة او من اجل إضافة معرفة للآخرين او من أجل الاثنان معا ولم تكن بأي حال مثل ذلك النوع من المداخلات التي تعج بألافكار المسبقة والساذجة او بالتهريج التي يحاول صاحبها وضعها بدون أي وعي. وأعتقد أن شخصية صاحب البوست وما تتمتع به من قبول وسط الناس وكذلك مستوى الاحترام للنفس الذي تمتع به المتداخلون هو الذي جعل ذلك البوست من أمثلة البوستات التي يتم التحاور فيها بمنتهى الاريحية وحول موضوعات تعود الناس في التعامل معها بتشنج. هذا لا يعني ان هذا هو البوست الوحيد هنا الذي يتحاور فيه الناس بموضوعية في هذا المنبر فاغلب البوستات كذلك وانما اقول تعود الناس على التشنج في الموضوعات المرتبطة بموضوع هذا البوست ولكنهم تحاوروا فيه بنوع من الاريحية وفي اعتقادي لو استمر الطرح في هذا المنبر بهذه الكيفية لأي موضوع وهي كيفية وطريقة الأغلبية العظمى من أعضائه ستزداد الثقة بشكل تدريجي بين معظم أعضائه وستسود قيم الاختلاف الودية التي تؤدي الى الفهم المشترك والعلمي لكثير من الظواهر وستنحسر الأصوات الشاذة التي تدعو للكراهية والاختلاف وتصبح نشاز مرفوض وغير مقبول أينما تداخلت وبالتالي سيصحح جزء من أصحابها وعلى قلتهم سلوكهم استنادا على السلوك القويم للغالبية من أبناء هذا الوطن في هذا المنبر وسيعود هذا المنبر منبرا حقيقيا للفكر والحوار الموضوعي وسيتجاوز الناس صغائر الأمور والضغائن والعدائيات والامراض ولن يصبح باي حال مكانا للإسقاطات الشخصية والامراض المعدية. سياتي أي شخص يرى الموضوع الذي يجذبه ليطرحه او ليعلق عليه بمنتهى الهدوء والادب وخفة الظل وروح النكتة وغيرها من صيغ توصيل المعلومة وسيجد من كانوا يتخيلون أنفسهم أعداء أقرب الى الأصدقاء. بل أكثر من ذلك فإن موضوعات للبحث عن المخرج السياسي للازمة في البلاد ستجد الاهتمام الكافي والمداخلات الثرة وسيتشكل رأي عام يمثل دليل وهادي نحو المخرج الآمن من الازمة السياسية الخانقة التي تعيشها بلادنا. وسيسود جو من التماسك من شأنه ابتكار حلول للخروج من الازمة التي تعيشها بلادنا ولن يضحك علينا الذين جعلهم وضعنا البائس يستمرون في حكمنا كل تلك السنوات غير مبالين باي نتيجة يمكن ان توصلنا لها الظروف المزرية التي وضعونا فيها. أقول هذه ليست أفكار افلاطونية وانما هي الاخلاق السودانية التي يود الجميع الحفاظ عليها عدا القلة التي تريدنا ان نتخلص منها حتى نصبح بدون هوية سوى كراهيتنا لبعضنا البعض واقتتالنا مع بعضنا البعض ويجب أن أؤكد هنا اننا لا ندعو الى ان يدخل الناس على بعضهم في البوستات من اجل التحية والمجاملة بل ندعو لطرح الرأي المخالف بكل قوة وجرأة وبدون أي مجاملة ولكن بأدب واحترام للرأي الاخر على ان يتذكر صاحب الراي ان رائه يحتمل قدر من الخطأ وايضا قدر من الصواب بمعني إنه علينا ان نتجاوز موضوع الادعاء وامتلاك الحقيقة ومعرفة التاريخ والسياسة والعلم والفن وغيرها من الأمور وان يحاول الناس التواضع وان يعرفوا ان المتواضعين فقط هم الذين يستطيعون التغيير والتأثير في الواقع وإن الناس في النهاية تمتلك القدر الكافي من الوعي الذي يؤهلها أن تميز بين الأشياء وأن محاولات الاملاء والتلقين غير مجدية على الاطلاق وان تعالت في ظروف سلبية معينة فإنها لن تستمر ما دام هنالك من ابناء هذا الشعب الذين ما يزالون يؤمنون به وبقدرته على تجاوز واقعه المرير. لا أريد أن أطيل هنا وكذلك لا اريد ان أجامل صاحب البوست الذي تداخل هنا وهو انسان مضطلع في هذا الموضوع لأقول له وكما قلت في ردي الأولي عليه أنا أتفق في معظم مداخلته ولكني أختلف معه حول ما ذكره هنا:
Quote: ولكن إدعاء العروبة وحدها فيه عدم قبول بالانتماء لتاريخ وجغرافية الأرض . فأنا عندما أكون مواطن سوداني وأدعي نقاء عرقي العربي . فإنني أعلن انتمائي لتاريخ وأرض غير التاريخ والأرض التي أستوطنها . نعم الثقافة السائدة في السودان هي العربية غير أنها ليست ثقافة الأرض . بل سادت بسبب عوامل دينية وسلطوية ..الحالة السودانية الثقافية شبيهة تماما بحالة تركيا قبل اتاتورك .. مطلقا ليس عيبا أن نتسمى باسماء عربية و نتحدث بلغة عربية .. ولكن العيب أن ندعي نقاء الانتماء لقومية أوعرقية لا علاقة لها بالأرض .. إن تغلب ثقافتنا العربية لا يبرر حتى لدعاة الجينة العربية نفي نصف جينتهم غير العربية . |
أقول مع المامي بأن هذه المداخلة قد كتبت قبل ان نستطيع توضيح كثير من الأمور التي ترتبط بمفهومنا لموضوعة العروبة والتي هي وحسب اعتقادنا حالة ثقافية اصيلة في مجتمعنا السوداني ليست لها علاقة كبيرة بالعرق لان الاختلاط بين الأعراق قد تم بشكل كبير وبالمستوى الذي يجعل المفهوم العرقي غير منتج. كما انها أي العروبة تشكل من خلال اللغة حالة توحد بمعنى ان اللغة العربية تجمع بيننا ومن خلال الثقافة تشكل مجموعة من القيم التي تتفاعل مع قيم اصيلة أخرى في مجتمعنا لتنتج حالة ثقافية عربية إسلامية ان شئت لا يجب أنكارها لأن ذلك الانكار هو اشبه بإنكار الذات بيد انها باي حال ليست عروبة ذات علاقة بالعرق وبالطبع مولانا محمد على يعتبر من المراجع لموضوع العروبة والتعريب والاستعراب في السودان وكثير مما في بوسته يؤكد على هذا الدور الثقافي العربي ومع عدم انكار التعدد الثقافي الموجود في هذا البلد الكبير مترامي الأطراف التي يحاول اعداءه سلبها منه لتقزيمه وتقزيم شعبه.
هذا من ناحية ومن ناحية أخرى انا أعتقد انه لا يجب ان يدعو أي كان الى موضوع النقاء العرقي ولسببين أحدهما أنه لا يوجد هذا النقاء حسب ما أتصور وكما اسلفنا اللهم الا في بعض المناطق المنغلقة والتي لا تصلح ان تكون مثالا يعمم على الغالبية العظمى من المناطق التي تخالطت وامتزجت فيها الثقافات المختلفة بالإضافة الى أن هذا النقاء إن وجد لا يجب الاخذ به وانما يجب استبداله إن شئت بنقاء آخر حسب ما يقول احد أصدقائنا هو نقاء القيم الأخلاقية والحضارية وبالتالي يصبح من يتمسك بالقيم الأخلاقية التي تشكل وجدان العرب فهو اكثر عروبة ومع العلم بأن هنالك قيم لثقافات أخرى ويتمتع أصحابها بنقاء لتلك القيم السمحة أيضا وفي أغلب الأحيان تمتزج هذه القيم مع تلك لتنتج تركيبة فريدة من القيم يقول عليها الجميع بأنها القيم السودانية وهو قول صحيح ولكن هذه القيم السودانية نفسها جزء أساسي منها قيم عربية وكذلك قيم أخرى.
وبالتالي المعادلة الصحيحة في موضوعة القيم هذه هو السؤال أي قيم تغلب على هذا الشخص او ذاك؟ فمن يشعر بأن قيمه وثقافته ولغته ودينه واسمه وغيره يغلب عليهم الطابع العربي بكلمات أخرى الذي يتحدث اللغة العربية ويدين بانتمائه للثقافة العربية ويشعر بأنه عربي ودون أن ينسى أنه أيضا يحمل قيم وثقافة اخري لاحظ ان العرق هنا لا يدخل في موضوع الشعور فله أي ذلك الشخص الحق ان يري نفسه سوداني عربي مرتبط بعرب آخرين خارج السودان ويرتبطون بنفس القيم التي يشعر أنه مرتبط بها معهم وبالتالي هو يتفاعل معهم ومع قضاياهم ولكنه كسوداني يعطي الأولوية لمشاكل بلاده والتي هو موجود بها ومرتبط بها بشكل مباشر. وكذلك الذي يشعر بأن قيم أخرى غير القيم العربية هي التي تشكل فلنقل النسبة الأعلى من وجدانه ويريد الاكتفاء بسودانيته فقط او يعتقد انه مرتبط بشعوب اخري غير العرب يجب ان يتفاعل مع مشاكلهم ويتضامن معهم دون ان ينسى انه مرتبط بشكل أساسي بمشاكل بلاده السودان فهو حر أيضا ولكن وفي نفس الوقت عليه أن يحترم من يرى انه عربي او أي شيء آخر ما دام الذي يرى نفسه عربي يحترمه أيضا وبهذه الطريقة فلن تكون هنالك أي مشكلة بين الاثنين. وبالتالي سيتم تجاوز العرق لأن العرق بالنسبة للغالبية يقول بالاختلاط وعملية فرز نسبة الاختلاط واسبابها وغيرها هي ما سيجرنا للمجهول الذي ربما يصل أحيانا الى العبثية، ولكن أيضا هذا لا يعني أن لا ننظر للتاريخ ونحاول قرأته بشكل صحيح لنرى كيف تسير الأمور ونستهدي به وكذلك لأخذ العبر منه. وهنا عدم الدخول في متاهات التاريخ فقط هو ما دعاني اتجاوز الامر الذي ذكر ويتعلق العوامل الدينية والسلطوية وغيرها من العوامل التي يمكن ان تكون ساهمت في انتشار اللغة العربية والثقافة العربية في السودان وما زالت تساهم في انتشار تلك اللغة العربية ومعها ثقافتها أيضا وبشكل مستمر في جنوب السودان او اقطار افريقية أخري وفي الوقت الحالي.
وضمن هذا التصور سيكون الجميع سودانيون عليهم أن يعملوا سياسيا مع بعضهم البعض ضمن احزابهم السياسية ومؤسساتهم وتنظيماتهم وصيغهم الأخرى أي كان شكلها باتجاه الحلول السياسية ليضعوا النظام السياسي الذي يرضيهم وسوف لن يختلفوا في موضوع العروبة او الافريقية هذه الا إذا ما قامت دولة الوحدة العربية والتي يراها اغلب الناس بعيدة المنال إن لم تكن مستحيلة وطالب بعضهم بعد ذلك أي بعد قيامها بالانضمام الى تلك الدولة. وعلى اية حال وفي حالة قيام دولة الوحدة العربية تلك والتي يراه شخصي ليس ببعيد فيمكن حسم انضمام السودان اليها من عدمه بالوسائل الديمقراطية بما فيها الاستفتاء على سبيل المثال. لأن قيام دولة الوحدة العربية سيكون المحك الوحيد الذي يمكن ان يخلق التناقض بين أبناء السودان الذين يشعرون بالانتماء للعروبة او الذين لا يشعرون بالانتماء اليها. وحينها يمكن ان ينظم استفتاء لينظم العلاقة بين السودان والدول العربية او أي دولة عربية أي كانت وتريد ان تتحد مع السودان. أقول ذلك مع إننا لم نرى دعاة الافريقية ينظمون استفتاء يسألون فيه شعبهم عن رأئه للانضمام لجامعة الدول العربية. ولكن الآن دع السودانيين يعملون جميعا مع بعضهم البعض من اجل حل مشكلاتهم الوطنية والنهوض بواقعهم السياسي والاجتماعي الذي يتردى يوما بعد يوم.
واذا ما حاولنا هنا شرح موضوع النقاء الأخلاقي كبديل للنقاء العرقي يمكن القول إنه إذا كانت العروبة كمفهوم ثقافي تمثل قيم أخلاقية معينة مثل الكرم والشهامة والشجاعة والكبرياء الخ فأن التمسك بتلك القيم يمكن ان يعبر عن نقاء أخلاقي والجدير بالذكر أنه في حالة السودانيين فان للقيم هذه نكهة خاصة ربطتها بقيم افريقية أخرى عظيمة أدت في النهاية الى انتاج واضافة قيم أخلاقية اخري اليها فأنتجت قيم أخلاقية لا تحصي ولا تعد يذكر منها الشجاعة والشهامة والكبرياء والكرم والتواضع والتسامح والطيبة وغيرها فصار الموضوع الرئيسي هو موضوع القيم الأخلاقية. وأصبح من الواضح للجميع ان تلك القيم ليست سوى تفاعل ثقافات على الأرض وعبر التاريخ بمعنى تجسيد للعلاقة بين الأرض التي هي الجغرافية والتاريخ الذي هو عامل التشكل والاندماج عبر السنين.
بناء على ذلك يمكن انتفاء مفهوم النقاء العرقي تماما وفي اعتقادي كلما بعد الناس عن موضوع العرق كلما كانوا أقرب الى مفاهيم العصر الثقافية حيث يقر كثير من الناس بأن ثقافة كونية في طريقها للتشكل واذا كان الامر كذلك وان ثقافة كونية في طريقها للتشكل فليس من المنطقي ان يتمسك الناس بموضوع العرق ويحاولوا فحص جينات ملايين البشر لتحديد اصلوهم واعراقهم. علما بأن الثقافة الكونية هذه لا تنفي خصوصيات ومصالح المجتمعات والتجمعات السكانية الكبيرة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والتي تقوم بالأساس مستندة على المفهوم الثقافي نفسه.وبناء على ذلك سيكون حديث مولانا محمد علي بأن ادعاء نقاء الجينة ينفي بقية الجينة الأخرى حديث صحيح ولكنه غير مطروح من قبلنا نحن إطلاقا كما أنه في نفس الوقت يؤكد وجهة نظرنا في التمسك بالموضوع الثقافي وترك موضوع الجينات ولذلك سنجد انفسنا غير مختلفين من حيث الجوهر وانما الاختلاف ينتج من سوء فهمنا لبعضنا البعض، كأن أقول أنا عربي على سبيل المثال فيعتقد شخص آخر أنى أقول بنقاء عرقي العربي فيقول لي انت مخطئ وتنفي الجانب الاخر لجيناتك وهو محق اذا ما كنت قد قلت انني عربي من حيث النقاء العرقي وليس من حيث الثقافة ولكن سوء الفهم وعدم قدرتي لإيصال تصوري له بالطريقة الصحيحة هو الذي يجعله يهاجم فكرتي التي هو في الأساس لا يختلف معها اذا ما وصلته بالشكل الصحيح او ان أقول انا عربي فيخرج على آخر من خلال سوء الفهم أيضا ويقول لي انت تريد ان تجعل ثقافة واحدة تهيمن ولا تعترف بتعدد الثقافات الموجود في المجتمع السوداني في حين إني أؤمن بذلك التعدد او ان أقول انا عربي فيقول لي شخص اخر لماذا تقول انت عربي وانما انت سوداني او افريقي ومن خلال سوء الفهم أيضا يعتقد بأنني اعني التعارض بين عروبتي وسودانيتي وافريقيتي وان تمسكي بعروبتي ينفي سودانيتي وافريقيتي وهكذا.
لذلك أنا اعتقد أن هنالك سوء فهم نتيجة غياب الطرح الواضح لموضوع العروبة في السودان و ذلك نتيجة لقصور أصحاب الفكر العروبي في توصيل مفاهيمهم بالشكل الصحيح. وفي رأيي المتواضع يعتبر هذا القصور من قبل القوى العروبية في السودان خللا يجب علاجه حيث اعتقد كثير من المنتمين لهذه القوى العروبية إن صحت التسمية إن هذا الموضوع مفهوم ومنتهى بالنسبة لغالبية الناس معتقدين ان الناس ما زالوا يعيشون مراحل المد القومي العربي حيث كان مكتبات افراد تنظيم الضباط الاحرار في الجيش السوداني تعج بالكتب والمقالات التي تتحدث عن القومية العربية والوحدة العربية وبجوار الكتب والمقالات التي تتحدث عن الاشتراكية وغيرها متناسين إن الوقت الحالي هو اكثر فترة تشهد تراجع للطرح القومي العربي وهي الفرصة التي وجدها أعداء هذا الطرح مواتية لتمرير المفاهيم والشعارات المغلوطة والأفكار المتخلفة التي تساهم في تشويه فكر العروبيين من ناحية ومن ناحية أخرى في تفتيت المجتمع السوداني نفسه. وأسوء ما في ذلك هو وصول الناس الى مستوى من عملية تخدير محكمة يعيشها الكثير منهم وبالمستوى الذي يجعلهم لا يستطيعون الربط بين الأمور الماثلة امام أعينهم واكتشاف التناقضات التي هي أوضح من الشمس. واكبر دليل على ذلك هو إن كثير ممن ينادون بالافريقية ويبثون السموم بالضد من العروبة ويغالون في حرصهم على تلك الافريقية يساهمون في إبادة ثاني اكبر قبيلة افريقية في الجزء الجنوبي من السودان او يتفرجون على إبادتها وكأنما هذه القبيلة ليست من اكثر القبائل السودانية والافريقية اصالة وانتماء وان أي من أبنائها لم يأتي الى هذه البلاد مع أبناء جهينة. والغريب في الامر إنه ولحد الان ونحن نطرق هذا الموضوع ونركز عليه لم يصح ضمير أي منهم أن يفتح ولو بوستا واحدا يقول فيه تضامنوا مع قبيلة النوير في جنوب السودان او أوقفوا القتل او أوقفوا قتل الافارقة ولكنهم مستعدون دائما لفتح بوستات تدعوا الافارقة المتنكرين لأصلهم ليصحوا من نومهم العميق كما أنهم منشغلون بالأمور الأخرى التي تساعدهم في تضليل الناس ولفت الانتباه عن الجرائم الحقيقة التي تتم بحق القبائل الافريقية في هذا البلد. هذه الحادثة فقط تثبت الخلل الرئيسي في تفكير كل من يتحدث عن الافريقية كنوع من الموضة أيضا جعلها بعض من أصحاب التيار المعادي للعروبة في السودان ومن خلال برنامج مستمر ولأكثر من عقدين من الزمان مستغلين ظروف كثيرة أهمها أخطاء السلطة السياسية التي حسبت زورا وبهتانا على العروبة والإسلام معا فمرر هؤلاء كل ما يريدون تمريره من مفاهيم وخلقوا شرخا في أذهان الناس وبالمستوى الذي اصبح جزء منهم غير مؤهل ليري الحقائق امامه. سنكرر مثال آخر تحدثنا عنه من قبل أيضا على هذه الحالة وهو الفيديو الذي يتحدث فيه جون قرانغ عن ما اسماه بالقومية السودانية التي باستطاعتها توحيد العرب والبجة والنوبة والزنوج وغيرهم من المجموعات السكانية في بلادنا في حين أن الذين يعتمدون على هذا الفيديو هم أنفسهم الذين فصلوا وقسموا السودان وانقلبوا على كل الشعارات التي تحدثوا عنها في السابق وفي حين لم يتبرع أي واحد ليسألهم لماذا فصلتم الجنوب اذا كنتم بالفعل تؤمنون بما هو موجود في هذا الفيديو الذي تتشدقون به او لماذا مازلتم تواصلون تفتيت ما تبقي من البلاد وعليه أيضا فإن عدم رؤية تلك الأمور من قبل البعض لا تخرج من اطار عملية التخدير التي تعيشها وكذلك حالة الفوبيا التي اسكنها هذا التيار في نفوس البعض والتي تحدثنا عنها في السابق أيضا.
وإنه بالفعل أمر غريب أن البعض مازال حتى الآن لا يرى كل تلك الأمور الواضحة ومازال يجاملهم ويبرر لهم حتى عندما يتنكرون لعدائهم للعروبة نفسها وهو منطلقهم الفكري العدمي الذي أسسوا وبنوا كل شيء عليه وتركوه يهرولون الآن نحو الجامعة العربية التي تعتبر اسوء مثال وأنموذج في قضية العروبة نفسها والارتباط بقضاياها المصيرية.
والله ولي التوفيق
بدوي محمد بدوي
وقبل أن نترك لكم اليوم مقال الأستاذ الطيب رحمة قريمان زميل هذا المنبر والشخصية المعروفة للجميع هنا والذي يتحدث فيه عن ثلاثية اللغة في السودان ضمن سلسلة مقالات اسماها ثلاثيات سودانية وذلك بعد ان تصورنا ان هذا المقال يمكن ان يضيف بعض الى البعض المعلومات المهمة التي تتعلق بموضوعة اللغة في السودان لا بد من ان ننبهكم للحمل على أنفسكم لإيجاد العذر لنا فيما يتعلق بالأخطاء اللغوية والاملائية.
بسم الله الرحمن الرحيم
ثلاثيات سودانية
الطيب رحمه قريمان
في الثلاثية الأولى تناولت التكوين السكاني في السودان و خلصت فيه أن سكان السودان حتما يقعون في واحد من ثلاث مجموعات فأما الأولى فهي القبائل السودانية و أوردت قبيلة النوير مثالا لها و قبيلة الرشايدة أنموذجا للمجموعة الثانية فهي القبائل العربية التي لم تمازج الآخرين لظروفها الجغرافية و الأخيرة عبارة عن خليط يبن هذا و ذاك و ختمت ثلاثيتي الأولى بان كل الناس سواسية في انتمائهم لهذا البلد و توجهت بدعوة لترك النعرة القبلية والجهوية أو العنصرية و يتجه الجميع لبناء الوطن.
اليوم أتناول ثلاثية أخرى و هي اللغوية و باعتبار أن اللغة هي مكون وركيزة أساسية في حياة كافة المجتمعات الإنسانية و هي وسيلة التواصل الوحيدة بين أفراد المجتمع بل هي الإنسان و بدونها لما وجدت حياة بالصورة التي نعرفها وفي هذه الثلاثية سوف انظر إلى سكان السودان و أصنفهم لغويا إلى ثلاثة جموع رئيسية ولكن قبل ذلك سوف اعرف بإيجاز اللغة و بعض المصطلحات التي ترتبط بها.
اللغة ( language ) هي عبارة عن نظام صوتي يمتلك سياقا اجتماعيا و ثقافيا له دلالاته و رموزه و هو قابل للنمو والتطور يخضع في ذلك للظروف التاريخية و الموضوعية التي يمر بها المجتمع وذلك لان اللغة منطوقة بلسان و شفتين و مسموعة بأذنين و فيما بعد أضيف للتعريف السابق الكتابة المقروءة بكل أشكالها من رسم و نقوش كالفرعونية و خلال الأسابيع الماضية تم التوصل إلى فك رموز اللغة المروية في العاصمة السودانية الخرطوم و هي عبارة عن رسوم ونقوش , إضافة إلى ذلك لغة الصم و البكم (( sign language بدأت كثير من محطات التلفزيون استخدام هذه اللغة مؤخرا لأهمية هذه الشريحة من المجتمع.
فاللغة هي الإنسان و هي الوطن و الأهل و هي التي تفرق بين الإنسان و الحيوان و نخلص لان اللغة إما أن تكون سمعية أو بصرية و أضيف اللمسية كما في لغة ( ( Braille .
اللغة الرسمية ( ( official language و هي لغة رجالات الدولة و تستخدم في أجهزة الإعلام و التعليم و المحاكم و دور العبادة و غالبا ما تكون لغة فصيحة ( standard/formal ( و قد تتخذ الدولة أكثر من لغة لتكون لغة رسمية كما هو الحال في كندا و سويسرا و جنوب أفريقيا و الهند.
وفى إطار الحديث عن اللغة لابد من ذكر اللهجة ( (dialectباختصار شديد هي شكل من أشكال اللغة تنتمي إلى بيئية خاصة أو إقليم بعينه و يستعملها الناس بعفوية في تعاملاتهم اليومية و هي أول ما نتعلم من كلام ( mother tongue (و تختلف من منطقة إلى أخرى في إطار البلد و اللغة الواحدة.
و هناك ما يسمى بالهجين ( ( Pidgin/Creoleوهى عبارة عن تركيبات لفظية بسيطة من لغات عدة لا تتبع قواعد كما هو الحال في بعض دول الغرب الأفريقي .
و المتحدث لأي لغة يقع في واحد من الأتي:
فإذا تعلم الإنسان اللغة صغيرا أصبحت لغته الأولى و الأساسية ( ( mother tongue و إذا تعلم لغتين في آن واحد صار bilingual )) وقد يكون الفرد ( trilingual ( في حالة تعلمه ثلاث لغات و هنا أنا أتحدث عن اللغة و ليست العرق أو اللون و المعروف أن الإنسان ابن بيئته.
أما في حالة أن يتعلم لغة ثانية أو ثالثة في بلده كمن تعلم الانجليزية في السودان فتكون الانجليزية له لغة أجنبية
( ( English as a Foreign Language بصرف النظر عن إجادته لها.
أما الهاجرون من شتى بقاع العالم إلى دول ناطقة بالانجليزية مثل أمريكا و استراليا و تعلموا الانجليزية فتصبح لهم لغة ثانية
( English as a second language ( و لعل الفرق كبير و شاسع بين الاثنين .
بعد هذه المقدمة وعلى ضوئها سوف انظر إلى السودان وأقسم سكانه لغويا إلى ثلاث مجموعات رئيسية و ليست بالضرورة أن يكون هناك ثمة ارتباط بين اللغة التي يتكلم الفرد و المجموعة العرقية التي ينتمي إليها بل قد يتحدث الفرد لغة واحدة , اثنتين أو ثلاث لغات على حسب البيئة التي نشاء فيها.
المجموعة الأولى تتحدث اللغة العربية و حتى يسهل على القارئ فهم هذه المجموعة سأفرعها إلى ثلاث أجزاء:
الجزء الأول و هو عبارة عن التجمعات السكانية التي تعيش في إطارها القبلي تتنقل من مكان إلى أخر أو تقيم في أماكن بعينها و مثال ذلك الشكرية في سهول البطانة و الحمر في كردفان و غيرهما من القبائل السودانية , فاللغة العربية هي الوسيلة الوحيدة أو الرئيسية المستخدمة للتواصل بين أفراد القبيلة الواحدة و القبائل الأخرى .
الجزء الثاني و هو سكان المدن و القرى الذين انحدروا من مشارب عدة فهم عبارة عن خليط من أهل السودان فانصهروا في بوتقة واحدة و جيل بعد جيل و بطول الإقامة في المدينة نسى أو تجاهل الكثيرون لغة قبائلهم أو ما يسميها الكثيرون " الرطانة" و مثال ذلك الدناقلة الذين أقاموا في ود مدني أو غيرها من المدن الكبيرة أو الدينكا الذين سكنوا امدرمان .
الجزء الثالث و تمثله الأسر الصغيرة أو الأفراد الذين تنقلوا من مكان إلى آخر بسبب ظروف العمل و استوطنوا بعيدا عن قبائلهم فينطبق عليهم ما انطبق على الفئة التي استوطنت المدن مع الفارق. هذه الفئات الثلاثة تتكلم العربية كلغة أساسية و لا يفقهون غيرها و تتواجد هذه المجموعة في مختلف انحاء البلاد.
و أما المجموعة الثانية من السودانيين فتتكلم لغة سودانية و لا ينطقون العربية و هذه الفئة موجودة في كل إنحاء السودان دون تفريق بين ناحية و أخرى و نلاحظ عند ذهاب أفراد من هذه المجموعة إلى المدينة أو القرية المجاورة لقضاء قرض أو مقابلة طبيب غالبا ما يستعينون بمترجم لتوصيل المعلومة و الأمثلة لهذا المجموعة لا حصر لها و يحضرني عندما كنت تلميذا بالمدرسة الابتدائية كنا نشاهد مساعد الطبيب يستعين بالممرضة لتترجم بينه و بين كثير من المرضى الذين يفدون للعلاج و اذكر أن مساعد الطبيب كان يتحدث العربية و الانجليزية إضافة إلى لغة النوير.
ربما يكون لبعض الأفراد من هذه المجموعة الإلمام بلغة قبيلة أخرى أو شيئا من العربية أو هجين من اللغات المحلية و العربية.
المجموعة الثالثة تتحدث العربية بجانب لغة ثانية أو العكس و قد يستعلمون اللغتين معا بالتساوي و ينطوي تحت هذه المجموعة قطاع كبير من السودانيين في جنوبه و شماله شرقه و غربه واذكر أن كثير من زملائي في كسلا الثانوية من أبناء القبائل العربية كانوا يتكلمون اللغات البجاوية بطلاقة متناهية و كثير من أبناء الهدندوة و البني عامر و غيرهم من الذين ينحدرون من قبائل ناطقة بلغات غير اللغة العربية كانوا من البلغاء الفصحاء و كانوا يحفظون النصوص العربية بكل سهولة ويسر وكثير منهم يكتب الشعر بأفضل ما يكون و دونكم أمثلة لا حصر لها لهذه المجموعة ممن برزوا في كتابة من شعر و قصة , واعتقد أن هذه نعمة يحسدون عليها لان الشخص العارف المجيد لأكثر من لغة يكون واسع المدارك فصيح اللسان واضح البيان أكثر من غيره في الغالب الأعم وقد عايشت ذلك مع ابنتي عن كثب.
و بنظرة سريعة إلى شريحة السودانيين التي نالت حظا من التعليم العالي أو المتوسط فنجد إنهم يكونون ثلاثية من ثلاث أفرع تختلف بعض الشيئي عن سابقتها و ذلك لأن الكثيرين منهم ملم باللغة العربية الفصحى و أعداد كبيرة يتكلمون اللغة الانجليزية كلغة أجنبية :
و أول أفرعها الذين يتحدثون العربية فحسب و ذلك لأنهم اتجهوا أو بالأحرى وجهوا نحو تعليم يتخذ من اللغة العربية أداة للتدريس و ليست بالضرورة أن يكون تعليما دينا كان ذلك داخل السودان أو خارجه وبما أن هذا الفرع لم تكن لأفراده لغة سودانية و لم يدرسوا لغة أجنية بالتالي كانوا يتحدثون لغة واحدة فقط .
الفرع الثاني ينقسم إلى أجزاء عدة:
يتحدث كل أفراد هذا الفرع لغتين وهى معقدة شيئا ما , فجزؤها الأول نال تعليما كان قوامه اللغة العربية كما في المجموعة الأولى و في الأصل كانت لهم لغة سودانية فصارت لهم لغتان و أما الجزء الثاني من هذه الفرع هم في الأصل بعضا من أفراد المجموعة الأولى الذين أتيحت لهم الفرصة لتعلم لغة أجنبية و في معظم الأحوال تكون الانجليزية و الجزء الثالث أولئك الذين أتيحت لهم فرصة التعليم باللغة الانجليزية إضافة إلى لغنم الأصل سواء كانت العربية أو غيرها من اللغات السودانية الأخرى.
الفرع الثالث لهذه الثلاثية ممن نال حظا من التعليم بالعربية و الانجليزية و كانت له لغة سودانية فصارت له لغات ثلاث و عندما أشرت في سياق حديثي إلى اللغة الانجليزية ذلك لان السودان كان مستعمرة تتبع إلى الانجليز أو ما يسمى بالتاج البريطاني. بهذا حاولت أن أرى السودان من منظور لغوى , هذا البلد كثير الأعراق متعدد اللغات ثروة لأهله فليعضد كل منا عليه بالنواجذ بصرف النظر عن انتماءاتنا اللغوية المذكور آنفا و ألا يضع اللغة حاجزا بل يجعلها جسرا للتواصل مع الآخرين و هذه دعوة للوحدة و المحبة و السلام.
الطيب رحمه قريمان
March 7, 2007
(عدل بواسطة بدوي محمد بدوي on 03-21-2018, 04:59 PM)
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حول مفاهيم .. الهوية،.. العروبة،.. الافريق� (Re: بدوي محمد بدوي)
|
Quote: واذا ما حاولنا هنا شرح موضوع النقاء الأخلاقي كبديل للنقاء العرقي يمكن القول إنه إذا كانت العروبة كمفهوم ثقافي تمثل قيم أخلاقية معينة مثل الكرم والشهامة والشجاعة والكبرياء الخ فأن التمسك بتلك القيم يمكن ان يعبر عن نقاء أخلاقي والجدير بالذكر أنه في حالة السودانيين فان للقيم هذه نكهة خاصة ربطتها بقيم افريقية أخرى عظيمة أدت في النهاية الى انتاج واضافة قيم أخلاقية اخري اليها فأنتجت قيم أخلاقية لا تحصي ولا تعد يذكر منها الشجاعة والشهامة والكبرياء والكرم والتواضع والتسامح والطيبة وغيرها فصار الموضوع الرئيسي هو موضوع القيم الأخلاقية. وأصبح من الواضح للجميع ان تلك القيم ليست سوى تفاعل ثقافات على الأرض وعبر التاريخ بمعنى تجسيد للعلاقة بين الأرض التي هي الجغرافية والتاريخ الذي هو عامل التشكل والاندماج عبر السنين. |
قسمتها يعني! بعدين كيف تقترح (النقاء الأخلاقي) كبديل طالما في نهاية الفقرة بتقول (القيم ليست سوى تفاعل ثقافات)؟ وإذا كنت بتلهث وراء (نقاء أخلاقي) هل تخصم قيم (التواضع والتسامح والطيبة) الأفريقية عشان تؤكد على عروبتك مثلاً؟ وجاي تدينا (دروس) عن العنصرية قال يعني بالهردبيس المؤلم دا!
انت يابونا نصيح؟
بدوي!
بعدين قصيدة النقاء الأخلاقي وقصة التطعيم لشعبنا بقيم (الكرم والشهامة والشجاعة والكبرياء الخ) دي نتيجة لبحوث علمية اجتماعية ولا حقائق تاريخية ولا اتفاق دولي ولا تعبئة محلية خاصة جداً؟ وهي قيمك الأخلاقية (العربية) دي متين تم إثباتها؟
___ حالة صعبة، شنو يعني نقاء أخلاقي؟
+++
Quote: لذلك أنا اعتقد أن هنالك سوء فهم نتيجة غياب الطرح الواضح لموضوع العروبة في السودان و ذلك نتيجة لقصور أصحاب الفكر العروبي في توصيل مفاهيمهم بالشكل الصحيح. |
كتر خيرك والبركة فيك وصلتها (بشق) النفس والقلب والثوب!
____ أها والتوصيلة دي بتدخل ضمن (الخدمة) ولا شغل العلاقات العامة؟
==========
دي سذاجة لا تليق براشد الواحد ما يعرف يخجل ليكم ولا يخجل منكم.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حول مفاهيم .. الهوية،.. العروبة،.. الافريق� (Re: حاتم إبراهيم)
|
حاتم،
أولاً دعنى نرحب بأخونا بدوي في بوسته .. الذي جاء في الصميم ..
Quote: دا فات بريمة بهناك |
هل تصدق منذ أن جاء بدوي وفتح البوست .. أنا قلت ح ألبد .. عشان ما نشوش لبدوي ..
والله رغم أعجابي بطرح الأخ الأستاذ بدوي، إلا أننى وقفت بغبطة غامرة حينما قال الأستاذ بدوي إنني دنقلاوي عرقياً .. وعربي اللسان والثقافة وأعتز بعروبتي .. هذا الكلام أنا دلقت فيه مداد غزير .. بأننا ثقافياً عرب بغض النظر عن خلفيتنا الأثنية .. وكان هذا مرتكز دعوتي للأفارقة بالتمسك بالدين الإسلامي والثقافة العربية .. والعروبة .. بدلاً عن الفرانكفونية والأنجلوفونية والبرتغالوفونية .. وغيرها من أشكال الفونيات .. اللائي يسلبنهم أبسط مقومات الأنسان الأفريقي الثقافي ..
حسي نحن في أمريكا .. لا أحد يجئ ويقول لي ما تعمل عصيدة بملاح روب أو ما تضرب عبار "بركيب *" .. أو قراصة بملاح ورتاب .. ولا أحد يسألني عن قبيلتي .. هذه أشياء ثقافية .. سير يا ول أبا بدوي ..
بريمة -------------------- * البركيب .. هو اللبن الرائب روبان تقيل .. تحتاج تهز "البخسة" عشان تتكسر الحبات بتاعتو حتى يمكن شربة مع صوت مسموع "برررب .. برررب .. ولهذا سمي البركيب .. وأحياناً .. البرتيب" .. نحن الحوازمة بنسميه "البرتيب" .. وبقية البقارة يقولون البركيب .. وبصفتي بقاري قومي أتبع الغالب من لغة البقارة.
بريمة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حول مفاهيم .. الهوية،.. العروبة،.. الافريق� (Re: بدوي محمد بدوي)
|
Quote: أولاً دعنى نرحب بأخونا بدوي في بوسته .. الذي جاء في الصميم .. |
صميم شنو؟ الراجل (بيتعب في التحضير) لدروس ومقالات يستمتع هو بقراءتها ولا يهمه محتواها.
هياااااا بريمة! أبو القاسم دا ما خلى لينا شهامة ولا كرم، كلهن كومهن بهناك وقال الدايرهن إلا يبقى عربي هههه كل شي عرفناهو في الدنيا (الضيقة) دي لكن أول مرة جينا واحد شغال بمبدأ هذا لكم وهذا أهدي إلي مدرسة جديدة في التعاطي مع الأزمة
هسع انت يااااا بريمة ناسك (السودانيين) في بوست (في ضيافة بادية البـــــقارة .. الطبيعة والجمال وحب الحياة.) http://sudaneseonline.com/board/499/msg/%d9%81%d9%8a-%d8%b6%d9%8a%d8%a7%d9%81%d8%a9-%d8%a8%d8%a7%d8%af%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%a8%d9%80%...%a9.-1521951233.html
رغم الريش والسكسك والصفافير والنفير والزفير معقولة (الله) ما بكون قسم ليهم من طقم (بدوي القاسم) بتاع (الكرم والشهامة والشجاعة والكبرياء)؟
+++
Quote: هذا الكلام أنا دلقت فيه مداد غزير .. بأننا ثقافياً عرب بغض النظر عن خلفيتنا الأثنية .. وكان هذا مرتكز دعوتي للأفارقة بالتمسك بالدين الإسلامي والثقافة العربية .. والعروبة |
يعني تأملوا في افئدتنا وتغاضوا عن وجوهنا ولا كيف؟
أنا ملاحظ في زي حركة بتاعة تحييد للقيم الانسانية، شغل ما مفهوم لكن ظاهر
Quote: لأنه الكرم واحدة الخصال العربية ومفهوم العيب البدا من وأد البنات لقتلهن لو إرتكبن ما يشين عادة عربية بإمتياز وللأسف قلدناهم Re: د. النور حمد لمحمد لطيف: نحن لا نختلف عن ار�Re: د. النور حمد لمحمد لطيف: نحن لا نختلف عن ار�
+++
ما هي الغاية من تدريس الدين؟ أليست هي ليكون النشء متدين وصالح وذو خلق؟ أعتقد أن أفضل طريقة يدرس بها الدين وأعني الإسلام أن يكون الأمر كالأتي : 1- تضاف للمنهج الدراسي مادة الأخلاق وهو أن تقسم لأبواب وفصول مثل باب الصدق الفصل الأول الأدلة عليه من الكتاب كذا الفصل الثاني: الأدلة عليه من السنة كذا الفصل الثالث :من الشعر العربي كذا
الحل أن لا يدرس الدين للطلاب مادة خام حتى لا يستغله ويتاجر به كل من هب ودبالحل أن لا يدرس الدين للطلاب مادة خام حتى لا يستغله ويتاجر به كل من هب ودب
+++
واذا ما حاولنا هنا شرح موضوع النقاء الأخلاقي كبديل للنقاء العرقي يمكن القول إنه إذا كانت العروبة كمفهوم ثقافي تمثل قيم أخلاقية معينة مثل الكرم والشهامة والشجاعة والكبرياء الخ فأن التمسك بتلك القيم يمكن ان يعبر عن نقاء أخلاقي والجدير بالذكر أنه في حالة السودانيين فان للقيم هذه نكهة خاصة ربطتها بقيم افريقية أخرى عظيمة أدت في النهاية الى انتاج واضافة قيم أخلاقية اخري اليها فأنتجت قيم أخلاقية لا تحصي ولا تعد يذكر منها الشجاعة والشهامة والكبرياء والكرم والتواضع والتسامح والطيبة وغيرها
Re: حول مفاهيم .. الهوية،.. العروبة،.. الافريق�Re: حول مفاهيم .. الهوية،.. العروبة،.. الافريق�
+++
ركزى على الفكر وليس سلوك البشر .. انا معاكى بأنو اخلاق المسلمين الآن فى الحضيض.. لكن ذلك بسبب انهم ليسوا ملتزمين بأبسط اخلاق الاسلام مثل حب لأخيك ماتحب لنفسك، وتبسمك فى وجه اخيك صدقة، وإماطة الأذى عن الطريق ووو .. الغرب الانتى مفتونة بيهو ده حينما استمسك بنذر يسير من الآداب التى دعا إليها الاسلام وصل بمجتمعه لهذا النظام والاحترام، فكيف به إذا كان ماسكاً حزمة الاخلاق الاسلامية كلها؟.. هم مثلاً يحترمون الآخر، فكيف اذا تطور احترام الآخر لمحبة الآخر، من باب لا يؤمن احدكم حتى يحب لأخيه مايحب لنفسه؟؟.. ايهما ارقى درجة، الاحترام ام المحبة؟؟ وقيسى على ذلك .. نعلم ان سلوكنا منتهى كمسلمين ، لكن لا يجب ان يعمينا ذلك عن اخلاق الاسلام الاصلية النبيلة التى فارقناها .. فلينظر كل منا لنفسه ويحاكمها بدلاً عن ان يوجه كشافته على الآخرين وهو قاعد فى ركن مظلم ويقوم يحكم على الاسلام بأخلاق غيره من المسلمين بدون ما يكون هو فى عضمه ده جوة الصورة!!
Re: ما بين الكفروالإيمان والعلم والخرافة ..Re: ما بين الكفروالإيمان والعلم والخرافة ..
|
واضح أننا أمام خلل مفاهيمي طال حتى أسلوب التفكير العادي للشخص السوي غير المتعمق الشيء المشترك بين الناس ديل أنهم الدنيا عندهم هي السودان وجزيرة العرب، وعلاقة المتلقي بالمانح، العبد بالرب، وتظهر نظرتهم هذه في كل شيء! كل شيء بما في ذلك السلوك الفطري الذي يجمع بين الأحياء.
ياريت يتبرع واحد ويقنعنا بأنو النظرة دي متحققة سواء بالمثال أو بالتنظير!
____ لكن أنت الفرق بينك وبين بدوي إنو هو مقاول (قيم انسانية) وانت مقاول أعراق.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حول مفاهيم .. الهوية،.. العروبة،.. الافريق� (Re: بدوي محمد بدوي)
|
Quote: العروبة كمفهوم ثقافي تمثل قيم أخلاقية معينة مثل الكرم والشهامة والشجاعة والكبرياء الخ00
الكلام الفوق ده أنا قريتو قبل كده وين يا ربي ؟؟؟؟ نعم نعم من زميلة المنبر صباح حسين الله يطراها بالخير
ول آبا بريمة شايفك فرحان بي عروبة الدنقلاوي ول آبا بدوي محمد بدوي
والله الإستلاب مصيبة والتسلبط في حق الآخرين مصيبة أكبر في حين حقك الآخرين ما لاحقين حتي ربعه
_________________________
دنقلا يعني شنو؟؟؟؟؟؟
| |
|
|
|
|
|
|
|