دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
Re: دعوة الى كل الزوار و الاعضاء الكرام (Re: ahmedona)
|
كلام جميل يا بكري، لكن في بوستات قبل كده إتكتبت عن مناطق ومدن وشخصيات .... البوستات دي إتبذل فيها مجهود كبير من أصحابها ومن العضوية. موقفها حيكون شنو؟ ممكن واحد يقول لي: جيب الرابط ويتم تضمينها في الموسوعة. لكن دي بوستات كتبت بشكل قد لا يكون مناسب لإدراجها في موسوعة.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: دعوة الى كل الزوار و الاعضاء الكرام (Re: ابو جهينة)
|
السلام عليكم باشمهندس بكري ابوبكر الفكرة قطعاً جميلة وتستحق كل مجهود يبذل فيها لذلك أتمنى أن يجد مقترحي هذا بعض الدراسة من قبلكم
اسكريبتات الويكي كثيرة جداً ومفتوحة المصدر ومتاحة عبر النت لماذا لا يتم الاستعانة باسكريبت متخصص للموسوعة بدلاً من الاعتماد على نفس استايل المنتديات الذي لن يسهل الحصول على المعلومة بحكم طبيعته !
| |
|
|
|
|
|
|
Re: دعوة الى كل الزوار و الاعضاء الكرام (Re: ادم شحوتاي)
|
دي خطوة عديلة يا ريس ,,, عمل كبير اتمنى ان يتم ونكون شهودا عليه كما اتمنى ان يكون لنا شرف المشاركة فيه ,, فالتوثيق شي مهم وهو عنوان حضارة الشعوب فالسودان وطن وشعب عظيمان ويستحقان التوثيق لهما ,, وبالتوفيق ان شاء الله
تحياتي : ياسر العيلفون ...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: دعوة الى كل الزوار و الاعضاء الكرام (Re: ياسر السر)
|
اوكي يا ريس .. قبل كده أنا اقترحت على المنبر عمل قاموس بمعاني الكلمات والالفاظ البنستخدما في لغتنا اليومية وطريقة كتابتا .. وشرعت في ذلك ببوست شاركو فيهو الاعضاء .. ثم جا الأخ حاتم وعمل تبويب جيد بطريقته .. ولكن لم يتعرض لطريقة الكتابة المشروحه بقواعدا في ذلك الخيط الذي كتبته .. وكان رأيي تتعمل نافذه في مسطرة المنتدى ينزل فيها القاموس .. يساعد قراء المنبر من السودانين وغيرم فهم معنى الكلمة وطريقة كتابتا .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: دعوة الى كل الزوار و الاعضاء الكرام (Re: mustafa bashar)
|
شجرة حلوم ؟! للكاتب : أدم الهلباوى تنسيق , سناريو وإخراج الفنان الكبير السنى دفع الله [/url] المشهد 1
خارجي ـــــــــــــــ نهار شجرة حليمة في الســـوق
الرجال حول الشجرة بلعبوا في لعبة((ضاله)) أصواتهم نسمعها فيما حلوم جالسة في مكانها المعهود خلف كانون الشاي .. أحد الرجال : أطعنه هنا بين صرته ونوايطه خلى الدم يلايطه رجل أخر : ررج يرمي الحجر حليمة: الله يستر من ناس البلدية قطع لقطة لعربة البلدية داخلة السوق البياعة يهرولوا بسرعة قطع حليمة:محمد ولدي سيب عربية السلك البتعمل فيها دي وحصل لم الحاجات الكشة ياولد محمد : أممك الكشة ( يلم الحاجات الخفيفة ويجري ) حليمة : ( تحاول الحركة لكن عمال الكشه يقفزوا من السياره ويرفعوا عدتها بوحشية حليمة : حرام ياناس العدة ، اولاد الكلب عامل : قلت شنو ياحاجة حليمة : تحج بيرجل واحدة قلت ليك عدتي ( تنظر باسى وعربة البلدية تبتعد) قطع 0 عمال البلدية في العربة يرصو في البضائع بي اهمال وتشفي وحقد ارموا العده بي طريقة عنيفة قطع حلو: بالله شوفو الناس الما بتتخشي ولا بترحم بعملوا شنو في عدتتنا قرشوم : يا ولية ما كلنا ليك الف مرة الشغلة دي غلط حلوم ك الغلط اني اشتغل شغل شريف قرشوم ك شريف اعمل ليهو رخصة البلدية عميانه منها حلوم : ما عملناها الرخصةارخصوكم للضبح قرشوم : لسانك الطويل وقلة ادبك دي المغتسه حجرك حلوم :شلتو العدة اشيلوا عنقريبك .ز اولادي ديل اربيهم بي شنو قرشوم :اشتغلي سكرتيرة حلوم :اخر زمن عرفت ياقرشوم الكلام وشغل السكرتيرات انا لو كملت الثانوي كنت اشتغلت في البلدية موظفة وكتبت ليك رفديتك ارفدوك من البلدية باكر يا قرشوم قرشوم : الحمد لله الما توظفت ورزقنا كان تحت يدك حلوم : بالله في زول اسمو قرشوم انت بني ادم ولا ضبعة ..قرشوم تحاكيه بسخرية.. ٌ(( قطع )) عربة البلدية تعود راجعة للخلف تدهس عربة السلك التي يعمل فيها محمد محمد يبكي بحرقة )) حلوم ادهسك الهينو ياقرشوم قرشوم ك الولية لسانها متبري منها وهوشنو الحصل دهسنا الهمر ما عربية سلك ! يرفع شيخ الدين عربة السلك ويصلحها شيخ الدين: عربية السلك دي همر وفولفو ودنيتو لكن انت بتشوف يا قرشوم قرشوم يا استاذ شيخ الدين ياخ المرة دي غلباوية شيخ : غلباوية هي ولا انتو الكل مرة ممغسينها في شغلة قلت ليك الف مرة دي مرة غلبانة قرشوم :غلبانه؟ شيخ :ايوة غلبانه وراجل ميت مات في الجنوب قرشوم : شهيد ؟؟ شيخ الدين : لاجياشي ..الديش العديل،، ا لوقت داك مافي شهدا،جيش ومتمردين قرشوم : وهوكان مع منو ؟؟ شيخ : قرشوم انت بي صحك ؟ اقول ليك جياشي ! اكون مع منو (( قطع )) مجموعة من النساء يتحلقن حول دفار البلدية يحاولن ارضاء العمال بأخذ العدة قطع محمد يبكي وهو يصلح عربة السلك قطع قرشوم : هو الحرب دي بتشاكلوا فيها ليه شيخ : الأتنين بفتكروا أنهم بدافعو عن نفس البلد راجل اخر : ياتو بلد دى والله حكاية البلد الما عرفنا لها سيد ! قطع :
| |
|
|
|
|
|
|
Re: دعوة الى كل الزوار و الاعضاء الكرام (Re: بكرى ابوبكر)
|
بورتسودان: وجه مدينة لا تعرف التجاعيد
كان الجو لطيفاً وعابقاً بمشموماته العطرة، ونحن نترجّل من على ظهر طائرة بوينج 737، تابعة لطيران السودان في مطار بورتسودان، والمعاطف علي أكتافنا، ومتدليات الكتف من حقائب "الهاندباك"، وأمامنا رهط من القساوسة في ثيابهم الفضفاضة، وكان على ما يبدو أنهم سيؤدون قداساً على الهواء الطلق في بورتسودان. تغمرك الأحاسيس أجملها حينما تتخَلَّل تلك الطائرة العتيقة ركام السُحب، فيبدو السحاب كالقطن المندوف، كان على شمالي راكبٌ يسافر لأول مرة، فسألني السؤال التقليدي الذي يفصح فيه عن معيّته. كان يفصلنا عن درجة "VIP" ستار من القماش سميك، وحين تُحرك الستارة نفسها بين آونة وأخرى، نلمح رُكّاباً على درجة من الأناقة مُفرطة. وهكذا كنا نحاول، في ثالثة الدرجات. صوت المضيفة يأتي إلينا صادقاً بدُعاء السفر، وتحايا "كابتن السر" والطاقم، ويتحوَّل إلى الإنجليزية وإلي لغة أخرى لا أدري من أحرفها إلا ما علمتني. ويترصدك خوف الانفجار أو سقوط الطائرة، فالمضيف يشير إلى مخارج الطوارئ وأماكن كمامات الأكسجين، وبزة النجاة تحت المقاعد، تحسست أسفل مقعدي فلم ألمس شيئاً لدناً، وتدحرجت بنا قمراتها. عجلاتها داست على كبد المطار، وتفجّر الشجن الذي يسبق حنين الطائرين من المقار. كان قبل ذلك أن اربطوا أحزمتكم علي البطون، ودعوا رئاتكم تكف عن التدخين. فبدت لي تلك الخرطوم مُقَسَّمة، والنيل ثعبان عجوز، والمباني مثل صناديق البسكويت، فلمحت حاجّة عَشَّة بائعة الكسرة، تقبع في نفس الركن الذي تركتها فيه أمس، وبعد ذلك لم أرَ شيئاً ويتحسس المضيف مُكَبِّر الصوت. تتأكد أن الكارثة لا بُد وشيكة، والقفز من هذا الارتفاع متعة حقيقية. لم أحضر إلى بورتسودان هذه المرة كاتباً، بل أتيت مصمِّماً لإحدى شركات النفط، في ذاك الصباح دار في مخيلتي الكثير والمثير، والقطط التي تهز أزيالها وتحتك ببنطلونك، والأدروب والقهوة ولواري "BEDFORD" وشمسها اللافحة، إنها تراكمات رحلتي السابقة، كنت طالباً أدرس الفنون وفي رحلة علمية، الهاجس السابق كان لونياً أما هذه المرة فغير ذلك. مُدهش وجه المدينة، والناس والصبايا وفوجة الموانئ مالح، ولغة البحارة دخان كثيف وموج، وكثير من الأغنيات أعادت إلى ذاكرتي قبطاناً متقاعداً كان قد تخرَّج في الأكاديمية البحرية اليونانية، وأبحر في كل الموانئ من "ممبسا" إلى "بريستول". كان حين يحكي لي كُنت أظن نفسي مساعداً له في قراءة الخرائط، وتوجيه الدفة وقياس سرعة الريح، وتبيين مواقع الجنادل. الموانئ ضاجّة بالسفن والوجوه السمر تتدحرج على حافة الإسفلت. "باووت" هكذا يسميها الأدروب وحين يغنون لها بحنين دفَّاق، وحُب جارف ويدعون الناس للمكوث بها. صبايا فرنسيات علي ما يبدو، يحملن حقائبهن على ظهورهن، ذَكَّرنني نشيداً قديماً، كنَّا نردده بشغف لكثرة نون النسوة فيه، بيض الحمائم حسبهن، أني أُرَدِّد سجعهن. شهورهن مسدلة، وعيونهن خُضر يتجوّلن، ولا تُلاحقهن الأنظار، الناس هناك من دفء الموانئ ودفق الريح على المشربيات والنوافذ، تخال المباني خالية، وأظن سيدنا سليمان قد مرّ من هناك إلى سواكن. الأزقة والحواري وألوان الثياب، والصديري يزامن الجلباب في لغة التضاد القديم بين الأبيض والأسود، إني آسف جداً لأن شعري قصير، كنت أتمنى له "خُلالاً" خشبياً مزدحماً بالنقوش. وليت لي دابة أضرب بها في الخلاء البعيد، بعيداً عن زحمة العولمة ووالدها المُسَمَّى "تكنولوجيا". كانت الطرقات رغم سفلتتها تتحايل عليى ذاكرتي الخَرِبة، فقد نجحت كثيراً، وتختلط عليّ الدروب، لا ينقذني منها إلا أصدقائي الثلاثة، عاصم وحسين ودقنة. ودقنة هذا غير عثمان دقنة كوكب الشرق، له خبرة عشرين عاماً في "بورتسودان" رغم أنه من "كتيلة" إحدى مدن الغرب المنسية إلا أن أحمد دقنة مشهور في غير مدينته. على كلٍّ عاصم وحسين شابَّان رائعان، ولا يخلو كلاهما من مرح المغتربين على ضفاف الموانئ. صَحِبوني جميعهم في مهمتي التصميمية فلهم شُكري حتى يرضوا. لك أن تسأل عن تعبير الوجوه والجمال قيمة مطلقة، والاناث يتبدين في ازدهاء الحسن، لكن رائحة القهوة أجمل، ولون الـ"أوفرول" أزرق، ولا أقول لك إن هذه المدينة مثل بطن "الراديو" لكن "الراديو" أصغر. والصباح الثاني يأتي، والمذاق في فمي أطيب، والثلاجة تزفر بحنق في فناء "الشقَّة" إلا أنني ذاهب إلى البعيد البعيد، وجسمي معلق بكبد أختيّ الصغيرتين، حين ألمح من تشبههن. كلنا نمضي سريعاً علي واجهات الزمان، والمحال التجارية والبيوت، أخشابها تعتّقت من رائحة الملح، لو كانت له رائحة. ربّاه إني قد أتيت تجاوزاً، أثأر بحلمي ومن شبق المواسم، من ضيعة الأسفار في التاريخ من الزمن المخَلَّل بالتجاوز، والتباريح وخدر الدخان، والمراكب الصغيرة ماذا يريد الموج منها؟ الباعة الجائلون بمختلف الأصناف والأقمشة، ونظارتي المظلَّلة، يحق لك أن تكون ماشياً علي رجليك وتتخيّل أنك تمتطي عربة مظللة، والوقود مدفوع القيمة بكمية ما تناولت من أسماك أو "أفوال". أقوال لدقنة دعنا "نستشوي" أي نشرب شاياً، اللغة مباحة فنحن بعيدون جداً عن إمرء القيس أو الخليل بن أحمد، و"نستشوي" وتروح علينا القهوة كثيراً في الصباح الثاني، تدحرجنا نحن الأربعة وقصدنا بائعة الشاي، وحسين المهندس الزراعي، أتي بـ"زلابيا" أظنها بمائة ألف جنيه ليس غير. بالتأكيد التهمناها ووضعنا الباقي في المخزن بشروط جيدة "وألا أقول ليك.. أكلناها كلها". حسين ودقنة من هواة الراديو، وهما يسكنان غرفة واحدة، يتناولان نفس الغذاء، ولهما نفس المدير، كما أنَّ لكل واحد منهما جهاز راديو، والراديو الخاص بحسين لا يلتقط بث إذاعة أمدرمان، رغم أن الماركة واحده ونفس حجارة البطارية، يُصر حسين ويُلح لا بُد من استبدال هذا الراديو. ويمضي حسين إلى بائع "الراديوهات" ويأتي بجهاز يكاد أن يكون بنفس الـ"SERIAL NUMBER"، ولكن هنا أمدرمان لا تأتي، لا ندري أين ذهب أصدقائي القدامى علي الأمين ومحمد جابر، علي أية حال أمضي إلى سوق الحبال وأشتري حبلاً بطول ستين متراً لرفع مجموعة أعلام. وكلنا بالشوق وفعل الغربة نسأل، إنني آسف جداً لأنَّ شعري قصير وجسمي متعب. "سوكرتا" أو حي العرب يهزم هلال العاصمة، المشجعون منتشون لحد الصباح، والرقص علي طول الطريق، وعلى ظهور العربات والمركبات واللواري وأسطح البنايات. يوقدون شموعاً من ورق الجرائد فرحةً بالنصر، إنّه فعل سكّان السواحل، للمهرجانات طقوس مثل شُرب القهوة، ومثل الصديري مصاحباً الجلباب. إن بورتسودان وجه ساحلي لا يعرف التجاعيد، كل الهموم هناك تُرْمَى للموج كي يفعل بها ما يشاء. تذَكّرت وجه "مندي" رغم أنني لم أرها، طفلة بعامين اثنين لكنها تماماً كالكبار حين تقف أو تجلس أمام "الكاميرا"، والدها يا صديقي، صار لي صديقاً، البحر في عينيها كان صافياً وبغير مُلوحة، "عفواً لا أقصد طعاماً". خلف ذاك المستودع الكبير الغاص بالشجيرات الشوكية، صنع لنا أدروب قهوة ذاك الليل، وكانت الساعة تتخَطَّى التاسعة ليلاً، والبوابة تبعد عنا ثلاثة كيلو مترات، وبورتسودان خمس وأربعون كيلو متراً، وأدروب يحكي لنا بلغة "البجا" ويتخَلّل حديثه مفردات عربية، وإنه يمتلك عدد "2"، بطاقة يعمل بها في الميناء فهو حين يشرب القهوة يتسع الكون أمامه، وتُتاح له فرص عمل في مكانه، بل يأتي إليه ضابط شؤون الأفراد الذي لا يعرفه، ويجرُّه من يده بأن هناك وظيفة، ويُركبه معه في سيارته، ويصرف له مرتب "كم" شهر قبل أن يستلم وظيفته، كل هذا بفعل تأثير القهوة، فإنها تجلب الحظ وتوفِّر المال، ولا تتسبب في ارتفاع ضغط الدم. ولا يخالفنا الراوي أن "الزين" ومصطفى سعيد يمكن أن يكونا معنا دائماً ويومياً، إنا موجة أخطات في المد فلفظها البحر على ساحل هذه المدينة. ونعود إلى "باووت" لا شفقاً يواري الشمس، لا أُطراً تسع خواطر المشتاق للتاريخ، للبهاء الرابض في صمت البيوت، في السكون الصعب، في لحظة الهدنة، وشجر الليل عانق الأوتار، فانسكبت كل حشرجات الجن في أذني، وهم يتسلقون علي ظهر السفينة، إنني الآن لا أخشى إلا على عرش أمنياتي أن يُغَوَّض. أن تكون أنت مسحوراً بعرائس "الأولمب"، هناك قد تنسى ادّكارك، كلما عبثت بك النجوى أو تخطّفك السهر. إننا نأتي إليك، وتشدنا نحوك زحمة المبُعدين طواعية عن العواصم وعن "الهامبيرجر" و"الفرانكفورتر". أرجو أن أعود إلى "باووت" في أكثر فصولها حرارة، لكي أستحم كثيراً وأصاحب لي "دلفيناً"، فأنا كائن برمائي، حينها يمكن أن يكون السفر بلا وثائق ولا عبارة شُوهد عند الدخول. تحتم عليك الرتابة أن تكسر ايقاعها البليد، فتتجَوَّل، أنت متعب، محاصر بكوابيس أن لا تجد حجزاً في تلك الطائرة العائدة إلى الخرطوم العاصمة، ويعدك أصدقاؤك إن بقيت معنا حتى الغد، سنقيم لك رحلة، وقد نذبح لك "عنبلوك"، والذهن يختمر بتحولات المكان بعيداً عن الجغرافيا ولون الأرض، والتاريخ. وأذهب إلى المنطقة الحرة يوم الافتتاح لكي "أعاين" الذي صمَّمته، هل مازال يقاوم رياح الهبباي؟ شيء مؤسف أن تخر الأعلام فهذه سيادة دول قد قاومت الرياح وما زالت رغم ارتفاعها. كل السودان يجتمع هناك بكل ألوانه وملابسه وملابساته، وسحناته الداكنة والفاتحة والوسيطة، هذا علم جديد في علم ألوان الأجناس. والراقصون والراقصات يوزعون غبارهم علينا، و"خلاخيلهم" ترتج مع ضربات أقدامهم الحافية أو اللابسة "كبك"، ويعرضون علينا مزيداً من الرقصات حتى رقصة التويا "TOYA" "راقصين التويا، .. كلّموا لي أبويا".. والإرهاق بادٍ، والأدروبات بكل فصائلهم وأنواع جِمالهم يتسابقون، إن أشجع الأطفال هم الذين علي ظهور الإبل بلا سروج. تمنيت أن أكون سابحاً في موجة الوطيس، تذكرني علي الأقل بجدي يونس الدكيم الذي أوشك أن يتزوج الملكة "فكتوريا" التي لاتحتاج إلى تعريف، "لكن ما بتدّي حريف". ونعود إلى بورتسودان العاصمة، حيث النهار أُتوناً متقد الجمر، مدمن لروائح الشواء من يتجهم وجهه أمام صالات الجزّارين. ونتجوَّل جولة الوداع في ذاك السوق الزاهي الألوان والأقمشة، بحثاً عن أي شيء يمكن أن يشتري بالمال القليل، أو يقبل أن يكون مسوحاً على شقوق القدمين. هذا بعد أن حجزت لي مقعداً في طائرة الصباح، سأكون أرِقاً جداً.. لأني أود أن ألمس السحاب، ولكن يحول الزجاج، ونظرات المضيفين المريبة، كأنهم هم الذين سيخطفونها، وليس نحن الركاب. عليهم أن يلقموك طعاماً خفيفاً وشاياً، وأن يخبروك بمخارج الطوارئ، ويزيدون من روعك، ولا يُخَفِّف عليك إلا دعاء السفر. ونعود إلى "الميس" وأصدقائي الثلاثة حزانى، لأني سبَّبت لهم برنامجاً غريباً، وإنكساراً في بؤرة العمل الدؤوب، وقالوا.. ابقَ معنا.. ابقَ معنا. ردّدنا الهتاف، وتبادلنا كورس الصور الفوتوغرافية، في دكنة ذلك الليل، الذي كان أخيراً، وحفيف الشجر يُلقي على مسامعي شعراً جميلاً، وأغصان تتأوَّد، وحسان يتناجين في غيبة البدر الذي هو في الأمس قد اضمحلّ. ودقنة يصحو في الأذان الأول، أصحو معه ويحمل لي حقيبتي إلى موقف بص الخطوط الجوية السودانية، فتجد المكان مغلقاً، لا أحد سوانا يخيط في تلك الشوارع ليلاً عدا جنود أتمُّوا نَوْبَة الحراسة الليلية، وهم موعودون بنوم ثقيل. ونشرب شاياً علي أُنس الكيك بعد أن كان على همس الزلابيا أول أمس، ويعانقني أحمد عثمان دقنة عناقاً طويلاً حتى فكّرت في أن ألغي سفري في هذا الصباح، إن الذين نقابلهم صدفة في هذا الزمان يمكن أن يكونوا لنا أصدقاء وإلى الأبد. وفي مطار بورتسودان، لمحت أحد الزملاء ومعه طفلهم الصغير، وركبنا الطائرة العملاقة من بابها الخلفي، والعلامات داخلها تؤكد لك أنها روسية الصُنع من لون الطاقم وحديثهم وشعرهم الأسود وعيونهم "اللازوردية"، ونَفْس أولئك المضيفون، وتجري بنا طويلاً وتعلو رويداً رويداً، ونحن مربوطين على المقاعد، ودخان يدخل علينا من جهة ما. قرأت دعاء السفر، وآية قرآنية لقَّنتني إيَّاها والدتي منذ الحادث السابق، والطمأنينة تفرش ثوبها، وأنا ملتصق على النافذة، أراقب مبنى المطار من عل، والناس قد صاروا مثل أقلام "البيك". ونروح في دوامة الحنين لمن نحب، ومن تحب وأنت معلق بكبد السماء؟ وأزيز الطائرة، والغابات في الأسفل تبدو طحلبية ومرتفعات بلون "تركوازي" باهت، ومشاعرنا بنفسجية من الإثارة والتحديق في فراغ السودان، حمدت الله في سري وجذبت نفساً عميقاً. ورحت في ثبات طويل، حتى أفزعني صوت المضيف بأننا وصلنا الخرطوم وعلينا أن نكون مربوطين بالأحزمة وأننا سنهبط بعد قليل "يا خي ما تخلّينا طايرين". يناير2000م
| |
|
|
|
|
|
|
Re: دعوة الى كل الزوار و الاعضاء الكرام (Re: بكرى ابوبكر)
|
إن شاء الله سوف اكتب عن '' حضارة الشاهيناب '' أو كما تعارف على نطقها الناس '' الشهيناب '' حاضرة الريف الشمالي لأمدرمان و الإرتباط الكبير بين حضارة الشهيناب و اسم امدرمان ٠ شكرا يا بروف على هذه السانحة للتوثيق للسودان '' البشر و التاريخ '' ٠
| |
|
|
|
|
|
|
Re: دعوة الى كل الزوار و الاعضاء الكرام (Re: بكرى ابوبكر)
|
لك تحية خاصة يا ريس حميس بكرى ابوبكر ونشكرك كل الشكر والتقدير على القيام والإشراف على موسوعة سودانيز اون لاين فهى لمت شملنا ونعرف منها كل ما يدور فى السودان وخارجه وربنا يوفقكم فى تقديم الخير للناس والوعي وربنا يحفظك انت وكل اهلك فى جنابه القويم .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: دعوة الى كل الزوار و الاعضاء الكرام (Re: بكرى ابوبكر)
|
فكرة رائعة وتستحق التنفيذ الفوري.. بما أن الموضوع متصل بفكرة "وكيبيديا" الاختصار في تناول المعلومة مطلوب بشدة.. وكل ما كان الموضوع مختصر ويحوي الضروري والهام كل ما كان أفيد ومشجع للقراءة.. الموضوعات المطروحة ضمن مقالات مكنتزة تجعل القارئ يهرول "شتات" بالذات في زمن انتشار وتطور الوسائل المسموعة والمرئية التي تنقل المواد التوثيقية دون جهد كبير أو اللجوء إلى استخدام "نظارة القراءة" لفترة طويلة (خاص بكار السن).... لذا لا بد من مراعاة شعور القارئ عند الكتابة التوثيقية والموسوعية . احترامي لجميع الآراء المطروحة، واحترام خاص للعمالقة والكتابين والمنظرين
| |
|
|
|
|
|
تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook
|
|