تمر علي بلادنا هذه الأيام ذكري انتفاضة الشعب السوداني المجيدة في 6 أبريل من عام 1985م ,التي تضافرت فيها جهود القوى السياسية و النقابية و انحاز إليها الجيش السوداني لتضع حدا للنظام المايوى الدكتاتوري القمعي الذي دمر البلاد طوال اكثر من خمسة عشر عاما" . فجر الشعب السوداني انتفاضته الباسلة و استرد حقوقه المسلوبة كاملة و أعاد البلاد إلى الديمقراطية و الحرية و أرسي دعائم حكم يقوم علي كفالة الحريات الأساسية و يرتكز علي سيادة حكم القانون.
تطل علي بلادنا ذكرى انتفاضة أبريل المجيدة و نظام الجبهة القومية الإسلامية يعمل علي إخماد روح الانتفاض، و إطفاء شرارة الثورة، و مصادرة و قودها، و ذلك بانتهاجه لسياسات قمع الشعب السوداني و تكبيل الحركة الطلابية و استمرار حملات التجنيد القسري وسط الطلاب و الزج بهم في أتون الحرب, و مصادرة الحريات النقابية, و فرض قوانين الطوارئ و القوانين الاستثنائية و انتهاج سياسة التشريد و الفصل التعسفي......الخ و النظام يقوم بهذه الأفعال المنافية للقوانين و الأعراف ظنا منه أن هذا الأسلوب من شأنه أن يؤمن له مسيرة انقلابه المشئوم، و ما يجهله النظام هو أن الشعب السوداني الذي واجه الظلم و قاوم الاستبداد ورفض القهر و التسلط عبر مراحل تاريخه المختلفة لن يستسلم لهذا الواقع الغريب وان مثل هذه الاساليب القمعية لن تسكت صوت الشعب .
أن التجمع الوطني الديمقراطي الوعاء الجامع لاهل السودان والمعبر الآمين عن تطلعاته المشروعة , والمناضل من اجل حقوقهم العادلة , اذ يحي جماهير الشعب السوداني مفجرة الثورات فى وجه الطغاة بهذه المناسبة، فأنه يجدد العزم والعهد على المضي قدما نحو تحقيق غايات وتطلعات شعبنا المشروعة في الحرية والديمقراطية والوحدة والسلام والاستقرار , ويؤكد أنة لن يدخر جهدا أو يهمل سبيلا يؤدى إلى تحقيق هذه الغايات وفى سبيل ذلك سيقوم التجمع الوطني الديمقراطي بتفعيل كافة خياراته المفتوحة لاحداث التغيير المنشود في البلاد .
ويؤكد التجمع في هذه المناسبة ان بقاء هذا النظام فى سدة الحكم يمثل الخطر الحقيقي والمباشر الذي يهدد شعب السودان ووحدة الوطن ويؤدى إلى تأجيج الفتن لان مشروعه المشيوه للسلام يرتكز على التضحية بالجنوب والاستفراد بحكم الشمال وذلك لان فلسفة النظام ونظرته للأزمة تقوم علي قناعته بأن مشكلة البلاد الوحيدة تتمثل في استمرار الحرب و انه لو نجح في التوصل الي و قف شامل لإطلاق النار ليس في حاجة إلى النظر في مشكلات أخرى وهو لا ينكر مشكلات البلاد العديدة وحسب , بل يعتقد واهما أنة على مشارف مرحلة انفتاح واستقرار مرتقب . وهذا ما جعل التجمع الوطني الديمقراطي بكافة فصائله يشدد على ضرورة ان يكون مشروع السلام ووقف الحرب مرتبطا بالتحول الديمقراطي الحقيقي باعتباره الضمانة الوحيدة لاستمرار السلام لان استمرار الدكتاتورية يؤدى إلى ارتكاب العديد من المظالم والتجاوزات آلتي تؤدى بدورها إلى تفاقم الأمور لتعود الحرب من جديد أسوا مما كانت وخير شاهد على ذلك تجربة اتفاقية أديس أبابا 1972 آلتي أتت بسلام ناقص وغير شامل ولم يستمر طويلا لتعود الحرب أسوا مما كانت عليه .
تستقبل بلادنا الذكرى السابعة عشر لانتفاضة أبريل المجيدة وهى تعيش ذات الأجواء التى سادتها قبل تفجر الانتفاضة الظافرة في أبريل 1985م من ازدياد حدة المعاناة لدى الشعب وغياب كافة الحقوق ومصادرة الحريات والمخاطر تتهدد السودان كما لم تهدده من قبل ، لذا فان التجمع الوطني الديمقراطى يدعو قوى الديمقراطية و الحرية في هذه المناسبة لكي تتحرر من استرخائها و تشن حربها المقدسة بلا هوادة علي النظام القمعي و تواصل نضالها و توحد صفوفها من اجل استعادة الديمقراطية و الحرية و إلحاق الهزيمة بالنظام المتهالك و ساعة النصر آتية لاريب فيها.
عاش الشعب السوداني والمجد و الخلود لشهداء الحرية علي امتداد تاريخنا
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة