مصوع في الفترة من 9 – 13 سبتمبر 2000م الأخوة المؤتمرون : في البدء الشكر لمؤتمركم على الثقة التي يعظم الشرف بمنالها لصدورها عبركم من شعب أبي حر يرفض الظلم ويأبى الضيم ، والشكر لمن رشح ، ولمن ثنى , ولمن أقر . أيها الأخوة : ينعقد هذا المؤتمر والشعار هو ايقاف الحرب وبناء السودان الجديد ، والسعي لايقاف الحرب وإحلال السلام بدأ منذ زمن بعيد ، وكانت نقطة البداية اتفاقية السلام السودانية في 16 نوفمبر 1988م التي وقعتها مع الدكتور جون قرنق ، وبسببها قام الانقلاب ، وأفسد عملية السلام وعطلت الغيرة السياسية تنفيذ ذلك الاتفاق . والآن ومنذ أعوام وبقيام التجمع الوطني الديمقراطي في سجـن كوبر ، تم الخروج إلى العيان ، ثم انتظام الكل كما أوضحت في خطابي فكل الفصائل اندرجت في التجمع . وبدأت المسيرة من هذا البلد الطيب المضياف . كان التجمع مبعثر في أنحاء المعمورة ، فيأتي اجتماع 27 ديسمبر 1994م الذي ضم بعض فصائل التجمع ، ويأتي بعد ذلك مؤتمر القضايا المصيرية يونيو 1995 ليلتئم الشمل وتتوحد الإرادة ، وتنطلق من هذا البلد الشقيق لتحقيق المقاصد والأهداف الوطنية ، أهداف ومقاصد الشعب السوداني في إحلال السلام والديمقراطية .، ومؤتمر القضايا المصيرية أعطانا الموجهات لبناء سوداننا الحديث ، الذي نتكلم عنه الآن والذي نستشرفه في اسمرا , وكانت خواطر الساعة وقتها أنني قلت (الوصول إلى الخرطوم عبر بوابة أسمرا) . هذا في يونيو 1995م ويـرد علي د. جون قرنق بقوله ( أنه الآن يشم رائحة الخرطوم ) . والآن من هذا المكان نشم رائحة الخرطوم وبورتسودان كذلك . وتمضي المسيرة وتطرأ صعوبات ومشاكل، وهذا ما يحدث بين الأخوة في البيت الواحد وليس هنالك غرابة ، ولكن إن تركنا المشاكل وراءنا فهذا هو الأمر المعيب . سارت المسيرة بتجمعكم جميعاً ونال التجمع التأييد والاعتراف من الكافة بأنه الممثل لشعب السودان والوعاء الجامع لأهل السودان ، للقاصي والداني ، وطالت الزيارات والدعوات طرابلس والقاهرة وكمبالا . ودعوات توجه من أناس كانوا بعيدين عن التجمع وبعضهم متعاطف مع نظام الخرطوم . هذا التوحد والصمود يحدث آثاره في الداخل وينقسم التنظيم الحاكم إلى وطني وشعبي وهذا نتيجة صمودكم ووقوف الشعب السوداني إلى جانبكم ومع توجهاتكم . البعض يريد إحـداث فتنة في التجمع ، لكنه أزداد توحداُ ، والانشطار والانقسام أصبح في الخرطوم . خلال ستة اشهر لم أتكلم والدكتور منصور خالد أخذ علي ذلك ، وخيرته بين أمرين وأن يختار لي واحد منهما ، وهناك من يقول بأن البعض إستمرأ السكوت من جانبنا , وقلت له الأمر الأول حديث الرسول صلى الله عليه وسلم الذي قـال ( من كان قائلاً فليقل خيراً أو ليصمت ) . والأمر الثاني بيت الشعر الجاهلي القائل : ألا لا يجهلن أحدٌ علينا فنجهلُ فوق جهل الجاهلينا وقال لي اخترت لكم حديث الرسول صلى الله عليه وسلم ، وبالنسبة له فقد اختار لنفسه الآخر . أيها الأخوة : لابد من وقفة مع النفس ولابد من المراجعة للمرحلة السابقة . إن تعزيزكم لهيئة القيادة ومنحها صلاحية المؤتمر في الفترة السابقة هو تعزيز للمسيرة . وقد تكلم البعض بأن هناك ازدواجية ، وقلنا هيئة القيادة تبت في الأمر ، ويقول البعض إن هذا الأمر يحتاج لمؤتمر ، وقلنا ليست هناك إرادة غائبة ، وهيئة القيادة تمثل كل الإرادات . وأذكر أن الدكتور منصور خالد قال إن هناك إرادة غائبة ويقصد دكتور منصور العجب . وقلنا يمكن أن نرسل وندعوه للحضور . لقد كانت هنالك عراقيل وأوضاع غير أساسية أخذت كثيراً من الوقت ، وفي مرحلة من المراحل كثرت المساءلة من البعض وقالوا إن هنالك تجاوز لهم ، ويقصدون لقاءنا بالرئيس مبارك والقائد معمر القذافي ، وقلنا لقد قمنا بهذه اللقاءات بصفتنا رئيساً للحزب الاتحادي الديمقراطي ( هذا مثبت في محاضر اجتماعات هيئة القيادة ) وذلك لكي لا نتعرض لمثل هذه المساءلة فهي تكبل وتمنع من التحرك في خدمة القضية . لقد ترتب على هذا لقاءات في أسمرا والقاهرة وطرابلس وكمبالا ، وهذا فتحٌ جديد للتجمع ، والبعض يتكلم الآن عن تآمر ويقولون أن د. جون قرنق هو المتآمر والحاج مضوي محمد أحمد هو المنفذ لهذا التآمر ، هذا أمرٌ غريب ، ليس هنالك أحدٌ يتآمر على آخر ، الكل يتعامل بالصدق ، ويجب أن يكون الصـدق بيننا ، وإن كان هناك كذب أو غش كل شئ ينهار ، ولابد أن يكون الاحترام متبادل بيننا ، وعندما يغضب دكتور شريف حرير ويقول بأن هناك تهميش نقول له لا كلنا واحد ، ونحن نناضل جميعاً من أجل الوطن ، وأنتم تمثلون الشعب السوداني الحقيقي ، والتعامل بيننا بالصدق والاحترام ، وهناك رواية لابد ذكرها وهي حقائق دون تلوين . عند مقدم الأخ الكريم السيد الصادق لأسمرا ( عملية تهتدون ) قابل الدكتور جون قرنق في أريتريا ، والدكتور جون قرنق قال : لابد من مقابلة السيد الصادق المهدي لترتب الأوضاع لكي يكون عنصراً فاعلاً في التجمع . وأذكر عندما كان السيد الصادق المهدي في الداخل كنت أوجه الحاج مضوي محمد أحمد والأخوان للاتصال به والتشاور معه . وكان الحاج مضوي محمد أحمد يقوم بكل الوسائل للالتقاء بالسيد الصادق المهدي في الداخل . والتقيت بالسيد الصادق المهدي وهو له المعزة والمكانة ، وحزب الأمة له مكانه ومعزته ووزنه ، وقلت للسيد الصادق المهدي نريد أن نعـرف وجـهة نظرك في التعاون وكيفية مشاركتك في التجمع ، وقال أنه سوف يتحرك بصفته رئيساً للوزراء ولا يريد استيعابه في أي هيكله أو وضع من الأوضاع داخل التجمع . كان هذا حديث دكتور جون قرنق معي بخصوص السيد الصادق وهو المتهم الآن بالتآمر على حزب الأمة . وأذكر أيضاً أنني أوفدت كل من فتح الرحمن شيلا وحاتم السر للتشاور مع السيد الصادق المهدي ، وكان ذلك قبل أحد اجتماعات التجمع ، وكان الرد هو أن حزب الأمة مكتفي بوضعه وتمثيله ، ولكن في أول اجتماع لهيئة القيادة وبحضور السيد الصادق المهدي ، تحدث الأمين العام السابق ودون تشاور مع أحد وطرح فكرة ( قوة مهمات ) تجمد هيئة القيادة والمكتب التنفيذي وتكون برئاسة السيد الصادق المهدي . وكان من الممكن أن يتم هذا الأمر لو حصل تشاور ، لا أن يتم فرضه وإقحامه على الاجتماع ، وطرح هذه الفكرة بهذه الصورة قُصد بها أن يتم رفضها ، لأن ذلك هو الشئ الطبيعي . كيف يوافق أعضاء هيئة القيادة على تجميد الهيئة والمكتب التنفيذي وهو شئ ضد طبيعة الأشياء . في اجتماع كمبالا جرت محاولات أيضاً من هذا النوع والمنهج . إن هناك تنظيم مؤسس وجهود بذلت عبر سنوات ، نعم إن الكمال لله وحده لكن المفهوم أن يعزز الناس الأوضاع لنفع القضية وليس مجاملة لأحد . وأي صاحب حق يعطى حقه لا نظلِم ولا نُظلم . واستمر الحديث عن الهيكلة وأصبحت الشغل الشاغل لهم . أصبحت نوع من التسبيح ، أما القضية فليس هناك أي حديث حولها وتكرر الحديث عن المؤتمر والهيكلة والميثاق ، وسارت الأمور على هذا النحو ، وحدثت أحداث واشياء تفاديناها . والحدث الأول هو اجتماع 1-2 مايو 1999م في جنيف ، وكل التداعيات التي حدثت داخل وخارج السودان كانت نتيجة لهذا الاجتماع ، هذه حقيقة ومن يرى يعلم ، إنشطار الجبهة الترابية سـببه اجتماع جنيف ، والتخطيط لمنصب رئيس وزراء وانتقاص صلاحيات رئيس الجمهورية وحل المجلس الوطني في 12/12/1999م هذه هي التداعيات الداخلية وفي الخارج حدثت مشادات عنيفة ، واذكر عندما كنت في القاهرة حضر السيد الصادق المهدي لزيارتي في المنزل حوالي الساعة الواحد صباحاً وقال أنه مسافر إلى جنيف الساعة السابعة صباحاً وقد يقابل الدكتور حسن الترابي . وزيارته لم تكن للتشاور ، وإنما للعلم فقط . والكثير من الأخوة قالوا لابد من شـجب هذا الأمر ، وقلت لهم أنا نصير للسيد الصادق المهدي حتى يحضر ونستمع إليه , إن أتى بخير نتبعه وإن أتى بغير ذلك نرده عنه ، إذا استمع ، وفي تلك الفترة دعانا الرئيس محمد حسني مبارك أنا وشقيقي السيد أحمد الميرغني وقال لنا أنه سوف يدعو الفرقاء لحل القضية السودانية وقلنا له إننا نرحب بجهوده ومساعيه . لقد كانت هذه التحركات العربية والأفريقية من أجل قضية السودان ، ولقد جمعت الأخوة في القاهرة وناقشنا الأمر مدة سبعة ساعات ، وتم تكوين لجنة واتفقنا على الكتابة للرئيس مبارك بالموافقة على مساعيه وجهوده ، وهو رجل عظيم وكبير . ونحن أصحاب القضية ولا نخـشى شيئاً والمثل يقول وجـوه الرجـال خناجر ، والمذكرة المشار إليها شارك فيها الأخوة في حزب الأمة وتم تقديمها للرئيس حسني مبارك ، وبعد ذلك كان اللقاء مع القائد معمر القذافي في طرابلس ، ثم اجتماع اسمرا في يونيو 1999م ( الحل السياسي الشامل ) . والسيد الصادق المهدي حضر ذلك الاجتماع وكان في أجندة الاجتماع ( لقاء جنيف ) ، وأذكر أنني نصحت السيد الصادق المهدي بعدم التطرق إليه ، وأذكر أيضاً أن الأستاذ أحمد أبراهيم دريج سأل عما دار في اجتماع جنيف وكان رد السيد الصادق المهدي أنه لا يريد بحث هذا الموضوع ، وانتهى ذلك الاجتماع بوضع متفق عليه بشأن الحل السياسي الشامل ، وبعد ذلك أتى إعلان طرابلس ، وبعدها وعندما كنت في لندن اتصل بي الدكتور جون قرنق وقال إن الرئيس موسيفني يرحب باجتماع هيئة القيادة في كمبالا ، وهذا بعدٌ جديد في العلائق والصلات ، بعد ذلك فوجئنا بجيبوتي ، ولم يكن أحد يعلم بها . نحن رفقاء النضال وإذا رأى أي فصيل أن يجتمع مع نظام الخرطوم أو يتفق معه من حقنا عليه أن يخطرنا ، هذه هي أخلاقيات التعامل العام ، وهنالك ضوابط يجب العمل بها . دولة أثيوبيا رفضت استقبال ذلك الاجتماع وتم في جيبوتي ، واذكر قبل ذلك أن اللجنة الخماسية عقدت اجتماعاً في منزل السيد الصادق المهدي في القاهرة وشارك فيه أحمد ابراهيم دريج والأستاذ فاروق أبوعيسى وممثل للدكتور جون قرنق وطلبت منهم في الاجتماع أن نضع أسس الموقف التفاوضي للتجمع ( التي صدرت بقرار في اجتماع كمبالا ) وفوجئنا بما تم في جيبوتي كما ذكرت وتأزم الموقف ، وكنا في أسمرا قد تفادينا موقف جنيف . وأذكر في اجتماع كمبالا أن الدكتور جون قرنق حضر لزيارتي بعد وصولي وقال لي هنالك مشكلة ولا أعرف الكيفية التي يمكنكم بها معالجتها ، فحزب الأمة يجب أن يبقى في التجمع وجيبوتي مرفوضة من الجميع ، ومبارك الفاضل لابد أن يحاسب ويساءل . ولا يمكن للأمين العام للتجمع أن يوقع اتفاقاً ثنائياً مع النظام ، هذا يتنافى مع أخلاقيات العمل العام . في نهاية الأمر استطعنا أن نلم الشتات رغم تغيب السيد الصادق والأمين العـام عن الاجتماع . وفي اجتماع مارس 2000م بأسمرا تجددت الأزمة مرة أخرى وبحضور الأمين العام الذي رفض المساءلة ، والمساعي كانت مستمرة ، والمطلوب أن نغض النظر عن التجاوزات في سبيل أن نستمر كصف واحد ويد واحدة لخدمة قضية الشعب السوداني . أهل السودان فوضونا في أن نرد لهم الحرية ونرفع عنهم ما حاق بهم من ظلم ، هذا يجب أن يدركه الكل وأي انقسام في المعارضة معناه تعضيد للنظام ، وهذه أبجديات وبديهيات . وبهذا الفهم سرنا في الماضي ونسير في الغد بإذن الله تعالى ، ومن يتقدم للعمل يجب عليه أن يعض على مصالح الشعب السوداني بالنواجذ . وهذا يكون بالتوحد وليس بالفرقة والخلاف . في الآونة الأخيرة أصبح البعض متخصص في التهجم والإساءة للتجمع ونسي أن عنده خصم هو نظام الخرطوم ، وأصبح العدو هو التجمع الوطني الديمقراطي وهذا أمرٌ مؤسف من رفقاء الكفاح والنضال . وإن اختلفنا في المنهج يجب أن نحافظ على الصلة والعلائق ، ويمكن لكل واحد أن يخدم القضية برؤاه مع الاحتفاظ بالصلات الجيدة مع أخوانه في الداخل والخارج ، ومن يتصرف بغير ذلك فإن ذلك محسوب عليه ، فهذه قضية وطنية يحاسبنا عليها الشعب السوداني مستقبلاً ، وكل واحد منا مطالب بتقديم عمله للشعب السوداني ( هاؤم إقرؤا كتابي) وهذا يجب أن يكون واضحاً . في اجتماع أسمرا خرج حزب الأمة جمد نشاطه في التجمع ، والسبب الاعتراض على مساءلة الأمين العام السابق ، ليس هناك اختلاف حول القضية الوطنية ولا اختلاف حول الحل السياسي الشامل وهم سارعوا وذهبوا فماذا حققوا ؟ ونحن في مرحلة متقدمة أكثر منهم . هنالك رؤى موحدة ومبادرات تعطي اعتبار لراي التجمع الوطني الديمقراطي ، والتجمع حقق خطوات ايجابية مع المبادرة الليبية المصرية المشتركة ، وحاول جهده للاتصال بالايقاد ولم يوفق ، وأذكر أثناء اجتماع أسمرا ذهبت لمدينة مصوع لصلاة عيد الأضحى المبارك والجمعة في مسجد الجد السيد محمد هاشم الميرغني الذي توفي ودفن في مصوع منذ أكثر من مائة عام . وعندما عدت لأسمرا وجدت أن البعض قرر العودة للخرطوم والعمل من الداخل ، كل هذا مفهموم وكلنا في الداخل والخارج نعمل في خطى واحدة وتوجه واحد ، ولكن الاختلاف يجب ألا يفسد للود قضية ، وهناك أخوان من الداخل حضروا للمشاركة في اجتماعات الخارج والقوى السياسية التي تعمل في الخارج تعمل أيضاً في الداخل وأذكر أنني التقيت بالسيد الصادق في اجتماع وشهده كلٌ من الحاج عبدالرحمن نقدالله والدكتور جعفر احمد عبدالله وتم كتابة محضر في ذلك الاجتماع وتم التوقيع عليه أنا والسيد الصادق المهدي وأنا ملتزم بكل حرفٍ منه ، وأول بنود تلك المذكرة ألا يكون هناك أي تراشق أو إساءة للتجمع أو مهاترات ، وبكل أسف كان هذا أول شئ نقض منهم ، وأنا لم أتكلم رغم تحريضات دكتور منصور خالد . وفي القاهرة حصل لقاء في دعوة عشاء بمبادرة من أخ كريم وفيها وجهت النداء للسيد الصادق المهدي بالعودة للتجمع وترك التجميد ، وتدخل بعض الأخوة المسئولين في دولتي المبادرة المشتركة في هذا الأمر ، وقلت لهم يمكن للسيد الصادق المهدي أن يخطرنا بأن التجميد قد انتهى وحزب الأمة يعاود نشاطه ، ومن جانبي سوف أعمم هذا على كل أعضاء هيئة القيادة ، وبعد ذلك ترسل أوراق المؤتمر لحزب الأمة للمشاركة في المؤتمر ، ويعد لهم المكان ، ولكن لم أتلق أي جواب . وفي هذا المؤتمر حضر وفد الداخل وعلى رأسهم الحاج عبدالرحمن عبدالله نقدالله وأعطي المكانة والاعتبار كممثل لوفد الداخل وممثل لحزب الأمة ، وأنتم كمؤتمرين بحثتم كيف يشارك حزب الأمة ، وقررتم تفويض هيئة القيادة في ذلك . وفي نهاية الاجتماعات يأتي وفد مقتحم ، وهذه حقيقة ، فالشئ الطبيعي هو أن الإنسان إذا أراد أن يحضر لأي مجموعة لكي يشارك معهم ، أو حتى صاحب المنزل إذا أراد أن يأتي بيته وأهله فهو يخبرهم بأنه سوف يحضر في اليوم الذي يحدده ، وهناك لجنة تحضير للمؤتمر وحزب الأمة له مكانه ووضعه ، ولكن لا يمكن بعد انتهاء المؤتمر وأعمال اللجان وبدء الجلسات الختامية ، أن تأتي المذكرات بالفاكسات ، فهذا تصرف غير سليم ، والحاج نقدالله نفسه أنكر المذكرة المنسوبة لحزب الأمة وقال أنها غير صادرة من حزب الأمة ، وهنالك من قال أن مخابرات دولة عربية كانت وراء هذه المذكرة ، وفي النهاية إتضح أن المذكرة صادرة من حزب الأمة حيث أن أصل المذكرة وصلني أمس الأول ومعه رسالة من الداخل مؤرخـة في 9/9/2000م بعد أن نشرت على الملأ ، واحضرت بواسطة نجيب الخير ، وقلت له أنني لست رئيساً لهيئة القيادة أو المؤتمر وهذه حقيقة ، لأن دوري كرئيس انتهى بنهاية الجلسة الافتتاحية وليست لدي صفة يخاطبني بها الدكتور عمر نورالدائم ، وحتى جلسات المؤتمر يتم تداول رئاستها بين الفصائل ولذلك لست أنا الجهة المعنية ، وهذا الكلام أقوله صادقاً وهذا ما حدث ، ولا يمكن أن أنتحل صفة ليست لي هذا نوع من التلبيس ، وقلت لنجيب الخير أن الرسالة الأخرى التي أحضرتها ليس بها توقيع ، وقال لي أنه أحضرها من السيد الصادق المهدي الذي سافر إلى طهران , وقلت له كان يمكن أن يتم التوقيع عليها ، وأن الحاج نقدالله نفسه قال إنها ليست صادرة من حزب الأمة ، وذلك يعني أنكم أنفسكم لديكم شكٌ فيها . هذه حقائق مجردة أيها الأخوة أسردها وأوضحها لكي نكون على بينة من الأمر ، وسوف تكون هناك مهاترات وإسفاف وكلام كثير ، ولذلك من الأفضل أن يكون الجميع مزودين بالحقائق المجردة وصاحب العقل يفهم . والأخوة الصحفيون موجودون بيننا الآن ، وهذا الحديث ليس فيه تهجم أو إساءةٌ لأحد ، وإن كنت قد تطرفت أو هاجمت ردوني . ولعل الشيخ الوقور الحاج مضوي محمد أحمد الذي إشتكى منه الحاج نقدالله وذكر بأنه قال عبارة ( قنبلة موقوته ) والحاج مضوي محمد أحمد له الحق في ذلك ، فقد تكشف لي الأمر في لقاء مطول شهده الحاج مضوي محمد أحمد والفريق يوسف أحمد يوسف والأستاذ فتح الرحمن شيلا مع الأخوة في حزب الأمة الحاج نقدالله والأستاذ نجيب الخير ، ودار حديث طويل على مدى ساعات حول وجوب عودة حزب الأمة ، وتوجيه مؤتمر التجمع بأن يسند الأمر لهيئة القيادة ، وقلت لهم لقد حضرتم في نهاية المؤتمر فما المطلوب عمله ، وأنا ليس لدي صفة ووفد الحزب الاتحادي الديمقراطي يترأسه الحاج مضوي محمد أحمد . قال الأستاذ نجيب الخير : نجمد المؤتمر حتى يتم حـل المشكلة . ما هذا ؟ ليست هناك قوى يمكن أن تجمد وتسرح المؤتمرين إلا إخوتنا أهل هذا البلد . هل هذا كلام يقبله العقل ؟ إذا أردت أن تطاع فسل ما يستطاع . ولعل المقصد هو أن يحضروا في نهاية المؤتمر ويطلبوا تجميد المؤتمر . فلا تكون هناك هيئة قيادة أو رئاسة للتجمع ، وحينما قال الحاج مضوي محمد أحمد تلك العبارة كان ظناً منه ولكن ما حصل بعد ذلك هو عين اليقين . هذا الكلام مثبت في محضر ومن ناحية أخرى فإن نجيب الخير هو واحد من أربعة هم : عبدالرسول النور ومبارك الفاضل المهدي وعمر نورالدائم يمثلون الخط المعادي للتجمع والحزب الاتحادي الديمقراطي ، وكيف يكون مبعوث حزب الأمة شخص معادي للتجمع ويأتي برسالة من شـخص رافض للتجمع وسـبق أن خرج جهاراً نهاراً ، هل هذا هو المدخل السليم . كان يجب أن يتركوا الحاج عبدالرحمن نقدالله الذي أتى بقلب سليم لمعالجة هذا الموضوع . أما نجيب الخير فقد قال أنه يريد أن يخلق مشكلة مع التجمع لكي يوحد حزبه . إننا نثق في الرجال المناضلين الملتزمين بخط التجمع وأحزاب التجمع هؤلاء وقفوا مع المبدأ والقضية , والرسول يجب أن يكون مقبول عند الطرف الآخر ، وكان هدف نجيب الخير إفتعال مشكلة مع التجمع . إننا نثق في وطنية الإخوة أعضاء حزب الأمة في الداخل الذين يقفون مع تجمع الداخل ولهم موقف مبدئي من النظام ومن الحلول الثنائية . أيها الأخوة : إنني أؤكد لكم من هذا المنبر واقول على لسانكم نحن نرحب بحزب الأمة وبالسيد الصادق المهدي عبر اتفاق يتم مع هيئة القيادة التي سوف تجتمع غداً بإذن الله تعالى وهذا الأمر من الأولويات ولا يمكن للتجمع وهو الوعاء الشامل الجامع أن يستثني أي فئة ، فحزب الأمة له وزنه وتقديره من النضال ، ويجب علينا توحيد النضال لإنقاذ الشعب السوداني وليس هناك مجال للغيرة الحزبية أو العداءات أو المشاكل ( وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاماً ) وليس هناك مجال للرعونات والحزازات ، نحن نخدم قضية الشعب السوداني ويجب أن نتوحد ونحن نرحب بحزب الأمة وننظر إلى هذا الأمر بمنظور وطني متجرد ليس فيه نظرة حزبية ، ويجب علينا أن نطرح كل ما حدث جانباً ، وباسمكم جميعاً أوجه النداء للسيد الصادق المهدي وحزب الأمة بأن يتركوا التصرفات التي تصدر من البعض وأن يلتئم هذا الشمل في التجمع وهيئة القيادة مستعدة لأن تستمع لحزب الأمة عبر رسل يؤمنوا بالتجمع ومقاصد التجمع ، حتى تستأنف المسيرة بإذن الله نحو الغايات والأهداف التي خطها الشعب السوداني ولن نحيد عنها هذا أمر أردت أن أوضحه بجلاء . أرجو أن تطرحوا جانباً كل المهاترات والاستفزازات التي تصدر من البعض ولا تستجيبوا لهم أبداً . أنا لم أتكلم إلا بعد ستة أشهر ,لكي أوضح الحقيقة وليس لأي غرض آخر . ومن الممكن أن نقول الكثير أمام الإعلام ، ولابد من تمليك الحقائق لاجتماعكم هذا ، وعندي عتاب للأخوة وهو أنني علمت بأنه عندما خرج الحاج عبدالرحمن عبدالله نقدالله كان البعض يصفق وهذا تصرف غير سليم . أيها الأخوة : إن اتفاقية السلام ومسيرة السلام نحو السودان الجديد سوف تمضي نحو غاياتها ولا بديل للسلام والديمقراطية والحرية وكلنا هنا نؤكد على وحد السودان الطوعية وكلنا نسعى لذلك وهذا واضح من المواثيق والتوجهات ولا يحـتاج لتأكيد ، ولكن لعل بعض الأخوة من السفراء يصل إليهم حديث بأن هنالك من يعارض وحدة السودان أو يسعى للإنفصال وهذا أمر غير حقيقي وكلنا متفقون على وحدة السودان وحدة طوعية واتفاق كامل حول مقررات مؤتمر القضايا المصيرية وسوف نسير لتحقيق الأهداف والغايات . أيها الأخوة : بالنسبة للحل السياسي الشامل هناك مساعي عبر المبادرة المصرية اللبيبة المشتركة ومبادرة الايقاد ، وهناك التزام منا جميعاً نحو المبادرة المشتركة ، وسعينا إلى الايقاد لتحديد منبر واحد للتفاوض وسعينا للتنسيق بين المبادرة المشتركة ومبادرة الايقاد ، فالخيار لنا نحن ونحن الذين نحدد المنبر الواحد ، والدكتور جون قرنق قال : بأن المريض أهم الطبيب ، وهذه حقيقة ، إذا الطبيب لم ينفع فللمريض الحق في البحث عن طبيب آخر أو أن يعالج نفسه بنفسه كما يقول الدكتور جون . إن قضية الوطن والبلد لا يمكن أن ترهن بأوضاع لا تفضي لأي شئ ، ولا نكون مثل الذي يجلس أمام البحر ينتظر عودة الغائب ، والنظر إلى الأفق لا يرد الغائب . أيها الأخوة : من هذا المنبر ومن المؤتمر الثاني للتجمع الوطني الديمقراطي أخص بالشكر الأخ الرئيس أسياسي أفورقي رئيس دولة أريتريا والشعب الأريتري الشقيق وقيادات الجبهة الشعبية لمؤازرتهم للشعب السوداني في محنته وإيواءهم للمعارضة السوداني والشكر لدولتي المبادرة المشتركة الشقيقة مصر والشقيقة ليبيا لجهودهم وسعيهم لحل سياسي شامل في السودان ، وللحضور والمشاركة عبر ممثليهم في هذا المؤتمر . والشكر للحضور من المؤتمرين والمواطنين وإلاعلاميين على تكبد المشاق للمشاركة والشكر للأخوة الضيوف للحضور من مختلف الأقطار فلهم منا جميعاً الشكر والتقدير . كما نوجه الشكر والتقدير للجنة التحضير للمؤتمر الثاني للتجمع الوطني الديمقراطي . أيها الأخوة : بقراءة البيان الختامي تنتهي هذه الجلسة . حديث الدكتور جون قرنق قبل الدكتور جون قرنق قال : عندنا في الحركة الشعبية إذا حدث شئ جميل نهتف ونقول ( وياي ) بمعني يعيش . وأطلب منكم بأن نهتف يعيش مولانا السيد محمد عثمان الميرغني رئيس التجمع الوطني الديمقراطي . يعيش السودان الجديد . تعيش دولة أريتريا . تعيش مدينة مصوع . ونهنئ الرئيس مولانا السيد محمد عثمان الميرغني رئيس التجمع الوطني الديمقراطي ونرحب به في رئاسة التجمع الوطني الديمقراطي .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة