بسم الله الرحمن الرحيم خطاب مولانا السيد محمد عثمان الميرغنى رئيس التجمع الوطني الديمقراطي رئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي اجتماع هيئة قيادة التجمع الوطني الديمقراطي أسمرا ) الخميس 29 نوفمبر 2001م قال تعاليى (إنا فتحنا لك فتحا مبيناً، ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر ويتم نعمته عليك ويهديك صراطاً مستقيماً، وينصرك الله نصراً عزيزاً). صدق الله العظيم الأخوة ممثلو دولة أرتريا الشقيقة. السادة السفراء. الأخوة أعضاء هيئة القيادة. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يسرنا أن نرحب بكم في هذا الاجتماع الهام لهيئة قيادة التجمع الوطني الديمقراطي، وأحييكم وأحيي عبركم صمود ونضال الشعب السوداني، الذي نسعي جميعاً لتحقيق تطلعاته وأمانيه المشروعة بغدٍ مشرق سعيد، وحياة حرة كريمة. وأهنئكم في هذه الأيام المباركات وأهنئ عبركم الأمة الإسلامية بشهر رمضان المبارك، سائلين الله العلي القدير أن يجعله شهر خير ونصر مبين. الأخوة الحضور: يسعدنا في هذا اللقاء أن نشيد بالمؤازرة المستمرة والاهتمام المتعاظم الذي توليه حكومات وشعوب ومنظمات الدول الشقيقة والصديقة للمشكل السوداني، وعلي رأسها دولة أرتريا الشقيقة، بقيادة الرئيس أسياسي أفورقي ومساعيه لايجاد الحل السياسي الشامل للمشكلة السودانية. كما نشيد بالجهود المتواصلة التي تبذلها دول الجوار، وخاصة مصر وليبيا ويوغندا في سبيل ايجاد حل شامل وعادل وجذري للأزمة السودانية، فما زالت خير معين لنا في نضالنا الذي يستهدف تحقيق غايات شعبنا النبيلة والمتمثلة في وقف الاحتراب وإرساء قواعد السلام العادل واستعادة الديمقراطية وسيادة حكم القانون وإعادة بناء الدولة السودانية. الأخوة الحضور: ينعقد هذا الاجتماع ونحن نمر بمنعطف تاريخي، طالت فيه معاناة شعبنا من سياسات نظام الحزب الواحد، كما أن الساحتين الاقليمية والدولية تشهدان تطورات ومتغيرات حاسمة تستدعي ضرورة تسارع الخطي لأن يجلس أهل السودان إلي مائدة التفاوض للاتفاق علي حلول جذرية توقف نزيف الدم وهدر الموارد ليحل السلام وترسي قواعد الديمقراطية والتنمية. وعليه فإن هذا اللقاء الهام يستهدف الوقوف علي مستجدات الساحة السياسية، ومراجعة وتقييم ما تم تنفيذه من قرارات سابقة، وتحديد خطوات العمل حيال جهود الحل السياسي الشامل، وذلك علي ضوء ما تم الاتفاق عليه في مقررات التجمع الوطني الديمقراطي المختصة بهذا الشأن، وعلي ضوء لقاءاتتنا مع مسؤولي دولتي المبادرة المصرية الليبية والمبعوثين الأمريكيين والسيناتور جون دان فورث. أيها الأخوة: ما زال التجمع يواصل الجهد في اتجاه تحقيق الحل السياسي وفق توجهات محددة أبرزها ما يلي: · ضرورة أن تصدق النوايا، وأن تتهيأ الظروف الملائمة للجلوس علي مائدة الحوار. · ضرورة التنسيق بين مبادرات الحل السياسي الشامل والتفاوضي لتتكامل مساعي دول الجوار في شمال القارة ووسطها. · أن يستهدف الحل السياسي الشامل ايقاف الحرب وإحلال السلام وإستعادة الديمقراطية. · تحقيق السلام الدائم، وإرساء دعائم الوحدة الطوعية القائمة علي الارادة الحرة لعموم أهل السودان. وفي إطار هذه التوجهات العامة، واصلت هيئة القيادة مساعيها لمعالجة القضية السودانية حيث تم عقد اجتماع بنائب مساعد وزير الخارجية الأمريكي والوفد المرافق له بالقاهرة في 31 أكتوبر الماضي. وحضر اللقاء أعضاء هيئة القيادة والمكتب التنفيذي وممثلو فصائل التجمع الموجودين بالقاهرة، وقد استعرض اللقاء الأوضاع الراهنة في السودان علي ضوء المبادرات المطروحة. وقد أعربنا في ذلك اللقاء عن تقدير التجمع الوطني الديمقراطي لاهتمام الادارة الامريكية بالشأن السوداني، خاصة في ظل الظروف والأوضاع الحالية، وأكدنا علي أهمية الجهد الأمريكي في دفع مسار الحل السياسي الشامل والسعي لتوحيد المبادرات المطروحة من دول الجوار السوداني، وتشجيع أطراف النزاع للوصول لاتفاق سياسي شامل. واستعرض المسؤول الامريكي نتائج مباحثاتهم مع المسؤولين في الخرطوم والأفكار التي طرحت بشأن وقف الحرب واستعادة الديمقراطية في السودان. وفي الثامن عشر من نوفمبر الحالي استقبلنا في القاهرة مبعوث الرئيس الأمريكي للسودان السيناتور جون دان فورث والوفد المرافق له، بحضور أعضاء هيئة القيادة والمكتب التنفيذي وممثلي فصائل التجمع المتواجدين بالقاهرةز وقد قدمنا في ذلك اللقاء شرحاً لمجمل الأوضاع الراهنة في السودان، ورؤية التجمع الوطني الديمقراطي في الوصول إلي الحل الجذري لمشكلة السلام واستعادة الديمقراطية في السودان، كما تناول اللقاء مسار مبادرات الحل السياسي الشامل والدور الذي يري التجمع الوطني الديمقراطي أن تطلع به الولايات المتحدة من أجل إحلال السلام في السودان. وقد أفادنا المبعوث الأمريكي أنه لا يعتزم التقدم بمبادرة جديدة، وأكد سعي بلاده لتعزيز المجهودات القائمة وأهمية التعايش بين الأديان، مثمناً دور أهل الأديان في الوفاق وحل المشكل السوداني. كما تحدث بعض أعضاء هيئة القيادة وطالبوا المبعوث الأمريكي بالعمل الجاد علي توحيد المبادرتين المصرية الليبية ومبادرة الايقاد، حتي يكون هنالك منبر تفاوضي موحد يضم جميع أبناء الوطن لحسم هذا الأمر. أيها الأخوة: لقد أكدت هيئة القيادة في اجتماعها السابق علي تمسكها بالمبادرة المصرية الليبية المشتركة، بعد أن أعلنت ترحيبها وموافقتها علي مبادئ وأسس الحل السياسي الشامل، وقدمت بموجب تلك الموافقة ملاحظاتها الداعمة لأسس الحل. وقد تسلمنا في يوم 17/9/2001م مذكرة استطلاع تضمنت طلباً بتقديم بعض المقترحات لعقد الملتقي التمهيدي للحوار الوطني. وقد تم تحويلها إلي لجنة مبادرات الحل السياسي الشامل التي قدمت حولها بعض المقترحات رأينا عرضها علي اجتماعكم الموقر لمزيد من التفاكرو ونأمل أن يخرج هذا الاجتماع برؤية موحدة ورد ايجابي علي الأسئلة المقدمة من دولتي المبادرة المشتركة. هذا، وقد لمسنا لدي الأشقاء في مصر وليبيا من خلال تواصلنا المستمر معهم، إصراراً وجدية في التعجيل بخطوات الحل السياسي الشامل، كما عبر الطرفان عن حرصهما علي مواصلة مساعيهما الحميدة، وبذل كافة الجهود الممكنة لدعوة الأطراف المتصارعة للجلوس إلي مائدة التفاوض. أيها الأخوة: لقد سعت جمهورية نيجيريا بقيادة الرئيس أوليسونق أوباسانجو للقيام بجهد يدفع مسيرة الحل للقضية السودانية، فاجتمعت لديهم بعض الرؤي لجمع أبناء السودان، تمثل أبرزها في عقد اجتماع يضم أبناء الجنوب في نظير اجتماع يضم أبناء الشمال، فقد تحفظنا علي الفكرة لما تحمله من انعكاسات سالبة علي وحدة التجمع الوطني الديمقراطي ووحدة السودان، وأنها ترجع بنا إلي مربع تجاوزناه في مراحل سابقة بعد أن انصهرت كافة الفعاليات السياسية في شمال وجنوب وشرق وغرب السودان في التجمع الوطني الديمقراطي، وإن الخلاف في جوهره خلافٌ سياسي بين الحكومة والمعارضة وليس بين الشمال والجنوب. هذا وقد بعث إلينا الرئيس أوباسانجو في يوم 10/10/2001م الدكتور عثمان بوقاجي علي رأس وفد ضم السيد/ أحمد مقاجي مسئول السودان في مكتب نائب الرئيس النيجيري والسفير أبوبكر أودو سفير نيجيريا بالقاهرة، حيث حضر اللقاء أعضاء هيئة القيادة والمكتب التنفيذي وممثلي الفعاليات الموجودين بالقاهرة. وقد طرح الوفد فكرة قيام ورشة سميت أبوجا لحل المشكل السوداني، وقد وافق التجمع علي ذلك، علي أن تضم الورشة التجمع وحزب الامة وحزب المؤتمر الوطني، وأن يكون الموعد في مطلع العام الجديد. وقد أوضحنا للوفد النيجيري أننا لم نعد ننظر إلي القضية السودانية بمنظور شمالي وجنوبي بعد أن اتفقت رؤي الشعب السوداني حول حاضر ومستقبل السودان في مؤتمر القضايا المصيرية 1995م. وفي يوم 13/10/2001م وجهت الدعوة لأعضاء هيئة القيادة والمكتب التنفيذي وممثلي الفصائل الموجودين بالقاهرة لاجتماع تداولنا فيه المسعي النيجيري بنقاش مستفيض حول مساعي جمهورية نيجيريا. وفي يوم 7 نوفمبر 1002م تسلم الدكتور جون قرنق دي مبيور بنيروبي دعوتين للتجمع الوطني الديمقراطي وللحركة الشعبية لتحرير السودان من الدكتور عثمان بوقاجي لعقد مؤتمر أبوجا في الفترة من 12-17 نوفمبر الجاري. وكانت الدعوة مؤرخة بيوم 25/10/2001م وصادره من مستشار الرئيس النيجيري للأمن القومي. وفي يوم 11/11/2001/ زارنا السفير أبو بكر أودو ليقدم الاعتذار عن عقد المؤتمر في الموعد المحدد. وأوضحناه له ملاحظاتنا علي المنهج الذي قدمت به الدعوة في وقت لا يسمح بالمشاركة رغم صدورها في زمن سابق للتسليم باسبوعين مما يدلل علي أن هناك جهات تسعي لتغييب التجمع عن الحضور، علماً بأن بعض الجهات قد وصلتها الدعوة وحددت ممثليها في الاجتماع منذ مطلع نوفمبر، وقد أبلغنا السفير بأن الرئيس النيجيري اتخذ قراراً يوم الاربعاء 7/11/2001م بتأجيل الاجتماع. أيها الأخوة: نأمل أن يوفق هذا الاجتماع في إنجاز كافة المهام والقضايا المطروحة أمامه، ويقيننا الثابت أننا علي قدر مسؤولياتنا. حيث منحنا الشعب السوداني ثقته الكاملة، وعهدنا معه أن نسير علي طريق النضال حتي بلوغ غاياته وأمانيه في وطن حر ديمقراطي، ترفرف في ربوعه رايات السلام والاستقرار والنماء والتطور، ويربط بين أبنائه عقد متين لا انفصام له من المواطنة والانتماء. كما أننا نناشد الجميع بضرورة التمسك بكافة مواثيق ومقررات وتوصيات التجمع الوطني الديمقراطي السابقة، التي عملنا جميعاً علي تحديدها وفقاً لمنهج متفق عليه، يراعي أهمية أن يتوافر قدرٌ من المرونة الكافية واللازمة لتحقيق هذه الأهداف، عبر مختلف الوسائل المتفق عليها، والتركيز علي إنجاز مهام التجمع دون إثارة خلافات حول قضايا هامشية لا تمس جواهر الأمور. أيها الأخوة: نود أن نؤكد بأن مشاكل السودان القومية وقضاياه المصيرية لا يمكن بحثها وإيجاد الحلول الناجعة والناجزة لها إلا عبر حوار جاد ومتواصل بين كافة القوي السياسية السودانيةن ولن تفضي هذه الحوارات لنتائج مثمرة تحقق الأهداف المرجوة، إلا في ظل مناخ ديمقراطي معافي تشاع فيه الحريات العامة وتتاح فيه الفرصة كاملة لكافة ألوان الطيف السياسي السوداني، لطرح رؤاها من منظور قومي استراتيجي يستهدف مصلحة السودان، بعيداً عن المصالح الحزبية والفردية الضيقة والآنية. ومن هذا المنطلق الاستراتيجي فإننا نأمل في أن ينبذ النظام أساليب ومحاولات كسب الوقت التي لا طائل من ورائها، وإثبات مصداقيته وحسن نواياه، والابتعاد عن التشكيك والتكتيك المرحلي، الذي لم ولن يخدم قضايا السودان المزمنة. ونود أن نؤكد للجميع مرة أخري أننا جادون في التوصل إلي الحل السياسي الشامل لمشكلة السودان ولوضع حدٍ نهائي وحاسم لمعاناة أهلنا أهل السودان. وإننا نتعامل بكل الصدق مع هذا الأمر، ونتطلع إلي جدية الحكومة للوصول إلي الحل السياسي الشامل. نود أن نبدي هنا قيام سلطات الأمن بالأمس بمنع وفد التجمع الوطني الديمقراطي بالداخل من الحضور للمشاركة في هذا الاجتماع، حيث رفضت السلطات الأمنية منح تأشيرات الخروج لأربعة من أعضاء الوفد، كما قامت بإرجاع إثنين من أعضاء الوفد قبل الصعود للطائرة، رغم حصولهما علي تأشيرات الخروج. يحدث هذا في الوقت الذي تجتمع فيه هيئة قيادة التجمع الوطني الديمقراطي للرد علي مذكرة دول
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة