دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
الميرف
|
الميرف
قبل ايام غادرنا خضر بدري وفي عمرا تعدي التسعة وتسعون سنه. ومن الاشياء الغير مناسبه الكتابه وتمجيد الاقرباء الا ان خضر بدري حاله خاصة جدا وهو غير معروف لانه اراد ان يكون غير معروف . وبالرغم انه كان حاضر البديهة حتي اخر ايامه الا انه رفض ان يتكلم عن الاخرين اما الكلام عن نفسه كان من المحرمات بالنسبة له, وفي سنه 88 تمكنت ان احصل علي بعض المعلومات عن سيرته الذاتيه من د. بابكر علي بدري و د. عزيز محمد مالك وجزاهم الله خيرا.
خضــر بدري ولد سنه 1904 في مدينه رفاعـه ودرس في كتاب رفاعه الذي اسسه اخوه بابكر عام 1903 ثم تخرج من كلية غردون كمهندس معماري واختير في الكليه كرئيسا للروساء ومنح ميداليه الطالب المثالي وتخرج بامتياز من الكليه مما اتاح له ان يعمل كمدرس مساعد في نفس الكليه وتخرج علي يديه كثيرا من المهندسين السودانيين وكان زميلا للمهندس والسياسي المعروف ابراهيم احمد.
خضــر بــدري شارك في الاعداد المسحي والتنفيذي لكبري النيل الابيض بين امدرمان والخرطوم . وتصميم وتشيد مباني كلية الطب (كتشنر سابقا) ومعمل استاك ( المعمل القومي حاضرا) . وعند تاسيس مدرسة الزراعة العليا (كلية الزراعة الان) كان احد موسيسيها وعمل فيها كاستاذ للهندسه الزراعيه وفي الاربعينات ابتعث لانجلترا للدراسات العليا وتسنت له فرصة المشاركه في اعمال المسح الهندسي لمطار هيثرو المعروف في لندن وبعد عودته اختير رئيس لشعبة الهندسة في كلية الزراعه لكي يتوج حياته الاكاديميه التي بداءها كالطالب الاول في كل مدارس السودان الابتدائيه في ذلك الوقت.
خضــر بــدري شيد معهد بخت الرضا ومدارس الاحفاد في شارع الموردة ثم مباني العرضه متبرعا لوجه الله تعالي ونفذ وصمم كثير من مساجد امدرمان منها مسجد الامام عبد الرحمن المهدي في ودنباوي وجامع بابكر بــدري في الشيخ دفع الله ومنازل اغلب الاهل والاصدقاء مثل محمد علي شــوقي, ابراهيم بدري , الشيخ عبد الله البنا في ود البنا كما اسس كثير من مدارس السودان .
خضر بدري كان متجردا لم يكن له قصرا وكان يتواجد مع اخيه عبد الكريم بــدري ولم تكن له سيارة وتجده مع شقيقه عبد الكريم في كل المأتم يسعد عندما يطلب منه الاخرون اي خدمه , شاهدته مغبرا نازلا من بص ام بده في احدي المرات حاملا معداته قادما من ام بده ليقوم بمساعدة احد معارفه متطوعا في بناء منزل كعادته يعود اغلب المرضي ويحضر مع شقيقه عبد الكريم بــدري المشهور بالعم كل المناسبات حيث كانا يقومان بدور الماذون والحانوتي تطوعا ويحضرا قبل كثير من اهل الميت وكانا متدينان بدون تشدد. وخضر بدري لم يدخن او يشرب الخمر ولم يرفع صوته او يحتد مع اي انسان ولم يختلف مع اي بشر مهما صغر او كبر عمره . وهكذا كان اغلب اهل الســودان قديما.
في سنه 1985 جاءني صديقي الدكتور عادل صغـــيرون مصحوبا بسويدي وهو خبير في الامم المتحده والسويدي كان علي وشك الزواج من ابنة شقيق بابكر عوض الله رئيس وزراء حكومة نمـيري الاولي . زكان السويدي بصدد ان يشهر اسلامه ويحتاج لشخص ان يعلمه قواعد الدين الاسلامي فاخذته الي عمي محمد بدري الذي قال لي (ده شئ بدخل الجنه اذا في زول في السودان ده بستاهل الاجر ده فهو جدك خضــر بــدري) ولقد ساعدت سهولة ومعقولية خضر بدري في جعل السويدي يستوعب الدين الاسلامي.
خضر بدري لم يطلب اي شئ من الدنيا وبالرغم من انه لم يرزق اطفالا الي انه كان يعتبر ابناء شقيقه عبد الكريم بدري وكل اطفال ام درمان اطفاله. قبل سنتين كان د.ابراهيم عبد الكريم بدري يدير مستشفي بن ســيناء بدون اجر وعندما استغرب البعض قلت لهم (ده رباه خضر بدري).
رحم الله خضــر بدري لانه كان متواضعا متجردا بسيطا في ملبسه وفي ماكله لو اراد لكان ملاء السمع والبصر الا انه فضل ان يترك الاخرين يتبواون المناصب السياسيه والاداريه يجعجعون ويدعون معرفت كل شئ وانهم خدموا البلاد والعباد.
أم جركـــــــم مـــــا بتاكــــــل خريفيـــــــن
والشطـــــاره مــاهـــا حمـــره عيــن لكــــن سنـــدة المسكيــــــــــن ومســـــــك الجرايــــــه بالايـــديــــــن ده العرفــــــه أبــونــا الخــــدر الكــــــان بشيــــــــل ومــــا بنفــــــــزر
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مــــاك هـاتـار ومـــــاك مكــــــــار
ولا يـــــومـــاَ عــــرفتــا غَـــــــــــدِر يـــــا مهنـــدس العِفــــــه والأخلاق
ويشهــــد الكبري البــودي أمـــــدر بنيــت البيــــــوت والســــــرايــات وانــــت السكنتـــــــا جُــحــــــر مــــاك متيـــــــــق ولا دفيـــــــــق يـــــــا تبــــــــر البـــــــراري الحُـــر كـــــان ســـنيــق أو لـــــــويــــق أنــــــت البتقضــــــي كـــــل أمـــــر قـــومـــت العمــــارات والمطــــــار فــــي البــــــلد الكــلامــا كُـــــتُر وكــــت جخ الــــرجـــال بتسكــــــت
انـــت الدفعتــــــه عمــــــــــــــــر ولمـــــا النــــــــاس تفـــــركـــــــــش انــــت الميـــــرف البلــم بعد الضَـفِــــر منــــو الفــــي امــدر مــــــــرض ومـــا زاروا عبد الكـــريم وخـــــــدر وكـــل مـــا نرجـــع البقعــــه تنسينـــــــــا الــــــوداع المُـــــــــــــــر وابـــداً مــــا اشتكيـــــــــت وعلمتـــــــــا الصبــــــر يصبـــــــــــر وأدبــــــــــك يـــــــــــا الحبيــــب أسلـــــــــــــم اللكـــــانوا كُـــفُـــــــــــر ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
شــــوقـــي بـــدري.......
أُم جركــــــم ..... جراده صغيـــره خضرا تظهــر مع الخـريف .
الجٌَــــرايــــه ..... أداه للـــزراعــــه .
المتيـــــــــق ..... العيــــش الذي ينشـــف قبل أن بنضــــــــج .
الدفيـــــــــق ..... التمــــر السيء ( الحشف ) بالفصحـــــي .
ســـنيــــــق ..... ضم الحبـال عند سحب شبكه صيد السمك الطويله .
لــــــويـــــق ..... فصل الحبال ( عكس السويق ) .
الميـــــــرف ..... ابــــره كبيــــــره .
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الميرف (Re: shawgi badri)
|
إجلال وتقدير وتحية وإنحناءة
لكل آل بدرى
منارات العلم والتعليم وأسس التنوير فى بلادنا
وليجزيهم المولى بقدر ما قدموا ويقدموا لأهلنا
فجميعهم بدورا تسطع تماما وكمالا فى شتى الميادين
والتحية لك على هذا النفح الطيب والسيرة المفخرة حقا لأى سودانى
أدامكم الله
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الميرف (Re: shawgi badri)
|
يا شوقي ما أبدع هذه السيرة وما ابدع كاتبها . لقد وصفت لنا سودانيا أصيلاً من اولئك الذين ظلوا في الظل ومثله من تكرمهمهم لو يعلمون البلدان وتقام لهم النصب فلكأنك تصف سيرة شخصية روائية من تلك الشخصيات التي تقدم للحياة والآخرين كل شىء وتنكر ذاتها حد سحقها تماما . هذا الخيط من الناس أعرفه ويمكن نظمه في السودان بدءاً من فرح ود تكتوك . ليس بين يدي كتاب حياتي للشيخ الجليل بابكر بدري لكن لابد أن نجد كلمات فيه عن الهندس خضر منذ محاولات الشيخ بابكر الباكرة لمقاومة سدنة التجهيل الذين اعترضوا على تلك المدارس .أذكر تأريخ الشيخ لمدرسة رفاعة تلك وما كابده في سبيل إنشائها حبذا لو قدت خيط سيرة المهندس خضر من تلك البدايات أي بما كتبه الشيخ بابكر عنه .نحن نبحث عن زوربا في آداب الأمم وأمثاله كثر في السودان. رحم الله السوداني الفذ خضر بدري .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الميرف (Re: shawgi badri)
|
رحم الله الوالد خضر بدرى و اثابه بقدر ما قدم ولم ينتظر شكرا ولا تقديرا هناك كثيرون اخى شوقى من حزب الاصلاء الذين يعملون دون ضوضاء و دون لهاث وراء الشهرة اولئك اعمالهم خالصة لوجه الله و مجردة من شبهات الرياء تكفيهم مكانتهم عند ربهم ورضاهم عن انفسهم وانهم يضعون رؤوسهم كل ليلة وينامون ملء اجفانهم من راحة الضمير رحمه الله و صبركم
| |
|
|
|
|
|
|
|