شهدت مدينة لندن يوم الأحد الموافق 30 أبريل 207م ندوة ثقافية هامة نظمتها منظمة نسوة (التجمع النسوي القومي السوداني) في مدينة لندن في منطقة نيسدن. كانت الندوة بعنوان(الأخطاء الشائعة في اللغة العربية) وهي عبارة عن محاضرة قدمها البروفيسور الطيب أبوسن أحد أبرز علماء اللغة العربية على مستوى العالم العربي. وقد حضر الندوة عدد من المهتمين بموضوعها خاصة الأكاديميين والمهنيين من الجنسين. قدم الندوة الأستاذ سليمان ضرار وقدم تعريفاً عن البروفيسور الطيب أبوسن، فذكر أن المحاضر من مواليد جزيرة أنجري بمنطقة الرباطاب وتلقى تعليمه الأولي بها ثم الأوسط ببربر ثم الثانوي بمدرسة حنتوب حيث التحق بعدها بكلية الآداب بجامعة الخرطوم التي تخرج فيها بدرجة البكالوريس في الآداب ثم حضر فيها درجتي الماجستير والدكتوراه. وذكر ضرار بأن البروفيسور أبوسن بدأ حياته العملية معلماً ثم تنقل في عدة ميادين أكاديمية وإدارية حيث عمل مسجلاً لكلية الزراعة بجامعة الخرطوم ومديراً لمكتب مدير جامعة الخرطوم ووزيراً إقليمياً ومن المجالات الأكاديمية التي عمل فيها أستاذاً زائراً بجامعة الإسكندرية ورئيساً لقسم اللغة العربية والدراسات الإسلامية بأكاديمية الملك فهد بلندن ومشرفاً للدراسات العليا لمادتي اللغة العربية والدراسات الإسلامية بأكاديمية أكسفورد للدراسات العالية بالمملكة المتحدة وعميداً لمدارس البحث العلمي بدبي وغيرها من المناصب الأكاديمية في السودان وبريطانيا ودولة الإمارات العربية المتحدة وغيرها وقد نال درجة البروفيسورشب (كرسي الأستاذية) من أكاديمية أكسفورد ببريطانيا.. بدأ البروفيسور الطيب أبوسن بعد أن حيا الحضور وقول رب أشرح لي صدري ويسر لي أمري .. وعن اللغة العربية قال ما نقول وما تقول ... الخطأ المشهور والصحيح المغمور .. إن سبب خوضي في هذا الموضوع هو رحيل كثير من أهلها من مضاربها والعزوف عن مصادرها ثم قام بالقاء بيت من الشعر العربي المقعر ثم سأل الحضور هل فهم أي منكم شيء من هذا الكلام فكانت الاجابة بالنفي، فقال للحضور ولا أنا أيضاً. وقال إن القصد من الأخطاء الشائعة في اللغة العربية لا يعني أن يتجه الناس لاستعمال النافر من القول في اللغة العربية والمستعصي على الفهم ولكن القصد أن يتنبه الناس للأخطاء الشائعة التي تغيّر معنى كلامهم وفي كثير من الأحيان قد تعطي معنى مخالف تماماً لما يقصدونه. وقال البروف أبوسن إن الناس قد أغرقوا أنفسهم في خضم من الأخطاء وخطورة ذلك أن تحدث لهم عزلة من التراث الديني والأدبي أي من القرآن والسنة والأدب والتاريخ. وذكر مثالاً بأن تغيير الهمزة من الفتح للكسر يغير معنى الكلمة مثل أمر وإمر. وأشار إلى الرجوع إلى شرح القرآن الكريم للبروفيسور عبدالله الطيب كمرجع للقراءة الصحيحة. وأضاف بأن هناك تعبيرات ومفردات في التراث الشعبي السوداني هي ضاربة في الفصحى. وضرب مثلاً لذلك كلمة النتيلة التي يطلقها السودانيون على قطعة الأرض الخضراء والتي جاءت في قصيدة ود الفراش الذي قال: من بربر مرقنا على العديلة تبارك الخطوة يا فارق النتيلة. وقال البروف إن النتيلة في اللغة العربية معناها بيضة النعام، ولكن نسبة لأن قبيلة عربية كانت تستخدمها لتخزين الماء بكميات كبيرة وعندما تقوم بصبها على الأرض تتحول الأرض إلى قطعة خضراء لهذا استعملها السودانيون لوصف القطعة الخضراء من الأرض. كذلك ذكر أن كلمة كافر معناها مزارع وذكر الآية التي تثبت ذلك، كذلك أشار إلى أن الناس يستعملون كلمة أبداً خطأ فقال: إذا سئل أحد هل أديت فريضة الحج فيجب أن تكون الإجابة أزلاً وليس أبداً. كذلك قال إن الناس يستخدمون كلمة يتساءلون للمفرد وهي تستخدم للجمع. واختتمت الندوة باستفسارات وأسئلة من الحضور. وقضى الجميع أمسية ثقافية ممتعة وطلبوا من البروفيسور أبو سن أن يواصل تقديم مثل هذا المحاضرات نسبة لفائتها للجميع. كذلك شكر الحضور منظمة نسوة التي نظمت لهم هذه الندوة وتقدموا بالشكر الحار لطاقم الضيافة اللائي وقفن على خدمة واستضافة الحضور خاصة بالمأكولات السودانية التقليدية والقهوة والشاي.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة