بعد يوم من نهاية الجدل حول انتخابات 2020 كانت خيمة الصحفيين تناقش وتبحث في الأزمة الإقتصادية في البلاد في انطلاقة الجلسة كانت الصحافية المتخصصة في الاقتصاد سمية سيد تضع السؤال أمام الخبير الاقتصادي ورئيس القطاع الاقتصادي السابق في الحزب الحاكم الدكتور حسن احمد طه باعتباره بطل الليلة كان السؤال ساعتها هو من يدير إقتصاد البلاد في الوقت الراهن ؟ كان عنوان الليلة التي شاركت فيها بالغناء الفنانة شذي عبدالله في الازمة الاقتصادية والمواطن من مراقب مستهلك الي مشارك منتج وضمت الجلسة التي سادها نقاش مستفيض من الحاضرين الدكتور مبارك عبده صالح الذي طرح رؤيته في امكانية انجاز تحولات ايجابية في المشهد الاقتصادي السوداني وذلك عبر تفعيل دور المنتجين والمواطنين في العملية الإقتصادي. مستبقاً الاجابة علي سؤال من يدير عجلة الاقتصاد السوداني المازوم تناول دكتور حسن احمد طه تاريخ الازمة الاقتصادية السودانية ومنشاها كان الاقتصادي يعود الي خضم الازمة السياسية في البلاد والتي ادت لانفصال جنوب السودان يقول وقتها ان كل ما يحدث من مضاعفات الان هو في الحقيقة تركة الانفصال في العام 2011 يرد طه كل الاشكاليات الراهنة الى خروج النفط من المعادلة الاقتصادية في السودان وهو ما ادي لفقدان السودان لاحد اهم المنتجات الجالبة للعملة الحرة التي تحفظ التوازن بحسب طه فان في الوقت ذاك كان الجميع يتحدث عن معالجات من شانها ان تعبر بالبلاد من الصدمة وكانت الترتيبات تقوم علي معالجة الفاقد من خلال تلاتة جوانب اساسية هي الدعم الخارجي من الجهات المانحة والاتفاق مع دولة جنوب السودان علي استمرار عبور نفطها بالسودان بمقابل لكن المعالجات التي تم وضعها كمعالجات لم تفلح بسبب عدم التزام الجهات المانحة وانفجار الاوضاع بالجنوب مع عدم النجاح في الاستفادة من برنامج المصادر البديلة التي وضعتها الحكومة كبدائل للنفط في دعم الخزينة العامة في الاجابة علي سؤال من يدير اقتصاد البلاد فان الرجل يشير الي البرنامج الثلاثي المعبر عن الرؤية الاقتصادية التي قدمها رئيس الجمهورية كمرشح انتخابي لمنصب الرئيس يقول طه ان الامور حين كان يدير الشان الاقتصادي منسوبين للحزب الحاكم كانت اكثر سلاسة مما يحدث الان لكنه في نهاية الامر اكد علي ان الوطني باعتباره الحزب الحاكم هو المسؤول عن تسيير الحقيبة الخاصة باقتصاد البلاد يقر طه بوجود ازمة حالية ارتبطت بان بعض الحسابات للتعامل مع الارقام لم تكن دقيقة في وقت سابق وهي زادت من التضخم ولتراجع كبير في قيمة الجنيه السوداني مقابل العملات الاجنبية وعلي راسها الدولار ويطالب في اعادة النظر في ميزانية 2018 التي بدات وكانها تقوم علي ارقام غير حقيقية واكدت علي ان الازمة اكبر من المعالجات المطروحة انياً وانتقد السياسات الحكومية التي تحمل المواطن هذه الفواتير يشير طه لعامل اخر تعلق هذه المرة بالبعد الخارجي وفشل البلاد في الحصول علي اموال من الخارج زاد من تداعيات الازمة يطالب طه بضرورة ايجاد حلول عاجلة تفادياً لحالة الانهيار التام وذلك عبر تقليل الانفاق العام واعادة النظر في الفصل الاول الخاص بالمرتبات
فيما حمل الدكتور مبارك عبده صالح فشل السودانين في توظيف قيمهم الاجتماعية اقتصاديا جزء كبير من الازمة صالح تحدث عن الثقافة العامة التي لا تهتم بقيمة ما يمكن تصديره للعالم والطريقة التي يصدر بها وللتوضيح فانه وضع معادلة ان لوري يحمل عريس متجهاً لبورتسودان ولوري يحمل شحنة صمغ عربي متجه لذات المدينة فان الثقافة السائدة ستجعل لوري العرس يصل قبل لوري الصمغ لعدم الوعي باهمية ان تكون لك سلعة جالبة للعملة الحرة واشار الرجل الي التجربة اليابانية والتجربة الالمانية حيث نجحت فلسفة التعليم في تحقيق النهوض وقال ان تجربة مثل تجربة التمويل الاصغر هي اصلا جزء من الثقافة الاجتماعية السودانية لكن فشل السودانيون في تسويقها وانجازها بالشكل المطلوب لا يري عبده طريق يمكن ان ينهض من خلاله السودانيون غير طريق تغيير ثقافاتهم واعلاء قيمة الانتاج وانجاز مجموعة من التحولات بابعاد السلوكيات غير المرغوب فيها وهو امر يمكن تحقيقه في حال توفرت الارادة كانت المداخلات التي شارك فيها الكثيرين في الليلة تقدم نقدا لاذعا للسياسات الحكومية وتلغي بالمسؤلييئة فيما الت اليه الاوضاع علي كتفها فالازمة الاقتصادية ما هي الا ملمح من ملامح الازمة السياسية علي سبيل السخرية يقول رئيس حزب الوسط الاسلامي يوسف الكودة ان الاحتكار العام الذي يمارسه المؤتمر الوطني تسبب في الازمة وان الحديث عن معالجات الان يشبه لحد كبير (سبق الحمير) هي معالجات خارج سياق الواقعية ولن تؤتي نتائج فيما قال ايمن المبارك ان التوصيف الحقيقي لاقتصاد البلاد الان هو وضعه في سياق انه اقتصاد (تسول) يعبر بشكل حقيقي عن عجز الحكومة من توظيف موارد البلاد المتاحة فيما يحقق صالح شعبها وسيادة نمط صرف من لا يخشي الفقر علي امور ليست ذات اهمية وتنباء بفشل السياسات الجديدة في ايجاد معالجات فالحكومة التي تبني استراتيجية بدائلها علي الذهب الذي ينقب عشوايئاً لن تحقق نجاحا كما ان السعي لجلب مدخرات الخريجين لن تجد استجابة ما الذي يجعل خريج يرسل اموالها لبنوك تعتقل صرافاتها الان مرتبات الموظفين؟ في ردوده علي المداخلات والهجوم علي السياسات اقر طه بالفشل لكن في المقابل فان برنامج الثلاثي حقق بعض النجاحات ودافع بشدة عن سياسات تبني الاقتصاد الحر والخصخصة فهي التي وضعت الاقتصاد السوداني في مصاف الاقتصاديات متوسطة النمو وان الحديث عن العودة للاقتصاد العام امر لا يمكن تحقيقه الان واشار الا ان تبني اقتصاد السوق الحر هو الذي رفع من مستوي دخل الفرد السوداني وجعله يوازي 2الف دولار وان الحديث عن ان مشروع الجزيرة هو الذي حمل الاقتصاد السوداني علي اكتافه غير صحيح فان المساهمة الكبيرة للمشروع كانت عام 1952 وان الانقاذ المتهمة بتدمير المشروع حين وصلت للسلطة كان المزارعون مضربون.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة