|
من أم عطية إلى بكري أبو بكر و عموم ناس البورد
|
كما قلت من قبل ، فإن أم عطية تعلم بأنني أحكي قفشاتها و حكاويها لأصدقائي ، و لكنها لا تعلم بأنني أنقلها عبر شيء إسمه البورد أحد الظرفاء قام بخبث مقصود بعمل فتنة بيني و بينها و شرح لها بأنني أكتب عنها في شيء أشبه بالصحف و أن أخبارها ملأت الدنيا و أنها أصبحت مشهورة ما أن إنفتح الباب حتى وجدتها أمامي متحفزة و السفة الماكنة مستقرة على جنب يا جنا إنت ما قلت لى بتتكلم عني مع أصحابك بس ؟ الجرايد كمان شنو ؟ قلت لها و أنا أحاول أن أعانقها و هي تتملص لتعرف إجابتي أصحابي بقوا كتار يا حجة ، كتار زى الناس البيقروا جرايد دي ياتو جريدة يا جنا البتكتب فيها؟ أوعك تكون الجريدة الكتبوا فيها موت ناس حلتنا الغرقتْ بيهم المركب سنة ما جانا الأزهري ؟ لا يا حاجة ، دي جريدة شكل تاني ، صاحبها إسمو بكري أبو بكر و بيقروها في شاشة كدي زى حقة التلفزيون. شفتي كمبيوتر عادل ولد عطية المنشغل بيهو كل يوم ؟ أها زيو قالت و هي متحفزة : و صاحب الشي دة بنعرفو ؟ أظنو جعلي ، الجعليين بيحبو إسم بكري دة. زى ناس الجزيرة ، الما بتعرف إسمو قول ليهو يا الصديق ، تلقاهو طوالي رد عليك قلت لها : بكري دة قاعد في أمريكا. أها و الناس كلها ملمومة عندو ، و نحن بنسميهو حوش بكري ، لأنو لامي الناس كلها ، من الشرق و الغرب و الجنوب و المسلم و المسيحي. يعني بكري دة عامل حاجة كدة زى ديوان العمدة زمان ، الناس فيهو ملمومين يتونسوا و يحلوا مشاكلهم قالت و عيناها تلمعان و كأنها وجدت شيئا ضائعا : يعني مشكلتي حسع بكري دة الفي أمريكا ممكن يحلها لينا ؟ قلت و أنا أحاول أن أداري ضحكتي : إنت عندك مشكلة ؟ قالت و قد إرتفعت و تيرة صوتها و بحدة و غضب : الراجل القصيروني داك أبو صاحبكم ، أنا قبال دة ما قلت ليهو تاني ما يجي يسلم علي ؟ لسع النص متر قاعد يداغل و يجي يسلم علي ناس البيت ، و أنا ما بمرق أسلم عليهو ، مما أسمع صوتو بقعد بطن أوضتي، لاكين هو بي طول حسو يقول يا ناس جوة سلام. أها ناس جوة ديل ياني أنا ، بيقصدني أنا الغتيت دة. الزول دة جاب لي العصبي و داير يتور علي الظيران. حسع لو في طريقة أدني بكري دة أكلمو ، لأنو إنت و عطية ما دايرين تتحرجوا معاهو عشان ولدو صاحبكم حاولت أن أشرح لها ، فقالت بعصبية و إنفعال : أدني بكري دة صاحب الحوش ، لو هو ما حلاني من اللصقة دة و الله أسافر البلد و ما تشوفو وشي تاني. بسيب ليهو البلد. داير مني شنو الراجل الشايب دة ؟ إستغرقت وقتا طويلا و أنا أهديء من ثورتها و إنفعالها أم عطية ، لسبب ما ، لا تحب هذا الرجل و تتضايق من إهتمامه الزائد بها ، و هو رجل طيب و حنون و يهتم بكل معارفه، و رغم أنه يعرف هذا الشعور فيها ، إلا أنه لسبب أو آخر يصر على زيارة بيت عطية ، ربما لا يعرف تماما، أو ربما يؤمل أن تغير رأيها و يستمتع بونستها مثلنا. جلست أشرح لأم عطية بطريقة مبسطة حوش بكري حتى أمتص غضبها ، و أشرح لها المواضيع التي يتحدث فيها الناس ، و الإختلاف و الزعل و المصالحة و الحرد و العودة و الإعتذار ، و بعد شرح طويل و بإسهاب إقتضته ضرورة التعامل مع عقلية أم عطية ، قالت ببساطة : بري بري من صاحب الحوش دة ، بالو سلبة و صبرو صبر أيوب زى طه الجرافي قلت لها ، منو طه الجرافي دة ؟ قالت : طه الجرافي دة من كترة ما بالو سلبة و صبور، قالوا مرة المركب غرست بيهو نص البحر في رملة ، و الدنيا صيف، و الوكت كان وكت قيالة ، الشياطين ما بمرقو فيهو ، عشان ما يهجر الناس في الهجير داك و يمرقو المركب و يقطع عليهم قيالتم ، قعد لغاية العصر في المركب لغاية ما الناس المرقو لي حش القش شافوه و مرقوه. جاهم غمران من الحر. دحين بكري دة و الله دة ما زمنو ، لأنو الزمن دة الناس كلها معصبة و جاهزة للشكل و ما عندها صبر و طايرين بالريش الدقاق دخلت أم عطية غرفتها ، ثم عادت و هي تقضم الإسنكرز عشقها الأزلي ، و قالت و هي تناولني أصبعا من الشوكولاتة : و الله يا جنا بكري دة أجرو عند الله. أها الحوش حقو دة ملك ولا إيجار ؟ ثم قالت و هي تقرطع الماء من كوز ألمونيوم ، فهي لا تشرب أبدا من كأس زجاجية أو بلاستيكية ، تقول أن هذه الأشياء تذكرها بالمستشفى : سلم لى على بكري دة الفي أمريكا ، و قول ليهو أم عطية بتسلم عليك ، و قالت ليك يا العمدة ، عموم أهل السودان فيهم خصلة أنا عارفاها كويس و جدودك و كبارك عارفنها كويس ، تلقى دة من قبيلة و داك من قبيلة ، و كت تجيهم عصبية القبيلة الشينة ديك ، الواحد ينقز لافوق و يسل سكينو و يتلافى عكازو ، و العيون تبقى حمرا و و شرارة ، لاكين وكت الحارة يا حشاى ، أسمح من منظر السوداني يقالد السوداني مافي ، و الله المنظر دة في التلفزيون دة مالاقاني ، مش زى سلام ناس البلد دي ، بري بري يا جنا ، الرجال قداديمم مادنها طول اليوم يبوسوا في بعض بي هنا و بي هناك ؟ أتقول فاقدين حنان ، أها شفت كيف وكت السوداني يقالد السوداني و يطبطب ليهو فوق كتفو ؟ و الله الزعلة لو كانت بي سبب رقبة ، تروح الزعلة و تنتهي. أها و قول لي ود أبوبكر دة ، مادام روحو سلبة كدي و مستحمل العكات اليوماتي دي ، اليرسل لي واحد يشوف لى الراجل القصير دة و يقطع رجلو من هني. و قول لي بكري ، الأولاد ديل القاعدين في أمريكا ديل ، يخلوا بالم كويس من أولاد و بنات الحرام ، الدنيا ما متل زمان. و قول ليهو في الختام أرقد عافية إنت و أهلك ، و بس
ثم قامت بهدوء لتتخلص من سفتها التي تزحلقت حتى طرف فمها من كثرة الكلام قلت لها : خلاص ، مسامحاني عشان بكتب عنك ؟ قالت و هي تضحك ضحكتها المبحوحة : مسامحاك ، بس ما تخت شمارات من عندك علي كلامي قلت لها : إن شاء الله دعيتيلنا في العمرة ؟ قالت : دعيت ليك و الله يا حشاى ، و دعيت ربنا يوفق حكامنا و يخلوا السودان بلد رايق ما فيهو مشاكل و الناس تبقى مبسوطة بس يا حاجة الناس مختلفة و البلد ماشة في طريق الله يعلم بيهو قالت : التوفيق من عند رب العالمين ، أهم شي الناس تخلص النية و النيات تبقى صافية. سودانا دة الخير الفيهو يكفينا و مدفق لاغادي يحكي حفيدها الذي رافقها للعمرة ، أنها رأت موريتانية في سوق مكة ترتدي ثوبا بطريقة سودانية و ملامحها سودانية ، فهرعت إليها أم عطية و عانقتها و إنهالت عليها بالتحايا السودانية بسيل لا ينقطع من الأسئلة : كيفنك ؟ الجيتي منهن ؟ لعلك طيبة ؟ عمرة مقبولة ؟ جيتي بالبحر و لا بالطيارة ؟ خريفكم قالو زينة ساكت السنة دي و المسكينة مذعورة تتململ و لا تستطيع الفكاك من قبضة أم عطية ، و عندما إنتهت أم عطية من سلامها المكثف ، برطمت الموريتانية بلهجتها التي لم تفهمها أم عطية ، فقالت أم عطية : سجمي إنتي ما بتعرفي عربي ؟ إنت من وين يا بنيتي؟ فقال حفيدها : حبوبة دي موريتانية قالت و هي محرجة : القبيلة دي ساكنة وين في السودان يا جنا ؟ غرب ولا شرق ولا شمالية ؟ بري من السودان دة ، قبايلو ما عندها حد ، في قبايل لسع ما عرفناها لي حسع ، اليعيش ياما يشوف يحكي حفيدها ، أنها رأت سودانيا يلبس عراقيا و سروالا طويلا و طاقية و يجلس على الرصيف ، فإقتربت منه و قالت له : يا جنا إنت قايل روحك في حواشة أبوك ؟ وكت ما جاي عمرة ، ليش ما لبست ليك جلابية و لفيت ليك عمة متل رجالنا المحترمين ؟ يقول حفيدها ، حاولت أن أشدها من يدها ، و هي تسترسل في إنتقاد الرجل ، فوقف الرجل و قال لها و وجهه محمر من شدة الغضب : يا حاجة إحترمي نفسك و روحي من قدامي أنا أحترم نفسي يا المبهدل ؟ دة منظر واحد قاعد برة بلدو ؟ و وين ؟ في مكة ؟ كمان زهجان ؟ فإلتف السودانيون حولهم ، و حاولوا تهدئة أم عطية ، فقالت و حفيدها يشدها من يدها : بالله العراقي ما عندو لون من شدة الوسخ ، يقولوا علينا شنو الناس ؟ يا حبوبة ، نحن مالنا و مالو ؟ كيفن نحن مالنا و مالو ؟ مادام سوداني ، اليبقى سوداني
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: من أم عطية إلى بكري أبو بكر و عموم ناس البورد (Re: ابو جهينة)
|
ام عطية تلك الشحصية الفريدة الجميلة تذكرني بجارتنا الحلفاوية التي تسمى فاطمة وينادوها حسب طريقة الحلفاويين ( ابا) فذهبت لناس اللجان الشعبية لاثبات حقها في امتلاك قطعة ارض باعتبارها ارملة فلما رفضوا قالت ليهم بكل عفوية الناس الكبار : انتوا كيف ترفضوا تدوني قطعة ارض انا اذا كان اسمي مذكور في القران ، فدهش الكيزان اهل الجنة الشعبية لهذا الكلام الخطير ، كيف يا حجة ووين؟ فالت ليهنم مش ربنا سبحانه وتعالى قال : وفاكهة وابا تسلم ابا وام عطية
| |
|
|
|
|
|
|
|