دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
Re: الخاتم عدلان - يرد علي - عبدالله علي ابراهيم (Re: doma)
|
شكرا ياعـجـب الفـيا
كنت قد قابلت الاخ الخاتم قبل حوالي الاسبوع في معرض التشكيلي خالد كودي في قاعة الكوفه، وعاتبته باننا لم نعد نقراء له، وقد اخبرني الرجل بانه يعد بعض المقالات للنشر. انا سعيد جدا بهذا المقال الرائع واتمني ان لا يحرمنا الاخ الخاتم من مساهماته القيمه. ( يا الخاتم عليك الله ما تصوم ياخي). وكما تفضلتم في المقال فان واجب المثقف هو التنوير، وانا واثق انكم تعلمون اهمية مثل هذه الكتابات الجاده في ترقية وتطوير الحوار. مره اخري الشكر لكما عجب الفيا والاخ الخاتم لهذه المساهمات الرائعه.
عسكوري
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الخاتم عدلان - يرد علي - عبدالله علي ابراهيم (Re: Asskouri)
|
شكرا لن تكفيك ثنائي يا عجب الفيا... علي نقلك تعليق الخاتم هنا...وضمنا عرفنا ما قاله عبدالله علي ابراهيم...وانا علي يقين انك اوردته قبلا ولكنه قد فاتني وها انا امسك به من جديد...
ما احوجنا لحوار تتناطح فيه الافكار بادب وتهذيب...يملكنا مشاعلا من الحقائق...وادبا في الحوار...ومزيدا من المعرفه...فشكرا للخاتم ولعبدالله...فما بين هذي وتلك يتحسس المرء موطي قدمه
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الخاتم عدلان - يرد علي - عبدالله علي ابراهيم (Re: Agab Alfaya)
|
ألأخوة الأعزاء، أشكر الأخ عجب الفيا على تحويل ردي إلى بوست منفصل، وكنت قد أدرجته في السياق العام لما بدأه الأخ عجب الفيا من نقد وتقويم، إعترافا بفضله وحفظا لحقه في السبق. ومع ذلك فإنني أعتقد أن ما قام به كان تدبيرا حسنا. وأشكر الأخوة محمد سيد احمد، والكيك ودوما ودقنة وعسكوري ونزار حسين، على حسن إستقبالهم لما سجلت هنا من آراء. أمل أن ننتقل بعد ذلك إلى الحوار حول ما جاء في المقال من أفكار. والدعوة موجهة بالطبع إلى الأستاذ عبد الله على إبراهيم، وإلى كل الأخوات والإخوة المهتمين بهذه القضايا، وهم كثر. للمساهمين وللقراء كل الود والإحترام خاتم
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الخاتم عدلان - يرد علي - عبدالله علي ابراهيم (Re: Khatim)
|
الأستاذ الخاتم سلام وأجمل تحية لشخصك الكريم وأشكرك جدا لتفضلك علي الإجابة علي تساؤلاتي أشكرك جدا مما لاشك فيه تعرض أهلنا في الجنوب لمظالم كبيرة ونعم أخطاء كثير من ساستنا الأوائل في قيادة هذا البلد قيادة حكيمة والخروج به الي بر الأمان.... بدليل أنهم صنعوا لنا وطن مشوه لا يحمل في باطنه إلا ما هو ظاهر وواضح ألان..وحقيقة ياخي الاستاذ الخاتم نحن لم نكن وهنا اقصد جيلنا الذي ولد من بعد ثورة اكتوبر لم يكن له يد في ذلك...وحتي وان صنعت منه الانقاذ حطبا للوقود فان الجيل السابق استقل حرب الجنوب وتاجر بها لاسباب تخصه فقط وتحمل بصماته فقط بدليل اتفاقية السلام الاخيرة وكيفية الوصول لانهاء الحرب ... {وانا هنا مبسوط جدا لوقف الحرب مهما كان ثمن ذلك...} واحزن كثير لحالنا وياريت لو أن لنا عصاة موسي حتى نصنع جسرا أو ممرا يقودنا إلي بر الأمان الأستاذ الخاتم مما لاشك أن الحركة الإسلامية تمخضت لنا بجنينا مشوها أصبح مسخا خلط القليل من الطيب بكثير ظلم ومظالم وان الدكتور حسن الترابي اصابته الغيرة العمياء من نجاح الاستاذ محمود ورواج فكره وزيادة اتباعه .... والرجل معروف بالحقد والحسد وما تراجعه عن شهادة الشهيد ووالجنة و الحور العين التي افتي بتزوجيها لاخواننا الطلاب والمغلوبين علي امرهم فماتو ا مساسوف علي شبابهم وشهاداتهم العلمية التي لم يتهناء بها اولاياء امورهم وزويهم وروية نتاج ونجاح اولادهم... ولكنه هو حب الذات والموت علي ارجل كراسي الحكم او خلافة ووكالة جبريل علي ارزاق الله علي ارض السودان..وأيضا الحركة الشعبية برغم عدالة قضيتها استعملت كثير من المظالم للوصول للعدل المنشود... وعدم احترامها لخيار الشعب والاحتكام للدميقراطية في 6/ابريل اعاد السودان للمربع الاول واتي بالجبهة الاسلامية... ولذلك طال بقاء الإنقاذ في عمر السنين ... ولا اخفي عليك إنا هنا اتهم الحركة الشعبية باستعمال دارفور ورقة من أوراق التفاوض وأشعلت لنا حربا سوف تأتي علي البقية الباقية من السودان شعبا وثروة وتكرر نفس الخطاء الماضي في ابريل 85 وتؤسس فعلا لدولة جنوب السودان بمساعدة الإنقاذ وسياستها الفاشلة... اخي العزيز بما اني من احد القبائل العربية في السودان ولكني لست سوي افريقي وانتمائي لافريقيا ليس تغني باغنيات الرائع وردي ... ولكنه انتماء للارض وللنيل ... وونسال اي افريقي هل يشك في انتماء الحبش والزولو لافريقيا وبنفس هذه الثقة الكاملة فاني انا السوداني العربي عرقا انتمي الي افريقيا دما ولونا... وحكاية الهوية هذه سوف تتضح بمزيد من السياسات الصحيحة ووتفعيل قوانين مواكبة لحركة المجتمع نحو التقدم والتحرر
الأستاذ الكبير.. من خلال محاضرة الأستاذ عبد الله شعرت بأنه يطرح فكرة السودان الصغير.. أو تكوين السودان علي أسس جديدة أو فيدراليه بصورة واسعة تعتمد علي المجتمعات... المهم الفكرة ليست واضحة لي بالكامل ولا استطيع أن اعبر عنها لان صاحبها لم يعبر عنها صراحة ...الرجاء تعليقك علي هذا الأمر لو تكرمت وكما ادعوا الأستاذ د. عبدا لله للتكرم بتوضيح هذا الأمر... من اجل الدراسة ومزيد من إلقاء الضوء عليه تحياتي لك الاستاذ الكبير وتحياتي للحضور الكريم واجمل وانبل الود للاستاذ منعم عجب الفيا
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الخاتم عدلان - يرد علي - عبدالله علي ابراهيم (Re: Agab Alfaya)
|
(كنت قد كتبت هذا المكتوب لتوي في البوست الأصلي الذي أورد فيه الأستاذ عجب الفيا محاضرة الدكتور عبدالله إبراهيم.. وربما كان المفترض بي منذ البداية أن أكتب المكتوب هنا إلا أني لم أقرأه إلا بعد ان أرسلت مكتوبي هناك.. والآن أنقله هنا)
مكتوب الأستاذ الخاتم أعلاه قوي بحق.. وقد أبان الفائدة من نقل مثل محاضرة الدكتور عبدالله إبراهيم هنا في هذا المنبر.. وهي ببساطة "لكي نقرأ ردودا مثل ردود الأستاذ الخاتم".. وليس في هذه المقولة ريح مجاملة للأستاذ الخاتم وإنما فيها إشادة بخطوة تتميز بكبير إتزان في الإتجاه الصحيح..
من أكثر ما أعجبني في مكتوب الأستاذ الخاتم نقطة التشبيه التي ذكرها بين موقف سقراط وموقف عبدالله إبراهيم.. وأحب أن "أجري بالكورة" أكثر في هذا الإتجاه..
مما يرد عن سقراط أيضا في رأيه عن من كانوا يسمون بـ"الحكماء" في زمانه.. يرد أنه قال "أنا أفوقهم علما بشكل كبير.. لأني أعلم أني لا أعلم شيئا.. وهم لا يعلمون أنهم لا يعلمون شيئا بعد".. ما أصدقها من عبارة!!..
وفي "أبولوجيا" التي ذكرها الأستاذ الخاتم في معرض رده أعلاه.. نورد أيضا موقفا متفردا لسقراط.. فسقراط في تلك اللحظة التي قال فيها تلك الكلمات الخالدات كان يعلم أن محاكمية الذين يحاورهم قد أضمروا قتله.. ولكنه قرر أن يقف أشرف المواقف في تلك اللحظات.. فطلب من الجمع أن لا يقاطعه أحد حتى يفرغ من كلامه.. ومن ثم راح يسرد في تفصيل شديد نقاط فهمه التي عاش يدعو لها.. وبتوضيح شديد حتى يعلم الجميع ما يقصده سقراط تحديدا.. ولم يشغله في تلك اللحظة شاغل الموت الذي ينتظره.. فأين نحن من وضوح سقراط اللغوي "المبالغ فيه" من تهويمات الدكتور عبدالله اللغوية الخجلة؟.. هذا بغض النظر- كما ذكر الأستاذ الخاتم- عن المقارنة بين شجاعة مواجهة الموقف وحيثياته في القصتين..
كما أن هناك نقطة أجد أني لا أتفق مع الأستاذ الخاتم فيها، في تفصيلها لا في جملتها، وهي قوله "لأن الأوطان تصبغ خصائصها وتعطي إسمها لكل الجماعات الوافدة عليها، وحتى وإن كانت وفادتهم تدشينا لعهد جهد جديد، ومرحلة تاريخية متطورة. وهي تعطيهم إسمها، وسماتها، وخيراتها، وتفرض عليهم واجبات حمايتها، وتصوغهم وفق قوانين اجتماعها، في نفس الوقت الذي تتسع لمواهبهم وثقافاتهم وألسنتهم وأديانهم أو تتبناها." واختلافي مع هذه النقطة لا يتعلق بمعرض الرد على طرح الدكتور عبدالله بقدر ما يتعلق بموضوع "التأسيس الصحيح لقضية الهوية السودانية".. لهذا قلت في البداية أن هذا البوست سيكون فاتحة لبوستات أخرى ستعقبه (آمل ذلك).. وسيكون أحد إتجاهات تلك البوستات هو "التأسيس الصحيح لمفهوم الهوية السودانية".. وفي هذا أجدني أطالب الأستاذ الخاتم بأن يستمر في الطريق الذي بدأ فيه بضربة موفقة.. ويفصل بشكل أكبر أسس مفهومه للهوية السودانية وطريقة تشكلها.. فقول أن "الأوطان تهب خصاشصها للوافدين عليها" فيه الكثير من عدم الوضوح.. ذلك أن الوطن الذي نسميه "السودان" اليوم، هو حصيلة تقسيم جغرافي لا يد لاهله فيه.. ومن ثم فإن مصطلح (الوافدين) نفسه سيكون من العسير وضع جماعات معينة تحت تصنيفه فيما يخص أرض الوطن السوداني.. وقد أكون لم أفهم الأستاذ الخاتم بشكل كافي في هذه النقطة.. لهذا طلبت منه ان يسهب أكثر في هذه النقطة.. ويستحب ان يكون ذلك في بوست منفصل..
مع خالص احترامي للأستاذ الخاتم.. وللقراء الكرام
قصي همرور
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الخاتم عدلان - يرد علي - عبدالله علي ابراهيم (Re: Agab Alfaya)
|
في البدء التحية و السلام لكل الاخوة المتداخلين في هذا الموضوع الهام و تحية خاصة للاخ عجب الفياالذي يتحفنا دائما بدرر الاعمال , كما اننا نخص بالتحية احد مصابيح النور في السودان الاخ العزيز الخاتم عدلان و نأمل منه ان يسمح لنا بمداخلة متواضعة في ما طرح من افكار قيمة ما احوجنا اليها في السودان و في هذا المنعطف الخطير الذي يمر به السودان و شعبه و سنحاول ان نتناول بعض الافكار بالتحليل و نطرح بعض التساؤلات على الاخ الخاتم عدلان لنري رأيه فيها لاننا نعتقد بأن بعض الجمل تحتاج الي توضيح و تفصيل اكثر.
تحدث الاستاذ الخاتم عدلان نقلا عن د/عبد الله علي ابراهيم قائلا لنا بأن الاخير يعتبر بأن السودان الشمالي هويته هي (الثقافة العربية الاسلامية) , و لكنه لم يوضح لنا ما هي هذه الثقافة العربية الاسلامية؟ و ما هي مكوناتها/عناصرها؟ و هل هنالك ثقافة عربية اسلامية متفق عليها في شمال السودان؟ ام انها خشوم بيوت ؟ و ما هو الفرق بين العرب كقومية قبل ظهور الاسلام و بين الثقافة التي اكتسبها العرب من قوميات شتي بعد (الفتوحات/الغزوات)؟ و لماذا نسمي الثقافات التي اكتسبها العرب بعد الهجرات /الفتوحات /الغزوات في صدر الاسلام او بعد ذلك بالثقافة العربية الاسلامية؟ الا يوجد اجحاف للامم التي دخلت الاسلام او ادخلت في الاسلام بعد الغزوات و الفتوحات عندما نختزل مساهمات هذه الامم في (الثقافة العربية الاسلامية )؟ و هل عندما دخل العرب السودان مثلا وجدوا هذه البلاد خالية من البشر و يسكنها الجن و بالتالي اصبحت هوية السودان الشمالي هي الهوية العربية الاسلامية, هذا التعبير الفضفاض الكبير و الصغير في ان؟ فهو كبير لانه تصحبه هيلمانة و زوابع و رعود , وهو صغير لانه يجافي للواقع المعاش في السودان الشمالي بالمفهوم الجغرافي الذي طرحه الدكتور عبد الله علي ابراهيم؟ و هذا موضوع نأمل من جهات الاختصاص الغوص فيه لفائدة الجميع. لان كسر رقبة الشمال الجغرافي في السودان ووضعة في علبة الثقافة العربية الاسلامية الضيقة عمل لا مبرر له و لا نقبله من اكاديمي سوداني في قامة الدكتور عبد الله علي ابراهيم , فهذه همبتة في وضح النهار و على رؤوس الاشهاد. فنحن لا نعرف عن ثقافة العرب قبل انتشار الاسلام غير رحلتي الشتاء و الصيف و قول الاشعار و دفن البنات على قيد الحياة و الاتجار بالبشر في الاسواق و منازلة بعضهم البعض لابسط الاسباب ...الخ و الكثير الكثير من الصفات السالبة, لذلك الحديث عن وجود ثقافة عربية اسلامية خالصة و خالية من تلاقح الثقافات الاخري حديث لا يسنده منطق و لا عقل. و حتي الحديث عن الثقافة الاسلامية ووصفهابأنها عربية خالصة لا يسنده دليل , بل كل المنظرين في الاسلام ليسوا لهم صلة دم بالجنس العربي , فلم نسمع بالامام ابو سفيان بن حرب و لا الامام خالد بن الوليد !! و نرجو من الخاتم ان يسترسل في هذه النقطة لاننا نعتقد بأنه قد مر عليها مرور سريع و لم يقتلها بالحوار.
لا نتفق مع الدكتور عبد الله علي ابراهيم بأن العقاب سيطالنا جميعا سكان الشمال لاننا شيء واحد , فنحن لسنا شيئا واحدا , فهذا ظلم ما بعده ظلم , فما هي علاقة د/علي فضل رحمه الله بعمر البشير من حيث سلوك الاثنين ؟ فنحن لم ندعوا الي اعلان الجنوب ارض محروقة تحشد لها الجيوش و تدق لها الطبول و تعقد لها الزيجات على بنات الحوار , صحيح هنالك بعض الفوارق غير النوعية بين قيادات الجبهة الاسلامية و بين قيادات معظم الاحزاب السياسية الاخري و لكن لا يمكن ان نضعهم في مقعد واحد مهما كانت الاسباب فهذا ايضا عمل لا يخلو من الظلم بهدف الوصول الي نتيجة موضوعة سلفا وهي ان شمال السودان ماركة واحدة . فاذا قبلنا تعبير (الجمهوريين الشماليين) على علاته لاننا لا نعرف حتي الان و ربما نكون على خطأ من امرنا جمهوريا جنوبيا او جمهورية جنوبية, فما هو المبرر لتعبير اليسار الشمالي ؟ فما هي علاقة اليسار بالشمال ؟ و هل كان كارل ماركس من قبيلة الجعليين او قبيلة الشايقية في شمال السودان حتي يقول الدكتور هذا الكلام ؟ و هل استعرب اليساريون الشماليون السودانيون العرب الجدلية المادية و نسبوها للمك نمر حتي نتحدث عن اليساريين الشماليين لكي نصل الي دعوة ان الشمال حاجة و احدة؟ ما هذا المنطق الغريب ؟ اما الحديث عن ان ما قامت به الجبهة الاسلامية ليس اسوأ مماقامت به كل الاحزاب الاخري , فهو حديث لا نملك الا ان نقول لا حول و لا قوة الا بالله , فكيف يحكم هؤلاء الناس بين الناس ؟ فهذا كلام لا يحتاج لاي دليل لتفنيده , فلينظر الدكتور عبدالله الي ما الت اليه احوال الناس في السودان , و لينظر الي عدد القتلي من السودانيين منذ مجيء الانقاذ و ليقول ما يقول بعد ذلك اذا لم يوبخه ضميره, فامرنا الي الله حينها. لا نعرف شيء عن الشفرة التي يتحدث عنها الدكتور عبدالله ,فربما يتحدث عن شفرة البنوك و همبتة المال العام باسم الله من قبل ناس الانقاذ , اما الحديث عن شفرة اخري لا يخلو الا ان يكون هو نفسه شفرة , فندخل انفسنا في شفرات هي اصلا ليست بشفرات و انما امور واضحة و جلية , فلماذا الحديث عن شفرات في ظل وضوح الامور للناس يا دكتور عبد الله؟ فمالمطلوب من الدكتور عبد الله كما نعتقد هو فك الشفرات للناس ان وجدت لا ادخال الناس في شفرات غير موجودة اصلا , لذلك نستغرب لهذا المنهج غير السليم.
لا ندري ماذا يقصد دكتور عبد الله بقوله بأن القومية العربية الاسلامية خلقت وطنا اكبر منها و لذا يجب عليها ان تصغر وطنها ليتطابق مع ذاتها و ان تترك ما عداها لمن لا ينتمي اليها!! فهذا و الله العظيم كلام لم نسمع به من قبل فهو دعوة اكثر من صريحة للانفصال تحت اسباب لا تقنع احد , فالناس يا دكتور لا تحتاج الي اصل عربي اسلامي او غير اسلامي و انما هي في حاجة ماسة للخبز و الكهرباء و التعليم و الصحة والحرية , و كل هذه الاشياء لا تتوفر في الثقافة العربية الاسلامية لا في السودان و لا غير السودان من الدول العربية , فلماذا الهروب من مشاكل الناس الاساسية و البحث عن مشاكل لا تفيد الناس في شيء؟ فما هي علاقة عمرو بن العاص بتوفير الكهرباء في الحاج يوسف ببحري؟ و ما هي علاقة عمر بن الخطاب بمجانية التعليم في السودان ؟ ناهيك عن علاقة مستعربة شمال السودان بهذه البرامج الحياتية الملحة , اما حديثك يا دكتور عن كبر وطن القومية العربية الاسلامية في السودان , فهو حديث جد محير لان الذين يدعون للقومية العربية خارج حدود السودان يقولون لنا بأنها من المحيط الي الخليج , فايهما اكبر مساحة قوميتك ام قومية من بليبيا و غيرها من الدول العربية؟ اما انك تريد ان تفصل لك قومية عربية اسلامية صغيرونة و على مقاسك فامر مدهش و لا ينسجم مع الواقع في السودان . فالمسألة ليست مسألة كبير او صغير و انما مسألة وجود برامج تلبي طموحات كل الناس بغض النظر عن شيء اخر , وهذه البرامج لا دين لها و لا قومية لها .
و لا ندري ايضا لماذا طلب دكتور عبد الله على من الناس الدخول في نظام الانقاذ حتي لا يروه من الخارج !! و لماذا لا يطلب الدكتور عبد الله من الناس فكفكة نظام الانقاذ و رميه ارضا و بناء نظام يلبي طموحات كل الملل و النحل في السودان , فايهما افيد للناس يا دكتور عبد الله الفكفكة ام الدخول في الانقاذ و الذي لا يعني شيء غير الهروب الامامي من المشكلات , وهو لا يخلو ايضا من عملية ان يلبد الناس ويندسوا تحت سقف منزل لا يحمي الناس من الزوابع و الرعود , اما اذا ما نزل المطر فهو ساقط لا محالة هذا هو برج الانقاذ الذي نعتقد بأن برج الحمام اقوي منه في كل شيء . اما حديث الدكتور عبد الله عن الهوية و الشريعة الاسلامية حديث يحتاج منه الي تفصيل اكثر , فما هي الهوية في السودان؟ و هل اتفق الناس عن تراضي بينهم على هوية محددة ام المسألة تحتاج لنقاش؟ و هل من حق بعض الناس تحديد هوية السودان بمعزل عن الاخرين ؟ و ما هي الشريعة الاسلامية ؟ هل هي الحدود ام هي شيء اخر غير ذلك؟ و هل الشريعة هي الدين ام الدين المطلق شيء و الشريعة الاسلامية شيء اخر ؟ و هل الشريعة هي الشارع المؤدي الي الدين ام الدين هو الشارع المؤدي الي الشريعة ام لا هذا و لا ذاك؟ و هل الشريعة ثابتة ام متغيرة على حسب الزمان و المكان و احتياجات الناس في زمان و مكان محددين و مختلفين؟ و من من حقه ان يقول هذه شريعة و هذه ليست شريعة ؟
اما حديث الشريف زين العابدين الهندي عن الشناة التي اتته من زواج الافريقيات , فهو حديث لا جديد فيه و لكننا نقول للهندي ان الشناة هي شناة الطبع و العمايل و الفعايل وليست هي شناة المظهر الخارجي للانسان و انما شناة الاعمال القبيحة و لا نعتقد بأن هذه الاعمال القبيحة التي حدثت للوطن كانت بسبب هذه الزيجات من الافريقيات , فمعظم قيادتنا ما شاء الله عليها اخر (وسامة مظهر و اخر هندام ) و لكن الجوهر خال من الجمال و هذا ماتؤكده اعمالهم في اهل السودان , لذلك قول الهندي هذا قول اخرق لا يفيد السودان في شيء.
لا يمكن ان تتحدث هذه القيادات يا الخاتم عن (شجرة نسبها) السوداني , لانهم يعتبرونها كشجرة الزقوم , و ان سلطتهم الزمانية و المكانية مربوطة بأخفاء هذه الشجرات , فلا نحلم بتصريح يوضح لنا شجرات نسب هذه القيادات التي ذكرتها , و سيحاولوا ذكر اسم الشجر الكبار لان فيه صمغ السلطة و غيرها كثير , اما مقارنتك يا الاخ الخاتم مابين سقراط و دكتور عبد الله فلا مبرر لها , لان اتباع منهج الجمع بين الشيء و ضده في نفس الوقت منهج عتيق في السودان , هلك بسببه الناس و الزرع و الضرع و الدواب و ربنا يعوضنا في هؤلاء .
اما حديث الاخ الخاتم عن سيرة عبد الله علي ابراهيم الاولي يوضح لنا كما نعتقد مدي صدمة الخاتم في الرجل و لكننا نقول له هل تؤمن بتقلب البشر في هذه الدنيا ؟ و ما على الناس الا ان يتحملوا مسئولياتهم , و ليكن شعب السودان كله ابي حنيفة النعمان عندما مدد رجليه في الحادثة الشهيرة , و على الخاتم عدلان وامثاله و هم/ن كثر انارة الطريق للناس و تلك مهمة شاقة و لكنهم/ن لها .
اختم مداخلتي هذه بحديث الخاتم عدلان عن تنافس اللغات في السودان فهو حديث العارفين , و ان كنا لا نعرف ماذا يعني اهل السودان عندما يقولون بأن هذه لغة و هذه رطانة ؟ و ما هي مقاييس اللغة ؟ و ما هي مقاييس الرطانة ؟ فاذا افترضنا جدلا بأنهم يقصدون بالرطانة اللغة التي لا يعرفونها , لماذا لا يقولون لللغة الانجليزية مثلا هذه رطانة؟ ام ان الامر لا يخلو من استحقار و استعلاء لا مبرر له و لك كل الود, الاستاذ الخاتم عدلان و نرجو منك ان تتقبل منا و من معك هذه الخربشات في هذا الموضوع المهم .
برير اسماعيل يوسف المملكة المتحدة 19/07/2004
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الخاتم عدلان - يرد علي - عبدالله علي ابراهيم (Re: Agab Alfaya)
|
الأخوة تولوس وقصي وبرير شكرا لمساهماتمكم القيمة، وأرجو أن تعذوروني لأنني لا أستطيع التعليق عليها بالسرعة التي تتوقعون نسبة للظروف المعروفة. ولكنني في نفس الوقت أعد بالتعليق عليها جميعا، أثناء الفترة الصباحية جدا، بتوقيت هذه البلاد. فأنا من أصحاب البكور، ولكني لا أرى من حقي، لهذا السبب، أن أغير ساعة البلاد كلها، لتوافق أوقات صحوي، كما يفعل حكامنا في السودان. وليصدقني الصديق عسكوري عندما أقول أنني لم اصم عن الكتابة في يوم من الأيام. دمتم
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الخاتم عدلان - يرد علي - عبدالله علي ابراهيم (Re: Agab Alfaya)
|
هذا مقال ملحمي..
شكرا لك يا منعم.. والتحية والقومة للأخ الخاتم..
Quote: • إن حقائق الواقع الماثلة تقول أن الاغلبية الساحقة من شعب السودان تكره الإنقاذ، لأسباب أقوى بكثير من تلك الأسباب التي تحمل بعض الشعوب على كراهية حكوماتها. والاغلبية الساحقة إن كرهت نظاما سياسيا فإنما تسقطه ولا تدخله. وهذا هو الطريق الذي يسير فيه شعب السودان حاليا، بعد أن ساعدته الحركة الشعبية لتحرير السودان على قطع نصف الطريق. ومهما تغيرت الأساليب فإن الغاية واحدة، وهو إسقاط نظام الإنقاذ وتفكيكه طوبة طوبة، طال الزمن أم قصر. |
وإذا كان لي أن أضيف فسأقول: ليس فقط إسقاط نظام الإنقاذ وتفكيكه، وإنما هزيمة الفكر السلفي المتخلف، والفهم العنصري الاستعلائي البليد..
وأخشى ما أخشاه أن يكون للدكتور عبد الله علي إبراهيم "كشك" يريد أن يعمل له ألف حساب.. ففي أحد مقالاته وصف دهاء أحد أقاربه في الأبيض، وكان يملك كشكا، ماذا يهمه في التغيير الحكومي الذي حدث فقال: "أهم حاجة كشكي دا"..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الخاتم عدلان - يرد علي - عبدالله علي ابراهيم (Re: Agab Alfaya)
|
الأخ العزيز قصي همرور:
أشكر لك عباراتك اللطيفة. وأنا سعيد جدا باهتماماتك بتاريخ الفلسفة وأعلامهاوعلى رأسهم سقراط، خاصة في زمن تطأفيه حوافر خيول البرابرة نبتة التفلسف الغضة في السودان. نعم لم أشأ أن أذهب بالمقارنة بين الموقفين إلى ابعد مما يقتضيه السياق، ولكن سيرة سقراط تقول لنا الكثير عن الناس والمباديئ. وقد قال بعض مؤرخي الفلسفة أن دفاع سقراط كان دفاعا سيئا من الناحية القانونية، ولذلك حدثت في محاكمته حالة لا سابق لها، وهي أن الذين وافقوا على عقوبة الإعدام، من أعضاء المحكمة البالغ عددهم خمسمائة من "الأحرار" الأثينيين، كانوا أكثر من العدد الذي وافق على إدانته في البداية. والطبيعي هو أن يكون عدد الذين يوافقون على أقصى عقوبة وهي الإعدام، أقل من عدد الذين أدانوه في البداية. وهذا يعني أن مسلك سقراط بعد صدور إدانته أقنع مزيدا من القضاة، بأن هذا الرجل يجب أن يختفي من الأنظار كليا، فغيروا موقفهم لحظة النطق بالحكم. بكلمات أخرى هناك أشخاص عارضوا إدانة سقراط في مرحلة النطق العام بالحكم: مذنب أم غير مذنب، أو امتنعوا عن التصويت ولكنهم صوتوا مع إعدامه رغم موقفهم ذاك! من هذه الناحية كان دفاع سقراط سيئا من الناحية القانونية. ولكنني أقول أن دفاعه كان عظيما من الناحية الإنسانية، لأنه شاء أن يرفع قيمة الحقيقة ولو على حساب نفسه ورقبته.وماذا كان يمكن أن نقول عنه اليوم لو اختار أن يقدم لقضاته ما كانوا يرغبون فيه، وهو التوبة والإعتذار. وحتى بعد ذلك فإنه رفض عرض أصدقائه ومنهم أفلاطون، بتهريبه من السجن، وكان ذلك ممكنا، كما أن كان سيلحق بأثينا ضررا فادحا لأنه كان يمكن أن ينضهم إلى عدوتها اللدودة: أسبارطة. ولكنه اختار أن يتناول الهيملوك، لأنه كان يعتقد أنك يجب أن تتحمل نتيجة أفعالك وأن تقبل القوانين حتى إذا لم تكن موافقا عليها. وربما نتفق معه هنا أو لا نتفق، ولكن ليست هذه هي المسألة، المسالة هي أن المبدأ، طالما ظل صاحبه مقتنعا به، يكون دائما مقدما على الرقاب. أما ما قلته عن الهوية، فأوافقك كليا على تناوله في بوست خاص به، وهذا ما سأفعله بمجرد الفراغ مما أنا عاكف عليه حاليا. والتحذير الوحيد هو أنني ربما لا أتمكن من فعل ذلك بالسرعة التي تتوقع. وأوافقك على أن عبارتي حول العلاقة بين الأوطان والجماعات الوافدة عليها تحتاج فعلا إلى شرح. وسأقول حولها كلمات قليلة، لأعود إليها مرة أخرى بتفصيل. إذا وفدت جماعة من المكسيكيين على الولايات المتحدة، وهذا مجرد مثال، فإن هذه الجماعة الوافدة تصبح أميركية من حيث هويتها الجامعة مع بقية الأميركيين. وصيرورتها أميركية متعددة الأبعاد: من الناحية السياسية تصبح لها حقوق محددة، لا يملكها أبناء عمومتها الباقين في المكسيك، الجنسية، واجبات المواطنة وحقوقها، الإشتراك في الإنتخابات العامة والمحلية، الإشتراك في الروابط الإجتماعية، بما فيها رابطة ذوي الأصول المكسيكية في الولايات المتحدة. من الناحية الإقتصادية، يكون لها حق العمل والإستثمار والضمان الإجتماعي والمعاش، وغيره، من الناحية الإجتماعية لها حق التعليم والرعابة الصحية، ومن الناحية الثقافية تدخل في نسيج القيم الأميركية، سواء كانت قيم المجرى العام او القيم الجديدة والمعارضة التي تحاول أن تكسب الرأي العام. وسيكون الأمر كذلك حتى إذا قرر نصف سكان المكسيك الهجرة إلى الولايات المتحدة وسمحت لهم الأخيرة بذلك. ولكن أميركا التي استقبلت المكسيكيين لن تكون هي ذاتها أميركا التي سبقت وجودهم، فهي ستأخذ منهم أشياء كثيرة جدا في كل المجالات التي حددناها سابقا، ولكن دون أن تفقد شخصيتها الأميركية. اي أن أميركيتها ستغتني بدخول المكسيكيين، ولكنها لن تنتفي. نفس ما نقوله عن الأميركيين يمكن أن نقوله عن العرب الذين يهاجرون إلى الولايات المتحدة، وأنا أقول العرب ولا أريد أن أدخل حاليا في نزاع حول مفهوم العروبة. فهم عندما يذهبون إلى هناك لا يقولون أن أميركا صارت عربية. ولا ينشأ نزاع بينهم وبين الوطن الجديد، إلا في إطار توسيعه ليشمل جوانب في حياتهم وشخصياتهم يرونها ضرورية لوجودهم. ولو قرر نصف سكان الدول العربيةأن يهاجروا إلى الولاياالمتحدة، وواقفت الولايات المتحدة على إستقبالهم، فإنهم لن يزعموا مع ذلك أن أميركا صارت عربية. هذه مسائل تحدث بصورة مستمرة، وجوهرها أن الوطن الأميركي يصبغ على الوافدين عليه صفته الجامعة فيكونوا أميركيين، ويغتني الوطن بوجودهم ويأخذ منهم وربما يتبنى لغاتهم وثقافاتهم، كما تبنى من قبل لغة الغزاة البريطانيين. في مرحلة تاريخية سابقة ساد المفهوم الإمبراطوري، وهو أن الأراضي التي تفتحها جيوش الإمبراطورية تصبح جزء منها وتأخذ إسمها وتكون بعضا من أقاليمها. ولكن إنهيار الإمبراطورية يؤدي إلى أن تسترد هذه الدول إستقلالها وتستعيد شخصياتها واسماءها، دون أن تتنكر بالضرورة لما أخذته عن ممثلي تلك الإمبراطورية من نظم للحكم أو ديانات أو ثفافات ودون أن تطرد أي فرد لأنه كان ممثلا لتلك الإمبراطورية. إن إنهيار الإمبراطوريات يتمثل أساسا في قطع الصلات السياسية بين الأجزاء السابقة، وتمزيق الغلاف الإمبراطوري الذي كان يوحدها جميعا. وهذه قضايا سأفصلها فيما بعد، مطبقا لها على السودان، وعلى القومية العربية. المهم أن مفهوم الوفادة، لا يعني عندي قابلية الطرد بأي حال من الأحوال، وإنما هي مرحلة في الصيرورة السياسية والثقافية والإجتماعية يجب أخذها في الإعتبار في حدود العلاقة مع الوطن الجديد. ومن الطبيعي أن مفهوم الوافد لا ينطبق على الجيل الثاني من هؤلاء الناس أنفسهم، إذ يصيرون جزء عضويا من الكينونة الجديدة، التي لا يمكن تعريفها بمعزل عنهم إلا من قبل أولئك الساعين للفتنة الوطنية. وفي نفس الوقت فإن محاولة الوافدين إعادة تعريف الوطن ليكون حصرا عليهم، لا يقوم بها إلا أولئك الساعين للإبادة الجماعية. وأرجو أن يكون في ذلك بعض التوضيح، وليس كله بطبيعة الحال.وآسف لأية أخطاء مطبعية لن تفوت على فطنة القراء
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الخاتم عدلان - يرد علي - عبدالله علي ابراهيم (Re: Khatim)
|
الاستاذان الخاتم وعجب الفيا زاكيات هي تحياتي سدد الخاتم ضربة موجعة لفكرة عبدالله المركزية في محاضرته تلك وأعني الشفرة الثقافية.و لعل الإنقاذ بهذا الفهم كان اشبه بالكشر المفتاح النوبي الخشبي في بيوت شمال السودان فالشفرة الثقافية هي القفل والمفتاح معاً ما أن يحين وقت حتى ينسل المفتاح خرجاً في إنقلاب انقاذي او غيره تاركاً التعاريج الداخلية أي المقابل السلبي لشفرة المفتاح الايجابيةممثلة للشعب كله.بهذا الفهم نصبح انقاذيين سلبياً حتى لو قلنا الروب حسب فهم عبدالله لمآلاتنا. قال الاستاذ عبدالله على براهيم في محاضرته تلك .. لو كنت في اليسار فأنت تنتمي لنظام البشير . أرى أن نقسم افكار عبدالله لقسمين قسم نستعجب فيه من موقفه من النظامالقائم في السودان وقسم نحلل فيه أفكاره عن الهوية . واقول نستعجب من موقفه لان نظام الإنقاذ أصبحت اسلاكه عارية للغالبية العظمى من شعبناولذا فان الدفاع عنه بمنعرج اللوا يدعو للعجب. استند عبدالله على حجة نسبها لستيف بيكو القائد من جنوب افريقيا قال عبدالله إن بيكو خاطب البيض الذين جاءوا لينضموا للمؤتمر الافريقي قائلاً أول حاجة تحرروا من امتيازاتكم دا شرطنا لقبولكم في وسطنا. اعتقد ان العلاقة بين بيض جنوب افريقيا وسودها ممن يحملون فكرا مضادا للفصل العنصري هي اعقد بكثير من هذا الابتسار وقد كتب عنها الكثيرون من قادة جنوب افريقيا ولبس هذا مقام البحث عن تلك الكتابات وتثبيتها هنا . واستند عبدالله على هذه الفكرة فقال ان الشماليين السودانيين يجب ان يتحرروا من امتيازاتهم وضرب لذلك مثلا بالكشات فهم انما يمرون أمام بوليس الكشات بوجه شمالي. ولا أدري كيف يتحرر الشماليون من إمتيازاتهم في الكشة ؟ هل ترى يسلمون أنفسهم لبوليس الكشة قرب ميدان أبي جنزير طواعية وهم يتصايحون حررونا من امتيازاتنا أم ان الكشة كانت ستختفي من ضربة البداية لو حلت بالسودان حكومة وطنية تحلم بها انتفاضاتنا جميعها بمجرد انفاذ قانون يساوي بين المواطنين وتطبيقه بواسطة من يحسنون ذلك التطبيق؟.ثانياً هل يتساوى الشماليون جميعاً في موقفهم من الكشات؟ إن كان الأمر كذلك فمن أين جاء منفذوا الكشات أم ان هذه فئة ثالثة لا ترغب في التحرر من امتيازاتها؟ في صبيحة الثلاثين من يونيو قرات مقالاً لعبدالله نشره في الخرطوم الصحيفة ينتقد فيه الألمان لأنهم سمحوا لجون قرنق بدخول قبة البرلمان الألماني وينعى عبدالله على هذه الدولة الديمقراطية الغربية كونها تسمح لشخص شمولي ويكرس للديكتاتورية مثل قرنق بدخول البرلمان ووقع عبدالله على مقاله باسم منظمة أعتقد انها المنبر الديمقراطى تحت التاسيس وهي جمعية للديمقراطية كان سيدعو لها لولا الإنقاذ لأن سلسلة تلك المقالات توقفت وقتها . لكن الداعية لتاسيس منبره الديمقراطي سعى وديمقراطيته الفريدة معه لمنابر الإنقاذ الشمولية حين دعوه للمشاركة في مؤتمرات الحوار بعد مقاله ذاك بأقل من شهر . وهكذا سعت الشمولية نحو الديمقراطية في حالة جون قرنق وسط سياط عبدالله الإنتفادية بينما سعت الديمقراطية نحو الشمولية وفق ما فعل عبدالله وسط ذهولنا واستغرابنا فالاستغراب هو المرحلة التي يبطل فيها النقد وجوباً أما الهوية فأتمنى أن يتم فيها تحليل خطابات عبدالله منذ تحالف الهاربين وما قبلها وبعدهاوقبل ذلك يجب تفكيكها وترك ما للمنطق والعلم للعلم وما للمجاز والصور الشعرية لاستمتاعاتنا . فأفكار عبدالله حتى النقدية منها تبدو لي بسيطة ان ذهب عنها بهاء اللغة التي أعتقد انه يمتلك ناصيتها. وبعض مقالات عبدالله معلقة في عناوينها الداوية .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الخاتم عدلان - يرد علي - عبدالله علي ابراهيم (Re: Agab Alfaya)
|
أشكرك جزيلا على اهتمامك وملاحظاتك. وأقول أنني لم أوافق عبد الله علي إبراهيم على أننا في الشمال، هكذا بإطلاق وتعميم، مسئولون عن الحرب والتهميش الذي حاق بالجنوب والجنوبيين. بل عارضت مقولته تلك معارضة قوية، لأنه يرمي بها إلى تخفيف المسئولية عن الإنقاذ بمساواة الإنقاذ بنا جميعأ ومساواتنا كلنا بالإنقاذ، وتفريق دماء الجنوبيين فينا، وطمس حدود المسئولية بصورة تخفي الجاني وتزيل كل الآثار الدالة عليه. وهذا نفسه ليس جديدا على عبد الله، فقد حاول من قبل أن يرفع عن الجبهة الإسلامية مسئوليتها عن اغتيال الأستاذ محمود محمد طه، وأشار في أغلب كتاباته في هذا الموضوع أن الجبهة ليست مسئولة عن تلك الجريمة، رغم أنه اضطر أن يقول في نفس الوقت، أن الترابي وصف الجريمة المنكرة، جريمة اغتيال الأستاذ محمود، بأن ذلك كان ذبحا عظيماورغم أن الجبهة حاولت في عدة مرات سابقة إستصدار حكم بردة الأستاذ محمود وفشلت في ذلك، وعقوبة الردة كما يعلم عبد الله هي الإعدام، وأن الجبهة نفسها كانت حليفة للنميري وهو ينفذ تلك الجريمة، وأن القضاة القصابين الذين حكموا على محمود كانوا من أعضاء الجبهة، وأن الترابي نفسه، وكل أساطين جبهته كانوا حاضرين في ساحة الإعدام يهللون ويكبرون والغين في الدم الذي أراقوه. ونسبة لأن حصيلة عبد الله من المنطق ضئيلة، وأقول ذلك من وحي كتاباته كلها تقريبا، فإنه لم ير تناقضا، بين شهادته في صالح الجبهة الإسلامية وشهادتها هي الدالة على " كسبها" الكبير المتمثل في تلك الجريمة. كما لم يضع حسابا لكل هذه الحقائق التي ذكرتها.وموقف عبد الله من كتاب مذبحة الضعين، الذي أصدره الأخوان الدكتوران عشاري أحمد محمود وسليمان بلدو، معروف كذلك، وهو تحويل الجريمة المنكرة التي ارتكبت ضد الدينكا هناك، إلى مجرد "أداء" قبلي عادي خاص بالرزيقات. وغير ذلك. ما أقوله أنا، وما أشرت إليه في حدود السياق، في مقالتي هذه، هو أن الطغم الحاكمة في الشمال، هي المسئولة عما حاق بالجنوب، وما حاق ببلادنا كلها من حروب وخراب ودمار. ولكني حرصت في نفس الوقت أن اقول أن الجبهة الإسلامية وشلويها الحاكم والملفوظ، ذهبت بالحرب والدمار في الجنوب، إلى حدود لم يسبقها عليها أحد. وأنها على هذا الأساس تتحمل مسئولية أفدح من كل من عداها. نتحمل نحن مسئولية أدبية بقدر فشلنافي معارضة هذه الحرب. وهنا يمكن للجميع أن يطرحوا مواقفهم، ومن له فضل معارضة الحرب والتهميش يثبت له ذلك الفضل. وهذا أيضا ما يعارضه عبد الله، لأنه يقول أنه لا توجد فرقة ناجية فيما يتعلق بالجنوب، وهو تزوير فظ للتاريخ السياسي السوداني المعاصر. الإعتذار للجنوبيين ليس مسألة شكلية، ولا يتمثل في كلمتين تقالان في محاضرة عامة، بل تتمثل في أن يتحمل المسئولون مسئولياتهم. فلا يكفي مثلا أن يقول الصادق المهدي للجنوبيين أننا أخطأنا في حقكم، في نفس الوقت الذي يدافع عن كل عدوان قامت به الحكومات التي قادها ضد الجنوبيين. يجب أن تكون المسئولية محددة، عن أعمال محددة. ومع أن القائمة في هذا الشأن طويلة، إلا أنني أخص على وجه التحديد ما حدث للشيوخ الجنوبيين في اويل بعد الزيارة التي قام بها الصادق وكان رئيسا للوزراء،إلى تلك المدينة. فقد اغتيل هؤلاء الشيوخ بعد مغادرته المدينة مباشرة. هذه هي الأعمال المحددة التي يجب أن تثبت المسئولية فيها ويتم الإعتذار عنها. أما قولك بأن جيلكم لم يشهد ما حاق بالجنوب، فهو قول أدهشني، لأن الخراب الأعظم الذي حاق بالجنوب حدث على يدي الجبهة الإسلامية المعاصرة ما تزال. لك الود
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الخاتم عدلان - يرد علي - عبدالله علي ابراهيم (Re: Agab Alfaya)
|
الاستاذ الخاتم عدلان تحية طيبة وبعد:
صحيح ان النخب الشمالية باطيافها المختلفة ولاسيما النخب الثقافية -كانت في الاعم- موقفها تابع للسياسي اكثر من تخليص الذمة امام الموقف "زلزال الجنوب ومعاناة اهله" وهي عقدة ذنب تتحلمها القوى السياسية الشمالية ايضا..
وسؤالي هنا الى اي مدى راهنت حركات التمرد بالجنوب السوداني انانيا ون/ وانانيا تو/ واخيرا الحركة الشعبية/ على الكنيسة العالمية في استحصال دعم لوجتسي متمثل في السلاح وخلافه.. وتداعيات ذلك على المشهد السوداني الجمعي... واستبعاد "الايغاد" لاي دور عربي لحلحلة المشكل علما ان الدور العربي اصلا كان وما زال مقترا على السودان؟؟؟ الا تتفق معي ايضا ان بعض الجنوبيين اكثر انتهازية من الشمال ويبدو هذا واضحا في مكاسب نيفاشا؟؟؟؟
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الخاتم عدلان - يرد علي - عبدالله علي ابراهيم (Re: محمود الدقم)
|
الاخ محمـود دعني اخالفك في ما اوردته. علي غير ما تقول الحكومات السودانيه المتعاقبه عن الحركات الثوريه في الجنوب وتصفها بانها تمرد ( وللاسف) استخدمت انت نفس التعبير، فانا ( مثلا) واعتقد ان هنالك كثيرون غيري ينظرون الي ما حدث ويحدث في جنوب السودان بانه ثوره ضد الظلم وضد التهميش وضد الاستلاب. وللاسف ظل كلمة (التمرد) تطلق علي ثوار الجنوب بتعالي لا يدانيه تعالي وهذه الكلمه تحمل في داخلها صلب المشكله، وتعني عدم الاعتراف بالمشكله ابتداء وهذا مربط الفرس في السياسه السودانيه. فبالرغم من أن الحكومات الشماليه عقدت منذ ستينات القرن الماضي الكثير من الحوارات ،( مؤتمر المائده المستديره) ثم اتفاقية أديس ابابا لا حقا بجانب العديد من الحوارات المعلنه وغير المعلنه وصولا لانفاقيات نيفاشا – وهذا اعتراف واضح بالمشكله – إلا ان الحكومات تعود دائما للمربع الاول باستخدام هذا التعبير. ولا يتستقيم عقلا ان تقبل الحكومات وتناقش وتتفاوض مع مجموعه من الناس (ايا كانوا)، ثم تعود وتقول بانهم متمردون. ان مبداء التفاوض يا اخي محمود يعني إبتداء وضمنيا( الإعتراف) بالمشكله وان صاحبها غير ( متمرد) وان له قضيه وحقوق مشروعه يكافح ويقاتل من اجلها. ولان الدوله في السودان منهاره والقضاء تعيس ومنهارهو الاخر ولا يجود دستور ولا قانون في السودان، ظلت الحكومات المتعاقبه في السودان منذ 1956 حكومات تفتقد الشرعيه ( يشمل ذلك حتي الحكومات التي يسمونها ديمقراطيه). لذلك فان استخدامك لكلمة ( التمرد) استخدام غير سليم وتنسحب عليه تبعات كثيره يضيق المجال لحصرها هنا، ادناها انك تعترف بشرعية الحكومات التي قامت في السودان منذ 1956 ( وليس استقلاله). وارجو ان نجد الوقت لمناقشة هذه الناحيه. بالعوده لموضوع الدكتور عبد الله علي ابراهيم، اعتقد ان الرجل ليس نسيجا وحده، فكثيرون هم الذين يعرفون النصوص والمراجع ويحفظونها حفظا ولا يترددون في مخاطبة الجماهير بـ ( هللويا) بعضهم درس في اعتي الجامعات، ولكنهم في سبيل السلطه والجاه لايترددون في اظهار جهلهم بل يأتون باشياء لا يأتيها حتي الاميون من البشر، مع فائق احترامي للامين في السودان، فقد اثبتوا انهم اكثر علما وحصافة من الكثيرين ممن يسمون ( حملة شهادات) ( وهم فعلا حملة شهادات وليسوا متعلمين)
عبد الله علي أبراهيم ( مجسم) رائع للرجال من شاكلته الذين يعرفون الحق ولا يتبعونه، وهم كثر للاسف عندنا في السودان، وهذه المجموعه هي التي أوردت البلاد المهالك. ولا فائده من الانسان المثقف لمجتمعه إن كان بلا مبادئ اساسيه تحكم حياته العامه بصرامه متناهيه لايحيد عنها مهما بلغ به العنت واشتدت عليه الخطوب. فمثلا لا ينفع ان تكون ( نص) ديمقراطي!! فإما ان تكون ديقراطي 100% أو تصبح شئ اخر، وكما اثبتت التجارب العديده في السودان ان الكثيرون من ( المثقفاتيه) لديهم درجه- للاسف- (عاليه) من القبول بالمساومه في مبادئ الديمقراطيه، ويتطلع الكثيرون منهم ( للوزاره) لا يهم تحت أي نظام وفي أي وضع كانت. وقد اثبتت تجربة نميري ونظام البشير ان الدكتاتوريات في السودان تستمد أفكارها الاولي من ( المثقفاتيه) ويوفر لها الكثيرون منهم الوقود الكافي للاستمرار. وتاتي محاضرة الدكتور هذه في اطار البحث عن وقود لنظام فاشستي فقد كل اسباب بقائه ولا محاله زائلا، ولكن الدكتور ذهب يبحث عن مبررات اخري ( مدد) لا ستمرار النظام، وقد راينا استخدام ( كرت) (العرق) في دارفور ولكن الدكتور لا يتحفنا بموقفه من قضية الصراع العرقى في دارفور او اين يقع اهل دارفور في تصنيفه( للعربواسلاميين).
مثال اخر ( للمثقفاتيه) يمكن استعراضه بعجله علي ذكر دارفور هو حسن مكي الكادر الجبهجي المعروف. كتب الرجل في الراي العام عن دارفور يقول ( وكيف يعالج الازمه من تسبب في تفاقمها وعمد الي التضليل وحجب المعلومات .... ويمضي ليقول متحدثا عن موضوع اعداد اللاجئين والنازحين ..( أن كانت المعلومات المتداوله حقيقيه فان السلطه الموجوده لا تملك من الناحيه السياسيه أو الاخلاقيه مبررات دفاع من استمساكها بالسلطه) ( حسن مكي الراي العام 20-07-04)
هذا هو نفس الرجل الذي كتب في نفس الصحيفه ( إذ ليس ثمة بديل للانقاذ إلا الانقاذ) ( الراي العام 30-06-02). وقد كتب قبل سنوات بعد انشقاق ( القصر والمنشيه) معلقا علي قرارات البشير ( صحيح ان قرارات الرئيس الاخيره لا دستوريه ولا لائحيه ولا تسندها روح مؤسسه ولكن اين كانت المؤسسه حينما كانت قيادة الباطن توقع علي كتاب رئيس الجمهوريه بما تشاء ثم يمهره الرئيس بخطه، ما اراه هو أن الرئيس كان متسقا ومنطقيا مع الطريقه التي كانت تدار بها أمور الحكم في السنوات المنصرمه والتي اصبحت النخب مجرد جوقه للتهريج والاخراج) ( الراي العام 11-05-2000 ) ( التشديد من عندي). فبالرغم من اعتراف الرجل بدور التهريج والاخراج عاد واصر بعد حوالي العامين علي نفس الدور: ( لا بديل للانقاذ إلا الانقاذ) غير أنه عاد بعد عامين اخرين معترفا ان الحكومه التي يعمل مهرجا في جوقتها لا تملك المبررات الاخلاقيه والسياسيه.
مثل هذا الرجل ومن علي تفكير عبد الله علي ابراهيم هم المسئولؤن الاوائل عن ضياع السودان، وبالطبع لكل ادواته ( وعدة شغله) فعبد الله يجيد لعب (العرق) وحسن يجيد دور المهرج والمخرج. ولكنهم يشتركون في الانتفاع من الانظمه الفاسده التي أما يهرجون لها، أو يتبرعون بمدها بأسباب جديده للاستمرار.
وعلي غير ما يعتقد مثل هؤلاء الكتاب بان هنالك قضية هوية في السودان أن لا اقول بذلك، واعتقد ان المشكله يمكن تلخيصها في ( أن هنالك مجموعه من الناس تريد ان تحكم وتستمر في الحكم ولكنها لا تعرف الحكم ولا تعرف ادواته وتتخذ من الدين والعرق مدعومين بعنف الدوله وسيله للبقاء في السلطه معتمده علي مجموعه الجوقه التي تجيد التهريج والاخراج.
وهنالك اخرون سنحاول الاشاره لهم لكي لا يتحمل هؤلاء اللوم وحدهم
ولي عوده
عسكوري
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الخاتم عدلان - يرد علي - عبدالله علي ابراهيم (Re: Asskouri)
|
الاخ/ علي عسكوري تحية طيبة
اتفق معك في العديد من النقاط التي اثرتها هنا في هذا الموضوع الهام , و الذي نعتقد بأن امثال الاخ العزيز الخاتم عدلان وهم/ن كثر يمكنهم/هن ازالة العديد من الاتربة العالقة بمثل هذا الموضوع , و نعتقد بأن توقيت مناقشة مثل هذه المواضيع الكبيرة مناسب للغاية, و لكن يا اخي العزيز دعني اناقش بعض الذي طرحت من افكار.
اراك يا اخي العزيز حملت كلمة التمرد اكثر مما تحتمل , او بمعني اخر انك رأيت فيها الجانب السلبي فقط , و لكن نعتقد بأن للتمرد معني ايجابي وهو الوجه الاخر لكلمة التمرد , لذلك لا داعي للانزعاج من هذه الكلمة , فاذا كان الناس يقصدون بهذه المفردة خروج البعض من تحت عباءة الظلم و التسلط و الطغيان و دفن الناس وهم احياء , فما هو العيب في هذا التمرد؟ و اذا كانوا يقصدون غير ذلك فنحن لم نعرف حتي كتابة هذه السطور بان الناس في السودان اتفقوا على عقد اجتماعي في ما بينهم/هن و ان هذا العقد قام على ما تعارف عليه الناس في المجتمع الانساني و ان هنالك مجموعة من الناس (تمردت ) على ما اتفق عليه اهل السودان اجمعين , كل هذا لم يحدث , لذلك نعم للتمرد و لا عيب في ذلك , بل العيب هو السكوت عن رد الظلم و القهر و التسلط . و لكن المهم في امر التمرد/الثورة التي اندلعت في جنوب السودان هو النتائج التي ترتبت على هذا التمرد او هذه الثورة , فما هي المحصلة النهائية لهذا التمرد او هذه الثورة التي اندلعت من جنوب السودان لاسباب منطقية و جوهرية؟ هل قامت هذه الثورة من اجل مظالم اهل الجنوب ام قامت من اجل مظالم اهل السودان اجمعين؟ فمعارضة الناس (للانقاذ) او غير (الانقاذ) لا يعني باي حال من الاحوال السكوت عن اخطاء الحركة الشعبية او غيرها من الحركات الثورية في السودان ذات الاهداف المشتركة , نعرف ان هذا الموضوع ليس محله الان و لكن كان يجب الاشارة اليه مثلما اشرت انت بان لك عودة لمناقشة بعض الافكار التي طرحتها بالتفصيل , فهل نيفاشا هي خاتمة المطاف و ان المشكل اصبح شمال /جنوب ,اسلام /مسيحية و ان الجنوب بصورة مطلقة شيء واحد و ان الشمال بصورة مطلقة شيء واحد و ان الحركة الشعبية تمثل جنوب السودان و ما يسمي بالمناطق الثلاث و ان (الانقاذ) تمثل شمال السودان بالمفهوم الجغرافي؟ هذه هي الاسئلة التي نتمني منك و من الاخرين/ات الاجابة عليها و نخص بالذكر الاخ العزيز الخاتم عدلان , لاننا نري سكات مبالغ فيه عن ما الت اليه الامور في نيفاشا, بل من الناس من يحاول تسويقها على انها سدرة المنتهي و لا يعترف العديد من الناس بان نيفاشا لها و عليها و ما عليها اكثر من الذي لها .
النقطة الثانية التي نريد منك اخي علي ان تسترسل فيها وهي حديثك عن المثقف/المثقفة, المتعلم/المتعلمة , الامي/الامية, الجاهل/الجاهلة, اضفت بعض المفردات من عندي حتي تتم مناقشة هذه المصطلحات بالتفصيل , لان هنالك خلط واضح في هذه المفاهيم, فما هي الفوارق النوعية بين هذه المفردات ؟ و لنبدأ بالامي/الامية , فما هو معني الامي /الامية؟ هل هو/هي من لا يعرف/تعرف القراءة و الكتابة فقط؟ و من هو الجاهل/الجاهلة ؟ فاذا كان/ت احد/احدي الاخوان/ات له/لها دكتوراة في موضوع ما و لكنه/لكنها لا يعرف/تعرف اي شيء عن موضوع اخر مثلا علم وظائف الاعضاء فماذا نسمي هذا الشخص الذي/التي لا علاقة له /لها بهذا العلم لا من قريب و لا من بعيد؟ وهل هنالك ترادف في اللغة العربية ؟ اي بمعني ان مفهومي الجهل و الامية شيء واحد, نرجو من اعضاء و عضوات المنبر و زواره/زائراته الكرام/الكريمات فك هذه الالتباسات في هذه المصطلحات . و ان كنت اتفق مع الاخ علي عسكوري بأن العديد من حملة/حاملات الشهادات العليا و ما فوق العليا في السودان يشبهون/هن حملة/حاملات المباخر و ان اعترف الاخيرون /الاخيرات بطبيعة دورهم/هن في المجتمع , و لكن حملة/حاملات الشهادات العليا و ما فوق العليا يتشدقون/يتشدقن بما تشيب له الرؤوس و عندما تحين ساعة الجد نجدهم/هن يمضمضون/يمضمضن الكلام مضمضة وسط دهشة من يعنيهم/يعنيهن الامر و يستوي في ذلك المؤيد/المؤيدة للحكومة و المعارض/المعارضة للحكومة اي كان نوع الحكومة (ديمقراطية)او عسكرية صرفة/عسكرية حزبية, و الي غير ذلك من المسميات التي لا تغني من جوع وهي كثيرة و لكن بلا عمار.
النقطة الثالثة في حديث الاخ عسكوري هو اما ان يكون الشخص ديمقراطي 100% اوان يكون اي شيء اخر , و هذا حديث يجافي المنطق , و يجافي النسبية في الامور , و كأنما الاخ علي يتحدث عن الملائكة الذين يفعلون ما يؤمرون , فيا اخي علي عسكوري الديمقراطية في السودان و غير السودان امر مكتسب , فلا يولد الشخص منا ديمقراطي او ديكتاتوري , و في السودان بالذات يكتسب الفرد منا القمع و القهر منذ نعومة اظافره/اظافرها , لذلك لا يمكن ان يكون الشخص ديمقراطي مية المية مهما اكتسب/اكتسبت من معارف و مناهج لها علاقة بالديمقراطية في الكبر , لذلك هذا طلب اكثر من مثالي نرجو اعادة النظر فيه , و ان كنت مقتنعا باننا محتاجين /ات للعديد من التجارب في السودان حتي نصل الي ما يصبو اليه الاخ علي عسكوري , فحينها سيولد الفرد منا ديمقراطي/ديمقراطية بالميلاد لان البيئة التي حوله/حولها قد تغير شكلها و بنيانها من الداخل .
النقطة الرابعة اخي علي هي حديثك عن (الحكومات الشمالية) و ما اقترفته من كبائر بحق الوطن و شعبه, و لكن يا اخي علي هذه (الحكومات المسماة شمالية) , لم تكن تمثل شمال السودان بالمفهوم الجغرافي, فعملت في اهل الشمال اذا جاز التعبير عمايل ليها اول و ما ليها اخر, و كانت (مطعمة ) ببعض المستهبلين و المستهبلات من اهل جنوب السودان اذا جاز التعبير , فلشمال السودان بالمفهوم الجغرافي افاته و لجنوب السودان افاته ايضا , لذلك هذه العبارة تحتاج منك الي تشريح اكثر فهل من تشريح لهذه العبارة المبهمة؟
النقطة الخامسة هي قولك ان عبد الله علي ابراهيم (مجسم) للرجال من شاكلته, لكنه اي عبد الله علي ابراهيم (مجسم ) للرجال و النساء معا , فليس المهم هو النوع و انما الاهم هو طبيعة الدور الذي يقوم به عبد الله و خلافه من الرجال او النساء معا , فالمسألة ليست لها علاقة بالرجال فقط او النساء فقط , و خذ على سبيل المثال لا الحصر ما تفعله الان و ما فعلته في الماضي بدرية سليمان , فما هو الفرق بينها و بين ما فعله عبد الله علي ابراهيم؟ كلاهما ينظر ويبرر للشيطان.
النقطة السادسة هو قولك بأنك لا تقول بأن هنالك قضية هوية في السودان؟ و ان هنالك مجموعة من الناس تريد ان تحكم و تستمر في الحكم و لكنها لا تعرف الحكم و لا تعرف ادواته...الخ , فما هي هذه المجموعة ؟ و ما هي مكوناتها الثقافية و السياسية ...الخ؟ لاننا نعتقد بان اجاباتك على هذه الاسئلة ستوضح لك بجلاء ما هي الهوية المفروضة على السودان حتي الان و لك مني كل الشكر و التقدير .
برير اسماعيل يوسف المملكة المتحدة 24/07/2004
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الخاتم عدلان - يرد علي - عبدالله علي ابراهيم (Re: Agab Alfaya)
|
الأخ العزيز برير إسماعيل يوسف: أشكرك كثيرا على اهتمامك المبكر بهذه المقالة. وأوافقك على المجرى العام لمداخلتك، وهي أفكار وتساؤلات جادة، ورؤى بها جرأة ونفاذ، وبالتالي فهي ليست خربشات. ومن الواضح جدا أن قضية الهوية أصبحت مطروحة في السودان بصورة لا يمكن تجاوزها، وذلك لأن البلاد تمر بمنعطف حاد يتعلق بتعريفها لنفسها وما يترتب على ذلك من أساليب العيش ونظم الحكم والإقتصاد والإجتماع والثقافة. و الخطير في قضية الهوية، أنها قضية وجودية، ولذلك تستعر حولها الأهواء، وتشتعل العواطف وتحتد الإستقطابات والإنحيازات، وتخرج النزعات اللاعقلانية من تلافيف اللاوعي وتندلع الحروب وتسيل الدماء. وقد حدث هذا كله أمام أعيننا، في البلقان وفي أفريقيا، ويحدث الآن بأبشع الصور في دارفور، حيث يسود التطهير العرقي والإبادة الجماعية التي تحدث بدعم مباشر وتخطيط كلي من قبل السلطة الحاكمة، وقادتها الإسلاميين الأصوليين. وقد قلت في تعليقي على مداخلة الأخ قصي همرور، وبطلب منه أيضا، أنني سأفرد لقضية الهوية بوستا منفصلا، أتمنى أن يكون قريبا. ولذلك سأقتصر في التعليق على نقطتك الأولى حول هذه القضية، وأورد بعض الملاحظات التي ربما لا تكون وافية، ولكنهافد تصلح مدخلا لما يأتي بعدها. أوضحت أن محاضرة الدكتور عبد الله علي إبراهيم، لم تكن حديثا في الثقافة بل كانت دعوة سياسية لتبرئة نظام الإنقاذ ودخول برجه والإستسلام لقيادته. ولكن عبد الله يغلف دعوته السياسية تلك بالحديث المبجل عن منطلقات ثقافية. بمعنى أن عبدالله يستغل الثقافة في الوصول إلى أهدافه السياسية، مثلما يستغل الإنقاذيون الدين للوصول إلى أهدافهم الدنيوية البحتة المتمثلة في الإستيلاء الكلي على ثروات البلاد ومصادر قوتها جميعا. وهذا ما حدث بالفعل. في هذا السياق، وعندما يتحدث عبد الله عن " الجماعة العربية الشمالية المسلمة"، فإن هذا يمكن أن يقبل منه، إذا اتخذ ذلك منطلقا لتحليل القيم الثقافية السائدة وسط هذه الجماعة. وما دمنا نؤمن بالتمايز الثقافي في بلادنا المترعة بالتعدديات، فإننا لن ننكر على عبد الله الخوض في هذه القضية، من حيث المبدأ. وحينها يمكن أن نتفق معه أو نختلف في تحليله لهذه الثقافات. أماإذا كانت أهداف عبد الله سياسية، ويريد أن يدخل الدين والعرق، كأسس للتمايز السياسي في هذه البلاد التي ما تزال موحدة، فإننا سننكر عليه ذلك إنكارا شديدا. وهذا ما فعلناه. بمعنى آخر، وعندما يتعلق الأمر بالنظم السياسية، فإن العرق والدين، لا دخل لهما في تحديد هوية الجماعات. وما دمنا نريد أن نقيم الحقوق على أساس المواطنة، فإن دين الفرد أو عرقه، لا وزن لهما مطلقا في تحديد تلك الحقوق، زيادة أو نقصانا. ولذلك فإن مصطلح الجماعة العربية الشمالية المسلمة، مفهوم مرفوض كلياعندما يستخدم إستخداما سياسيا، كما يستخدمه عبد الله. ولن يقبل مفهوم عبد الله هذا، إلا دعاة التفوق العرقي والإستعلاء الديني، أو كلاهما، وهو مفهوم لقي هزيمة كبيرة، وإن لم تكن كلية، بما حدث من إتفاقات بين الحركة الشعبية لتحرير السودان، والنظام الحاكم في الخرطوم. باستخدام هذا المفهوم يرمي عبد الله، إلى تحقيق هدفين: الأول هو تهريب مصطلحات الإسلام السياسي وإدخالها كبرادايم أساسي في أي تعريف للنظام السياسي في السودان، وهو ما يمكن تسميته بتخليد الإنقاذ، والتمكين الفكري للمشروع الحضاري بعد أن انهار ذلك المشروع. والثاني هو إحراج المعارضين لهذا المفهوم الذين لن يجرأوا في تقدير عبد الله، على إنكار الإسلام أو العروبة، في تحديد هوية الجماعات. وكما قلت فإن عبد الله يستند هنا إلى الجدار القمعي للإنقاذ، كما يفعل آخرون غيره، وعلى مستودعات التجهيل وتغييب الوعي التي شيدت عمدها هذه السلطة وأقامت لها المؤسسات. وهانحن نوضح له أن تكتيكاته، وهي تكتيكات الأعداء والمحاربين الأصوليين، لن تجدي نفعا. مفهوم الجماعة العربية المسلمة، لا يكون سليما كمفهوم سياسي، حتى لو أنفصل الجنوب. وذلك لعدة أسباب منها: أن الدولة، أو النظام السياسي، الذي يقوم على أساس الدين أو العرق، أو كليهما، لا يمكن أن يكون نظاما ديمقراطيابحال من الأحوال، وذلك لأن الخلافات الدينية المذهبية، داخل الدين الواحد، غالبا ما تكون أكثر دموية وأكثر عنفا وأبعد مدى، من الخلافات بين الأديان المختلفة. وتاريخ الأديان والمذاهب الدينية شاهد على ذلك ، في كل الحقب وفي كل القارات. وعلى كل حال فإن محاكم التفتيش لم تقم إلا ضد مسيحيين آخرين مخالفين للكنيسة وتفسيرها الرسمي للنصوص ومصالحها الدنيوية الأرضية. ولماذا نذهب بعيدا وأمامنا التاريخ الدموي للصراع بين المذاهب والفرق الإسلامية نفسها، التي سالت فيها دماء أكثر من تلك التي سالت في الحروب الصليبية. ما يهمنا هنا أن الدولة الدينية، حتى في بلد يدين أهله جميعا بنفس الدين، لا يمكن إلا أن تكون دولة للطغيان. والسبب هو أن العلاقة بين الحاكم والمحكوم إذا اتخذت صبغة دينية، فإنها لا بد أن تصبح رخصة للإنفراد بالثروة والقوة، وفي الحقيقة فإن الحاكم لم يلذ بالقداسة ويدعيها إلا لأنه يعتقد أنه أحق بالمكاسب الدنيوية من كل من عداه. وإذا أصبحت العلاقة بين الحاكم والمحكوم علاقة دينية، فإنها ستقوم على الطاعة و الإذعان، وليس على المنازعة والخروج. وما البيعة سوى تنازل المواطنين عن حقوقهم لحاكم يعترفون له بالطغيان، ويسلمونه صك الوصاية على أنفسهم طوعا أو كرها. وما يقال عن الدين يقال عن العرق، وينطبق حتى على تلك الدول التي تحكمها إثنية واحدة، ولاسباب مشابهة لما ذكرناه أعلاه لأنه ستنشأ حينها تمايزات داخل الإثنية الواحدة، ربما تكون أكثر دموية من النزاع بين الإثنيات المختلفة، تعبيرا عن حقيقة أن المجتعات متمايزة على مختلف الصعد، ولا بد أن تجد هذه التمايزات تعبيرات مناسبة عنها، صحيحة أو مفتعلة. المجتمع كسوية غير متمايزة لا وجود له إلا في ذهن عبدالله ومن يفكرون مثله. وصول البشرية إلى النظام الديمقراطي في الحكم، لم يكن أمرا يسيرا، بل حدث من خلال تطورات هائلة وتضحيات مخيفة. والنظام الديمقراطي في الحكم يقوم ببساطة على تجاهل الدين والعرق والنوع، في التنظير للحقوق وضمانها لكل الناس. ومواثيق حقوق الإنسان تشهد على كل ذلك. وهنا، اي في الموقف من الديمقراطية، يظهر جانب مظلم آخر في شخصية عبدالله علي إبراهيم. فعبد الله رجل غير ديمقراطي، ليس فقط لأنه يقف حاليا في صف نظام الطغيان المسمى بالإنقاذ، بل بانحيازه إلى الزعماء الطائفيين، في مواجهاتهم مع قواعدهم نفسها الباحثة عن مزيد من الديمقراطية والحقوق. وقد طلب من الصادق المهدي أن يحكم بالبركة ولا يلتفت مطلقا إلى المؤسسة، وأثنى على توليته لأبنائه وبناته لقيادة حزب الأمة. كما أنه فعل الشيئ نفسه إزاء الميرغني. وفي مجال التنظير السياسي يظهر عبدالله كصاحب مشروع نكوصي ورجعي متكامل الأركان، وتزداد خطورته، ليس فقط لسمعة الرجل وماضيه، ومشايعة البعض له ونظرتهم إليه بعين الرضا التي تعاني الكلال، بل لأن المرحلة التي تمر بها البلاد محتقنة بصورة خطرة، ومفتوحة على كل الإحتمالات. ودعوات عبد الله تمثل وقودا ممتازا للفتنة. أرجو أن أتوقف هنا، على أن أواصل فيما بعد بطرح بعض الأفكار حول الثقافة العربية الإسلامية سواء في الشمال أو في بلدان الفتح العربي الإسلامي. دمت
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الخاتم عدلان - يرد علي - عبدالله علي ابراهيم (Re: Khatim)
|
الاساتذة الخاتم و عجب الفيا والمتداخلون لا أعتقد ان قضية الهوية مهمة من ناحية سياسية والأفضل أن تترك لمقاعد الدرس في الجامعات وللاكاديميين لانها سؤال سيرورة فاذا طلع علينا فريق من الباحثين بالجواب الشافي تشكلت عليه جماعة اخرى من السودانيين ستكون بالملايين هذه المرة من سودانيي الدياسبورا وابنائهم الأميريكان سودانيز والأنجلو سودانيز إلى آخر الإضافات .وهذه القبيلة الجديدة ربما تتخذ من ارض الوطن مدرجاً لمطارها نحو العولمة.وهكذا ستبغي هذه الجماعة رداً فسؤال الهوية في الدول ذات الفسيفساء من الناس الذين في حالة حركة وتشكُل سيظل بلغة عبدالصبور سؤالاً ابديا يطرح كل هنيهة. وحسبنا من الهوية من ناحية سياسية أن نقول جملة واحدة مؤكدة ولا يختلف عليها أحد وهي من كلمتين : نحن سودانيون.وعلى هذا الاساس نصوغ قوانين عالية الدقة والانصاف تستعين بالخيال لتوصيف السودان لنصف قرن ويقوم على تنفيذ هذه القوانين هرم من التنفيذيين المستنيرين المتعلمين جيداً حتى تنحصر الظلامات في اخطاء القضاة فحسب. حينها ستشكل الممارسة هوية الانسان -الذي هو اصلاً سوداني -الجديد وبعد قرن او نحوه سيكون هذا السوداني خلاسياً من جينات بشر العالم باسره.في القرون السابقة تشكل السودانيون من اعراق لا تمر بالحسبان.الجزء المتاخم لمصر من السودان من سلالات لا حصر لها ويجب ألا تخدعنا اللغة أو السحنات أو لون البشرة .وكذلك يمكننا أن نقول عن الجزء المتاخم لأثيوبيا ويوغندا وكافة الحدود.بل إن لدينا تغريبات من قبائل دخلت السودان قبل قرنين او ثلاث وتنكرت وانتحلت شخصية قبائل أخرى عريقة في إنتمائها لارض السودانوذلك لدوافع الكسب في الارض والمرعى وأعرف قبيلة كهذه في بطن الجزيرة. ولدهشة من بعرفوني أقول أنا نوبي أسود البشرة أهلى يقولون عن نفسهم أنهم ركابية لكن اسماءهم اسماء دناقلة ومع سواد بشرتي فإن جدتي لابي تركية كردية وقد رأيتها في الستينات ولم اصدق أنها أم أبي الذي لون بشرته كلون بشرتي أما شقيقه الاكبر فلونه كلونها. واسمها صفية باشا ملة.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الخاتم عدلان - يرد علي - عبدالله علي ابراهيم (Re: Agab Alfaya)
|
الاستاذ الخاتم وعجب الفيا وعسكوري وبقية المتداخلون تحية طيبة
يا سيدي عسكوري عبارة المتمردين وتمرد وتمردو اراك قد حملتها اكثر ما تطيق نعم ان لاهلنا الجنوبين قضية.
وقلنا هذا في الماضي البعيد في "صحفية السفير" وعلى القنوات التلفزيونية مثل قناة زين الشبابية وغيرها.. ان ابناء جنوب السودان مظلوموين ظلم الحسن والحسين.
لكن السؤال الذي وجهته للاستاذ الخاتم هو: " هل يوافقني الراي ان هناك بعض القيادات الجنوبية راهنت وما زالت تراهن على الكنسية العالمية والمسيحية اليهودية الجديدة في رسم الهوية السودانية ام لا- وكيف ينظر الى مشروع السودان الجديد الذي تقدمته به الحركة ؟؟؟
ثم يا اخي عسكوري تجدني لا اتفق مع كثير من اطروحات الدكتور ابراهيم ولاسيما الموضوع المثار اما بقية طرحك لتقاعس النخب الثقافية الشمالية من ازمة الجنوب ودارفور فانا اعلم بذلك جيدا وقد كتبت في هذا الامر مرارا وتكرارا علما ان الاحزاب السياسية العلماينة او الاسلامية مسؤولة بشكل او باخر عن التفسخ الاجتماعي والسياسي والثقافي والاقتصادي الذي كاد ان يؤدي ببيضة السودان.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الخاتم عدلان - يرد علي - عبدالله علي ابراهيم (Re: Agab Alfaya)
|
الأخ العزيز حبيب بلدو: أشكرك شكرا جزيلا على مداخلتك، وأقول كما قلت سابقا أن قضية الهوية قضية هامة وتستحق البحث العميق والمتأني، ووعدت بأنني سأفرد لها بوستا خاصا. أكتفي بالقول هناأن محاولة الخلط بين هويات ثقافية متعددة للشعب السوداني، متمايزة عن بعضها البعض، متكاملة، أو مختلفة أو حتى متنافرة، ولكنها قابلة للتعايش والتقارب، وبين هوية سياسية جامعة، يرمي ببساطة إلى تمزيق البلاد. الهوية السياسية الجامعة تتمثل في الحقوق المتساوية، السياسية والإجتماعية والإقتصادية والإجتماعية، ومنها المساواة أمام القانون، وبالتالي وحدة ذلك القانون، والعدالة،والمساواة في حقوق التعليم والعمل والصحة والرعاية والمعاش، والسكن والتجول في كل أنحاء البلاد والحقوق السياسية المتمثلة في الترشيح والإنتخاب، والصعود الديمقراطي لكل المناصب في البلاد دون تمييز، وتكوين الأحزاب وحرية الصحافة، وكل هذه الحقوق، التي يجب أن تكون مملوكة ملكية جماعية للناس بغض النظر عن ثقافاتهم وأديانهم وإثنياتهم. ولكن الهوية السياسية نفسها ليست بلا مشاكل وتمزقات داخلية عميقة. وربما تكون العقبة الكبرى أمام توطيد هذه الهوية الجامعة هي الدولة الدينية في اي صيغة جاءت بها. والرديف للدولة الدينية في تمزيق النسيج السياسي للبلاد هو الإستعلاء العرقي. وهذه قضايا صراعية تدور حولها المعارك، وتحدث على اساسها الإستقطابات. وبالإضافة إلى الإنشطارات الداخلية هناك قوى الحذب الخارجي، شمالا وجنوبا، والتي يمكن بدورها أن تمزق النسيج السياسي للبلاد. أما على المستوى الثقافي فينتظرنا فعلا حفر لا يقل عما تقوم به فرق البحث عن الآثار. الفرق الوحيد، والجوهري بالطبع، أن ما تعثر عليه فرق الآثار غالبا ما لا يقبل الجدل المستعصي على الحلول، ولكن الجدل حول الهوية الثقافية لن يكون بهذه السهولة مطلقأ. ولكننا، وبعد الفحص والغربلة وإعادة النظر والإستغراق في التأمل، ربما نكتشف أن ما يجمع بيننا، كلنا كسودانيين، وليس كجماعة شمالية، ورغم كل هذا التعدد الهائل، هو أهم بكثير مما يفرق بيينا. وهذا يقتضي أن تكون المباضع التي نعتمدها للتشريح، دقيقة ومتقنة. ولنترك ذلك لوقته. لم أطلع على محاضرة الأخ عبد المحمود أبو، وأكون شاكرا لو هديتني إليها.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الخاتم عدلان - يرد علي - عبدالله علي ابراهيم (Re: Agab Alfaya)
|
التحية لك أخي ياسر، وأوافقك تماما على ما أضفته حول ضرورة "هزيمة الفكر السلفي المتخلف والإستعلاء البليد". وهي معارك يخوضها العديدون من مواقع مختلفة ولكنهم يلتقون في الهدف النهائي. والمشكلة هي أن بعض أصحاب الأكشاك التي حصلوا عليها بجهدهم وعرقهم، يدافعون عن أصحاب القصور الذين حصلوا عليها بالنهب والهمبتة، المحمية بالنصوص المقدسة، والخناجر الطويلة. تحياتي لك ولأسرتك
| |
|
|
|
|
|
|
Re: نص محاضرة دكتور عبدالله ابراهيم (Re: Agab Alfaya)
|
محاضرة عبد الله على إبراهيم
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
أنا كثير الامتنان للأخ الصديق محمد عبد القادر سبيل علي هذه المقدمة المخجلة التي لا، اعترف أنني شاركت في بعض وزرها لتقديم ال سي في بتاعتي لما قلت لمحمد عبد القادر سـبيل ال C.V كده معناه ،ما كنت اتصور أن يقرأ ال C.V وهذه جنايتى عليه وهي مقدمة جميلـة . وأنا شاكر للجمعية الثقافية التي استطاعت في لمحة من بصر أن ترتب هذا اللقاء الجميل لأتحدث إلى مجموعة هامة مثل مجموعتكم عن مبحث هو في طور التحضير والاعداد . بالطبع أنا اتحدث عن ظاهرة الثقافة السودانية وتصبح ظاهرة الشتات أو الدياسبورا ظاهرة في غاية الأهمية ، وأنا دائما أقول يعنى، نحـن ، الآن في حاله يعنى ، فيها ترقد ذاكرة الوطن خارج النطاق الجغرافى للوطن يعنى أى منا دى الوقت لما التقيت مع الأخوة والأصدقاء هنا نتحدث عن اشياء هي تقريبا ذاكرة الوطن أو ارشيف الوطن ، الوجوه والمعالم والحوادث والتاريخ ويمكن هذه الذاكرة لا تكاد تكون متاحة لاطراف كثيرة في السودان الآن في حالة من الجفوة ما بين الذاكرة والارشيف الذي يقبع في المنافى إن شئت أو ديار الغربة أو الاغتراب أو المهجر أو المهاجر ودى يعنى مسألة أنا لا اتوقف عندها بشئ من شق الجيوب وهي ميسورة ، يعنى ميسور انو تلتحم الذاكرة مع الفعل العادى في السودان الآن والفعل التاريخى ولا يحتاج الناس إلى عودة يعنى ليس هنالك شرط بين عودة الناس وعودة الذاكرة . الذاكرة يمكن أن تعود عبر الكتابة المذياع الكتاب المقروء الصورة ، اللوحة ، التسجيلات الذكريات . وافتكر يعنى هذه الذاكرة بدأت في بعض ، لمحت عدد من الكتب يكتبها بعض الناس عن مذكراتهم وذكرياتهم التي تحركت في مهاجرهم الخارجية .
هذا البحث مقصود انو بشكل خصوصى أن يناقش الثقافة السودانية والمأزق السوداني وتخصصى الأدق فيه هو صورة السوداني الشمالي ، ثقافة السوداني الشمالي والمأزق السوداني الشمالي في الوطن .
وأنا عالجت هذه المسألة في طرف في وقت أو آخر وأحب كلما يعنى ، الواحد ، كلما وجد نفسه في مناسبة من مناسبات الشتات ، يعنى سواء في كندا أو في العين او كده، إذا اتيحت له الفرصة أن يتحدث في جمع كريم مثلكم ، أن يتحدث عن هذا الشأن ويستمع في نفس الوقت الذي يطرح فيه اطروحاتهالمبدئية .
أنا بعتقد انو لو نظرنا إلى كلمة قالها السيد الصادق المهدى عن قريب دعا فيها إلى انو الجماعة السودانية الشمالية وقد نتطرق إلى تعريف هذه الجماعـــة الشمالية تعريفا فضفاضا . قال أن هذه الجماعة الشمالية ملزمة بتقديم اعتذار إلى الجماعة الجنوبية ، بين قوسين وثنية على طريقة الديانات التقليدية في النزاع السوداني ، يعنى . أنا أخذت دا على ، مع انى مسألة الاعتذار لم نتدارسها بعد وقد تحتاج إلى نظر . على أن العالم كله واقع اعتذار في بعضه البعض يعنى كما ترون ، يعنى ( ضحكة ) البابا يعتذر لكذا و 00 يعنى في سياسات الاعتذار وتأنيب الضمير سائدة ومهمة . يعنى مهم جدا انو الناس يحسوا بوخز التاريخ وتتنبه الأجيال اللاحقة لخزى الأجيال الماضية ، بدون تحميل على مجرى الوزر الجنائى وزر الأجيال المضت لكن علي محمل الترقيق الثقافى والشفافية الثقافية والشهامة الداخلية لكن ما يمتد إلى أنك أنت جدك الزبير باشا ، فأنت الزبير باشا إلا إذا كنت قمت بفعل الزبير باشا لكن إذا ورثت legacy أو تاريخ الزبير باشا بالفعل أنت مدعو الي أن تقى نفسك من شح نفسك بالنظر والتأمل وبالخلوة وبالتفكير .
فالدعوة بتاعت السيد الصادق المهدى أنا بأخذها من جانب آخر ، صوابها وخطأها دا لسع متروك للنقاش لانو هنا الموضوع جديد عندنا بشكل أو آخر ، لكن باخذها على اساس نحن ، اصبحت السياسة تتكلم عن قطاع عريض ، تتكلم الآن مش ، عن حزب كذا وحزب كذا ومن اخطأ في حق الجنوب . وأنما بتتكلم عن قطاع عن Race عن عنصر ،ودا مهم لانو دي الوقت بداية دخول فكرة الريس، العنصر يعنى في تناولنا وفي نظرنا الثقافى والسياسى ، يعنى نحن كنا بنتكلم عن والله الخطة بتاعت الجمهوريين هي كانت أفضل عن الجنوب وانو مثلا اليسار كان احنى بالجنوب ، اليسار الشمالي ، والجمهوريين الشماليين .
لكن السيد الصادق والنظر العام دى الوقت يقول انو نحن الشمال السودانـي ، هو الشمال السوداني تتعدد اللافتات والسودان الشمالي واحد . ودا مهم لأنو نحن دى الوقت بنتكلم عن ريس Race كمدخل لدراسة التعقيد الجارى في السودان ودا بزيل المزاعم الخاصة للجماعات السياسية الشمالية من اليمين إلى اليسار إلى الوسط على أنها هي الفرقة الناجية في مسألة الجنوب : أنا أحسن من ديل ; أنا كنت قدمت الفكرة الفلانية والموقف الفلانى وكذا وكذا ، نفى فكرة الفرقة الناجية ازاء مشكلة الجنوب مهم جدا لانو دا بردنا إلى أننا نحن كلنا إذا كنا سودانيين شماليين في هذا اللقاء لنا اشكال في شفرة ثقافتنا وفي رموز ودلالات لغتنا وفي شحناتها التاريخية وفي علاقتها التاريخية بحيث انو يصبح هامش الفريق الناجى ضئيل جدا . وبحيث يكون التبعة والذنب والخطأ هو الخيط الذي يصل بين الجماعات الشمالية كلها . دا أهم فكرة أنا استنتجتها من حديث السيد الصادق والدعوات إلى مثل هذا المنحى كثـيرة .
نحن مثلا دى الوقت أو كثيرا جدا ، يعنى ، عشان نفصل موضوع ارثنا الثقافي وتبعاته واشكالاته وفظاعاته إذا شئنا من مجرد الانظمة السياسية السياسـية ، يعنى دى الوقت الناس مثلا في المعارضة الشمالية يقولوا ليك نظام الانقاذ : هو الذي والذي والذي فعل والذي كذا ويمثل كذا والأجندة العربية . ودا ما صحيح الصحيح هو انو نظام الانقاذ هو مستل من شفرة في الثقافة ومن مستودع في الثقافة ومن دلالات في اللغة ومن دلالات في الثقافة بحيث انو لربما كان الأخير في زمانه لكن جاء بما لم تستطعه الأوائل مــن حـيث البشاعــة ( ضحكــة ) لكن البشاعة ، إذا شئت انو هناك في بشاعة أو انو في عنف أو في ، هو مستل من شفرة اساسية وهذه الشفرة الأساسية زيادة على الثقافة العامة التي درجنا عليها لكن تشكلت بشكل أساس في فترة الحركة الوطنية السودانية ، نحن بنتكلم تقريبا عن العقد الثاني من القرن الماضي والثالث والرابع والخامس حتى نلنا استقلالنا ، الحركة القومية الشمالية تشكلت في واقع عربى اسلامي ، في كلية غردون وما تفرع منها من الكلية الجامعية أو كذا وحركة الخريجين ومؤتمر الخريجيين . وكانت هذه الجماعة ترنو إلى العرب يعنى دعنا نلخص : أمة أصلها في العرب دينها خير دين يحب . هذه كانت شعاراتهم . كل الكلام عن العروبة وكل الكلام عن الاسـلام . وكانت الصلات واشجة مع الحركة الوطنية المصرية وكان الناس يقرأون فؤاد شكرى وطه حسين والعقاد بسطحية وغير سطحية وبشئ من التأثر فالحركة القومية الوطنية السودانية اللى توارثتها كل النظم الان التي مرت على السودان كلها كانت مستقاة من الشفرة بتاعت العروبة والاسلام والعزة فيه ودا ، وليس في هذا أي خطأ ولا تزال هنالك مساحات كبرى للمعانى الخيرة في الاسلام والعروبة .
لكن الخطأ في انو كما قالت باحثة امريكية انو الأمة حصل أنها ، أمتنا اخترعت Invented كما تجرى العبارة الآن ، اصطنعت بخيال بتاع القومية العربية الشمالية المسلمة لكنها حين بنت الوطن بنت وطن أوسع منها واستأثرت بوطن أوسع منها . بدأت بالثقافة العربية الاسلامية لكن كانت تزعم لنفسها أنها ستحرر وستحكم وطن أوسع ودا مصدر الخلاف ما بين ضيق الفكرة الوطنية القومية واللواحق التي تبعتها . يعنى الجنوب لم يكن أكثر من : Down Down Colonization, no separation between one nation أكثر من كده مافى ، تصدر الكتب عن الحركة الوطنية ، في كتاب كان مشهور اسمه : الفاكهة المحرمة ، صدر في القاهرة أو مكان ما في فترة الاربعينات كانت الحركة الوطنية الشمالية بتحاول تقول بشكل دقيق انو الجنوب اصبح فاكهة محرمة علينا لانو اصبح مضمار مغلق على البريطانيين . باللغة الانجليزية طبعا معروفة سياسة المناطق المقفولة ، سياسة رديئة ، ومقصور على التبشير المسيحى فنحن عاوزين ايه ، الحركة الوطنية القومية كانت عاوزة تفتح هذه الفاكهة المحرمة وبدل أن تسود العربية تسود الانجليزية ( يقصد العكس ) وبدل أن تسود المسيحية يسود الاسلام . أما الجنوب وكياناته وثقافاته ولغاته وناسه دا غير ذى موضوع ، لم يكن موضوع بحث إلا الابحاث اللى عقدها محي الدين صابر وهي لا تكاد تذكر . فإذا نظرنا إلى المسألة من هذه الزاوية نقول انو في حركة يعنى حصل Invention للسودان باللغة ، بالمصطلح الحديث ، اخترعنا السودان عبر القصيدة وحركة 24 وخليل فرح والمحجوب ومدرسة الفجر وامتداداتها والاحزاب الوطنية كلها دى كانت تنهل من معين القومية العربية السودانية الشمالية تحـاول أن تبنى وطنا أوسع من القومية العربية الشمالية ويسع أقوام صامتين في الهامش مستبعدين بواسطة الانجليز بشكل شرير لكن في الآخر ديل أصبحوا السودان . فهذا الارتجاج أو هذا التناقض بين خيال أساسى شكل السودان واستأثر برقعة أوسع من السكان اللى بتعنيهم مباشرة هذه الثقافة دا أس المتاعب بتاعت النظام السياسى في السودان .
ولذلك إذا مسكت أزهرى أو مسكت النظم الديمقراطية أو العسكرية أو كدا حتى نظام البشير هي كلها تستقى من القومية العربية الشمالية المسلمة وبالتالى ترتكب اشكال من الأخطاء في الجنوب تتفاقم وتسوء وتنتكس على مر السنين . يعنى ، يعنى إذا كان في زمن ناس أزهرى أو زمن ناس عبود لا تكاد تراها واضحة لكن بمرور الزمن بمقاومة الأقوام وحركة قرنق والبجة وغيرها القماشة بتاعت الوطن وغيرها يصيبها التعب والأرهاق وتبدو الأشياء بالزمن صعبة ومرهقة كما نراها الآن . لكن إذا أى انسان قال والله هناك نظام عادل وكان في نظام سوداني مركزى ، مثلا عبود أحسن من دا ، تبقى خيارات قائمة علــى التـذوق ( ضحكة ) وقائمة على وقائع الزمن اللى انا أحبه أو أكرهه . أنا في الحكم أنا في المعارضة ، أنا طهرونى ، أنا في الغربة ، لكن الحقيقة الجوهرية انو هذه النظم كلها تنهل من معين واحد وتسوء بطريقة مختلفة .
يعنى أذكر ليك مثل من الدكتور منصور خالد وهو الناقد الأكبر للنظام الحالى على أساس انو ما حصل نظام اسوأ منو ( ضحكة ) فذكر في معرض كتابه : النخبة السودانية ، انو هو يستغرب جدا لتدهور القوات المسلحة في السودان التى انتجت ضباط مثل عمر البشير والمرحوم الزبير وايدام وكده . ونسيت هذه القوات المسلحة التقاليد العسكرية المنضبطة العالية امثال حسن بشير وأحمد عبـد الوهاب ؟ ماذا فعل حسن بشـير وأحمـد عبد الوهـاب فـي الجـنوب ! ( ضحكـة ) إذا كنت انت مختلف 00يعنى ما ممكن حتى لما تحاول تعمل خيارات تجد نفسك أنت ترتكب اخطاء تاريخية بليغة جدا كل الشي العملتوا القوات المسلحة في الوقت داك كانت عاوزة تحرق الجنوب والقصة مروية وبدأ الخلاف .
فالبشير ورفاقه الأحرار يعملوا في نفس الحكاية . مافى طريقة أنك تفرق بين هذه الأبقار المتشابهة أو في لغة البتان ( الباكستان ) العجيبـــة Same same ( ضحكة ) . إذا ما بديت من هنا بتصبح خاضع لتذوقات وميول وحزازات وقضايا عمر وكدا . لكن ما بتكون فعلا وضعت يدك على المسألة الجوهرية انو كل هذه النظم مستنسخة من شفرة أساسية هي شفرة القومية الشمالية العربية التي حررت السودان يا أخوانا ، حقيقة حررت السودان لكن كان مشكلتها إنها حررت السودان بالطريقة ، بالمأزق دا . وما كانت مخطئة لأنو الحقيقة الحركـات القوميـة الوطنية بتشأ دائما في مواضيع بذاتها يعنى هي نشأت في كلية غردون وإذا كان الانجليز حتى الاربعينات وحتى الخمسينات كانوا يصروا انو الجنوب ليس قطعة من السودان وكانوا يبعثوا بطلائعه المثقفة إلى ماكرى فمن أين للقوميين الشماليين في كلية غردون أن يقفوا على جلائل الثقافة الجنوبية وكيف يكون بينهم حوار مع مجموعة غائبة كلية . طبعا الواجب يقتضى من الحركة الوطنية الشمالية أن تستردف ذلك أن تسعى أن تكدح لكن ما كان عندها كدح ثقافى عام هي كانت طبقة سطحية إلى حد كبير جدا وكانت تتعيش على ما يرد إليها من مصر شويه ومن المؤتمر الهندى شوية وشوية اجتهادات سودانية عن المك نمر والمحجوب ورجالات واستبسالات معينة ما كان عندها ممثلين ثقافيين عميقين يعنى فما كان ممكن تصل الجنوب أصلا والسبب انو الانجليز لم يأتوا بالجنوبيين إلى ساحة الوطن ولم تأت الطلائع المثقفة من الجنوب والتربويين لانو الناس الجوا في كلية غردون من قبائل شتى وجماعات شتى واستطاعوا أن ينسقوا فيما بينهم وتذكروا أنهم كانوا يصروا لما يسألوا عن قبائلهم يقولوا سوداني فلو كان واحد من الدينكا أو من الجنوب أو من الشلك كان الناس افاقت على الحقيقة الواسعة دى باكرا من هنا ياتى دور الانجليز أنهم بسياستهم بتاعت المناطق المقفولة واغلاق الجنوب في وجه الشمال جعلوا القومية الشمالية ترتكب الخطأ بتاع أنها تنسى أيضا الجنوب ولم تأتى الطلائع الجنوبية من الطلبة إلى جامعة الخرطوم في الخمسينات أمثال هلرى لوقالى وجوزيف قرنق وتذكروا طبعا هلرى لوقالى وجوزيف قرنق انتموا للحركة اليسارية الشمالية وظل بالذات جوزيف قرنق فيها بخياله يصنع السياسات اليسارية فيما يتعلق بمسألة الجنوب حتى مماته الباسل في 1971م هكذا 00 أضيف إلى ذلك انو الانجليز كانوا يرسلون الصوماليين من الصومال الشمالى ولذلك بيننا الآن ألفة ومعرفة بالصومال في حنتوب وفي جامعة الخرطوم المحبة القائمة على بين السودانيين والصوماليين منشأها كدا تعرفنا عن طرف منهم تعرفنا على بعض مثقفيهم والآن نتتحدث عن فلان كان في حنتوب وفلان لأنو نشأت الألفة دى ودى كانت ممكن تنشأ مع الجنوب لولا دواعى الاستعمار ، ولكن طبعا لا يصح تعلق مسائلك كلها على الاستعمار ، فعلا فعل هذه الأفاعيل لكن الحركة الوطنية بعد داك كل تاريخ الاهمال ومحاولة الحفاظ على وطن مبنى من خيال محدود لوطن أوسع ودا مثار النزاع الحالى .
فدى ، يعنى ، ويسوقنى هذا إلى انو هذه النظم نظم شمالية مهما اتشحت بعبارات عسكرية مدنية وطنى اتحادى ديمقراطية ديكتاتورية وكلنا ننتمى إليها بشكل أو آخر يعنى لو كنت أنت في اليسار أنت تنتمى إلى نظام البشير . وفي علاقات الاجناس في بلاد كثيرة جدا المنهج انو ما تقول أنا 00 يعنى مثلا في جنوب افريقيا كثير جدا من البيض من الماركسيين والليبراليين حاولوا يحتكوا بحركة المقاومة العنصرية لكن كان معظم الناس يقولوا ليهم بوجهوهم إلى انو يا اخوانا انتو بيض وعقيدتكم السياسية أو حبكم لينا أو ليبراليتكم لا تمنع من أنك تأخذ امتيازاتك يعنى لو مثلا قلنا انو في النظام العنصرى كان في باب للأفريقيين السود وباب للبيض ، طيب أنا ليبرالى أنا ماركسى أنا يسارى أنا مقاتل مع السـود ، الباب اللى أدخل بيهو وين ؟ ما باب السود . حأدخل بباب البيض ،باب البيض مش زى باب المطار يعنى، حيكتشف يعنى يقوم يعمل ذبذبات في قلبى كده ويكتشف خواطرى السياسية وبقول أنا بنتمى إلى كده، يقول لى لا أنت مع السود أنا بمر بالقناع بالوجه . فالشماليين أيضا يمرون بالوجه لما تحصل كشه في الخرطوم مافى زول فينا بيتعرض لهذه الكشة عشارى ولا بلدو ولا ( ضحكة ) على انو عاطفتهم في الأقليم الآخر . أنت امتيازك دا ، ولذلك حركة استيف بيكو والجماعة ديل اللى هم السود في الحركة كانوا يقولوا للليبراليين البيض اول حاجة تحرروا من امتيازاتكم دا شرطنا لقبولكم في وسطنا ، يعنى بدل ما تجوا تحددوا لنا الخطابات بتاعتنا ونعمل ايه، ونعمل مظاهرة ونعمل كذا ونحتج وكدا. أنتم تحرروا معركتكم مش معانا نحن خلونا نقع ونقوم انكم معركتكم أن تحرروا من امتيازاتكم ودا التحدى الذي ينطرح الآن في العلائق الثقافية بين الشمال والجنوب انو كل انسان يشوف امتيازاته مش يشوف ظلامات الآخر. كلنا بنتمى إلى ظلامات من الفلبين إلى الأكسيمو. لكن كيف انك تتحرر من امتيازاتك كيف تقول أنا كشمالى أنا اتحرر اذا في كشة أنا أقع في الكشة ليه افرز من الكشة أشكال كثيرة ودا التحرر الحقيقى مش تحرر اللسان مش تحرر المقال مش تحرر الحملات العالمية مش تحرر التوقيعات تحرر حقيقى بتاع أنا انتمى إلى الطبقة المميز أنا انتمى إلى القسم المميز. أنا سبيلى إلى ذلك ، أن احرر نفسى واحرر جماعتى من امتيازها اسقاط الامتياز والاندغام في وطن متساوى متكافئ متأخى .
في هذا الصدد أرى انو في صدد انو يجب أن نعترف أننا كلنا ننتمى إلى النظم السيئة مش النظم السياسية ننتمى إلى الشفرة الثقافية الموصوفة بالسـوء بقول كان البروفسير ادورد سعيد ضرب مثل وأنا استعين بيهو هنا ، قال انو في كاتب فرنسى كان بكره برج ايفل جدا لا يطيق رؤية برج ايفل وكان حله لما يضيق به الضيق النهائي ويصبح برج ايفل بالنسبة له شبح وكذا ، يصعد البرج ويجلس في مطعم البرج ويأكل . قيل له : ليه قال ، لانو تلك اللحظـة الوحيـدة التـى لا أرى فيها البرج ( ضحكة ) فيا اخوانا نظـام الانقـاذ أنـا بصفـه بانـو هـو برج ايفل لينا ( ضحكة ) لا نطيقه مزعج كلنا عندنا مواقف حتى انصاره ( ضحكة ) لهم مآخذ ولهم عثرات لكننا في النهاية كلنا في هذا البرج ولأننا لا نريد أن نراهو 00 الحل أن نطلع من هذا البرج ونرى كلنا البرج مش يراهو الوطن الاتحادي كما كذا أو يراه اليسار كما كذا أو يراهو 00 كلنا نراه بالعين الشمالية وبالمقدمة التي ذكرتها .
أنا طبعا تتواتر الأخبار السارة ويمكن الليلة قرأتم ما نشره الدكتور الطيب زين العابدين وما نشره الدكتور حيدر ابراهيم وفى تفاؤل عظيم أننا بصدد يعنى الخروج من النفق العبارة التي وردت عند الكابتين : أننا نرى الضوء في نهاية النفق وهذا جميل وهذا عمل كلنا نشارك فيه حتى بسلبيتنا حتى باحتجاجنا الصامت حتى بامتناعنا عن كذا أنا افتكر حكمتنا كلها هى التي أملت ظللت تملى على القوى السياسية المختلفة انما نتفق . وأنا عظيم الأمل ونسأل الله أن يعين الأطراف المختلفة على أن تتوج هذه اللقاءات وهذه الاتفاقات بعمل سوداني نهائي يؤمن الوطن .
أنا بفتكر يعنى لكن نحن ما زلنا على مستوى مسالة الحكومة القومية لا زلنا في مستوى لعبة الكراسى بطريقة ما ، توزيع 00 ولا بأس 00 يعنى أنا دعوتى الي الوفاق الوطنى كانت قائمة على أنو يا جماعة يا أخوانا يا جماعة القوى المنزعجة حول كراسى الحكم والمرهقة المثقلة بهذه المتاعب حقو تتفق مع بعضها يعنى نساعدها في أنها تأتى إلى بعضها البعض لكن دا ما نهايـة المـطاف 00 دائما أذكر فكاهه قال لى الأخ بكرى أحمد عبد الرحيم . مرة قال انو كان بكره شخص كراهية شديدة ما بحبه في العمل معاهو وكدا ومرة ويتفاداهو ويفتكر انو تقيل وما بقدر بتعامل معاهو كلية وكدا مرة ، قابله في السوق فجأة وجها لوجهه- وجه ولجة - كما يقال ، ما عرف يعمل شنو بكرى احتار جدا جدا في انو كيف يتخلص من هذا العبء الثقيل تأمله وتحدث وسأل وفي الآخر طلب منو قالوا ياخى ما نمشى ناخذ صورة ! طبعا الصورة دى أنـت ما بتأخذهـا إلا مـع أعـز ( ضحكه ) مع أعز يعنى الصورة حاجه عندها معنى لكن احتار فأنا شخصيا بفتكر أنو الجلوس في حكومة سودانيه الحكومة المقررة دى هى بمناسبة اخذ الصورة ياخذوا صــورة ( ضحكه ) يعنى يجتمعوا كده الناس البفتكرو بكرهوا بعض ديل ولا يطيقوا بعض نحن نديهم فرصة يأخذوا فرصة يأخذوا صورة ويقولوا ( جيس ) وكدا ( ضحكه ) – إذا تبقت الانسان لذلك ( ضحكه ) . لكن العمل ابعد من كده يعنى بعد كدا تبـدأ المهمة الشاقة في انو أن نتدارس المسائل العميقة بتاعت الشفرة والثقافة حيث يحل فعلا الوئام ونبنى السودان الجديد لكن الجماعة الفى الصورة ديل نحن شفناهم في صور كثيرة جدا ( ضحكه ) صور الاستقلال ورفع العلم يعنى رأينا الصور البتاع 00 وأنا شخصيا لا اثق في أى من هذه الصور منذ بدأت حياتى السياسية يعنى كان ممكن الواحد يبقى وطنى اتحادى لكن تفادى ذلك باكرا ( ضحكه ) وكان ممكن يبقى ختمى وتفادى ذلك باكرا يعنى من بدرى الواحد بفتكر انو هو في ال Beyond ما بعد ذلك ما بعد الصورة ما بعد الصورة التذكارية ولذلك الواحد بثير هذا السؤال اللى بفتكر انو جوهرى في مسألة الثقافة السودانية والشفرة والشماليين ومسئوليتهم على اساس انو الاستتباب الذي يحدث في الوطن يحدث على طريقة ثقافية وروحية وعلى اساس ذوق ووجدان مش اتفاقات مش كوكا دام دا كلام دا لغو وكوكا دام وجنيف وهلـم جرى كما قال الصادق المهدى ( ضحكه ) دا كلو دا مستوى غير المستوى نحن اللى نتحدث عنه لانو كلها وقعت وكلها لكن ما حركت ساكن المسألة الجنوبية فيجب أن نجتهد في طريق آخر لذلك .
أنا بدأ من انو ما مشكلة الشفرة ما مشكلة الثقافة والشفرة ما مشكلة الثقافة الشمالية 00 خلينا نعرف الشمالى مين ، الشمالى في نظرى هو ، الجنوبى هو البقرر من الشمالى . نحن لا نقرر ، نحن نختلف شديد ، إذا الشماليين قعدوا مع بعض ممكن يختلفوا ابتداء من أنت جعلى وأنا ما جعلى وأنت بجة وكدا لكن افتكر طوال المدة دى التعريف كان واقع بصدد انو الجنوبيين بفتكروا منو المندكورو منو الشمالى لأنهم الأذى واقع عليهم ويعرفوا انو الاذى واقع عليهم من ياتو جهـة . فتعريف بسيط ويمكن عشوائى أنا بأخذ الشمالى على هذا الأساس باخذ الشمالى أيضا في دعواه العروبة والاسلام وهى دعاوى مشروعة جدا وعلى أنو أسود ودا مباحث يمكن الأخ الدكتور العفيفى كتب فيها شئ. أنك أنت لما تقول ومتاعبنا في العالم ومتاعبنا في مساكننا في الوطن انو أنت لما تقول أنا عربى أو تقول أنا مسلم أو تقول أنا أسود .
خلينا ننظر إلى العالم القوى وهو عالم الولايات المتحدة والغرب الذي مهما قلنا فيه هو يقرر اللغة ويقرر المصطلح وبقرر الميز والحرمية عندنا متاعب شديدة جدا كسودانيين شماليين في القوله أننا كمسلمين طبعا دى بالنسبة للغرب دى هوية ضعيفة إذا قلنا عرب طبعا دى هوية اضعف إذا قلنا سود Same Same فنحن عندنا في الحقيقة دى الوقت بعض متاعب النظم بتاعتنا جاية فعلا من هذا من الخليط دا ، أنا ما بقول هذا تنكرا لهذا الخليط أنا سعيد بيهو بفتكر انو بعمل لى جذور وامتدادات وجذور إلى ثقافة مستطيعة وقادرة وإلى جماعات باسلة ولكن تقدر تشوف المتاعب التي تنشأ من هذه من ما يسمى ب... من الروشته دى بتاعت الهويات واحدة من اصعب مشاكل السوداني الشمالى انو هو يعنى اسود في ثقافة بيضاء إذا اعتبرنا الثقافة العربية واضرب مثل عابر لذلك بانو المهدى عليه السلام في ثورته في آخر القرن الماضى هو ادعى المهدية طبعا زعم المهدى أو كان المهدى على حسب عقائد الناس المختلفة ولما نظر في صورة المهدى طبعا صورة موجودة في التراث العربى والاسلامى هو صورة بيضاء وكانت اكبر مشاكله كيف يطابق بين المهدى الأسود وبين الصورة البيضاء عن المهدى والعلماء أشاروا إلى ذلك ياخى انت ما ممكن تكون أنت المهدى أقرأ النصوص الأصولية في المسألة دى المهم يعنى واحدة من المتاعب اللى أيضا يعنى نحنا عندنا في ثقافتنا العربية الاسلامية وانتماءتنا نجد هذه المتاعب .
دى الوقت طبعا خرجنا إلى مهاجر وكل الناس عندهم تجارب في الالتفات إلى هذه الاشكالية وأنا ما افتكر الاشكالية دى حقو تؤدى إلى أنك تخلع هذه الهوية أو أنك تخلع تلك الهوية وإنما تتجدد هذه الهوية وتتعمق يعنى كثيرا جدا من السودانيين في العالم العربي يقال لهم يا زول 00 يا زول دى لما مشوا بحثوا في اللغة العربية وجدوا أنـها أصيلـه 00 دا توسع في العروبة يعنى بوجودنا في مناطق نتوسع نكتشف عروبتنا المميزة نكتشف لغتنا المميزة يتأكد لينا فعلا أنو لا مهرب من الانتماء الاسلامى يعنى مش الخلع 00 الصورة يمكن اسواء في المنطقة بتاعت الولايات المتحدة اللى أنا جيت منها لانو هنا الناس الجو كانوا شويه من جماعات مغلوبة على امرها نوعا ما ومضطهدة نوعا ما وأصلا كانت بتزعم تيارات يسارية يمكن ما كانت متناغمة مع الهويات المختلفة فـي السـودان 00 ولذلك يعنى كثيرا جدا في الانترنيت تقرأ عبارات ومتعلقات تلقى احساس شديد جدا بالندامة والخجل من بعض الهويات العربية الاسلامية ال كذا وفي مراجعة شديدة يعنى أنا كنت طوالى بصور كل ما يرد من نقاشات مختلفة بين الأطراف المختلفة تجد انو في مراجعة في تبكيت للنفس في نمو لما يسمى عقدة الذنب الليبرالية Liberal guilt احساس بانو نحن ظلمنا ونحن كذا وكذا ولكن ذلك لا يتم عن طريق الوعى بالأرث وثقله وواجب التحرر منه هو كثيرا جدا ، ما اقرأه في تلك الرسائل في الانترنيت ،هو ما للتحرر منه هو لعرضه هو بمثابة عرضحال للجنوبيين وغير الجنوبيين نحن تعبانين نحن آسفين نحن فعلنا وتركنا وكذا وكذا وكذا لعقد صفقة من نوع ما للتخلص من الذنب والLiberal guilt أو عقدة الذنب الليبرالية .
والاحساس بالذنب الليبرالى هو واحد من أضعف العواطف وفيه كثيرا جدا من الغشغشة الثقافية غش ثقافي . اكثر من انو حقيقى لانو هو ما فيه فعل هو فيهو تبكيت للنفس يعنى طالما انقطع عن الفعل وطالما أصبح مجرد عرض حال وطالما اصبح نوع من الضيق والتوتر بموروثك ومحاولة انك تعطى الآخر في السودان حس بانك والله انك برضو 00 هو ليس فعلا وللأسف يعنى هذا الفخ بتاع العقدة الليبرالية أو عقدة الذنب الليبرالية يقع فيه ناس كثيرين جدا الآن ودا بضعف عملية التحرير لانوعملية التحرير هى ليست تتخلى عن الانتماء للعروبة للاسلام لكذا وانما تجديد ليها وتوثيق ليها وارتباط بافضل المعانى فيها . يعنى مثلا نحن عندنا استهجان لـ accent للكنة في اللغة العربية وتذكروا دائما أنا أضرب المثل بتاع النائب الذي اراد أن يقول القروض فصدرت من لسانه كأنها القرود وكان هذا سبب للتقريع لتقريعه ولتذنيبه واستهجانه وصرفه وكان القضية هي انو إذا نطقت القروض بالدال أو بالضاد ما الفرق هي قروض في النهاية أو قرود(ضحكة ) وهي سيئة وتثقل على كاهلنا بأي صورة نطقت فمثل هذه المسألة ، ودا يقال في البرلمان لأمة متعددة اللغات صعب جدا محرج وأنا دائما في مضاهاة ذلك أعود إلى ما روى عن أنه سيدنا بلال كان يعنى مرة سمعه أحد من الغلاة العروبيين وهو يقول السلاة ينطق الصاد سينا فذكر للنبى (ص) سمع هذا التقريع وقال أن سين بلال صادا ، فدا تجديد لينا بمعنى الانتماء للخير الذي في الاسلام للمعانى الأبعد في الاسلام لحقيقة الاسلام ، في الـUniversality بتاعتو مش العصبية بتاعتو 00 وهكذا كلما نتدرج نجد أن ثقافتنا تسع يعنى مثلا كثيرا جدا من الناس يحاولوا اخجالنا من المتنبئ لبيتين ثلاثة ( ضحكه ) وردن عن ، حول العبيد وكذا وكذا ولكن المتنبئ يمكن أن تقرأه قراءة الشخص الذكى الموفور النبيه الذي اضطرته ظروف زمانه البشعة أن يشحد 00 ودا في كل زمان ومكان ودى الشفرة بتاعت المنتنبئ الاساسية ! الذكاء والبله ، وكيف الذكاء لا يجد المكافأة بتاعتو إلا بابتذال نفسه ، صدف انو النظام الكان بتكلم عنه نظام كافور الأخشيدى لكن وكل الأنظمة في الدنيا حافلة بالذكاء الذبيح وبالذكاء المتملق وبالذكاء المؤود نأخذ هذا عن المتنبئ لأنه كان الصوت الحقيقى لهذا المعنى ، حتى اخونا منصور خالد يعنى تجده يستشهد بالمتنبئ كثيرا لانو منصور خالد واحد من هؤلاء الاذكياء ( ضحكه ) رجل في غاية الذكاء والبراعة لغة انجليزية وعربية وحضور وهو مضطر أن يتنقل من حزب سياسى الي حزب سياسي ، من وزارة إلى وزارة من القصر الجمهورى إلى الغابة نفس الشئ هو المتنبـئ نفسـه 00 لكن تجد انو منصور خالد يقول لك انو منصور خالد يقول ليك انو المتنبئ الذي قال والذي قال والذي قال لكن لا يكف عن الاستشهاد 00كلنا الآن . انتم مغتربون كلكم عندكم قصص عن كيف تركتم الوطن لسبب أو آخر من اسباب سيادة البلهاء والأغبياء وأهل الولاء ، تكتشف في المتنبئ أكثر من مجرد يعنى ننتقل من التخجيل بالمتنبئ إلى التبريز بالمتنبئ ننتقل من المقطع واحد 00 (....) بالطريقة التي نعيشها في زماننا وعاشوها الناس في ازمنة أخرى .
بهذا أقول يعنى انو المراجعة التي تحدث في كل مكان بعد ما خرجنا واصبحنا ننظر في مرايا انفسنا ومرايا الآخرين هي مراجعات ليست أن نخلع هذه الهويات وإنما لنستظفها ونتعمق فيها ونلتزم بيها يعنى نحن ما عندنا نحن دى الوقت نعتز جدا بالاستاذ البروفسير عبد الله الطيب رد الله غربته وكذا ومعرفته والمامه الموسوعى وكذا ولكنه اعفانا نحن من المعارف التي احتقنت فيه أو اضطربت فيه أو استوعبها كلنا بنقول خلاص دا النموذج يعنى دا المثل بتاعنا ولكن كلنا لا تزعم حتى أنا الجالس أمامكم لا نزعم أننا اقتربنا من تلك المناهل أى اقتراب حتى أنها تشيع فينا اكثر من مجرد ما تدارسناه في المدارس والمقررات والمعلقات وكذا وحيلتنا في ذلك أن نأخذ شيخ من شيوخنا ونقول هذا هو الشيخ الذي يمثل عروبتنا 00
ونضاهى ونباهى به العالمين وكذا وكذا يعنى أنا اوكد أنه ما فى ثقافة اشكل عليها بحيث أنك تضطر إلى الغاءها أو خلعها أى ثقافة من ثقافة محدودة في مجموعة قبلية نهايك عن الثقافة العربية الاسلامية اللى عندها خبرات عديدة في الحكم وزمان طويل في أنها غالية ومغلوبة ودا في دعوتى أنا مثلا لما أقول السودان الشمالى ومتاعبــه ومآزقه ليس موازية ولا أعنى بأى شئ من الأشياء يا انو أنا إذا كان نحن السودانيين الشماليين شفرتنا عربية واسلامية وكذا يجب أن نتخلص منها ونخلعها أنا بسميها في بعض الكتب في كتابى الثقافة والديمقراطية سميت ديل الخلعاء انتو عايزين تخلعوا ليه ايــه الخلــع دا زى ما قـال 00 ( ضحكـه ) ما بنخلع نحن نحن نجدد هذه المعانى ونديها المقامات الأرفع والتفهم الأعمق يعنى مش خلع وإنما هي تجديد وتأكيد ليها وما فى اعتذار عنها لأن عملية الثقافة أنت لا تعتذر عن الثقافة كمعطى لانو ما فى ثقافة زى النهر يعنى أنت ثقافتك لا تستطيع أن تعبرها في مكان واحد مرتين لأنها متجددة ولذلك لا تحس أبدا بأنك يعنى أصبحت آسنة بالدرجة التي تحتاج أنك تعتذر إلى هذا وتعتذر إلى هذا إلا إذا كان أنت تتحمل وزر التفسير الخاطئ ليها والممارسة الخاطئة ليها .
أنا عظيم التفاؤل يعنى انو شتاتنا السودانى ما موضوع أسف ولا موضوع للنستالجيا ولا للتباكى دا افضل ما ممكن أن نعمل منو يكون مناسبة أن نتأمل نفسنا في مرايانا ومرايا الآخرين وأن نستوثق من شئ واحد هو انو الهويات اللى حملناها دى هي هويات باسلة مستيطعة قادرة مرنة وهي في الآخر آخر القرار هي ما نصنعه من معطياتها من طوبها من اللبنات الأولى من لبناتها ومن شفرتها كيف تعيد تشكيلها وتبنيها على اساس انو تصبح بانية للوطن بدل ما تكون هادمة للوطن . هنالك معانى أخرى كثيرة وددت لو استرسلت أو خضت أو فيها منها مثلا ترجمتى الذاتية مع القضايا دى يعنى كيف كتبت عنها في كل مناسبة من المناسبات ابتداء من مسرحيات على كذا كيف كنت بعانى ذلك ولكن احتراما لتجاريكم في موقع مهم جدا من المواقع العربية والاسلامية وخبرات بعضكم الطويلة في هذه البقاع اكتفى بهذا القدر واتمنى أن النقاش يستنطق ما صمت عنه مع الشكر 0000 ( تصفيق ) .
امسية الاربعاء 11/7/2001 المجمع الثقافي - ابو ظبي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ردي علي محاضرة الدكتور بجريدة اخبار العرب (Re: Agab Alfaya)
|
الانتماء للعروبة لا يلغي الخصوصبة الثقافية
خصوصية السودان في هذا المزيج الفريد للثقافتين العربية والافريقية
قيمة اي كاتب تاتي من تعبيره عن افكاره وارائه بشجاعة وضوح ومن تحمله المسؤلية الكاملة في الدفاع عن هذه الافكار وهذه الاراء .واذا ما تبين له في اي وقت ان رايه في هذه المسالة او تلك لم يكن صحيحا فعليه ان يواجه نفسه بكل شجاعة ويعترف انه كان يري كذا والان تبين له ان الصحيح هو كذا . اضطررت لهذه المقدمة لتكون مدخلا لمناقشة ما جاء في محاضرة د.عبدالله علي ابراهيم التي قدمها بالمجمع الثقافي عن مازق الثقافة السودانية والتي اوردت اخبار العرب تغطية موجزة لها في عدد سابق .
ومصدر خلافنا مع الدكتور عبدالله علي ابراهيم هي، انه يحمل افكارا وخواطر لا يريد التعبير عنها بصراحة ووضوح لاسباب يعلمها هو قبل غيره .لذلك فهو يلجا الي طرح هذه الافكار ،بالمدارة خلف الاساليب اللغوية الفضفاضة .واسلوبه هنا يشبه الي حد كبير اسلوب الدكتور حسن الترابي الذي افتتن به اخيرا بعد ان انفض حيرانه من حوله ،ليقدمه كنموذج للمفكر الاسلامي الذي نجح في الجمع بين الحداثة والتقليد. وكثيرا ما يعتمد الدكتور عبدالله علي سمعته التي خلقها له اليسار الماركسي ،في تمرير الكثير من الاراء التي تفوت حقيقتها حتي علي اكثر المعجبين به فطنة وكياسة.ومن عجب ان اليسار الماركسي السوداني لا يزال يراهن علي الدكتور باعتباره فارسه الوحيد في حوبة الفكر السوداني ،بالرغم من انسلاخه عنه منذ اكثر من ربع قرن .
ولكن الدكتور قد كشف اخيرا، عن افكاره الحقيقية التي ظل يداريها ولا يبوح بها طيلة ،سنوات مشواره في الكتابة ،في شان الثقافة السودانية .ففي المحاضرة التي القاها بالمجمع الثقافي بابوظبي امسية الاربعاء 11/7/2001 ، قطع الشك باليقين ،ووضع النقاط فوق الحروف كما يقولون ،وقال بصريح العبارة ،انه معني بشان الجماعة العربية المسلمة في شمال السودان وان شفرة الثقافية لهذه الجماعة ،هي القومية العربية الاسلامية ،.وقال ان ان اس البلاء ، ومثار النزاع الحالي في السودان ،هو ان هذه الجماعة عندما ارادت " ان تبني وطن ،بنت وطنا اكبر في رقعته ، من رقعتها ".وقال ،ان من بعض متاعب السودان ، هو" هذا الخليط من الهويات ".
وهكذا لم يعد يجدي الحديث الموارب ،عن التنوع الثقافي والدفاع عن حقوق الاقليات وافتعال المعارك مع جماعة الغابة والصحراء وغيرهم من الافروعروبيين .فالدكتور يوجه الدعوة بهذا الحديث ،الي الجماعة العربية المسلمة ،لتفكيك السوان ، واقامة وطن يخص هذه الجماعة العربية المسلة وحدها .انها دعوة للجماعة العربية المسلمة في شمال السودان ،ان تقول للجماعات الاخري :يلا بلاش لمة !فليفتش كل عن وطن !فليفتش اهل الجنوب وناس جبال النوبة ونوبة الشمال واهل دارفور من غير العرب ،والبجة والانفسنا ،عن اوطان لهم !فهذا الوطن يخصنا وحدنا ،نحن الجماعة العربية المسلمة!!
وعلي ضوء هذه الدعوة يمكن قراءة كل الاراء التي وردت في المحاضرة .مثل موقفه من نظام الانقاذ ،واعتراضه علي فكرة الاعتذار للجماعات الافريقية عن الانتهاكات التي وقعت في حقها ،وتنديده بمناسبة وبدون مناسبة بكتاب بلدو وعشاري ،عن مذبحة الضعين التي وقعت احداثها في سنة 1987 والتي قتل وحرق فيها عشرات الجنوبيين .
فقد استهل الدكتور حديثه في المحاضرة بالتعليق علي النداء الذي وجهه الصادق المهدي - لم يحدد اين وجه المهدي هذا النداء- الي الجماعة العربية المسلمة في الشمال ،الاعتذار الي الجماعات الافرقية الوثنية علي حد تعبيره ،عما ارتكب في حقها من ممارسات وذلك لاثبات حسن النوايا .وقال ردا علي ذلك ،انه لا يري ضرورة لهذا الاعتذار ،لان هذا الاعتذار لا يعدو ان يكون نوعا من "عقدة الذنب الليبرالية التي ينبغي التخلص منها .فالمهم عنده ،هو "ان كل انسان يشوف امتيازاته ،مش يشوف تظلمات الاخر ". ان موقف الدكتور من فكرة الاعتذار ،ينسجم تماما مع تنديده بكتاب مذبحة الضعين .فالكتاب يكشف المزيد من الممارسات والانتهاكات التي يابي مجرد فكرة الاعتذار عنها .وفي الوقت الذي يرفض فيه الحديث عن مذبحة الضعين ،نجده من ناحية اخري ، في مقاله تحالف الهاربين ،يتخذ من احداث التمرد الاول بالجنوب والتي راح ضحيتها اعدادا من الشماليين ،مثالا يسوقه للتدليل علي عدم رغبة الجنوبيين ،في التعايش السلمي مع الشماليين في وطن واحد ،وليدحض به صورة الجنوبي المسالم البري ،التي وردت في اشعار المجذوب التي عرفت بالجنوبيات .
ولنفترض ان الجماعة العربية في الشمال اقامت دولتها الخاصة بها علي اساس شفرة الثقافة العربية الاسلامية القومية،فهل ها سيجردهم من انتماءهم للثقافة الافريقية ؟ اليسوا هم اصلا مزيجا للثقافتين العربية والافريقية؟ ان الانتماء للثقافة العربية لا يلغي بالضرورة خصوصية كل بلد عربي ،وخصوصية السودان هي في هذا المزيج الفريد للثقافتين العربية والافريقية .ولكن الدكتور يرفض رفضا باتا اي كلام من هذا القبيل ويعتبره غش ثقافي ، ودسيسة استعمارية روج لها المستشرقون، بقصد تحجيم انتماء السودان للعروبة والاسلام!
ولما كان الدكتور ،قد اشار ، في بداية حديثه ، الي ان الشفرة الثقافية للسودان الشمالي هي ،القومية العربية الاسلامية ،ياتي ليقول ،ان نظام الانقاذ الحاكم في السودان ،"مستل من هذه الشفرة ". كانما يريد ان يقول ،ان الشعارات التي يرفعها نظام الانقاذ ،كافية لاعطائه المشروعية طالما ان هذه الشعارات ،جزء، لا يتجزأ من الثقافة العربية الاسلامية! لذلك فهو يوجه الدعوة للجميع، للانخراط في هذا النظام، عندما يصف هذا النظام ببرج ايفل .حيث يقول :ان هنالك كاتبا فرنسيا كان يكره برج ايفل جدا ولكنه كان يذهب احيانا الي البرج لتناول وجباته فيه .وعندما سئل عن سر هذا التناقض .اجاب ،ان اللحظة الوحيدة التي لا يري فيها البرج هي لحظة دخوله فيه !!!
عبد المنعم عجب الفيا جريدة اخبار العرب(ابوظبي ) - 19/7/2001
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الخاتم عدلان - يرد علي - عبدالله علي ابراهيم (Re: Agab Alfaya)
|
مجرد تعليق(على الطاير )لرفع البوست القيم,,,
الدكتور عبداللة تعبير عن ازمة مستنير فقد البوصلة وجد نفسة فجأة امام قضية فكرية عويصة (فاناخ) بعير حملة المعرفى امام (خيمة) الأنقاذ ليبيع بقايا مصطلحات لا اعتقد انها من (نحت) غيرة وحملها مفاهيم لزجة لا تقوى على التشريح,,,, مجرد جهد (تبريرى) لة (ليغتسل) ولهم لغرض دنيوى زائل,,, انظر الى تعريف الهوية عندة وكيف قام بتبسيطها دون التوغل فى مساراتها البعيدة وكيف انة جعل من نفس الهوية العربية (مضادة) لهوية اخرى لم يبن لنا جدلياتها,,,(الشمال اكثر من ثقافة واكثر من اثنية) وما شأن النوبيين والبجاة فى هذة (الديلمة) وكذلك المثقفين والمسننيرين ..الذين دفعوا العمر سباحة عكس التيار (الظلامى). وكيف اختصر التاريخ السياسى السودانى كموقف واحد(شمالى) ضد قضية واحدة (الجنوب).. بالشكل الذى نراه الآن فهل كانت ستكون الاحوال على ماهى علية الان لو كان الحزب الشيوعى فى السلطة مثلا,,وكذا اذا نجحت ثورة اكتوبر,,او حتى الأنتفاضة!!! لماذا استبعد (الازمة) الاقتصادية والتخلف (مكينة) الازمة الشمالية الجنوبية؟؟ وانا لا اوافق اصلا على هذة الثنائية (شمال وجنوب) وجعل القضية هوية محضة,,, هل الهوية العربية الأسلامية حقيقة نتنفسها ام خيال نسكنة؟؟؟ وماعلاقة ماتفعلة الانقاذ بها!!!يعنى عشان اكون مسلم عربى لازم ادمر البلد ثقافيا واقتصاديا واجتماعيا؟؟؟واكون اقصائى؟؟؟ الهوية العربية نفسها فى ازمة اليس كذلك ؟؟؟ ياريت الدكتور عبداللة يورينا تجليات الثقافة العربية الاسلامية تاريخيا واثنيا وثقافيا (سودانيا) وغيرة ,,,, ياريت يورينا ملامحنا فى الثقافة ألام,,,,,ودورنا البخلينا نتحمل مسئولية التصدى,,,, يالهى كيف وصل الدكتور عبداللة الى هذة القناعة؟؟؟؟
ولعجب الفيا التقدير لهذا البوست وللأستاذ الخاتم تجلة الاستاذ
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الخاتم عدلان - يرد علي - عبدالله علي ابراهيم (Re: kofi)
|
الخاتم تحياتى
مشرق دائما كما عودتنا، عندما تذكر فى المجالس هشاشة الهوية السودانية، يبدو إن المقصود بها هو هشاشة البناء الفكرى لبعض من أتيحت لهم فرص التعليم فى السودان، وقدرتهم المذهلة على الانتكاس والتراجع. هاوهو رجل أتيحت له كل أدوات المعرفة ومنابرها الثقافية فى السودان لكى يكون أحد رواد التنوير لكنه أراد لنفسه أن يكون أداة للتشويش والفوضى، والابحار فى ظلام المتافيزيقيا وتدليس وطمس المعرفة.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الخاتم عدلان - يرد علي - عبدالله علي ابراهيم (Re: أحمد أمين)
|
شكرا اخ عجب الفيا على هذا العرض ... ولى مداخلة بسيطة ....
Quote: دعوة عبد الله هنا هي أن ندخل برج الإنقاذ « ونأكل» منه حتى لا نراه.
|
عبدالله على ابراهيم أظنه يؤمن بالحكمة الانتهازية القائلة: If you cann't beat them... join them.... عبدالله على ابراهيم يلعب لعبة قديمة اجادها العالم كله فيما يبدو ,, انها لعبة خلط الاوراق واعادة تقسيمها بالمزاج ... لعبة يجيدها كل السياسيين المتحزلقين البارعيين .... و د. عبدالله لايقل عن اى منهم ....
أنا لا استغرب محاولاته المنظمةلتخفيف العبء الاخلاقى على النظام بتحميل الكل من الشمال السودانى لجرائمه .. لف الجرائم و اعادة صياغتها و اعطائها شرعية و تبريرات عبر ما يحاول ان يعيد انتاجه "كثقافة سائدة" ,, وهو يعلم كل العلم انها ليست كذلك ....
الدكتور عبدالله على ابراهيم يضرب عصفورين بحجر بمقولته تلك : يحمل الكل "الشمالى" مسئولية ما حدث و ما يحدث من جرائم الانقاذ ,, وكذلك يعضد من الطرح النخبوى السائد عن ان ما يحدث فى السودان هو حرب عرقية صرفة ,, او حرب بين شمال/عربى/مسلم و جنوب/افريقى/مسيحى/غير مسلم ) و اللذى يتفق مع تصوير الصراع الاجتماعى/الاقتصادى/ السياسى فى السودان من قبل الاسلام السياسى فى السودان على انه صراع بين معسكر الكفر و معسكر الايمان......و الغريب ان هذه الصورة اللتى تقدم عن الصراع يشترك فيها الاخوان المسلمين و كذلك الادارات الامريكية المتعاقبة و الغرب عموما..... الحقيقة اننى عندما قرأت مقالة محمد عبدالقادر سبيل هنا بالمنبر عن اضمحلال ماسماه بدولة العرب فى السودان ,, لم أفرق كثيرا بين ما يطرحه فى هذا البوست و ما تطرحه الجهات الاجنبية اللتى تتهمها حكومة الانقاذ بتشويه الحقائق ...
عبدالله على ابراهيم يخدم كل من يحاول تشويه الصراع فى السودان ,, كل القوى اللتى تحاول جاهدة ان تلف حول المشكلة وعدم تسميتها بمسماها الحقيقى وهى ان هناك قوى أجتماعية/اقتصادية/سياسية استفادت و مازالت تستفيد من استعار هذه الحرب و محاولة الحفاظ على مكاسبها من الوضع الراهن،، و بالمقابل هناك قوى فى الطرف الاخر تحاول ان تقلب الاوضاع و تدفع بالسودان نحو السلام و التعايش السلمى و الاقتسام العادل للثروة ...... وفى كل القوتين توجد عناصر شمالية/جنوبية/مسيحية/مسلمة ....وربما يكون صحيحا ان القوىالاولى تضم فى اغلبتها عناصر تعد شمالية ,, ولكن هذا لا يعنى انها الممثل الاوحد للشمالى ،، و الحقيقة ان وضع الصراع خارج النظرة العرقية الصرفة المطروحة حاليا يجر المتاعب على الكل فيما يبدو خصوصا نظام الانقاذ و قرينه "النظام العالمى الجديد"
أنا لا استغرب محاولة عبدالله على ابراهيم بتقسيم الجرم على الجميع لتصغير كوم الانقاذ من الجرائم و الفظائع حيث اننى اذكر ندوة له من قبل فى واشنطن عندما حاول جاهدا تبرأة الترابى و الاخوان المسلمين من جريمة مقتل الاستاذ محمود محمد طه وعلل ذلك بان الترابى و جماعته كانوا مجرد "Cheer Leaders" وليسوا الضالعين الاساسيين فى تلك الجريمة ,,بل النميرى وحده يتحمل هذا العبء .. ولم افهم انا ولا الحضور هذه الرغبة المستميتة فى تبرأة الترابى و الجماعة من هذه المسئولية و افراد ورقة كاملة لاجل هذا الهدف .. ولكن يبدو ان من علقت به اوساخ الخيانة للوطن و المبادئ يحاول بكل جهده ان يجر الاخرين للاستحمام فى البركة الاسنة ..... بل يحاول تنظيف وجه الخونة حتى يراه الاخرين نظيفا .....
(عدل بواسطة Outcast on 07-22-2004, 05:42 AM) (عدل بواسطة Outcast on 07-22-2004, 05:46 AM) (عدل بواسطة Outcast on 07-22-2004, 06:03 AM) (عدل بواسطة Outcast on 07-22-2004, 06:11 AM)
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الخاتم عدلان - يرد علي - عبدالله علي ابراهيم (Re: أحمد أمين)
|
الاستاذ عجب الفايا الاستاذ الخاتم بقية الاخوة المتداخلين سلام عليكم
اشكرا كثيرا الاستاذ عجب الفايا لايراده محاضرة الدكتور ابراهيم هنا ونقل الرد الضافي المقتضب الوافي للاستاذ الخاتم عدلان
لي تعليق بسيط حول هذه المحاضرة وتعليق الاستاذ الخاتم
اننا امام نوعين من الكتابة كتابة لاتعرف الامانة الفكرية ولا حتي الامانة في حد نفسها وهي متمثلة في كتابات متوهمي العروبة في السودان وكتابة تسعي سعيا حثيثا لقول الحقيقة مهما كلفت من ثمن وهي كتابات اهل السودان الجديد وليس بالطبع كلهم فهناك مرتزقة لا يؤمنون بالسودان الجديد ولكنهم فقط يتشدون به امامنا والاستاذ الخاتم واحد من هؤلا الفرسان القلائل الذين يجعلنا نحترم كتابتهم القيمة والحيوية والنابعة من واقع اهل السودان المتنوع
نعم هناك اناسا واحمد ربي العظيم انني واحد منهم لم ينظروا للاخوة في الجنوب نظرة استصغار واستعلاء وتعالي عليهم بل هذا الفايروس الخطير لم يدخل لا عقلي ولا قلبي ضد اهلنا الطيبين في الجنوب ولا جبال النوبة حتي لم اتهم اهلي في الجنوب بااي شئ لم احاربهم بكلمة واحدة لم احمل ضدهم رصاص وسلاح ولم ادفع قرشا لمحاربتهم لم اكرههم لا في سري الذي يعلمه الله وحده ولا في علني الذي يعرفه الناس لذلك محاولة الصاق تهما غلاظ اركتبوها هم بمرضهم وضحالة فكرهم العقيم لهي محاولة اثمة لا يمكننا قبولها لذلك اشكر العم العزيز الاستاذ الفاضل لتوضيح هذه النقطة للدكتور ابراهيم
ولكم كثيف الود والاحترام
علي احمد
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الي كمال عباس (Re: Agab Alfaya)
|
الاخ العزيز كمال عباس ،
عندما اعدت انزال مقالي في الرد علي عبدالله ابراهيم الي نشر في جريدة اخبار العرب بتاريخ 19/7/2001، لم يكن في بالي مطلقا ،ما جاء في مداخلتك ،وانما جاءت هكذا اتفاقا ، وفعلا توارد خواطر وافكار غريب ، الاهتمام المشترك كثيرا ما يولد افكارا مشتركة ، فلا عليك يا اخي ، وانا سعيد جدا بهذه الارضية الفكرية المشتركة ،
ولك شكري وتقديري
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الخاتم عدلان - يرد علي - عبدالله علي ابراهيم (Re: Agab Alfaya)
|
أشكرك عسكوري على المساهمة وأوافقك الرأي على أن النخب التي حكمت السودان ومشايعيها من عبدة القوة والسلطة من المتعلمين والمتعالمين، هي التي فاقمت ما نحن فيه الآن من مشاكل عصية الحلول. وأشكرك كذلك على إشارتك لبعض ما يكتبه الدكتور حسن مكي، ولاحظ أن بين الرجلين صلات فكرية غالبا ما يشير إليها عبدالله وينوه بها. كما أوافقك كذلك على أن الحرص ضروري في استخداماتنا للغة وخاصة عندما يتعلق الأمر بالمهمشين والمظلومين. دمت
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الخاتم عدلان - يرد علي - عبدالله علي ابراهيم (Re: Khatim)
|
العزيز خاتم لا انكر أن قصر مسالة الهوية على عبارة نحن سودانيون قول تبسيطي فيما يبدوا ولم اقل بالسودانوية لأن هذا المصطلح يدخلني في دائرة طويلة من الحجج طوال نصف قرن عن سؤال الهوية . هنالك خلاف مقداره 180 درجة بين عجب الفيا وبولا فيما طرحاه في هذا البورد من مداخلات ثرية بالمعلومات والتحليل فيما يتعلق بالهوية ولا اشك في رصانة الأستاذين .وأرسل لي محمد جلال هاشم ورقته عن السودانو عروبية وقد سخر فيها من قولي له في ونسة أنا إنسان ولكني أعيش في السودان وقد استلفت هذه القولة من لوركا الذي كان يقول ولكني أعيش في اسبانيا. لا شك ان لوركا يعني بها كونه إنساناً عالمياً اما شخصي وقد قلتها لمحمد جلال فاعني بها كوني مواطنا سودانيا فحسب ينتظر القوانين الكفيلة بتحقيق سودانويته بلجم هذه الجلافة العربية الاسلامية في اغليها من تربة الوطن. كل العبارات الشعرية التي قيلت عن الهوية قابلة للفحص والوقوف عندها فانظر مثلاً لعبارة صلاح أنا الهجين عنترة .. فعنترة ظل يقاتل بسيفه وقلمه من اجل أن يقبل وفق مفاهيم قبيلة مستعلية على السواد قبيلة يحس هو نفسه أنها متفوقة عرقياً عليه ولا يحدثنا التاريخ الشفهي الذي كتبه العرب أنفسهم فيما بعد الا عن شخصية عنترة العربية هذي . ولذا فلا يمكنني أن أفرح بمثل هذه الصورة الشعريةولا تمثلني.وغني عن القول رفضي لمفهوم عرب العرب وكل من يحاولون إثبات فصاحتنا أو إنتماء بلقيس ولقمان وبلال وغيرهم من الرموز الإسلامية لثرى بلدنا.وعن صورة الغابة والصحراء وطرحهم في هذا المجال سأكتب يوماص ما . ومن ناحية اخرى فإن الجهد الذي بذله مثقفونا عبدالحي وأحمد الطيب زين العابدين وبولا وحسن موسى وعجب الفيا ومحمد جلال وغيرهم العشرات سيفضي بنا في النهاية لواحد من الاحتمالات التي تقول بالسودانو عروبية أو بالسودانوية أو بالآفرو عروبية أو بغيرها .أي سيفضي بنا لعبارة واحدة . فهل تحل تلك العبارة شيئاً من واقع الحال الذي وصفته أنت عن دولة المدينة وعن حال بلادنا ؟ أعتقد أن الإتجاه الآخر لحل مشكلة الهوية هو الذي سيقودنا لمخرج وهوأن نقول لا علينا إلى اي عرق أو جماعة تنتمي أو تظن أنك تنتمي ياسوداني أي أن نعرفه بمواطنيتهلكن سنسجنك لو اتيت بفعل أو قول من شأنه ان يهين الآخر أو الآخرين المواطنين مثلك المتساوين معك والمتساوي معهم امام القانون قي كل شيء ولتذهب ولتحتفل ببهاء عرقك واصلك وفصلك ما شاء لك ولتفرح بذلك طالما ان مايكرفونات غحتفالاتك لا تقودك لمخفر الشرطة مداناص بالإزعاج العام. أن نسعى بوضع القوانين التي تجرم من يستعلي عرقياً بفعل يتاذى منه مواطن آخر هذا هو بالضيط ما تفعله امريكا فيما يتعلق بالتفرقة العنصرية. قال لي أفريكان أميريكان رافقني هنا لشهور في جدة ..نستطيع نحن الأمريكيون الأفارقة ( ولا يقبلون بكلمة غيرها) أن نذهب إلى المحاكم كي نجعل اي عنصري ابيض مفلساً تماماً من ناحية مادية متى ما بدا منه فعل عنصري يجرمه القانون وقال نحن نعلم وهم يعلمون بأن العنصرية باقية هناك في صدورهم وصدورنا لكن فلتظل هناك في الصدور يحرسها القانون كفعل قبيح ومتى ما ظهرت كممارسة ولو باللفظ تجد سياط القانون. أعجبني قوله واعتقد ان هذا هو الحل للتباين بين أكبر كتلتين متجانستين إلى حد ما في السودان. لعله في سيرة ابن هشام قد وردت تلك المعلومة التي تقول ان نجاشي الحبشة الذي قدم تلك الخدمات الجليلة للمسلمين كان قد سبق أن بيع عبدا في اسواق مكة وسيرة هذا النجاشي مما يستدعي التأمل . وجاء في سيرة ابن هشام نفسها انه عندما مات علم بموته النبي محمد لحطة موته إذ رفعه الله للنبي في الفضاء حتى رآه النبي محمد وصلى عليه صلاة الغائب . هذا الرفع بالطبع يؤكد كروية الأرض فالصورة التلفزيونية لا تصل إلا مستقيمة وكذلك وصلت صورة النجاشي من الضفة الأخرى باريتيريا للمدينة بالحجاز. إذن مر النجاشي بثلاث مراحل هي العبودية ثم صداقة العرب المسلمين ثم المرحلة الثالثة المقدسة التي تقول بإسلامه ضمناً لكن سيرة ابن هشام ليست موثوقاً بها في كثير مما روت. لعل في هذا خروج عن الموضوع لكن قصدت به إن ما يبدو للعيان من هويتنا تدحضه الوقائع لدى البحث التاريخي المشابه للبحث اللغوي الايتمولوجي.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الخاتم عدلان - يرد علي - عبدالله علي ابراهيم (Re: Agab Alfaya)
|
الأخ محمود: أراني علقت على النقاط التي أوردتها في مداخلتك الأولى، ثم أعدتها في مداخلتك الثانية لأنني لم أكن قد رددت عليك بعد. وتبقى نقطة واحدة هي نقطة السودان الجديد التي جاءت في مداخلتك الثانية. ولأن الموضع كبير، فإنني أكتفي منه بنقاط قليلة. مصطلح السودان الجديد طرحته الحركة الشعبية، واعطته بمحض القوة والمثابرة، هذا الوزن الذي جعله مفهوما محوريا في السياسة السودانية. ولكن "مفهوم" السودان المغاير، طرحته مع الحركة الشعبية قوى أخرى على الأقل منذ الإستقلال. وحاليا لا توجد سوى قلة من الناس لا تطالب بسودان جديد. وذلك لأن بنية السودان القديم، المفهومية المتمترسة حول نظرية وممارسة أن السودان عربي إسلامي، وأن العناصر المفندرة يجب أن تصهر في هذه السوية القاهرة، والسياسية المعتمدة على الدكتاتورية والحرب، والدولة الدينية المتعددة الوجوه، الموحدة الجوهر، والإقتصادية القائمة على النهب والإستئثار بالثروات لقلة مميزة دينية أو مدنية، والثقافية المعطونة في مداد الإستعلاء والإغتراب عن الذات، هذه البنية لم تعد صالحة للتعايش.فنحن نريد وطنا يتسع للجميع: ديمقراطي علماني سياسيا، وما العلمانية سوى تحكم الناس في شؤونهم دون وصاية من مدعي تمثيل الإرادة الإلهية أو المعارف الغيبية، وعادل إقتصاديا، تعود فيه للمنتجين ثمرات أعمالهم، وتسوده الضمانات الحافظة لحياة الإنسان وكرامته، مزدهر ثقافيا لاحتفائه بكل ثقافاته ومشجعا وداعما لها من الموارد العامة، رافع للظلامات والحيوف التاريخية التي حاقت بالكثير من قومياته المؤسسة، ومتصالح مع نفسه وجيرانه ومع العالم. هذا السودان الجديد، هو الصيغة الملائمة للناس جميعا في بلادنا، أي أنه ليس ملكا للحركة الشعبية لتحرير السودان، بالرغم من أن الحركة الشعبية هي التي اعطته هذا الوزن، وهذه القوة، وهذا يحمد لها. ومع أن دورها سيكون كبيرا في بنائه، إلا أنه لن يكلل بالظفر إلا إذا نظرنا إليه جميعا، أنت وأنا وغيرنا من بنات وأبناء السودان في كل أنحاء بلادنا، وفي كل بلاد العالم، على أنه مشروع يخصنا وننتمي إليه، ونعمل بكل أيادينا وأقلامنا للمشاركة في صياغة ملامحه والإنتصار له. وهو سودان جديد، لأنه هوية مغايرة، بمعنى أن التغيير هنا ليس كميا فحسب، بل هو تغيير كيفي، يكلل ببناء هوية سياسية إجتماعية جديدة. هل تنفي هذه الهوية السياسية الإجتماعية الجديدة، كل ما سبقها؟ بالطبع لا. إنها لا تنفي كل ما سبقها، بل تثبت كل إيجابي في مسيرتنا الطويلة وتحتفي به وتطوره، وهذا أيضا موضوع مفتوح للأخذ والعطاء. ولذلك فإن اقتراح الأستاذ الصادق المهدي، بأنه سودان متجدد، ليس وافيا بالغرض، لأنه يحصر التحول الكيفي الكبير، إلى تحول، أو تحولات بالأحرى، كمية بحتة، غير معروفة القسمات ولا محددة الحجم او المدى. فدعونا نبني هذا السودان الجديد، القائم على أسس مختلفة عماألفناه حتى الآن، في هذه المجالات التي ألمحت إليها، ودعونا نجعل صفة التجدد صفة أصيلة من صفاته بعد ذلك.وهذا يحتاج إلى استطرادات لا أستطيعها حاليا. المهم أن السودان الجديد، في مفهومي، ليس إنقلابا من نوع ما، يتحقق بين غمضة عين وانتباهتها، وليس عكسا بسيطا للعلاقات، بحيث يتحول المسود إلى سيد، والسيد إلى مسود، وليس بحثا عن نقاء معاكس يطرد فيه غير "الأصلاء"، إذ يمتنع معرفيا تقسيم السودان، هذه الهويةالمشرورة في التاريخ وماقبل التاريخ، إلى أصلاء وغير أصلاء، بل هو عملية مديدة، غير قسرية، يتحرر فيها السودان من اختلالاته السياسية والإقتصادية والإجتماعية الثقافية وغيرها، من خلال وعي الذات، ومن خلال الاختبارات الديمقراطية، ونمو الإقتصاد وإمتداد الرفاه وصحة العقل والجسد، وتطور المعارف، وتمكين المزيد من الناس من الحضور التاريخي في ساحة السياسة والفكر والإبداع.هذا هو في اعتقادي شيء من السودان الجديد، فهو مقولة لا تصوغها إلا الكثرة من شعب السودان ومفكريه. وما يزال في السودان الجديد بقية من حتى. ولكني سأتوقف هنا. ولك الشكر.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الخاتم عدلان - يرد علي - عبدالله علي ابراهيم (Re: Agab Alfaya)
|
الأخ الأستاذ كمال عباس. أشكرك على المداخلة. وأوافقك الرأي تماما حول تفسيرك للغموض الذي يحيط ببعض كتابات عبد الله. وقد أشرت إلى أنه غامض عندما يتحدث عن الثقافة ولكنه واضح عندما يتحدث عن السياسة: فهو يستخدم مفهوما غامضا، بل مغلوطا، مثل الشفرة الثقافية، ولكنه يستند إليه ليوجه دعوة سياسية واضحة، هي دعوة الناس إلى دخول برج الإنقاذ. وحسنا فعلت إذ شبههته بحسن عبد الله الترابي، من حيث أدائه اللغوي، فهو معجب به فكريا ويعتبره مجددا عصرياوكثيرا ما كتب عن ذلك، عندما كان الأخير في السلطة. ولكنه وجه إليه أسئلة لئيمة: أمنية في جوهرها، عندما سقط عن السلطة، حينما استجوبه بصورة علنية، عن طبيعة علاقته بالحركة الشعبية وما ورد في كتاب جونسون عن أتفاقات تتعلق بالسلاح. أما سؤالك المحوري والقائل: لماذا لا يلجأ الكتاب الذين لهم قناعة معينة لتوصيلها عبر لغة محددة وقاطعة الدلالة؟ فهو مطروح لكل المراوغين ومنتجي الهراء، في كل حقول المعرفة وليس في مجال السياسة وحدها. وأجدني أتفق معك كثيرا في تشخيص موقف المدافعين عن عبد الله، عندما قلت: " وطفق بدافع عنه البعض باعتباره يمثل عندهم رمزا لمراحل سابقة ويرون أن أي نقد له يعد طعنا في مشروعية تلك المراحل. والبعض يقع تحت تأثير الإنبهار والإعجاب بالدكتور لدرجة تعميه عن نقد أخطائه." كما أوافقك كليا على الإستنتاج الحصيف الذي توصلت إليه، عندما قلت: "أعتقد أن نقد الدكتور مهم حتى لا ينسحب نحن مواقعه الجديدة من لا يتقق معه جوهريا فيها." لم يكن بإمكاني أن أضع القضية بصورة أفضل مما تفضلت به من حكمة وأحكام. أضيف فقط أن المراحل التي يخاف البعض من الطعن فيها، ربما لا تكون ماضية وحسب. وبالطبع فإن تناول ما كتبه عبد الله حول الشريعة داخل في مشروعي الحالي، وستساعدني كثيرا إذا أشرت إلى كل المواقع التي كتب فيها عن هذه القضية. كما أناشد كل من يعرف موضعا أهتدي فيه لكتابه عن الترابي، بعنوان Theology of Modernity أن يدلني عليه. شكرا جزيلا لك.
| |
|
|
|
|
|
|
محاضرة (Re: Agab Alfaya)
|
الاستاذ الخاتم وانت تزيل قشور الكلام لتصل للجوهر كنت من المعجبين بالدكتور حتى تاريخ محاضرتة البائسة وتحدثت فيها عن المراوغة والافكار المتخلفة بالاضافة للغة يمتلك الدكتور سياط من العنف اللفظى اخافت البعض استخدم مثال لم انتبه اليه الا بعد تفسيركم للدخول فى برج الانقاذ وهو حديثة عن صديق له يكره شخص ما وعندما قابله فى يوم من الايام طلب منه الذهاب لاخذ صورة تذكارية فهل هى دعوة ايضا لالتقاط صورة مع على عثمان والبشير رغم الكراهية استاذ الخاتم استغرب فى دفاع مثقف مستنير مثل بولا عن عبد الله رجاء متابعة بوست الافروعروبية
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الخاتم عدلان - يرد علي - عبدالله علي ابراهيم (Re: Agab Alfaya)
|
الأخ كوفي: أشكر لك حرصك على هذا البوست واحتفاءك به. أعجبتني ملاحظاتك التي صغتها في شكل أسئلة: هل الهوية العربية الإسلامية حقيقة نتنفسها أم خيال نسكنه؟ وما علاقة ما تفعله الإنقاذ بها؟... ثم أخيرا: الهوية العربية نفسها في أزمة، أليس كذلك؟ ومع أن الإجابات ليست صعبة، إلا أن هناك من يتنكب الطريق لأسباب تتعالى على الفكر والمنطق وتصوغهما. لك الود
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الخاتم عدلان - يرد علي - عبدالله علي ابراهيم (Re: Agab Alfaya)
|
الأخوان كمال عباس وعبد المنعم عجب الفيا: لكما التحية والود، سبق أن أبديت موافقتي على مساهمتيكما، في بوست عجب الفيا حول الأفروعربية، وفي هذا البوست بالنسبة لكمال عباس. أرجو مع ذلك أن أشير إلى النقطة التالية التي اعتبرها جوهرية: الحديث عن أن اليسار الماركسي، هكذا على إطلاقه، يوافق على ما طرحه عبد الله، ليس صحيحا، من وجهة نظري. ثمة بعض الكتاب الذين ينتمون إلى هذا التيار يعبرون عن إعجابهم بعبد الله ويدافعون عنه، بعضهم غفلة، وبعضهم عشما فيه، وبعضهم استكثارا له على الإنقاذ أو هكذا. وهؤلاء جميعا مخطئون. ولكتي أعرف آخرين من اليسار الماركسي يجاهرون عبد الله بالمعارضة ويتصدون له، وهؤلاء يجب ألا نجملهم، ربما بغفلة معاكسة، في زمرة المعجبين بعبد الله. هؤلاء مساهمون أصلاء في معركة التنوير التي نخوضها، ويجب ألا تتشابه علينا الأقلام.بل إن عشمي أن يأتي إلى المواقع الصحيحة حتى اولئك الذين غابت عنهم حقيقته، إذا تركنا بعض المخارج مفتوحة. لكما الود
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الخاتم عدلان - يرد علي - عبدالله علي ابراهيم (Re: Agab Alfaya)
|
الاستاذ الخاتم تحية كتبت
Quote: الحديث عن أن اليسار الماركسي، هكذا على إطلاقه، يوافق على ما طرحه عبد الله، ليس صحيحا، من وجهة نظري. ثمة بعض الكتاب الذين ينتمون إلى هذا التيار يعبرون عن إعجابهم بعبد الله ويدافعون عنه، بعضهم غفلة، وبعضهم عشما فيه، وبعضهم استكثارا له على الإنقاذ أو هكذا. وهؤلاء جميعا مخطئون. ولكتي أعرف آخرين من اليسار الماركسي يجاهرون عبد الله بالمعارضة ويتصدون له، وهؤلاء يجب ألا نجملهم، ربما بغفلة معاكسة، في زمرة المعجبين بعبد الله. هؤلاء مساهمون أصلاء في معركة التنوير التي نخوضها، ويجب ألا تتشابه علينا الأقلام |
الواقع هذا بالضبط ما كنا نرمي اليه ...ندرك أن هناك في اليسار واليسار الماركسي من وعوا تماما لما ندعو اليه بل أن بعضهم فاقنا في الحدة في التصدي لأفكار ومواقف د. عبد الله هذه... ترانا نسعي الي ما تسعي اليه في أن Quote: يأتي إلى المواقع الصحيحة حتى اولئك الذين غابت عنهم حقيقته، إذا تركنا بعض المخارج مفتوحة. |
الواقع هذا هو دافعنا للكتابة وأعادة التطرق علي الموضوع... وأنا شخصيا تأخرت في التطرق لأفكار الدكتور رغم الأشارات الكثيرة السالبة في كتاباته .. أرجوا من الأخ الأستاذ عجب الفيا والذي أعرف قدرته علي التوثيق أن يمدنا بكتابات د. عبد الله حول الشريعة والترابي ولكم ودي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الخاتم عدلان - يرد علي - عبدالله علي ابراهيم (Re: Agab Alfaya)
|
عزيزي بشرى
سيكون جميلا لو كتبت ما وعدت به. ولا شك أن فيض الأفكار لديك سيتحفنا بنص خلاق جديد. وقضية الهوية من القضايا المفتوحة والوجودية. بمعنى أن الجميع مطالبون بالكتابة عنها، فهي ليست تخصصا أكاديميا بحتا كما يحاول أن يوحي بعض هواة التبجيل، وخاصة لأنفسهم. وفي الحقيقة فإن الهوية يشارك في صنعهاباستمرار، كل الفعلة الإجتماعيين، في مؤسسات الإنتاج، وقسمة الثروات،وفي قاعات البرلمانات، وفي ردهات الحكومات، وفي ميادين القتال، وفي اتفاقيات السلام، وفي أشعار الشعراء وقصص القصاصين، وفي حكاوي الحبوبات وفي مقررات المدارس، وفي حفلات الزواج، وتجمعات المآتم، وفي أشحار العائلة، ببداياتها الحقيقية ونهاياتها الإفتراضية المؤسطرة، بل وفي غير ذلك. فالجدل حول الهوية يرمي إلى تساكن حسن، وعيش كريم، وكرامة وافرة للناس جميعا. ولا يمكن إستثناء أحد ونحن نقرر في كل ذلك. البحث الأكاديمي يصنف وينظم ويقارن، ويكشف ويدقق ويشير إلى اتجاهات جديدة، ومخارج للإحتقانات المستعصية. وهو لا غنى ولا مندوحة عنه. ولكنه ليس كهنوتا جديدا يقوم عليه قساوسة أو شيوخ. فالدعوة في الحوار والمشاركة موجهة للجميع، نساء ورجالا. وربما أعود مرة أخرى مدفوعا بطرافة الحوار معك، وصلا لما انقطع منه في السنوات الأخيرة. دمت
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الخاتم عدلان - يرد علي - عبدالله علي ابراهيم (Re: Agab Alfaya)
|
شكرا جزيلا أستاذ محمد سيد أحمد:
نعم هو نفس المعنى الذي أشار إليه عبد الله بحكاية البرج. وجوهر فكرة عبد الله هي دعوة الناس الذين يكرهون الإنقاذ إلى الإنضمام إليها، لأن الكراهية في نظره لا تبرر العداء والمقاومة. إنها كراهية مكتومة في الصدور، محبوسة وعاجزة، مثل شهوة خدام بلاط الخلفاء، من ضحايا الجراحات القاسية.أي أن دعوة عبد الله، في بعض جوانبها، هي دعوة مفتوحة للنفاق وانفصام الوجدان. وهي دعوة مناقضة للثقافة والتثقيف.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الخاتم عدلان - يرد علي - عبدالله علي ابراهيم (Re: Agab Alfaya)
|
*
الأستاذ الصديق الخاتم عدلان
لك التحية والتقدير الذي تعرفه،
يبدو أنه ، والحال هكذا في هذا البوست ، لم تأتِ حتى الآن مداخلة تلجُ من باب الإختلاف مع الإتجاه العام لمقالتك الناقدة لما طرحه ع.ع. إبراهيم في محاضرته المعنية ، فاسمح لي أيها الصديق بإيراد هذه المداخلة القصيرة – من باب الإختلاف – حول ما كتبته عن فكرة "الشفرة الثقافية" التي قال بها المحاضر وقد أخذ نقدك لهذه الفكرة حيزاً كبيراً من مقالتك ، رغم وصفك لها بالهراء واللا معنى. أولاً أرى أن تلخيصك المقدم للمحاضرة جاء - منذ البداية ، أو من قولة تيت مثلما عبَّر بولا عن مقالة عجب الفيا- محملاً بالأحكام والنتائج التي كان يمكن أن تـُرجأ قليلاً. وربما لا يجد البعض بأساً في ذلك في مقالة سجالية ومنافحة مثل هذه ، ولكني كنت آمل أن يأتي التلخيص الذي قدمته محايداً ودقيقاً:
أنظر مثلاً تلخيصك لما أسميته للفكرة الثانية في لمحاضرة ع.ع. إبراهيم: "الفكرة الثانية المرتبطة بهذه هي أن ما قامت به الجبهة الإسلامية في الجنوب ليس أسوأ مما قامت به كل الأحزاب الأخرى وأن عذرها في ذلك هو الشفرة الثقافية المركبة فينا جميعا، وحقيقة أن القومية العربية الإسلامية خلقت وطنا أكبر منها وحررته بطريقة خرقاء ومأزومة." وهذا بالتأكيد ليس تلخيصاً دقيقاً بل مناقضاً لقول تورده بنفسك من كلمات ع.ع. إبراهيم: « دا ما صحيح، الصحيح هو أنو نظام الإنقاذ مستل من شفرة في الثقافة ومن مستودع في الثقافة ومن دلالات في اللغة ومن دلالات في الثقافة بحيث إنو لربما كان الأخير في زمانه ولكن جاء بما لم تستطعه الأوائل من حيث البشاعة لكن البشاعة، إذا شئت إنه في بشاعة أو أنو في عنف، أو في، هو مستل من شفرة أساسية وهذه الشفرة الأساسية زيادة على الثقافة العامة التي درجنا عليها، لكن تأسست بشكل أساسي في فترة الحركة الوطنية.» فعبدالله يقر أعلاه بوضوح بأن نظام الإنقاذ جاء بما لم يستطعه الأوائل من حيث البشاعة (أي أنه لا يقول بمساواتها مع الأحزاب الأخرى، ثم يضيف بعد ذلك بأن الشفرة الثقافية التي تولدت منها الإنقاذ هي في محصلة الأمر قد تأسست في فترة الحركة الوطنية.) هاك أيضاً السؤال التالي: ما الفرق بين "الشفرة الثقافية" التي يتحدث عنها عبدالله وبين – مثلاً – توصيفات الحركة الشعبية وحلفائها الشماليين لما نتعارف عليه الآن بـ"السودان القديم"؟ وبما أن كلمة "الشماليين" هذه قد وردت في سياق السؤال ، فلنسأل أيضاً ما الفرق بين التحدث عن "الشماليين" كوحدة واحدة أو جماعة تربطها "شفرة ثقافية" بعينها عندما يقول بذلك ع.ع. إبراهيم وبين نفس المفهوم عندما تستخدمه مثلاً – كمثالٍ أفضل وقريب – الكاتبة روضة على صفحات هذا المنبر؟ إن قول عبدالله بأن نظام الجبهة "مستل من شفرة في الثقافة ومن مستودع في الثقافة ومن دلالات في اللغة ومن دلالات في الثقافة " لا يمثل – في محصلته الجوهرية – فكرة جديدة أو قولاً غير مطروق... والحقيقة أن الكثير من المنادين بفكرة السودان الجديد يتفقون معه بشكل أو آخر في توصيفه للقوى المسؤولة عن تشكيل السودان السياسي الذي نتعارف عليه الآن بـ"السودان القديم". ولذا ترى أن أكثر هؤلاء وضوحاً في خطابه السياسي يصر على أن تفكيك نظام الإنقاذ إنما يتطلب تفكيك الأسس التي قام عليها السودان القديم منذ نشأته. أعرف أن عبدالله لا ينادي بتفكيكها تماماً مثلما يقول هؤلاء ، ولكنه بالتأكيد يقوم بنقد استعلائية المستفيدين من هذه "الشفرة الثقافية" واستمرارهم في التمتع بامتيازاتها. أما إنكار وجود هذه "الشفرة الثقافية" من أساسه فهذا ما لا أتفق معه. أذكـِّر أيضاً بأن الحركة الشعبية لتحرير السودان هي من أعلى الأصوات المعبرة عن هذه الرؤية ، وقد عبرت عنها مبكراً وببلاغة كافية عبر رفضها الشهير لوقف نضالها - بعد سقوط نظام مايو في 6 أبريل 1985 - ضد "الشفرة الثقافية المعنيةالتي تحكمت في مقادير الثروة والسلطة منذ الإستقلال" وبوصفها للديمقراطية الثالثة بأنها "مايو 2".
وبالفعل ، قد توحي فكرة الشفرة الثقافية التي يقول بها ع.ع. إبراهيم بالفهلوة السياسية المتنكرة في شكل التعبير الثقافي(وربما السبب في ذلك هو تورط المحاضر المعني في "السياسة" بمعناها اليومي) ولكني ، مع ذلك ، أرى أنها تظل تصوراً مشروعاً قابلاً للمناقشة والإختلاف.
إسمح لي أخيراً أن أعلـِّق على قولك بأن أي غياب ع.ع.إبراهيم عن محاورة الفيا والآخرين "هو الذي دفع آخرين، لا يتفقون تماما مع عبد الله، إلى تبني قضيته، وربما بحماس أكثر من حماس صاحبها نفسه، وهذا يجلب التشويش أكثر مما يحقق الوضوح الذي هو بغية الجميع. وقد وصفت نصوصه بأوصاف ربما توحي إلى البعض بأنهم غير مؤهلين بصورة ما لمناقشتها، وتحت مثل هذه الأوصاف ترقد أنواع من المجاملة أو الغفلة، بل حتى المبالغة والتخويف، لا يبررها لعبد الله، ماضيه أو حاضره". يهمني أن أعلق على هذا القول إذ أنني كنت ممن شاركوا من قبل في التعليق على عدد من المقالات والكتابات التي تناولت قراءات ع.ع. إبراهيم في مسألة الهوية ، وتحديداً دراسته المعنونة "تحالف الهاربين... ". وكنت قد وصفت كلمات ع.ع. إبراهيم بالدقة وقلت تحديداً أنَّ: ما يميز كتابة عبدالله البحثية هنا (والإشارة الى مقاله "تحالف الهاربين...") هي دقـته في تأسيس مصطلحاته واستخدامه الذكي للإحالات التي يشير بها الى النصوص التي يدرسها ، وتوظيفه لهذه الإقتباسات في توضيحه لما توصل اليه من توصيف لمدرسة الغابة والصحراء ورؤيتها" ... ولأنني لا أرى في توصيفي هذا "ما يوحي للبعض" الذي أشرت اليه "بأنهم غير مؤهلين بصورة ما لمناقشتها" ، بل العكس ، فإنني أخلي مسئوليتي مما أوحي إليهم. وكذلك أخلي مسئولية الأوصاف التي أشرت بها أنا الى كتابة ع.ع. إبراهيم البحثية من شبهة "التخويف" ، إذ لا أرى ما "يخيف" في وصف دراسة نقدية أدبية بالدقة والإستخدام الذكي المنضبط للإقتباسات. أما المجاملة والمبالغة أو الغفلة فأحب أن أظن أنها كلها لا تدخل في منطلقاتنا وليست مما كتبنا في شيء. وبالطبع آمل أن لا يأتي ما أقدمه من رأي هنا – أو ما قدمته من قبل – من باب الدفاع عن شيء سوى الإرتقاء بقيم الحوار وإثرائه. ومثلك كنت أتمنى أن يكتب ع.ع. إبراهيم ، لكني لا أرى بأساً إن لم يفعل فقد كتب الرجل ما كتب ومن حقنا جميعاً أن نقرأ ونعلق ونمارس النقد.
ولك الود ، وسوف آتي بالمزيد متى ما تيسَّر الوقت...
حافظ خير
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الخاتم عدلان - يرد علي - عبدالله علي ابراهيم (Re: degna)
|
الاساتذة الاجلاء يحمد لكم تناولكم لقضية الهوية باستمرار وخاصة الاخ عجب الفية المهموم بامرها خاصة على هذا المنبر
اتمنى ان يتواصل الحوار بينكم كما اتمنى الا يتداخل من يعكرون صفو الحوار وسلاسته
لكم جميعا الاحترام ومزيدا من النقاش والمتابعة لكم
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الخاتم عدلان - يرد علي - عبدالله علي ابراهيم (Re: Agab Alfaya)
|
ختم الأخ عثمان محمد صالح قوله المنشور فى البوست: حول محاضرة الدكتور عـبد الله علي ابراهيم : رسالة إلى الأستاذ الخاتم عدلان بالقول Quote: معلوم أن الهـوية ـ فـرديةً كانت أو جمعية ـ هي إختيار حّر وطوعي لا " كسر رقـبة"، فـكما أن بالسودان مجموعات أفـريقـية تسعى للدفاع عـن هـوياتها ضد نزعات الإستعلاء والهـيمنة والإقـصاء الذي تمارسه ضدها الثقافة العربية الإسلامية فهناك بالمقابل جماعة عـربية إسلامية عريضة تنضوي تحت لوائها مجموعات فـرعـية عـديدة، هـذه المجموعات" معلومة" وليست " تصميماً ذهـنياً".لايقـدح في عـروبة عـرب السودان لون بشرتهم حتى لو غـلب عـليها السواد الفاحم ولا اللحن النوبي للهجتهم العامية ولا المفـردات الغير عـربية التي يعج بها قاموس العامية السودانية ولا النظرة الدونية التي يرمقـهم بهاعرب المشرق أو المغرب العربي، وحتى لو ثبت بالأدلة العلمية القاطعة أنهم أفارقة مئة بالمئة. إنهم عـرب بلاد السودان. مجافاة للعدل ومساس بحقـوق الإنسان إرغام الجماعة العربية الإسلامية في السودان عـلى تبديل جلدتها أو العمل على إدخال تعديلات في عـناصرها التكوينية بدعـوى أن افـرادها هجين أو بحجة أن هـويتهم مشكوك في صحتها أو أنها نتاج وهـم أوخرافةٍ نسجتها حجي أوأنشأتها أساطير أو إخترعـتها تشهيّات أو ولدتها أمنيات أسلاف سعوا لرفع مكانتهم الإجتماعية بربط نسبتهم بسكان شبه الجزيرة العربية. ليس الآخرون من يقـرّر بشأن هـوية عرب السودان،لأن عـرب السودان قـد حدّدوا خيارهـم وعـرّفـوا أنفـسهم بوضوح وإرتضوا لأنفـسهم هـويتها المعلومة منذ قـرون |
. فى حين أتفق مع الأخ عثمان محمد صالح حول أن الهوية "هي إختيار حّر وطوعي لا كسر رقـبة" .. أجد نفسى غير قادر على مواصلة إتفاقى معه إلى أبعد من ذلك السطر، ولا قبله.. وذلك للخلط المنهجى البين.. حين يتحدث عن "الهوية" والتى هى مفهوم "Concept " ثقافى إجتماعى.. وبين الإنتماء العرقى " Race" وهذا خلط لم ينج منه الكثيرين أزعم أن د. عبدالله على إبراهيم والغٌ فيه كذلك.. فالأول لايستدعى الثانى.. فيمكنك أن تتمسك بهويتك الثقافية العربية دون أن تكون عربياً! كما يمكنك أن تتمسك بهوية ثقافية ألمانية دون أن تكون آرياً. فى دولة مثل أمريكا لايمكنك كمواطن أبيض من أصل إيرلند مثلاً أن تدعى أنك أمريكى أسود لأنك تتحدث مثلهم، تربيت وسطهم وتغنى الRAP .. وذلك بحجة الإختيار الحر الطوعى!
كتبت فى بوست آخر " شعوب أمريكا اللاتينية تتحدث الإسبانية، لكنهم لم يدعوا يوماً ما أنهم إسبان! قطعاً ثقافتنا أو لساننا العربى لايعنى أننا عرب بالمفهوم العرقى Race" هذا من ناحية إستجلاء الخلط المفاهيمى.. أما من الناحية الأخرى –رغم إيمانى بحق الأفراد والجماعات فى الإختيار الحر والطوعى لهوياتهم- إلا أننى أجد أن من واجب المثقف الليبرالى إزالة الأوهام والغباشة حول عروبة "عـرب السودان، حتى لو غـلب عـليها السواد الفاحم"! ومن الواضح أن عثمان محمد صالح يتحدث هنا عن العروبة بالمفهوم العرقى لا الثقافى.. وإلا ما كان فى حوجة لذكر سواد اللون الذى هو صفة عرقية، لاثقافية. أذهب أبعد من ذلك لأقول أن من واجب المثقف الليبرالى كذلك إزالة الأوهام والغباشة حول هوية عرب السودان إذا تناولناها من الجانب الثقافى، يجب على ذلك المثقف إبراز الخصائص الثقافية المكونة لهجين سودان الوسط والشمال المحتوية على عناصر فيها العربى كما فيها الزنجى كما فيها الخليط الذى لاهو بذاك أو ذاك! مما لاشك فيه أن دعوة عبدالله على إبراهيم لإقامة دولة العرب فى الشمال "العربى الإسلامى" لاعلاقة لها بحرية الإختيار التى يتحدث عنها عثمان محمد صالح.. بل هى دعوة إستعلائية أخرى لاتريد الإندماج فى وطن واحد متعدد الهويات الثقافية، المواطنة فيه أساس الحقوق.. أنه يريد وطناً لاتعكره السحنات الزنجية الخالصة.
عدلان.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رد علي فردة (Re: Agab Alfaya)
|
* العزيز الأستاذ الناقد عجب الفيا
شكراً على تعليقك على مداخلتي القصيرة. يؤسفني ، يا عجب الفيا ، أن أغلب ردودي على مداخلاتك تأتي وكأنما هي مغالطات ، أكون فيها دائماً القائل بأن: ليس هذا هو المعنى المقصود! فيبدو الأمر وكأنه مماحكة من جانبي لا غير ، فدعني أؤكد لك أنه ليس كذلك. وقد كان أول تعليق لي على ورقتك هو القول: "مقال الأفروعربية أو تحالف الهاربين موجود بالكامل في بوست الأفروعربية لعبدالمنعم عجب الفيا ويمكنك الرجوع اليه. دراسة عجب الفيا – بالمناسبة – تلمس جوانب مهمة في تحليل مقالة صاحب السكة حديد رغم نفـَسها السجالي الحاد النبرة..." وحول هذه المحاضرة ، سأحدد لك مواقع الإتفاق التي أشترك فيها معك: مثلك أرى أن نقد ع.ع. إبراهيم لفكرة الإعتذار التاريخي التي قال بها الصادق المهدي ليست مقبولة وحججه فيها لا تستقيم (خصوصاً وأنَّ فكرته الأساسية – أي ما أسماه "الشفرة الثقافية" – تؤمِّن على أن الأخطاء التاريخية الفادحة تجاه قضية الجنوب هي حصيلة كل الحركة الوطنية التي شكلت السودان الحالي!). مثلك ، لا أشتري الفكرة الإصلاحية والتجديدية التي يقول بها: أي أن " نجدد هذه المعانى (يتحدث عن القيم الإيجابية في ما يسميه الثقافة العربية الإسلامية في شمال السودان) ونديها المقامات الأرفع والتفهم الأعمق يعنى مش خلع وإنما هي تجديد وتأكيد ليها وما فى اعتذار". فأنا أقف على طرف نقيض من مقولة كهذه ، لأن قناعاتي الخاصة فيما يتعلق بسؤال الهوية مختلفة. (فالهُوية عندي هي بحث وابتكار واختيار ، وليست إكتشاف لـ"حقيقة أصلية" كامنة في مكانٍ ما – ومن ثم تجديدها - سواء أن كنتَ تبحث في الأصول والأعراق أو التكوين الثقافي والتاريخي ، وهذه أفكار عبرت عنها بإسهاب في حواري مع بشاشة قبل فترة طويلة) . وبالتأكيد أشاركك موقفك الشاجب لمشاركة ع.ع. إبراهيم في المؤتمر الغريب الذي نظمه النظام عند استيلائه على السلطة فهو موقف مخزٍ ولا يتناسب مع مفكر في قامته.
ولكن ، يا عجب الفيا، تجد أن مجمل إختلافنا يقع في المنهج وفي طريقة التحليل والقراءة وفي طريقتك في التعامل في النصوص ، وهذه واحدة من "فوبياتي" الخاصة. وهكذا ستجدني أعود لأعلق على مداخلتك أعلاه من ذات موقع الإختلاف: تقول أعلاه: ان وصف الدكتور نظام الانقاذ بانه :"كان الاخير في زمانه لكن جاء بما لم تستطعه الاوائل من حيث البشاعة (ضحكة ) " هو ليس حكما اصيلا قاطعا يمثل راي الدكتور بحيث يمكن الاحتجاج به للدلالة علي انه يقف موقفا معارضا لسياسات الانقاذ ،وانما جرت هذه الجملة علي لسانه ،كواحدة من الاساليب الكثيرة التي استخدمها في تمرير افكاره والتي اشار اليها الاستاذ الخاتم ،والتي تقوم علي المجاراة الظاهرية لراي عام ثم دس النقيض لهذا الراي من خلال هذه المجاراة ، دليلنا علي ذلك :الضحكة وبقية الكلام "البشاعة ،اذا شئت هنالك بشاعة او انو في عنف او في " ! كنت قد أشرتُ في أكثر من موضع – وأشار غيري– الى الطريقة التي أزعم أنك قد خلطت فيها بين التأويل والإقتباس في تناولك لورقة تحالف الهاربين. لكنك أعلاه ، في تأويل الضحك ، أدخلتنا في ما لا قبل لنا به! يا عزيزي أنت قد حررت لنا المحاضرة المسموعة كنص مقروء ، ووافق المحاضر مشكوراً على استخدامك لها ، لكني لن أعتدَّ كثيراً بـ"الإقتباس من ضحكِهِ" هنا والتأويل اعتماداً على ذلك! فلو دخلنا فضاءاً كهذا كان أولى بك أن تصف لنا كل ضحكة وتعبير في قسمات الوجه أو بحة في الصوت، الخ. (أقول لك ذلك وأنا أفكر في انتاج فيلم وثائقي قصير يتناول ضحكة الترابي الشهيرة من رؤية تزعم بمرور هذه الضحكة بتحولات شيِّقة جديرة بالتأمل الإنساني والفيلمي!) ولكنني بالتأكيد آخذ على محمل الجد الجزء الثاني ، أي قولك بأن عبارة " اذا شئت هنالك بشاعة او انو في عنف" تعني أنَّ الدكتور غير مقتنع في قرارة نفسه ،بان نظام الانقاذ اتي بما لم تستطعه الاوائل من البشاعة وانما جرت هذه العبارة علي المجاراة :اذا شئت انو في بشاعة ،فكانما مسالة البشاعة دي مختلف عليها !! . وهذه مسالة لا يمكنني الحكم فيها دون الإستماع الى صوت المحاضر فهي تبدو لي غير مفصحة حين تقرأها مكتوبة وسيصبح جدلاً عقيماً من ناحيتي لو أنني طفقت في تحليل هذه "العبارة اللفظية" الدارجة بأدوات تحليل النصوص "المكتوبة". وربما لذات السبب علق الخاتم أدناه بأن هذه الجملة قد استوقفته طويلاً وأحوجته للنظر في الخطاب العام ليبحث عن اتساق حكمه على العبارة. يبدو أنك تتفق معي ، على الأقل ، في أن قول ع.ع. إبراهيم بـ"شفرة ثقافية" هو ذات الخطاب الذي تصف به الحركة الشعبية والمنادون بالسودان الجديد بنية َ "السودان القديم". أما أن الدكتور يمجد هذه الشفرة الثقافية ويدعو الي ترسيخها والتمسك بها فأنا أرى أنه يقول بأن إلغاء الثقافة – أي ثقافة – أو خلعها كأنها لم تكن غير ممكن ولا معنى له. لذا هو يطالب بإعادة النظر فيها وتجوديها والإعلاء من شأن قيم التجديد فيها الى آخر ما قال.
لك تقديري ، وسأتابع...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رد علي فردة (Re: farda)
|
الاخ العزيز/حافظ خير لا اري في تعقيبك علي او في ردودي عليك مدعاة للحديث عن مماحكاة او مغالطات ، ان هذا فيه ظلم لي ولك ، وقد تفاديت اناالتعليق علي نقاط كثيرة وردت في مداخلتك عني وعن منهجي حتي لا ادخل في مغالطات وحتي لا يبدو كانني ادافع عن نفسي وفضلت التركيز علي النقاط الموضوعية وذلك لملحصة النقاش ، حديثك عن الضحكة يمكن ان يكون مبررا لو اني اكتفيت فقط بالضحكة ، ولكني ربطها بباقي الجملة ،حتي يستطيع المستمع بخياله ان يوجد مغزي لهذه الضحكة في سياق الكلام ،وان لم يجد ،لن يغير ذلك في مدلول الكلام كثيرا ،ويصبح الكلام عن الضحكة مجرد نافلة لا تقدم ولا تاخر ، ولا اجد خيرا مما ورد في رد الخاتم لتوضيح هذه النقطة :
Quote: يتحدث عبد الله عن « البشاعة » ولكنه يستدرك قائلا: إذا شئت أنو في بشاعة أو أنو في عنف: وهو هنا يخلي نفسه كليا من مسئولية القول، وينسبها إلى مستمعيه. و كأنما يقول هنا: لنفترض، لمصلحة النقاش، أن هناك بشاعة في الإنقاذ، فإن هذا البشاعة مستلة من الشفرة الثقافية التي نشارك فيها جميعا. فهي إذن بشاعة مبررة، بمنطق شفرتنا الثقافية، ولا نستطيع أن نقول عنها شيئا لأننا مشاركون في هذه الشفرة.
|
ولعل وصفك لموقف الدكتور من المشاركة في اول مؤتمر عقده نظام الانقاذ بحثا عن شرعية، بانه موقف مخزي لا يليق بمفكر في قامته ،اقوي مدعاة لك للتشكيك في وصف الدكتور للانقاذ بانه ابشع النظم التي مرت علي السودان ،اضافة الي حثيثات اخري كثيرة ،
ساعود للحديث عن اكثر عن الشفرة الثقافية ،في هذه الاثناء ارجو منك المزيد من المراجعة لمدلولات هذا المصطلح في سياق المحاضرة
ولك تقديري
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الي عدلان احمد عبد العزيز (Re: Agab Alfaya)
|
الاخ الاستاذ العزيز /عدلان احمد عبد العزيز انا سعيد جدا بزيارتك ومداخلتك ، تقول :
Quote: حين يتحدث عن "الهوية" والتى هى مفهوم "Concept " ثقافى إجتماعى.. وبين الإنتماء العرقى " Race" وهذا خلط لم ينج منه الكثيرين أزعم أن د. عبدالله على إبراهيم والغٌ فيه كذلك.. فالأول لايستدعى الثانى.. فيمكنك أن تتمسك بهويتك الثقافية العربية دون أن تكون عربياً! كما يمكنك أن تتمسك بهوية ثقافية ألمانية دون أن تكون آرياً. فى دولة مثل أمريكا لايمكنك كمواطن أبيض من أصل إيرلند مثلاً أن تدعى أنك أمريكى أسود لأنك تتحدث مثلهم، تربيت وسطهم وتغنى الRAP .. وذلك بحجة الإختيار الحر الطوعى!
كتبت فى بوست آخر " شعوب أمريكا اللاتينية تتحدث الإسبانية، لكنهم لم يدعوا يوماً ما أنهم إسبان! قطعاً ثقافتنا أو لساننا العربى لايعنى أننا عرب بالمفهوم العرقى Race" |
واتفق معك في التفريق بين البعد الثقافي والعرق الrace بداهة فكون ان ثقافتنا عربيةاسلامية لا يعني اننا جميعا عرب ،فهنالك العربي وهنالك الهجين وهنالك غير العربي ، واتفق معك ايضا ان الدكتور عبد الله لا يفرق بين الانتماء العرقي والثقافي ،ويعتبر اي حديث عن ثقافة غير عربية في السودان هو مؤامرة لتحجيم الانتماء العربي وخلع له ، بل يرتد الدكتور ابعد من ذلك حينما يجعل من العنصر اساس المواطنة في الوقت الذي تجازوت فيه التجربة البشرية هذه المرحلة ، يقول في محاضرة ابوظبي :
Quote: لكن السيد الصادق والنظر العام دى الوقت يقول انو نحن الشمال السودانـي ، هو الشمال السوداني تتعدد اللافتات والسودان الشمالي واحد . ودا مهم لأنو نحن دى الوقت بنتكلم عن ريس Race كمدخل لدراسة التعقيد الجارى في السودان |
وانطلاقا من هذا المدخل يقول ان الحركة الوطنية اخطات عندما بنت وطنا اكبر من مساحة هذا العنصر او race وهو القومية الشمالية العربية الاسلامية وهذا هو المازق الذي يقصده حيث الخليط من الهويات ،فالمدخل الجديد الذي يدعو اليه لدراسة التقعيد في السودان علي حد تعبيره ،ما هو الا مفرزة عرقية :
Quote: فالحركة القومية الوطنية السودانية اللى توارثتها كل النظم الان التي مرت على السودان كلها كانت مستقاة من الشفرة بتاعت العروبة والاسلام والعزة فيه ودا ، وليس في هذا أي خطأ ولا تزال هنالك مساحات كبرى للمعانى الخيرة في الاسلام والعروبة .
لكن الخطأ في انو كما قالت باحثة امريكية انو الأمة حصل أنها ، أمتنا اخترعت Invented كما تجرى العبارة الآن ، اصطنعت بخيال بتاع القومية العربية الشمالية المسلمة لكنها حين بنت الوطن بنت وطن أوسع منها واستأثرت بوطن أوسع منها . بدأت بالثقافة العربية الاسلامية لكن كانت تزعم لنفسها أنها ستحرر وستحكم وطن أوسع ودا مصدر الخلاف ما بين ضيق الفكرة الوطنية القومية واللواحق التي تبعتها . يعنى الجنوب لم يكن أكثر من : Down Down Colonization, no separation between one nation أكثر من كده مافى ، |
ونواصل
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قراءة بلا حيثيات (Re: Agab Alfaya)
|
* اعيد هنا نشر رسالة عثمان محمد صالح الي الاستاذ الخاتم علي امل ان اعود للرد مفصلا ، وهي قراءة جاءت مرسلة بلا سند، كما نقول في لغة القانون ،
* * *
حول محاضرة الدكتور عـبد الله علي ابراهيم : رسالة إلى الأستاذ الخاتم عدلان
الأستاذ الخاتم عدلان بعد التحية والإحترام،
أرغـب ، باديء ذي بدء، في إيضاح حقـيقة إهـتمامي بما تكـتـبـون في هـذا البورد وخارجه أيضاً، وهـو إهـتمام تمتد جذوره إلى تلك الأعـوام الطيبة الذكر التي سـبقـت وصول الإسلاميين لسدة الحكم في بلادنا. هـذا الإهـتمام هـو الذي دفعني لمتابعة البوسـت المعنون : الأستاذ الخاتم عـدلان يردّ على الدكتور عبد الله علي ابراهيم ، متابعةً لصيقة.
أطالع هـذه الأيام كتاب الدكتور عبد الله علي ابراهيم المعنوّن: الثقافة الديمقـراطية في السودان. تـقـويمي للكتاب أنه مؤلـَفٌ قـيّم وجـلـيـل ، مخطوطـٌ بعنايةِ وحرص ِ لغةٍ حازمةٍ وبهيّة، وفـيه فـتوحات في الفـكرغـير مسبوقة، وهـو، معلوم، أنه المؤلـَف الذي يضم بين دفـتيه مقالة : الأفـروعـربية أو تحالف الهاربين"، والتي حُـظيت من دون أخوات ٍ لها حـواها المؤلـَف( بإمتياز) الذم والقـراءة المتعسفة، في هـذا البورد. ولقـد خرجتُ من مطالعتي للمؤلـَف، وكتابات آخر تيسرت لي، بنتيجةٍ فحواها أن لاعلاقة الـبتة بين الدكتور عبد الله علي ابراهيم مؤلـّـف الكتاب الذي بين يديّ و( قـرينه ) المغضوب عـليه في البوسـت الآنـف الذكر وغـيره من البوستات !. مالذي أود قـوله ؟
* ليس من باب العدل والإنصاف محاكمةُ بنيان فكـري ، شـيّد أعـمدته كدحُ عـقـود ٍ من الزمن مثابرٌ و دؤوب ، من خلال مقال ٍ وحيد أو من نص محاضرةٍ اُذيعت بلغة عامية ، بُسـّطتْ فـيها الأفكارُ و يُسـّرتْ فـيها المفاهـيمُ وهي تـترجَـمُ من مسـتوى لغوي بعينه إلى آخر أدنى منه منزلة حتى يسهل إستيعابها وتغدو في متناول الغالبية من جمهـور المستمعين. وهـذا هـو الخطأ الذي وقع فـيه الدكتورعـبد الله علي ابراهـيم ويدفع الآن ضريبه باهـظة تشاطره في سدادها أفكاره التي أرغـمها عـلى الـنـزول من " أريكة الطليعية" لـتـفـتـرش" البساط الشعبي"، و قـد كان دافع الكاتب ، فـيما بدا لي ، إسرافاً في التواضع لا يصدر إلاّ عـن مفـكـر ذاهـد في بهرج المكانة وأبهّة الصفـوية، ومحبـّةً للعاديين لايحملها إلاّ فـؤاد يساري مخلص ليساريته ، يحاول أن يجترح ( قـولاً جديداً) في زمان الكلام المكرور. ما يبعث على الأسى المشوب بالأسف العميـق أن خصلتي التواضع ومحبّة العاديين إرتدتا إلى صدر الكاتب سهاماً!!!. أقـرّر كل هـذا رغم السجال الذي دار بيني والدكتورعـبد الله علي ابراهـيم حول مفهـومي الخلعاء والمتأفـرقـين.
وبما أن" المحاضرة" المنكوبة قـد فـرضت نفـسها على مناخ الجدل الدائر فـرضاً، أجد نفـسي مضطراً لتـلخـيص أفكارها الأساسية ( في حدود إستيعابي المتواضع، وأنا أحاول تتبع طريقة الدكتورعبد الله علي ابراهيم في التفـكـير، كافّـاً البصر عـن التفاصيل) مستخدماً في ذلك تعابيري الخاصة ، باثـاً في ثـنايا الـتـلخـيص قـراءتي للأفكار. الأفكار هي التالية :
* نظام الإنقاذ لم يهبط عـلينا من السماء. إنه مُـسـتـلٌ مـن شـفـرة ثـقـافـة الإستعلاء الدارجة في شمال السودان. الشفـرة هي مشروع التعـريب والأسلمة ، وليس سر الليل الذي مكـّن الإنقلابيين من الوصول إلى السلطة .
* ( القاسم المشترك الأعـظم ) بين أنظمة مابعد الإستعمار، في السودان، هـو ( ولادتها ) جميعاً من ( رحم ذات الشفـرة الثقافـية) المشار إليها أعلاه ولهذا شـبّـه لدكـتورعبد الله علي ابراهيم سلطة الإنقاذ ببرج إيفـيل بإعـتبار" الإنقاذ" ( الذروة لسـامقـة ) التي وصل إليها مشـروع العـنف والإستعلاء الـُمستبطن في تلافـيف تقافة الجماعة العربية الإسلامية .
* لم يطالب الدكتور عبد الله علي ابراهيم أحداً بالإندماج في مؤسسات سلطة الإنقاذ. طالبنا نحن الشماليين بالدخول إلى( الثقـافة العربية الإسلامية ) حتى نري ( صورتنا) في( مرآة تلك الثقافة ) والتي تمثـل سلطة الإنقاذ ( برجها البغـيض ) ، لا الإستغراق في تأمل تلك ( الصورة المُـتـوهـّمة ) التي يخترعـها الذهـن السياسي المعارض وهـو يسعى لتبرئة ذاته وإلقاء حمولة الأوزار كلها على كاهـل الإنقاذ وأهـل الإنقاذ . قـراءة خاصة : (( إن لسعينا جميعاً لدفـن" الإنقاذ" مقـصدين إثـنين : (1 ) منجاة لـنا مـن شـرور طاغـوتها (2 ) وأد ( صورة الذات ) التي نشيح عـنها ببصرنا لفـرط ما فـيها من دمامة منـفـّرة لا نرغـب في أن يطلـّع عـليها الآخرون . سلطة الإنقاذ( تحاكمنا! ) جميعاً، نحن المناوئين لها،لأن سـؤآتـنا التي ليس لها من ساتر ٍ يسـترها سوى قـماشة من( الحرير الشفاف)، هذه السؤآت تظهر للعيان أوضح فأوضح، كلما إمتدت" بالإنقاذ" سنوات البـقـاء، و ينكشـف زيف الصورة الرومانسية والغير واقعية التي رسمتها النرجسية المفـرطة في مدحها للذات، عـن شعب ٍ( كريم الخصال ، متسامح ، طيب القـلـب ، خـلـوق)، فـيـتـنامى خجـلـنا ويـتـزايد غـضبنا من الإسلاميين وتكـثـر لعـناتـنا الثقال" للإنقاذ" فـنصب عـليها جام حقـدنا وننهال عـليها ذماً لأنها أزاحت التراب عـن مكمن" سرنا المدفـون" و جعلتنا في آخر الزمان بلا ورقة توت و"مرمطتنا " أمام العالم المتحضر . إنها صورة شـعـب تعـيس الحال ، مغلوب عـلى أمره ، هـزمته شرور نفـسه ، و لايعرف ماذا يصنع إزاء تلك الشرور . لامنجاة، إذاً ، من المحاكمة التاريخية الصارمة لأنفـسنا يساريين كنا أويمينيين أو .عـلينا أن نواجه" صورة الذات" بجسارة و( نحاكمها) بحزم، في ذات الوقـت الذي( نحاكم ) فـيه سطة الإنقاذ( برج إيفـيل ثقافـتنا!!)، إن كـنا نبتغي حقاً بناء (سودان جديد) خالٍ من ثقافة العنف والإستعلاء واللامساواة. وأقـول إستطراداً ليس رغبةً في تعذيب الذات بل إعـترافاً بالأمر الواقع : لا أفـريقـية أصلي النوبي بقادرةٍ على أن تجد لي" مخرجاً" من تاريخ العنف والإستعلاء وتكريس اللامساواة الذي يسم الثقافة العربية الإسلامية السائدة في الشمال ، وهـو التاريخ الذي تمثل الجماعة النوبية التي أنتمي إليها ــ وللمـفارقة ــ جزءً منه و ضحية له، في آن واحد ، ولا الإنتماء اليساري هـو" طوق النجاة"، ولا " الهجـرة السياسية إلى الجـنـوب " مناصرةً لأقـلياته أو أقـليات أخرى والدعـوة من الأحراش البعيدة" لفـتح مكة"، ستمسح عـن جبيني ـ إن فـعلت إنتمائي " الشمالي"، وقـس عـلى ذلك . بتعبير مختصر :المأزق جماعـي ! ))
* مأزق الجماعة العربية الإسلامية في السودان أنها عـندما حررت السودان وحاولت بناء وطن بعد رحيل المستعمر، مدّت طموحاتها ( مدفـوعة بروح التميز و الإستعلاء) أبعد من حدود مضاربها في الشمال فأنشأت وطناً سعت( لتشكيله) حتى يتطابق مع ( هـويتها العربية الإسلامية ).
تستبطن الفكرة أعلاه دعـوةً حميدةً لعدم خـفـض قـوام الوطن حتى " يتساوى" مع قـوام الجماعة العربية الإسلامية والتي هي جـزء من كل. بتعبير ٍ ثان ٍ: الفـكرة دعـوة ( لفـك الإرتباط) ــ القائم حالياً والجالب للمتاعـب والشقاء، مرسّـباً الغبائن والإحن والأحقاد التي تدفـع أقـوام السودان إلى سكة التباعـد والتباغـض والإحتراب ــ بين( فكرة الوطن الجامع) لأقـوامه المختلفة و( هـويّة مخصوصة ) في الشمال أوفي الجنوب ، عربية إسلامية كانت أو أفـريقـية أو مزيج بين الهويتين، تـنـزع نحو الهيمنة والتمدّد على حـساب الهـويات الأخـرى وتـزعم لنفـسها أحـقـية تمثيل هـوية البلاد الجامعة وتـسعى ليتطابق الوطن مع رموزها وحـَمـَلة تلك الرمـوز. وهـذا لعـمـري تـبـشـيرٌ بمـبدأ للتسـاكـن و التعايش بين أقـوام السودان المخـتـلـفة ديمقـراطي النزعة بما لايحتاج إلى دليل، ولـيـس دعـوةً للإنـفـصال وتجـزئة الوطن !. ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ أخـتتم قـولي بكلمات قلائـل عـن موضوع الـُهـويّة : * معلوم أن الهـوية ـ فـرديةً كانت أو جمعية ـ هي إختيار حّر وطوعي لا " كسر رقـبة"، فـكما أن بالسودان مجموعات أفـريقـية تسعى للدفاع عـن هـوياتها ضد نزعات الإستعلاء والهـيمنة والإقـصاء الذي تمارسه ضدها الثقافة العربية الإسلامية فهناك بالمقابل جماعة عـربية إسلامية عريضة تنضوي تحت لوائها مجموعات فـرعـية عـديدة، هـذه المجموعات" معلومة" وليست " تصميماً ذهـنياً".لايقـدح في عـروبة عـرب السودان لون بشرتهم حتى لو غـلب عـليها السواد الفاحم ولا اللحن النوبي للهجتهم العامية ولا المفـردات الغير عـربية التي يعج بها قاموس العامية السودانية ولا النظرة الدونية التي يرمقـهم بهاعرب المشرق أو المغرب العربي، وحتى لو ثبت بالأدلة العلمية القاطعة أنهم أفارقة مئة بالمئة. إنهم عـرب بلاد السودان. مجافاة للعدل ومساس بحقـوق الإنسان إرغام الجماعة العربية الإسلامية في السودان عـلى تبديل جلدتها أو العمل على إدخال تعديلات في عـناصرها التكوينية بدعـوى أن افـرادها هجين أو بحجة أن هـويتهم مشكوك في صحتها أو أنها نتاج وهـم أوخرافةٍ نسجتها حجي أوأنشأتها أساطير أو إخترعـتها تشهيّات أو ولدتها أمنيات أسلاف سعوا لرفع مكانتهم الإجتماعية بربط نسبتهم بسكان شبه الجزيرة العربية. ليس الآخرون من يقـرّر بشأن هـوية عرب السودان،لأن عـرب السودان قـد حدّدوا خيارهـم وعـرّفـوا أنفـسهم بوضوح وإرتضوا لأنفـسهم هـويتها المعلومة منذ قـرون .
مع فائق التقـدير والإحترام، عـثمان محمد صالح 25 يوليو2004
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الخاتم عدلان - يرد علي - عبدالله علي ابراهيم (Re: Agab Alfaya)
|
أخي العزيز حافظ: أشكرك كثيرا على مداخلتك، وآسف لتأخير الرد للظروف التي شرحتها يوم أمس. وأشكرك خاصة على دخولك من باب الإختلاف كما ذكرت، لأن الإختلاف هو دعوة العقل إلى اليقظة والحضور، وفرصة الباحث لإعادة الفحص والتدقيق، وألتزام الحق عندما يظهر من زاوية أخرى وفي ضوء جديد. فلا تثريب عليك يا أخي، حلوة دي؟!، وأنت تطرح نقاطك اللماحة حول ما عنّ لي من القول. ودعني أدخل هنا من باب الإتفاق معك، معلقا على نقطتك الآخيرة والتي أعلنت فيها براءتك مما ذكرته أنا حول نتائج غياب عبد الله، وتصدي " آخرين " للدفاع عن آرائه، ربما بحماس أكثر منه، ثم أستطردت لأقول: " وقد صفت نصوصه بأوصاف ربما توحي إلى البعض بأنهم غير مؤهلين بصورة ما لمناقشتها، وتحت مثل هذه الأوصاف ترقد أنواع من المجاملة أو الغفلة، بل حتى المبالغة والتخويف، لا يبررها لعبد الله، ماضيه أو حاضره". والحقيقة أن نصوص عبد الله وصفت بمثل هذه الأوصاف. وأنا لم أسم أصحابها لأن تلك كانت نقطة جانبية، كنت أرمي من ورائها إلى عدم حماية نصوص عبد الله بأية مبررات غير محتواها من الصواب. كما كنت أريد أن أزيل الخلل الذي يجعل آخرين يدافعون، وأقصد الدفاع بمعنى الحمية والإنحياز إلى الأخ والأستاذ، عن عبد الله مع أن الرجل موجود ويقرأ ما يكتب هنا أو بعضه، وخاصة ما يخصه بصورة مباشرة ويرد عليه في بابه اليومي، حسبما نقرأ، وحسب شهاداته هو شخصيا. وهو خلل ما يزال موجودا حتى الآن. وأقول لك بكل صدق ووضوح أن مداخلاتك لا تندرج فيما أشرت إليه من الدفاع والمحاماة كما لا تنطوي على ذرة من التخويف وأعتقد أن هذا يحسم المسألة في حالتك. وبالتالي فإني أنفي عنك ما نفيته عن نفسك. ثم أنتقل لفكرتك الأولى حينما تقول فيها أن مقالتي جاءت، من قولة تيت، محملة بالأحكام والتي كان يمكن أن تنتظر قليلا. وأحب هنا أن أشير إلى نقطة منهجية، وهي أنني لا أشرع في الكتابة إلا بعد أن أكون قد وصلت إلى بعض النتائج الأساسية لما سأكتبه. أي أنني، وفي مقالة قصيرة نسبيا، سميتها أنت منافحة، وهو وصف لا أرفضه، أعطي ا لقاريئ استنتاجاتي، ثم ألتفت لإقامة الدليل على ما أقول، ومن حق القاريئ أن يحكم بعد ذلك على ما إذا كنت قد نجحت في إقامة الدليل أم لم أنجح. أي أن مثل هذه البداية، تجعل القاريئ منذ البداية شاهدا على مراحل إقامة الدليل على النتيجة التي اعطيت له بكل وضوح منذ البداية. وأنا أفعل ذلك لأنني أعرف ما أقول وأعرف الحجج ا لتي أسوقها دفاعا عنه، ولأ أشرع في الكتابة إلا بعد أن أكون قد استكملت هذه المراحل. وربما يكون هذا المنهج هو الذي يمنعني حتى الآن من معالجة كثير من القضايا التي ظللت أفكر فيها منذ سنوات بعيدة وما أزال. ولا أعتقد أن أحدا يمكن أن يعترض على هذا المنهج، من حيث المبدأ. وأنا أعلم ، وأنت تعلم ذلك أكثر مني، أن مثل هذا المنهج ربما لا يكون ممكنا في مجالات إبداعية أخرى، كالشعر مثلا، إذ أنك ربما تبدأ نظم القصيدة، وكتابة أبياتها الأولى دون أن تكون عارفا لما تقول بعدها، ويمكن أن يكون هذا صحيحا بدرجة ما على الرواية. وهكذا. المهم أنني لا أرغب في دسدسة أستنتاجاتي، أو تغليفها أو إشاعة الغموض حولها، أو جعلها حمالة للوجوه كما يفعل عبد الله على أبراهيم. واستطرادا أقول لك أن طرح الآراء بوثوقية أو إصدار أحكام قاطعة، ليس مرفوضا من حيث المبدأ. والإنسان، في أحسن الحالات، لا يكتب إلا ما يعتقد أنه الحق، والعنفوان الذي يكتب به الناس يعبر عن أعتقادهم هذا بصحة مواقفهم. وأعتقد أن الكتب التي غيرت وجه التاريخ، وفي كل مجالات المعرفة، كتبت بروح من الحماسة الكبيرة. ليس في ذلك خطأ مطلقا. الخطأ هو أن أكتب بوثوق وقطعية، ولا أتراجع حتى لو أتضح لي من خلال البرهان، أن ما كتبت كان خاطئا. هنا تكون المشكلة. وهي مشكلة يقع فيها أولئك الذين يدعون قدسية لنصوصهم، أو معرفة متعالية على إدراك البشر العاديين، أو الذين يحيطونها بدغمائية مصفحة بالأيديولجيات الشمولية التي لا ترى الأشياء إلا من خلال مناظيرها هي. وتصوغ أفكارها بالتالي بصورة غير قابلة للدحض، على هدي المقولة المشهورة لكارل بوبر. وما دمت قد تعرضت لنصوص الأخ عبد المنعم عجب، فأحب أن أقول إنصافا له أن نصوصه ليست مما يمكن أن تنطبق عليه الأوصاف الواردة أعلاه. ولذلك لا أعتقد أنه يمكن الأعتراض عليها من حيث المبدأ، أي بدون الدخول في حوار معه لإثبات أن ما يقوله ليس صحيحا. ولذلك أعتقد أن موقف الأخ الدكتور عبد الله بولا، المتمثل في الإمتناع عن مناقشة عجب الفيا، لأنه يصوغ آراءه بصورة واثقة أو وثوقية، موقف غير صحيح، وأستباقي. فالمطلوب من عبد الله بولا إذا كان لديه ما يخالف فيه عجب الفيا، وهو فعلا لديه، أن يفند آراءه، وإذا أصر عجب الفيا، رغم وضوح بطلان آرائه بصورة كافية على إبقاء تلك الآراء كما هي ، وعدم التنازل عنها، فإن حجة بولا عليه تكون واضحة جدا. والقول نفسه ينطبق على بولا بالطبع، في حالة أثبات عجب الفيا أن آراء بولا ليست صحيحة. أما نقطتك الثالثة وهي أن عبد الله يفرق بين الإنقاذ وما عداها لأنه نسب إليها البشاعة وقال إنها أتت بما لم يستطعه الأوائل. فلا أكتمك القول أنني توقفت عند هذه النقطة كثيرا قبل الكتابة. ولكني رجحت أن ما قاله عبد الله هنا، مقروء مع ما قاله في أماكن أخرى من نفس المحاضرة، يرجح قولي بأنه لا يساوي فقط بين الإنقاذ والأحزاب الأخرى القريبة منها، بل يساوي بيننا جميعا وبين الإنقاذ. فالنص الذي نقلته أنت يقرأ كما يلي:
: « دا ما صحيح، الصحيح هو أنو نظام الإنقاذ مستل من شفرة في الثقافة ومن مستودع في الثقافة ومن دلالات في اللغة ومن دلالات في الثقافة بحيث إنو لربما كان الأخير في زمانه ولكن جاء بما لم تستطعه الأوائل من حيث البشاعة لكن البشاعة، إذا شئت إنه في بشاعة أو أنو في عنف، أو في، هو مستل من شفرة أساسية وهذه الشفرة الأساسية زيادة على الثقافة العامة التي درجنا عليها، لكن تأسست بشكل أساسي في فترة الحركة الوطنية.» يتحدث عبد الله عن « البشاعة » ولكنه يستدرك قائلا: إذا شئت أنو في بشاعة أو أنو في عنف: وهو هنا يخلي نفسه كليا من مسئولية القول، وينسبها إلى مستمعيه. و كأنما يقول هنا: لنفترض، لمصلحة النقاش، أن هناك بشاعة في الإنقاذ، فإن هذا البشاعة مستلة من الشفرة الثقافية التي نشارك فيها جميعا. فهي إذن بشاعة مبررة، بمنطق شفرتنا الثقافية، ولا نستطيع أن نقول عنها شيئا لأننا مشاركون في هذه الشفرة. وهذا ما يظهر لك من المقتطف التالي: فالحركة القومية الوطنية السودانية اللى توارثتها كل النظم الان التي مرت على السودان كلها كانت مستقاة من الشفرة بتاعت العروبة والاسلام والعزة فيه ودا ، وليس في هذا أي خطأ ولا تزال هنالك مساحات كبرى للمعانى الخيرة في الاسلام والعروبة . أرأيت: النظم كلها مستقاة من الشفرة بتاعة العروبة والإسلام والعزة فيه... وليس في هذا خطأ. أي أن عبد الله بصريح العبارة يجد للإنقاذ شرعية متكاملة داخل البنية الوطنية السودانية، وينسب لها معنى العزة، ولا يرى خطأ في ذلك بل يعتقد، إيحاء وليس صراحة، فعبد الله تعوزه الصراحة، أن الإنقاذ أخذت من الإسلام والعروبة معانيها الخيرة. وكل من يعرف الإنقاذ يعرف أن هذا باطل محض. فإذا أضفت هذا القول لما جاء على لسانه من عدم وجود فرقة ناجية في الجنوب، وأنتقاداته للمعارضة لأنها تنتقد الإنقاذ، وحرصه على هذه الشفرة الثقافية نفسها، بل وحرصه على دخولنا إلى برج الإنقاذ، فإن الشك يصبح يقينا. وأنت تقول: وبالفعل ، قد توحي فكرة الشفرة الثقافية التي يقول بها ع.ع. إبراهيم بالفهلوة السياسية المتنكرة في شكل التعبير الثقافي(وربما السبب في ذلك هو تورط المحاضر المعني في "السياسة" بمعناها اليومي) ولكني ، مع ذلك ، أرى أنها تظل تصوراً مشروعاً قابلاً للمناقشة والإختلاف. وقد لمست هنا نقطة جوهرية هي الفهلوة السياسية التي يتورط فيها عبد الله، وهي ليست مجرد إيحاء بل منهج متكامل في الفهلوة، أرجو أن تتابع خيطه في كل كتابات عبد الله. والسؤال المهم يا حافظ: لماذا يتورط الإنسان في الفهلوة السياسية عندما يتعرض الى السياسة بمعناها اليومي؟ ألا يمكن أن نتعرض للسياسة بمعناها اليومي، ولا نتورط في الفهلوة السياسية مطلقا؟ لا أعتقد أن سبب الفهلوة السياسية، أو الإيحاءات بها، هو التعرض للسياسة بمعناها اليومي، فأنا أتعرض للسياسة بمعناها اليومي، ولا ألجأ إلى الفهلوة. سبب الفهلوة آخر، وهو أن الأهداف التي تدعو الناس إليها ليست أهدافا يناسبها السفور لعيب فيها، أو لرفض من قبل الناس لها، أو لخجل منها من قبل المتعاملين بها، وهذا كله ينطبق على موقف عبد الله من الإنقاذ. النقطة الرابعة: هي مصطلح الشفرة الثقافية، وقد أبديت أعتراضي على هذا المفهوم. وسأفصل القول متى ما أتيحت لي الفرصة لأفعل ذلك، ومضطر للتوقف هنا حاليا. ولك من الود أخلصه. دمت
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الخاتم عدلان - يرد علي - عبدالله علي ابراهيم (Re: Khatim)
|
الشفرة الثقافية. هذا المصطلح مركزى فى محاضرة د. عبدالله على ابراهيم، محل النقاش الآن. هل نحت، أو إخترع الدكتور هذا المصطلح؟ أم أنّه مصطلح دارج وشائع فى العلوم الانسانية؟ وهل يمكن ترجمته الى Cultural Code ؟ ماذا يعنى هذا المصطلح؟
أمّا غياب الدكتور فقد يعود الى العطلة الصيفية. فقد إختفى العمود الذى يحرره فى جريدة الصحافة وغيرها من مظان نشاطات الدكتور الكتابية. وبالحق سوف يعود اشتراكه المباشر فى هذا النقاش بالنفع عليه وعلى الجميع ممن يطلبون من المثقف أن يكون على قدر المسئولية التى يلقيها على عاتقه انتماؤه الى قيم الحداثة، والتقدّم، والفرادة.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الي عادل عثمان (Re: Adil Osman)
|
الاخ العزيز عادل
لا اعتقد ان الشفرة الثقافية في حاجة الي تعريف اكثر من التعريف الذي اورده الدكتور عبدالله في المحاضرة ،
وهو ببساطة يقصد بها :الثقافة العربية الاسلامية ، او بالاحري القومية العربية الشمالية علي حد تعبيره وبالتالي كلمة شفرة هنا كلمة زائدة لا محل لها من الاعراب والدكتور معروف بولعه بابتكار التعابير الجديد ة ،
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الخاتم عدلان - يرد علي - عبدالله علي ابراهيم (Re: Adil Osman)
|
* العزيز عادل عثمان
أظن أن ما توحي به صحيح. تعبير الشفرة الثقافية (Cultural Code) ليس من بنات أفكار ع.ع. إبراهيم فهو مستلف (ربما بتصرف) من استخداماته الوفيرة والشائعة الآن في الدراسات الثقافية (Cultural Studies) ودراسات الميديا (media studies). المصطلح أسس له الفرنسي رولاند بارت في سياق أكثر تخصصاً وتفصيلاً ، فهو واحد من خمس "شفرات" (Codes) يعتبرها بارت العناصر الفاعلة في والمكونة لأي نص سردي (بالمعنى المصطلحي لـ "نص" (Text) و"سرد" (Narrative)...). ويبدو أن الدارسين والباحثين في مجال الـ Cultural Studies قد قاموا بتبنيه وتطويره. الحقيقة أن تأسيس وتوصيف رولاند بارت لمصطلح الـ"Cultural Code" يقترب كثيراً من الطريقة التي يستخدمه بها ع.ع. إبراهيم. أنظر هذا المقتطف من مقدمة أكاديمية تشرح استخدام الشفرة الثقافية كواحد من الشفرات الخمس كما يقول بها بارت:
The Cultural Code designates any element in a narrative that refers "to a science or a body of knowledge". In other words, the cultural codes tend to point to our shared knowledge about the way the world works, including properties that we can designate as "physical, physiological, medical, psychological, literary, historical, etc.". The "gnomic" code is one of the cultural codes and refers to those cultural codes that are tied to clichés, proverbs, or popular sayings of various sorts . بينما يقول ع.ع. إبراهيم:
نظام الانقاذ هو مستل من شفرة في الثقافة ومن مستودع في الثقافة ومن دلالات في اللغة ومن دلالات في الثقافة بحيث انو لربما كان الأخير في زمانه لكن جاء بما لم تستطعه الأوائل مــن حـيث البشاعــة (...) لكن البشاعة ، إذا شئت انو هناك في بشاعة أو انو في عنف أو في ، هو مستل من شفرة اساسية وهذه الشفرة الأساسية زيادة على الثقافة العامة التي درجنا عليها لكن تشكلت بشكل أساس في فترة الحركة الوطنية السودانية.
وافتقدناك بالأمس في مروي سابقاً ، أديس حالياً، في الإحتفاء ببكري أبوبكر.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الخاتم عدلان - يرد علي - عبدالله علي ابراهيم (Re: Agab Alfaya)
|
التحية والتقدير للاستاذان خاتم عدلان وعجب الفيّا
علي هذا البوست الهادف
وتحية لكل سابح في بحر الفكر
من مميزات هذا الفضاء السايبري على مافيه من "منقصات" ان جعلنا في وضع نستمتع ونتابع حواراتنا كجيل تالي مع جيلكم ننحت معكم مواضع الخلل ونسعى معاً إلى تلمس بؤرة الإشكال في ازمتنا المؤسسية الخانقة ووصف الحلول لذلك . لقد كان قراءتكم الكاشفة لكثير من الأفكار الضبابية ل د.ع ع إبراهيم من أروع ماقرأته في عالم القراءات , فقد مزجت فيها الرؤية المعرفية بالتجربة الشخصية مزجاً أخرجت الخلاصة التي لو شربتها الدولة السودانية لتحولت إلى كتلة متماسكة ومتجانسة وليس كياناً متجزءاً مفككاً كما هي الآن . أنا أؤمن بالرؤية المعرفية المستقلة للمثقف اكثر من رؤيته من خلال النظارات الحزبية أو الجماعية "نسبة الي الجماعة" . يوجد القليل من قامات فكرية مستقلة داخل الأحزاب السودانية و التي تتحمل مسؤولية الكثير من الازماتنا السودانية والتي اصّلتها النظام الحالي و حوّلتها الي "كوارث " . ولذلك أرى من الضروري بناء وإنماء الكيان الفردي المستقل للمثقف بصورة يتجاوز الجلباب الحزبي و"الجماعي" , لأن البناء المعرفي تتم أساساً في ميدان العلوم والثقافة ولهذا نلاحظ أن التيارات الفكرية في الغرب قامت على أكتاف رجال كرسوا حياتهم للفكر والتنوير فجاءت انتاجهم الثر ونقدهم الفكري الماعون الذي ينهل منه السياسة والأحزاب , أما لدينا فإن الفكر رهينة عند الأحزاب فحولتها إلى إيديولوجيا توجه حسب الرغائب والأهواء ولما كان الأهواء البشرية حتى لدى أصفى اصفيائها لا تخلو من الأخطاء والتجاوزات , ولذا ادّ إرتهان الفكر عند أحزابنا وربطه بأجندته إلى خلط حابل الحقائق المعرفية بنابل الأجندة السياسية فكان حصاد دولتنا من ذلك حصاداً مراً. إن القامات الفكرية التي التزمت الموضوعية العلمية وأبتعدت عن المزايدة السياسية في جل مواقفها وقراءاتها من أمثالكم وأمثال منصور خالد وآخرون هم الأمل الوحيد في مسيرة لملمة هذا الوطن في مواجهة سيل من رؤى وأفكار "مشفره" تصب جلها في مآل التجزي والتشذي وأولهم أفكار هذه الحكومة المجرمة , فهي بصلة فاسدة أفسدت الكثير ولكنها ومن حيث افسادها كشفت الكثير من العلاجات التي بها تعالج هذا الفساد. ان قراءتكم لمحاضرة ع . ع إبراهيم أكدت وكشفت الكثير من الحقائق والخفايا طالما نحتها وفككها وشرحها الأستاذ عجب الفيا من بين مسامات اللغة التي يغلف بها هذا الرجل أفكا ره دون أن يتكلف عناء الإفصاح عنها وقولها بصورة واضحة.
لقد قال ع. ع إبراهيم في ذات مقال إن البيئة الإفريقية بيئة "خليعة" الفرار إليها فقد لإشباع الغرائز وقد نسي الرجل وهو عالم إجتماع إن الخلاعة لا يمكن أن تكون سمة حصرية لبيئة أو مجتمع معينة , وإنما هي ظاهرة مرتبطة بكل أنواع البيئات البشرية بشكل من الأشكال كما هي "المحافظة" ولا يمكن أن تكون المسألة مطلقة هكذا فلننظر مثلاً إلى بيئة الكوسا حيث ولد وترعرع الأسطورة الإفريقية مانديلا حينما يقول عند عودته إلى قريته وأمه بعد طول الغيبة إذ يقول :
"ايقظت امي من النوم فبدت لي وكانّها رات شبحا وغمرتها السعادة . احضرت معي فواكه وشيئا من لحم وسكر ودجاج , فاشعلت امي النار لاعداد الشاى ولم نتبادل الاحتضان والقبل لان ذلك ليس من عاداتنا و ورغم سعادتي بالعودة انتابني شعور بالذنب لرؤية امي تعيش بمفردها في تلك الظروف التعيسة, حاولت اقناعها بالانتقال للعيش معي في جوهانسبيرج ولكنها اقسمت الا تغادر الريف الذي كانت تحبه—ربما ليس للمرة الاولي – عما اذا كان المرء محقا في التقصير نحو اهله وافراد عائلته للنضال من اجل رعاية الاخرين؟ هل في الدنيا افضل واهم من ان يتولي الانسان رعاية امه العجوز؟ ثم يضيف " لم يتطرق الي ذهني الشك في انني كنت علي صواب فيما اخترت, ولكن ذلك لا يعني ان النضال السياسي في مرتبة اخلاقية اعلي من مرتبة رعاية الانسان لاهله وافراد عائلته-فالحقيقة ليس كذلك ولكن الواقع انهما امران مختلفان لا اكثر ولا اقل".
ويقول وهو ابن خمس سنين عن طفولته: "كانت العادة ان يلعب الفتيان بمفردهم ولكننا احيانا نشرك فتيات القرية في اللعب ايضا"
إي إنفلات واي خلاعة على الإطلاق (واعني هنا المنظور العبدلاّبي لمفهوم الخلاعة) هنا في هذه البيئة القبيلية الافريقية المحافظة , إذا كان التعبير عن أكثر الوشائج الإنسانية جياشة وهي تلك التي بين الأم والإبن تتم بنوع من الجفاء ظاهري وإن كان دفئها وتدفقها في العمق الوجداني . أن النظر إلى "الآخر" بمرآتنا ووفق آلياتنا ومحرماتنا ال" نحنوية" لايؤدي إلى فهم الأخر فهماً سليماً ومنصفاً ولذلك المدخل السليم هو أن نأخذ الآخر ونتعامل معه من حيث "هو هو" دون إسقاط أو تفكيك مكوناته وتجزيئه ثم الأخذ من هذه المكونات من الزاوية التي نريده . وعندما يصدر أمراً كهذا من عالم إجتماع فان ذلك يدخل ضمن مفهوم القراءة الايديولوجية لمكونات مجتمعية وهي قراءة متحيزة وذات أهداف مستبطنة لا يرجو منها أن تكشف أي حقائق أو تفرز أي قراءة علمية. ظاهرة انتشار افكار د. ع . ع إبراهيم "الصرعة" هذه تنسجم تماماً مع مقولته عن جماعته :
Quote: "أن هذه الجماعة عندما" أرادت أن تبنى وطنا بنت وطنا أكبر في رقعته من رقعتها " |
الجماعة ايّاها لم تبني وطناً في الاساس ولكنها بسطت "هيمنتها" علي "وطن" موجود اصلا , ومن ثم اسّ البلاء واساس " العراك" في ميدان "الهيمنة" هذه وليست في رقعة الجماعة كذات ولا مع "شفرتها" ان هي عرفت حدود "الآخر" وحدودها. كما ان جذور "الهيمنة" لا تكمن فقط في "شفرة" الثقافة العربية او الاسلامية وانما تعود الي عوامل اخري ربما تتناقض بعدها مع الشّق الثاني من شفرتها . أفكار د. ع ابراهيم اخذت مساحة إنتشار أكثر من كم الحقائق التي فيها كما أن غيابه من ساحات الحوار على رغم تواجده الشبه دائم في في اعمدة الصحافة والذي يؤكد توفر الوقت لديه للرد على مايقال من تحليلات عن أفكاره يجعلنا في محل إتفاق معك حول استنتاجك عن أسباب غياب الرجل وصومه عن الدفاع عن أفكاره. كما لا اري من جدوي في محاورة الرجل في أفكاره دون أن يدلو بدلوه لأن في ذلك شكل من أشكال حوار الطرشان . أن فضاء الحوار الذى أتى بالأساتذة الكبار مثل حاتم عدلان ومنصور خالد ودكتور بولا ويضم في عضويتها عمالقة القصة والفكر مثل يحيى فضل الله ودكتور أبكر أسماعيل والاستاذ الفيا وآخرون , إذا فضاءاً كهذا , فضاء اقل مستوى من قدرات دكتور ع .ع ابراهيم الفكرية فإن ذلك أيضاً نوع من أنواع المجافاة للحقيقة ولا أرى أن ع . ع إبراهيم لا يحاور ولا يرد على الذين يناقشون أفكاره لانهم أقل مستوى كما يعتقد الأستاذ أسامة الخواض وآخرون , و لو أفترضنا أن ذلك صحيحاً "من وجه نظرهم طبعاً" فإن الحوار لا يشترط أن يكون الطرفان بذات المستوى من الفكر و إنما يشترط فقط وجود فكر ونقيضه أو رأي والرأي الأخر . لو أخذنا وجه نظر الخواض ووضعناه في دائرة التنفيذ فهل يستطيع العالم الثالث بمستوى تراكمه الفكري أن يفتح حواراً مع الفكر الغربي وهل يعني ذلك حدوث قطيعة بين أي فكر يرى أنه في برج عالٍ وبين أفكار أخرى"يراه" في أسفل البرج ؟ , وهل النداء الذي اطلقه النخبة الأمريكية المثقفة لفتح حوار مع المثقفين السعوديين هو حوار بين كتلتين متساويتن في التراكم المعرفي أم بين فكرين نقيضين يسعيان إلى التواصل بغض النظرعن حجم الكم المعرفي لأي منهما؟ انا لا اتفق مع المنظور المشائي في هذا الموضوع .
وفي الختام احيّ الأستاذ عجب الفيا على تفرده في تناول "مواجع" الفكر وبذل جهد مقدر وإطّلاع وافي مما يأتي دفوعاته الفكرية قوية وتفتح حواراً غزيراً , كما أحيي الأستاذ عدلان لإعطائه لنا كل هذا الوقت والجهد وكشفه لتلك التجارب الشخصية الثرّة في مسيرته التاريخية , له منّا الشكر والتقدير
قال عثمان محمد صالح
عن د. ع ع ابراهيم
Quote: أفكاره التي أرغـمها عـلى الـنـزول من " أريكة الطليعية" لـتـفـتـرش" البساط الشعبي"، و قـد كان دافع الكاتب ، فـيما بدا لي ، إسرافاً في التواضع لا يصدر إلاّ عـن مفـكـر ذاهـد في بهرج المكانة وأبهّة الصفـوية، ومحبـّةً للعاديين لايحملها إلاّ فـؤاد يساري مخلص ليساريته
|
لو كان دريدا أو لا كان , و لو كان أبن جنّي أوأبن حيّان , او مؤسّساً لتيار أو مدرسة فكرية عالمية , او حائزاً لجائزة من الجوائز الكونية مثل نوبل , ماذا يكون رايك فيه؟ لم يقل أي من قاماتنا الفكرية الذين انتقدوا أفكاره من دكتور بولا إلى خاتم عدلان إلى عجب الفيا إلى غيرهم من التيارات الشارع الفكري السوداني العريض , أن أفكار الرجل يدخل في باب الأشياء العصية على الفهم البشري.
الشفرة وما ادراكما الشفرة ؟ أي شفرة تلك المقفولة داخل سياجها الحديدي الخروج منها أو الدخول إليها سيان طالما أنت منبت من تلك الشفرة هل حتمية الشفرة وإستحالة الخروج منها أو التعديل فيها هي نتاج الظاهرة الإسلامية أم الثقافة أو التراث العربيين . واين موقع احمد ديدات الجدلية الاسلامية "الافريقي" وعفلق القومية العربيةالثورية "المسيحي" من شفرة تلك "الجماعة العربية المسلمة حول النيل والبوادي" لو قدّر لاي منهما او احدهما ان يكون ضمن دائرة شفرتها؟ هل يكونان داخلها ام خارجها ام من كل نص نص!.
الحتمية الشفيرية هذه ليست بالطبع نتاج الظاهرة الاسلامية التي انتجت تجربة ديمقراطية ناجحة في سنغال وتركيا وباكستان واندونسيا وعملاقا اقتصاديا علميا في ماليزيا. فظاهرة كهذه ليست سببا في انغلاق الشفرة علي ذاتها واستحالة انفتاحها علي غيرها او الخروج من داخل سياجها يساريا كنت او يميني , من عصير سنار او من غابة الابنوس.
أي شفرة منغلقة تلك التي يلمح اليها د. ع ع ابراهيم واي فكر تلك التي يريد بناءها في ساحة ضيقة كساحة جماعته العربية المسلمة حول النيل والبوادي. وهل تلك الشفرة تضم الافارقة النوبيون المسلمون ام هم خارجها وان كانت داخلها فكيف يكونوا عربا , وابن جنّي مؤسس علم اللغة وناحت علاقة اللفظ بالمعني النحوي لم ينكر يوما انتماءه الرومي بل وتغنّي به شعراً:
فان اصبح بلا نسب فعلمي في الوري نسبي علي انّي أءول الي قروم سادة نجب قياصرة اذا نطقوا ارم الدهر ذو الخطب اولاك دعا النبي لهم كفي شرفا دعاء نبي*
(* ويقصد بدعاء النبي دعاءه لقيص الروم لتثبيت ملكه عند اعظامه لكتاب النبي).
صحيح ان القوي المدنية والشعبية في السودان تتحمل المسوؤلية الاخلاقية فيما حصلت في الجنوب وما تزال في دارفور وربما غدا وبصورة اعمق في الشرق, وذلك بصمتها على ما يرتكب باسمها من جرائم وموبقات , سواء كانت سبب هذا الصمت يعود الي الخوف من قولة حق في وجه سلطان جائر او طمعا في نعيم زائل او غباءً وجهلاً بمآلاته او ايّ كان الامر. فالصمت المجتمعي المميت والتغاضي والتعامي عمّا يرتكب شجّعت ومازالت تشجع الطغمة الحاكمة في التمادي في تدوير "طاحونتها" البشرية القاتلة , وهم بصمتهم تلك يفتحون ابواباً لرياح عاصف يكونوا هم اوّل الضحايا . علي ان ذلك لا يعني باي شكل من الاشكال غياب اصوات رفعت راية الرفض في وجه "الطواحين" وان ذلك لا يعني ان د. منصور خالد وياسر عرمان وخاتم عدلان , او حتي عثمان ميرغني الصحفي المحسوب علي النظام في ذات الموقف الاخلاقي مع علي عثمان طه( بل الاخير في موقف "جنائي " لا يحسد عليه) بسبب انتمائهم البيولوجي والطبيعي لشفرة د. ع ع ابراهيم. ان اقراراً كهذا حتما لن يحل اشكاليات الصراع الدموي المرشح للتصعيد , و ان اسباب الصراع كما اوضحنا في مكان آخر ليست مرتبطة بالشفرة من حيث الشفرة وانما هي ايضا ضحية تعرضت الي الاستغلال وسوء الاستخدام . والمطلوب وقف استخدام الشفرة للهيمنة علي الآخرين وليست الشفرة ذاتها. فتجارب الهيمنة واستغلال البشر موجودة في التاريخ وحصلت مع شعوب اخري ليست ممن يمتلكون ذات شفرة د. ع ع ابراهيم , وما مشكلة نظام الفصل العنصري علي اختلاف طبيعتها ودلالاتها سوي دليل نفي لحتمية الشفرة اذ كيان الدولة لم تتاثر مع تقويض اركان نظام الفصل العنصري وتدميرها دون حاجة لتدمير الشفرة ودون ان يدعي احداً ان الاشكالية الجوهرية كانت في الشفرة. غاية الاشكال في حالتنا السودانية هي مشكلة الهيمنة والتي استخدمت فيها المتاح من الوسائل والتي تجسدت في شفرة د. ع ع ابراهيم, ولو قدر ان توفر غيرها مع ذات الافراد لاستخدموها في مسيرة ذبحهم للطموحات وكبتهم للحريات ونهبهم للثروات وتعريض الوطن للمهلكات. ان الاتجاه "التعويمي" في تشتيت المسؤولية يقصد من ورائها "اعادة نشر" لقوي الشمال وذلك بجمع الفاسد المجرم والصحيح المعافي في سلة واحدة هي سلة الشفرة المغلقة , وهي دعوة "نكوصية" بالضرورة يعيد انتاج الازمة وبصورة ربما اكثر قسوة لان "الكوم " في هذه الحالة تضم "اليساري العمالي" و"الليبرالي الراسمالي" و"الاصولي البنلادني" داخل سلة واحدة هي سلة الشفرة وطبعا من الطبيعي ان يكون علي راس شفرة الاصولي المتشدد , اليست شفرة جماعة عربية اسلامية ! .
اقدم هنا مثالا حيّا من عمق نضال المؤتمر الوطني الافريقي في صراعه الطويل ضد نظام الفصل العنصري لمقابلة فرضية الشفرة الحتمية عند د. ع ع ابراهيم:
في جنوب افريقيا العنصرية والتي وصلت حد تقصيم البشر الي كانتونات حسب الوانهم واشكالهم , ولد المحامي الافريكاني"ابيض" برام فيشر وهو حفيد رئيس وزراء سابق. ولكن ابت نفس فيشر اّلا ان يكون سيفا مسلطا في وجه النظام العنصري الذي ينتمي اليه "شيفريا" يقول مانديلا عن رفيق النضال والمنافح القوي عن حقوق الافريقيين : "كان برام نقي المذهب , وقرر بعد محاكمة ريفونيا ان العمل السري هو افضل وسيلة يخدم بها النضال. فقد تالم لدخولنا السجن وبقائه هو حراً طليقا. نصحته اثناء المحاكمة الا يختار ذلك الطريق مؤكداً انه يقدم في قاعات المحاكم اعظم خدمة لنضال .فهو افريكاني , ابن قاضي قضاة , يكافح من اجل حقوق المستضعفين. ولكن برام لم يحتمل ان يري معاناة الآخرين بينما هو يعيش في حرية , مثله كمثل القائد العسكري الذي يصر علي القتال جنبا الي الجنب مع جنوده في ساحة المعركة. فلم يكن برام ليطالب غيره بتضحيات لم يكن هو شخصياً مستعداً لتقديمها" ثم يضيف مانديلا ذاكراً سيرة هذا المناضل الذي سبح ضد التيار "للشفرة" العنصرية :
" اختفي برام فيشر بعد ان اطلق صراحه بكفالة عام 1965 , ثم حكم عليه بالسّجن المؤبد بتهمة التآمر لارتكاب عمليات تخريب . وعندما اثبتت الفحوصات الطبية اصابته بالسرطان اذعنت الحكومة لحملة في الصحف واطلق سراحه لاعتبارات انسانية. ظل برام تحت الاقامة الجبرية في بيت اخيه في بلومفونتاين , وتوفي بعد اسابيع من اطلاق سراحه"
ثم تاتي الشهادة القوية من الاسطورة في حق هذا المناضل والذي بمعيار الشفرة المغلقة عند د. ع ع ابراهيم يفترض ان يكون عدواً له. يقول مانديلا:
"لقد قدم برام حفيد رئيس وزراء مستعمرة اورانج ريفرorange river) ) بكل الاعتبارت اعظم تضحية ممكنة. فمهما عانيت انا في سبيل الحرية فقد كنت استمد قوتي من انني اناضل الي جانب اهلي ومن اجلهم.اما فيشر فقد كان انساناً حراً , حارب قومه لضمان حرية الآخرين " انتهي ((من كتاب مانديلا : رحلتي الطويلة من اجل الحرية))
صحيح هنالك اختلافات في شكل النضال ونوعية القضايا المطروحة هنا وهنالك , وصحيح ايضا انه لا يوجد من قدم تضحيات التي قدمه فيشر دفاعا عن حرية "الآخر" ولكن في عموميات المعاني والدلالات هنالك الكثير الذي يدعو الي التأمل. ان الشفرة التي تضع د.منصورخالد مستشار جون قرن المدافع عن حقوق الشعب الجنوبي المغتصب في نفس سّلة علي عثمان طه مؤسس الجنجويد وقاتل اكثر من50الف ومشرد اكثر من مليون ونصف شخص في دارفور هي شفرة تتجاوز الواقع وتلقي ظلالاً اكثر ضبابية لمشاكل السودان الموغلة في الضباب .
اذا كانت من مكونات الشفرة العبدلابية الاسلام والعروبة
فان:
الاسلام والعروية ليست وجهان لعملة واحدة في اعتقادي , الاسلام عالمية والعروبة محلية اقليمية , وهي كما التركمانية , او الاردية , او الهوساوية قد تكون وجه من وجوه الاسلام وقد لا تكون.وان كنت لا انكر لها افضلية اللغة التي فيها الكثير من شفرات ثقافتها, ولكن ليست الي درجه التي تجعل العروبة تتماهي في الاسلام وتدس الكثير من سموم ثقافته , تلك السموم التي اتت بفقه الانتحار بديلا للنضال الشريف , وانتجت فقه المستبد العادل بديلا للحريات والقانون. هنالك جماعة عربية مسلمة حول النيل والبوادي واخري عربية مسلمة وافريقية غير مسلمة وافريقية مسلمة . وغاية اشكاليات الصراع الحاصل في السودان هو هيمنة الجماعة العربية المسلمة حول النيل والبوادي وثقافتها علي الجماعات الاخري , واذا كان لهذه الهيمنة مسبباتها التاريخية , فهل هناك أي مبرر لمحاولة قلب الطاولة والعودة الي المربع الاول بالتفافات ثقاقية بعد ان وعت الجماعات الاخري حقوقها ومشت خطوات هامة في طريق اخذها لتلك الحقوق سواء كان ذلك من خلال ساحات العراك العسكري او من خلال فضاءت الحوار الفكري . ان الفكر التراجعي يريد ان يعود بنا الي المربع الاول ولو ادّ ذلك الي تفصيل لكل جماعة قماشا علي مقاسها والعيش داخل سياج شفرتها , الا يعني هذا دعوة صريحة الي فصل الجماعات حسب ايقوناتها الثقافية , ام ان د. ع ابراهيم لا يعتقد ان لجماعات الاخري ايقونات ثقافية ؟.
ان القراءة التجزيئية للمجتمع المتجذر اصلا وبرؤية ذات ظلال ايديولوجية وعرضها بصيغة الي "النحو" اقرب منه الي "المنطق" أي التركيز علي "اللفظ" اكثر من " المعني" , ان قراءة كهذه يخلق اشكاليات استقطابية في ساحات الفكر قد تفعل فعلا ما سوتها الاستقطابات السياسية. الفكر في صيغته الحداثية والتي منه ينهل د. ع ع ابراهيم وجهته كونية انسانوية اكثر من تقنين المركزيات, سواء كانت تلك المنغلقة داخل سياجاتها الشيفرية او تلك المنفتحة ولكنها شافطة لغيرها .
افضل السبل لبناء نهج فكري سليم هو ترسيخ ثقافة النقد و منهج الشكك وليس ثقافة "الايمان" او "الاعتقاد" بان افكاراً "عصيّة" علي الفهم او مفكراً يتعالي في برجه فوق قدرات الاخرين , وان منهجي الشك والنقد وحدهما يستطيعان "شك " الاوراق الفكرية والثقافية السودانية "المشتتة" ويعيدان جمعهما داخل نسق "وظيفوي" دون ان يكون حتميا "صندقتها" في شيفرات او سياجات مغلقة علي بعضها.
ان القراءة العبدلابية يعني استحالة كون دولة واحدة في ظل اشكالية الشفرة المغلقة بين الجماعات , واعتقد بانه من هذا المنطلق اتت استنتاج د. ع ع ابراهيم : "Quote: " أن هذه الجماعة عندما" أرادت أن تبنى وطنا بنت وطنا أكبر في رقعته من رقعتها " |
لاحظوا مفهوم عملت دولة: " مع ان الدولة موجودة اصلا وهي ملكية عامة. وانما المؤسسات التابعة للدولة هي التي تعرضت الي "الهيمنة" كما ذكرنا , ومن ثم غاية اهداف الجماعات الاخري التي تنادي بتغييرات بنيوية انما تصب في خانة تغيير"تعديل" عمليات الهيمنة علي تلك المؤسسات الدولتية , ولا تنادي باجراء تعديلات علي جغرافيا الدولة ذاتها , ولكن مفهوم الدولة لم تترسخ لدي كثيرون منّا. فالغالبية تربط الدولة بالجهة او الحزب او الجماعة ..الخ بينما هذه كلّها جزئيات داخل كيان الدولة شأنها شان غيرها من الموجودات داخلها , سواء اقرت الجهة المهيمنة بذلك "فعلا" وليس "قولا" ام لم تقر. في ختام مداخلتي هذه ارجو من الاخ عثمان محمد صالح ان لا ينحو المنحي الذي ذهب اليه في محاولته ادخال فكر د. ع ع ابراهيم داخل سياج مغلق عصيّ علي فهم , كما ادخل د ابراهيم "الجماعة العربية المسلمة" داخل سياج مغلق لا يستطيع من ينتمي اليها الخروج منها شاء ام ابي و ولا يستطيع بداهتا "الآخر" دخول اليها شاء ام ابي . اذا افترضنا ان ذلك ممكنا "اعني انغلاق الجماعة" , فان "اغلاق" الفكر بدعوي " وجعله فوق الادراك والفهم يفقد معناها ويجعلها غير قابلة للتداول . الا اذا كنت فعلا تعني ان فكر د. عبدالله ليست لهذا الجيل وانما لاجيال اخري مستقبلية في رحم الغيب تاتي لتفهمه وتقرأءه. كما ان في قولك لعدم فهم الاخرين لافكار الرجل تصريحاً ضمنياً بانك "فاهم" للذي اصبحت عصيّا علي الاخرين فهمه وفي ذلك نوع من تقليل لشأن الاخرين دون ان اعني بانك تقصده. او ربما ذلك يعني وجود "شفرة " ما لافكار الرجل وجدتها انت او "اعطاك ايّاه" ولم يكن هذه الشفرة متاحا ل "لاستاذ عدلان" او "لاستاذ عجب الفيّا" ! . في كل الاحوال احترم واقدر آراءك واقدّر لك تصويبك ل د. ع ابراهيم في معرض استخدامه لكلمة "الخلعاء". ولكنني اختلف معك في ما تراه "سوءً" من ظاهرة تعدد القراءات بخصوص افكار د. ع ابراهيم , لانني اعتقد بان مسألة تعدد القراءت هي التي اوحت لكبار المفكرين مثل فوكو واخرون الي استنتاج بان المعني موجود في ذهن القارئ وليس في كتاب الكاتب, و اذا كان في هذا شئ من الحقيقة فان ذلك مبررا فكريا كافيا للذين يقراؤن افكار د.ع ابراهيم بطريقة مغايرة لما تقرأه انت وان كان لهم من الدفوعات ما يجعلهم يتجاوزن فكرة موت المؤلف في معرض تناولهم للفكر العبدلابي , مثلما ان ذلك مبرراً لك لاستمرار في القراءة وفق تصورك الذهني كقارئ.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الي د. بشار صقر (Re: د. بشار صقر)
|
الدكتور بشار صقر سعادتنا كبيرة بحضورك معنا ،
واحييك واشد علي يديك علي هذه المساهمة القيمة التي اضاءت لنا الكثير،
واضم صوتي الي الاستاذ عدلان عيد العزيز للاشادة باشارتك الحصيفة في الرد علي الفكرة المحورية للمحاضرة وهي مقولة ان القومية الشمالية العربية بنت وطنا اكبر في رقعته من رقعتها ، ولعل قولك فيه توراد خواطر فقد خطرت لي هذه الفكر ة اثناء ردي علي عثمان لكن تسربت من ثقوب الذاكرة اثناء الكتابة ،فهذا الوطن لم تبنيه الحركة الوطنية الشمالية بعد رحيل الاستعمار الانجليزي كما ذهب الي ذلك الدكتور عبدالله ،وهذه حقائق تاريخية وليست ايدلوجيا ،
تقول لله درك :
Quote: الجماعة ايّاها لم تبني وطناً في الاساس ولكنها بسطت "هيمنتها" علي "وطن" موجود اصلا , ومن ثم اسّ البلاء واساس " العراك" في ميدان "الهيمنة" هذه وليست في رقعة الجماعة كذات ولا مع "شفرتها" ان هي عرفت حدود "الآخر" وحدودها. كما ان جذور "الهيمنة" لا تكمن فقط في "شفرة" الثقافة العربية او الاسلامية وانما تعود الي عوامل اخري ربما تتناقض بعدها مع الشّق الثاني من شفرتها . أفكار د. ع ابراهيم اخذت مساحة إنتشار أكثر من كم الحقائق التي فيها |
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الخاتم عدلان - يرد علي - عبدالله علي ابراهيم (Re: Agab Alfaya)
|
لايفوت على فطنة القارئ أن الإشارة اللطيفة الى "الأُستاذ عدلان" الواردة فى المساهمة الدسمة للأخ د. بشار.. إنما المعنى بها الأستاذ الخاتم عدلان وليس عدلان عبدالعزيز..
الأخ د. بشار شكراً على تلك الإضاءة القيمة فقد أصبت فكرة د. عبدالله على إبراهيم المركزية فى مقتل.. Quote: " أن هذه الجماعة عندما" أرادت أن تبنى وطنا بنت وطنا أكبر في رقعته من رقعتها |
وذلك عند تنبيهك الحصيف أن: Quote: الجماعة ايّاها لم تبني وطناً في الاساس ولكنها بسطت "هيمنتها" علي "وطن" موجود اصلا |
لك الود..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الخاتم عدلان - يرد علي - عبدالله علي ابراهيم (Re: Agab Alfaya)
|
الاخوان عبدالمنعم ،الخاتم وبقية المشاركين ،،، سلام
المعلوم أن د. عبد الله علي إبراهيم بني مجده الفكري والثقافي وهو في أحضان الحزب الشيوعي والفكر الماركسي وكان محل إحتفاء وإعجاب شديد من قبل جماهير هذا الحزب والمتعاطفين معه، قبل أن يتحول إلي موقع فكري يكاد يكون مناقضاً لموقعه الأول. من حق د. عبد الله – كما من حق أي أحد أن يعتقد ما يشاء – ولكن مأزق د. عبد الله أنه في أحاديثه وكتاباته ومواقفه الأخيرة يبدو كمن يمسك "العصاية من النص" فهو لا يستطيع إخفاء تحوله الفكري ولكن في نفس الوقت يلجأ لعدم الوضوح ويحاول إرضاء القاعدة الجماهيرية التي كانت تحتفي به وتكن له الإعجاب.
طارق
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الخاتم عدلان - يرد علي - عبدالله علي ابراهيم (Re: Agab Alfaya)
|
الأخ العزيز عدلان عبد العزيز لك التحية والود، وأحب أن أعتذر لك وللأخوة الآخرين المتداخلين، عن هذا التأخير الذي إضطررت إليه إضطرارا، بحكم العمل والإرتباطات وكثرة البوستات. ولكني أعد بالتعليق على كل المداخلات، فليصبر الأخوة دون أن يدور بخلدهم أنني أهمل الرد عليهم أو أقلل من ضرورته. أشرت ،ياعدلان، إلى أن الهوية الثقافية لا تعني ولا تستلزم وحدة الهوية العرقية. وهذا صحيح إذا كنا نتحدث على مستوى الهوية الثقافية وحدها. فالثقافة طليقة من القيود، وقابلة للإنتشار عبر القارات وعبر الإثنيات، وهذا مما لا شك فيه. كما أن الثقافة، مثلها مثل كثير من القيم المعنوية تتكاثر بالأخذ ولا تنقص، ولذلك فهي قابلة للإستملاك، وغير قابلة للمصادرة. وأذكر أنني كنت أقارن مع شاب أرتري بين العربية والتنفرنجية، وما بينهما من أوجه شبه لا حصر لها. وعندما قلت له أنتم سرقتم لغتنا، قال لي بتلك الدعابة الأرترية الناشفة: ما دمت قد وجدت المسروق فلماذا لا تسترده؟! وكان يمكن لصديقي الأرتري أن يقول لي أن العربية ليست مشتقة أو مسروقة من اللغة العربية، وأنما ترجع اللغتان إلى أصل واحد هو الجئزية القديمة التي انطلقت من اليمن شرقا وغربا، ولكنه لم يشأ الدخول في مغالطات فقال خذوا لغتكم ما دمتم قد وجدتموها. وهو يشير كما قلت إلى خصائص القيم المعنوية من حيث إستعصائها على الأسترداد ومن حيث قابليتها للإستملاك ومن حيث زيادتها بالعطاء. واللغة العربية، والإنجليزية، كمكونين أساسيين من مكونات الثقافة،مثلان بارزان على ما نقول. ولكن إذا تخطينا البعد الثقافي للهوية، فإننا يمكن أن نتحدث عن بعد إثني للهوية. لأن الإثنية تعتبر عاملا مهما من عوامل الهوية أيضا. وأنت مصيب ايضا عندما قلت: (كتبت فى بوست آخر " شعوب أمريكا اللاتينية تتحدث الإسبانية، لكنهم لم يدعوا يوماً ما أنهم إسبان!) هذا صحيح، ولكن لماذا لا يدعون ذلك؟ هل لأنهم فعلا لا تجري في عروقهم (الدماء) الأسيانية، أم لأسباب أخرى؟ أعتقد أن الاسباب مختلفة. وهي أن الدولة القومية تضفي على أهلها هويتهم الجامعة، فيصبحوا كلهم برازيليين أو أرجنتيين أو مكسيكيين على سبيل المثال، وبصرف النظر عن اصولهم العرقية. بمعنى آخر فإن الذين تجري في عروقهم الدماء الأسبانية، ماداموا قد أقاموا في تلك البلاد وتجنسوا بجنسياتها ونالوا من خيراتها وقاموا بواجباتهم إزاءها، وأنشاوا أطفالهم على حبها، لا يقولون أنهم أسبان، بل يقولون، عندما يتحدثون عن هويتهم الجامعة أنهم برازيليون وارجنتينيون ومكسيكيون. كان يمكن لهؤلاء أن يقولوا أنهم أسبان لو كانوا يؤمنون بالمفهوم الأمبراطوري والمركزية الأمبراطورية في علاقة الشعوب ببعضها البعض. ولكن لأن مفهوم الدولة الوطنية متجذر هناك ولا يوجد من يدعو إلى قيام الدولة الهسبانية الواحدة ذات الرسالة الخالدة، فإنهم لا يرون معنى لأن يقولوا أنهم أسبان. ولكن بعضهم، إذا شاءوا، يمكنهم أن يقولوا أنهم أسبان عرقيأ، على أن تكون هذه هوية صغرى داخل الهوية الكبيرة، خاضعة لها وغير متناقضة معها، ولا متعالية عليها. المشاكل التي يثيرها العروبيون عندنا كثيرة جدا، ولكن أهمها على الإطلاق أنهم يضعون العروبة في مكان أسمى من الهوية الجامعة التي لا تكون شيئا آخر غير السودانوية، أي ببساطة، وحتى نبتعد ما أمكن عن مصطلحات يمكن أن تغيب المعنى المراد هنا، غير انتمائنا إلى وطن واحد وتساوينا داخله في الحقوق والواجبات. نقول السودانوية لأن الوطن الذي يضمنا إسمه السودان. وضع هوية صغرى، هي العروبة، في مكان أسمى من الهوية الجامعة وهي الإنتماء إلى السودان،هو المصدر الأساسي للإستعلاء والإستبعاد والإستعباد والإستئثار بالخيرات دون الآخرين. وهذا ناتج في نظري عن عدم تجذر مفهوم الدولة القومية عندنا، و عند العرب عموما، نتيجة لمستوى الوعي العام بهذه المسائل، ونتيجة للصراع الشرس من أجل مصادر الثروة والقوة على خلفية الندرة الإقتصادية القاهرة. الوعي الإمبراطوري هو الذي جعل ذلك الخليفة الأموي،يقول للسحابة التي لم تنزل في حاضرته: إذهبي حيث تشائين فإن خراجك سيأتيني. هذه المركزية التي تخضع السحاب هي المسئولة عما نحن فيه. وأذكر أن أستاذنا في التربية الدينية كان مزهوا جدا وهو يقول لنا هذا القول، لأن سلطة الخليفة، في نظره، من القوة بحيث أخضعت السحاب. الخليفة والأستاذ، لم يفكرا في الخيرات التي يمكن أن تعود على فلاحي الإمبراطورية من هطول تلك السحابة، ولكنه فكر في الخراج! هذه المركزية الإستتباعية هي التي تجعل البلدان تفقد صفاتها وتتبع للإمبراطورية وتجعل الشعوب تعرف نفسها كأجزاء من كلوية أمبراطورية يتخيل الجميع أنها لن تنتهي مطلقا. الثورات الوطنية خلصت الشعوب من الأوهام الأمبراطورية، وإن كانت قد خلصتنا نحن على المستوى العملي الذي مكننا من بناء دولتنا، فإنها لم تحرر وعينابعد من أننا لسنا إلا سودانيين. وأن أصولنا العربية أو الزنجية أو الحامية، أو ما تريد، إذا كنا حريصين على الإستمساك بها لأغراض ثقافية أو غيرها، فأنها لا تتعالى مطلقا على إنتمائنا السوداني الجامع. المشكلة الثانية التي يدخلنا فيها العروبيون هي القول بأنك حر حرية مطلقة في اختيار إنتماءاتك الإثنية. أي أنهم مستعدون لإلغاء علوم بكاملها تبحث في القوميات والإثنيات والهجرات والتداخل وغير ذلك، وهي علوم التاريخ والأنثربولوجيا والإجتماع، والتي حققت كشوفا لا يستهان بها في كل هذه المجالات. وفي الحقيقة فإن الإكتشافات في مجال الحمض النووي ترفع هذه المسائل كلها إلى مستوى علمي عيناني بياني لا يمكن الشك فيه. لا يمكن بالتالي أن نصور الهوية العرقية بأنها اختيار ذاتي محض، يكون صحيحا حتى إذا برهن العلم، وبنسبة 100%، كما قال الأستاذ عثمان محمد صالح، والذي أعبر عن أحترام كامل لشخصه ومساهمته، بأنها خاطئة. لا يمكن ذلك لأنني إذا كان ذلك صحيحا، يمكن أن اقول أنني أنتمي إلى بيت وندسور الحاكم في إنجلترا وأذهب إلى الملكة اليزابيث الثانية لأطالبها بأملاكي وبأملاك اسرتي في بريطانيا، والكشف عن السجلات الكاملة للمتلكات الملكية حتى لا يكون هناك أي غش ( ثقافي وقانوني وحسابي) في هذه المسألة؟ وعندما تسألني الملكة المذعورة عن براهيني سأقول لها ببساطة، أن هذه المسألة لا علاقة لها بالبراهين، إنها اختيار حر مائة في المائة، وإذا كان مؤرخوك يقولون أن السودانيين، لا تربطهم اصول مشتركة مع عائلة وندسور، فإن آراءهم لا يعتد بها مطلقا، في مسألة تقوم على الإختيار الحر بنسبة مائة بالمائة! وبالطبع لا يمكن أن يكون الأستاذ عثمان قد فكر في ذلك أو يرغب في توصيل مقولته إلى هذه الأبعاد المثيرة للمطامع الوراثية، ولكن نظريته تلزمه بذلك حتى إذا لم يفكر هو شخصيا فيه. وأقول: ليت نظريته كانت صحيحة! ولكنها ليست كذلك للأسف. ونواصل
| |
|
|
|
|
|
|
|