|
|
 اعتقالي من قبل جهاز الأمن الوقائي أو ما يسمي بنيابة الجرائم الموجهة ضد ال
|
الأعزاء في البورد : لم أبوح بهذه الذكريات المؤلمة الا للقليل من صفوة الأصدقاء
ليس بداعي الخوف إنما أيمانا مني أنها تجربة شخصية جدا لا تضيف للآخرين شيئا وعندما اشتركت في البورد ( شكرا للعزيز تراث والزعيم بكري ) كنتم انتم جميعا صفوة الغرباء من أود البوح لهم . ربما للإحساسي الشخصي الكثيف بالأمان كما هو الحال في علاقات السفر حيث يمنحنا الإحساس بالغريب أمانا اكثر
عموما كنت في إجازة في السودان بعد طول غياب. وكعادة الطلبة لا تفصلهم المناخات المختلفة عن الهم الطلابي العام لذلك كنت أرتاد الجامعات وبقوة وبالتحديد جامعة السودان ( الهندسة ) ومجمع كليات الطب جامعة الخرطوم وارتبطت بالكثير من الصداقات الجميلة مع الكثيرين هناك وجمعنا الهم الطلابي العام حيث كنا بصدد تأصيل مشروع في اعتقادي الشخصي انه لو وجد القليل من هامش الحرية لأصبح إضافة نوعية جدية للحركة الطلابية.
المشروع بالتحديد يهدف لخلق اتصال ما بين المنظمات الطلابية النشطة في الداخل والخارج عبر منتدى أسس له بعض الأصدقاء في بيروت والنرويج والهند .
امتلكني هذا المشروع وبقوة ثم جاءت أحداث جامعة الخرطوم والمظاهرات المطالبة بحقوق الطلبة الاعتيادية في اختيار اتحادهم . عموما لم أشارك في مظاهرة إنما في الكثير من أركان النقاش حيث كان موقفي واضح جدا أن الحقوق لا تمنح إنما تنتزع عبر الآليات القانونية المتاحة ورفضي التام لأي عنف حتى لانجر إلى ما يريده إياهم منا ورفضت بقوة الاعتداء علي الوغد الجميعابي أثناء زيارته لمجمع الطب حفاظا علي قدسية الحرم الجامعي وليتني لم أفعل . واسمحوا لي هنا أن انتقل للحديث بالعامية فلكل مقام مقال . كانت البداية يوم 24/9/2002م حوالي الساعة عشرة صباحا في جامعة السودان. كنت مع صديقة إتعرفت عليها في نفس الجامعة . قام جوني أتنين خلقهم غريبة كدة وبكل لطف سالوني أنت فلان أيوه أنا خير . أحنا مرسلنا قريبك فلان الفلاني عشان نعمل ليك كرت الخدمة الألزامية أتفضل معانا ( كان عندي مشكلة في المغادرة بسبب الخدمة وبعدين قريبي دا كوز كبيـــــــــــــــــــــــــــــر ) المهم أتفضلت معاهم في عربية جياد بيضه وسالتهم أذا كنا حا نتأخر قالو لي لالالا بالكتير كدة ساعة ... المهم مشينا حتة أسمها جهاز الامن الوقائي عرفتا في ما بعد أنو نفس المكان الكان فيهو جهاز أمن الدولة زمن نميري عموما هو فى الخرطوم خلف البنك العربي وكفتريا أسمها السرايا الحرام ... وصلنا هناك نزلت بكل هدوء وأتخيل لي أنو مهم جدا أوضح انو أنا ما بعرف الخرطوم ولا حتي السودان كويس . أندهشت جدا من كمية العسكر الموجودين في المكان وعدم وجود أي مدنيين بديت
اشك في الموضوع وقبال ما أشك كويس لقيت نفسي بتشال من الارض من أتنين كل واحد فيهم قدر الحيطة وأترميت جوه مكتب قدام واحد حلبي قدر الفيل كده ( عرفت فيما بعد أن اسمه عمر محجوب وهو برتبة شاويش ) عمره حوالي 45 أو 46 سنة. ما علينا قالوا ليهو المتهم ياجنابو . سمعت المتهم دي وقلبي جا في رجليني قال ليهم فتشوا ودخلوا جوة . ما صدقوا الاخوة ديل وهاك يا قليب ما خلوا حتة فيني ما فتشوها وشالوا كل الكان معاي ( جاهز موبايل ماركة سامسونج . نضارتين واحدة شمسية والتانية لزوم القشرة . محفظة فيها نوتة تلفونات وحبة قريشات. ساعة يد وكرفتتي الزرقا المنقطة.) وتاني قام شالوني وودوني أوضة كدا حجمها زى 4 في 4 وفيها زي 20 زول . بعدين بدت الأوامر: أقيف . وشك في الحيطة . أرفع أيديك فوق . ما تتكلهم في الحيطة . يا زول أقيف كويس . .... الخ
الكلام دا من الساعة 11 لحدي الساعة 7 مساء ومافي زول إطلاقا سألني من أي حاجة . المهم أنا قلت في سري أصلوا ما أبرد ليهم بطونهم وأسالهم من أي حاجة . زي الساعة سبعة جا الزول الاسمه عمر وقال لي بتمشي الجامعة تسوي شنو ؟ قلت ليهو أصحابي هناك . قال أنت عارف انت هنا لية . سكت ما جاوبت قال لي أنت متهم انك أتزوجت فلانة عرفيا ( بالمناسبة فلانه دي الكانت معاي لمه قبضوني قصدى لمن غشونى ) قلت ليهو ممكن أسال سؤال ؟ قال لي شنو ؟ قلت ليهو ياخ دي نيابة الجرائم الموجهة ضد الدولة ولا ضد الجكس ؟ طبعا جاوبني لكني مش بلسانو وأسمحوا ما أقول أسم الحته الاستخدمها للاجابة . وهاك يا شتيمة وهاك يا بهدلة وبعدين قال لي حالتك قريب فلان . طبعا كان الكلام دا فيهو كمية من الخباثة لانو قبل ما يقولوا كان المسجونين علي الأقل متعاطفين معاي. بعد كدة كلهم قاموا صروا خلقهم . المهم بعد كدة بدا يسال في الباقين من حاجاتم وأتصدمت لاني أكتشفت أنو المعاي مزورين وحرامية و سوري يعني واحديين جايبنهم في قضية شذوذ أتخيلوا . في اللحظة ديك بديت فعلا أدمع من أحساسي الفظيع بالمهانة والزلة . أستمر الوضع دا لحد الساعة 11 مابين شتيمة وضرب في مختلف أنحاء الجسم شي باليد وشي بحزام وشي بي ...... , الساعة 11 تقريبا جابوا عشا عبارة عن حصحاص في هيئة فول وعيش مدته الإفتراضية قطع شك أنتهت .بعد العشا الما خمج دا طلعوني الحوش انا ومعاي واحد مزور أوراق ملكية أرض وساقونا لجنب شباك قدام( لا مؤاخذة الحمام) . ونفس الاوامر: وشك علي الشباك أيديك فوق أقيف علي أطراف أصابعينك
وواحد طلع في كرسي وكلبش أيدينا الأتنين مع الشباك و لاحظوا معاي أنو كنا واقفين عل أطراف أصابعينا لو حاولت تنزل عي بطن رجلك الكلباش يشد يدك لحد ما تدمي ... وفضلنا واقفين أنا وحبيبي دا لحد الساعة سبعة صباحا بنفس الوضعية
اللذيذ في الفلم أنو كان جنب الحوش طوالي في حفلة اوفر نايت شغالة بي فرفور وأنا هاك يا سكسه وهاك يا القرد . المهم عشان ما أطول عيلكم الامر نفسة تكرر طوال ستة أيام كاملة ما عدا في انو بعد التلاتة أيام الاولي بقيت أتربط باليل في الأوضة بدل الحوش لانو كان في زباين جدد لي حافلة الحوش زي ما كانو بسموها الأوباش أياهم . طبعا عرفت انو السبب الاساسي لوجودي هناك هو موضوع المنتدي وقريبي الكوز وبما أنو كان أهلي غادروا السودان كان مطمئن انو مافيش حد حا يسأل عني. أهل ابوي حا يفتكروني
معا أهل امي والعكس .تصدقوا انو اكتر حاجة كانت غالياني من جوة كدة أنو أنا ما منظم سياسيا عشان يحاولو ينتزعوا مني أي معلومات وأتفاخر بعد كدة اني صمدت وما قلت أي حاجة . والحاجة التانية انو اكبر واحد بعد الاسمه عمر دا عمره ما بفوت 25 سنة . في اليوم السادس الساعة 11 ليلا جا نفس الشخص الغشاني والعرفتا انو مدير مكتب قريبي وساقني معاهو علي نيابة الجرائم الموجهة ضد الدولة جوار حديقة القرشي في الخرطوم تلاتة فتح لي مكتب وقال لي نوم هنا . أتونست معاهو شوية عشان أعرف أي حاجة عن ظروف وتداعيات غشتي وفهمت انو الأنسة العزيزة الكانت معاي المفترض انو انا تزوجتها عرفيا ( واللة العظيم لحد اللحظة دي ما حصل شفتها برا الجامعة ) عرفت انها (( أمنجية )) .
طبعا أنا أفتكرت انو المحنّة النزلت علي قريبي دي فجاة بسبب أني دخت وودوني مستشفي الشرطة العام في نفس الليلة لكن طلعت ( داقس ) لانو السبب كان انو مواعيد ترحيلي جات . أتخيلوا كل الناس بتترحل لي بلدا وانا العكس
اليوم التاني الصباح بدري صحوني وأدوني فرشة أسنان وصابونة وشنطة هدومي الشخصية . أستحميت وغيرت و برضوا ما بردت بطونهم وما سالتهم في شنو نهائي ( غتيت صاح ) .. ركبت العربية ولقيت كل متعلقاتي الشخصية بالإضافة لكمية من البلح في كرتونة وفهمت .أنو سيادتي ما شي المطار من هناك طوالي . وصلنا المطار وسلموني جواز سفري عليهوا تأشرة الخروج وتذكرة السفر ... سالت من حاجاتي الشالوها مني في اليوم الأول أتغابو فيها العرفة
. وجاني قريبي الكوز بقدل وقال لي الاجراء دا كان في صالحك ومافي داعي تجيب سيرة لاهلك عشان ما ينزعجوا وتأكد أنو ما في أي حاجة ضدك .
بعد ما دخلت صالة المغادرة طقيت بالصوت العالي عافي منك يا بلــــــــــــد
لكل الأصدقاء الذين لم اتمكن من الاتصال بهم مجددا نظرا لفقداني جهاز الموبايل المخزون بداخله أرقامهم ونوتة التيلفونات أيضا . لكم مني العتبى ولا بد يوم باكر يبقي اخير
|
|
 
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: اعتقالي من قبل جهاز الأمن الوقائي أو ما يسمي بنيابة الجرائم الموجهة ض (Re: زوربا)
|
نحي صمودك ، تعرف اكتر حاجه بتجهجهم الصمود وعدم الجرسة ، بس وإنت غبر منظم من وين عرفت فنيات مواجهة الإعتقال ، ألإستجواب والتحقيق ، التعذيب ،،وخاصة حينما حولت اللحظة الأكثر تعذيبآ من كونها حالة عذاب وألأم ،إلى حالة مختلفة تمامآ ، الرقص والإنتشاء مع حفلة فرفور ، هذه طريقة أي طريقة تحويل حالة ما إلى نقيضها لتفادي آثارها ، ألمها ،عذاباتها ، طريقة يستخدمها اللذين تدربوا وإكتسبوا الخبرة اللأزمة لمواجهة وقهر التعذيب
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: اعتقالي من قبل جهاز الأمن الوقائي أو ما يسمي بنيابة الجرائم الموجهة ض (Re: أبو ساندرا)
|
ابو ساندرا : لم يطلق علي أصدقائي لقبي العزيز زوربا عبثا ... فزوربا مشهور برقصه في حالة الالم :
أما كون التنظيم السياسي يعطيك صمودا فأعذرني لكني لا أعتقد أن إطروحة ما قد تعلمنا كيف نمارس أحزاننا . ربما هو الأنتماء يا ابو ساندرا .. الإنتماء للمليون ميل حب
الشريف : شكرا ... وحيي معي صمود الذين لا يزالون يهتفون في الداخل
الفاتح : تسلم جمل الشيل المو كضاب
أستاذي تراث : هي اللحظة معك تفرض طقوسها وتلغي كل المقترح علي الذهن دون الإصغاء لك . أظل أحمل جميل تقديمك لي للابد أن شاء الله اردو ليسار و حمدوي والجندرية الصغيرة
cantona 1 :
برضوا حنكوش ..
راجع والتار ما تاري
تار البلد كلها ... تعرف تقول للبلد كيف تخلص تارا
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: اعتقالي من قبل جهاز الأمن الوقائي أو ما يسمي بنيابة الجرائم الموجهة ض (Re: زوربا)
|
زوربا ياخائن
لم تحكي لى هذه القصة من قبل ، اعتقد إنك أشرت مرة الى بداياتها اشارة عابرة ، وربما لم اعر الأمر انتباهاًً لجرك الى حكاية تفاصيلها الموجعة .
كيف استطعت عزيزي تحويل هذه التجربة القاسية الى سرد ممتع ، يمتلك كل قدرات العمل الابداعي السردي الجيد في جذب المتلقي ، واندماجه فيه مع تحقيق كامل لذة النص فيه . انها قدرات سارد متمكن ، مبدع حقيقي . وهذا يزيد فخري بأنني كنت من أوائل الذين تعرفت على هذا القدرات فيك ، ومحاولة تشجيعها ، ودعوتك الى هذا البورد الحميم ، ونيلي شرف تقديم طلب عضويتك الى بكري ، ثم شرف الترحيب بك ودعوة الآخرين .
كل ذلك وأنا أعرف انك مبدع شاب وحسب ، ولا اعرف انك مناضل كذلك .
كلنا مناضلون ، وغالبية السوادنيين مناضلين ، فما أسهل إكتساب هذه الصفة اذا كنت سودانياً ، انها تُُفرض علينا فرضاً.
اتذكر في هذه اللحظة الكاتب اليمني الساخر عبد الكريم الرازحي ، الذي زار فرنسا قبل عام أواكثر ، وعندما عاد كتب مقالاً قال فيه انه وجد أن فرنسا "بلد اي كلام" ، اذ لم يجد فيها مناضلين .
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: اعتقالي من قبل جهاز الأمن الوقائي أو ما يسمي بنيابة الجرائم الموجهة ض (Re: Elmosley)
|
يا زروبا
يجى يوم تلقى حقك
الحق ما بيضيع.ز ولكل من مد يده الى رجل من بلادى
يومك بيجى.. والفات ما مات
نتمنى هذه المرة ان يكون الحساب عسير حتى لا يتكرر ما يحدث
كل مرة.ز كل من يسفك دما يسفك دمه.. وكل من يعذب يدفع الثمن..
فترة طويلة لم اكن اصدق ليس لسؤ ظن فقط لانى لا اريد ان اصدق ان هناك سودانى راضع لبن ام حنينة و اب طيب يمكن يعمل كدا
من اين اتى هؤلاء عليهم اللعنة..
ويازوربا قول معاى كل ما لا يقتلنى يقوينى
وربنا يديك العافية تعيش وتربى اولادك واولادهم
وبركة المرقتا بعافيتك
ومبروك الزواج
| |
|
|
|
|
|
|
| |
زوربا
bushra suleiman
Elmosley
أبو ساندرا
elsharief
alfatih
تراث
cantona_1
bayan
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست